د. أبو عائشة
New member
دراسة اختلاف بنية المفردة القرآنية :
أولاً : المفردة بين الاسمية والفعلية :
من الظواهر الأسلوبية اللافتة في البيان القرآني هذا الملحظ الدقيق من فروق الدلالات عند استخدام صيغ الأفعال والمشتقات تُصوِّر المشاهِد وتستحضِر الأحداث كأنما تراها العين وتسمعها الأذن .....(1) ، وكلُّ من اعتمد التفرقة بين الاسم والفعل دلالياً أعتمد كلمات الجرجاني : ( إنّ موضوع الاسم يثبُتُ به المعنى للشيء من غير أن يقتضي تجدّده شيئاً بعد شيء وأمَّا الفعل فموضوعه على أن يقتضي تجدد المعنى المثبت به شيئاً بعد شيء ... )(2) ، فإذا ما أردت الدلالة على الحدوث جئت بجملة مسندها فعل تقدَّم الفعل أو تأخر وإذا أردت الدلالة على الثبوت جئت بجملة مسندها اسم ... (3) ، واستخدامها مع ثبوت الفرق وأن المعنى مع أحدهما غيره مع الآخر(4).
على أن يُراعى في مثل هذا الاعتبار ، سياق الجملة الطبيعي أي أن تبدأ الجملة الفعلية بالمسند ( أي الفعل ) ثم المسند إليه ( الفاعل ) والاسمية بالمسند إليه يليه المسند ( اسماً كان أم فعلاً )(5) ، ولا عبرة بموقع المسند ، فعلاً كان أم اسماً ، من الجملة كما ذهب بعض المحدثين (6) ، وقد رفضه الكثير من المحدثين (7) واعترض الدكتور إبراهيم السامرائي على دلالة التجدد في مثل ( مات محمد ) و( هلك خالد ...) إذ كلُّها أحداث منقطعة لم يكن لنا أن نجريها على التجدد وذكر بأنه ربما فات الأستاذ المخزومي شيء في مقالة الجرجاني ، هو أنَّ المثال الذي جاء فيها كان الفعل فيه ( ينطلق ) وبناء ( يفعل ) أو المضارع يفيد التجدد والحدوث (8) وقد نوقش هذا الرأي قديماً فالمراد بالتجدد في الماضي الحصول وفي المضارع أنَّ من شأنه أن يتكرَّر ويقع مرَّةً بعد أخرى صرّح بذلك جماعة (9) واللطيف في الفرق بين دلالة الفعل والاسم هو الاستخدام الخاص في القرآن لهما فسبيل الواجبات فـي القرآن ( الإتيان بالمصدر مرفوعاً كقوله تعالى : ( فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسانٍ )(البقرة : 229 ) ، وقوله : ( فاتباعٌ بالمعروف وأداءٌ إليه بإحسان )( البقرة : 178 ) وسبيل المندوبات الإتيان به منصوباً كقوله تعالى : ( فضربَ الرقابِ )( محمد : 4 ) ؛ ولهذا اختلفوا هل كانت الوصية للزوجات واجبة لاختلاف القراءة في قوله تعالى : ( وصية لأزواجهم ) بالرفع والنصب . قال أبو حيان والأصل في هذه التفرقة قوله تعالى : ( قالوا سلاماً قال سلامٌ ) ( الذاريات : 25 ) فإنَّ الأوّل مندوب والثاني واجب (10) ، والنكتة في ذلك أن الجملة الاسمية أثبت وآكد من الفعلية ) (11) ، وقد أفاد التعبير القرآني من هذه الظاهرة الأسلوبية فاستخدمها في عدة أساليب ليحقق بذلك الاستخدام الأمثل وحسب حاجة السياق وعلى الشكل التالي :
1 - فرّق في استخدامها معاً في الإثبات :
قال تعالى : ( أو لم يروا إلى الطيرِ فوقهم صافّات ويقبضن ) ( الملك : 19 ) فقد جيء في وصف الطير بـ ( صافات ) بصيغة الاسم لأنّ الصف هو الأكثر في أحوالها عند الطيران فناسبه الاسم الدال على الثبوت وجيء في وصفهنَّ بالقبض بصفة المضارع لدلالة الفعل على التجدد … ونظيره قوله تعالى في الجبال والطير : ( يسبحن بالعشي والإشراق والطيرَ محشورة )( ص : 18،19 ) لأن التسبيح في وقتين والطير محشورة دائماً (12)، فالأصل في الطيران هو صفّ الأجنحة مشبهاً الطيران في الهواء كالسباحة في الماء والأصل مدّ الأطراف وبسطها والقبض طارئ فجيء بما هو طارئ غير أصلٍ بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات ويكون منهن القبض تارة كما هو كائن من السابح كما