دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج2

إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
مناقشة روايات الحديث
أخرج البخاري في صحيحه في الحديث رقم 4706 في كتاب فضائل القرآن باب أنزل القرآن على سبعة أحرف بسنده عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول : (سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه
وكذلك الحديث مكرر في صحيح البخاري ، في كتاب الخصومات باب كلام الخصوم بعضهم في بعض وفي كتاب فضائل القرآن باب من لم ير بأسا أن يقول سورة القرة وسورة وفي كتاب استتابة المرتدين المعاندين وقتالهم باب ما جاء في المتأولين وفي كتاب التوحيد باب قول الله فاقرأوا ما تيسر منه .
وأخرجه مسلم في الحديث رقم 818 في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف وبيان معناه
وأخرجه أبو داوود في سننه في الحديث رقم 1475 في كتاب الصلاة باب أنزل القرآن على سبعة أحرف
والترمذي في سننه في الحديث رقم 2943 في كتاب القراءات عن رسول الله باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف
وقال: حسن صحيح
والنسائي في سننه في الحديث رقم 938 في كتاب الافتتاح باب جامع ما جاء في القرآن
وفي الحديث رقم 936 في كتاب الافتتاح باب جامع ما جاء في القرآن
وفي الحديث رقم 937 في كتاب الافتتاح باب جامع ما جاء في القرآن
وأخرجه مالك في الموطإ في الحديث رقم 473 في كتاب القرآن باب ما جاء في القرآن
وأخرجه أحمد في المسند في الحديث رقم 279 مسند أحمد مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وفي الحديث رقم 298 مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه
والبيهقي في سننه في الحديث رقم 2912 في كتاب الصلاة باب التوسع في الأخذ بجميع ما روينا في التشهد مسندا وموقوفا

وفي الحديث رقم 4089 سنن البيهقي الكبرى كتاب الصلاة باب وجوب القراءة على ما نزل من الأحرف السبعة
وفي الحديث رقم 2265 شعب الإيمان التاسع عشر من شعب الإيمان هو باب في تعظيم القرآن العظيم فصل في ترك المماراة في القرآن
وفي الحديث رقم 2267 شعب الإيمان التاسع عشر من شعب الإيمان هو باب في تعظيم القرآن العظيم فصل في ترك المماراة في القرآن
وأخرجه ابن حبان في صحيحه في الحديث رقم 741 في كتاب الرقائق باب قراءة القرآن

الرواية الثانية للحديث :
حديث رقم 17266 مسند أحمد بقية حديث عمرو بن العاص عن النبي 
عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال : سمع عمرو بن العاص رجلا يقرأ آية من القرآن ، فقال : من أقرأكها ؟ قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال : فقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم على غير هذا ، فذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال أحدهما : يا رسول الله آية كذا و كذا ، ثم قرأها ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هكذا أنزلت ، فقال الآخر : يا رسول الله فقرأها على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : أليس هكذا يا رسول الله ؟ قال : هكذا أنزلت ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فأي ذلك قرأتم فقد أحسنتم ، و لا تماروا فيه ، فإن المراء فيه كفر - أو آية الكفر

الرواية الثالثة للحديث :
حديث رقم 20649 مسند أحمد حديث سليمان بن صرد عن أبيّ بن كعب رضي الله عنهما
عن سليمان بن صرد عن أبي بن كعب قال : سمعت رجلاً يقرأ ، فقلت : من أقرأك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقلت : انطلق إليه ، فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : استقرئ هذا . فقال : اقرأ فقرأ . فقال : أحسنت . فقلت له : أو لم تقرئني كذا و كذا ؟ قال : بلى . و أنت قد أحسنت ، فقلت بيدي قد أحسنت مرتين . قال : فضرب النبي صلى الله عليه و سلم بيده في صدري ثم قال : اللهم أذهب عن أبي الشك ، ففضت عرقاً و امتلأ جوفي فرقاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا أبي إن ملكين أتياني فقال أحدهما : اقرأ على حرف ، فقال الآخر : زده . فقلت : زدني . قال : اقرأ على حرفين . فقال الآخر زده . فقلت زدني . فقال اقرأ على ثلاثة . فقال الآخر : زده . فقلت : زدني . قال : اقرأ على أربعة أحرف ، قال الآخر : زده . قلت : زدني قال : اقرأ على خمسة أحرف ، قال : الآخر : زده . قلت : زدني . قال : اقرأ على ستة ، قال الآخر : زده . قال : اقرأ على سبعة أحرف ، فالقرآن أنزل على سبعة أحرف


الرواية الرابعة للحديث :
حديث رقم 22937 مسند أحمد حديث حذيفة بن اليمان عن النبي 
عن حذيفة : أن جبريل عليه السلام لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم عند حجارة المراء ، فقال : يا جبريل ، إني أرسلت إلى أمة أمية ، إلى الشيخ والعجوز و الغلام و الجارية و الشيخ الذي لم يقرأ كتاباً قط ، فقال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف

حديث رقم 2944 سنن الترمذي كتاب القراءات عن رسول الله باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف
عن أبي بن كعب قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف وفي الباب عن عمر وحذيفة بن اليمان وأم أيوب وهي امرأة أبي أيوب وسمرة وابن عباس وأبي جهنم بن الحرث بن الصمة وعمرو بن العاص وأبي بكرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي بن كعب .
قال الترمذي : حسن صحيح
قلت : لعل المراد هو صرفهم عن الانشغال باختلاف في الأداء وهو توقيفي إلى تدبر القرآن المنزل على سبعة أحرف ، وهكذا حسّن النبي  قراءة كل من هشام بن حكيم وعمر بن الخطاب سورة الفرقان .
وفي وصف قراءة الرجلين اللذين اختلفا على قراءة آية من القرآن ـ كما في حديث عمرو بن العاص ـ قال  هكذا أنزلت .
وفي وصف قراءة الذي اختلف مع أبيّ بن كعب على قراءة بعض القرآن قال  أحسنت ، وفي وصف قراءة أبيّ بن كعب نفس الآيات قال  "وأنت قد أحسنت" .
ولا يتعلق إنكار بعض الصحابة قراءة بعض باختلاف ألسنة العرب وإنما بأداء منزل أقرأ النبي  بكل منه بعضا من الصحابة فأنكر بعضهم قراءة بعض أن غاب عنه الأداء الذي تلقاه غيره من الصحابة من النبي  .
ولقد أشكل على المصنفين من طرق الرواة اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم القرشيان في قراءة سورة الفرقان ، ولكأن المصنفين من طرق الرواة لم يتصوروا أن يختلف القرشيان على الأداء في سورة الفرقان وإنما تصوروا أن يختلف الأداء لدى الصحابة من قبائل شتى عرفوا لهجات مختلفة كالذين لا يعرفون غير إمالة ذوات الياء والذين لا يعرفون غير الفتح فيها وكالذين لا يعرفون غير تحقيق الهمزتين من كلمة وكلمتين والذين لا يعرفون غير تسهيل الثانية منهما أو إسقاط الأولى من متفقتي الحركة .
وإنما نشأ عجب المصنفين من طرق الرواة من اختلاف القرشيين على أداء سورة الفرقان بسبب قطعهم أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن تعني لهجات العرب واختلافها .
ولقد تتبعت سورة الفرقان فألفيت فيها أكثر من عشرين حرفا اختلف في أدائه وتلاوته وقراءته اختلافا لا علاقة له بلهجات العرب وألسنتها وإنما هو اختلاف منزل من عند الله أقرأ بكل منه النبي  بعض الصحابة فالتزموه وإنما أنكر بعضهم من الأداء ما لم يتعلمه من نبيه  ولما صوّب النبي  وحسّن كلا منه وأخبر بأنه كذلك أنزل أذعنوا إذعانا كان سبب تعدد رسم المصاحف العثمانية .
وليختلفن أداء كل اثنين من الصحابة في سورة الفرقان كما في غيرها ما لم يتلقياها من في رسول الله  في نفس الجلسة ونفس المرة .
وهذه أحرف الخلاف ـ في سورة الفرقان ـ والتي لا علاقة لها باختلاف لهجات العرب وألسنتها :
ـ  أو تكون له جنة يأكل منها  الوجهان بين النون والياء
ـ  ويجعل لك قصورا  الوجهان بين الرفع والجزم
ـ  ويوم يحشرهم  الوجهان بين النون والياء
ـ  فيقول أأنتم  الوجهان بين النون والياء
ـ  أن نتخذ  الوجهان (1) بضم النون وفتح الخاء (2) بفتح النون وكسر الخاء
ـ  كذبوكم بما تقولون  الوجهان بين الغيب والخطاب
ـ  فما تستطيعون  الوجهان بين الغيب والخطاب
ـ  تشقق السماء  الوجهان بين تخفيف الشين وتشديدها
ـ  ونزل الملائكة  الوجهان (1) بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة مع تخفيف الزاي ورفع اللام ونصب الملائكة وكذلك في المصحف المكي وحده رسمت بنونين (2) بنون واحدة وتشديد الزاي وفتح اللام ورفع الملائكة
ـ  وهو الذي أرسل الرياح  الوجهان بين الإفراد والجمع
ـ  بشرا بين يدي  الوجهان بين الباء والنون أي الموحدة التحتية والفوقية
ـ  بلدة ميتا  الوجهان بين التخفيف والثقل
ـ  ليذكروا  الوجهان (1) بإسكان الذال وضم الكاف مع تخفيفها (2) بفتح الذال والكاف وتشديدهما
ـ  لما تأمرنا  الوجهان بين الغيب والخطاب
ـ  سراجا  الوجهان بين الإفراد والجمع
ـ  لمن أراد أن يذكر  الوجهان (1) بتخفيف الذال ساكنة وتخفيف الكاف مضمومة (2) بتشديدهما مفتوحتين
ـ  ولم يقتروا  ثلاثة أوجه (1) بضم الياء وكسر التاء (2) بفتح الياء وكسر التاء (3) بفتح الياء وضم التاء
ـ  يضاعف له  ثلاثة أوجه (1) بمد الضاد بألف وتخفيف العين ورفع الفاء (2) بمد الضاد بألف وتخفيف العين وجزم الفاء (3) بقصر الضاد وتشديد العين
ـ  ويخلد  الوجهان بين الرفع والجزم
ـ  وذرياتنا  الوجهان بين الإفراد والجمع
ـ  ويلقون  الوجهان (1) بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف (2) بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف

ومن أمثلة الخلاف في الأداء الذي لا علاقة له بلهجات العرب خارج سورة الفرقان :
ـ قوله تعالى  أو أن يظهر في الأرض الفساد  قرئ بأربعة أوجه:
1. بالواو مع أن وأن  وبضم الياء وكسر الهاء في  يظهر  على أنه فعل رباعي وبنصب  الفساد  لوقوع الفعل عليه بعد إسناد الفعل إلى ضمير الغائب وهو موسى ، وهي المنسوبة فيما بعد للمدنيين وأبي عمرو
2. بالواو مع أن وأن  وبفتح الياء والهاء في  يظهر  على أنه ثلاثي وبرفع  الفساد  لإسناد الفعل إليه وهي المنسوبة فيما بعد للمكي والشامي
3. بزياة أو قبل أن  أو أن  وبضم الياء وكسر الهاء في يظهر  وبنصب  الفساد  وهي المنسوبة فيما بعد لحفص ويعقوب
4. بزياة أو قبل أن  أو أن  وبفتح الياء والهاء في  يظهر  وبرفع الفساد  وهي المنسوبة فيما بعد لشعبة وحمزة والكسائي وخلف
ـ قوله تعالى  ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد  الحديد 24 قرئ بوجهين :
1. بزيادة  هو  لتقرأ  ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد 
2. بحذف تلك الزيادة لتقرأ  ومن يتول فإن الله الغني الحميد 
ـ قوله تعالى  هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت  قرئ بوجهين
1. بالباء الموحدة التحتية قبل اللام
2. وبالتاء المثناة الفوقية قبل اللام .
أما اختلافهم في الأداء كالإمالة والفتح والإدغام والإظهار وتخفيف بعض الهمز وتحقيقها واختلافهم في هاء الضمير ذلكم الاختلاف الذي يرجع إلى اختلاف لهجات القبائل العربية فلم يصلنا دليل على إنكار الصحابة بعضهم على بعض القراءة به والله أعلم .
يتواصل
 
عودة
أعلى