وهذه فائدة أخرى وردت في الكتاب:
[FONT="]تأديب الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم في نداءات سورة الأحزاب:[/FONT]
[FONT="](يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ (1)) إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه[/FONT]
[FONT="](يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)) إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله[/FONT]
[FONT="](يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)) إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع عامة الخلق[/FONT]
التأديب في اللغة إذا أطلق احتمل أمرين:
الأول توجيه من أساء
والثاني بمعنى التعليم
وقد روى حديث : أدبني ربي فأحسن تأديبي. ولكن هذا الحديث لا يصححه أهل العلم ولا يعرف له إسناد ثابت كما قال بن تيمة رحمه الله.
ونداءات سورة الأحزاب فيها دلالة على تكريم الله تعالى لنبيه وإعلاء قدره فهو لم يناده باسمه قط بل قال: يا أيها النبي ، ويا أيها الرسول.
ولو نظرنا إلى النداءات لو جدنا أنها تظهر منزلة الحبيب صلى الله عليه وسلم عند الله:
فالنداء الأول في قوله تعالى :
" يا أيها النبي اتق الله " فهو كما قال بن عاشور رحمه الله :
"وقد تعين بهذا أن الأمر في قوله { اتّققِ الله } والنهي في قوله { ولا تُطِععِ الكافرين والمنافقين } مستعملان في طلب الاستمرار على ما هو ملازم له من تقوى الله ، فأشعر ذلك أن تشريعاً عظيماً سيلقى إليه لا يخلو من حرج عليه فيه وعلى بعض أمته ، وأنه سيلقى مطاعن الكافرين والمنافقين ."
أما النداء في قوله تعالى:
" يا أيها النبي قل لأزواجك..."
فهو يدل على تكريم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم حيث ذكره في جانبه تبارك وتعالى" وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة..."
ولا أدل على تكريم الله تعالى لنبيه صل1في ما أنزل عليه من أحكام بخصوص أزواجه رضي الله عنهن من قول عائشة رضي الله عنها " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ".
أما النداء في قوله تعالى:
" يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا...."
فهو من أجمل النداءات الإلهية الموجهة إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فيه إخبار عن منزلته العظيمة التي أنزله إياها واصطفاه لها منذ الأزل ،وإنه لوصفه في التوراة:
"عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة. قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لست بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضَه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا".