دراسة النظم القرآني في سورة الأحزاب

جزاك الله خيراً أختي الفاضلة باحثة علم على هذا الكتاب النافع وقد بدأت بقراءته فلم أتمالك نفسي من أن أعيد طباعة بعض ما جاء فيه وبدأت بخصائص هذه السورة للفائدة ولتسهيل رفعها على المنتديات إن شاء الله ونسخها:
------------
[FONT=&quot]خصائص سورة الأحزاب:[/FONT]
[FONT=&quot]أول سورة بدأت بنداء النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم[/FONT]
[FONT=&quot]أكثر سورة ورد فيها لفظ النبي في القرآن الكريم فقد ورد في القرآن كله 43 مرة منها 15 مرة في سورة الأحزاب وحدها. وورد لفظ الرسولا معرّفاً مرة واحدة في القرآن في سورة الأحزاب (محمد فؤاد عبد الباقي، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم).[/FONT]
[FONT=&quot]السورة الوحيدة التي تحدثت عن غزوة الأحزاب وبني قريظة في القرآن[/FONT]
[FONT=&quot]وردت كلمات في هذه السورة لم ترد في سور القرآن الأخرى على سبيل المثال (وطر، صياصي، الظنونا، تُرجي، تؤوي، ناظرين، إناه، الخيرة)[/FONT]
[FONT=&quot]السورة الوحيدة التي سبقتها أربع سور من سور الفواتح التي بدأت بـ (ألم) وهي العنكبوت، الروم، السجدة، لقمان. وهي السورة الوحيدة التي بعدها سورتان من السور الخمس المفتتحة بالحمد وهما سبأ وفاطر.[/FONT]
[FONT=&quot]وردت فيها جُمَل أخذت مفهوم المصطلح مثل "زاغت الأبصار" "بلغت القلوب الحناجر" "وتظنون بالله الظنونا"[/FONT]
[FONT=&quot]اختصت هذه السورة بموضوعات لم ترد في غيرها منها:[/FONT]
-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إبطال عادة التبني التي كانت عند العرب في الجاهلية[/FONT]
-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وجوب تعظيم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم[/FONT]
-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب أي إباحة زوجة المتبنى[/FONT]
-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذكر الأحكام التي تتعلق بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل القسم بينهن ووتخييرهن والزواج بغيرهن وحرمة زواجهنّ بغيره[/FONT]
-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عدم إيجاب العدّة على المطلقة قبل الدخول ووجوب المتعة لها[/FONT]
-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فرض الحجاب على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين[/FONT]
-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إبطال عادة التوريث بالحلف والهجرة وإثبات الميراث عن طريق القرابة[/FONT]
-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مضاعفة العذاب على المعصية لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومضاعفة الثواب لهنّ على طاعة لهنّ[/FONT]
-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]انعقاد الزواج له صلى الله عليه وسلم بالهبة ودون مهر[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
في نفس الموضوع :" من أسرار التعبير القرآني ...دراسة تحليلية لسورة الأحزاب" للدكتور محمد أبو موسى، طبعته مكتبة وهبة قبل سنوات عديدة ، وهو كتاب نفيس للغاية، ولعل أحداً يذكرني والإخوةَ بكتاب الدكتور الفنيسان الذي يتحدث عن غزوة الأحزاب من خلال السورة.
 
وهذه فائدة أخرى وردت في الكتاب:
[FONT=&quot]تأديب الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم في نداءات سورة الأحزاب:[/FONT]
[FONT=&quot](يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ (1)) إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه[/FONT]
[FONT=&quot](يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)) إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله[/FONT]
[FONT=&quot](يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)) إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع عامة الخلق[/FONT]
 
وهذه فائدة أخرى وردت في الكتاب:
[FONT=&quot]تأديب الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم في نداءات سورة الأحزاب:[/FONT]
[FONT=&quot](يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ (1)) إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه[/FONT]
[FONT=&quot](يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)) إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله[/FONT]
[FONT=&quot](يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)) إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع عامة الخلق[/FONT]

التأديب في اللغة إذا أطلق احتمل أمرين:
الأول توجيه من أساء
والثاني بمعنى التعليم
وقد روى حديث : أدبني ربي فأحسن تأديبي. ولكن هذا الحديث لا يصححه أهل العلم ولا يعرف له إسناد ثابت كما قال بن تيمة رحمه الله.
ونداءات سورة الأحزاب فيها دلالة على تكريم الله تعالى لنبيه وإعلاء قدره فهو لم يناده باسمه قط بل قال: يا أيها النبي ، ويا أيها الرسول.
ولو نظرنا إلى النداءات لو جدنا أنها تظهر منزلة الحبيب صلى الله عليه وسلم عند الله:
فالنداء الأول في قوله تعالى :
" يا أيها النبي اتق الله " فهو كما قال بن عاشور رحمه الله :
"وقد تعين بهذا أن الأمر في قوله { اتّققِ الله } والنهي في قوله { ولا تُطِععِ الكافرين والمنافقين } مستعملان في طلب الاستمرار على ما هو ملازم له من تقوى الله ، فأشعر ذلك أن تشريعاً عظيماً سيلقى إليه لا يخلو من حرج عليه فيه وعلى بعض أمته ، وأنه سيلقى مطاعن الكافرين والمنافقين ."

أما النداء في قوله تعالى:
" يا أيها النبي قل لأزواجك..."
فهو يدل على تكريم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم حيث ذكره في جانبه تبارك وتعالى" وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة..."
ولا أدل على تكريم الله تعالى لنبيه صل1في ما أنزل عليه من أحكام بخصوص أزواجه رضي الله عنهن من قول عائشة رضي الله عنها " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ".

أما النداء في قوله تعالى:
" يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا...."
فهو من أجمل النداءات الإلهية الموجهة إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فيه إخبار عن منزلته العظيمة التي أنزله إياها واصطفاه لها منذ الأزل ،وإنه لوصفه في التوراة:
"عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة. قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لست بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضَه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا".
 
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبو سعد على تعقيبك وإضافتك القيمة.
ولا أخفيك سراً أني عندما نقلت هذه النداءات كان في قلبي شيء من كلمة (تأديب) لكني أنقل النص حرفياً وليس من حقي التعليق عليه واعتبرتها بمعنى التعليم كما أشرتم بارك الله فيكم.
 
عودة
أعلى