دروس علم رسم المصحف الشريف. (الحلقة الثانية)

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30/11/2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
بسم1
الثلاثاء 9شعبان 1434
[align=justify]
الحمد لله إله الأولين والآخرين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
أما بعد؛ فهذه الحلقة الثانية من سلسلة دروس علم رسم المصحف، وتكون –إن شاء الله- حول موضوع:
[/align] (أصل الكتابة العربية وخصائصها)
فأقول –مستعينًا بالله-:
[align=justify]

إن دراسة رسم المصحف تقتضي الوقوف على أصل الكتابة التي دُوِّنت بها المصاحف الأولى، وهو أمر حَرَص عليه عدد من علماء السلف المتقدِّمين، ومن فوائد تلك الدراسة:
1. الكشف عن أصل الكتابة التي دُوِّن بها القرآنُ الكريم.

2. الوقوف على خصائص الكتابة التي استُعملت في كتابة القرآن الكريم؛ لمحاولة تفسير بعض ظواهر الرسم الموجودة في المصاحف العثمانية.

لقد استعمل العربُ قبل الإسلام نوعين من الخط:
الأول: الخط العربي الجنوبي (الـمُسْنَد): وهو خط أهل اليمن القديم، وانتقل هذا الخط إلى الحبشة، وهو أصل الكتابة المستعملة في أثيوبيا اليوم.

الثاني:الخط العربي الشمالي (الحجازي): وهو الذي كان معروفًا في الحجاز زمن البعثة النبوية، واستُعمل في تدوين القرآن الكريم، وكُتب به التراث العربي قديمًا وحديثًا.

وقد تميّز الخط العربي الشمالي، كما يظهر في عدد من النقوش القديمة بالخصائص الآتية:
1. تجرّده من علامات الحركات.
2. تشابه عدد من الحروف في الصورة، وعدم وجود نقاط تميّزها.
3. حذف حروف المدّ الثلاثة في كثير من الكلمات، خاصة الألف.
4. رسم الألف ياء في كثير من الكلمات.
5. رسم تاء التأنيث هاءً في مواضع، وتاءً في مواضع أخرى.
6. تَوَزُّعُ حروف الكلمة الواحدة في آخر السطر وأول السطر التالي في حالات كثيرة.
7. زيادة الواو في آخر أسماء الأعلام، كما في كلمة (عمرو).

وقد انعسكت كثير من خصائص الكتابة العربية القديمة على رسم المصحف، حيث إن القرآن الكريم كُتب في الرِّقاع، وخُطَّ في الصحف والمصاحف، بالكتابة العربية التي كانت سائدة في عصر صدر الإسلام، كما تدلّ على ذلك الموازنة بين نقوش تلك الحقبة، وخصائص الكتابة التي رُسم بها المصحف الشريف.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[/align]

 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى