الحمد لله وكفى , وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى , لاسيما عبده المصطفى وآله المستكملين الشرفا
أما بعد ...
فهذا موضوع كنت قد أعددته لدروس رمضان , وكنت أود أن أعرضه هنا في هذا المنتدى المبارك بغية التصحيح والتوجيه من الأساتذة والمشايخ الكرام , قبل إلقائه على مسامع الناس , ولكن الحمد لله الذي عرَّف نفسه لعباده بنقض العزائم .
ثم تجرأت على عرضه على مشايخنا - كما قلت من قبل بغية التوجيه منهم - بعد أن وضعت أول مشاركة لي في هذا المنتدى , ولاقت استحسانًا حتى أنها ثُبِتَتْ من قِبل المشرفين , فأحسست بالاهتمام وحسن الاستقبال , بشركم الله بالخير والرضوان وأجزل لكم المثوبة ومَنَّ عليكم بالغفران ... آمين
وسأضع الموضوع على هيئة مشاركات متفرقة , وأنتظر توجيهاتكم , فالله وحده يعلم كم أحتاج لها فكونوا خير أعوان لأخيكم , بارك الله فيكم .
[FONT="]قال تعالى : ﴿[FONT="]الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿1﴾ [/FONT][FONT="]الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴿2﴾[/FONT][FONT="] مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿3﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿4﴾ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ﴿5﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ﴿6﴾ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴿7﴾ [/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="] .[/FONT][/FONT]
[FONT="]قال ابنُ العثيميّن : [FONT="]سورة الفاتحة سمِّيت بذلك؛ لأنُه افتُتِح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنّها أوّل سورة نزلت كاملة.. [/FONT][/FONT]
[FONT="]هذه السّورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت "أم القرآن"؛ والمرجع للشيء يسمى "أُمّاً"..[/FONT]
[FONT="]وهذه السّورة لها مميزات تتميّز بها عن غيرها؛ منها أنّها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنّها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ( قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: "وما يدريك أنّها رقية" ..[/FONT]
[FONT="]وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخُطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات .، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: "الفاتحة" ، يعني اقرؤوا الفاتحة ؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله . وهذا أيضاً غلط ؛ لأنّ العبادات مبناها على التوقيف ، والاتِّباع..[/FONT]
· [FONT="]قوله تعالى : ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ : [/FONT]
[FONT="]الحـمد[FONT="] : لام التعريف هنا للاستغراق , أي استغراق جميع أنواع المحامد واشتمالها .[/FONT][/FONT]
[FONT="]قال ابن العثيمين : ( الحمد ) : وصف[FONT="]المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛[/FONT][FONT="]فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بُدّ من قيد وهو "المحبة، والتعظيم" ؛[/FONT][FONT="]قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى[/FONT][FONT="]حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد[/FONT][FONT="]أن ينال منه شيئاً .اهـ[/FONT][/FONT]
