بسم1 وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40) وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
1. وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) لم قال فؤادك؟؟؟
لان الفؤاد فيه معنى التوقد والاشتعال والحرقة فوصف القران حالة الرسول صلى الله عليه وسلم من الاذى والاضطراب فناسبه التثبيت ايما مناسبة!! ولامعنى لاتهامهم هنا فهم لايطيقون اية فكيف يطلبون تنزيله جملة واحدة اما بالنسبة للفريق الثاني ففي نزوله كذلك فوائد اتركها لكتب التفسير التي ذكرته 2. وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) والاتهام سهل او ان الاتهام لا اثر له اما مجيء الحق فله اثر واهمية والذي يدافع عن الاتهام يجهد ويبذل طاقة معينة لهذا جائت كلمة اتى في سهولة اطلاق الاتهام وكلمة جئناك بالحق بسبب الجهد الذي على المدافع عن نفسه ان يبذله بسبب الجهاد الذي يخوضه الرسول بالقران((وجاهدهم به...))الاية وانظر للعناية الالهية بدينه وبرسوله فسبحانه وتعالى!!! ثم انظر الى مايجيء به الله للرسول::الحق نفسه يتموضع ويستحيل مادة يٌجاء بها للرسول الكريم 3. الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) هؤلاء انقلبت بهم الحال فلا يحشرون الا عجبا!!فلقد قلبوا الحقائق واهمتهم انفسهم واستكبروا واجترئوا ..وقال بعض العلماء:مافعلوه في دنياهم بالالتصاق بمافيها فلايضيرك اذا حشرهم ربهم بهذه الصورة فكما حقروا مكانة النبي وعنديته
كذلك هذه مكانتهم شر مكانا وكما استحقروا سبيل النبي فهم اضل سبيلا
4. وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)
ويعرض القران مكانات المكذبين وعقوباتهم في الدنيا فبدأ باهل مصر ولقد اتاه كتاب ايضا كهذا الذي تجرئوا باتهامه في معلوماته وكيفية نزوله ولم يكن وحده وكان معه نذير من البشر فاين من كذب وماذا حل به وهم اشد قوة واكثر عددا
ويذكر حادثة الغرق التي يسمعون بها غرق من كذب بنوح والرسل من قبله كيف اصبحوا عبرة للناس وغرقوا كما غرق قوم موسى هولاء غرقوا بالماء::والماء له ذكر في سياق الايات التالية::ثم يعرض من هلك بغيرها فذكر من هلك بالريح وهم عاد:وللريح ذكر في السياق::وبالصيحة هلكت ثمود عن بكرة ابيها واصحاب البئر والرس:: كل محفور مثل البئر والقبر ونحو ذلك.ودمرهم بالخسف {وقرونا بين ذلك} أي الأمر العظيم المذكور ، وهو بين كل أمتين من هذه الأمم {كثيرا} وناهيك بما يقول فيه العلي الكبير : إنه كثير
قال تسلية لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتأسية وبيانا لتشريفه بالعفو عن أمته : {وكلا} أي من هذه الأمم {ضربنا} بما لنا من العظمة {له الأمثال} حتى وضح له السبيل ، وقام - من غير شبهة - الدليل {وكلا تبرنا تتبيرا} أي جعلناهم فتاتا قطعا بليغة التقطيع ، لا يمكن غيرنا أن يصلها ويعيدها إلى ما كانت عليه قبل التفتيت.
وبهذا الوعيد والتثبيت على السواء افرد اية هلاك قوم لوط والشاهد انهم قرية كقريتكم وعذابهم بمطر واي مطر::وللمطر ذكر في السياق:لقد امطروا بالسوء فكيف بهؤلاء وقد اصبح السوء مطرا ينهال وذكر لنا لم لم يتعظوا
لان طبعهم وعادتهم انكار البعث والنشور وكما انتشرت الانبياء والرسل لتحذرهم وتنذرهم من يوم النشور وكما انتشرت اخبار مصارعهم لكن لايزال هؤلاء لايرجون نشورا كما يرجوها الفريق الاخر وهذا سر كلمة نشور!!
5. وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)
فلا يرون ماسبق؟؟وواو العجب مستمرة في السرد ::راجع اخي قارئ السورة هذه الواو وتابعها :: عجبا بهم يرون مايريدون رؤيته فحسب ويستهزئون منك ويعترفون بانهم كادوا..او انها الاخرى سخرية..ان يؤمنوا بك ..ويفخمون ويستكبرون ويفتخرون بصبرهم وبمناسبة الصبر ومن هذا الملمح فليستعملوه مع رؤية العذاب هذه الرؤية جزاءا وفاقا على تلك الرؤية!! وكما يظنون ان الرسول اضل سبيله فسيعلمون هم حينها
6. أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
حان الوقت ان ترى ايها الرسول اليهم ..فلقد اصبحت اهدافهم الها يسعون لخدمتها اصبحت هذه الاهواء المضطربة المجنونة التي لاتثبت وتسوقها الشياطين كما تسوق الرياح السريعة اشرعة السفن الصغيرة الها يقدسونه ولقد اتخذوها اتخاذا مهتما مقتصرا عليه ولم يوكلك الله ان تهدي هؤلاء فلقد اضاع هؤلاء انفسهم فلاتحرص عليهم..وهذا من الرحمانية الودودة بالنبي الكريم ويصحح القران للرسول ظنونه وحساباته بان هؤلاء قد تعطلت اجهزة استقباله فاصبحوا كالسفن الصغيرة في عباب البحر الهائج والشياطين تسوق اهوائهم برياح سريعة تضرب اشرعتهم ليضلوا في البحر بلا اجهزة استقبال
تعطلت المدارك والحواس وانغلق العقل عن وظيفته بعدما اتخذ نزواته واهوائه سيدا معبودا له فاصبح كالانعام بل اشد ضلالا
1. ان افة هؤلاء المكذبين ليس شخص الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا ماكررته سورة الفرقان في عدة مواضع لقد قال في الاية 11 بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) وقال في الاية 21 وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) فسماهم بانهم لايرجون لقائنا وقال في الاية 40 وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)
اذن هذه علة تكذيب النبي عليه الصلاة والسلام وليس كما يزعمون ان مشكلتهم بشرية النبي او فقره وغناه او غير ذلك وفي هذا تسلية له وتثبيت لفؤاده
2. ولما كانت هذه هي العلة يدخل السياق هنا دعوة للايمان باليوم الاخر فهذه الايات الكونية دعوة للايمان بالنشور والبعث كما ساوضح
3. أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46)
اقراها بتمعن..ستجد ان في كلمة( قبضناه )ملمحا ..وكأن الظلال تموت وتقبض وتبعث مع الشمس عندما تشرق..هذه اشارة للبعث
وفي اية الظل جماليات اخر انتبه لها المفسرون الاجلاء فراجع سيد قطب في خاطرته الجميلة مثلا ..وأقف عند قول الله منبها لنا ان سنن الكون تسير بارادته فحسب لوشاء لها ان لاتسير فلن تسير.. وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا وهذا من التنبيه الجليل ان لاتخدعك المظاهر المعتادة ياقارئ السورة وانظر لماهو خلف المشاهد وانظر ليد الله وهي تغير وتضع السنن ولاتكن كاولئك الذين تمتعوا ونسوا الذكر هم واباؤهم
وفي امتدادات الظل البطيء اللطيف الوديع وهو يطول في هدوء مع تحرك الشمس _بالاحرى حركة الارض عن الشمس_ نتذكر نزول القران نجما نجما وبتسلسل هادئ تعقيبا على كل حادث وخلف كل خطوة فان التدريج سنة مقصودة في ملكوت الله
4. وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) وتسري نفس الاشارات هنا ..فتستر الارض الموتى كما يستر الليل هذا الملكوت وينام الموتى نومة مؤقتة كسباتنا ويطلع النهار وننزع لباس الليل وينهض الموتى الى حياة جديدة
5. وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)
ونفس الاشارات النشورية تنطبق هنا..وفيه اشارة للقران كما ذكر بعض المفسرين ينزل طاهرا مطهّرا وفيه احياء للقلوب وريّ للملكوت بعد عطش الاهواء والفساد وموات الافكار والعقائد الباطلة وشرائع الغاب
6. وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)
وكان التصريف معجزا فلم يقدروا عل الاتيان بمثله وهو بينهم ويحيطون به لعلهم يذّكرون لكنهم يرفضون اشد الرفض ويأبون الا الكفور وهو المبالغة والاجتراء في تغطية الحقيقة مع العلم بها انها حقيقة وبمشيئته اصبحت كل اية نذيرا ولو شاء لارسل ونشر الرسل كما نشر امطار رحمته في كل قرية ولكنها حكمته اشارة لما طلبوا من نذير ثان ويطلب البيان الالهي من النبي صلى الله عليه وسلم ان يجاهدهم بهذا الذي اعجزهم وبتصريفه العجيب وببديعه الالهي فهو سلاح امضى
7. وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)
بحرين من ماء كما الدارين من دار فناء واخر للبقاء بينهما حاجز وحجر اولهما عذب فيه اطيب حياة والاخر مالح صعب العيش فيه وبينهما حجاب وهو الذي ارسلهما ومرجهما وهما مضطربان جاريان كان منطقيا ان يختلطا لكن سنة الله حسب مشيئته تكون الامور فيفترقان والسورة اسمها الفرقان صراع بين الحق العذب الفرات ومرج واضطراب في جهاده لاهل الباطل
8. وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)
ومن مظهر عدم الاختلاط المائي الى مظهر الاختلاط المائي بالتراب ماء واحد ويبرز منه النسب رمز البنوة والصهر رمز البنت والماء واحد وفي بروز احدهما يختلط مائين ماء الرجل وماء زوجه
ويفترق المخلوقان الى قسمين بعد صراع ماء الرجل مع ماء المرأة صراع يحدد جنس المولود
9. ) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا
عجيب تركهم وكفرهم هذا وهو رب كامل في قدرته وبيده النفع والضر والعجب انه يعين عدو الله على الله فيعين شياطينه من الانس والجن وهو ربه المحسن اليه رازقه وداعيه للهدى والجنة والمحذر له من عقابه وقوته ويتوجه الخطاب فجاة لحضرة النبي مخاطبا بعد ترك اسلوب الغيبة ان يترك هؤلاء فينذرهم ويبشر الاخرين
ولقد قدم التبشير هنا على الانذار لم؟ لان المقام مقام صراع ومقام الكافر الذي يكون ظهيرا على ربه واولياء ربه.. فاذن اولياء الله يبشرهم النبي صلى الله عليه وسلم اولا وينذر هولاء وهو لايطلب ذلك للاغتناء كما ادعوا فلا يسالهم اجرا او مالا ..ويسلي القران النبي ان لايتعب كاهله فليبلغ وليتوكل وليأوي الى ركن شديد الى من لايموت وهم يموتون الى رب منزه من النقص والعجز وماعبدوه هؤلاء نقص وعجز وهو اعلم بما فعل هولاء من ذنب اصبح ملصوقا بهم
بسم1 الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)
10.ثم يصف الله نفسه بعد ان ثبت قلب نبيه في هذا الصراع الفكري يصف قدرته وحكمته في تقدير الامور فهو رغم قدرته خلق الكون بحكمته في ايام ست وهو لما اجترا هؤلاء كما فعلوا هنا في اية الرحمن كان قادرا على الذهاب بهم واخذهم عزوجل ولكنه الامهال وهو من وقت المواقيت سبحانه وتعالى له حكمته متى مايريد ان ينتقم وهو الحليم العزيز وهكذا تاتي الايات 59-62
11. ولانه الخبير بخلق هذا الكون ككونه الخبير بذنوب عباده وهذا الاخير اهون فهو من الانتقال من الخاص الى العام
السلام عليكم بسم1
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)
مع الاية التاسعة والخمسين
نرى خاتمة الاية الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ونرى خاتمة الاية التي قبلها