قال الزمخشري (13) ، واختاره الكثير من المحدثين (14) ، ويجب أن لا يفهم من هذا الكلام أن الأصلية والفرعية في الأحوال قد فُهمت من اختلاف البنية بين الاسمية والفعلية ، وإنما أفاد التعبير من التقديم والتأخير في الوصف ، وإلا فالبنية لا تدلّ إلا على التجدّد أو الثبوت لا غير . ومما يندرج تحت هذا المبحث قوله تعالى : ( ويلٌ لكل همزةٍ لمزةٍ )( الهمزة : 1 ) فالإخبار بالرفع إيذان بالاسمية ليكون بذلك العذاب بلا انقطاع ولو كانت الجملة فعلية لدلّ على عدم ثبات العذاب لذلك قـال تعالى في نهاية السورة : ( إنها عليهم مؤصدة في عمدٍ ممدة )( الهمزة : 8 - 9 ) بالاسمية لأن أبوابها مغلقة عليهم لا تفتح إشارة إلى دوام العذاب (15) ، كذلك في قوله تعالى : ( الذي هم فيه مختلفون )( النبأ : 3 ) فقد جيء بالجملة الاسمية في صلة الموصول دون أن يقول : الذي يختلفون فيه أو نحو ذلك لتفيد الجملة الاسمية أن الاختلاف في أمر هذا النبأ متمكن منهم ودائم فيهم لدلالة الجملة الاسمية على الدوام والثبوت (16) ؛ لذلك كان وصف الله تعالى ، وعلى الأغلب بالاسم دون الفعل لاتصافه تعالى بصفاته على الثبوت دون التغير إلا فيما يكون تعالى متصفاً به على المقابلة بالجزاء فيكون بالفعل دون الاسم لأنه اتصافٌ بمقتضى التقابل كقوله تعالى : ( ويمكرون ويمكر الله )( الأنفال : 30 ) . كما في سورة البقرة ( ... قالوا إنما نحن مستهزؤن الله يستهزيء بهم ويمدهم في طغيانهم ... )( البقرة : 15 )لذلك لا يصحّ وصفه تعالى بالمكر وما إلى ذلك من صفات جيء بها على التقابل .
2 - فرّق في استخدامها في سياق النفي :
قال تعالى : ( لا هنّ حِلٌ لهم ، ولا هم يحلون لَهنَّ )( الممتحنة : 10 ) ، فالجملة الأولى لبيان الفُرقة الثابتة وتحقق زوال النكاح الأول والثانية لبيان الامتناع فيما يستأنف ويستقبل من النكاح ويشعر بذلك التعبير بالاسم في الأولى والفعل في الثانية (17) ، ووجه الاختلاف أن الصفة المشبهة أُسندت إلى ضمير المؤمنات في الجملة الأولى إعلاماً بأن هذا الحكم يعني نفي الحل ثابت فيهن لا يجوز فيه الإخلال والتغيير من جانبهن ، وأسند الفعل إلى ضمير الكفار إيذاناً بأن ذلك الحكم مستمر الامتناع في الأزمنة المستقبلة لكنه قابل للتغيير باستبدال الهدى بالضلال ، وجُوّزَ أن يكون ذلك تكريراً للتأكيد والمبالغة في الحرمة وقطع العلاقة ... ولعل الأول أولى (18) ، وغالباً ما يجيء في سياق النفي الفعل خاصةً في الدعاء كقوله تعالى : ( ربنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا ... ) (الممتحنة:5) لكي لا يتحقق ذلك في أي وقت وكذلك في وصف طعام النار ( لا يسمن ولا يغني من جوع )( الغاشية : 7 ) ؛ لينفي بذلك الإغناء في أي وقت وكذلك ( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يومَ القيامة يفصل بينكم … )( الممتحنة : 3 ) .
3 - معاملة المضمر منها معاملة المظهر :
قال تعالى : (... قالوا سلاماً قال سلامٌ ... )( الذاريات : 25 ) قال السيوطي و( مُضْمَرُ الفعل فيما ذُكِرَ كمظهره ولهذا قالوا إنّ سلام الخليل أبلغ من سلام الملائكة .. )(19) ، فالمقدَّر ( أسماً أو فعلاً ) معتبر من حيث الثبوت والتجدد كما درج المفسرون لهذه الآية عليه ، فقد فرّق سبحانه بين السلامين ، وتقدير الآية : قالوا نسلِّم سلاماً ، أي : بتقدير فعل ، وقوله : سلامٌ ، أي : سلامٌ عليكم ، أي : بتقدير اسم ، وهو أثبت وأقوى من الفعل ؛ وبذلك تكون تحيته خيراً من تحيتهم(20) وهذا ما جاء عليه الأمر في القرآن ( وإذا حييتم بتحيةٍ فحيّوا بأحسن منها أو ردوها … ) (النساء:86 ) .
4 - الجمع بين الأسلوبين لتكاملٍ دلالي :
قال تعالى : ( وما خلقت الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدون )( الذاريات : 56 ) إن تعبير ( ليعبدون ) يتكون من لام ( جارة ) ، وأن ( مصدرية ناصبة ) يعبدون ( فعل مضارع منصوب ) ، وأن والفعل المضارع في تأويل مصدر مقدّر فهل يُتعامَـل مع هذا التعبير على أنه فعل كما هو اللفظ في الآية أم على أنه اسم ( فيما يؤول إليه الفعل مع أن ) ، وكان سيبويه يتعامل مع ( أن + الفعل ) على أنه اسم ولا عمل فيه إذ يقول متحدِّثاً عن تعبير ( تقول : أذكَرٌ أن تَلدَ ناقتُك أحبّ إليك أم أنثى ، كأنه قال : أذكرٌ نتاجها أحبُّ إليك أم أنثى فـ ( أن تلدَ ) اسمٌ و ( تلدَ ) به يتم الاسم كما يتم ( الذي ) بالفعل ، فلا عمَـلَ له هنا كما ليس يكون لصلة ( الذي ) عمل )(21) إذ لولا اعتبار الاسمية لما جاز دخول اللام ، وهي حرف جر ، على الفعل والمصدر المؤول هنا ليس مما افتُرض حالةً نحويةً ؛ لإتمام قاعدة أو إسباغٍ تمامٍ على فرضٍ قياسي ، وإنما هو تقدير له حضوره في الجملة بدليل دخول حرف الجر كما سبق ، وبهذا يتعين القصد من إرادة الاسمية في التعبير ، غير أن الاتجاه التحليلي يبقي مسألة العدول من نمطٍ إلى آخر ضمن الأسئلة التي يتحتم الإجابة عليها وبهذا ندرك أنه لابد للمُستعمل في التعبير - معدولاً إليه من غيره - من سمةٍ أسلوبية قصد إليها تضمناً لتحقيق ملمحٍ خاصٍ ما كان ليحقق لولا هذا العدول وعليه فأن الأسلوب الأفضل في تحليل مثل هذا التركيب هو الإشارة إلى القصدية المشتركة كما يُتعامل معها نحوياً مما يحقق تكاملاً على نطاق التوحيد المُتَحَدَّث عنه هنا على اعتبار إرادة الدوام والثبات والملازمة باعتبار اسمية التركيب ، والتجدّد باعتبار فعلية المفردة ، وهذه هي الغاية القصوى في الإيجاز الذي يمثل الصورة الأوضح للإعجاز .
وقد وجدت ( العسكري ) قد ألمح إلى قريب هذا إذ قال بالاشتراك لما فرق بين ( لا يغفر أن يشرك به ) وبين ( لا يغفر الشرك به ) من جهة أن المصدر لا يدلُّ على زمانٍ وأن يفعل ( أي الفعل ) يدلّ على زمانٍ ففي قولك ( إنّ ) مع ( الفعل ) زيادة ليست في الفعل (22) .
ولعل من نافلة القول بعد نقل ما قال العسكري أن أقول : إن هذا التفنن في الأسلوب ليس بالغريب عن القرآن فقد جاء مثل هذا في قوله تعالى : (الذين هم على صلواتهم يحافظون )( المعارج : 22 ) وقوله تعالى : ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) ( المؤمنون : 9 ) فعبَّر مرّة بالفعل ومرة بالاسم ؛ لقصد المعنيين ، ولن يبقى من هذا التعجب لهذا الأسلوب لدقة التعبير مثل ما سيكون عند دراسة التقابل في استخدام هذا الأسلوب مما يحقق التقابل الدلالي في الاستخدام كما في النقطة التالية .
5 - التقابل الدلالي في الاستخدام :
قال تعالى : ( قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابدٌ ما عبدتم . ولا أنتم عابدون ما أعبد . لكم دينكم ولي دين )( الكافرون ) فقد قابل تعالى في نفيه العبادة بين رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وبين المشركين بين أربع جمل ، نفى في اثنين منها عبادة ما يعبدون عن رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) بالصيغة الفعلية ( لا أعبد ما تعبدون ) والاسمية ( ولا أنا عابد ما عبدتم ) وبالفعلين المضارع ( تعبدون ) والماضي ( عبدتم ) ، في حين نفى العبادة الحقة عن الكافرين بصيغة واحدة مرتين هي الصيغة الاسمية ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) ، وبهذا التناسق البديع تحقق الكمال في عبادة الرسول ( صلى الله عليه وسلم )(23) ، فقوله : ( لا أعبد ما تعبدون ) من الآلهة والأوثان الآن ، وقوله : ( ولا أنا عابد ) ذلك فيما استقبل (24) ، ولو اقتصر على الفعل لكان الأمر حادثاً قد يزول ولو اقتصر على الاسم ؛ لقيل : إنَّ الوصف قد يُفارق صاحبه أحياناً بل معناه أنّه على غالب الحال فالحليم قد يغضب … وبذلك دلت الصيغة الفعلية على الحدوث الدائم والاسمية على الثبات ، وجيء بالمضارع والماضي لاستغراق الماضي والحال والاستقبال ليُعْـلَمَ بذلك براءته في كل حالٍ وزمان (25) ، فيكون بالفعل قد نفى الفعلَ ، وبالاسم قد نفى قبولَه لذلك بالكلية ؛ لأنّ النفي بالاسمية آكد فكأنه نفى الفعل وكونه قابلاً لذلك ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضاً(26).
في حين وصف الكفار بالصيغة الاسمية في النفي فقط لما في أمرهم من الثبات على عبادة ما دون الله تعالى فنفى عنهم عبادة الله تعالى على وجه الثبات (27) فيما يستقبلون أبداً وإنما قيل ذلك لأن الخطاب من الله لرسوله في أشخاص بأعينهم من المشركين قد علم بأنهم لا يؤمنون أبداً وسبق لهم ذلك في السابق من علمه فأمر نبيه أن يؤيسهم من الذي طمعوا فيه وحدثوا به أنفسهم وآيس نبي الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الطمع في إيمانهم ...(28) .
ومن ذلك قوله تعالى : ( أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ... أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون .. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون .. أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤن . .)( الواقعة : 59 - 72 ) فالاستفهام هنا إنكاري وكل ما سئل عنه مضافاً إلى البشر جاء على صيغة الفعل ( تخلقونه ، تزرعونه ، أنزلتموه ، أنشأتم ) وفي المقابل جاء الفعل منسوباً إلى الله تعالى بصيغة الاسم ( الخالقون ، الزارعون ، المنزلون ، المنشؤون ) فيكون بذلك قد نفى عنهم كل هذه الأفعال في كل وقت وأثبتها لنفسه بصيغة الاسم ، وأسلوب التقابل من أروع الأساليب التي تُنبيء عن دقةٍ في الاستخدام ما بعدها دقة قال تعالى : ( فيهما عينان تجريان ... فيهما عينان نضاختان )( الرحمن : 50 ، 66 ) وهذا من أروع التقابل فقد عبر بالفعل عن الجريان وفي ذلك ملحظ دقيق وهو أن الماء قد يتوقف عن الجريان فَنوسب أن يجاء بالفعل الدال على التكرار معه .
والذي يناسب حركته المستمرة ، أما التدفق الذي هو ( النضخ ) فيلائمه الاسم الدال على الاستمرارية والثبات وكأنه لم ينقص أو يتوقف بل مستمر بالتدفق .
الحواشي :
1) مشاهد في القرآن 400 .
2) دلائل الإعجاز 122 ، وينظر : نهاية الإيجاز 75 ، والإيضاح 1 / 78 ، وحاشية يس 1 / 173 والتراكيب النحوية 96 – 98 .
3) ينظر : معاني النحو 1 / 16 .
4) ينظر : التراكيب النحوية 98 .
5) ينظر : نهاية الإيجاز 75 ، والمفتاح 131 – 132 .
6) مثل الدكتور المخزومي ينظر : النحو العربي ( نقد وتوجيه ) 41 ، والأستاذ إبراهيم مصطفى في إحياء النحو 55 – 56 ، والجواري في نحو التيسير 123 – 124 .
7) ينظر : دراسات قرآنية في جزء عم 192 – 195 ، وفي بناء الجملة العربية 49 – 50 .
8) ينظر : الفعل زمانه وأبنيته 204 – 205 .
9) ينظر : الإتقان 1 / 339 ، والسبكي في عروس الأفراح 2 / 28 ، ينظر الصورة البلاغية عند السبكي 95 .
10) ينظر : البحر المحيط 8 / 138 .
11) الإتقان 1 / 340 .
12) ينظر : التحرير والتنوير 29 / 39 .
13) ينظر : الكشاف 4 / 138 ، وتفسير الرازي 30 / 70 ، والبحر المحيط 8 / 302 .
14) ينظر معاني الأبنية 12 ، وتفسير جزء تبارك 18 ، والمشاهد في القرآن 134 .
15) ينظر : التعبير القرآني 34 .
16) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 11 .
17) ينظر : روح المعاني 28 / 76 ، وتفسير البيضاوي 2 / 487 .
18) ينظر : روح المعاني 28 / 76 . نقلاً عن الطيبي .
19) الإتقان 1 / 340 .
20) ينظر : الكشاف 4 / 17 ، وتفسير الرازي 28 / 212 ، وتفسير البيضاوي 2 / 429 ، وبدائع الفوائد 2 / 157 ، ومعاني الأبنية 15 ، والتعبير القرآني 33 .
21) الكتاب 1 / 131 – 132 .
22) ينظر : الفروق في اللغة 205 .
23) ينظر التعبير القرآني 29 – 30 .
24) ينظر : تفسير الطبري 30 / 213 ، وتفسير القاسمي 17 / 6281 .
25) ينظر : التعبير القرآني 29 / 30 .
26) ينظر : تفسير القاسمي 17 / 6282 مما نقله ابن كثير عن ابن تيميه وقال عنه : وهو قول حسن .
27) ينظر : التعبير القرآني 29 – 30 .
28) ينظر : تفسير الطبري 30 / 213 – 214 ، وينظر : تفسير القاسمي 17 / 6281 .
أولاً : المفردة بين الاسمية والفعلية :
من الظواهر الأسلوبية اللافتة في البيان القرآني هذا الملحظ الدقيق من فروق الدلالات عند استخدام صيغ الأفعال والمشتقات تُصوِّر المشاهِد وتستحضِر الأحداث كأنما تراها العين وتسمعها الأذن .....(1) ، وكلُّ من اعتمد التفرقة بين الاسم والفعل دلالياً أعتمد كلمات الجرجاني : ( إنّ موضوع الاسم يثبُتُ به المعنى للشيء من غير أن يقتضي تجدّده شيئاً بعد شيء وأمَّا الفعل فموضوعه على أن يقتضي تجدد المعنى المثبت به شيئاً بعد شيء ... )(2) ، فإذا ما أردت الدلالة على الحدوث جئت بجملة مسندها فعل تقدَّم الفعل أو تأخر وإذا أردت الدلالة على الثبوت جئت بجملة مسندها اسم ... (3) ، واستخدامها مع ثبوت الفرق وأن المعنى مع أحدهما غيره مع الآخر(4).
على أن يُراعى في مثل هذا الاعتبار ، سياق الجملة الطبيعي أي أن تبدأ الجملة الفعلية بالمسند ( أي الفعل ) ثم المسند إليه ( الفاعل ) والاسمية بالمسند إليه يليه المسند ( اسماً كان أم فعلاً )(5) ، ولا عبرة بموقع المسند ، فعلاً كان أم اسماً ، من الجملة كما ذهب بعض المحدثين (6) ، وقد رفضه الكثير من المحدثين (7) واعترض الدكتور إبراهيم السامرائي على دلالة التجدد في مثل ( مات محمد ) و( هلك خالد ...) إذ كلُّها أحداث منقطعة لم يكن لنا أن نجريها على التجدد وذكر بأنه ربما فات الأستاذ المخزومي شيء في مقالة الجرجاني ، هو أنَّ المثال الذي جاء فيها كان الفعل فيه ( ينطلق ) وبناء ( يفعل ) أو المضارع يفيد التجدد والحدوث (8) وقد نوقش هذا الرأي قديماً فالمراد بالتجدد في الماضي الحصول وفي المضارع أنَّ من شأنه أن يتكرَّر ويقع مرَّةً بعد أخرى صرّح بذلك جماعة (9) واللطيف في الفرق بين دلالة الفعل والاسم هو الاستخدام الخاص في القرآن لهما فسبيل الواجبات فـي القرآن ( الإتيان بالمصدر مرفوعاً كقوله تعالى : ( فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسانٍ )(البقرة : 229 ) ، وقوله : ( فاتباعٌ بالمعروف وأداءٌ إليه بإحسان )( البقرة : 178 ) وسبيل المندوبات الإتيان به منصوباً كقوله تعالى : ( فضربَ الرقابِ )( محمد : 4 ) ؛ ولهذا اختلفوا هل كانت الوصية للزوجات واجبة لاختلاف القراءة في قوله تعالى : ( وصية لأزواجهم ) بالرفع والنصب . قال أبو حيان والأصل في هذه التفرقة قوله تعالى : ( قالوا سلاماً قال سلامٌ ) ( الذاريات : 25 ) فإنَّ الأوّل مندوب والثاني واجب (10) ، والنكتة في ذلك أن الجملة الاسمية أثبت وآكد من الفعلية ) (11) ، وقد أفاد التعبير القرآني من هذه الظاهرة الأسلوبية فاستخدمها في عدة أساليب ليحقق بذلك الاستخدام الأمثل وحسب حاجة السياق وعلى الشكل التالي :
1 - فرّق في استخدامها معاً في الإثبات :
قال تعالى : ( أو لم يروا إلى الطيرِ فوقهم صافّات ويقبضن ) ( الملك : 19 ) فقد جيء في وصف الطير بـ ( صافات ) بصيغة الاسم لأنّ الصف هو الأكثر في أحوالها عند الطيران فناسبه الاسم الدال على الثبوت وجيء في وصفهنَّ بالقبض بصفة المضارع لدلالة الفعل على التجدد … ونظيره قوله تعالى في الجبال والطير : ( يسبحن بالعشي والإشراق والطيرَ محشورة )( ص : 18،19 ) لأن التسبيح في وقتين والطير محشورة دائماً (12)، فالأصل في الطيران هو صفّ الأجنحة مشبهاً الطيران في الهواء كالسباحة في الماء والأصل مدّ الأطراف وبسطها والقبض طارئ فجيء بما هو طارئ غير أصلٍ بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات ويكون منهن القبض تارة كما هو كائن من السابح كما قال الزمخشري (13) ، واختاره الكثير من المحدثين (14) ، ويجب أن لا يفهم من هذا الكلام أن الأصلية والفرعية في الأحوال قد فُهمت من اختلاف البنية بين الاسمية والفعلية ، وإنما أفاد التعبير من التقديم والتأخير في الوصف ، وإلا فالبنية لا تدلّ إلا على التجدّد أو الثبوت لا غير . ومما يندرج تحت هذا المبحث قوله تعالى : ( ويلٌ لكل همزةٍ لمزةٍ )( الهمزة : 1 ) فالإخبار بالرفع إيذان بالاسمية ليكون بذلك العذاب بلا انقطاع ولو كانت الجملة فعلية لدلّ على عدم ثبات العذاب لذلك قـال تعالى في نهاية السورة : ( إنها عليهم مؤصدة في عمدٍ ممدة )( الهمزة : 8 - 9 ) بالاسمية لأن أبوابها مغلقة عليهم لا تفتح إشارة إلى دوام العذاب (15) ، كذلك في قوله تعالى : ( الذي هم فيه مختلفون )( النبأ : 3 ) فقد جيء بالجملة الاسمية في صلة الموصول دون أن يقول : الذي يختلفون فيه أو نحو ذلك لتفيد الجملة الاسمية أن الاختلاف في أمر هذا النبأ متمكن منهم ودائم فيهم لدلالة الجملة الاسمية على الدوام والثبوت (16) ؛ لذلك كان وصف الله تعالى ، وعلى الأغلب بالاسم دون الفعل لاتصافه تعالى بصفاته على الثبوت دون التغير إلا فيما يكون تعالى متصفاً به على المقابلة بالجزاء فيكون بالفعل دون الاسم لأنه اتصافٌ بمقتضى التقابل كقوله تعالى : ( ويمكرون ويمكر الله )( الأنفال : 30 ) . كما في سورة البقرة ( ... قالوا إنما نحن مستهزؤن الله يستهزيء بهم ويمدهم في طغيانهم ... )( البقرة : 15 )لذلك لا يصحّ وصفه تعالى بالمكر وما إلى ذلك من صفات جيء بها على التقابل .
2 - فرّق في استخدامها في سياق النفي :
قال تعالى : ( لا هنّ حِلٌ لهم ، ولا هم يحلون لَهنَّ )( الممتحنة : 10 ) ، فالجملة الأولى لبيان الفُرقة الثابتة وتحقق زوال النكاح الأول والثانية لبيان الامتناع فيما يستأنف ويستقبل من النكاح ويشعر بذلك التعبير بالاسم في الأولى والفعل في الثانية (17) ، ووجه الاختلاف أن الصفة المشبهة أُسندت إلى ضمير المؤمنات في الجملة الأولى إعلاماً بأن هذا الحكم يعني نفي الحل ثابت فيهن لا يجوز فيه الإخلال والتغيير من جانبهن ، وأسند الفعل إلى ضمير الكفار إيذاناً بأن ذلك الحكم مستمر الامتناع في الأزمنة المستقبلة لكنه قابل للتغيير باستبدال الهدى بالضلال ، وجُوّزَ أن يكون ذلك تكريراً للتأكيد والمبالغة في الحرمة وقطع العلاقة ... ولعل الأول أولى (18) ، وغالباً ما يجيء في سياق النفي الفعل خاصةً في الدعاء كقوله تعالى : ( ربنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا ... ) (الممتحنة:5) لكي لا يتحقق ذلك في أي وقت وكذلك في وصف طعام النار ( لا يسمن ولا يغني من جوع )( الغاشية : 7 ) ؛ لينفي بذلك الإغناء في أي وقت وكذلك ( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يومَ القيامة يفصل بينكم … )( الممتحنة : 3 ) .
3 - معاملة المضمر منها معاملة المظهر :
قال تعالى : (... قالوا سلاماً قال سلامٌ ... )( الذاريات : 25 ) قال السيوطي و( مُضْمَرُ الفعل فيما ذُكِرَ كمظهره ولهذا قالوا إنّ سلام الخليل أبلغ من سلام الملائكة .. )(19) ، فالمقدَّر ( أسماً أو فعلاً ) معتبر من حيث الثبوت والتجدد كما درج المفسرون لهذه الآية عليه ، فقد فرّق سبحانه بين السلامين ، وتقدير الآية : قالوا نسلِّم سلاماً ، أي : بتقدير فعل ، وقوله : سلامٌ ، أي : سلامٌ عليكم ، أي : بتقدير اسم ، وهو أثبت وأقوى من الفعل ؛ وبذلك تكون تحيته خيراً من تحيتهم(20) وهذا ما جاء عليه الأمر في القرآن ( وإذا حييتم بتحيةٍ فحيّوا بأحسن منها أو ردوها … ) (النساء:86 ) .
4 - الجمع بين الأسلوبين لتكاملٍ دلالي :
قال تعالى : ( وما خلقت الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدون )( الذاريات : 56 ) إن تعبير ( ليعبدون ) يتكون من لام ( جارة ) ، وأن ( مصدرية ناصبة ) يعبدون ( فعل مضارع منصوب ) ، وأن والفعل المضارع في تأويل مصدر مقدّر فهل يُتعامَـل مع هذا التعبير على أنه فعل كما هو اللفظ في الآية أم على أنه اسم ( فيما يؤول إليه الفعل مع أن ) ، وكان سيبويه يتعامل مع ( أن + الفعل ) على أنه اسم ولا عمل فيه إذ يقول متحدِّثاً عن تعبير ( تقول : أذكَرٌ أن تَلدَ ناقتُك أحبّ إليك أم أنثى ، كأنه قال : أذكرٌ نتاجها أحبُّ إليك أم أنثى فـ ( أن تلدَ ) اسمٌ و ( تلدَ ) به يتم الاسم كما يتم ( الذي ) بالفعل ، فلا عمَـلَ له هنا كما ليس يكون لصلة ( الذي ) عمل )(21) إذ لولا اعتبار الاسمية لما جاز دخول اللام ، وهي حرف جر ، على الفعل والمصدر المؤول هنا ليس مما افتُرض حالةً نحويةً ؛ لإتمام قاعدة أو إسباغٍ تمامٍ على فرضٍ قياسي ، وإنما هو تقدير له حضوره في الجملة بدليل دخول حرف الجر كما سبق ، وبهذا يتعين القصد من إرادة الاسمية في التعبير ، غير أن الاتجاه التحليلي يبقي مسألة العدول من نمطٍ إلى آخر ضمن الأسئلة التي يتحتم الإجابة عليها وبهذا ندرك أنه لابد للمُستعمل في التعبير - معدولاً إليه من غيره - من سمةٍ أسلوبية قصد إليها تضمناً لتحقيق ملمحٍ خاصٍ ما كان ليحقق لولا هذا العدول وعليه فأن الأسلوب الأفضل في تحليل مثل هذا التركيب هو الإشارة إلى القصدية المشتركة كما يُتعامل معها نحوياً مما يحقق تكاملاً على نطاق التوحيد المُتَحَدَّث عنه هنا على اعتبار إرادة الدوام والثبات والملازمة باعتبار اسمية التركيب ، والتجدّد باعتبار فعلية المفردة ، وهذه هي الغاية القصوى في الإيجاز الذي يمثل الصورة الأوضح للإعجاز .
وقد وجدت ( العسكري ) قد ألمح إلى قريب هذا إذ قال بالاشتراك لما فرق بين ( لا يغفر أن يشرك به ) وبين ( لا يغفر الشرك به ) من جهة أن المصدر لا يدلُّ على زمانٍ وأن يفعل ( أي الفعل ) يدلّ على زمانٍ ففي قولك ( إنّ ) مع ( الفعل ) زيادة ليست في الفعل (22) .
ولعل من نافلة القول بعد نقل ما قال العسكري أن أقول : إن هذا التفنن في الأسلوب ليس بالغريب عن القرآن فقد جاء مثل هذا في قوله تعالى : (الذين هم على صلواتهم يحافظون )( المعارج : 22 ) وقوله تعالى : ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) ( المؤمنون : 9 ) فعبَّر مرّة بالفعل ومرة بالاسم ؛ لقصد المعنيين ، ولن يبقى من هذا التعجب لهذا الأسلوب لدقة التعبير مثل ما سيكون عند دراسة التقابل في استخدام هذا الأسلوب مما يحقق التقابل الدلالي في الاستخدام كما في النقطة التالية .
5 - التقابل الدلالي في الاستخدام :
قال تعالى : ( قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابدٌ ما عبدتم . ولا أنتم عابدون ما أعبد . لكم دينكم ولي دين )( الكافرون ) فقد قابل تعالى في نفيه العبادة بين رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وبين المشركين بين أربع جمل ، نفى في اثنين منها عبادة ما يعبدون عن رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) بالصيغة الفعلية ( لا أعبد ما تعبدون ) والاسمية ( ولا أنا عابد ما عبدتم ) وبالفعلين المضارع ( تعبدون ) والماضي ( عبدتم ) ، في حين نفى العبادة الحقة عن الكافرين بصيغة واحدة مرتين هي الصيغة الاسمية ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) ، وبهذا التناسق البديع تحقق الكمال في عبادة الرسول ( صلى الله عليه وسلم )(23) ، فقوله : ( لا أعبد ما تعبدون ) من الآلهة والأوثان الآن ، وقوله : ( ولا أنا عابد ) ذلك فيما استقبل (24) ، ولو اقتصر على الفعل لكان الأمر حادثاً قد يزول ولو اقتصر على الاسم ؛ لقيل : إنَّ الوصف قد يُفارق صاحبه أحياناً بل معناه أنّه على غالب الحال فالحليم قد يغضب … وبذلك دلت الصيغة الفعلية على الحدوث الدائم والاسمية على الثبات ، وجيء بالمضارع والماضي لاستغراق الماضي والحال والاستقبال ليُعْـلَمَ بذلك براءته في كل حالٍ وزمان (25) ، فيكون بالفعل قد نفى الفعلَ ، وبالاسم قد نفى قبولَه لذلك بالكلية ؛ لأنّ النفي بالاسمية آكد فكأنه نفى الفعل وكونه قابلاً لذلك ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضاً(26).
في حين وصف الكفار بالصيغة الاسمية في النفي فقط لما في أمرهم من الثبات على عبادة ما دون الله تعالى فنفى عنهم عبادة الله تعالى على وجه الثبات (27) فيما يستقبلون أبداً وإنما قيل ذلك لأن الخطاب من الله لرسوله في أشخاص بأعينهم من المشركين قد علم بأنهم لا يؤمنون أبداً وسبق لهم ذلك في السابق من علمه فأمر نبيه أن يؤيسهم من الذي طمعوا فيه وحدثوا به أنفسهم وآيس نبي الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الطمع في إيمانهم ...(28) .
ومن ذلك قوله تعالى : ( أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ... أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون .. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون .. أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤن . .)( الواقعة : 59 - 72 ) فالاستفهام هنا إنكاري وكل ما سئل عنه مضافاً إلى البشر جاء على صيغة الفعل ( تخلقونه ، تزرعونه ، أنزلتموه ، أنشأتم ) وفي المقابل جاء الفعل منسوباً إلى الله تعالى بصيغة الاسم ( الخالقون ، الزارعون ، المنزلون ، المنشؤون ) فيكون بذلك قد نفى عنهم كل هذه الأفعال في كل وقت وأثبتها لنفسه بصيغة الاسم ، وأسلوب التقابل من أروع الأساليب التي تُنبيء عن دقةٍ في الاستخدام ما بعدها دقة قال تعالى : ( فيهما عينان تجريان ... فيهما عينان نضاختان )( الرحمن : 50 ، 66 ) وهذا من أروع التقابل فقد عبر بالفعل عن الجريان وفي ذلك ملحظ دقيق وهو أن الماء قد يتوقف عن الجريان فَنوسب أن يجاء بالفعل الدال على التكرار معه .
والذي يناسب حركته المستمرة ، أما التدفق الذي هو ( النضخ ) فيلائمه الاسم الدال على الاستمرارية والثبات وكأنه لم ينقص أو يتوقف بل مستمر بالتدفق .
الحواشي :
1) مشاهد في القرآن 400 .
2) دلائل الإعجاز 122 ، وينظر : نهاية الإيجاز 75 ، والإيضاح 1 / 78 ، وحاشية يس 1 / 173 والتراكيب النحوية 96 – 98 .
3) ينظر : معاني النحو 1 / 16 .
4) ينظر : التراكيب النحوية 98 .
5) ينظر : نهاية الإيجاز 75 ، والمفتاح 131 – 132 .
6) مثل الدكتور المخزومي ينظر : النحو العربي ( نقد وتوجيه ) 41 ، والأستاذ إبراهيم مصطفى في إحياء النحو 55 – 56 ، والجواري في نحو التيسير 123 – 124 .
7) ينظر : دراسات قرآنية في جزء عم 192 – 195 ، وفي بناء الجملة العربية 49 – 50 .
8) ينظر : الفعل زمانه وأبنيته 204 – 205 .
9) ينظر : الإتقان 1 / 339 ، والسبكي في عروس الأفراح 2 / 28 ، ينظر الصورة البلاغية عند السبكي 95 .
10) ينظر : البحر المحيط 8 / 138 .
11) الإتقان 1 / 340 .
12) ينظر : التحرير والتنوير 29 / 39 .
13) ينظر : الكشاف 4 / 138 ، وتفسير الرازي 30 / 70 ، والبحر المحيط 8 / 302 .
14) ينظر معاني الأبنية 12 ، وتفسير جزء تبارك 18 ، والمشاهد في القرآن 134 .
15) ينظر : التعبير القرآني 34 .
16) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 11 .
17) ينظر : روح المعاني 28 / 76 ، وتفسير البيضاوي 2 / 487 .
18) ينظر : روح المعاني 28 / 76 . نقلاً عن الطيبي .
19) الإتقان 1 / 340 .
20) ينظر : الكشاف 4 / 17 ، وتفسير الرازي 28 / 212 ، وتفسير البيضاوي 2 / 429 ، وبدائع الفوائد 2 / 157 ، ومعاني الأبنية 15 ، والتعبير القرآني 33 .
21) الكتاب 1 / 131 – 132 .
22) ينظر : الفروق في اللغة 205 .
23) ينظر التعبير القرآني 29 – 30 .
24) ينظر : تفسير الطبري 30 / 213 ، وتفسير القاسمي 17 / 6281 .
25) ينظر : التعبير القرآني 29 / 30 .
26) ينظر : تفسير القاسمي 17 / 6282 مما نقله ابن كثير عن ابن تيميه وقال عنه : وهو قول حسن .
27) ينظر : التعبير القرآني 29 – 30 .
28) ينظر : تفسير الطبري 30 / 213 – 214 ، وينظر : تفسير القاسمي 17 / 6281 .