[FONT="]وقد وهم البعض حينما عرّف (الحمد) بالثناء , والصواب أنّ الثناء هو تكرار ذكر المحامد وأوصاف الكمال , لذا يقول الله في الحديث القدسيّ : ﴿قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال[FONT="]: { [/FONT][FONT="]الحمد لله رب العالمين[/FONT][FONT="] } [/FONT][FONT="]قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال[/FONT][FONT="]: { [/FONT][FONT="]الرحمن الرحيم[/FONT][FONT="] } [/FONT][FONT="]قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي﴾ .[/FONT][/FONT]
[FONT="]وأصل الثناء في اللغة من التثنية أي : التكرار , ومنه سُميت الفاتحة (مثاني) ؛ لأنّها تتكرر في كلّ ركعة على مدار الصلوات . والله أعلم [/FONT]
[FONT="]لله[FONT="] : اللام هنا للاستحقاق , أي أنّ الله هو وحده المستحق لك أنواع المحامد لا غيره , وهو وحده الذي يُحمد على كلّ شئ سواء خيراً أو غير ذلك , ولهذا[/FONT][FONT="]كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي[/FONT][FONT="]بنعمته تتم الصالحات" ؛ وإذا أصابه خلافُ ذلك قال: "الحمد لله على كل حال[/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="] .[/FONT][/FONT]
[FONT="]قال ابن العثيمين : و "الله" اسم ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه . أي المعبود حباً، وتعظيماً[FONT="]..[/FONT][/FONT]
[FONT="]وهذا هو الاسم الذي تعود إليه كلّ الأسماء الحسنى والصفات العلى , وتتعلق به من حيث كونها صفة له , ولا يكون هو صفة لغيره , فأنت تقول : الله الرحمن , الله رحيم , الله يُعينك , ولا تقول : الرحمن الله , على سبيل الوصف.[/FONT]
[FONT="]ربّ العالمين[FONT="] : [/FONT][/FONT]
[FONT="]والربّ : هو الخالقُ , المالكُ , المدبّرُ لجميع شئون خلقه وملكه. [/FONT]
[FONT="]والربّ : هو المربي لخلقه بالنّعم , فخلقُه لك ابتداءً نعمة , وانفرادُه بالملك , يملكُكَ ويملُك كلّ شئ نعمة منه سبحانه وبحمده , أن جعل لك مالكاً ترجع إليه في حاجياتك وإراداتك , تعلَمُ بقدرته على كلّ شئ وأنّ بيدِهِ كلَّ شئ , يدبّر لك أمور معاشك ويحفظك من حيث لا تدري ويرزقك من حيث لا تحتسب , كم من نعمة له عليك لا تعلمها , كم من نعمة ساقها إليك في ثوب ماتظنه أنت نقمة , وكم من نقمة رفعها عنك وأنت لا تعلمها , وكم من شرّ وقاك إياه ولو وقع بك لهلكت , وكم بيّن لك طريق الخير ورغبك فيه , وحذرك طريقَ الشرّ ورهبك منه , وكم اطّلع على المعاصي من قلبك وأمهلك لتتوب وتئوب , وكم رأك قائماً على معصيته وأرخى عليك جميل ستره وما استحييت , يرزق كلّ عباده ولو أعطى كلّ واحد منهم مسألته ما نقُص ذلك من ملكه شئ وهو العزيز الحميد .[/FONT]
[FONT="]والعالمين : قال[FONT="]العلماء: كلّ ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَمٌ على[/FONT][FONT="]خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آيةٌ تدلُّ على الخالق: على[/FONT][FONT="]قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته[/FONT][FONT="]..[/FONT][/FONT]
يُتبع إن شاء الله
أما بعد ...
فهذا موضوع كنت قد أعددته لدروس رمضان , وكنت أود أن أعرضه هنا في هذا المنتدى المبارك بغية التصحيح والتوجيه من الأساتذة والمشايخ الكرام , قبل إلقائه على مسامع الناس , ولكن الحمد لله الذي عرَّف نفسه لعباده بنقض العزائم .
ثم تجرأت على عرضه على مشايخنا - كما قلت من قبل بغية التوجيه منهم - بعد أن وضعت أول مشاركة لي في هذا المنتدى , ولاقت استحسانًا حتى أنها ثُبِتَتْ من قِبل المشرفين , فأحسست بالاهتمام وحسن الاستقبال , بشركم الله بالخير والرضوان وأجزل لكم المثوبة ومَنَّ عليكم بالغفران ... آمين
وسأضع الموضوع على هيئة مشاركات متفرقة , وأنتظر توجيهاتكم , فالله وحده يعلم كم أحتاج لها فكونوا خير أعوان لأخيكم , بارك الله فيكم .
[FONT="]سُورَةُ الفَاتِحَــةُ[/FONT]
[FONT="]قال تعالى : ﴿[FONT="]الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿1﴾ [/FONT][FONT="]الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴿2﴾[/FONT][FONT="] مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿3﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿4﴾ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ﴿5﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ﴿6﴾ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴿7﴾ [/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="] .[/FONT][/FONT]
[FONT="]قال ابنُ العثيميّن : [FONT="]سورة الفاتحة سمِّيت بذلك؛ لأنُه افتُتِح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنّها أوّل سورة نزلت كاملة.. [/FONT][/FONT]
[FONT="]هذه السّورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت "أم القرآن"؛ والمرجع للشيء يسمى "أُمّاً"..[/FONT]
[FONT="]وهذه السّورة لها مميزات تتميّز بها عن غيرها؛ منها أنّها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنّها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ( قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: "وما يدريك أنّها رقية" ..[/FONT]
[FONT="]وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخُطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات .، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: "الفاتحة" ، يعني اقرؤوا الفاتحة ؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله . وهذا أيضاً غلط ؛ لأنّ العبادات مبناها على التوقيف ، والاتِّباع..[/FONT]
· [FONT="]قوله تعالى : ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ : [/FONT]
[FONT="]الحـمد[FONT="] : لام التعريف هنا للاستغراق , أي استغراق جميع أنواع المحامد واشتمالها .[/FONT][/FONT]
[FONT="]قال ابن العثيمين : ( الحمد ) : وصف[FONT="]المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛[/FONT][FONT="]فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بُدّ من قيد وهو "المحبة، والتعظيم" ؛[/FONT][FONT="]قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى[/FONT][FONT="]حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد[/FONT][FONT="]أن ينال منه شيئاً .اهـ[/FONT][/FONT]
[FONT="]وقد وهم البعض حينما عرّف (الحمد) بالثناء , والصواب أنّ الثناء هو تكرار ذكر المحامد وأوصاف الكمال , لذا يقول الله في الحديث القدسيّ : ﴿قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال[FONT="]: { [/FONT][FONT="]الحمد لله رب العالمين[/FONT][FONT="] } [/FONT][FONT="]قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال[/FONT][FONT="]: { [/FONT][FONT="]الرحمن الرحيم[/FONT][FONT="] } [/FONT][FONT="]قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي﴾ .[/FONT][/FONT]
[FONT="]وأصل الثناء في اللغة من التثنية أي : التكرار , ومنه سُميت الفاتحة (مثاني) ؛ لأنّها تتكرر في كلّ ركعة على مدار الصلوات . والله أعلم [/FONT]
[FONT="]لله[FONT="] : اللام هنا للاستحقاق , أي أنّ الله هو وحده المستحق لك أنواع المحامد لا غيره , وهو وحده الذي يُحمد على كلّ شئ سواء خيراً أو غير ذلك , ولهذا[/FONT][FONT="]كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي[/FONT][FONT="]بنعمته تتم الصالحات" ؛ وإذا أصابه خلافُ ذلك قال: "الحمد لله على كل حال[/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="] .[/FONT][/FONT]
[FONT="]قال ابن العثيمين : و "الله" اسم ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه . أي المعبود حباً، وتعظيماً[FONT="]..[/FONT][/FONT]
[FONT="]وهذا هو الاسم الذي تعود إليه كلّ الأسماء الحسنى والصفات العلى , وتتعلق به من حيث كونها صفة له , ولا يكون هو صفة لغيره , فأنت تقول : الله الرحمن , الله رحيم , الله يُعينك , ولا تقول : الرحمن الله , على سبيل الوصف.[/FONT]
[FONT="]ربّ العالمين[FONT="] : [/FONT][/FONT]
[FONT="]والربّ : هو الخالقُ , المالكُ , المدبّرُ لجميع شئون خلقه وملكه. [/FONT]
[FONT="]والربّ : هو المربي لخلقه بالنّعم , فخلقُه لك ابتداءً نعمة , وانفرادُه بالملك , يملكُكَ ويملُك كلّ شئ نعمة منه سبحانه وبحمده , أن جعل لك مالكاً ترجع إليه في حاجياتك وإراداتك , تعلَمُ بقدرته على كلّ شئ وأنّ بيدِهِ كلَّ شئ , يدبّر لك أمور معاشك ويحفظك من حيث لا تدري ويرزقك من حيث لا تحتسب , كم من نعمة له عليك لا تعلمها , كم من نعمة ساقها إليك في ثوب ماتظنه أنت نقمة , وكم من نقمة رفعها عنك وأنت لا تعلمها , وكم من شرّ وقاك إياه ولو وقع بك لهلكت , وكم بيّن لك طريق الخير ورغبك فيه , وحذرك طريقَ الشرّ ورهبك منه , وكم اطّلع على المعاصي من قلبك وأمهلك لتتوب وتئوب , وكم رأك قائماً على معصيته وأرخى عليك جميل ستره وما استحييت , يرزق كلّ عباده ولو أعطى كلّ واحد منهم مسألته ما نقُص ذلك من ملكه شئ وهو العزيز الحميد .[/FONT]
[FONT="]والعالمين : قال[FONT="]العلماء: كلّ ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَمٌ على[/FONT][FONT="]خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آيةٌ تدلُّ على الخالق: على[/FONT][FONT="]قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته[/FONT][FONT="]..[/FONT][/FONT]
يُتبع إن شاء الله