محمد بن جماعة
New member
- إنضم
- 23/01/2007
- المشاركات
- 1,211
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 38
- الإقامة
- كندا
- الموقع الالكتروني
- www.muslimdiversity.net
ملاحظة: الورقة ينقصها الهوامش.
====
دراسة ميدانية لمشروع تدبر القرآن الكريم في العمل الخيري النسائي في مملكة البحرين..
د. رقية طه العلواني
المصدر: موقع د. رقية العلواني
ملخص الورقة
تتناول هذه الورقة عرض تجربة واقعية ودراسة ميدانية لمشروع تطوعي تم طرحه في عديد من الجمعيات الخيرية النسائية في داخل البحرين وخارجها ألا وهو مشروع تدبر القرآن الكريم. وتأتي أهمية هذه الورقة من عدة جوانب: أولها أن كاتبة الورقة هي صاحبة هذا المشروع وقد خاضت غمار التجربة على مدى سنوات طويلة تجاوزت الستة أعوام. وثانيها: أن هذه الورقة محصلة نتائج دراسة ميدانية وتحليل لاستبيانات تم جمعها على مدى 6 سنوات – هي عمر المشروع- من مختلف الجمعيات الخيرية النسائية في البحرين التي تم تقديم المشروع من خلالها.وثالثها: أهمية المشروع الذاتية واثره الفعلي في تنمية الفرد والمجتمع وإسهامه في النهوض بالأمة. إضافة إلى أهمية توسيع مجالات الأعمال الخيرية والتطوعية التي قد يظن البعض أنها محصورة في مجالات الإعانات المادية فحسب.
وقد كشفت الورقة عن أهمية هذا المشروع ومدى الحاجة إليه ف يالوقت الراهن، كما ابرزت الإسهامات التي قدمتها الكاتبة بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجمعيات الخيرية النسائية في البحرين والإمارات العربية المتحدة. وقد كشفت الورقة عن ابرز الصعوبات التي واجهها المشروع المتعلقة بالتمويل والإعلام والتنظيم والتنسيق...
كما حرصت على تقديم خطوات عملية لتفعيل هذا المشروع وتحسين الاداء فيه وفي غيره من مشاريع تقدمها الجمعيات الخيرية بشكل عام والنسائية بشكل خاص.
أولا: مقدمة معرفية
لا ينحصر العمل التطوعي في العمل الفردي أو الجماعي عند وقوع كوارث أوفي أوقات الشدة، كما لا ينحصر في المنظمات التى تقدم خدمات إجتماعية للمجموعات الضعيفة والتى يطلق عليها المجموعات الخاصة في علم الخدمة الإجتماعية، مثل المعوقين والمكفوفين والصم والبكم. بل يمتد العمل التطوعي ليشمل كل عمل غير ربحى، لا يقدم نظير أجر معلوم، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الأفرادوالمجتمعات البشرية بصفة مطلقة[1].
وقد تعارف المتخصصون في مجال الخدمة الاجتماعيةعلى تعريف التطوع بأنه "المجهود القائم على مهارة أو خبرة معينة، والذي يبذل عنرغبة واختيار، بغرض أداء واجب اجتماعي، ودون توقع جزاء مالي بالضرورة"[2].
ويلاحظ أنهذا التعريف أكد على الرغبة والاختيار في أداء المتطوع للعمل، وهذا لايرتبط بالحصول على جزاء مالي بالضرورة، فهو يتم من دون مقابل مادي، بل قد يحمل فيطياته عائدا معنويا مرتبطا بالدافع إلى التطوع. كما أكد التعريف على أن الجهد الذييقدم من قبل المتطوع مرتبط بمهارة وخبرة معينة يملكها هذا المتطوع، وهذا يدل على أنالأعمال التطوعية لا تتم بصورة عشوائية، بل تحتاج إلى خبرة ومهارة وتنظيم وتوظيفلكل متطوع في المكان الذي يمكنه الإفادة فيه، حسب مهارته وخبراته.
ويوصف العمل التطوعي بصفتين أساسيتين تجعلان من تأثيره قوياً في المجتمع وفي عملية التغيير الاجتماعي، وهما:
1- قيامه على أساس المردود المعنوي أو الاجتماعي المتوقع منه، مع نفي أي مردود مادي يمكن أن يعود على الفاعل.
2- ارتباط قيمة العمل بغاياته المعنوية والإنسانية.
لهذا السبب يلاحظ أن وتيرة العمل التطوعي لا تتراجع مع انخفاض المردود المادي له، إنما بتراجع القيم والحوافز التي تكمن وراءه، وهي القيم والحوافز الدينية والأخلاقية والاجتماعية والإنسانية.
ويمكن التمييز بين شكلين أساسيين من أشكال العمل التطوعي:
1- العمل التطوعي الفردي:
وهو عمل أو سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وإرادة ولا يبغي منه أي مردود مادي، ويقوم على اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية أو دينية.
2- العمل التطوعي المؤسسي:
وهو أكثر تقدماً من العمل التطوعي الفردي وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع، وفي الوطن العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، توجد مؤسسات متعددة وجمعيات أهلية تساهم في أعمال تطوعية كبيرة لخدمة المجتمع[3].
ثانيا: دور المرأة البحرينية في العمل الخيري
مما لاشك فيه أن المرأة أصبحت عنصراً فاعلاً ومكوناً أساسياً في هذه المجالات كلها. لعملية التنمية والنهضة لأي مجتمع، الأمر الذي دعا إلى الاهتمام الكبير من قبل دول الخليج بإشراك المرأة وإسهامها في الدفع بعجلة التنمية[4].ويعد العمل في مجالات الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، من أبرز ميادين المشاركة التنموية وخاصة للمرأة الخليجية.
ومملكة البحرين من أكثر الدول اهتماما ومشاركة في مسيرة العمل التطوعي فقد ظهر العديد من الجمعيات المعنية بالأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء.
وقد بدأت مسيرة العمل الخيري في تقديم خدماتها، وتطورت حتى وصلت إلى مستوى من الحضور والتأثير[5]. الأمر الذي أدى إلى مشاركة المرأة الفعلية في التنمية والنهوض بها ثقافياً واقتصادياً. وتدل إحصاءات وزارة الشؤون الاجتماعية أن دور وإسهامات الجمعيات الخيرية والاجتماعية والتعاونية ومؤسسات المجتمع المدني في دعم الأسر الفقيرة، بلغ درجة من الأهمية في تحقيق الرفاه الاجتماعي للمواطنين[6].
وقد شهد عام 2006م إشهار العديد من الجمعيات النسائية المخصصة للعمل الخيري بكافة أشكاله وصوره ومنها تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية. فقد تصدت المرأةبإقامة محاضرات ودروس توعية للمرأة خاصة فيما يتعلقبالتدريس في مراكز تحفيظ القران الكريم. التي تم جمعها من قبل المشاركات والمتدربات في دورات تدبر القرآن في الفترة من نهايات عام 2001-2007م.
ثالثا: مشروع تدبر القرآن..أنموذجا للعمل الخيري النسائي
هذه الورقة تجربة واقعية لعمل خيري تطوعي ألا وهو مشروع تدبر القرآن الكريم، الذي بدأ العمل به في ساحات العديد من الجمعيات الخيرية في البحرين، كنموذج لدراسة أوضاع مثل هذه المشاريع التطوعية وما يكتنفها من ظروف وصعوبات وتقديم رؤية مستقبلية لكيفية تذليل هذه الصعوبات والتعامل معها.
و يجدر بنا قبل الخوض في الحديث عن أهمية مشروع التدبر للأفراد والمجتمعات، التطرق إلى بيان مفهومه وحدوده.
فكلمة التدبر في اللغة مأخوذة من مادة (د ب ر) وأصلها آخر الشيء وخلفه.وفي لسان العرب دبّر الأمر وتدبّره أي نظر في عاقبته وعرف الأمر تدبرا أي بآخره. فتدبر الكلام أي النظر في أوله وآخره ثم إعادة النظر مرة بعد مرة، ومن هذا قول جرير:
ولا تتقون الشر حتى يصيبكم ولا تعرفون الأمر إلا تدبرا.
والتدبر في الأمر: التفكر فيه، وفلان ما يدري قبال الأمر من دباره أي أوله من آخره. ويقال فلان لو استقبل من أمره ما استدبره لهدي لوجهة أمره، أي لو علم في بدء أمره ما علمه في آخره لاسترشد لأمره. وقال أكثم بن صيفي لبنيه: يا بني لا تتدبروا أعجاز أمور قد ولت صدورها[7].
ودبّرت الأمر تدبيرا فعلته عن فكر وروية، وتدبرته تدبرا نظرت في دبره وهو عاقبته و آخره.[8]
والتدبر النظر في دبر الأمور أي عواقبها وهو قريب من التفكر، إلا أن التفكر تصرف بالنظر في الدليل والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب[9].
يقول ابن القيم رحمه الله:" وتدبر الكلام ان ينظر في اوله وآخره ثم يعيد نظره مره بعد مرة ولهذا جاء على بناء التفعل كالتجرع والتفهم والتبين"[10].
فأصل معنى التدبر في اللغة مأخوذ من النظر في عواقب الأمور ونهاياتها. وهو نشاط وجهد ذهني يقوم به العقل بغية التوصل إلى عواقب الأمور ونتائجها.
والمقصود بتدبر القرآن الكريم: النظر والتوصل إلى مغزى الآيات القرآنية ومقاصدها وأهدافها وما ترمي إليه، عن طريق إعمال الفكر والتأمل وبذل الجهد الذهني في فهم الآيات.
وقد عرّفه بعض العلماء المعاصرين بأنه: التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة[11].
والتدبر معنى أخص من المعرفة التفصيلة لمعاني الآيات، فالتدبر يقتضي النظر إلى ما تصير إليه عاقبة الكلام في الجملة، وهذا يدفع للعمل بما تم تدبره لاستحضار العاقبة، وفي هذا تعلق واضح بأصل المعنى اللغوي للتدبر الدال على نظر في ما يؤول إليه آخر أمره[12].
كما يشمل التدبر انتفاع القلب بتلك المعاني بخشوعه عند مواعظه، وخضوعه لأوامره وأخذ العبرة منه[13].
فهو نشاط ذهني يهدف الوصول إلى أواخر دلالات النصوص القرآنية ومراميها ومقاصدها. فالقرآن الكريم له مقاصد وغايات جاء لتحقيقها في حياة الأفراد والمجتمعات وهي غايات عامة. وثمة غايات اخرى خاصة بكل سورة في القرآن وما تروم تحقيقه من مقاصد.
والآيات الواردة في القرآن الكريم، أشادت بالتدبر مبينة أنه قدرة عقلية تظهر في الربط بين المقدمات والنتائج واكتشاف الأسباب التي أدت إليها. قال تعالى: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾[14]. وفي موضع آخر: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [15]. كما جاء في الآية الكريمة: ﴿ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِين﴾ [16] وقال عزّ من قائل: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَاب﴾[17].
في هذه الآية نص صريح على أن الغرض الأساسي من إنزال القرآن هو التدبر والتذكر لا مجرد التلاوة على عظم أجرها. واللام هنا جاءت للتعليل في قوله تعالى:" ليدبروا" وهي نصّ صريح في تحديد الغاية من إنزال القرآن الكريم للتدبر والتذكر. ولا خلاف بين الأصوليين في الأخذ بالعلة إذا كان منصوصا عليها والعمل بها من باب العمل بالنص الصريح.
وروى ابن كثير في تفسيره قول الحسن البصري:" والله ما تدبره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول قرأت القرآن كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل"[18].
ويقول الله عزّ وجلّ في موضع آخر في معرض الحضّ والحث على التدبر: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾.
وقد جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله للآية: " يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهيـاً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن﴾. فالأمر صريح في الآية، فإذا أمر الله عزّ وجلّ بأمر فالأمر للوجوب فالتدبر واجب"[19].
وقال تعالى في موضع آخر: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون﴾[20]. روى ابن كثير في تفسيره قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الآية: " يتلونه حق تلاوته إذا مرّ بذكر الجنة سأل الله الجنة وإذا مرّ بذكر النار تعوذ بالله من النار" أي التدبر في تلك الآيات.
كما روى قول ابن مسعود رضي الله عنه:" والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله ولا يحرّف الكلم عن مواضعه ولا يتأول منهشيئا على غير تأويله"[21].
