دروس علم عَدّ الآي. (الحلقة الأولى).

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30/11/2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
بسم1
[align=justify]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعدُ؛ فهذا أول دروس علم عدّ الآي، وهي دروس مختصرة من كتاب: "الميسَّر في علم عدّ الآي" تأليف: الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري، ومراجعة: فضيلة الشيخ عبد الرافع رضوان، وفضيلة الدكتور بشير بن حسن الحِمْيَري، وفضيلة الدكتور مساعد بن سليمان الطَّيّار، وسعادة الأستاذ الدكتور ماجد زكي الجلاد، وهو من إصدارات مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي بجدّة.
والمقصود بهذه الدروس أن تكون مدخلاً نظريًا لهذا العلم، أما الدراسة التطبيقية فستكون بإذن الله من خلال شرح أحد المتون في هذا العلم، وذلك في مرحلة لاحقة إن شاء الله.
وأنبّه إلى أني لا أتقيّد بعبارة الكتاب وترتيبه بشكل كامل، وإنما أتصرّف في العبارة، وأضيف عنوانات بحسب ما أراه مناسبًا، فما كان في هذا الاختصار من خلل فينسَب إليّ لا إلى مصنِّفه، والله الموفِّق.
وسيكون هذا الدرس حول محورين:
الأول: تعريف علم عد الآي.
الثاني: توضيح المراد بالاختلاف في عدّ الآي.
أولاً: تعريف علم عدّ الآي:
- التعريف اللغوي:
العدّ لغة: إحصاء الشيء، يُقال: عدّه يعُدُّه: أحصاه، والاسم: العدد، والعديد.
والآية مفرد آي، وآيات، وآياء، ولها في اللغة عدّة معانٍ، منها:
- العَلامة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةٞ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُۚ [البقرة:248]
- الجَماعة، يُقال: جاء القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم لم يدعوا وراءهم شيئا.
- العِبْرَة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥٓ ءَايَةٗ وَءَاوَيۡنَٰهُمَآ إِلَىٰ رَبۡوَةٖ ذَاتِ قَرَارٖ وَمَعِينٖ ٥٠[المؤمنون:50]
- التعريف الاصطلاحي:
والآية اصطلاحًا: قرآن مُرَكَّبٌ من جُمَل، ولو تقديرًا، ذو مبدأ ومقطع، مُندَرِج في سُورة.
وعلم عدّ الآي هو: العلمُ بأعداد آي سور القرآن، وما اختُلِف في عدِّه منها، مَعزوَّا لناقله.
- موضوع علم عد الآي
فهذا العلمُ يُعنى بمعرفة الآيات، وأعدادها في السُّوَر، وتحديد رؤوس الآي، والاختلاف في المعدود منها والمتروك، ونسبة كل عدد من الأعداد إلى ناقليه.
وتتمُّ معرفة ذلك من خلال طريقتين:
الطريقة الأولى: الرِّواية والنقل.
الطريقة الثانية: من خلال الأصول والضوابط التي ذكرها العلماء.
- كيفية معرفة انتهاء الآية:
وطريقة التعرُّف على انتهاء الآية = تحديد الكلمة الأخيرة فيها، ويُعبَّرُ عنها بـ(رأس الآية).
- وهل يُعبَّر عن رأس الآية بـ(الفاصلة)؟
أكثر علماء العدد يطلقون اسم (الفاصلة) على رأس الآية، والمراد بهما: آخر كلمة في الآية، وقيل: إنَّ الفاصلةَ تُطلَقُ على آخر الجملة، وعلى هذا فقد تكون رأس آية، وقد لا تكون كذلك.
ثانيًا: توضيح المراد بالاختلاف في عدّ الآي:
الاختلاف في علم عدّ الآي مقتصر على تحديد مواضع انتهاء الآيات، ولا علاقةَ له بالألفاظ نفسها زيادةً أو نقصانًا، فإذا زاد عدد آيات إحدى السور وفق أحد مذاهب العدّ، ونقص وفق مذهب آخر = فلا يعني هذا أن الأوّل زاد على ألفاظ السورة، وأن الثاني نقص منها، بل الاختلاف في العدد فقط، أما المعدود فهو هو.
وهذا مثال لتوضيح الأمر:
عدد آيات سورة الإخلاص أربع آيات في العدد المدني الأول، والعدد المدني الثاني، والعدد البصري، والعدد الكوفي، وخمس آيات في العدد المكي، والعدد الشامي.
ويرجع الاختلاف فيها إلى قوله تعالى: ﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ أهو آية أم آيتان؟ فمن عدّه آية واحدة = كانت السورة عنده أربع آيات، ومواضعها على النحو الآتي:
﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١
﴿ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢
﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣
﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤
ومن عدَّه آيتين كانت السورة عنده خمس آيات، على النحو الآتي:
﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١
﴿ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢
﴿لَمۡ يَلِدۡ ٣
﴿ وَلَمۡ يُولَدۡ ٤
﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٥
فالمعدود واحد، وألفاظ السورة كما هي لا تغيير فيها، ولا زيادة عليها، ولا نقصان منها، إنما الخلاف في تحديد أماكن العدّ.




[/align]​
 
بارك الله في الشيخ الشمراني على حسن اختصاره للموضوع، وأرى أنه ينبغي أن يعمّم توضيح هذه الزاوية للعموم من غير أهل الاختصاص لدفع بعض شبه المعتدين على كتاب الله، فإن موضوع العدّ المختلِف بين الكوفي والشامي والمدني مما يثير الإشكال عند بعض من يسمعه ولا يفهمه، وهو كما ذكر الكاتب لا يعدو اختلافا في موضع الفصل لا في زيادة كلمات او نقصانها، والحمد لله الذي شرف بعض خلقه ليدافع عن كتابه. الحمد لله.
 
ننتظر بقية الحلقات
نفع الله بعلمكم وهداكم وسددكم
أبشر -إن شاء الله- سيكون الدرس يوم الاثنين من كل أسبوع.
وجزاك الله خيرًا على ما تفضّلتَ به من الدعوات المباركة.
 
عودة
أعلى