خواطر مع حادثة حرق الأمريكان للمصحف

إنضم
09/06/2005
المشاركات
1,295
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
الطائف
هل ماتت الغيرة على كتاب ربنا ؟

نلاحظ بين فترة وأخرى قيام حثالة من الغرب بحرق المصحف وإشهار قبيح فعلهم ويرفعون به عقيرتهم، وكأنهم يقولون يا أيها المسلمون : مالكم لا تغارون على كتاب ربكم ؟ يا مسلمون نحرق كتباكم ولا نبالي بكم لأنكم قد جبنتم ؟؟

لم يكتف عصابة رعاة البقر الأمريكية باحتلال أفغانستان وغيرها حتى أحرق مرتزقتهم مصحفنا بكل امتهان له واحتقار يوم الثلاثاء الموافق 29 ربيع الأول 1433هـ ..

وفي الحقيقة أنا لا ألومهم أو أتعجب منهم _ فكل قبيح مصدره القبيح، والمنكر لا يُسْتَغرب من أهله _، فهم يتعاملون مع كتاب غير مقدس لديهم، ولا يؤمنون به بل يرونه هو مصدر البلاء والشقاء عليهم فينفثون حقدهم بحرق المصحف، خابوا وخسروا ..

أولئك الجنود قد أحرقت الحسرة نفوسهم بعدم انتصارهم على الشعب الأفغاني المسلم البسيط في إمكانياته، وهم قد تقلدوا مفاتيح التقنية وأخذوها بقوة فأنتجوا الترسانة العسكرية المتطورة الحديثة الهائلة ولكنها ضعفت أن تهزم الأفغاني المسلم، فنـزغهم الشيطان أن احرقوا كتابهم الذي يتلونه، فقام يعدهم ويمنيهم أنهم سيشعرون بروح النصر أو يشمون عرفه إنْ هم فعلوا أو حتى يشفوا صدروهم من مسلمي الأفغان ؟!

فقاموا بغباء بحرق المصحف لعلهم ينتصرون، وغفلوا أولئك الأزنام أنهم لو أحرقوا مئات النسخ من القرآن، فلن يتمكنوا من حرقه من نفوس المسلمين صغارهم قبل كبارهم، الذي يتلونه آناء الليل وأطراف النهار ويرددون قوله تعالى: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) وقوله تعالى : (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) وقوله : (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).

أيها الأكارم:
هذه الحوادث تتكرر ممن مُلئت صدورهم غيظا على المسلمين وعلى كتابهم، وأمام هذا أدون بعض الخواطر :

الخاطرة الأولى / نحن أمام واقع لابد من فهمه والتعامل معه، فهم يحرقون المرة تلو الأخرى، ونحن لا حراك ! بل والأدهى من ذلك أن البعض قد يقرأ خبر حرق المصحف كقراءته لخبر افتتاح مركز تجاري! بل قد يتحمس البعض عند قراءته لخبر مبارة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة ويتمعر وجهه عند التحليل للجور على فريقه الذي يشجعه، بينما هو في ذات الوقت يقلب صفحة الخبر الذي فيه حرق المصحف وكأن شئيا لا يعنيه، بل ويعجز حتى عن الحوقلة ! التي كانت سلاحه في يوم مضى ..
فلماذا هذه الضعف ؟؟ ولماذا هذا الخور من المسلمين أمام حرق كتاب ربهم ؟؟ فهل فعلاً ماتت الغيرة لكتاب الله ؟؟ وهل كثرة هذه الحوادث رققت في نفوسنا الحمية لكتاب الله ؟؟؟

الخاطرة الثانية / هذا الفعل ينبغي أن يكون له ردة فعل شرعية ومنضبطة بميزان الشريعة، ولكن الأهم أنه لا ينبغي الوقوف عند هذا الحد، بل الواجب علينا أن نكون مبادرين إلى نصرة كتاب الله قبل الاعتداء عليه ثم نقوم بواجب الدفاع .

فلماذا لا نبدؤهم قبل أن يبدؤنا ؟ لماذا لا نجتهد في طرح الأفكار والمشاريع العلمية العلمية في عرض القرآن على الكفار بكل طريقة وبكل وسيلة متاحة، أنا لا أنكر وجود مثل تلك الجهود، بل هي موجودة ومشكورة، ولكن أحدث نفسي ماذا سيكون لو كان هذا الهم _ الدعوة إلى القرآن وعرض القرآن على الكفار _ هو شغلنا الشاغل ؟ بالتأكيد سننتج أكثر من حالات الدفاع التي يقوم بها البعض مشكورين في حال الهجمات الظالمة على كتاب الله .
فيجب أن نضع الخطط المدروسة والمقننة لغزو عقول الكفار بكتاب الله، فهدايتهم للإسلام مقصد شرعي سامي .

الخاطرة الثالثة / الحوادث بوقوعها لا تعني الشر مطلقا ولا الخير مطلقا، فكم من مصيبة قد حلت وكان في طياتها منح كثيرة، والله عزو وجل هو مدبر الأمور وبيده مقاليد السموات والأرض وهو أعلم بالأصلح لعباده، وهو يغار على انتهاك محارمه، فبعض الشر لا ينبغي أن يُقعد المرء عن العمل، ولذا فنحن نقرأ قوله تعالى : (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) وهذا في الحادثة الشنيعة حادثة الإفك، وقوله في قتال المشركين : (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) فينبغي النظر في عاقبة الحادثة وليس في مجرد وقوعها، فرب شر وقع وأعقب خيرا عظيماً .
فأمام الحوادث المؤلمة لنفوس المؤمنين لا ينبغي أن يتمكن القلب من الحزن ويعتصر بقلب صاحبه ويقعده عن العمل، بل الواجب عليه العمل والانتاج، وكم من فتنة وقعت في ليل حالك فكان الخير مع بزوغ الفجر، وعند الصباح يحمد القوم السرى .

الخاطرة الرابعة / لا ينبغي أن نبالغ في الإنكار على أصحاب رداة الفعل، فهم أصحاب همة وعمل، بل بعض رداة الفعل تكون أبلغ في نصرة الدين متى ما انضبطت بميزان الشريعة، بل وبعض الأفعال الحمقاء من الكفار تحي القلوب الغافلة وتذكي جذوة الإيمان في نفوس من انغمسوا في شهواتهم، وعليك أن تتأمل في قصة إسلام أسد الله حمزة بن عبد الملطلب .
فردة الفعل مطلوبة، ولكن المهم أن يكون لدينا الخطط العملية لنشر كتاب الله .

وفي الختام إنما هذه كلمات جالت في الخاطر، فلعل من يقرأها يضيف ما لديه ويبني عليها، فرب كلمة تخرج منها فكرة مسددة فيفتح الله على صاحبها الخير العظيم، والحمد لله رب العالمين .
 
ياأخي حاتم..أولا جزاك الله خيرا على غيرتك..
ثانيا..وإن كان نفس حرق المصحف منكرا وجريمة، لكن سببه هو هذا الفتح الرباني بعودة الناس إلى كتاب ربهم..
لو كان الناس غافلين عن هذا الكتاب..هل كان الأمريكي سيهتم لحرقه؟
إن الأمريكي يعلم أنه مهزوم لا محال مادام في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من يقرأ القرآن ويحفظه..
هذا أقصى ما يقدرون عليه، فلينتزعوه من قلوب حافظيه إن استطاعوا
العاملون في حقول التعليم القرآني يدركون جيدا أن نهضة قادمة لا محال، أبطالها حفاظ القرآن..
الناس تعود لكتاب ربها..رجالا ونساء، صغارا وكبارا..هذا الذي حرك أيادي الأمريكان الآثمة..
أحيانا أستغرب لما تأتيني إمرأة..تلبس "جينز" ..مستحية من هيأتها، تقول: أريد أن أحفظ القرآن، ثم تتلكأ وتردف: " هل بإمكاني أن أدخل حلقة التحفيظ وأنا لا ألبس الحجاب؟ وأكيد أجيبها بنعم، ولا أمنعها ..فلعل الله أن ينفعها بالقرآن، وبنصحنا لها بين الفينة والأخرى..
هذه مظاهر لم نكن نراها من قبل..وقوافل الحافظين والحافظات يتبع بعضها بعضا..
النار التي أشعلها الأمريكي في المصحف..هي في الحقيقة نار اكتوى بها قلبه غيظا على عودة الناس للقرآن، فترجمها في واقعه بحرق المصحف..
فلذلك أرى أن أبلغ رد على هذا هو تكثيف الجهود في حقل التعليم القرآني، وبذل مزيد من العطاء المادي والمعنوي لنشر القرآن وعلومه...ونقول لهم بلسان الحال: "موتوا بغيظكم"
 
عودة
أعلى