وروى قول ابن عباس رضي الله عنهما أن المراد اتباعه حق اتباعه، وروي عن عكرمة وعطاء ومجاهد وأبي رزين وإبراهيم النخعي نحو ذلك. ومعلوم أن الاتباع لا يكون إلا بعد الفهم والتدبر وما لا يتحقق ويتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومن الأدلة على وجوب التدبر كذلك، قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾[22]. قال ابن القيم في ذلك: " ذمّ الله المحرفين لكتابه والأميين الذين لا يعلمون منه إلا مجرد التلاوة وهي الأماني "[23] . وقال الشوكاني: وقيل: (الأماني :التلاوة ) أي: لا علم لهم إلا مجرد التلاوة دون تفهم وتدبر"[24].
وتأسيسا على هذه النصوص وغيرها يتبين لنا أن التدبر واجب شرعي على كل مسلم، كلٌ حسب قدراته وطاقاته الإدراكية القابلة للاكتساب والزيادة وبذل الوسع في تعلم وتفهم كتاب الله. فلا يُعذر أحد بعدم التدبر في آيات الله وقد يسّره الله للذكر والعمل بما جاء فيه ولا يكون هذا ولا يتأتى إلا عن طريق التدبر والفهم وبذل الجهد في سبيل ذلك.
يقول السعدي رحمه الله في تفسيره:"تدبره (أي القرآن) مفتاح كل خير محصل للعلوم والأسرار..فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والاهتداء بها وكان حقيقا بالعبد أن يبذل جهده ويستفرغ وسعه في تعلمه وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك. فمن وفق لذلك لم يبق عليه إلا الإقبال على تدبره وتفهمه وكثرة التفكر في ألفاظه ومعانيه ولوازمها وما تتضمنه وما تدل عليه منطوقا ومفهوما فإذا بذل وسعه في ذلك فالرب أكرم من عبده فلا بد أن يفتح عليه من علومه أمورا لا تدخل تحت كسبه "[25].
فالتدبر من أهم الوسائل التي يقوم الفرد من خلالها بتنمية تلك القدرات وكلما نمت لديه قدرة، كلما ارتقى مستوى التفكر والتدبر لديه. فالإنسان مأمور بالتعلم واكتساب المهارات المختلفة التي تعينه على تعلم وفهم آيات الله القرآنية والكونية.
وقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان منزلة التدبر، فعدّوه ضرورة من الضرورات الدينية والعقلية التي لايتم العمل إلا من خلالها. روى الطبري بسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:" كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن"[26].
أهمية التدريب على تدبر كتاب الله وتفعيله
لوحظ في الفترات التاريخية المتأخرة، عزوف بعض المسلمين عن التدبر في كتاب الله ظنا منهم بصعوبة الأمر. وهذا الأمر من تلبيس الشيطان ومكائده ليصرف العقول والقلوب عن تفهم معاني القرآن وصرفهم عن الغاية التي لأجلها أنزل القرآن فهو كتاب هدى ورحمة وتربية للنفس وترقي بها[27].
والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: " فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ "[28] يقول القرطبي في تفسيره:" أي القرآن يعني بينّاه بلسانك العربي وجعلناه سهلاً على من تدبره وتأمله وقيل أنزلناه عليك بلسان العرب ليسهل عليهم فهمه"[29].
وعلى هذا وردت أقوال العلماء محذرة من الانزلاق في هذا السبيل. يقول ابن تيمية رحمه الله في ذلك:" من المعلوم أن كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد الفاظه فالقرآن أولى بذلك وايضا فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا فى فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله الذى هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم"[30].
كما أن التدبر من أهم العوامل المحفزة والدوافع القوية لنهضة فكرية وعلمية هائلة، فالمؤمن المتدبر لكتاب الله حق تدبره، أقدر على غيره من النظر العقلي في هذا الكون واستخراج مكنونات قوانين سيره والتعرف على أسراره ومن ثمّ توظيف ذلك كله لخدمة الإنسانية جمعاء من خلال توفير سبل أفضل للحياة الكريمة الهانئة. وقد نقل التاريخ الأعمال العلمية الهائلة التي قام بها العلماء المسلمون والتي كانت خير شاهد على ثمرة التدبر في حياة الفرد وسلوكه.
والتدبر من أهم الوسائل لبناء وصياغة مجتمع متحضر من خلال بناء العقلية القادرة على التفاعل الإيجابي المتواصل مع الكون وإكتشاف القوانين الكونية والاجتماعية وتحويل ذلك كله بصورة إيجابية إلى تطبيقات وإنجازات تخدم المجتمع وأفراده وتساهم في تحقيق سعادتهم وتنظيم حياتهم. فالتدبر في كتاب الله معجزة مستمرة لا تتوقف، تقدم في كل يوم جديدا مثمرا، يجد فيها كل جيل ضالته المنشودة وسبل سعادته ومقومات حياته.
ولم يتوقف الإبداع في حياة المسلمين إلا عندما نبذوا التدبر وهجروا كتاب ربهم، فقد كان التدبر في الكتاب مفتاحا للتدبر والنظر في الكون الفسيح وكشف قوانينه وتسخيرها لسعادة البشرية.
لقد أثمر التدبر في كتاب الله نتائج مذهلة في واقع المجتمع المسلم، فكان ظهور المجتهدين المطلقين في مختلف فروع العلم من فقه ونحوه، دليلا ساطعا على أثر التدبر بما خلفوّه من مؤلفات وموسوعات علمية هائلة تنّم عن تفاعل إيجابي بين فهمهم لكتاب الله وإدراكهم لطبيعة الواقع الذي يحيون فيه. فجاءت كتبهم ومؤلفاتهم ثمرة تفاعل متواصل بين الكتاب والواقع من خلال فهم وتدبر سليم يقوم على أصول راسخة وقواعد واضحة وضوابط بينة.
من هنا جاءت فكرة هذا المشروع في توجيه اهتمام الناس إلى التدبر، وتمت دراسة أسباب عزوف الناس عن التدبر في كتاب الله، فلوحظ أن من أهم أسباب هذا العزوف: غياب الخطوات التطبيقية والعملية التي تمكّن القارئ من التدرب على التدبر في كتاب الله واكتساب هذه القدرة وتعلمها على الرغم من كثرة مراكز تدريس القرآن وعلومه.
من هنا جاءت فكرة افتتاح مشروع تدبر القرآن الكريم وكانت بدايات العمل من خلال إعدادي وإشرافي على ورش عمل خاصة بتبيان مفهوم التدبر في كتاب الله وأهميته. وكانت افتتاحية هذه الدورات مع جمعية النور للبر في مملكة البحرين في عام 2001م في قاعة بيت القرآن[31].
ومن أمثلة دورات التدبر التطوعية التي قمت- بفضل الله – بتقديمها وبتنظيم من جميعات خيرية نسائية في البحرين:
- تدبر القرآن في سنن بناء المجتمعات الحضارية. (8 حلقات. مدة الحلقة ساعة وربع الساعة). جمعية رعاية الطفولة والأمومة. البحرين. تنظيم: جمعية النور للبر. اكتوبر. 2006م
- تدبر القرآن في أسس التربية والتعليم. (6 حلقات. مدة الحلقة ساعة ونصف). جمعية رعاية الطفولة والأمومة. البحرين. تنظيم: مركز أم الدرداء الصغرى التابع لوزارة الشؤون الإسلامية بمملكة البحرين. 25 مارس/ 2005م.
- دورة تدبر القرآن فيتنمية الشخصية. البحرين. شهر رمضان/ 2002م.
-مناهج تطوير وسائل الإدراك في القرآن. يت القرآن. المنامة.2002- 2003م.
- دورة أهمية النظر العقلي والحضاري في القرآن الكريم. جامعة الخليج العربي. المنامة. البحرين. الفترة من 1 جمادى الأولى- 16 جمادى الأولى 1424ﻫ/ يوليو 2003م.
-دورة العلاج السلوكي في القرآن. جمعية النور. رمضان 1424ﻫ.
- دور التدبر والتعقل في حياتنا. مركز الهدى لتحفيظ القرآن. دبي. الامارات العربية المتحدة. يناير 2004م.
- دورة تدبر سورة الفاتحة. مارس2004م.
- دورة تدبر الذكر الحكيم في سيرة صاحب الخلق العظيم. مركز أم الدرداء الصغرى. البحرين. مايو 2004م.
- دورة تدبر في سورة الكهف. مركز أم الدرداء الصغرى. 6 سبتمبر 2004- 15 سبتمبر.
- دورة تدبر القرآن في وصف الجنان. جمعية النور للبر. 18 أكتوبر 2004م- 3- اكتوبر 2004م.
والدورات المذكورة آنفا على سبيل المثال لا الحصر[32].
وتم الاستمرار في تقديم دورات التدبر هذه داخل البحرين وخارجها، ومن سلسلة دورات التدبر التي قدمتها جمعيات أهلية نسائية في دولة الإمارات العربية المتحدة مثل: دور التدبر في حياتنا. والتي قدمت بتنظيم من مركز الهدى لتحفيظ القرآن. دبي. الامارات العربية المتحدة. يناير 2004م. كما قامت اللجنة النسائية في جائزة رأس الخيمة جائزة رأس الخيمة الدولية للقرآن الكريم في دورتها الخامسة بتنظيم فعاليات في التدبر للنساء، في عدد من الجمعيات الخيرية في راس الخيمة. وقد قامت الجائزة – مشكورة- بنشر كتاب: تدبر القرآن بين النظرية والتطبيق، وتم توزيع أعداد هائلة منه.
رابعا: رؤية تحليلية في واقع مشروع تدبر القرآن ومستقبله
إن النجاح الملموس في مشروع تدبر القرآن الكريم الذي تبنته بعض الجمعيات النسائية الخيرية داخل البحرين وخارجها، والذي أثبتته هذه الدراسة، يجعلنا نقف وقفة المتأمل، أمام هذه الجهود النسائية، التي بذلت وتبذل على الرغم من المعوقات والصعوبات التي تواجهها، إلا أنها استطاعت –بفضل الله- أن تقدم شيئاً ملموساً، وتتجاوز الكثير من العقبات.
ومشروع تدبر القرآن الكريم يعد أنموذجا لكثير من الأعمال الخيرية النسائية.
وقد تم الاعتماد على نتائج الدراسة الميدانية التي جمعت من خلال نتائج الاستبيانات التي تم توزيعها على المشاركات من مختلف الجمعيات النسائية الخيرية في البحرين في دورات التدبر التي أقيمت خلال الفترة من 2001-2007م، لدراسة محددات هذا المشروع وطبيعة الصعوبات التي واجهته خاصة، وأن المعوقات التي واجهها مشروع تدبر القرآن الكريم في الجمعيات الخيرية النسائية، هي في الغالب نفس المعوقات التي تواجهها معظم النشاطات والفعاليات التعليمية الأخرى.
ويمكن تلخيص هذه المحددات والصعوبات فيما يلي:
- ثمة مشكلات تتعلق بالبنية التنظيمية لكثير من الدورات التي أقامتها الجمعيات النسائية، و مما لاشك فيه أنإدارة العمل الخيري ترتكز على مفاهيم أساسية لا تختلف في الأصل عن إدارة أي عمل آخر، سوى في بعض التطبيقات، لأن العمل الخيري يرتبط بالمجتمع، ولذلك تتعين المبادرة في تطوير مؤسساته وأنظمته الخيرية وتأهيل العاملين به، وصناعة العمل الخيري. ومن أمثلة هذه المشكلات: عدم وضوح المهام والصلاحيات الإدارية والتنظيمة لإقامة الدورات، وضعف التقويم المستمر لتنظيم الدورات في بعض الجمعيات، ضعف الأرشفة والتوثيق والإحصاء وعدم توفر قاعدة البيانات لمثل هذه الدورات، حيث أن أي جمعية خيرية لا يمكن أن تقوم وتنهض إلا من خلال القدرة على تكوين قاعدة بيانات للجمعية ولديها مهارة في الدعاية للجميعة و قادرة علي إجراء اللقاءات ببعض رموز المجتمع لتقوية شأن فعالياتها ودعمها مادياً ومعنويا. ، وضعف التنسيق بين الجمعيات النسائية المتعددة سواء في داخل البحرين أو خارجها. الأمر الذي يؤدي غلى بعثرة كثير من الجهود وضياع توثيقها وعدم الإفادة منها في داخل منطقة الخليج.
- ثمة مشكلات تتعلق بالموارد البشرية مثل: عدم توفر الكادر المؤهل والمتخصص في إقامة مثل هذه الدورات، الامر الذي يؤدي إلى ضعف القدرة على رسم استراتيجيات وبرامج تلائم الواقع المعاش ومشاكل المرأة الخليجية وحاجياتها.
====
دراسة ميدانية لمشروع تدبر القرآن الكريم في العمل الخيري النسائي في مملكة البحرين..
د. رقية طه العلواني
المصدر: موقع د. رقية العلواني
ملخص الورقة
تتناول هذه الورقة عرض تجربة واقعية ودراسة ميدانية لمشروع تطوعي تم طرحه في عديد من الجمعيات الخيرية النسائية في داخل البحرين وخارجها ألا وهو مشروع تدبر القرآن الكريم. وتأتي أهمية هذه الورقة من عدة جوانب: أولها أن كاتبة الورقة هي صاحبة هذا المشروع وقد خاضت غمار التجربة على مدى سنوات طويلة تجاوزت الستة أعوام. وثانيها: أن هذه الورقة محصلة نتائج دراسة ميدانية وتحليل لاستبيانات تم جمعها على مدى 6 سنوات – هي عمر المشروع- من مختلف الجمعيات الخيرية النسائية في البحرين التي تم تقديم المشروع من خلالها.وثالثها: أهمية المشروع الذاتية واثره الفعلي في تنمية الفرد والمجتمع وإسهامه في النهوض بالأمة. إضافة إلى أهمية توسيع مجالات الأعمال الخيرية والتطوعية التي قد يظن البعض أنها محصورة في مجالات الإعانات المادية فحسب.
وقد كشفت الورقة عن أهمية هذا المشروع ومدى الحاجة إليه ف يالوقت الراهن، كما ابرزت الإسهامات التي قدمتها الكاتبة بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجمعيات الخيرية النسائية في البحرين والإمارات العربية المتحدة. وقد كشفت الورقة عن ابرز الصعوبات التي واجهها المشروع المتعلقة بالتمويل والإعلام والتنظيم والتنسيق...
كما حرصت على تقديم خطوات عملية لتفعيل هذا المشروع وتحسين الاداء فيه وفي غيره من مشاريع تقدمها الجمعيات الخيرية بشكل عام والنسائية بشكل خاص.
أولا: مقدمة معرفية
لا ينحصر العمل التطوعي في العمل الفردي أو الجماعي عند وقوع كوارث أوفي أوقات الشدة، كما لا ينحصر في المنظمات التى تقدم خدمات إجتماعية للمجموعات الضعيفة والتى يطلق عليها المجموعات الخاصة في علم الخدمة الإجتماعية، مثل المعوقين والمكفوفين والصم والبكم. بل يمتد العمل التطوعي ليشمل كل عمل غير ربحى، لا يقدم نظير أجر معلوم، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الأفرادوالمجتمعات البشرية بصفة مطلقة[1].
وقد تعارف المتخصصون في مجال الخدمة الاجتماعيةعلى تعريف التطوع بأنه "المجهود القائم على مهارة أو خبرة معينة، والذي يبذل عنرغبة واختيار، بغرض أداء واجب اجتماعي، ودون توقع جزاء مالي بالضرورة"[2].
ويلاحظ أنهذا التعريف أكد على الرغبة والاختيار في أداء المتطوع للعمل، وهذا لايرتبط بالحصول على جزاء مالي بالضرورة، فهو يتم من دون مقابل مادي، بل قد يحمل فيطياته عائدا معنويا مرتبطا بالدافع إلى التطوع. كما أكد التعريف على أن الجهد الذييقدم من قبل المتطوع مرتبط بمهارة وخبرة معينة يملكها هذا المتطوع، وهذا يدل على أنالأعمال التطوعية لا تتم بصورة عشوائية، بل تحتاج إلى خبرة ومهارة وتنظيم وتوظيفلكل متطوع في المكان الذي يمكنه الإفادة فيه، حسب مهارته وخبراته.
ويوصف العمل التطوعي بصفتين أساسيتين تجعلان من تأثيره قوياً في المجتمع وفي عملية التغيير الاجتماعي، وهما:
1- قيامه على أساس المردود المعنوي أو الاجتماعي المتوقع منه، مع نفي أي مردود مادي يمكن أن يعود على الفاعل.
2- ارتباط قيمة العمل بغاياته المعنوية والإنسانية.
لهذا السبب يلاحظ أن وتيرة العمل التطوعي لا تتراجع مع انخفاض المردود المادي له، إنما بتراجع القيم والحوافز التي تكمن وراءه، وهي القيم والحوافز الدينية والأخلاقية والاجتماعية والإنسانية.
ويمكن التمييز بين شكلين أساسيين من أشكال العمل التطوعي:
1- العمل التطوعي الفردي:
وهو عمل أو سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وإرادة ولا يبغي منه أي مردود مادي، ويقوم على اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية أو دينية.
2- العمل التطوعي المؤسسي:
وهو أكثر تقدماً من العمل التطوعي الفردي وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع، وفي الوطن العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، توجد مؤسسات متعددة وجمعيات أهلية تساهم في أعمال تطوعية كبيرة لخدمة المجتمع[3].
ثانيا: دور المرأة البحرينية في العمل الخيري
مما لاشك فيه أن المرأة أصبحت عنصراً فاعلاً ومكوناً أساسياً في هذه المجالات كلها. لعملية التنمية والنهضة لأي مجتمع، الأمر الذي دعا إلى الاهتمام الكبير من قبل دول الخليج بإشراك المرأة وإسهامها في الدفع بعجلة التنمية[4].ويعد العمل في مجالات الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، من أبرز ميادين المشاركة التنموية وخاصة للمرأة الخليجية.
ومملكة البحرين من أكثر الدول اهتماما ومشاركة في مسيرة العمل التطوعي فقد ظهر العديد من الجمعيات المعنية بالأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء.
وقد بدأت مسيرة العمل الخيري في تقديم خدماتها، وتطورت حتى وصلت إلى مستوى من الحضور والتأثير[5]. الأمر الذي أدى إلى مشاركة المرأة الفعلية في التنمية والنهوض بها ثقافياً واقتصادياً. وتدل إحصاءات وزارة الشؤون الاجتماعية أن دور وإسهامات الجمعيات الخيرية والاجتماعية والتعاونية ومؤسسات المجتمع المدني في دعم الأسر الفقيرة، بلغ درجة من الأهمية في تحقيق الرفاه الاجتماعي للمواطنين[6].