الاية الثامنة والخمسين وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) كلمة (خبيراً ) تكررت...اليس كذلك؟
نبحث في دلالة هذه الملاحظة
كَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا .....الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا
انها جملتي النتيجة وسببها..اي انه خبير بذنوب عباده..الذين يعيشون على الارض التي خلقها في السماوات التي خلقها ...فهو خالق الظرف وهو اعلم بالمظروف من باب اولى..الظرف الارض والسماوات ومابينهما والمظروف هنا عباد الرحمن..هذه واحدة
ماهو الاسهل هنا؟ كمثال ولله المثل الاعلى..انك كعالم حشرات مثلاً..ماهو الاسهل..هل الاسهل ان تبني وتهيئ بيئة وتربة صالحة جاهزة ليعيش بها النمل...ام الاسهل ان تراقب النمل عبر الكامرات المزروعة في تلك البيئة....بالطبع المراقبة اسهل من التصميم
ولله المثل الاعلى.. خلق كل هذه الاجرام العظيمة العملاقة وكان بها خبيراً سبحانه افليس من السهل ان يراقب عمل عباده ويكون خبيراً بذنوبهم؟!!..هذه الثانية
مع الاية الستين : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)الواو اداة عطف...لكنها اداة تنقلنا من اجواء عظمة الخالق عز وجل الى اولئك الخلق الضعاف ..هذه الانتقالة توحي بالتعجب..التعجب من قولتهم وهم لايعرفون مقام عظمة الله تبارك وتعالى ...التعجب من غباء الضعيف وهو يجترأ على القويّ جل وعلا
التعجب من الانسان المحتاج لرحمة الله الفقير اليه تعالى.. فاذا به ينكر وينفُر من اسم الرحمن عز وجل
والاعجب كلمتهم..فمشكلتهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر من مشكلتهم مع ماجاء به ..أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا...اي انت تأمرنا ..
بسم1 تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)
لفظة تبارك هنا تذكرنا بموقف التمجيد والتعظيم ...يقول تعالى ممجدا نفسه ، ومعظما على جميل ما خلق في السماء من البروج
فننتبه الى بركات الله الكثيرة الواسعة...فنرى الزينة العظيمة الهائلة التي فوق رؤوسنا الصغيرة ..
ونركز هنا على البروج اما اعجاز سراجية الشمس ونورية القمر فهو معلوم مشهور
يقول تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) [الحجر: 16]
فماهي البروج...انها البنايات العالية المنيعة التي يصعبُ صعودها وارتقائها ...فما المقصود بها في سمائنا
نقتبس هنا من كلمات الاستاذ المهندس عبد الدائم الكحيل احسن الله اليه.. فمذهبه ورأيه انها المجرات فلنقرأ مادلائله..يقول ((كان الاعتقاد السائد في الماضي أن النجوم هي الوحيدة الموجودة في الكون، وقد سادت الخرافات والأساطير حولها وحول علاقتها بالبشر، وكل هذا لا أساس له من العلم.
ولكن عندما جاء عصر الكشوفات العلمية، عندما اختُرع المنظار المقرِّب (التليسكوب) تم اكتشاف نجوم جديدة ولكنها بعيدة جداً.
وبعد تطور قدرة المناظير على الرؤيا تبيَّن أن هذه النجوم لم تكن نجوماً عادية بل هي مجرات وكل مجرَّة تحتوي على بلايين النجوم!!
إن كل مجرَّة هي عبارة عن بناء مُحكم من النجوم، والشمس هي عبارة عن نجم في مجرتنا التي تحوي أكثر من مئتي ألف مليون من النجوم! تتوزع هذه النجوم بنظام وكأننا أمام برج ضخم متماسك!تفسير الآية لا يتوقف عند هذا الحدّ، بل إننا نلاحظ أن هنالك مجموعات من المجرات ترتبط فيما بينها لتشكل بروجاً أيضاً. إذن في السماء بروج من النجوم وهي تجمعات النجوم ضمن المجَّرة، وبروج من المجرات وهي تجمعات للمجرات ضمن بروج، وسبحان الله عالم الغيب والشهادة.
