دة. زينب عبد العزيز تعدُّ ترجمة جديدة لمعاني آيات القرآن الكريم باللغة الفرنسية (منقول)

ايت عمران

New member
إنضم
17/03/2008
المشاركات
1,470
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المغرب
attachment.php

إعداد: نبيل غزال

هوية بريس - الإثنين 09 فبراير 2015
أصدرت «مؤسسة الإدريسي الفكرية للدراسات والأبحاث» ترجمة جديدة لمعاني آيات القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية؛ وقد سهر على إنجاز هذا العمل الكبير؛ الذي استغرق 15 سنة؛ الدكتورة زينب عبد العزيز، أستاذة الحضارة والأدب الفرنسي بجامعة القاهرة، ومشرفة سابقة على قسم اللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وعضوة عاملة في لجنة العلوم الاجتماعية بهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ولجان مجمع البحوث الإسلامية.
وأعربت الدكتورة زينب وهي من مواليد 19 يناير 1935م أن عملها هذا يفرضه واجب الوقت، لأن كل الترجمات الموجودة حالياً بها العديد من المآخذ.. وأن مدى الانحرافات يتسع من السهو غير المقصود إلى التحريف المتعمد، مرورا بكل الصعوبات التي تضعها اللغة الغربية أمام المترجم.
كما أكدت الدكتور زينب في مقدمة الترجمة أنه بالنظر إلى الجانب القدسي للقرآن الكريم وإعجازه أثارت مسألة ترجمة القرآن إلى لغات أخرى مجادلات في البلدان الإسلامية، لذلك لم يتول القيام بالترجمات إلا المستشرقين، الذين يمتلكون ناصية لغتهم الأم، ولكنهم أبعد ما يكونون عن امتلاك معرفة باللغة العربية تكون على نفس المستوى. الأمر الذي أدى إلى نتائج مؤسفة..
وهذا الرفض لترجمة القرآن، والذي بدأ بصورة عامة في البلدان الإسلامية، ظل قائماً حتى مطلع القرن العشرين. لكن، نظراً للعدد المتزايد للمسلمين في العالم والذين لا يوجد بين أيديهم سوى ترجمات خاطئة، ونظراً لأن نفس هذه النصوص المحرفة كانت المورد الوحيد الذي ينهل منه القارئ غير المسلم معلوماته عن الإسلام، وبذلك يحتفظ بأفكار خاطئة وعلى غير أساس من الصحة، فقد غير المسلمون موقفهم ليتولوا قضية الدفاع عن الإسلام وينهضوا بمهمة ترجمة معاني القرآن.
موقف علماء الأزهر من هذه الترجمة
بقيت قضية معرفة ما إذا كانت ترجمة القرآن مباحة شرعاً، من الناحية الدينية أم ممنوعة؟
والسؤال الذي وجه إلى العلماء جاء كالتالي:
«هل الإقدام على محاولة جديدة يعد جائزاً من الناحية الدينية أو غير جائز؟».
«مع مراعاة أنه سيقال أن هذه الترجمة ليست القرآن، ولا تتضمن خصائص القرآن، وليست هي ترجمة كل المعاني التي يتضمنها أو التي فهمها العلماء، وأن هذه الترجمة ستطبع وحدها بجوار النص العربي للقرآن».
جواب العلماء عن الفتوى:
«الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، رداً على سؤالكم الذي طالعناه بكل تفاصيله، نحيطكم علماً بأن الإقدام على الترجمة على الوجه المذكور تفصيلا في سؤالكم جائز شرعاً، والله سبحانه وتعالى أعلم».
ويلي ذلك توقيع العلماء الذين أصدروا هذه الفتوى، وهم جميعاً أعضاء بجماعة كبار العلماء:
- محمد الديناري: عضو جماعة كبار العلماء وشيخ معهد طنطا.
- عبد المجيد اللبان: شيخ كلية أصول الدين وعضو جماعة كبار العلماء.
- إبراهيم حمروش: شيخ كلية اللغة العربية وعضو جماعة كبار العلماء.
- محمد مأمون الشناوي: شيخ كلية الشريعة وعضو جماعة كبار العلماء.
- عبد المجيد سليم: مفتي الديار المصرية وعضو جماعة كبار العلماء.
- محمد عبد اللطيف الفحام: وكيل الجامع الأزهر وعضو جماعة كبار العلماء.
- دسوقي عبد الله البدوي: عضو جماعة كبار العلماء.
- أحمد الدلبشاني: عضو جماعة كبار العلماء.
- يوسف الدجوي: عضو جماعة كبار العلماء.
- محمد سبيع الذهبي: شيخ الحنابلة وعضو جماعة كبار العلماء.
- عبد المعطي الشرشيمي: عضو جماعة كبار العلماء.
- عبد الرحمن قراعة: عضو جماعة كبار العلماء.
- أحمد نصر: عضو جماعة كبار العلماء.
- محمد الشافعي الظواهري: عضو جماعة كبار العلماء.
«حيث أن الترجمة المرادة هي ترجمة لمعاني التفسير الذي يضعه العلماء فهي جائزة شرعاً، بشرط طبع التفسير المذكور بجوار الترجمة».
رأي إمام الأزهر الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
وجهت هذا السؤال الى جماعة كبار العلماء، وإني أوافقهم على ما رأوه.
ولا أرى داعياً للتحفظ الذي أبداه الشيخ عبد الرحمن عليش وهو «طبع التفسير مع الترجمة لعدم الحاجة إلى ذلك بعد مراعاة الشروط المدونة في السؤال».
رئيس جماعة كبار العلماء
محمد مصطفى المراغي

attachment.php

لماذا هذه الترجمة الجديدة؟
هل هناك حاجة إلى ترجمة جديدة باللغة الفرنسية؟
إن الرد بالإيجاب يكاد يفرض نفسه في النطاق الذي يمكن فيه القول، بلا خطأ يذكر، أن كل الترجمات الموجودة حالياً بها العديد من المآخذ..
فليس المقصود هنا إلقاء لوم لا جدوى منه، حتى وإن كان مبنياً على أسس علمية، أو من قبيل المناقشات العقيمة، لكنها ملاحظات موضوعية يمكن لكل شخص أن يلاحظها في خطوطها العريضة:
* عدم احترام القرآن وخاصيته كنص منزّل لدى البعض؛
* غياب الأمانة العلمية لدى البعض الآخر، والتي قد تصل إلى تحريف النص واللجوء إلى اختيار ألفاظ مهينة، خاصة عندما يسمح اختيار العبارات بذلك، مثلما ورد بترجمة أندريه شوراكي؛
* عدم القدرة لدى بعضهم على إدراك معنى القرآن أو رهافة معانيه وتنوعها.
* لجوء أغلبية المترجمين إلى نوع من التعليق أو الإضافات التي تجاوز الترجمة، الأمر الذي يغرق النص بتطويل لا علاقة له أحياناً بالنص القرآني.
* الفرق الشاسع القائم بين اختلاف وعاء اللغتين، إذ أن مميزات اللغة العربية تسمح لها بأن تكون أكثر أتساعاً بعشرات المرات من اللغة الفرنسية. وهو ما سوف نراه فيما بعد.
وتبقى ملاحظة لابد من قولها وهي: الفرق الواضح بين الترجمات التي قام بها المستشرقون، وتلك التي قام بها المسلمون. وهو فرق يفرض نفسه بحكم الواقع ويقسم هذه الترجمات إلى مجموعتين متميزتين على الأقل من حيث الهدف الذي تمت من أجله. وهذا يعني الإفصاح عن كل شيء ضمناُ، بما أن أهداف المسار يتضمن في حد ذاته كل الخطوات التي ستتبع..
فلم يعد هناك من يجهل أن الهجوم على الإسلام قد بدأ منذ بدايات انتشاره ولم يتوقف. إذ تصدى له الغرب على أنه هرطقة مسيحية وانشقاق من أمثال ما قام به مارسيون، وماني، وأريوس، وكثيرون غيرهم، من الذين عارضوا تأليه المسيح عليه السلام.
وتعد الصفحات التي خصها يوحنا الدمشقي (حوالي 650-750 تقريباً) في كتابه المعنون «نبع المعرفة» فصل الهرطقات، المستودع الذي لا ينضب للأفكار الملغوطة والصور المشوهة التي راح ينهل منها الغرب ليفرضها عبر قرون طويلة وحتى يومنا هذا بشراسة متزايدة.
ومن ناحية أخرى، فإن نفس الصورة المشوهة للإسلام وللرسول صلوات الله وسلامه عليه، وللمسلمين، والتي أضيف إليها تّعنت الحروب الصليبية، تمثل الخلفية التي نُسجت عليها بدهاء أول ترجمة للقرآن في مطلع القرآن الثاني عشر.
وذلك ما يوضحه الخطاب الذي أرسله بطرس المبجل إلى القديس برنار، مع نسخة من الترجمة التي قام بها روبير دي رتين بمعاونة رهبان دير سيتو. وذلك «للحاجة إلى مسح أية آثار لديانتهم الأولى من عقلية الذين تم تنصيرهم حديثاً»، وهو ما أورده رجيس بلاشير في الصفحة رقم 9 من كتابة المعنون: «القرآن» الصادر في عام 1969. وبقول آخر، لقد تضافرت جهود التعصب الكنسي للبعض، والتعمد العنيد للبعض الآخر لحبك عملية تزييف أرادوها أزلية!
ومن هنا نرى أن ترجمة القرآن التي قام بها المستشرقون أو رجال الكنيسة لن تحيد أبداً عن هذه القاعدة بل إنها قد استقرت منذ ذلك الوقت في موقف عدائي ضد الإسلام. والأدهى من ذلك أن معيارها هو: تفنيد الإسلام بالاستعانة بتعاليم القرآن! الأمر الذي يكشف إلى أي مدى ستصل عمليات التحريف والتبديل وكل ما يمكن لعقلية الهجوم والكراهية المبنية على غير أساس أن تتمخض عنه لتفرضها بألاعيبها..
وبالتالي، فقد استسقى عصر التنوير كل معارفه وكل عدائه من هذه الكتابات المعادية للإسلام وخاصة المعادية للقرآن، الذى راحت المسيحية تهاجمه بمنهجية ودأب عبر القرون ولا تزال. وهذه المعارف وهذا العداء لن يقوم بتغذية الأجيال التالية فحسب، لكنه سينتهى به الأمر إلى تكوين طابع تلقائي وشبه فطري للطبيعة الغربية، وموقف من الرفض الأعمى لكل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين.
وإن كانت هذه هي الأهداف والعواقب الناجمة عن الترجمات التي قام بها المستشرقون، وهو ما يمثل المجموعة الأولى، فإن تلك التي قام بها المسلمون تنطلق بالطبع من وجهة نظر مغايرة، تهدف إلى تصويب تلك الصورة المشوهة تقليدياً والتي توارثوها -إن أمكن القول- أباً عن جد..
ومن هنا فإن التحفظات التي تتعلق بالمجموعة الثانية من الترجمات تنصب على مجال آخر هو مجال اللغة الفرنسية.
ولعلمهم بأن الفرنسية ليست لغتهم الأم، حتى وأن كان البعض منهم يعيشون في فرنسا أو أنهم قد تلقوا تعليمهم بها، فإن هؤلاء المترجمين قد استعانوا بأعمال زملائهم المستشرقين، بما أنهم أصحاب هذه اللغة، ليستدلوا بها في ترجماتهم. وهو الأمر الطبيعي لأي عمل أكاديمي، غير أنه بخلاف عمليات النقل، فقد انزلق البعض سهواً واستخدموا نفس الصيغ المدسوسة بدهاء لينقلوها إلى ترجماتهم، ولا نذكر هنا على سبيل المثال إلا ذلك الذي نقل عبارة چاك بيرك التي ترجم بها (أن الله يتوب) بمعنى أنه يتوب عن خطأه هو (والعياذ بالله) بدلا من أنه يتوب عن أخطاء البشر!
وهناك مثال أخر أقل فداحة من الناحية الدينية، وقد انتقل تقريباً إلى كل الترجمات ألا وهو اختيار ألفاظ بعينها تتضمن إهانةٍ ما للإسلام، مثال كلمة Répudiation كمقابل لكلمة الطلاق؛ في حين أن المقابل الفرنسي موجود هو Divorce. والفرق بين الكلمتين في اللغة المترجم إليها أن الطلاق يمثل واقعة محدودة، انفصال بين شخصين، في حين أن Répudiation تتضمن بالنسبة للمرأة، معنى إهانة الطرد. الأمر الذي يسيء إلى حقيقة الإسلام وموقفه من المرأة.
ولم يكن ذلك إلا مثالاً بسيطاً للتلاعب بالألفاظ الذي يقوم به المستشرقون، والذي لا تكاد تخلو منه صفحة من صفحات ترجماتهم.
وتبقى مشكلة أساسية: نظراً لاختلاف وعاء اللغتين فإنه لا يمكن القيام بترجمة مرضية حقاً لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية دون اللجوء إلى اشتقاق كلمات جديدة. إنها ضرورة قد لامسها كل اللذين تعرضوا لهذا المجال. إلا أن هذه الضرورة الموضوعية، من ذا الذي سيقوم بها؟
أولئك الذين أمضوا أربعة عشر قرناً في الحفاظ على فرض تلاعب متعمد بالقرآن؟
هل سيشغلون بالهم بصياغة اشتقاقات جديدة حتى يعطوا صورة أقرب ما تكون من النص الذي يحاولون استبعاده من الوجود؟!
ومن ناحية أخرى، فإن المسلمين نادراً ما يجرؤون على اقتحام هذا المجال، لمعرفتهم عن حق إلى أي مدى سيغضب البعض من مجرد الفكرة!
تلك كانت الخطوط العريضة للسبب الذي من أجله تمت هذه الترجمة. وذلك لا يقلل أبداً من قدر المجهود الذي قام به من سبقونا على هذا الطريق.

attachment.php

من الذي قام بالترجمات السابقة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية؟
تذكر الدكتورة زينب عبد العزيز أن الترجمات الكاملة لمعاني القرآن الكريم التي استطعت الحصول عليها والرجوع إليها هي الترجمات التالية مرتّبة وفقا لتاريخ صدورها وبالهجاء الفرنسي لكلمة قرآن:
• دي رييه: لو قراّن دي ما أوميه، 1647.
• سافاري: الكرآنْ، 1783.
• كازيمرسكي: الكرآنْ، 1840.
• مونتيه: الكرآنْ، 1929.
• لايمسن: الكرآنْ، 1931.
• پيل وتيجاني: الكرآنْ، 1954.
• بلاشير: الكرآنْ، 1966.
• ماسون: الكرآنْ المتعذر تقليده 1967.
• محمود بن نابي: الكرآنْ، 1976.
• جروچان: الكرآنْ، 1979.
• كشريد: الكرآنْ الكريم 1984.
• بوبكر: الكرآنْ، 1985.
• أحمد م.ت. : الكرآّنْ المقدس، 1985.
• حميد الله : الكرآنْ المقدس، 1986.
• خوام: الكرآنْ، 1990.
• بيرك: الكرآنْ، 1990.
• شوراكي: الكرآنْ، 1990.
• مجمع الملك فهد: الكرآنْ المقدس، 1994.
• مازيغ: الكرآنْ (بدون تاريخ).
وكما هو واضح، فإن عشرة من هذه الترجمات قد قام بها مستشرقون، وواحدة منها تمت بالاشتراك بين مستشرق ومسلم، وثمانية منها قام بها مسلمون أو مؤسسات إسلامية.
ومن هنا يمكن القول إجمالاً أن كل ترجماتهم، وبلا استثناء، تنطلق من نفس النقطة: رفض حقيقة أن القرآن منّزل من عند الله، ومحاولة تأكيد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو مؤلفه، وإنكار أميته، ومحاولة إثبات أنه نقل عن القدامى أو قلدهم، وبرهنة أن هذا القرآن لا يتضمن أي تشريع يذكر وأنه في الواقع ليس سوى كمّ من العبارات المثيرة للسخرية أو المليئة بالغموض، ليصلوا جميعاً بصورة أو بأخرى إلى نفس النهاية: أنه عمل مليء بالخزعبلات جدير بأن يلقى..
وإن لم يكن القرآن يسهل لهم هذه «المهمة» عن طريق اختيار عبارات معينة، فإن الهوامش والتعليقات في أخر الصفحات إضافة إلى المقدمات التي يكتبونها تعطي لهم المساحة الكافية لتزييف المعنى وتحريفه كما يبغون..
وجميعهم تتضافر جهودهم ليلجؤوا إلى نفس التقنية: إخفاء أو التلاعب بالآيات التي تدين عقيدة الثالوث؛ وكل تلك التي تثبت عمليات التحريف التي تعرض لها الإنجيل الأصلي، إنجيل يسوع، بكل الصور، من قبيل: تغيير أماكن الكلمات، تبديل المعنى، تحريف، الخ... وخاصةً تلك الآيات التي تدين تأليه المسيح عليه السلام.
كما أن كل هؤلاء المترجمين يتفقون لاستبعاد أيّة تشابه بين المعطيات الأساسية، بما أن رسالة التوحيد واحدة وهي: وحدانية الله عزّ وجلّ.
وكذلك فإن اختيار الكلمات يخضع لنفس الدهاء.. فكلمة الجنة Paradis مثلاً لن تظهر تقريباً في هذه المجموعة من الترجمات، لكنهم سيضعون بدلا منها كلمة حديقةJardinوهو نفس الأسلوب المستخدم للتلاعب بفعل (يتوب) الذي ذكر فيما سبق. فأن كلمة جنة باللغة العربية تعني الاثنين: المعنى الأخروي؛ والحديقة أو البستان، والمعنى العام للسياق هو الذي يحدد الاختيار.