وقد شهد عام 2006م إشهار العديد من الجمعيات النسائية المخصصة للعمل الخيري بكافة أشكاله وصوره ومنها تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية. فقد تصدت المرأةبإقامة محاضرات ودروس توعية للمرأة خاصة فيما يتعلقبالتدريس في مراكز تحفيظ القران الكريم. التي تم جمعها من قبل المشاركات والمتدربات في دورات تدبر القرآن في الفترة من نهايات عام 2001-2007م.
ثالثا: مشروع تدبر القرآن..أنموذجا للعمل الخيري النسائي
هذه الورقة تجربة واقعية لعمل خيري تطوعي ألا وهو مشروع تدبر القرآن الكريم، الذي بدأ العمل به في ساحات العديد من الجمعيات الخيرية في البحرين، كنموذج لدراسة أوضاع مثل هذه المشاريع التطوعية وما يكتنفها من ظروف وصعوبات وتقديم رؤية مستقبلية لكيفية تذليل هذه الصعوبات والتعامل معها.
و يجدر بنا قبل الخوض في الحديث عن أهمية مشروع التدبر للأفراد والمجتمعات، التطرق إلى بيان مفهومه وحدوده.
فكلمة التدبر في اللغة مأخوذة من مادة (د ب ر) وأصلها آخر الشيء وخلفه.وفي لسان العرب دبّر الأمر وتدبّره أي نظر في عاقبته وعرف الأمر تدبرا أي بآخره. فتدبر الكلام أي النظر في أوله وآخره ثم إعادة النظر مرة بعد مرة، ومن هذا قول جرير:
ولا تتقون الشر حتى يصيبكم ولا تعرفون الأمر إلا تدبرا.
والتدبر في الأمر: التفكر فيه، وفلان ما يدري قبال الأمر من دباره أي أوله من آخره. ويقال فلان لو استقبل من أمره ما استدبره لهدي لوجهة أمره، أي لو علم في بدء أمره ما علمه في آخره لاسترشد لأمره. وقال أكثم بن صيفي لبنيه: يا بني لا تتدبروا أعجاز أمور قد ولت صدورها[7].
ودبّرت الأمر تدبيرا فعلته عن فكر وروية، وتدبرته تدبرا نظرت في دبره وهو عاقبته و آخره.[8]
والتدبر النظر في دبر الأمور أي عواقبها وهو قريب من التفكر، إلا أن التفكر تصرف بالنظر في الدليل والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب[9].
يقول ابن القيم رحمه الله:" وتدبر الكلام ان ينظر في اوله وآخره ثم يعيد نظره مره بعد مرة ولهذا جاء على بناء التفعل كالتجرع والتفهم والتبين"[10].
فأصل معنى التدبر في اللغة مأخوذ من النظر في عواقب الأمور ونهاياتها. وهو نشاط وجهد ذهني يقوم به العقل بغية التوصل إلى عواقب الأمور ونتائجها.
والمقصود بتدبر القرآن الكريم: النظر والتوصل إلى مغزى الآيات القرآنية ومقاصدها وأهدافها وما ترمي إليه، عن طريق إعمال الفكر والتأمل وبذل الجهد الذهني في فهم الآيات.
وقد عرّفه بعض العلماء المعاصرين بأنه: التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة[11].
والتدبر معنى أخص من المعرفة التفصيلة لمعاني الآيات، فالتدبر يقتضي النظر إلى ما تصير إليه عاقبة الكلام في الجملة، وهذا يدفع للعمل بما تم تدبره لاستحضار العاقبة، وفي هذا تعلق واضح بأصل المعنى اللغوي للتدبر الدال على نظر في ما يؤول إليه آخر أمره[12].
كما يشمل التدبر انتفاع القلب بتلك المعاني بخشوعه عند مواعظه، وخضوعه لأوامره وأخذ العبرة منه[13].
فهو نشاط ذهني يهدف الوصول إلى أواخر دلالات النصوص القرآنية ومراميها ومقاصدها. فالقرآن الكريم له مقاصد وغايات جاء لتحقيقها في حياة الأفراد والمجتمعات وهي غايات عامة. وثمة غايات اخرى خاصة بكل سورة في القرآن وما تروم تحقيقه من مقاصد.
والآيات الواردة في القرآن الكريم، أشادت بالتدبر مبينة أنه قدرة عقلية تظهر في الربط بين المقدمات والنتائج واكتشاف الأسباب التي أدت إليها. قال تعالى: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾[14]. وفي موضع آخر: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [15]. كما جاء في الآية الكريمة: ﴿ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِين﴾ [16] وقال عزّ من قائل: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَاب﴾[17].
في هذه الآية نص صريح على أن الغرض الأساسي من إنزال القرآن هو التدبر والتذكر لا مجرد التلاوة على عظم أجرها. واللام هنا جاءت للتعليل في قوله تعالى:" ليدبروا" وهي نصّ صريح في تحديد الغاية من إنزال القرآن الكريم للتدبر والتذكر. ولا خلاف بين الأصوليين في الأخذ بالعلة إذا كان منصوصا عليها والعمل بها من باب العمل بالنص الصريح.
وروى ابن كثير في تفسيره قول الحسن البصري:" والله ما تدبره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول قرأت القرآن كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل"[18].
ويقول الله عزّ وجلّ في موضع آخر في معرض الحضّ والحث على التدبر: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾.
وقد جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله للآية: " يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهيـاً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن﴾. فالأمر صريح في الآية، فإذا أمر الله عزّ وجلّ بأمر فالأمر للوجوب فالتدبر واجب"[19].
وقال تعالى في موضع آخر: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون﴾[20]. روى ابن كثير في تفسيره قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الآية: " يتلونه حق تلاوته إذا مرّ بذكر الجنة سأل الله الجنة وإذا مرّ بذكر النار تعوذ بالله من النار" أي التدبر في تلك الآيات.
كما روى قول ابن مسعود رضي الله عنه:" والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله ولا يحرّف الكلم عن مواضعه ولا يتأول منهشيئا على غير تأويله"[21].
وروى قول ابن عباس رضي الله عنهما أن المراد اتباعه حق اتباعه، وروي عن عكرمة وعطاء ومجاهد وأبي رزين وإبراهيم النخعي نحو ذلك. ومعلوم أن الاتباع لا يكون إلا بعد الفهم والتدبر وما لا يتحقق ويتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومن الأدلة على وجوب التدبر كذلك، قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾[22]. قال ابن القيم في ذلك: " ذمّ الله المحرفين لكتابه والأميين الذين لا يعلمون منه إلا مجرد التلاوة وهي الأماني "[23] . وقال الشوكاني: وقيل: (الأماني :التلاوة ) أي: لا علم لهم إلا مجرد التلاوة دون تفهم وتدبر"[24].
وتأسيسا على هذه النصوص وغيرها يتبين لنا أن التدبر واجب شرعي على كل مسلم، كلٌ حسب قدراته وطاقاته الإدراكية القابلة للاكتساب والزيادة وبذل الوسع في تعلم وتفهم كتاب الله. فلا يُعذر أحد بعدم التدبر في آيات الله وقد يسّره الله للذكر والعمل بما جاء فيه ولا يكون هذا ولا يتأتى إلا عن طريق التدبر والفهم وبذل الجهد في سبيل ذلك.
يقول السعدي رحمه الله في تفسيره:"تدبره (أي القرآن) مفتاح كل خير محصل للعلوم والأسرار..فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والاهتداء بها وكان حقيقا بالعبد أن يبذل جهده ويستفرغ وسعه في تعلمه وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك. فمن وفق لذلك لم يبق عليه إلا الإقبال على تدبره وتفهمه وكثرة التفكر في ألفاظه ومعانيه ولوازمها وما تتضمنه وما تدل عليه منطوقا ومفهوما فإذا بذل وسعه في ذلك فالرب أكرم من عبده فلا بد أن يفتح عليه من علومه أمورا لا تدخل تحت كسبه "[25].
فالتدبر من أهم الوسائل التي يقوم الفرد من خلالها بتنمية تلك القدرات وكلما نمت لديه قدرة، كلما ارتقى مستوى التفكر والتدبر لديه. فالإنسان مأمور بالتعلم واكتساب المهارات المختلفة التي تعينه على تعلم وفهم آيات الله القرآنية والكونية.
وقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان منزلة التدبر، فعدّوه ضرورة من الضرورات الدينية والعقلية التي لايتم العمل إلا من خلالها. روى الطبري بسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:" كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن"[26].
أهمية التدريب على تدبر كتاب الله وتفعيله
لوحظ في الفترات التاريخية المتأخرة، عزوف بعض المسلمين عن التدبر في كتاب الله ظنا منهم بصعوبة الأمر. وهذا الأمر من تلبيس الشيطان ومكائده ليصرف العقول والقلوب عن تفهم معاني القرآن وصرفهم عن الغاية التي لأجلها أنزل القرآن فهو كتاب هدى ورحمة وتربية للنفس وترقي بها[27].
والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: " فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ "[28] يقول القرطبي في تفسيره:" أي القرآن يعني بينّاه بلسانك العربي وجعلناه سهلاً على من تدبره وتأمله وقيل أنزلناه عليك بلسان العرب ليسهل عليهم فهمه"[29].
وعلى هذا وردت أقوال العلماء محذرة من الانزلاق في هذا السبيل. يقول ابن تيمية رحمه الله في ذلك:" من المعلوم أن كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد الفاظه فالقرآن أولى بذلك وايضا فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا فى فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله الذى هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم"[30].
كما أن التدبر من أهم العوامل المحفزة والدوافع القوية لنهضة فكرية وعلمية هائلة، فالمؤمن المتدبر لكتاب الله حق تدبره، أقدر على غيره من النظر العقلي في هذا الكون واستخراج مكنونات قوانين سيره والتعرف على أسراره ومن ثمّ توظيف ذلك كله لخدمة الإنسانية جمعاء من خلال توفير سبل أفضل للحياة الكريمة الهانئة. وقد نقل التاريخ الأعمال العلمية الهائلة التي قام بها العلماء المسلمون والتي كانت خير شاهد على ثمرة التدبر في حياة الفرد وسلوكه.
والتدبر من أهم الوسائل لبناء وصياغة مجتمع متحضر من خلال بناء العقلية القادرة على التفاعل الإيجابي المتواصل مع الكون وإكتشاف القوانين الكونية والاجتماعية وتحويل ذلك كله بصورة إيجابية إلى تطبيقات وإنجازات تخدم المجتمع وأفراده وتساهم في تحقيق سعادتهم وتنظيم حياتهم. فالتدبر في كتاب الله معجزة مستمرة لا تتوقف، تقدم في كل يوم جديدا مثمرا، يجد فيها كل جيل ضالته المنشودة وسبل سعادته ومقومات حياته.
ولم يتوقف الإبداع في حياة المسلمين إلا عندما نبذوا التدبر وهجروا كتاب ربهم، فقد كان التدبر في الكتاب مفتاحا للتدبر والنظر في الكون الفسيح وكشف قوانينه وتسخيرها لسعادة البشرية.
لقد أثمر التدبر في كتاب الله نتائج مذهلة في واقع المجتمع المسلم، فكان ظهور المجتهدين المطلقين في مختلف فروع العلم من فقه ونحوه، دليلا ساطعا على أثر التدبر بما خلفوّه من مؤلفات وموسوعات علمية هائلة تنّم عن تفاعل إيجابي بين فهمهم لكتاب الله وإدراكهم لطبيعة الواقع الذي يحيون فيه. فجاءت كتبهم ومؤلفاتهم ثمرة تفاعل متواصل بين الكتاب والواقع من خلال فهم وتدبر سليم يقوم على أصول راسخة وقواعد واضحة وضوابط بينة.
من هنا جاءت فكرة هذا المشروع في توجيه اهتمام الناس إلى التدبر، وتمت دراسة أسباب عزوف الناس عن التدبر في كتاب الله، فلوحظ أن من أهم أسباب هذا العزوف: غياب الخطوات التطبيقية والعملية التي تمكّن القارئ من التدرب على التدبر في كتاب الله واكتساب هذه القدرة وتعلمها على الرغم من كثرة مراكز تدريس القرآن وعلومه.
من هنا جاءت فكرة افتتاح مشروع تدبر القرآن الكريم وكانت بدايات العمل من خلال إعدادي وإشرافي على ورش عمل خاصة بتبيان مفهوم التدبر في كتاب الله وأهميته. وكانت افتتاحية هذه الدورات مع جمعية النور للبر في مملكة البحرين في عام 2001م في قاعة بيت القرآن[31].
ومن أمثلة دورات التدبر التطوعية التي قمت- بفضل الله – بتقديمها وبتنظيم من جميعات خيرية نسائية في البحرين:
- تدبر القرآن في سنن بناء المجتمعات الحضارية. (8 حلقات. مدة الحلقة ساعة وربع الساعة). جمعية رعاية الطفولة والأمومة. البحرين. تنظيم: جمعية النور للبر. اكتوبر. 2006م
- تدبر القرآن في أسس التربية والتعليم. (6 حلقات. مدة الحلقة ساعة ونصف). جمعية رعاية الطفولة والأمومة. البحرين. تنظيم: مركز أم الدرداء الصغرى التابع لوزارة الشؤون الإسلامية بمملكة البحرين. 25 مارس/ 2005م.
- دورة تدبر القرآن فيتنمية الشخصية. البحرين. شهر رمضان/ 2002م.
-مناهج تطوير وسائل الإدراك في القرآن. يت القرآن. المنامة.2002- 2003م.
- دورة أهمية النظر العقلي والحضاري في القرآن الكريم. جامعة الخليج العربي. المنامة. البحرين. الفترة من 1 جمادى الأولى- 16 جمادى الأولى 1424ﻫ/ يوليو 2003م.
-دورة العلاج السلوكي في القرآن. جمعية النور. رمضان 1424ﻫ.
- دور التدبر والتعقل في حياتنا. مركز الهدى لتحفيظ القرآن. دبي. الامارات العربية المتحدة. يناير 2004م.
- دورة تدبر سورة الفاتحة. مارس2004م.
- دورة تدبر الذكر الحكيم في سيرة صاحب الخلق العظيم. مركز أم الدرداء الصغرى. البحرين. مايو 2004م.
- دورة تدبر في سورة الكهف. مركز أم الدرداء الصغرى. 6 سبتمبر 2004- 15 سبتمبر.
- دورة تدبر القرآن في وصف الجنان. جمعية النور للبر. 18 أكتوبر 2004م- 3- اكتوبر 2004م.
والدورات المذكورة آنفا على سبيل المثال لا الحصر[32].
وتم الاستمرار في تقديم دورات التدبر هذه داخل البحرين وخارجها، ومن سلسلة دورات التدبر التي قدمتها جمعيات أهلية نسائية في دولة الإمارات العربية المتحدة مثل: دور التدبر في حياتنا. والتي قدمت بتنظيم من مركز الهدى لتحفيظ القرآن. دبي. الامارات العربية المتحدة. يناير 2004م. كما قامت اللجنة النسائية في جائزة رأس الخيمة جائزة رأس الخيمة الدولية للقرآن الكريم في دورتها الخامسة بتنظيم فعاليات في التدبر للنساء، في عدد من الجمعيات الخيرية في راس الخيمة. وقد قامت الجائزة – مشكورة- بنشر كتاب: تدبر القرآن بين النظرية والتطبيق، وتم توزيع أعداد هائلة منه.
رابعا: رؤية تحليلية في واقع مشروع تدبر القرآن ومستقبله
إن النجاح الملموس في مشروع تدبر القرآن الكريم الذي تبنته بعض الجمعيات النسائية الخيرية داخل البحرين وخارجها، والذي أثبتته هذه الدراسة، يجعلنا نقف وقفة المتأمل، أمام هذه الجهود النسائية، التي بذلت وتبذل على الرغم من المعوقات والصعوبات التي تواجهها، إلا أنها استطاعت –بفضل الله- أن تقدم شيئاً ملموساً، وتتجاوز الكثير من العقبات.
ومشروع تدبر القرآن الكريم يعد أنموذجا لكثير من الأعمال الخيرية النسائية.
وقد تم الاعتماد على نتائج الدراسة الميدانية التي جمعت من خلال نتائج الاستبيانات التي تم توزيعها على المشاركات من مختلف الجمعيات النسائية الخيرية في البحرين في دورات التدبر التي أقيمت خلال الفترة من 2001-2007م، لدراسة محددات هذا المشروع وطبيعة الصعوبات التي واجهته خاصة، وأن المعوقات التي واجهها مشروع تدبر القرآن الكريم في الجمعيات الخيرية النسائية، هي في الغالب نفس المعوقات التي تواجهها معظم النشاطات والفعاليات التعليمية الأخرى.
ويمكن تلخيص هذه المحددات والصعوبات فيما يلي:
- ثمة مشكلات تتعلق بالبنية التنظيمية لكثير من الدورات التي أقامتها الجمعيات النسائية، و مما لاشك فيه أنإدارة العمل الخيري ترتكز على مفاهيم أساسية لا تختلف في الأصل عن إدارة أي عمل آخر، سوى في بعض التطبيقات، لأن العمل الخيري يرتبط بالمجتمع، ولذلك تتعين المبادرة في تطوير مؤسساته وأنظمته الخيرية وتأهيل العاملين به، وصناعة العمل الخيري. ومن أمثلة هذه المشكلات: عدم وضوح المهام والصلاحيات الإدارية والتنظيمة لإقامة الدورات، وضعف التقويم المستمر لتنظيم الدورات في بعض الجمعيات، ضعف الأرشفة والتوثيق والإحصاء وعدم توفر قاعدة البيانات لمثل هذه الدورات، حيث أن أي جمعية خيرية لا يمكن أن تقوم وتنهض إلا من خلال القدرة على تكوين قاعدة بيانات للجمعية ولديها مهارة في الدعاية للجميعة و قادرة علي إجراء اللقاءات ببعض رموز المجتمع لتقوية شأن فعالياتها ودعمها مادياً ومعنويا. ، وضعف التنسيق بين الجمعيات النسائية المتعددة سواء في داخل البحرين أو خارجها. الأمر الذي يؤدي غلى بعثرة كثير من الجهود وضياع توثيقها وعدم الإفادة منها في داخل منطقة الخليج.
- ثمة مشكلات تتعلق بالموارد البشرية مثل: عدم توفر الكادر المؤهل والمتخصص في إقامة مثل هذه الدورات، الامر الذي يؤدي إلى ضعف القدرة على رسم استراتيجيات وبرامج تلائم الواقع المعاش ومشاكل المرأة الخليجية وحاجياتها.