حسين الخالدي
New member
- إنضم
- 10/07/2003
- المشاركات
- 29
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
بسم الله الرحمن الرحيم
خواطر حولسورة " الفاتحة "
الحمد لله :
في قوله تعالى " الحمد لله " افتتاح عجيب فيه أعظم الثناء بأرق الألفاظ وأصرحها وأجمعها وأعمها مع تحقيق الإيجاز المناسب لقصر السورة .. فهذه جملة - مبتدأ وخبر - ذُكر فيها الكمال كله - صفة وفعلا -ونُسب على وجه الحصر والاستحقاق - المستفادان من اللام - لله جل وعلا باسمه الأعظم الذي يعرفه كل المؤمنين ولم يشاركه فيه أحد لا لفظا ولا معنى لا حقيقة ولا إدعاءً .. وإيثار لفظ الحمد لتضمنه معنى الثناء الممتزج بشكر المُثني وحبه وتعظيمه فهو يشير في جانب المثنى عليه إلى الكمال الذي يستحقه ويشير في جانب المثني إلى ما ينبغي أن يكون عليه حال ثنائه .. وفي ظل كلمة الحمد تتفجر علاقة المحبة بين المخلوق والخالق المرتكزة على حقائق ما في الخالق من كمالات وما منه من نعم .. وبهذا يتمهد بذكر الحمد هنا ذكر النعم وعزوها لله تعالى فيما سيأتي في السورة ومناسبة الحمد لذكر الربوبية ظاهرة فكما في الحمد معنى الحب من العبد لله في الربوبية معنى التولي والرعاية من الله للمخلوق ..
في قوله تعالى " رب العالمين " جمع العالمين يفيد الشمول المناسب لقضية الربوبية العامة الواردة في سياق الحمد العام والتام لله تعالى .. مع ما يتضمنه من نفي الحمد الكامل عن كل من سوى الله ضرورة أن كل من سواه مربوب له .. وفيه إثبات الحمد لله بطريق الأولى إذ أي حمد في المربوب فالرب الذي منح ما يُحمد به المربوب أولى بالحمد منه من جهتين من جهة أنه المانح لهذا السبب الذي تحقق فيه الحمد ومن جهة أنه الأولى بالاتصاف بما يُحمد عليه من مربوبه ..فهذه الآية اشتملت على التنبيه على بعض أدلة الحمد وبعض آثاره مع تعزيز ثبوته لله تعالى .بالدليل العقلي القريب من كل عاقل .
في قوله تعالى " الرحمن الرحيم " تثنية الرحمة مناسبة هنا لجمع العالمين إذ المقام مقام إحاطة وشمول .. وتقديم الرحمن على الرحيم مناسب لتقدم الحمد على الربوبية إذ الرحمن وصف ذاتي والرحيم وصف فعلي.. وتعقيب الربوبية بصفة الرحمة دليل العناية وكون قوام الرعاية الإلهية رحمته بخلقه وهذا يملأ القلب بحب الخالق مما يعزز الحمد ببعده الوصفي وبعده العاطفي الوجداني
في قوله تعالى " مالك يوم الدين " ملك اليوم بما فيه من أهوال وأحوال تتصاغر دونها البشر وتتضاءل فيها المخلوقات أمدح من ملك البشر والمخلوقات .. وملك الظرف يتضمن ملك المظروف وزيادة .. وإيثار وصفه بيوم الدين لأن الدين يفيد معنيين مطلوبين هنا الأول الجزاء المتمم لمعنى الملك العائد إلى معنى الربوبية المبين لبعض مقتضيات الحمد .. والثاني الشرعة التي يُجازى عليها العبد الممهدة لذكر العبادة فيما يأتي..وتعقيب ذكر الربوبية بذكر يوم الدين فيه إيماء للحكمة من ربوبية الله تعالى لبني آدم وتذكير بما يراد منهم ولهم تذكيرا يناسب غاية المناسبة الولوج إلى ذكر العبادة .. وذكر العبادة بدوره يفتح للنفس تفكرا في مصيرها وترقبا لعون الله لها وتأملا في سلوك طريق مرضاته جل وعلا وتخوفا من الحيدة ذات اليمين وذات الشمال .. ويجعل العبد ينتقل بين ما يستحقه الله من ثناء وما يجب له من شكر وما يحصل منه من جزاء ..
في قوله تعالى " إياك نعبد وإياك نستعين" العبادة أليق بالثناء السابق والاستعانة أليق بالسؤال اللاحق فهذا سر تقديم العبادة ..والاستعانة طلب لم ينفك بعد عن معاني الثناء إذ هو طلب العون ممن بيده الربوبية ومنه الرحمة وهذا أعظم ما يكون إذ المستعان إنما يتخلف عونه إذا نقصت قدرته أو انصرفت إرادته والرب الرحيم لا يتخلف منه العون لمن استعانه ولا يصلح سواه لأن يستعان استعانة مطلقة .. وفي تقديم العبادة على الاستعانة معنى عجيب إذ المستعين بعد العبادة منتفية عنه موانع الإجابة فكأن الآية تدل بترتيبها الذكري على الترتيب الفعلي بين العبادة والطلب .. وذكر الاستعانة يثير في النفس آمالها ورغباتها فلا جرم ينتقل الفكر إلى أعظم الآمال وأتمها ألا وهو الهداية التي يحصل بها الفوز برضى الله والنجاة من عقابه ..
في قوله تعالى " اهدنا الصراط المستقيم "
تضمن السؤال لأعظم مسؤول بأعظم مرغوب .. وادمج مدح الصراط بالاستقامة انسجاما مع جو الثناء العام في السورة مع ما فيه من انسياق النفس تجاه مطلوبها تستحضر صفاته وممادحه اهتماما به وشوقا إليه .. وتعريف الصراط فيه ما يفيد أن السائلين يعرفونه بالجملة من خلال دعوات الرسل وهو ما يمهد للتلميح لهم لاحقا وفيه أن المطلوب صراط معين لا يفي غيره بالمطلوب وهذا يتضمن تفضيل طريق الله على طرق من سواه فهو خادم لقضية الثناء على الله وممهد للاستعاذة الآتية .. وفيه أن الهداية المطلوبة زائدة على مجرد التصور الإجمالي لهذا الصراط فهي هداية تفصيلية ..
وفي طلب الهداية من الله اعتراف لله بملكها وإظهار افتقار العبد الشديد لها وهذان قطبا العلاقة بين الخالق والمخلوق.
في قوله تعالى " صراط الذين أنعمت عليهم "
استطراد في مدح الصراط يفيد عظم الرغبة وشدة الاهتمام به .. ووصفه بكونه طريق المُنعم عليهم فيه مدح لسالكيه وتنويه بشأنهم وتحريض على اتباعهم وفيه اعتراف برجوع فضل الهداية لله وحده وكون الهداية أعظم النعم حتى كأن النعم الأخرى معها غير معتد بها .. وفيه نوع تفاؤل بإجابة الدعاء وتوسل بعطاء الله السابق المفيد لصفة الكرم والتي تتعلق الآمال بها ويُتوقع معها الإجابة .. وعزو النعمة لله فيه ثناء على الله تعالى بكون كل خير يعود إليه وهذا ينسجم مع جو الثناء العام في السورة
في قوله تعالى " غير المغضوب عليهم" طُوي ذكر الغاضب للعلم به ولمناسبة عدم التصريح بنسبته لله لجو الآية العام المفعم بالرحمة والنعم على خلقه.. مع ما في طيه من إيجاز يقصد بذاته ويقصد لمناسبة قِصر السورة ويقصد لمناسبة ذكر الشق الثاني من المنحرفين بلفظة واحدة " الضالين" .. وتعقيب الرجاء بالتعوذ جمع بين الرغبة في المطلوب والخوف من المرهوب وهو هنا خادم لقضية شدة الرغبة في تحري الإجابة وفيه استحضار - مشوب بخوف - لعاقبة من لا يُهدى إلى الصراط .. وقوله "عليهم " مشعر بتمكن الغضب واستيلائه عليهم إذ كل ما يصدر عن العظيم عظيم .. وفيه تبشيع لكل طريق يخالف الصراط المستقيم .. والاهتمام بوصفهم بصفة المغضوب عليهم يدل على ذمهم بفعل ما يستحق الغضب مع كون الشأن في هذا الذم هو في عاقبته الوخيمة فهذا ذم مشوب بتهديد من تنكب الصراط ..والاكتفاء بذكر الغضب دون موجباته يلمح إلى كون الفعل الذي يوجب الغضب هو بحد ذاته مذمة سواء التفتّ فيه إلى عدل من غضب أو حكمته أو هيبته ..
في قوله تعالى " ولا الضالين " استطراد مفصل في أجناس الزائغين يدل على شدة الخوف من مجانبة الصراط لأي جهة كانت .. وفيه أن كل مجانبة تؤدي لمذموم سواء كانت عن سوء قصد أو عن سوء فهم .. وذكر أهل هذه المجانبة بوصف الضلال تبشيع لمسلكهم وذم لطريقتهم ونسبة الضلال إليهم صراحة تنبيه على أن السبب في الضلال يعود إليهم هم ..وترك التصريح بكون الضلال بيد الله مع كون هذه مسلمة من مسلمات الإيمان حفاظا على جو الآية العام المفعم بالحمد والعطاء والرضى والرخاء .. وفي تقسيم المنحرفين عن الصراط إلى مغضوب عليهم وضالين ما يعزز مدح الصراط إذ الانحراف عنه ليس لنقص فيه وإنما لنقص في المعرضين عنه .. وفيه حصر لأجناس الزائغين يعود بهم إلى قسمين قسم ساء قصده وقسم ساء فهمه .. .. وختم السورة بالاستعاذة لاستيفاء أغراضها به فهي ثناء ثم سؤال لمطلوب ثم استعاذة من مرهوب مع تحقيق غرض بقاء هاجس الاستعاذة في نفوس المؤمنين ..
هذا والله أعلم بحقائق مراده جل وتعالى وتقدس .
خواطر حولسورة " الفاتحة "
الحمد لله :
في قوله تعالى " الحمد لله " افتتاح عجيب فيه أعظم الثناء بأرق الألفاظ وأصرحها وأجمعها وأعمها مع تحقيق الإيجاز المناسب لقصر السورة .. فهذه جملة - مبتدأ وخبر - ذُكر فيها الكمال كله - صفة وفعلا -ونُسب على وجه الحصر والاستحقاق - المستفادان من اللام - لله جل وعلا باسمه الأعظم الذي يعرفه كل المؤمنين ولم يشاركه فيه أحد لا لفظا ولا معنى لا حقيقة ولا إدعاءً .. وإيثار لفظ الحمد لتضمنه معنى الثناء الممتزج بشكر المُثني وحبه وتعظيمه فهو يشير في جانب المثنى عليه إلى الكمال الذي يستحقه ويشير في جانب المثني إلى ما ينبغي أن يكون عليه حال ثنائه .. وفي ظل كلمة الحمد تتفجر علاقة المحبة بين المخلوق والخالق المرتكزة على حقائق ما في الخالق من كمالات وما منه من نعم .. وبهذا يتمهد بذكر الحمد هنا ذكر النعم وعزوها لله تعالى فيما سيأتي في السورة ومناسبة الحمد لذكر الربوبية ظاهرة فكما في الحمد معنى الحب من العبد لله في الربوبية معنى التولي والرعاية من الله للمخلوق ..
في قوله تعالى " رب العالمين " جمع العالمين يفيد الشمول المناسب لقضية الربوبية العامة الواردة في سياق الحمد العام والتام لله تعالى .. مع ما يتضمنه من نفي الحمد الكامل عن كل من سوى الله ضرورة أن كل من سواه مربوب له .. وفيه إثبات الحمد لله بطريق الأولى إذ أي حمد في المربوب فالرب الذي منح ما يُحمد به المربوب أولى بالحمد منه من جهتين من جهة أنه المانح لهذا السبب الذي تحقق فيه الحمد ومن جهة أنه الأولى بالاتصاف بما يُحمد عليه من مربوبه ..فهذه الآية اشتملت على التنبيه على بعض أدلة الحمد وبعض آثاره مع تعزيز ثبوته لله تعالى .بالدليل العقلي القريب من كل عاقل .
في قوله تعالى " الرحمن الرحيم " تثنية الرحمة مناسبة هنا لجمع العالمين إذ المقام مقام إحاطة وشمول .. وتقديم الرحمن على الرحيم مناسب لتقدم الحمد على الربوبية إذ الرحمن وصف ذاتي والرحيم وصف فعلي.. وتعقيب الربوبية بصفة الرحمة دليل العناية وكون قوام الرعاية الإلهية رحمته بخلقه وهذا يملأ القلب بحب الخالق مما يعزز الحمد ببعده الوصفي وبعده العاطفي الوجداني
في قوله تعالى " مالك يوم الدين " ملك اليوم بما فيه من أهوال وأحوال تتصاغر دونها البشر وتتضاءل فيها المخلوقات أمدح من ملك البشر والمخلوقات .. وملك الظرف يتضمن ملك المظروف وزيادة .. وإيثار وصفه بيوم الدين لأن الدين يفيد معنيين مطلوبين هنا الأول الجزاء المتمم لمعنى الملك العائد إلى معنى الربوبية المبين لبعض مقتضيات الحمد .. والثاني الشرعة التي يُجازى عليها العبد الممهدة لذكر العبادة فيما يأتي..وتعقيب ذكر الربوبية بذكر يوم الدين فيه إيماء للحكمة من ربوبية الله تعالى لبني آدم وتذكير بما يراد منهم ولهم تذكيرا يناسب غاية المناسبة الولوج إلى ذكر العبادة .. وذكر العبادة بدوره يفتح للنفس تفكرا في مصيرها وترقبا لعون الله لها وتأملا في سلوك طريق مرضاته جل وعلا وتخوفا من الحيدة ذات اليمين وذات الشمال .. ويجعل العبد ينتقل بين ما يستحقه الله من ثناء وما يجب له من شكر وما يحصل منه من جزاء ..
في قوله تعالى " إياك نعبد وإياك نستعين" العبادة أليق بالثناء السابق والاستعانة أليق بالسؤال اللاحق فهذا سر تقديم العبادة ..والاستعانة طلب لم ينفك بعد عن معاني الثناء إذ هو طلب العون ممن بيده الربوبية ومنه الرحمة وهذا أعظم ما يكون إذ المستعان إنما يتخلف عونه إذا نقصت قدرته أو انصرفت إرادته والرب الرحيم لا يتخلف منه العون لمن استعانه ولا يصلح سواه لأن يستعان استعانة مطلقة .. وفي تقديم العبادة على الاستعانة معنى عجيب إذ المستعين بعد العبادة منتفية عنه موانع الإجابة فكأن الآية تدل بترتيبها الذكري على الترتيب الفعلي بين العبادة والطلب .. وذكر الاستعانة يثير في النفس آمالها ورغباتها فلا جرم ينتقل الفكر إلى أعظم الآمال وأتمها ألا وهو الهداية التي يحصل بها الفوز برضى الله والنجاة من عقابه ..
في قوله تعالى " اهدنا الصراط المستقيم "
تضمن السؤال لأعظم مسؤول بأعظم مرغوب .. وادمج مدح الصراط بالاستقامة انسجاما مع جو الثناء العام في السورة مع ما فيه من انسياق النفس تجاه مطلوبها تستحضر صفاته وممادحه اهتماما به وشوقا إليه .. وتعريف الصراط فيه ما يفيد أن السائلين يعرفونه بالجملة من خلال دعوات الرسل وهو ما يمهد للتلميح لهم لاحقا وفيه أن المطلوب صراط معين لا يفي غيره بالمطلوب وهذا يتضمن تفضيل طريق الله على طرق من سواه فهو خادم لقضية الثناء على الله وممهد للاستعاذة الآتية .. وفيه أن الهداية المطلوبة زائدة على مجرد التصور الإجمالي لهذا الصراط فهي هداية تفصيلية ..
وفي طلب الهداية من الله اعتراف لله بملكها وإظهار افتقار العبد الشديد لها وهذان قطبا العلاقة بين الخالق والمخلوق.
في قوله تعالى " صراط الذين أنعمت عليهم "
استطراد في مدح الصراط يفيد عظم الرغبة وشدة الاهتمام به .. ووصفه بكونه طريق المُنعم عليهم فيه مدح لسالكيه وتنويه بشأنهم وتحريض على اتباعهم وفيه اعتراف برجوع فضل الهداية لله وحده وكون الهداية أعظم النعم حتى كأن النعم الأخرى معها غير معتد بها .. وفيه نوع تفاؤل بإجابة الدعاء وتوسل بعطاء الله السابق المفيد لصفة الكرم والتي تتعلق الآمال بها ويُتوقع معها الإجابة .. وعزو النعمة لله فيه ثناء على الله تعالى بكون كل خير يعود إليه وهذا ينسجم مع جو الثناء العام في السورة
في قوله تعالى " غير المغضوب عليهم" طُوي ذكر الغاضب للعلم به ولمناسبة عدم التصريح بنسبته لله لجو الآية العام المفعم بالرحمة والنعم على خلقه.. مع ما في طيه من إيجاز يقصد بذاته ويقصد لمناسبة قِصر السورة ويقصد لمناسبة ذكر الشق الثاني من المنحرفين بلفظة واحدة " الضالين" .. وتعقيب الرجاء بالتعوذ جمع بين الرغبة في المطلوب والخوف من المرهوب وهو هنا خادم لقضية شدة الرغبة في تحري الإجابة وفيه استحضار - مشوب بخوف - لعاقبة من لا يُهدى إلى الصراط .. وقوله "عليهم " مشعر بتمكن الغضب واستيلائه عليهم إذ كل ما يصدر عن العظيم عظيم .. وفيه تبشيع لكل طريق يخالف الصراط المستقيم .. والاهتمام بوصفهم بصفة المغضوب عليهم يدل على ذمهم بفعل ما يستحق الغضب مع كون الشأن في هذا الذم هو في عاقبته الوخيمة فهذا ذم مشوب بتهديد من تنكب الصراط ..والاكتفاء بذكر الغضب دون موجباته يلمح إلى كون الفعل الذي يوجب الغضب هو بحد ذاته مذمة سواء التفتّ فيه إلى عدل من غضب أو حكمته أو هيبته ..
في قوله تعالى " ولا الضالين " استطراد مفصل في أجناس الزائغين يدل على شدة الخوف من مجانبة الصراط لأي جهة كانت .. وفيه أن كل مجانبة تؤدي لمذموم سواء كانت عن سوء قصد أو عن سوء فهم .. وذكر أهل هذه المجانبة بوصف الضلال تبشيع لمسلكهم وذم لطريقتهم ونسبة الضلال إليهم صراحة تنبيه على أن السبب في الضلال يعود إليهم هم ..وترك التصريح بكون الضلال بيد الله مع كون هذه مسلمة من مسلمات الإيمان حفاظا على جو الآية العام المفعم بالحمد والعطاء والرضى والرخاء .. وفي تقسيم المنحرفين عن الصراط إلى مغضوب عليهم وضالين ما يعزز مدح الصراط إذ الانحراف عنه ليس لنقص فيه وإنما لنقص في المعرضين عنه .. وفيه حصر لأجناس الزائغين يعود بهم إلى قسمين قسم ساء قصده وقسم ساء فهمه .. .. وختم السورة بالاستعاذة لاستيفاء أغراضها به فهي ثناء ثم سؤال لمطلوب ثم استعاذة من مرهوب مع تحقيق غرض بقاء هاجس الاستعاذة في نفوس المؤمنين ..
هذا والله أعلم بحقائق مراده جل وتعالى وتقدس .