سالم سرور عالي
New member
- إنضم
- 15/04/2006
- المشاركات
- 161
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
خواطر شرعية حول فيروس كورونا !
قبل بضعة أيام كنت أُدير إبرة المذياع على نشرة الأخبار الرئيسة في بلاد الحرمين ، وقد تفاجأت بسماع التقرير الصحفي الذي أعدته وزارة الصحة، وفيه تحذيرات من فيروس قادم قتل - وما زال يقتل - العشرات ، وهو فيروس كورونا .
قلتُ لصاحبي بجواري : ها قد حضر كورونا بعد أنفلونزا الخنازير، وانفلونزا الطيور ، وحُمَّى الضنك ، والجمرة الخبيثة ، وحمى الوادي المُتصدِّع ! ، وفيروس سارس ، فلماذا سُلِّطت علينا هذه البلايا ؟! .
كثير من الناس لا يُدرك أن هذه الأمراض فيها استخراج لعبودية الناس لله في الضراء ، وهي أيضاً أرزاق تُدُّر على المشافي العالمية ملايين الدولارات ! .
وقد تكونُ أسبابها كونية كتغيُّر المناخ بأمر الله تعالى ، أو أسباب قدرية كسبية بفعل الانسان وعبثه وإفساده في الأرض . ومع كثرة القتل وامتهان الجثث وتدمير البيئة ظهرت أدواء حار فيها الطب الحديث .
ظهرت شائعات قديمة عند العوام أن الفيروسات هي الجن ، وهي خطأ ظاهر وتكلُّف بيِّن لا حجة عليه . واجماع العوام ليس بحجة عند الأصوليين ، لأن الله تعالى بيَّن أهل الاجماع بقوله " فاسألوا أهل الذِّكر إن كنتم لا تعلمون " ( النحل: 43 ) .
والفيروسات كائنات دقيقة ولا تعيش طويلا ويمكن رؤيتها بالمجهر . والجن بعكس ذلك ! .
الحقائق العلمية والشرعية تُثبت بالأدلة أن الأمراض اليوم تنتقل وتنتشر بشكل سريع حيَّر ألباب الأطباء والحكماء . يظهر الفيروس ثم يخبو ثم يظهر ثم يخبو ، وهكذا دواليك ! .
لم يستطع الطب الحديث وقف الفيروسات والميكروبات والأوبئة رغم التطور الهائل في منظومة الصحة في السنوات القلائل الماضية ، وما زال الممرضون والأطباء يجاهدون الليل والنهار لمكافحة الأمراض والأوجاع ، لكن كل شي عند الله بمقدار .
المرض يصيب المؤمن والكافر ،وقد غلط من قال إن الكفار لا تُسلَّط عليهم الأمراض.
في عام 166 ق. م ، هزَّ الجدري عرش الإمبراطورية الرومانية ، وتسبب بوفاة ألفي شخص يومياً في روما وحدها.
وفي عام 410 م ، دمَّر البرابرة الامبراطورية الرومانية وعاثوا في أوروبا فساداً ، قبل أن يتساقطوا صرعى بسبب جراثيم غامضة لم تضرّ السكان المحليين الذين كانوا يملكون مناعة ضدها .
وفي عصر الفتوحات الإسلامية قتل الطاعون أضعاف من أُستشهد في فتوحات الشام والعراق قبل أن يختفي فجأة بلا سبب واضح ! .
وفي السنوات الهجرية بين : 1347 و1350 تسبَّب الطاعون في القضاء على نصف سكان أوروبا وثلث سكان العالم، والسبب هو الفئران المريضة التي كانت تدخل سفن الشحن القادمة من الصين ، وتنقل معها جراثيم المرض إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أوروبا ،التي كانت بالنسبة لها أرضاً جديدة لا يملك سكانها مناعة ضده .
وحين اكتشف الأوروبيون الأمريكتين نقلوا معهم جراثيم تُعدُّ بسيطة ومسالمة بالنسبة لهم ، لكنها تعتبر جديدة وقاتلة بالنسبة للقبائل الهندية في القارتين ، وكانت النتيجة وفاة الألاف من الهنود الحمر نتيجة أمراض "بسيطة" حملها الأوروبيون معهم كالأنفلونزا والحصبة والعنقز، قبل أن تتوقف من تلقاء نفسها خلال ثلاثة عقود .
