دروس غزاوية

أحمد الطعان

مستشار
إنضم
15/12/2005
المشاركات
452
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
سوريا - دمشق
بسم الله الرحمن الرحيم

دروس غزاوية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

( 1 )

يتحدث الكثيرون أن حرب غزة كشفت كثيراً من العمالة التي كانت متسترة بالوطنية أو السلام أو غير ذلك ، وأنا أستغرب ذلك لأن العمالات والخيانات مكشوفة منذ عقود وعقود عديدة ، وإذا كنا لم نكتشف ذلك إلى الآن فهذه مصيبة أخرى . مشكلتنا أننا ننسى فحرب لبنان ، وحروب الخليج العديدة ، ومن ثم غزو أفغانستان والعراق ، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية في أوسلوا ، ومسلسل التنازلات المستمر ، كل ذلك نسيناه ، إن مسلسل الخيانات والمؤامرات مكشوف ومفضوح ولا يحتاج إلى حرب غزة الحالية فقد مرت على هذه الأمة غزات وهزات .

الشيء الذي يمكن أن يقال هنا هو الخيانة سايقاً كانت بطريقة دبلوماسية أكثر، أما في هذه الأزمة فقد أصبح "اللعب على المكشوف " على حد تعبير الأستاذ فهمي هويدي . فلم يعد حسني باراك - لا بارك الله فيه - يشعر بالخجل وهو يظهر على الشاشة على أنه الحليف الأول لإسرائيل في هذه الحرب ، فهو يتحكم بمعبر رفح لمنع الإمدادات عن الفلسطينين ، بينما إسرائيل تستخدم أعنى ما لديها من أسلحة . كل البشر يطالبون بفتح معبر رفح - البشر فقط - لكن مبارك دمه بارد وثقيل ، ووجهه سميك ، وجلده صفيق فهو لا يرى دماء الأطفال، والأشلاء المنثورة في كل مكان ، وآهات وصرخات الأمهات ، وإذا رآها فهي لا تعني له شيئاً .

لقد كُتبت في هذا الرجل - إن كان رجلاً - في الصحف والمجلات والإنترنت آلاف الصفحات ولو قام قائم بجمعها وتبويبها لصنع خيراً ، وذلك لتكون سيرة ذاتية بحق لهذا الممسوخ لتكون لعنة التاريخ والأجيال والأمم لصيقة به إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن ماذا يضيره ذلك وهل تهمه صورته في التاريخ وهل يأبه لما ستتحدث به الأجيال المقبلة.





( 2 )

الحكام العرب يتوارثون فيروسات الخيانة والغدر ، ولقد حقنهم الاستعمار بلقاحات ضد الكرامة ، وضد الشهامة ، وضد النخوة ، فلا تؤثر فيهم المناظر المؤلمة ، ولا تجرح لهم إحساساً ، ولا تلامس لهم شعوراً ، ولعلهم لا يريدون أن يتعبوا أنفسهم بمشاهدة هذه المناظر ، إن منظر أشلاء الأطفال ودماؤهم وصرخاتهم وآهات النساء مقرفة بالنسبة لهم ، إنهم يعكفون على أفلامهم الإباحية وسهراتهم المجونية فهم في واد والشعب في واد آخر ،

إنهم كالدمى المتحركة ، شخصيات كرتونية تتحكم بها اليد الأمريكية والصهيونية على مبدأ إفعل ولا تفعل ، فنجد كل واحد منهم مشغول يكبح شعبه، وليس لديه أي وقت ليتفرغ لغزة ، وماله ولغزة إن عينه ساهرة على الكرسي ، وزبانيته مشغولة بالقمع والاعتقالات والتجويع والسلب والنهب، ولذلك من العبث أن ننتظر من هؤلاء شيئاً يخدم الأمة إن على المستوى القريب أو البعيد ، إن على المستوى الواقع أو الأمل . فإذ1 كان خمسة آلاف جريح وأكثر من ألف شهيد، وآلاف المشردين والمُعدمين لا تستحق منهم أن يجتمعوا ليتداولوا وليتحاوروا فماذا يُنتظر منهم إن اجتمعوا .

( 3 )

حين خرج الاستعمار تحت ضربات الشعوب العربية والإسلامية، واضطر أن يغادر بلادنا مهزوماً مدحوراً، فكر بطريقة أخرى للاستعمار، وبينما نحن كنا مشغولين بفرحة الاستقلال والتحرير كان الاستعمار قد أحكم خطة جديدة ليظل جاثماً على صدورنا فترة أطول دون أن نشعر ، ونجحت الخطة .

وتتمثل الخطة في مقولة أحد قادة الاستعمار الفرنسي للجزائريين حين خرجت فرنسا من الجزائر: أيها الجزائريون تريدون الاستقلال حسناً ؟! تريدون منا الخروج حسناً ؟! سنخرج من الباب وندخل من النافذة .