تلك كانت، في خطوطها العريضة، التوجهات المسبقة التي يتبعها المستشرقون، والفرق الموجود بين كل ترجمة من ترجماتهم ليس، في الواقع، سوى اختلاف في الأسلوب وفي التحايل، لكن القاسم المشترك بينها يظل واحداً.
والتقرير الذي قدمته اللجنة المكلفة بمراجعة «ترجمة القرآن» التي قام بها چاك بيرك يوضح ما فيه الكفاية ويكشف إلى أي مدى يمكن القول بأن القرآن لم يُقدم بأمانة أبداً من قبل المستشرقين، في أي لغة أجنبية، ولا بأي صورة تجعله مفهوماً حقاً.
كما أن المطلع على التقرير يشعر بالكدر عندما يعرف أن «چاك بيرك» كان عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وأستاذاً فخرياً بالكوليج دي فرانس! وهي الإجازة الوحيدة التي توج بها عمله لينشره!
تلك هي الأسباب التي أدت إلى ما أثارته ترجمة «چاك بيرك» من ردود أفعال لا مثيل لها، في مصر وفى العالم الإسلامي، منذ ظهورها وأدت إلى إدانتها.
ولا يتسع المجال هنا للرد على كل هذه المعطيات التي تناولها المستشرقون بصور متفاوتة، لكننا لا نستطيع إغفال ذلك المطلب المتكرر من «چاك بيرك» وشركائه، ألا وهو إخضاع القرآن للنقد التاريخي وتطبيق أساليب اللغويات الحديثة عليه، وإخضاعه إلى النقل في الحاضر. هذا؛ وقد خصصت الدكتورة زينب عبد العزيز مؤلفا خاصا للرد على شبهات وافتراءات «چاك بيرك» عنونته بـ: «وجهان لچاك بيرك».
[email protected]



المصدر:
هوية بريس
 
أحسن الله اليك أخي أيت عمران
لكن عندي تعليق قصير:

فرق شاسع بين ما حرره كاتب المادة أعلاه المدعو "نبيل غزال" بالعربية، وبين الورقة التقديمية المرفقة باللغة الفرنسية الصادرة عن المؤسسة الناشرة (مؤسسة الادريسي)...
tafsir8252

ملخص ما في الورقة المرفقة أعلاه المحررة بالفرنسية أن "ترجمة معاني آيات القرآن" للدكتورة زينب عبدالعزيز تميزت بأنها:
1- جاءت بدراسة نقدية للترجمات الفرنسية السابقة خاصة ترجمات المستشرقين.
2-أنها جاءت تالية لترجمتين فرنسيتين للقرآن صدرتا بالمغرب احداهما لمحمد الشياظمي 1999... والثانية لمحمد المختار ولد أباه 2004،فجاءت ترجمة د.زينب على اعتبار أنها أول ترجمة لامرأة اعتنت فيها ببيان أخطار ترجمات الغربيين...
فهل يريد نبيل غزال -والله أعلم- أن يهيل التراب على بقية الترجمات الفرنسية التي ذكرها في المقال محشورة مع ترجمات المستشرقين مثل ترجمة د.حميد الله التي سماها ( حميد الله : الكرآنْ المقدس)،والترجمة الفرنسية التي نشرها مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة التي سماها ( مجمع الملك فهد: الكرآنْ المقدس )؟؟؟
ومتى كانت ( le saint coran) الفرنسية تترجم ب (الكرآنْ المقدس )؟؟؟
 
ومتى كانت ( le saint coran) الفرنسية تترجم ب (الكرآنْ المقدس )؟؟؟
أنا أيضا لم أفهم؛ أظن أراد النسخ بالهجاء الفرنسي أو كما قال "بالهجاء الفرنسي لكلمة قرآن". الأولى نسخها تقريبا بشكل صحيح إلا الكلمة التي أراد نسخها بالفعل، فكتب "لو قراّن دي ما أوميه" وهو يريد "لو كرآنْ دي ما أوميه"؛ أما (le saint coran) فأظن أراد أن يقول "لو سان كورغن"، والله أعلم.

هناك سؤال: هذا الكلام "ومن هنا يمكن القول إجمالاً أن كل ترجماتهم، وبلا استثناء، تنطلق من نفس النقطة" هو كلام الأستاذ نبيل غزال في ترجمات المستشرقين أم كلام الدكتورة زينب عبد العزيز؟ الدكتورة - حسب علمي - لم تنتقد إلا بعض المقتطفات من ترجمة السيد جاك بيرك، ولم تنتقد ترجمته فضلا عن ترجمة جميع المستشرقين. ومن النص أيضا لم يتضح هل الأستاذ نبيل أراد كل الترجمات أم كل ترجمات المستشرقين ؟

مهما يكن، حميد الله ترجم الطلاق بالحل، وترجم الجنة بالفردوس والحديقة والبستان.

Mais s'ils se décident au divorce, (celui-ci devient exécutoire) car Allah est certes Audient et Omniscient. 2:227
Ceux dont les Anges reprennent l'âme - alors qu'ils sont bons - [les Anges leur] disent: «Paix sur vous! Entrez au Paradis, pour ce que vous faisiez». 16:32
Les deux jardins produisaient leur récolte sans jamais manquer. Et Nous avons fait jaillir entre eux un ruisseau. 18:33
Nous les avons éprouvés comme Nous avons éprouvé les propriétaires du verger qui avaient juré d'en faire la récolte au matin. 68:17

 
ما الترجمة التفسيرية للقرآن الكريم إلا انعكاس لتفسير المترجِم الإجمالي لآيات القرآن الكريم، مع مراعاة بعض المباحث اللغوية والقواعد والتراكيب المشتركة بين اللغتين.
الدكتورة زينب عبدالعزيز أكثر مجال اهتمامها البحثي في النقد الداخي والخارجي للعهدين القديم والجديد، فلو كان بجانبها أحد المختصين بالتفسير وعلوم القرآن ستخرج ترجماتها بصورة أفضل، وقد عهدتها (أثناء العمل معها في حوار غير المسلمين وتنسيق الرد على شبهاتهم) تتجاوب مع الأسئلة التي تردها عبر البريد الإلكتروني.. والله أعلم.
 
الملاحظ عند قراءة مقالات فيها عرض او نقاش لترجمة من ترجمات القران ان من النقاط المشترك فيها التالي:
١- إبراز سلبيات الترجمات السابقة و خاصة إبراز الدور السلبي للاستشراق ووصفه احيانا بعبارات مثل النوايا السيئة او غيره.
٢- ذكر نماذج لمفردات من الترجمات السابقة و اعتبار ان ترجمتها خطا، و ان هذه الترجمة الجديدة عالجت هذا الامر،( و اذا رجع القارئ الى الترجمة الجديدة، سيجد فيها كلمات يرى ان ترجمتها غير صحيح و يقترح بدائل لها).
٣- ذكر ان الترجمة الجديدة راعت تجنب السلبيات السابقة، و ذكر ادلة تبين ميزة الترجمة الجديدة و منها على سبيل المثال ان الترجمة الجديدة قام بها فلان او فلانة مع ذكر الخلفية العلمية للمترجم ، بالاضافة الى ذكر ان الترجمة اشرف عليها جهة شرعية.
 
يقال: الترجمة (فن خيانة حرفية النص)؛
فالمترجم المميز:
- يقرأ النص،
- ثم يستوعبه،
- ثم يكتب بلسان قومه ما فهمه من ذلك النص،

* مراعياً أسلوب قومه في الخطاب.
 
شكر الله لكم أيها الأفاضل،
فضيلة الدكتور/ عبد الرزاق؛
راسلت الأستاذ نبيل بملاحظاتكم، فإن جاءني منه رد أثبته هنا بإذن الله،
بارك الله في جهودكم.
 
راجعت من الفجر للآن 15 معجما فرنسيا بالإضافة إلى تعريفات وزارة العدل الفرنسية والمدونة المغربية ووجدتها جميعا، وبدون استثناء، أجمعت على ما معناه أن Répudier يعني الطلاق من طرف واحد، وأن divorce يعني حل الزواج باتفاق من طرفي الزواج أو بالمحكمة أو بأهل الصلاحيات الآخرين فيه.
الصورة الأولى بطرفيه؛ الطلاق والخلع، هي ما يحدث لإنهاء أنكحة المسلمين المتدينين في أكثر من 99% من لدن نزول القرآن الى الثلث الأول من ربيع الثاني 1436.
لا أدري أين يوجد المعني السلبي في استعمالها بمعنى الطلاق. مثل هذا مثل أغلب الكلمات التي انتقدوها على المترجمين.
أرجو من جميع من يمكنه مراجعة المعاجم الفرنسية وإفادتنا بالمعنى السلبي في استعمال répudier بمعنى الطلاق المعمول به في الاسلام
مجرد حواة
 
جزاكم الله خيرا.

ملاحظة أستاذنا الفاضل محمد الحسن بوصو دقيقة جدا وفي مكانها. وهذا يؤكد ما ذهب إليه المحترم الدكتور الشريف في قوله "ما الترجمة التفسيرية للقرآن الكريم إلا انعكاس لتفسير المترجِم الإجمالي لآيات القرآن الكريم". الترجمة تختلف من مترجم لآخر؛ أظن والله أعلم أن المترجم المحترف un traducteur professionnel شخصية موسوعية بمعنى أنه يتقن علوم متنوعة؛ في ترجمة معاني القرآن إلى الفرنسية سيعني أنه شخص يتقن علوم الترجمة، علوم اللغتين الأصلية (العربية) والمستهدفة (الفرنسية)، يتقن الدراسات العربية، والدراسات الفرنسية (الادب الفرنسي، الفكر، الثقافة الفرنسية، الحضارة والتاريخ، النصوص والمدونات والفنون المُؤسسة ..)، إلى جانب الدراسات الإسلامية (العلوم الشرعية عامة وعلوم القرآن خاصة وعلم التفسير بشكل أخص).

لعل هذا ما استشعره سيدي الشريف عندما قال "فلو كان بجانبها أحد المختصين بالتفسير وعلوم القرآن ستخرج ترجماتها بصورة أفضل".

عليه أظن أن قراءة الدكتورة زينب لترجمة السيد جاك بيرك هي قراءة نقدية، وليست بقراءة نقدية علمية، إذ أميز بين النقد العام، والنقد العلمي. النقد العام هو النقد الفني (la critique technique). النقد العلمي يقوم به شخص موسوعي، والله أعلم.

بالنسبة للإختيار بين divorce و répudiation، فهو إختيار يعود إلى فلسفة المترجم، الترجمة الأولى لغوية، والترجمة الثانية قانونية/فقهية. هذا يعني أن الكلمة الثانية كلمة إصطلاحية، والقاموس الفرنسي لاروس يعرفها كذلك مصطلح قانوني (dans les législations antiques et dans le droit musulman...) ومصطلح أدبي (Littéraire. Rejeter un sentiment, une opinion, etc.). هذا يعني ليس هناك ترجمة أفضل من الأخرى، وشخصيا أفضل ترجمة الطلاق بالحل ولسببين: الحيادية ومراعاة التنوع الفقهي والطائفي بين المسلمين، وثانيا إعمال أقصى جهد في عدم تنزيل اللفظ الرباني إلى مستوى الإستعمال البشري إذ نحن نميز بين الفقه الإسلامي والنصوص المؤسسة لهذا الفقه (القرآن والسنة). أليس كذلك ؟

سؤال لأهل التخصص في علوم القرآن: هل هناك مشكلة في ترجمة الجنة في الآيات التي تتناول البداية الآدمية بالحديقة (Jardin) بدل الفردوس (Paradis)، مع وجود الإختلاف في الجنة التي سكن فيها آدم وزوجه عليهما السلام آسماوية هي أم دونية؟ ألا نلاحظ في القرآن إقتران الجنة الأخروية بفعل الدخول أو بالنار ؟
 
كلمة Répudier تعني أن الرجل أعاد زوجته إلى بيت أهلها منهيا الزواج بالطرق القانونية وبقرار من طرف واحد.
ولا تستعمل هذه الكلمة إلا للحديث عن جهة واحدة تقدم على التطليق.
أما كلمة divorcer فتعني الافتراق ويمكن أن تستعمل من طرف واحد كأن نقول متحدثين عن المرأة Elle a divorcé avec son mari،
أو تستعمل في الحديث عن الطرفين بمعنى ''افترقا بالطلاق'' Ils ont divorcé
فـ Répudier لا تستعمل إلا من طرف واحد بمعنى ''طلق زوجته'' ، في حين أن divorcer تستعمل من طرف واحد ''طلق زوجته'' وتستعمل كذلك في التعبير عن الطرفين '' افترقا بالطلاق''
 
شيء من التأمل في موضوع معاني كلمات القرآن العربية:

من يقف متدبرا أمام قوله تعالى (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) يقر خاشعا باستحالة ترجمة القرآن ترجمة تناسب دلالات كلماته في العربية،لسببين رئيسين:
1- ان القرآن كلام رب العزة سبحانه.
2- اللغة العربية زمن نزول القرآن وقبله هي كلمات الانسان:
* وضعا.
* وعرفا واستعمالا.
وهذه اللغة العربية (في أصل الوضع وفي العرف)لما ضاقت عن احتواء المعاني التي قصدها الوحي في القرآن...أي عجزت عن نقل العلم الالهي الى الانسان كانت النتيجة أن الوحي نفسه (في القرآن)ارتقى بهذه اللغة وبدلالالتها من لغة بشرية في وضعها واستعمالاتها الى لغة أخرى قادرة على نقل العلم الالهي الذي جاء به الوحي...

انظروا مثلا الى قوله تعالى(...جدارا يريد أن ينقض فأقامه)،المعنى لا يفهمه سوى من يتدبر معناه بالعربية،و لا أعتقد أن مترجم هذه الآية الى أية لغة أخرى سينقل هذا المعنى بأمانة...لأن فعل "انقض" لا يستعمل في الجمادات كالجدار التي لا حياة ولا ارادة لها...لكنه في الآية جاء الوحي فاستعمله للدلالة على معنى معين آخر...فلو أننا أردنا نقل هذا الاستعمال بالترجمة فكيف نصل الى ذلك؟؟؟
 
إن معنى ترجمة القرآن الكريم - شيخنا الدكتور عبدالرزاق - هو : اختيار وجه من أوجه تفسير الآية ونقله إلى لغة أخرى .
ومتى خرج المترجم عن هذا المعنى في عمله فقد ركب مركبا صعبا لا بل مستحيلا كما بين فضيلتكم .
 
شيخنا الدكتور عبدالرزاق بن اسماعيل هرماس
السلام عليكم ، وبعد :
ومن إشكالات الترجمات حصر لفظ الرجال في القرآن في الذكور بينما المعني الإنسان إلا أن يأتي مخصص يخصصه في الذكور دون الإناث ..
وهذه أمثلة في القرآن هي مظان الوهم عند المترجمين:
- ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) أي لهم ولهن جميعا
- ( رجال لا تلهيهم تجارة ) أي أناس وليس المعنى ذكور
- ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا) أي أناس
- ( ورجل سلما لرجل )
ومن صور التخصيص في السنة :
- الفرائض لأصحابها فما فضل فلأولى رجل ذكر !
وهكذا..
 
عودة
أعلى