يعتقد بعضُ الناس أن هذه الأمراض والأوبئة هي إرادة ربانية للتقليل من البشر ، وليس هناك دليل على هذا الزعم ، والحال ينسحب على المجاعات والكوارث والحروب ، فمن وجد دليلا فليُقيِّده هنا ! .
والكون مليء بالفيروسات لكنها لا تُؤثِّر إلا بأمر الله تعالى ، وهذا معنى الحديث المرفوع :" لا عدوى ولا طِيره " .متفق عليه .
والمخالطة للمرضى من أسباب نقل الأمراض ، وقد نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما في الحديث المرفوع : " لا يورد ممرض على مصح " . متفق عليه . وقد نصت القاعدة الفقهية على أن الضرر يدفع بقدر الامكان .
ومن فقه الشريعة أنها رتبت على الأمراض والأعراض أحكاماً وأغراضاً في المقاصد و الإرادات ، ولم تجعلها سببا زائلًا ينُتظر الخلاص منه كما يعتقد كثير من الناس .
فمثلا الإقدام على الزواج من المرأة المريضة مرضًا معديًا لا يجوز شرعا ، حرصاً على سلامة النسل من العدوى والمرض . وكذلك المرأة العقيم يُكره الزواج منها ، لعدم تحقق الإنجاب .
والفقهاء يُفرِّقون بين المرض الذي يُرجى برؤه والمرض الذي لا يُرجى برؤه .
ومن اللطائف أن الحيوان المريض الذي لا يُرجى برؤه ، لا يجوز أكله ، بل يحرق عند نفوقه ثم يدفن . وبعض الناس يدفنه بلا حرق ، وهو غلط ينهى عنه الأطباء .
ومسألة التأصيل الفقهي لتخفيف المرض عند المريض أو المعلول ، مما خاض فيه الفقهاء قديماً وحديثاً . وفي الحديث: "إذا دَخلتم على المريضِ ، فَنَفِّسوا لَهُ في أجَلَهِ ، فإنَّ ذلك لا يَردُّ شيئاً ، وَيُطَيِّب نفسَهُ" أخرجه الترمذي باسناد ضعيف .
والمبالغة في التنفيس استغلها الغرب اليوم ، فاخترعوا قانوناً يسمح بقتل المرضى الذين لا يُرجى بُرؤهم ، على هيئةٍ يسيرةٍ تُسمى بقتل الرحمه ! . ويكون ذلك بحقنهم بمادة قاتلة، أو برفع التنفس الصناعي عنهم ليموتوا ! .
وهذا القانون وإن كان فيه تخفيف لآلام المرضى وكبار السِّن، لكنه مخالف لحكمة الخالق الذي بيده الحياة والموت والنفع والضر ، وهو الذي يهب الحياة وضدها ، فيكون حكمه المنع والبطلان ، وقد قال الله تعالى : " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"( الاسراء: 33 ) .
وبسبب كل ما تقدم ، تهافت الناس على التأمين الصحي ، حرصاً على العافية وطمعًا في بُلغة العيش ومتعة الدنيا .
وأكثر الفقهاء القدامى والمعاصرين لا يجيزون التأمين الصحي ، لأنه عقد بيع مال بمال، وهو ذريعة إلى الربا والقمار ، وفيه غرر فاحش. والغرر الفاحش يُؤثِّر على عقود المعاوضات المالية باتفاق الفقهاء . والقاعدة الاصولية قررت أنه لا يجوز نفي الحكم لعدم العلم بالدليل ، وهذا من الاثم الذي وبَّخ الله تعالى عليه . قال سبحانه : " بل كذَّبوا بما لم يُحيطوا بعلمه ولمَّا يأتهم تأويله " ( يونس: 39) .
والخلاصة الشرعية أن الطبيبَ والمريضَ لا يملكان نفعاً ولا ضراً ، فالجميع هالك :
إِنَّ الطِّبيبِ بطبه وَدَوَائِهِ لا يَسْتَطِيعُ دِفَاعَ مَقْدُورٍ أتى
مَا لِلطَّبِيبِ يَموتُ بِالدَّاءِ ا لَّذِي قَدْ كَانَ يُبْرِئُ مِثْلَهُ فِيمَا مَضَى
هَلَكَ الْمُدَاوَى وَالْمُدَاوِي والَّذِي جَلب الدوَاءَ وَبَاعَهُ وَمَنِ اشْتَرَى
واليقين أن فيروس كورونا لن يضر أحداً إلا بإذن الله ، ولا يردُّ القدر إلا الدعاء .
هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة
(منقول)
قبل بضعة أيام كنت أُدير إبرة المذياع على نشرة الأخبار الرئيسة في بلاد الحرمين ، وقد تفاجأت بسماع التقرير الصحفي الذي أعدته وزارة الصحة، وفيه تحذيرات من فيروس قادم قتل - وما زال يقتل - العشرات ، وهو فيروس كورونا .
قلتُ لصاحبي بجواري : ها قد حضر كورونا بعد أنفلونزا الخنازير، وانفلونزا الطيور ، وحُمَّى الضنك ، والجمرة الخبيثة ، وحمى الوادي المُتصدِّع ! ، وفيروس سارس ، فلماذا سُلِّطت علينا هذه البلايا ؟! .
كثير من الناس لا يُدرك أن هذه الأمراض فيها استخراج لعبودية الناس لله في الضراء ، وهي أيضاً أرزاق تُدُّر على المشافي العالمية ملايين الدولارات ! .
وقد تكونُ أسبابها كونية كتغيُّر المناخ بأمر الله تعالى ، أو أسباب قدرية كسبية بفعل الانسان وعبثه وإفساده في الأرض . ومع كثرة القتل وامتهان الجثث وتدمير البيئة ظهرت أدواء حار فيها الطب الحديث .
ظهرت شائعات قديمة عند العوام أن الفيروسات هي الجن ، وهي خطأ ظاهر وتكلُّف بيِّن لا حجة عليه . واجماع العوام ليس بحجة عند الأصوليين ، لأن الله تعالى بيَّن أهل الاجماع بقوله " فاسألوا أهل الذِّكر إن كنتم لا تعلمون " ( النحل: 43 ) .
والفيروسات كائنات دقيقة ولا تعيش طويلا ويمكن رؤيتها بالمجهر . والجن بعكس ذلك ! .
الحقائق العلمية والشرعية تُثبت بالأدلة أن الأمراض اليوم تنتقل وتنتشر بشكل سريع حيَّر ألباب الأطباء والحكماء . يظهر الفيروس ثم يخبو ثم يظهر ثم يخبو ، وهكذا دواليك ! .
لم يستطع الطب الحديث وقف الفيروسات والميكروبات والأوبئة رغم التطور الهائل في منظومة الصحة في السنوات القلائل الماضية ، وما زال الممرضون والأطباء يجاهدون الليل والنهار لمكافحة الأمراض والأوجاع ، لكن كل شي عند الله بمقدار .
المرض يصيب المؤمن والكافر ،وقد غلط من قال إن الكفار لا تُسلَّط عليهم الأمراض.
في عام 166 ق. م ، هزَّ الجدري عرش الإمبراطورية الرومانية ، وتسبب بوفاة ألفي شخص يومياً في روما وحدها.
وفي عام 410 م ، دمَّر البرابرة الامبراطورية الرومانية وعاثوا في أوروبا فساداً ، قبل أن يتساقطوا صرعى بسبب جراثيم غامضة لم تضرّ السكان المحليين الذين كانوا يملكون مناعة ضدها .
وفي عصر الفتوحات الإسلامية قتل الطاعون أضعاف من أُستشهد في فتوحات الشام والعراق قبل أن يختفي فجأة بلا سبب واضح ! .
وفي السنوات الهجرية بين : 1347 و1350 تسبَّب الطاعون في القضاء على نصف سكان أوروبا وثلث سكان العالم، والسبب هو الفئران المريضة التي كانت تدخل سفن الشحن القادمة من الصين ، وتنقل معها جراثيم المرض إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أوروبا ،التي كانت بالنسبة لها أرضاً جديدة لا يملك سكانها مناعة ضده .
وحين اكتشف الأوروبيون الأمريكتين نقلوا معهم جراثيم تُعدُّ بسيطة ومسالمة بالنسبة لهم ، لكنها تعتبر جديدة وقاتلة بالنسبة للقبائل الهندية في القارتين ، وكانت النتيجة وفاة الألاف من الهنود الحمر نتيجة أمراض "بسيطة" حملها الأوروبيون معهم كالأنفلونزا والحصبة والعنقز، قبل أن تتوقف من تلقاء نفسها خلال ثلاثة عقود .
يعتقد بعضُ الناس أن هذه الأمراض والأوبئة هي إرادة ربانية للتقليل من البشر ، وليس هناك دليل على هذا الزعم ، والحال ينسحب على المجاعات والكوارث والحروب ، فمن وجد دليلا فليُقيِّده هنا ! .
والكون مليء بالفيروسات لكنها لا تُؤثِّر إلا بأمر الله تعالى ، وهذا معنى الحديث المرفوع :" لا عدوى ولا طِيره " .متفق عليه .
والمخالطة للمرضى من أسباب نقل الأمراض ، وقد نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما في الحديث المرفوع : " لا يورد ممرض على مصح " . متفق عليه . وقد نصت القاعدة الفقهية على أن الضرر يدفع بقدر الامكان .
ومن فقه الشريعة أنها رتبت على الأمراض والأعراض أحكاماً وأغراضاً في المقاصد و الإرادات ، ولم تجعلها سببا زائلًا ينُتظر الخلاص منه كما يعتقد كثير من الناس .
فمثلا الإقدام على الزواج من المرأة المريضة مرضًا معديًا لا يجوز شرعا ، حرصاً على سلامة النسل من العدوى والمرض . وكذلك المرأة العقيم يُكره الزواج منها ، لعدم تحقق الإنجاب .
والفقهاء يُفرِّقون بين المرض الذي يُرجى برؤه والمرض الذي لا يُرجى برؤه .
ومن اللطائف أن الحيوان المريض الذي لا يُرجى برؤه ، لا يجوز أكله ، بل يحرق عند نفوقه ثم يدفن . وبعض الناس يدفنه بلا حرق ، وهو غلط ينهى عنه الأطباء .
ومسألة التأصيل الفقهي لتخفيف المرض عند المريض أو المعلول ، مما خاض فيه الفقهاء قديماً وحديثاً . وفي الحديث: "إذا دَخلتم على المريضِ ، فَنَفِّسوا لَهُ في أجَلَهِ ، فإنَّ ذلك لا يَردُّ شيئاً ، وَيُطَيِّب نفسَهُ" أخرجه الترمذي باسناد ضعيف .
والمبالغة في التنفيس استغلها الغرب اليوم ، فاخترعوا قانوناً يسمح بقتل المرضى الذين لا يُرجى بُرؤهم ، على هيئةٍ يسيرةٍ تُسمى بقتل الرحمه ! . ويكون ذلك بحقنهم بمادة قاتلة، أو برفع التنفس الصناعي عنهم ليموتوا ! .
وهذا القانون وإن كان فيه تخفيف لآلام المرضى وكبار السِّن، لكنه مخالف لحكمة الخالق الذي بيده الحياة والموت والنفع والضر ، وهو الذي يهب الحياة وضدها ، فيكون حكمه المنع والبطلان ، وقد قال الله تعالى : " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"( الاسراء: 33 ) .
وبسبب كل ما تقدم ، تهافت الناس على التأمين الصحي ، حرصاً على العافية وطمعًا في بُلغة العيش ومتعة الدنيا .
وأكثر الفقهاء القدامى والمعاصرين لا يجيزون التأمين الصحي ، لأنه عقد بيع مال بمال، وهو ذريعة إلى الربا والقمار ، وفيه غرر فاحش. والغرر الفاحش يُؤثِّر على عقود المعاوضات المالية باتفاق الفقهاء . والقاعدة الاصولية قررت أنه لا يجوز نفي الحكم لعدم العلم بالدليل ، وهذا من الاثم الذي وبَّخ الله تعالى عليه . قال سبحانه : " بل كذَّبوا بما لم يُحيطوا بعلمه ولمَّا يأتهم تأويله " ( يونس: 39) .
والخلاصة الشرعية أن الطبيبَ والمريضَ لا يملكان نفعاً ولا ضراً ، فالجميع هالك :
إِنَّ الطِّبيبِ بطبه وَدَوَائِهِ لا يَسْتَطِيعُ دِفَاعَ مَقْدُورٍ أتى
مَا لِلطَّبِيبِ يَموتُ بِالدَّاءِ ا لَّذِي قَدْ كَانَ يُبْرِئُ مِثْلَهُ فِيمَا مَضَى
هَلَكَ الْمُدَاوَى وَالْمُدَاوِي والَّذِي جَلب الدوَاءَ وَبَاعَهُ وَمَنِ اشْتَرَى
واليقين أن فيروس كورونا لن يضر أحداً إلا بإذن الله ، ولا يردُّ القدر إلا الدعاء .
هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة
(منقول)