وحين خرجت جحافل المستعمرين من بلادنا واحتفلنا بالجلاء والاستقلال حقق ذلك لدينا كثيراً من الرضا النفسي ، والشعور بالنصر ، فوضعت الشعوب سلاحها ، وما كان لها أن تضعه ، لأن عدو الداخل أشد خطرً وفتكاً من العدو الخارج ألم يقل جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بعد هزيمة الأحزاب : هل وضعتم السلاح ؟ قال : نعم قال جبريل : فإنا لم نضعه إذهب إلى هؤلاء وأشار إلى بني قريظة . فأوعز إليهم النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته : " لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة " . وكان عقاب بني قريظة قاسياً أزعج إخوانهم العلمانيين المعاصرين اليوم، ولطالما تباكوا عليهم وندبوا مصيبتهم ، ولكن عقاب بني قريظة كان مجدياً وناجحاً فقد خرس اليهود بعد ذلك قروناً طويلة ولم تقم لهم قائمة ، حتى استنعجتنا الأمم فتجرؤوا علينا اليوم .

لقد نجح الاستعمار إذن في إيجاد البديل " من أبناء جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، مسوحهم مسوح الحملان، وقلوبهم قلوب الذئاب " . وأشعرنا عدونا بالاستقلال ، فرضينا نحن بذلك ، وقد حصل هو مصالح عديدة :

الأولى : أخرج جنوده عن ساحة الخطر وأعادهم إلى بلادهم .

والثانية : أوهمنا بالتحرر والاستقلال وأرضانا بالصورة الظاهرة لذلك، فوضعنا السلاح قانعين مطمئنين .

الثالثة : تصله مكاسبه وثرواته ، وحصته كاملة غير منقوصة، دون أن يقدم بإزائها خسارة تذكر ، مغانم بلا مغارم !! .

الرابعة : جعل بلادنا أسواقاً لمنتجاته وبضائعه ، وأفواهنا مستهلكة لمأكولاته ومشروباته .

الخامسة : جعل بلادنا دائماً متوترة ومتنافرة بسبب الانفصام الحاصل بين الحكام والمحكومين .

السادسة : وقد خضع هؤلاء الحكام خضوع الرقيق لسيده فهم مجرد ولاة ومنفذين ومطيعين ومخلصين لأسيادهم المستعمرين إلا أن أسماءهم فقط مختلفة فبدلاً من غورو وجورج وبطرس نجد حسني وعبد الله وزين العابدين .

( 4 )

ومن هنا لا بد من حمل السلاح من جديد لكي نتخلص من هؤلاء الذين يخدمون الاستعمار أكثر من الاستعمار المباشر نفسه ، إنهم يكبحون الشعوب باسم الوطنية أو القومية أو غير ذلك من الشعارات الجوفاء، إن ولاءهم كاملٌ لأعداء هذه الأمة، وهم حريصون كل الحرص على إزهاق روح التحرر فيها ، فلا يسمحون بأي بصيص من نور أو أمل للحرية أو النهضة ، وقد أعدّهم أسيادُهم الأوربيون لذلك إعداداً جيداً ثقافياً وتكتيكياً ومادياً فهم إذا كانوا متخلفين في كل شيء إلا أنهم متقدون في عدة فنون :

- فن المراوغة المكيافللية فهم يبتسمون على الشاشات، ويضربون شعوبهم في معتقلاتها بأيدي من حديد .

- وهم يتظاهرون بالقومية والوطنية ، وتُرفع لذلك الشعارات الطنانة، ولكنهم يبعثون بثروات الشعوب لأعداء هذه الأمة .

- وهم يتظاهرون بحماية تاريخ الأمة وتراثها ودينها ، ويرفعون الشعارات الدينية، ويحضرون الحفلات الدينية ويصلون ، ويبنون المساجد ، ويرفعون شعارات حماية الدين والوطن، ولكن في الخفاء يسخرون من كل ذلك ، بل إنهم يدنسون مقدساتها ويدمرون مناهجها ، ويسدون منافذ الإصلاح ويفتحون بوابات للفساد ، والجهل والمرض ، والجوع والقمع والكبت .

- وطبعاً يوظفون لذلك كل الفاسدين، ويجعلون منهم رموزاً ، ويلبسونهم ألبسة النخبة ، ويدهنونهم بألوان من مراهم التلميع، ومساحيق التجميل، لكل الشرائح الاجتماعية ، فللمتدينين شيوخ السلطان بعمائهم الضخمة ، وجببهم العريضة ، وللمثقفين نُخبٌ من المتفلسفين العملاء المدربين على حبك الإشكالات، وسفطة الحقائق، وتحليلها بأشكال تخدم التوجهات السلطانية وتقدم بعض التسكين للشباب الذي يُخشى أن يكون طموحاً . أما لعموم الناس فيقدمون النجوم الإعلامية المختلفة من فنانين وفنانات، وممثلين وممثلات، وكثيراً ما يُفتح المجال لهؤلاء للنقد غير المحدود ، لأنه في النهاية مجرد تمثيل، لا يضر بأمن السلطان ، ويساعد المشاهدين على تبديد الشحنات المكبوتة ، واستفراغ الغصات المحزونة .

( 5 )

ولذلك فالحكام العرب اليوم هم مجرد ولاة وخدم ينفذون الأوامر بمجرد الإشارة ولا حاجة للتصريح ، وهم لا يفكرون بشعوبهم ، ولا يعيشون معهم، ولا يهمهم إن كنت هذه الشعوب جائعة أم جاهلة أم مُضطهدة ، أو لها مستقبل أو لها تاريخ ، لأن الهم الأكبر بالنسبة للحكام المتخاذلين - وأرى أن هذه الكلمة قليلة بحقهم لأنهم، لم يكونوا في أي يوم حريصين على مصالحها ومستقبلها - الهم الأكبر هو الحفاظ على الكرسي والكراسي الوريثة ، له ولذريته ولحاشيته وزبانيته المقربين .

ولذلك تجد أن الإبداع الوحيد في بلادنا العربية والذي يتميز به الحكام العرب عن بقية حكام العالم هو قدراتهم الفائقة في اختراع وسائل الكبت والتعذيب والترويع والاستبداد والتجهيل، ولو كانت هناك جوائز تُعطى لمثل هذا اللون من الإبداع فأعتقد أن حكامنا هم أحق الناس به .

ولا شك أن من لوازم هذه التميز هو قدراتهم النادرة على الخداع والتضليل والكذب، فيعكسون الصورة الجهنمية الحقيقية لهم إلى صورة فردوسية مزيفة، إنها في الحقيقة وصية مكيافللي لتلاميذه النخلصين ، "" يجب على الحاكم أن يكون ماكراً مكر الذئب ، ضارياً ضراوة الأسد ،غادراً غدر الثعلب ، وأن يتعلم كيف يبتعد عن الطيبة والخير ، وأن يرتكب الشر والفظائع أحياناً- ، ويقترف الإساءات ويسير على مبدأ " فرق تسد " ، من أجل المحافظة على سلطانه "" . ([1]) ويضيف الأستاذ مكيافللي "" ولكن على الحاكم في نفس الوقت أن يُخفي هذه الصفات المرذولة ، ويكون دَعِيّاً ماهراً ومرائياً كبيراً وأن يحسن التظاهر بالأوصاف الحميدة والتدين الشديد "" ( [2]) .

ولذلك نجد الحكام يحضرون المناسبات الدينية وإلى جوارهم أصحاب العمامات السلطانية يسبحون بحمدهم ويباركون جهودهم ، ويدعمون جبروتهم ، إن فلسفة مكيافللي وكتابه الأمير قد وجد صداه في حكامنا " الميامين " فقد حفظوه عن ظهر قلب، لأنه كتابهم المقدس ، وقد نفذوا تعاليمه بإحكام وأمانة .

( 6 )

ومن هنا فالحديث الدائر منذ زمن عن مشروعية الخروج على الحكام ، وهل هم كفرة أم مسلمين أم منافقين أم شياطين أم سعادين ؟! لا أرى أنه سار في الطريق الصحيح ، لأن حكامنا يجب الخروج عليهم حتى لو أقاموا الصلاة وأدو الزكاة وحجوا إلى بيت الله الحرام، لأن هذه المظاهر الدينية لا تشكل خطراً على مصالحهم، ولا مصالح أسيادهم، بل لعلها تعزز أهدافهم وغاياتهم حين تتحول إلى شكليات وحركات خالية من المضامين الجوهرية.

إن الحكام العملاء والمتآمرين على واقع الأمة ومستقبلها يجب الخروج عليهم، ورفع السيف في وجوههم، لأنهم خانوا أمتهم، وسرقوا خيراتها، ونهبوا ثرواتها ، ودمروا شعوبهم،، وحطموا مبدعيها ، وكبحوا طموحاتها ، وانحازو إلى أعدائها وتعاونوا معهم في القتل والتجويع والتجهيل والقمع والاضطهاد، لكي تظل الأمة ضعيفة خانعة مُستذَلّة لا تجد أي نافذة للنهوض والتقدم .

وكم هم مخطئون أولئك الذين يستدلون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أُمِّ المؤمنين أم سلمة هند بنت أَبي أمية حذيفة رضي الله عنها ، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، أنه قَالَ : (( إنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعرِفُونَ وتُنْكِرُونَ ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ ، وَمَنْ أنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ )) قَالوا : يَا رَسُول اللهِ ، ألا نُقَاتِلهم ؟ قَالَ : (( لا ، مَا أَقَامُوا فيكُمُ الصَّلاةَ )) رواه مسلم .

لأن إقامة الصلاة تعني : شيوع العدالة ، والأمانة والوحدة ، والاعتصام بحبل الله المتين ، والنهي عن الفحشاء والمنكر ، وتعزيز الأخلاق الفاضلة ، وكبح المفسدين ، وصدّ المعتدين ، وحراسة الثغور ، وحماية البلاد ، وتوثيق عرى الإيمان ، وعمارة الأرض بالخير، والعقل بالعلم، والمجتمع بالفضيلة، وليس المقصود بإقامة الصلاة هو شكلها الظاهر ، وحركاتها الرياضية، فهذه يفعلها المانفقون وغيرهم ما دام ذلك يعود عليهم ببعض المكاسب والمصالح، وقد يسأل هنا سائل أو يعترض معترض بأن السياق في نص الحديث يُفهم منه أن طاعة الحكام واجبة حتى وإن كانوا ظلمة وعصاة وفساقاً وغير ذلك ، وقد يستدل المعترض لذلك بحديث " "" تسمع و تطيع للأمير فإن ضرب ظهرك و أخذ مالك فاسمع و أطع "" شعب الإيمان - البيهقي - (ج 6 / ص 62) . فأقول هنا لكل هؤلاء الذين يستخدمون الدين لإسكات الثائرين ، ويوظفون النصوص لكم الأفواه وتثبيط الهمم ، إن الإسلام برئ ومن هذا الفهم السقيم ، والتوظيف اللئيم، لأن مقصد الحديث هنا هو الحث على التضحية بالمصالح الشخصية والفردية، لأجل مصالح العامة الجماعية، وذلك حين يكون الحكام فساقاً ومنحرفين في سلوكهم الشخصي وذواتهم كأفراد ، فهذا لا يضيرنا ما داموا يقيمون الصلاة ، ويحكمون بالعدل ، ويقمعون الظلم ، ويدافعون عن مصالح الأمة ويسهرون على تحقيق أمنها، ويحرصون على خيرها وبرها، وتحقيق رسالتها في التقدم والحضارة والخيرية ، عندئذ ما لنا ولهم إذا كان فسقهم في داخل قصورهم فحسابهم عند ربهم .

كذلك بالنسبة لحديث وإن أخذ مالك وضرب ظهرك ، فهو لمن يظلمه الحاكم بشكل شخصي وفردي لسبب من الأسباب ، أو لظنٍّ من الظنون ، أو لتوهمٍ أو وشاية ، ينصحه النبي صلى الله عليه وسلم أن يصبر ويتجاوز ويتنازل عن حقه درءاً للفتنة العامة ، ويضحي بمصالحه الشخصية في سبيل المصلحة العامة ، وذلك حين تكون الأمة رخيّة هنيّة مزدهرة آمنة مطمئنة في عمومها ، وحكامها حراس أمناء لمصالحها ، وحماة أشداء لأمنها ودينها وحضارتها .

أما والأمة اليوم يُنكِّل بها حكامُها ، فالشعوب مضطهدة جائعة ، والمعتقلات غاصّة ممتلئة ، والخيرات منهوبة ، والثروات مسروقة ، وأعداؤنا يقاسموننا على رغيف الخبز ، وحفنة البرغل، والطاقات مهدرة بل مقموعة ، وأهل الفساد والانحراف يمرحون، وأهل الصلاح والهدى مُستذلّون، ودماء المسلمين تسيل في كل مكان ، وأشلاء أبنائهم ونسائهم تُدفن تحت أطنان من القنابل والدمار، أما والأمة كذلك : واقعٌ مظلم ، ومستقبلٌ مجهول ، وإبداعٌ مقتول ، وعقولٌ بائسة، وأرواحٌ يائسة ، فكيف لنا أن نسكت ؟!

على أصحاب العمائم السلطانية أن يخرسوا ويكفوا عن التصفيق والتمجيد ليحصلوا على بعض الفتات وكفاهم كذباً ونفاقاً وتحريفاً للدين فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي حرر العرب من ترهات الجاهلية والوثنية والذلة والاستكانة والفرقة ، وأخرجهم من الظلمات إلى النور لا يشرّع للخنوع ، ولا ينصح بالخضوع للجبابرة والعتاة لأنه هو القائل صلى الله عليه وسلم : " وقد سُئل أيُّ الجِهادِ أفضلُ ؟ قَالَ : (( كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائرٍ )) رواه النسائي بإسناد صحيح . وللحديث بقية .

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

والحمد لله رب العالمين

د. أحمد إدريس الطعان

– كلية الشريعة – جامعة دمشق



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) : انظر لمكيافللي – الأمير ص 136 ، 159 ، 169 ، 94 ، 101 ، 103 ، 147 ، 148 وبرتراندرسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 29 والغرب والعالم – كافين رايلي ص 13 .

([2]) انظر : مكيافللي _ الأمير ص 147 ، 140 ، 149 وبرتراندرسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 30 .
 
جزاكم الله خيراً

جزاكم الله خيراً

[align=center]
نفثة مصدور او قل تلك شقشقة هدرت من عربيٍّ كريم حين سمع أن عدد الشهداء قد جاوز الألف وعدد الجرحى قد قارب الخمسة الآلاف، وهو يرى عار غزة نحمله جميعا
فما عاد لنا وجهٌ أن نُسمى عرباً. ها هو تلفزيون إسرائيل يعرض أشياخ يهود وعجائزهم الحاقدين يشكرون حسني مبارك علنا ويؤكدون أنه لولا موقفه المساعد لما أمكن حصر الفلسطينيين.
لا ننس موقف الحكومة السعودية - عاملها الله بما تستحقّ- فهي تسعى بنشاط غير مسبوق لمنع انعقاد القمة العربية . والله أعلم بما تعمل خلف الكواليس
أموت وأفهم كيف يفكّر هؤلاء

ويقال لنا :عقول الملوك ملوك العقول

لعمرك ما بقيت لنا معهم عقول

ما أجدرنا أن نتذكّر قول الشاعر

وحكومةٌ ما إنْ تُزحْزِحْ أحمقـــاً * عن رأسِها حتى توليَ أحمقا
ضعفت قوائمها وليست ترعوي * عن جهلها حتى تزولَ وتُمحقا
قيل اعشقوها قلتُ ما بقيت لنــا * معها قلوبٌ كي نُحِبَّ ونعشقا
إنْ لم تكنْ ذاتُ البنين شفيقــــةًً * هيهات تلقى من بنيها مشفقا


[/align]
 
والآلأن وبعد أن وضعت حرب غزة أوزارها .. أهديكم ما تعلمته من غزة العزة .. غزة هاشم ...

غززززززززززززززززززززة بل عززززززززة وصمود وإباء ..\
غزة لقد علمتني أن أبكي عند آيات الأحزاب آيات كنت أنت التفسير الواقعي لها .. عذرا يا اهل التفسير لكن غزة كانت تفسيرا لهذه الآيات ..
علمتنا غزة معنى الأحزاب .. معنى الذين في قلوبهم مرض .. معنى المرجفون في المدينة .. معنى المعوقين .. والمنافقين وأصناف الناس ..
كم أتذكر خطاب رئيس وزرائك جزاه الله عنا وعنك خيرا المفعم إيمانا وهو يتلو علينا آيات ربنا كأنها لأول مررررررررررررررررة أسمعها وأنا قد حفظتها ..
شكرا غزة .. كنت عونا لي على تدبر آيات الأحزاب، أيات آل عمران ..
غززززة .. علمتنا معنى قول المؤمنين ( هذا ما وعدنا اللله ورسول وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ) ..\
غزة .. أنت جامعة الصبر .. كأني بك تعلمينا ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ...
غزة .. مفردة أخرى أقترح على علماء اللغة أن يجعلوها من مرادفات الصبر ..
غزة .. علمتنا واسمحوا لي أن اقتبس من كلمة الشيخ هنية في خطابه لأهل غزة ( أنتم بصمودكم تعلمون القادة ) غزة علمتنا أن القائد هو من يثبت على المبدأ .. غزة أنت مدرسة لكل من أراد أن يكون قائدا .. كان مسلما أو غير مسلم ..
غزة علمتنا الغنى بالله والأنس به والاستغناء عن الناس ..من وجد الله فماذا فقد ؟
غزة لقد علمتنا أن ( لا يضرهم من خذلهم ) كانت من أهم أوصاف الطائفة المنصورة وأنها لم تكن من قبيل السجع وإنما من جوامع الكلم الذي أوتيه رسولنا صلى الله عليه وسلم ..
غزة .. أنت عزاء لكل مهموم ومغموم ومكروب يتعلم منك الصبر والرضا ..
غزة .. لقد أقحمت الأفواه ..
غزة .. الشدة ثمن العزة .. وكم سئمنا الهوان ..
شكرا غزة .. لقد أعدت لنا صور تشابه صور الجيل الأول الذي نحبه وندعوالله أن يجمعنا بهم في فردوسه ..صور تشابه صور أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام وعليهم من الله رضوانه ..وقد كنت أخالها لا تتكررر ..
غزة ... تقبل الله شهداءك وداوى جراحاك وأجرك في مصابك بقادتك ريان وصيام وعوضك الله خيرا منهما ..
غزة دعواتك لنا ..
غزة .. هنيئا لك النصر ...
 
غزة أصبحت عنواناً للعزة في العصر الحاضر .. غزة ستكون إن شاء الله عز وجل درساً للمستقبل ...
 
السلام عليكم
الأستاذ الطعان ..حياكم الله .. الآن أستطيع أن أتحدث معك وبصراحة شديدة . ووالله لا أتقلد منصبا في بلادنا ، ولا أطلب دنيا ولا أطمع في شئ ..ولكنها تذكرة وفقط ووضع الأمور في نصابها والتعريف بحقيقتنا.


إذا كان الأمر أمر حكام ...فلا يختلف موقف أي حاكم من حكام العرب ..

ولو سألتك سؤالا : ماذا فعل حاكم سوريا سوي التنديد والشجب ؟؟
وهل هو صديق ابن صديق ؟ مجرد سؤال فقط .
ولماذا لا يسعي لتحرير الجولان مثلا ؟ هل أترك بيتي وأدافع عن بيت جيراني ؟

ماذا فعلت ميلشيات حزب الله ـ المزعومة ـ سوي التنديد والشجب؟؟

هل سمعت تكذيبهم للصواريخ التي أُطلِِقت من جنوب لبنان وبادروا بالتبرئة من إطلاقها؟؟ لماذا لم يقتحموا الحدود من أجل إخوانهم في غزة ؟

ولكني أرجع بك قليلا إلي الوراء ـ من باب التذكرة وفقط ـ وبالتحديد في حرب العراق ..

ماذا فعلت سوريا للعراق في الحرب ؟
الجواب : قبضت علي كثير من المجاهدين في سوريا وأرسلتهم إلي بلادهم ليذوقوا أهوال التعذيب والاعتقال .

فلماذا لم تفتح حدودها ؟؟
الجواب : ...................

يا أخي الكريم إن المصريين تركوا الأنفاق تعمل في الحرب .. وبإمكانها التحكم علي الأقل علي النصف .. ومع ذلك كل شئ كانت تصل لغزة ... ولكن ليس كل شئ تستطيع أن تعلن عنه .

وبعيدا عن كل ذلك ارجع إلي الأسس القويمة للنصر وراجع آيات التمكين وشروطه .. وأنت تعلم وقتها أين نحن من النصر .

إن الناس ينظرون لأثر الداء ..وهؤلاء الحكام هم أليق بنا وبحالنا ..وهم لا شك أثر فقط .. أما الداء الحقيقي تركنا للتوحيد والصلاة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ثم حبنا الكبير للدنيا ـ إلا من رحم وقليل ما هم ـ

وانظر إلي هذه الشروط . ثم سل نفسك هل هي تحققت فينا أم لا ؟

الشرط الأول : "يعبدونني لا يشركون بي شيئا" أي ليسوا من حزب البعث وليسوا من العلويين وليسوا من طرق الصوفية وليسوا من العلمانيين وووووو

هل تعتقد بأننا سننتصر بغير ذلك ؟

الشرط الثاني : "أقاموا الصلاة" ولا يخفي علي أهل التفسير الفرق الكبير بين أداء الصلاة وبين إقامتها .

فهل هذه الصلاة أقامتها عامة الناس ؟

الشرط الثالث :" وآتوا الزكاة" ولا يخفي عليكم ما أحاط بالمسلمين من بخل وكنز للمال وكأنهم باقون أبد الدهر (إلا من رحم) وقليل ما هم .

الشرط الرابع : "أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر"
هل خرج أحدنا وذهب إلي حاكمه وقال له " اتق الله وطبق في بلدنا شريعة الله ؟ "
أم أننا نكتفي بالحديث في المنتديات وفيما بيننا دون المواجهة ..ونستدل بأن أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ خاف علي نفسه أن يتحدث بأحاديث مخصوصة لكي لا يقطع حلقومه .

وهذه الإشارة كافية لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد .
وبارك الله فيكم
والسلام عليكم
 
كان دعم عباس خطأً سعوديا مصريا ..عربيا

كان دعم عباس خطأً سعوديا مصريا ..عربيا

[align=center]


من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
صدق عزمي بشارة أمس في الجزيرة حين قال إن الجرحى ليسوا 5000 بل ثلاثمئة مليون عربي مجروح في كرامته وكبريائه ونفسيته ووجوده. هذه نتيجة حرب غزة.
سيضطرنا دم الأطفال والنساء والمجاهدين أن نفكر في الأزمة كل لحظة، لا سيما أن إسرائيل ستعود لحرب المقاومة وليس لدى الحكومات المعنية خطة واضحة، بل لا تبدو تفهم ماذا يجري.

حكومة مصر وحكومة السعودية على الخصوص مطالبتان شرعا بـالاعتراف بحماس

لأنها فازت بالانتخاب وهو اختيار الشعب. ولأن الاعتراف بها هو السبيل الوحيد لدعم

المقاومة.

حكومة سورية ذات موقف "أفضل" من مواقف غيرها فقد فتحت ابوابها لمليوني عراقي

وقد سمحت أول الأمر بدخول المجاهدين لولا مطالبة حكومات بلادهم بهم دعما لأمريكا

. توقفت حكومة سوريا حين تركها السعوديون والمصريون وحيدة.عار على العرب السنة

أن تدافع حكومات ليست عربية او ليست سنية عن قضايا الأمة المصيرية.

فـ"ـالعروبة" و"السنية" مكونان رئيسيان في هويتنا القومية . وكل من عاداهما أو

أحدهما أو خانهما وجب الحذر منه والعمل الدؤوب على إيقافه.

ولذلك يمكن ترتيب الأعداء وفقا لهما

إسرائيل العدو الأول لأنها تعادي المكونين معا
إيران العدو الثاني لأنها تعادي المكونين معا
الحكومات التي تتعاون مع الأعداء خائنة
وعليه تكون الحكومات العربية مختلفة في نوع الخيانة فقط
قسم يوالي العدو 1 وقسم يوالي العدو2.
الحكومة السورية لا تعد "السنية" مكونا رئيسا من مكونات"الهوية القومية"
وهذا يجعلها تتناقض مع الأكثرية.\
والحكومة المصرية تسكت عن تحديد "هوية مصر القومية". إذ يبدو على الكتلة الحاكمة
"شلة مبارك" أنها ترى أن من الأفضل جعل مصر بلا هوية وتخديرها بالمخدرات والفضائيات. وهذا يعني اتفاق مصري-سعودي على هذه الستراتيجية.
أما الحكومة السعودية وهي بدوية نجدية فقد سخرت ملياراتها لتخدير الأمة بفضائياتها
التسطيحية، وهي تظن أن أمريكا ستحميها من أي عدوان أيراني محتمل ولذلك سعت بكل جهدها الى إنهاء حماس.لأنها تريد الهدوء، فهي مكتفية بأن تكون مرتاحة في بحبوحة عيشها. ولما فشل اليهود تبرعت بمليار دولار لإعمار البيوت ورد ماء وجهها. لكنها لا تجرؤ أن تعلن عن ستراتيجية إنفاق المليار دولار.

هذه الأمور من فقه الكليات وأهل السنة يفتقدون فقهاء كليات
فمدارسهم تدرس فقه الجزئيات فقط وهذا سر سذاجتهم
لأن فقه الكليات يجر إلى السياسة ولا بد.
وهم أجبن وأقل قدرة أن يخوضوا في السياسة .
لكنهم سيضطرون ما دام "علماء" دين الفرس يتصلون"بصاحب زمانهم المختلق"
ويقررون لمقلديهم حتى ماذا يتابعون من فضائيات، سيضطر أهل السنة إلى أن يخوض علماؤهم في "فقه الكليات" لأنهم كانوا منذ نشأتهم ردّ فعل على الروافض والمعتزلة.

الموقف الوحيد المتناقض والمخزي لحكومة سوريا ولاؤها لإيران رغم استغلال الفرس

للمذهب الشيعي لنشر امبراطوريتهم الفارسية. وهذا امر يتناقض مع عروبة البعث

الحقيقية.


نحن اليوم أمام أعداء كثر من كل حدب وصوب

من جهة إيران التي سيطر أبواقها على العراق دون أن تفعل السعودية ومصر شيئا

لعودة عروبة العراق وإنقاذ شعبه من الانفصاليين الكرد والصفويي الولاء.

لا يحتج علينا احد بناس ليسوا سنة او ليسوا عربا

الفلسطينيون عرب سنة

وعار على كل عربي وكل سني أن يقتلوا على مرأى ومسمع منا


أرجو من كل أخ له علاقة بأصحاب القرار في حكومة السعودية أن يحثها على الاعتراف

بشرعية حماس وأن لا يراهنوا على عباس واسرائيل وامريكا لأن الشعب العربي في

السعودية وغيرها لن يسمح لإسرائيل أن تفعل مرة أخرى ما فعلت.

ولأن مصلحة الأمة ليس بوسع السياسة اخفاؤها ولو أنفقت ملء الأرض ذهبا

يبدو لي - بوصفي متابعا لحال الأمة- أن السياسيين قد فقدوا القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة لأنهم تعودوا على الحكم والحركة بطيئة والأمور واضحة. أما اليوم فالحركة سريعة والخيوط مختلطة فهم يحتاجون إلى (منطق الهياكل المتقطعة) لتحديد الكلي والجزئي، وإلى تحليل سيميائي للمكونات.[ ويبدو أن مستشاريهم مشغولون ببناء الفلل
التي يسرقونها عن أن يركزوا تفكيرهم لبناء خطة ذات جدوى.]

وهذا دور الفلاسفة المغاربة لأنهم "فقهاء الكليات"

أما فقهاء الجزئيات فلا غنية لهم في موضوع لا يفقهون فيه شيئاً.

أظن أن الحكام البدو يختارون حتى مستشاريهم على اسس بدوية (تقدم مجرد الولاء على
الفكر والإمكانية)

وهذا يجعل الأمة منكوبة بطريقة مضاعفة. نعرف ذلك من تخبطهم غير المحتمل.

إن نجاح الطريقة البدوية في جانب من جوانب الحياة لا يعني صلوحها لكل جوانبها

وهذا ما سيؤدي إلى كارثة حتمية من وجهة نظري المتواضعة.

نسأل الله تعالى أن يأخذ بيد صالحي الأمة ومصلحيها إلى ما فيه خيرها وعزها ورشادها

وقبل أن أختم أود أن أقول

مطلوب من فقهاء الكليات تأصيل (الهوية القومية) في (العقيدة) بالتعاون مع حفظة النصوص لأن الناس متشتتة الولاء وكتب العقيدة القديمة والمقتبسة منها لم تعد تلبي حاجة العصر. ولعلها تشترك مع مفهوم الولاء والبراء.


[/align]
 
السلام عليكم
فضيلة د/ عبد الرحمن الصالح
وضعت لكم شروط التمكين ولكني رأيتكم تجاهلتموها . ولكني لي تعليق سريع علي بعض العبارات :

أعجبتني هذه العبارة (الموقف الوحيد المتناقض والمخزي لحكومة سوريا ولاؤها لإيران رغم استغلال الفرس للمذهب الشيعي لنشر إمبراطوريتهم الفارسية. وهذا أمر يتناقض مع عروبة البعث الحقيقية.)

ففضيلتكم تنكرون مثل هذا التعاون مع الشيعة ومقتكم للمذهب الشيعي نوافقك فيه ..وأصبت في هذا التعليل ..ولكن هذه العبارة أعجب (وهذا أمر يتناقض مع عروبة البعث الحقيقية.)!!!

هل يا سيدي تظن أن حزب البعث يمكن أن ينتفع الإسلام من خلفهم ؟؟ وشعارات مثل العروبة وغيرها ـ سوي الإسلام ـ هي التي أضاعت منا البلاد .

إنك لو تقربت من طريقة الحكومة السورية ستجدهم يكرهون كل ما هو سني وهذا واضح في قولكم (الحكومة السورية لا تعد "السنية" مكونا رئيسا من مكونات"الهوية القومية"وهذا يجعلها تتناقض مع الأكثرية.\))

يا سيدي الفاضل الحكومة السورية هي التي قتلت أكثر من عشرين ألفا من السنة في اللاذقية . وهي التي تركت الجولان وتدخلت في لبنان وكأنها نسيت طريق الجولان .
أمثال هؤلاء لا يمكن أن يرجي منهم نصرا .

وقولكم (فقد فتحت أبوابها لمليوني عراقي وقد سمحت أول الأمر بدخول المجاهدين لولا مطالبة حكومات بلادهم بهم دعما لأمريكا)ا.هـ

إذن في نهاية الأمر تآمرت علي العراق وأغلقت حدودها . وسلمت المجاهدين لحكوماتهم ..أليست هذه خيانة للعروبة التي تتحدثون عنها ؟؟؟ ولا أريد أن أطيل في هذا الأمر كثيرا .

يا سيدي الفاضل الأمر لم يكن مقصودا به غزة وحسب ..فالأمر الأكبر أن ينسي المسلمون القدس .
وأيضا إيقاع فتنة بين الدول الإسلامية .
والاتهامات المتبادلة بين الدول كل يدعي العصمة واتهام الآخرين .

وللأسف وقع في هذا الفخ بعض الفضلاء .هاهو دكتور في البرمجة ومن أهل القراءات وضع في منتداه اتفاقية "كامب دفيد) ومثل هذه الأمور ستثير فتنة بين الناس وهي مقصودة لوضعها في هذا الوقت خاصة .

وبهذا نجح اليهود في زرع الفتن بين المسلمين .

ولذا نحن نتمسك باتباع العلماء الربانيين ـ لأنهم هم أفقه للواقع من غيرهم ، وليسوا حفظة نصوص وفقط بل هم الأئمة القدوة .

هناك فرق بين السنن الكونية التي لا تعرف المجاملة ، وبين الجزئيات التي تتحدث عنها .
فسنة الله في عباده المؤمنين متي عصوا ربهم امتنع عنهم النصر قال تعالي (..وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون ) فلا يمكن للأمة النصر حتي ترجع هذه الأمة لدينها وفي الحديث (" إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " . وقد علق العلامة الألباني قائلا (فإلى دينكم أيها المسلمون حكاما و محكومين .) حديث رقم 2856 في الصحيحة .
هذه سنة كونية فلا يمكن رفع الذل إلي بالعودة إلي الله .
ومن نظر في سيرة النبي صلي الله عليه وسلم وجد بغيته ولم احتار في وضع الحلول .
واقرأ هذا الحديث (وقال البخاري حدثنا الحميدى، حدثنا سفيان، حدثنا بيان وإسماعيل، قالا: سمعنا قيسا يقول: سمعت خبابا يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت: ألا تدعو الله ؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: " قد كان من كان قبلكم ليمشط بأمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب، وما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ، ما يصرفه ذلك عن يدنه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله عز وجل " زاد بيان " والذئب على غنمه ".
وفى رواية " ولكنكم تستعجلون ".))ا.هـ انفرد به البخاري دون مسلم.

هل يا سيدي الواقع يقول بأن يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله عز وجل ..وهم يعذبون ومستضعفون في مكة؟؟؟

ثم اقرأ قصة "سراقة ابن مالك" كيف صدق وعد رسول الله صلي الله عليه وسلم بأنه سيملك أساور كسري .
بينما الواقع يقول: إنهما فاران بدينهما . وسراقة يقطن البدو ، فكيف يمكن لمثل سراقة أن يملك هذه الأساور؟
بل توفي النبي صلي الله عليه وسلم وأبو بكر ، ومع هذا احتفظ سراقة بالكتاب ، ولم ينظر إلي الواقع .
يا سيدي الفاضل الأمر ليس متوقفا علي القوة فحسب، فباكستان قوة نووية فهل انتفع المسلمون بقوتها النووية ؟
وأهل الصومال قلة وضعفاء وفقراء ووجد فيها من يعبدون الله فحرروا البلاد وفرت القوة من أمامهم .
فهذه الشروط التي وضعتها لك لا سبيل للنصر بدونها .

[ ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر . ]
ولكن الأمة تفتقد إلي من ينمي فيها الوازع الديني . لا من يتحدث عن القوميات أو انتظار النصرة من طائفة ضالة مثل حزب البعث والعلمانية وغيرهما .
والله أعلم
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى