دراسات إسلامية وعربية مهداة للأستاذ الدكتور فضل حسن عباس (عناوين البحوث)

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
138
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
أشار الدكتور الفاضل جمال أبو حسان في مشاركة سابقة في هذا الملتقى إلى كتاب (دراسات إسلامية وعربية مهداة إلى العلامة الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس بمناسبة بلوغه السبعين ) . والكتاب الذي أشار إليه الدكتور جمال أبوحسان – وفقه الله – كتابٌ ثَمينٌ ، ويدل على وفاء الدكتور جمال لأستاذه وشيخه الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس وفقه الله ومتعه بالصحة. وقد كنت اشتريت هذا الكتاب قبل مدة طويلة من أحد معارض الكتب في الرياض ، فقد صدرت طبعته الأولى عام 1423هـ . وهو يقع في ما يقارب السبعمائة صفحة ، ويشتمل على كثير من البحوث القيمة التي تدور حول شخصية الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس ، وبحوث مختصة بالدراسات القرآنية والبلاغية ، وتحقيق لبعض المخطوطات.
وهو يبدأ بالمقدمة التي كتبها المشرف على إعداد هذا الكتاب الدكتور جمال أبوحسان بعنوان (قصة هذا الكتاب). ثم البحوث والدراسات التي اشتمل عليها على ترتيب الكتاب وهي كالتالي :
1- العلامة الأستاذ فضل حسن عباس كيف عرفته ؟ للدكتور جمال أبوحسان (الأردن).
2- من أعلام البلاغة القرآنية في العصر الحديث ، للأستاذ الدكتور محمدبركات أبوعلي ( الأردن).
3- دراسة في بعض مؤلفات العلامة الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس ، للأستاذ الدكتور نور الدين محمد عتر (الأردن).
4- تحقيق رصف الفريد في وصف البريد ، للأستاذ إبراهيم صالح (سوريا).
5- حول ترتيب نزول السور القرآنية ، للأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالرحمن خليفة (مصر).
6-نسخ التلاوة بين النفي والإثبات ، للدكتور أحمد إسماعيل نوفل (الأردن)
7- هيمنة القرآن وخلوده وخاتميته وعالميته ، للأستاذ الدكتور أحمد علي الإمام (السودان).
8- تهذيب كتاب المدرسة القرآنية ، للدكتور أحمد محمد القضاة (الأردن). وكتاب المدرسة القرآنية لمحمدباقر الصدر أحد علماء النجف.
9-التعليق على المرقاة شرح العلاقات ، للدكتور أكرم عبدالوهاب محمد أمين (العراق).
10- من بلاغة القرآن عند الشريفين المرتضى والرضي ، للأستاذ الدكتور زكريا سعيد علي (مصر).
11- اتجاهات تعليم اللغة العربية في الأقسام الجامعية وممارساته ، للأستاذ الدكتور سليمان بن إبراهيم العايد (السعودية).
12- روافد البلاغة ، للأستاذ الدكتور سمير شريف استيتية (الأردن)
13- الأمر عن طريق الاستفهام مواقعه وأسراره في القرآن الكريم ، للأستاذ الدكتور الشحات محمد أبوستيت (مصر).
14- معالم التجربة الأدبية في ظلخصائص التصور الإسلامي ، للدكتور صابر عبدالدايم (مصر).
15- أسس بلاغية تطبيقها على القرآن محظور ، للأستاذ الدكتور عبدالعظيم المطعني (مصر).
16- المنهج المقارن في اللغات السامية واللغة العربية ، للأستاذ الدكتور عبدالغفار حامد هلال (مصر).
17- من تعقبات ابن المنير على الزمخشري ، للأستاذ الدكتور عبدالفتاح لاشين السيد لاشين (مصر).
18- بين مفهوم المعجزة وإعجاز القرآن للأستاذ الدكتور عدنان زرزور (سوريا).
19- بين التقييم والتقويم ، للأستاذ الدكتور عدنان سليمان الدليمي (العراق).
20- الكتاب والقرآن ، دراسة دلالية في السياق القرآني ، للدكتور عودة أبوعودة (الأردن).
21- أصل الكلام للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي (العراق).
22- دراسة تحليلية لهائية الغزالي في النفس الإنسانية ، للأستاذ الدكتور مجاهد مصطفى بهجت (العراق).
23- المنهج الغائب في تراث عبدالقاهر الجرجاني ، للأستاذ الدكتور محمد محمد أبوموسى (مصر).
24- الترجيح الفقهي في تفسير الشيخ الإمام ابن عاشور ، للأستاذ الدكتور محمد بن الهادي أبو الأجفان (تونس).
25- حرف الاستعلاء في تفسير التحرير والتنوير : عرض ومناقشة ، للأستاذ محمود إبراهيم الرضواني (مصر).
26- من دلالات الألفاظ في القرآن الكريم ، للدكتور مصطفى إبراهيم المشني (الأردن).
27- في الكلم النبوي البليغ ، للأستاذ الدكتور مصطفى الصاوي الجويني(مصر).
28- الخطاب النبوي الشريف في الدعاء ، للأستاذ الدكتور مصطفى عليان (الأردن).
[align=center]** ** **[/align]وفي الحق إن هذه الطريقة في تكريم العلماء والمصلحين طريقة رائعة ، تثري العلم والبحث من جهة ، وتكون أثراً حسناً يدل على بلاء هذا العالم في سبيل العلم من جهة أخرى . وأظن أول من فعل هذا الأمر هو الأستاذ أيمن فؤاد السيد وزملائه عندما أشرفوا على إعداد كتاب :(دراسات عربية وإسلامية). مهداة إلى أديب العربية الكبير أبي فهر محمود محمد شاكر رحمه الله بمناسبة بلوغه السبعين . وذلك عام 1397هـ ، وقد شارك في تحرير بحوث ذلك الكتاب عدد من العلماء والباحثين جزاهم الله خيراً. ثم استمرت هذه السنة الحسنة بعد ذلك ، فصدر كتاب (في محراب المعرفة – دراسات مهداة إلى إحسان عباس) ، وصدر كتاب مماثل أهديت دراساته للأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد صاحب كتاب (مصادر الشعر الجاهلي) ، وغير هذه الكتب ، التي اشتملت على البحوث القيمة ، والدراسات الماتعة ، وخلدت ذكر هؤلاء العلماء والأدباء. وهي أثمن وأبقى من تكريمهم بشهادة تقدير مع أهميتها ، أو بجائزة نقدية مع ضرورتها ، لبقاء الكتاب ، وذهاب المال. وكل هذه الكتب قام بها التلاميذ البَرَرةُ باساتذتهم من أمثال الدكتور جمال أبوحسان وفقه الله ، في زمن قل فيه الوفاء ، وغاض فيه البِرُّ بالعلماء والمعلمين. كما قال الدكتور جمال في مقدمة الكتاب :(في هذه الدنيا حيف كبير ، وأسوأ أنواع الحيف والظلم ذلك الذي يصدر من الهيئات العلمية ، أو من أهل العلم وطلابه على الخصوص ، ذلك أن هؤلاء مما ينبغي أن يكونوا أبعد الناس عن هذا الظلم لأنهم أكثر من يعرف أوزاره).
والعجيب أن كثيرين يكرمون من أفراد المجتمع ، ولكن قل أن ترى بينهم العلماء العاملين الصادقين الذين بذلوا أعمارهم في خدمة العلم ، ولا سيما علوم الشرع وما يدور في فلكه ، ولذلك قال الدكتور جمال :(ولقد رأيت في هذه الدنيا ناساً كثيرين يكرمون من هيئات وجهات حكومية وأهلية ، وعلى مستوى جماعي أو فردي . وفي مقابل هذا رأيت أعلاماً عظاماً يغض الطرف عنهم وعن تكريمهم ، ويراد لهم أن يطمس وجودهم في أتون هذه الحياة من غير ضجيج). فجزى الله الدكتور جمال أبو حسان وأمثاله خير الجزاء على هذا العمل الموفق ، ونسأل الله أن يبارك لهم في العلم والوقت.
[align=center]** ** **[/align]
 
جزاك الله خيرا فقد والله ابكتني كلماتك البليغة المؤثرة
واعلم ايها الفاضل اني ما كتبت هذا الكتاب واشرفت على بحوثه الا ابتغاء وجه الله تعالى ولاشير الى الناس ان الوفاء بحمد الله تعالى لم ينقطع في هذه الدنيا
وقد ذكرت في مقدمة الكتاب اني ارغب للباحثين ان تكون هذه من محامد سنن التاليف تكريما لاهل الفضل
مرة اخرى اشكرك على هذا الثناء الذي لا استحقه ولكن الكرماء امثالك يتصرفون بدوافع اخلاقهم
وفقك الله لكل خير
 
حيَّاكم اللهُ يا دكتور جَمال ، وجُهدك مشكورٌ - وفقك الله- في هذا الكتاب وفي غيره، وما شهدنا إلا بما علمنا ، ولا غرابة من تحمل النابهين من أمثالك لأمانة العلم ، وشكر أهله ، ولا سيما في هذا الزمان الذي قلَّ فيه تعظيمُ قَدْرِ العِلْمِ وأَهلِهِ ، والله المستعان.
وقد ذكر أهلُ تراجم علماء الأندلس قصةً طريفةً لها صلةٌ بِما تقدَّم - من حقِّ الوفاء للعلماء ، وتقديرهم ، وأنَّ التقصيرَ في هذا الحقِّ داءٌ قديمٌ - وهي أَنَّ أحد علماء الأندلس وهو عبد الملك بن حبيب السُّلَميُّ المتوفى سنة 238هـ وعمره أربع وستون سنةً ، وكان جامعاً لفنون العلم ، روى عنه العلماء ، وكان ذا صيتٍ بالأندلسِ - سَمِعَ أَنَّ زِرْيابَ(1) المُغَنِّي قدمَ الأَندلسَ في عهده ، فاحتفى الناسُ بهِ ، وبَذَلَ له الرؤساءُ الأموالَ ، حتى بلغَ من ذلك أَنَّه غَنَّى يوماً بين يدي الأميرِ ، فَطرِبَ الأميرُ لذلك طرباً شديداً لحُسنِ صوتهِ وعذوبتهِ ، فأعطاه ألفَ دينار دفعةً واحدةً ، وكان عبدالملك بن حبيب فَقِيْر الحالِ ، لا يكادُ يَجِدُ مَنْ يُعينُه على العَيشِ ، فقال شاكياً لحاله ، وعاتباً على أهل زمانه :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صلاحُ أَمرى والذي أَبْتَغي=سَهْلٌ على الرحْمنِ في قُدرتِهْ
أَلْفٌ مِنْ الحُمْرِ وأَقْلِلْ بِها= لِعالمٍ أَوْفَى على بُغْيَتِهْ
زِرْيابُ قَدْ يأَخُذُها دَفْعةً= وصَنْعَتي أَشْرَفُ مِنْ صَنْعَتِهْ[/poem]وصدقَ رحمه الله ، فإِنَّ صنعتَهُ وهي العلمُ ، أَشرفُ من صنعةِ زريابٍ وهي الغِناء ، ولكن عند مَنْ يعرفُ قَدْرَ العلم وأهله ، لا عند عامة الناس الذين يبحثون عن الشهوات ، ويتطلبونها كما يتطلب الراعي مواضع الخصبِ ، ومَساقطَ الغيثِ.
وليت شِعري ماذا سيقولُ عبدُالملك بن حبيبٍ لو رأَى زمانَنا هذا ، وما يبلغهُ شأنُ المُغَنِّينَ من الغِنى والجاهِ عندَ أهلِ زمانِنا ، ومن تكاثرهم لا كَثَّرَهم الله ، ما بينَ فَنَّانٍ وفَنَّانةٍ ، حتى فاقوا بذلك فيروسات الكمبيوتر! وقد قلتُ يوماً قصيدةً أوحت لي بِها نغمةُ جوالٍ سَمعتها في الصلاة ، بعد أن كَبَّرَ الإمامُ تكبيرةَ الإحرامِ ، بدأ هاتفُ أحد المأمومين بالرنين، فكانت نغمةً موسيقيةً صادحةً سمعها كلُّ مَنْ في المسجدِ ، حيث بدأت في وقت سكونٍ يترقب فيه المأمومون شروع الإمام في الفاتحة ، وجعلت الإمامَ يتأَنَّى قليلاً في قراءة الفاتحة لعل صاحبنا يغلق هاتفه ، وصاحبنا لا يوقف النغمة سامحه الله حتى أصبح الموقف محرجاً للجميع ، وبعد الخروج من المسجد عاتبت صاحب الهاتف ، وسألتُه - وكان شاباً مِن جيراني- عن ذلك النغم الرخيم ! فقال على استحياء : هذه أغنيةٌ جديدةٌ لفلان ! فقلت : ومن هو فلان ؟ قال : فنان جديد !
فانصرفتُ إلى بيتي وأنا أقول في نفسي : سبحان الله ! لا تزالُ هناك مسافةٌ طويلة يَجبُ على الأمةِ أَنْ تقطعها حتى تنتصرَ على شَهَواتِها ، وأعدائِها ، وعجبتُ مِما آلتْ إليهِ حالُ كثيرٍ مِن أحبابِنا الشبابِ هداهم الله ، وهذا نذير لأهل العلم ، والمصلحين ، أنهم إن لم يقوموا بدورهم الإصلاحي والدعوي على وجهه ، فأهل الشهوات لن يتركوهم حتى في صلاتهم ، وإلا من أين لي بهذا الفنان الذي لم أسمع به قط ؟! وقلتُ في ذلك :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا أُمَّةً سُبِقَتْ في كُلِّ مَيدانِ = في كُلِّ يومٍ تُوافِينا بِفَنَّانِ !
لم تَكْفِهِ مهرجاناتٌ وأَنْدِيَةٌ= فحالَ ما بَيْنِ تسبيحٍ وقُرآنِ
وضايق النَّاسَ حتى في مَساجِدِهِمْ = وأذهلَ الجيلَ عن (طَهْ) و(لُقمانِ)
يكادُ مِنْ رِقَّةٍ يَذوي ، ومِنْ هَيَفٍ= يذوبُ ما بَيْنَ أنغامٍ وأَلْحانِ
ويُرسلُ الشَّوقَ آهاتٍ معذبةً = عَبْرَ الأَثِيْرِ لتُشجي المُغرمَ العاني
في كُلِّ يومٍ لَهُ لحنٌ وأُغنيةٌ= جديدةٌ ، تُرسلُ الشكوى إِلى الثَّاني
لا يترك العود إلا ريث يحمله= ولست أفقده إلا ويلقاني[/poem]
إلى أن قلت :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قل للذينَ بِبَحْرِ الوهمِ قد ركبوا = للوَهمِ بَحرٌ بلا ماءٍ وشُطآنِ
هو السرابُ فهل يروي لكم ظمأً= وهو العذابُ بآهاتٍ وأحزانِ
يا أمةً قد تَولَّى عن مرابِعِها= عِزُّ القيادةِ مِنْ أزمانِ أزمانِ
وسَلَّمَتْ أمرَها للاعبينَ بِهِ= واستحلَت النومَ فافرَح أيُّها الشاني
ما دام صوتُ أذانِ الفجرِ يُزعِجُنا= ويُطربُ السمعَ (فيروزٌ) و(حلاَّني)
فالدَّربُ رَهْوٌ ، وعينُ الخَصمِ ترمُقُنا= والجيلُ ضاعَ بيا دانِ ويا دانِ
فهوَ الخَبِيْرُ بفيروزٍ وزُمْرَتِها = وهو الجَهولُ بــ(عمَّارٍ) و(سلمانِ) ![/poem]
الخ ...
لست أدري ما الذي جعلني أستطرد في هذا التعقيب إلى هذا ، ولكنه واقع نعيشه بتفاصيله كل يوم وليلة ، ونرجو من الله أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، فقد اشتد البلاء لأهل الإسلام ، وعسى أن يكونَ وراءه فَرَجٌ قريبُ ! ولعل أخاً أديباً من أعضاء الملتقى يكون لهذا صدى في نفسه ، فيذكر مما يشاكل هذه القصص التي تدل على أن الذين يعرفون قدر العلم – من أمثال الدكتور جمال أبو حسان - قِلَّةٌ في المُجتمعات ، بل قلة في طلبة العلم فيما بينهم ، ورحم الله الشيخ علي الطنطاوي فقدشكى مراراً مما يلقاه العلماء والأدباء من إعراض الناس ، وما يلقاه المغنون واللاعبون من الحفاوة والإكرام.
ولو قام أهل كل بلدة وناحية بحق أهل العلم والفضل فيهم ، من الإشادة بعلمهم ، والترجمة لهم ، لحفظوا حقوق هؤلاء العلماء ، وعرفهم المسلمون وانتفعوا بعلمهم. وتحضرني كلمة قالها الشوكاني رحمه الله في كتابه البدر الطالع 1/59 في ترجمة أحمد بن صالح بن أبي الرجال ، وتأليفه كتاب (مطلع البدورومجمع البحور) . قال الشوكاني:(ترجم فيه لأعيان الزيدية ، فجاء كتاباً حافلاً ، ولولا كمال عنايته ، واتساع اطلاعه لما تيسر له جمع ذلك الكتاب ؛ لأن الزيدية - مع كثرة فضلائهم ، ووجود أعيان منهم في كل مكرمة ، على تعاقب الأعصار - لهم عناية كاملة ، ورغبة وافرة في دفن محاسن أكابرهم ، وطمس آثار مفاخرهم ، فلا يرفعون إلى ما يصدر عن أعيانهم من نظم أونثر أوتصنيف راساً ، وهذا مع توفر رغباتهم إلى الاطلاع على ما يصدر من غيرهم ، والاشتغال الكامل بمعرفة أحوال سائر الطوائف ، والإكباب على كتبهم التاريخية وغيرها.
وإني لأكثر التعجب من اختصاص المذكورين بهذه الخصلة التي كانت سبباً لدفن سابقهم ولا حقهم ، وغمط رفيع قدر عالمهم وفاضلهم ، وشاعرهم وسائر أكابرهم ، ولهذا أهملهم المصنفون في التاريخ على العموم ، كمن يترجم لأهل قرن من القرون أو عصر من العصور ، وإن ذكروا النادر منهم ترجموه ترجمة مغسولة عن الفائدة ، عاطلة عن بعض ما يستحقه ، ليس فيها ذكر مولد ولا وفاة ولا شيوخ ولا مسموعات ولا مقروءات ولا أشعار ولا أخبار ؛ لأن الذين ينقلون أحوال الشخص إلى غيره هم معارفه وأهل بلده ، فإذا أهملوه أهمله غيرهم وجهلوا أمره). أهـ.
وكلام الشوكاني نفيس ، والتعليق عليه متروك لكم وفقكم الله.

----------
(1) هو علي بن نافع المتوفى سنة 230هـ ، مولى الخليفة المهدي العباسي ، وأحد المغنين المطبوعين ، والموسيقيين المشهورين وله إضافة لأوتار العود تعرف به ، سافر إلى الأندلس عام 210 هـ تقريباً ، وقد سبقته شهرته إليها ، فاستقبله عبدالرحمن بن الحكم الخليفة ، وفيه يقول المسعودي في موشحته :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رُتَّعاً نَشوى وَمَهما سُئِما= وَتَرُ العودِ الشَجيِّ التونِسي
حَرّكوا الطارَ وَغَنّوا نَغَماً= صاغَها زِريابُ في الأَندَلُسِ[/poem]
 
نفع الله بك د. عبد الرحمن, وزادكم علماً على علم, وأدباً على أدب.

وأدعو الله أن يكتب لكم القبول في الأرض.
 
لقد شوقتنا إلى قراءة الكتاب و اقتنائه
جزاكم الله خيرا

الدهر دهر الجاهلين وأمر أهل العلم فاتر
لا سوق أكسد فيه من سوق المحابر و الفاتر
 
شكواك أبا عبد الله في محلها ، ولأبي عبيد القاسم بن سلام قصة طريفة مع عبد الله بن طاهر ، تدل على احترام عقلاء الأمراء لعقول العلماء ، فإنه لما وضع أبو عبيد القاسم بن سلام كتاب غريب الحديث عرضه على عبد الله بن طاهر فاستحسنه وقال : (( إن عقلاً بعث صاحبه على عمل هذا الكتاب حقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش ، وأجرى له كل شهر عشرة آلاف درهم )) إنباه الرواة ( 3 : 16 ) .
وهذا باب في تفريغ طلاب العلم وإجراء الراتب لهم ، وتفريغ العلماء لتعليم الناس والتأليف ، لكن متى نجد الاهتمام بالعلماء من كل جنس أكثر من الاهتمام بمثل من ذكرتم ؟!
نسأل الله لطفه وتيسيره .
 
السلام عليكم كلكم أهل فضل ونبل ووفاء نفع الله بعلمكم وثبت على الخير أقدامكم
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظما
فإذا فقد بعض العلماء تكريما مؤسسيا ففي وفاء البررة من تلامذتهم عزاء أي عزاء
 
عودة
أعلى