لو نظرنا إلى هذا الكون من خارجه لرأينا مجموعة ضخمة من الأبنية المُحكمة. تتجمع المجرات في جزر كونية لتعطي أشكالاً وألواناً مختلفة. ولو دخلنا إلى داخل هذه الجُزر لرأينا لكل مجرة بناءً أيضاً وشكلاً يختلف عن المجرة الأخرى ولوناً آخر أيضاً. والبرج هو البناء، وما هذه المجرات والجزر الكونية والنجوم إلا أبراجاً متماسكة وقوية لا يمكن لبشر أن يتصور حجم الجاذبية فيها أو حجم النجوم التي تحتويها.وحديثاً كشفت الصور الملتقطة بالمراصد الموضوعة في الفضاء الخارجي عن جدران من المجرات بطول مئات الملايين من السنوات الضوئية، وكشفت عن جسور من المجرات تربط بين هذه الجدران، والسؤال: أليست هذه أبنية كونية ضخمة؟؟))) ا ه
بسم1
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)
بعدما كنا نجوب الكون العالي والبروج العملاقة الجميلة المدهشة ..يعود بنا البيان القراني الى حياتنا والى مايمسّنا في اوقاتنا.. فجرمي الشمس والقمر يتركان اثراً في حياتنا لنرى حدثين متلاحقين متخالفين دوماً(يخلُفُ بعضهما بعضاً) هذه الحركة ..اقصد حركة الظلام والنور..يريدنا الله سبحانه وتعالى ان ننظر اليها نظرتين..نظرة المنتبه الذي اذا غفل ذكّره مجيء النهار او ذكّرهُ حلول الليل ..بخالق الليل والنهار وكيف هيئ جل وعلا لحدوث هذا التعاقب..لنتذكّره سبحانه فنرى تصريفه وتدبيرهُ العظيم ونستشعر ضعفنا فنحس بقوّته جل جلاله ...ويريدنا ان ننظر الى هذا التعاقب الوقتي بعين الامتنان والحمد لولا الليل ماهنأنا بالسكينة والراحة ولولا النهار مااعتشنا ولاعملنا
وجاء بالتذكر بصيغة المضارع لان المتذكر سيكررها لان تعاقب الليل والنهار متكرر...وجاء بال(شكور) مصدراً لانه اذا شكر وحمد الله على نعمة الليل والنهار فهو شكر ثابت دفعة واحدة
وهنا يتوقف البيان القراني عن ايات الله في الكون والارض لينتقل فيصف لنا الفريق الثاني ...فبعدما قال الفريق الاول قولته(( قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) ) وفيها التكبّر واضح
نرى هنا الفريق الثاني
1- يسمّيهم الله جل جلاله (عباد الرحمن) وهو تشريف جليل ومرتبة عظيمة ثم ياتي باوصافهم فيصفهم باول مايختلفون عن الفريق الاول المتكبّر...فنرى العبارة((الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)) فينفي عنهم التكبّر فلا اختيال ولا تعاظم في المشية ولا انتفاخ في الصدر مصطنع بل مشية الاعتدال والسجية وفي نفس الوقت ليست مشية المنكسر الذليل المتماوت
في الصفة الثانية وهي صفة المخاطبة يختار الله عزوجل الجاهلين طرفاً ثانياً وهم طرف مناوئ لعباد الرحمن ..والجهل هو الاعتقاد بمعلومات خاطئة بانها صحيحة ..وهم ممن لايضعون الامور في مكانها ..لا في الحديث ولا في الحال ولا الادب..فنرى صفة الاعتدال في الرد ..الرد غير متحامل ولا ساعي للتشاجر ولكنه ايضاً ليس بردّ الضعيف الجبان المتخاذل فهي وسط وهي رد العاقلين الحكماء..فلو كان حالهم مع الجاهلين بهذه الصورة فماحالهم مع الاحباب والمتقاربين الا اجمل
2- وفي الصفة التالية نرى علاقتهم مع الرحمن جل جلاله فهم لايبيتون لاهين عابثين بل يتذكّرون ربهم قبل منامهم فيشكرونه ويتعبّدون بما يتيسر لهم ..وهذه صفة المبتعدين عن الغفلة وصفة الذّين يكون ربّهم في اولويات تفكيرهم..ان هذه العلاقة تميّزهم ..مكانة الله سبحانه وتعالى عندهم عظيمة ...وبالهم مشغول مشتغل بذكره وبكتابه مشغولون بذنوبهم وتصحيح مساراتهم ..
3- وفي الصفة التالية يفصّل القرآن همّ عباد الرحمن ..فعندما يكرّرُ المؤمن دعاءاً او سؤالاً من الله فهو يعني انه مهتمٌ به ...ومن هنا يأتي التعبير بالفعل المضارع (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ)) ..وهم لايرون العذاب الا قاصدهم هم..اي انهم يرون انفسهم مأخوذين بذنوبهم مقصّرين خاطئين ..ومن هنا يقولون عبارة ((اصْرِفْ)) فالذي يأتيك فيقصدك فهو اما يصلك او ينصرف عنك..فيرون العذاب سيقصدهم ويدعون الله دوماً بذلك الدعاء...وهم يختلفون عمّن ذكرتهم سورة الفرقان ((لايرجون لقائنا))((لايرجون نشوراً))
4- في التعبير عن العذاب ذكر اهل التفسير ان عبارة اوصاف عذاب جهنم ((نَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)) لها وجهان الوجه الاول انه جزء من دعائهم والوجه الاخر أن تكون من جانب الله تعالى دون التي قبلها فتكون تأييدا لتعليل القائلين . وأن تكون من كلام الله مع التي قبلها فتكون تكريرا للاعتراض كما ذكر صاحب التحرير والتنوير. وقد فرّق بين وصفي المستقرّ والمقام بان الاول للعصاة الموحّدين الذين يُخرَجون من العذاب والثاني للخالدين في العذاب وهذا عند صاحب التحرير
5- وبعد البيات ياتي العمل اما ثمرة العمل والكسب فهي الصفة التالية فهم وسط بين الاسراف وبين الامساك معتدلين في الصدقة ومعتدلين حتى في مصارفهم اليومية فلا يخاطرون بما ادّخروه كله في مشروع غير مضمون فيخسروه كله بل هم على وسطية في مصارفهم ولا يبخلون ايضاً على انفسهم لدرجة يُنتقدون عليها
6-وفي الصفة التالية يضع القران خطوطا عريضة لسلوك هؤلاء في حياتهم فلا يُلجئون انفسهم الا لله ولا يدعون غيره الهاً وهذا هو التوحيد اما مع الخلق فلا يسفكون دماً الا بالحق دفاعاً عن النّفس او الغير ولاينتهكون محرماً وقد جمعها الله جل جلاله في صعيد واحد فهي اغلب ذنوب الفريق الاول وهي من اكبر الكبائر ايضاً
وقد يُقال لم كرّر التوحيد هنا مع انه معلومٌ من الصفات الاولى ؟ وقد اجاب بعض العلماء عن هذا فقالوا ان هذه الاية نفي للشرك حتى اقلّ الشرك وهو الشرك الخفيّ وهو التعلّق بغير الله رازقاً او مجيباً الخ..ولو رأيت التعبير فهو هنا يختلف ((لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ)) اي ان دعائهم ونظرهم مقصورٌ عليه جل وعلا
وقد عقّب الله تعالى بعد هذه الكبائر بعدة ايات...فالعقاب هنا سمّاه اثام وهو ابلغ من الاثم..وذكر العذاب المضاعف ذلك ان هذه الكبائر اذا حصلت فانها تُجرأ الاخرين على تكرارها فيكون فاعلها قد زيّن لغيره فعلها فيحمل وزراً مع وزر من اضلّه فقلّده
فيكون العذاب ليس بالجرم الخاص به بل عذاب من اضله ايضا فيكون مضاعفاً وفوقها يكون مُهاناً وهذا تعريض بذنوب الفريق الاول الا من تاب فيعده الله بتبديل سيئاته الى حسنات وهذه من رحمته بعباده
مامعنى قوله ((وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71))
قال العلماء التوبة النصوح
7- والصفة التالية تصف حبهم للطاعة وكراهتهم للمعصية فهم لايشهدون المعاصي ولا يشهدون اهل الباطل ولا يشهدون مجالس الاستهزاء المؤذي للناس ولا مجالس التآمر ولا يحضرون الباطل في أي لون من ألوانه قولا او فعلا أو اقرارا وهذا يختلف عن ((الشهادة بالزور)) عند التقاضي فالاية اشمل وهذه صفة المحبة والكره لاجل الله تعالى وهو ايضا يترك ما يستحق ان يُترك ويُلغى وهو مالافائدة فيه اذن فهم بشر عمليّون لايضيّعون وقتاً الا بفائدة ومعنى الكرامة هنا النفاسة اي انهم يرون الجلوس الى مجالس كلام اللغو والعبث تقليلاً من قدر انفسهم واضاعةً لوقتهم من غير تكبّر
8- والصفة التالية تصف جهاز استقبالهم بأنه سليم ...يحبّون الاستماع لكلام الله تعالى..بعكس الفريق الاول..الذين ان سمعوه كانوا كحال الذي يتجنّب الاذى فيهوي ساقطاً للارض حذراً من الاذى ..ويصفهم القران صماًوعمياناً بسبب كراهتهم لايات الله
9- وهم طموحون يريدون ان يباركهم الله باسرة تُفرحهم فيكون الزوج خير معين والذرية خيراً مما يتمنون لهم ...وهم انما يطلبون هذا لاجل الله طاعة له ومحبة لما يحبه سبحانه فهم كما عرفنا ..لله في قلوبهم مكانة عظيمة ..ويحبون ان يُقتدى بهم ..وهذا يعني ان يكونوا صائبين في احوالهم.. نازلين في التقوى منزلة عظيمة..فهم يطلبون اعلى منازل التقوى وهذا الطلب يدل على اجتهادهم لاجل هذا الهدف .
10- ولقد قال العلماء عن الغرفة بانها المكان العالي المشتمل على غرفات ويُصعد اليها بدرج ...وهي من الدرجات الرفيعة في الجنة وهي مع ذلك يلاقون منتهى كلمات التهنئة والتكريم بما لايوصف فلقد وصفها الله تعالى وصفاً جليلاً..
بسم1 أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)
سؤال:مامعنى المستقر والمقام والاول معناه المكان المؤقت والثاني الدائم ؟؟؟ اجاب العلماء فقالوا ان العبد الذي دخل الجنة يستقر في النعمة مؤقتا ولكنه ينتقل الى نعم اخرى لاتنتهي فالمستقر بمعنى في منازل النعمة والمقام في عموم الجنة
سؤال مادلالات الاية الاخيرة من سورة الفرقان
الجواب :أُمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يخاطب المشركين بكلمة جامعة ان الله العزيز جل جلاله لا يعبأ بكم سوى ابلاغكم وتحذيركم فهو الغني سبحانه ..والنتيجة انكم كذّبتم ..وهنا اضمر الجزاء فاحتمل ان يكون عذاباً في الدنيا والاخرة وهذه من البلاغة القرانية المدهشة .. في عبارة ((لزاما))لانه في صيغته مبالغتان كما ذكر صاحب التحرير والتنوير:مبالغة في صيغته تفيد قوة لزومه ومبالغة في الاخبار به تفيد تحقيق ثبوت الوصف بقوله (( فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا))