دروس علم عَدّ الآي. (الحلقة الثانية).

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30/11/2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
بسم1
الاثنين 8 شعبان 1434
[align=justify]
الحمد لله الذي أكرمنا بكتابه، وشرّفنا باتباع أفضل رسله، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، والصلاة والسلام على خير الخلق، وأفضل المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فهذا الدرس الثاني من دروس علم عدّ الآي، سيكون فيه الحديث –إن شاء الله- عن:
"مذاهب العلماء في عد الآي، ونسبة هذه المذاهب"
فأقول مستعينًا بالله:

الأعداد في علم عدّ الآي ستة أعداد، وهي على النحو الآتي:
1. العدد المدني الأول: وهو العدد الذي رواه نافع عن شيخيه أبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح.
ويروي أهل الكوفة هذا العدد عن أهل المدينة دون تعيين أحد منهم بعينه، ويرويه أهل البصرة عن ورش عن نافع عن شيخيه.
وأكثر علماء العدد يعتمدون رواية أهل الكوفة عن أهل المدينة في هذا العدد.
وعدد آي القرآن عندهم: [6217]، وهي في رواية البصريين: [6214].

2. العدد المدني الثاني: ويسمَّى العدد المدني الأخير، وهو العدد الذي رواه إسماعيل بن جعفر، وقالون عن سليمان بن مسلم بن جمّاز، عن أبي جعفر، وشيبة.
وعدد آي القرآن عندهم: [6214] عن شيبة، و[6210] عن أبي جعفر.

3. العدد المكي: وهو العدد الذي رواه عبد الله بن كثير عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب.
وعدد آي القرآن عندهم: [6219]، وقيل: [6210]، وقيل: [6220].

4. العدد البصري: وهو العدد المروي عن عاصم الجحدري، وعن أيوب بن المتوكل، ويعقوب الحضرمي.
وعدد آي القرآن عندهم: [6204]، وقيل: [6205].

5. العدد الشامي: ويسمَّى: "الدمشقي"، وهو العدد المرويّ عن يحيى الذماري، عن عبد الله بن عامر اليحصبي، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وعدد آي القرآن عندهم: [6226].

6. العدد الكوفي: وهو العدد الذي رواه حمزة الزيات، عن ابن أبي ليلى، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ورواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وعدد آي القرآن عندهم: [6236].

وقد اتفق علماء العدد على هذه الأعداد الستة، واقتصر عليها ابن شاذان، وابن عبد الكافي، والمالكي، والشاطبي، وشُعلة، وغيرهم.

وأضاف بعض العلماء عددًا سابعًا، وهو العدد الحِمْصي، وهو: العدد المرويّ عن شريح بن يزيد الحمصي مسندًا إلى خالد بن معدان، وعدد آي القرآن فيه: [6232].
وممن اعتمده: العَمَّاني، والجَعْبَري، والقَسْطلاّني، والمتولي، والحَدّاد، والقاضي.
وقد صَرّح الداني والهُذَلي بشذوذ العدد الحمصي.

والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[/align]
 
، ويرويه أهل البصرة عن ورش عن نافع عن شيخيه..
[/]
ما ذكرتموه من رواية أهل البصرة العدد الأول عن أهل المدينة هو الموجود في تقارير مصاحف الدوري بالسودان والسعودية، وهو الموجود عند العلامة عبد الفتاح القاضي، لكنه غير صحيح. قد بين العلامة أبو الحسن عبد الهادي بن عبد الله حميتو، الآسفي المغربي، متعنا الله بطول عمره ووفرة بركاته، خطأ ذلك بما لا يدع مجالا للشك، في كتاب له سيطبع قريبا، عندي مسودته. وقد تتبع أصل التحريف وأرخ لتغير صيغه من [المصريين ] التي تحرفت إلى البصريين، وانتهاء ب[أهل البصرة] التي صاغها أول مرة الشيخ عبد الفتاح القاضي وزميله في شرح الناظمة
الخلاصة: لا رواية للبصريين عن ورش، في العدد المدني الأول، كما تقول تقارير المصاحف المشارة إليها أعلاه والشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله
 
جزاكم الله خيرا على هذه الملاحظة.
وقد جاء في كتاب البيان في عد آي القرآن (تحقيق المحقق الدكتور غانم قدوري): .. وهو الذي كان يعد به القدماء من أصحاب نافع، ورواه عامة المصريين عن عثمان بن سعيد ورش عنه.
وجاء في الهامش: ن ق: البصريين. والمناسب كما الأصل: المصريين.
 
بسم1
الاثنين 8 شعبان 1434
[/FONT][/FONT]العدد المدني الأول: وهو العدد الذي رواه نافع عن شيخيه أبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح.
ويروي أهل الكوفة هذا العدد عن أهل المدينة دون تعيين أحد منهم بعينه، ويرويه أهل البصرة عن ورش عن نافع عن شيخيه.
وأكثر علماء العدد يعتمدون رواية أهل الكوفة عن أهل المدينة في هذا العدد.
وعدد آي القرآن عندهم: [6217]، وهي في رواية البصريين: [6214].


[/align]


روى الداني بإسناده إلى الفضل بن شاذان قال: "قال محمد بن عيسى: جميع عدد آي القرآن في المدني الأول: ستة آلاف آية ومئتا آية وسبع عشرة آية"، (البيان، ص 79). وقد ذكر المؤلفون في هذا العلم من شُرَّاح الناظمة وغيرهم أنَّ عدد آي القرآن للمدني الأول في رواية الكوفيين: (6217) آية، وهُم في ذلك يتابعون الإمام الداني, وهو يروي هذا الرقم روايةً كما تقدم, ولعلَّ ذلك مبنيٌّ على عدم عدِّ: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا) له, وقد اختُلِف عن المدني الأول في عدِّها, وذكر الإمام الداني أن عدد آي سورة الشمس له: ( 16 ) آية, وذكر له عدَّ: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا) ولم يذكر له فيها خلافاً، فعلى هذا يكون عدد آي القرآن على هذا العد: (6218) آية، وذكر الخلاف الشاطبي في الناظمة فيكون العدد: (6218) آية باعتبار عدِّها، و(6217) آية باعتبار تركها، وهذا من رواية شيبة بن نِصاح، أما من رواية أبي جعفر فيكون العدد: (6214) آية، أو: (6213) آية بحسب ما تقدم من الخلاف في عدِّ: (فعقروها)، وذلك أن أبا جعفر وشيبة يختلفان في ستة مواضع، يعدُّ منها أبو جعفر موضعاً ويتركه شيبة، ويعدُّ شيبة خمسة مواضع ويتركها أبو جعفر، والله أعلم.



العدد المدني الثاني
: ويسمَّى العدد المدني الأخير، وهو العدد الذي رواه إسماعيل بن جعفر، وقالون عن سليمان بن مسلم بن جمّاز، عن أبي جعفر، وشيبة.
وعدد آي القرآن عندهم: [6214] عن شيبة، و[6210] عن أبي جعفر.
[/FONT]


ذكر الخلاف في عد آي القرآن الداني في المدني الثاني باعتبار الخلاف بين شيبة وأبي جعفر، ولكنه ذكر بأن إسماعيل بن جعفر – راوي العدد المدني الثاني – كان يأخذ في مواضع الخلاف بين شيبة وأبي جعفر بقول شيبة، وعلى هذا ينبغي أن يُجزم بالرقم (6214) آية في المدني الثاني باعتبار رواية شيبة المعتمدة عند راوي هذا العدد في مواضع الخلاف، والله أعلم.



العدد المكي[/COLOR]: وهو العدد الذي رواه عبد الله بن كثير عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب.[/FONT]
وعدد آي القرآن عندهم: [6219]، وقيل: [6210]، وقيل: [6220].
ينبغي أن يكون عدد آي القرآن في هذا العد بحسب ما عند الداني والشاطبي: (6219) آية، أو: (6220) آية، أو: (6221) آية، مع أن الإمام الداني قال في (البيان في عد آي القرآن، ص 79): "قال الفضل – أي: ابن شاذان -: وعدد آي القرآن في قول المكيين: ستة آلاف آية ومئتان وتسع عشرة آية، وفي قول أبي بن كعب: ستة آلاف ومئتان وعشر آيات" اهـ.
أقول: القول بأن عدد آي القرآن في العد المكي: (6210) آية قد تناقله بعض المتقدمين وأكثر المؤلفين في هذا العلم من المتأخرين، إلا أنه عند جمع آي سور القرآن على هذا العدِّ يتبين أنه لا وجه له إلا أن يكون قد صدر عن قائله عن سهوٍ, أو خطأٍ منه في العدِّ ـ وجلَّ من لا يسهو ـ, ثم تناقله الأئمة روايةً, بدون تأكد من حقيقته من خلال القيام بالجمع لآيات السور سورة سورة, وإلا فإن المواضع التي اختلف العلماء في عـدِّها للمكي ـ اختلافاً معتبراً ـ فعلى الأخذ بأقل الأقوال فيها عدداً فإن العدد الإجمالي سيكون أكثر من هذا الرقم.
أما الرقم: ( 6219 )، فهو صحيح باعتبار عدم عدِّ: (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا) بالنبأ، و (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا) بالشمس، وباعتبار عدهما يكون العدد: (6221) آية، وباعتبار عدِّ أحدهما وترك الآخر يكون العدد: (6220) آية.
أما (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا) فلم يتعرض الداني لذكر الخلاف فيه للمكي، وإنما جزم بانفراد البصري بعدِّه، وذكر الخلاف فيه الشاطبي، وكثير من الأئمة على عدِّه للمكي. وأما (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا) فذكر الخلاف فيه الداني والشاطبي، إلا أن الداني – بعد أن ذكر انفراد المدني الأول بعدِّه - قال: (وقد قيل إن المكي وافقه على عدِّها، وفي روايتنا عن ابن شاذان أن المدني الأول انفرد بعدِّها) (البيان, ص 88).






5. العدد الشامي: ويسمَّى: "الدمشقي"، وهو العدد المرويّ عن يحيى الذماري، عن عبد الله بن عامر اليحصبي، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وعدد آي القرآن عندهم: [6226].
عدد آي القرآن على هذا العد: (6225) آية، أو: (6226) آية لورود الخلاف المعتبر عنه في موضع واحد، وهو: (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) بالبينة، وقد ذكر الشاطبي له عد هذا الموضع بدون خلاف، وكذلك الشيخ عبد الفتاح القاضي في الفرائد وشرحها، وذكر الخلاف له الداني، وذكر أن روايته بإسناده إلى الفضل بن شاذان أن البصري انفرد بعدِّه، قال الداني: وهو الصحيح، أي انفراد البصري بعدِّ هذا الموضع، فبهذا الاعتبار يكون عدد آي القرآن الكريم في العَدِّ الدمشقي: (6225) آية , وعلى القول بعدها يكون عدد آي القرآن الكريم في هذا العَدِّ : (6226) آية, والله تعالى أعلم .
 
عودة
أعلى