الاستاذ محمد احمد محمود
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الساده مشرفو موقع أهل التفسير اعزكم الله.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته/ كل عام وانتم بخير ويكلل الله تعالى جهودكم في نشر القران بالتوفيق والنجاح
وبعد/ يلاحظ المتابع لاغلب الدراسات والبحوث المتعلقه بتراثنا العربي الاسلامي وخاصه في تاريخ السيره النبويه العطره وخلال القرن العشرين الماضي خاصه ماكان منها بغرض الحصول على شهاده الماجستير او الدكتوراه في بلداننا العربيه والاسلاميه وكذلك البلدان الغربيه وقد تقدم بها اساتذتنا ومؤرخونا عربا ومسلمين رحم الله تعالى منهم من ا نتقل الى الدار الاخره او لايزال في قيد الحياه اطال الله في اعمارهم.
يلاحظ المتابع انها واذ اعتمدت على المصادر الاسلاميه الاولى قد اطلقت العنان لبعض المسميات والمصطلحات المهمه دون ان تجتهد في استنباط المسمى او المصطلح الذي نحتاجه ويغنينا نحن المسلمين اليوم وبشكل يتوافق مع جذور واصول لغتنا العربيه الاولى التي نزل بها القران الكريم كتاب ديننا وشريعتنا.
من ذلك مثلا مصطلح(الدوله) الذي كثيرا ما ردده اصحاب الاختصاص والكتاب ممن ذكرنا سواء كانوا متأثرين بحياه عصرهم الذي يعيشون او غير متأثرين.فقد اطلقوا تسميه الدوله اسما ومصطلحا منسوبا الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومقروننا به عليه السلام فقالوا:_دوله الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينه(على ساكنها افضل الصلاه والتسليم) أو دوله النبي صلى الله عليه وسلم,أو الدوله الاسلاميه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ان كان ذلك في سياق السرد التأريخي او ما يعتقدونه من تأصيل تاريخي.
وحينما نراجع بعض معاجم اللغه العربيه القديمه والحديثه نجد ان كلمه (الدوله) تشمل معنيين.الاول بفتح الدال وهو بمعنى الغلبه وغالبا مايكون في الحرب.والثاني بضم الدال وهو بمعنى المتداول ويستخدم غالبا في المال وبالتالي فلا علاقه للكلمه بالمصطلح السياسي المعروف اليوم والذي تعيش في ظله الامم والشعوب حيث الاقليم والحدود والنظام الحكومي والاستقلال السياسي.
سادتي اهل ملتقى التفسير المحترمين
لقد استفاض المرحوم الدكتور محمد احمد خلف الله في كتابه(مفاهيم قرانيه) وفي الفصل الخاص بالشريعه والحكم, استفاض في معنى الحكم واستند في ذلك الى العديد من الايات القرانيه الشريفه التي تخص حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدينه المنوره وبعد الهجره اليها من مكه المكرمه. وفرق رحمه الله في البدء بين ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحكم الناس وبين انه صلى الله عليه وسلم كان يحكم بين الناس وقال:انه ليس في القران الكريم لفظ (حكومه) وانما الذي ورد فيه مما يمكن ان يحتمل هذا المعنى هو لفظ(حكم).
لكن عدم ورود كلمه (حكومه) في النص القراني الحكيم تعبيرا عن سلطه النبي محمد صلى الله عليه وسلم كحاكم يحكم ويقضي بين الناس بما انزل الله او بما اراه الله عدلا وقسطا وحقا,لاينفي احتمال لفظ (حكم) لكلمه حكومه مادام الحكم يتضمن في معانيه القضاء والفصل في المخاصمات والنزاعات لاحقاق حقوق الناس الذين يحتكمون عنده صلى الله عليه وسلم.ويعرضون تظلماتهم عليه صلى الله عليه وسلم.
وقد صنف الفقهاء والعلماء المسلمون الاولون الكثير في اقضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمه بين المسلمين وغير المسلمين في مجتمع المدينه الذي اصبح فيه المسلمون امه واحده من دون الناس ويعيش في ظلها غير المسلمين من اليهود والجميع يخضعون لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكننا مع ذلك نجد كلمه(حكومه) في كتب التفسير الاولى كتفسير الامام الواحدي رحمه الله والمتوفي سنه468 هجري فقد اورد معنى قوله تعالى في الايه(78) من سوره الانبياء (ففهمناها) وهو يفسر قوله تعالى:_وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم . اورد معنى ففهمناها على انها القضيه والحكومه,وقدكنى عن الحكومه لانه ما يدل عليها من ذكر الحكم.ونفس الشيئ نجد كلمه (الحكومه) في تفسير الايه(78) من سوره الانبياء عند الجلالين_الامام الجلال المحلي المتوفي رحمه الله سنه(864) هجري اذ يقول في معنى قوله تعالى(ففهمناها) انها (الحكومه) وحكمهما اي (نبي الله داود ونبي الله سليمان عليها السلام) باجتهاد وقيل بوحي.
سادتي اهل التفسير الكرام
ومن خلال هذا العرض المبسط وحيث يمثل حكم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو قدوه المسلمين حكاما ومحكومين النموذج الرسالي النبوي الخاتم في حكم الله العادل والمطلق في الارض ادعوا الى استبدال كلمه دوله المنسوبه للنبي صلى الله عليه وسلم والمقرونه بأسمه في معظم كتاباتنا بكلمه ومصطلح (حكومه) النبي صلى الله عليه وسلم هكذا منسبوبه اليه ومقرونه به صلى الله عليه وسلم وهي موصوفه في الكثير والعديد من الايات القرانيه فضلا عن اجماع كتب السيره النبويه الاولى وتاريخ عهد النبوه معززه بالايات القرانيه نفسها وبالوقائع التاريخيه التي عاشها جيل نبينا الاكرم صلى الله عليه وسلم وجيل صحابته واهل بيته رضي الله عنهم وشهد بها من جاء بعدهم من التابعين وتابع التابعين رضي الله عنهم اجمعين وشكرا لكم وادام توفيقكم بكتاب الله وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الساده مشرفو موقع أهل التفسير اعزكم الله.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته/ كل عام وانتم بخير ويكلل الله تعالى جهودكم في نشر القران بالتوفيق والنجاح
وبعد/ يلاحظ المتابع لاغلب الدراسات والبحوث المتعلقه بتراثنا العربي الاسلامي وخاصه في تاريخ السيره النبويه العطره وخلال القرن العشرين الماضي خاصه ماكان منها بغرض الحصول على شهاده الماجستير او الدكتوراه في بلداننا العربيه والاسلاميه وكذلك البلدان الغربيه وقد تقدم بها اساتذتنا ومؤرخونا عربا ومسلمين رحم الله تعالى منهم من ا نتقل الى الدار الاخره او لايزال في قيد الحياه اطال الله في اعمارهم.
يلاحظ المتابع انها واذ اعتمدت على المصادر الاسلاميه الاولى قد اطلقت العنان لبعض المسميات والمصطلحات المهمه دون ان تجتهد في استنباط المسمى او المصطلح الذي نحتاجه ويغنينا نحن المسلمين اليوم وبشكل يتوافق مع جذور واصول لغتنا العربيه الاولى التي نزل بها القران الكريم كتاب ديننا وشريعتنا.
من ذلك مثلا مصطلح(الدوله) الذي كثيرا ما ردده اصحاب الاختصاص والكتاب ممن ذكرنا سواء كانوا متأثرين بحياه عصرهم الذي يعيشون او غير متأثرين.فقد اطلقوا تسميه الدوله اسما ومصطلحا منسوبا الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومقروننا به عليه السلام فقالوا:_دوله الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينه(على ساكنها افضل الصلاه والتسليم) أو دوله النبي صلى الله عليه وسلم,أو الدوله الاسلاميه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ان كان ذلك في سياق السرد التأريخي او ما يعتقدونه من تأصيل تاريخي.
وحينما نراجع بعض معاجم اللغه العربيه القديمه والحديثه نجد ان كلمه (الدوله) تشمل معنيين.الاول بفتح الدال وهو بمعنى الغلبه وغالبا مايكون في الحرب.والثاني بضم الدال وهو بمعنى المتداول ويستخدم غالبا في المال وبالتالي فلا علاقه للكلمه بالمصطلح السياسي المعروف اليوم والذي تعيش في ظله الامم والشعوب حيث الاقليم والحدود والنظام الحكومي والاستقلال السياسي.
سادتي اهل ملتقى التفسير المحترمين
لقد استفاض المرحوم الدكتور محمد احمد خلف الله في كتابه(مفاهيم قرانيه) وفي الفصل الخاص بالشريعه والحكم, استفاض في معنى الحكم واستند في ذلك الى العديد من الايات القرانيه الشريفه التي تخص حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدينه المنوره وبعد الهجره اليها من مكه المكرمه. وفرق رحمه الله في البدء بين ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحكم الناس وبين انه صلى الله عليه وسلم كان يحكم بين الناس وقال:انه ليس في القران الكريم لفظ (حكومه) وانما الذي ورد فيه مما يمكن ان يحتمل هذا المعنى هو لفظ(حكم).
لكن عدم ورود كلمه (حكومه) في النص القراني الحكيم تعبيرا عن سلطه النبي محمد صلى الله عليه وسلم كحاكم يحكم ويقضي بين الناس بما انزل الله او بما اراه الله عدلا وقسطا وحقا,لاينفي احتمال لفظ (حكم) لكلمه حكومه مادام الحكم يتضمن في معانيه القضاء والفصل في المخاصمات والنزاعات لاحقاق حقوق الناس الذين يحتكمون عنده صلى الله عليه وسلم.ويعرضون تظلماتهم عليه صلى الله عليه وسلم.
وقد صنف الفقهاء والعلماء المسلمون الاولون الكثير في اقضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمه بين المسلمين وغير المسلمين في مجتمع المدينه الذي اصبح فيه المسلمون امه واحده من دون الناس ويعيش في ظلها غير المسلمين من اليهود والجميع يخضعون لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكننا مع ذلك نجد كلمه(حكومه) في كتب التفسير الاولى كتفسير الامام الواحدي رحمه الله والمتوفي سنه468 هجري فقد اورد معنى قوله تعالى في الايه(78) من سوره الانبياء (ففهمناها) وهو يفسر قوله تعالى:_وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم . اورد معنى ففهمناها على انها القضيه والحكومه,وقدكنى عن الحكومه لانه ما يدل عليها من ذكر الحكم.ونفس الشيئ نجد كلمه (الحكومه) في تفسير الايه(78) من سوره الانبياء عند الجلالين_الامام الجلال المحلي المتوفي رحمه الله سنه(864) هجري اذ يقول في معنى قوله تعالى(ففهمناها) انها (الحكومه) وحكمهما اي (نبي الله داود ونبي الله سليمان عليها السلام) باجتهاد وقيل بوحي.
سادتي اهل التفسير الكرام
ومن خلال هذا العرض المبسط وحيث يمثل حكم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو قدوه المسلمين حكاما ومحكومين النموذج الرسالي النبوي الخاتم في حكم الله العادل والمطلق في الارض ادعوا الى استبدال كلمه دوله المنسوبه للنبي صلى الله عليه وسلم والمقرونه بأسمه في معظم كتاباتنا بكلمه ومصطلح (حكومه) النبي صلى الله عليه وسلم هكذا منسبوبه اليه ومقرونه به صلى الله عليه وسلم وهي موصوفه في الكثير والعديد من الايات القرانيه فضلا عن اجماع كتب السيره النبويه الاولى وتاريخ عهد النبوه معززه بالايات القرانيه نفسها وبالوقائع التاريخيه التي عاشها جيل نبينا الاكرم صلى الله عليه وسلم وجيل صحابته واهل بيته رضي الله عنهم وشهد بها من جاء بعدهم من التابعين وتابع التابعين رضي الله عنهم اجمعين وشكرا لكم وادام توفيقكم بكتاب الله وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته