محمد محمود إبراهيم عطية
Member
خلاصة الكلمات بفوائد حديث : " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ "
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ e فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ : فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ؛ وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا ، كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " .
ورواه أحمد : 1 / 279،360، والبخاري ( 6491 ) ، ومسلم ( 131 ) ؛ النسائي في الكبرى ( 7670 ) ،وغيرهم .
هذا حديث قدسي شريف عظيم ، بيَّن فيه النبي e مقدار تفضل الله U على خلقه بأن جعل هم العبد بالحسنة - وإن لم يعملها - حسنة ، وأكدها بأنها كاملة ، لئلاَّ يُتوهَّم نقصانها ؛ لأنَّها في الهمِّ لا في العمل؛ وجعل همه بالسيئة - إن تركها لله Y - حسنة ، وإن عملها سيئة واحدة ؛ فإن عمل الحسنة كتبها الله عشرًا ، وضعفها إلى سبعمائة ضعف ، وهذا فضل عظيم ، بأن ضاعف لهم الحسنات ، ولم يضاعف عليهم السيئات .
قال ابن دقيق العيد - رحمه الله : وإنما جعل الهم بالحسنة حسنة لأن إرادة الخير هو فعل القلب لعقد القلب على ذلك ؛ فإن قيل : فكان يلزم على هذا القول أن يكتب لمن هم بالسيئة ولم يعملها سيئة ، لأن الهم بالشيء عمل من أعمال القلب أيضًا ! قيل : ليس كما توهمت ، فإن من كف عن الشر فقد فسخ اعتقاده للسيئة باعتقاد آخر نوى به الخير ، وعصى هواه المريد للشر ، فجوزي على ذلك بحسنة ، وقد جاء في حديث آخر " إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ " ( [1] ) ، أي : من أجلي ؛ فأما إذا ترك السيئة مكرهًا على تركها أو عاجزًا عنها فلا تكتب له حسنة ، ولا يدخل في معنى هذا الحديث ( [2] ) .
قَالَ النَّوَوِيُّ - رحمه الله : أَشَارَ بِقَوْلِهِ " عِنْده " إِلَى مَزِيد الِاعْتِنَاءِ بِهِ ، وَبِقَوْلِهِ " كَامِلَةً " إِلَى تَعْظِيمِ الْحَسَنَةِ وَتَأْكِيد أَمْرِهَا ، وَعَكْس ذَلِكَ فِي السَّيِّئَةِ فَلَمْ يَصِفْهَا بِكَامِلَةٍ بَلْ أَكَّدَهَا بِقَوْلِهِ : " وَاحِدَة " إِشَارَة إِلَى تَخْفِيفهَا مُبَالَغَةً فِي الْفَضْلِ وَالْإِحْسَانِ .
وقوله e : " وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ " بيان أنَّ المضاعفة في الفعل إلى عشرة أضعاف ، إلى أضعاف كثيرة ، وذلك من فضل الله U وإحسانه إلى عباده ، وفيه مضاعفة الجزاء على العمل ، دون الجزاء على الهمِّ ، وهو واضح .
وأما قوله e : " وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا ، كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " وصفت السيئة التي ترك فعلها لله تعالى بأنها حسنة كاملة ، لئلاَّ يُتوهَّم نقصانها ، ووصفت السيئة التي عملها بـ " وَاحِدَةً " لئلا يتوهم زيادتها . وهذا الحديث يوافق قوله تعالى في سورة الأنعام : ]مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ( 160 ) [ ؛ قال ابن كثير - رحمه الله : واعلم أن تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام : تارة يتركها لله ، فهذا تكتب له حسنة على كفِّه عنها لله تعالى ، وهذا عمل ونية ، ولهذا جاء أنه يكتب له حسنة ، كما جاء في بعض ألفاظ الصحيح : " إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ "([3]) ، أي : من أجلي ؛ وتارة يتركها نسيانًا وذهولًا عنها ، فهذا لا له ولا عليه ، لأنه لم ينو خيرًا ولا فعل شرًّا ؛ وتارة يتركها عجزًا وكسلًا عنها بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها ، فهذا بمنزلة فاعلها ، كما جاء في الصحيح عن النبي e قال : " إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ ؟ قَالَ : " إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ " ( [4] ) .
فائدة : روى مسلم الحديث من طريق أخرى بزيادة : " وَمَحَاهَا اللَّهُ ، وَلَا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا هَالِكٌ " ، ومعناها – كما قال السيوطي في ( الديباج على مسلم ) : من حَتُمَ هلاكه ، وسدَّت عليه أبواب الهدى - مع سعة رحمة الله تعالى وكرمه وتفضله بهذا التضعيف الكثير - فمن كثرت سيئاته حتى غلبت حسناته - مع أنها متضاعفة - فهو الهالك المحروم .
1 - يسمى هذا الحديث عند أهل العلم حديثًا قدسيًّا .
2 - إثبات كتابة الحسنات والسيِّئات أزلًا .
3 - أن الله سبحانه وتعالى كتب للحسنات جزاء و للسيئات جزاء ، و هذا من تمام عدله وإحكامه Y للأمور .
4 - أن الحفظة يكتبون أعمال القلوب ، فهم يَطَّلِعُون عَلَى مَا فِي قَلْبِ الْآدَمِيِّ إِمَّا بِإِطْلَاعِ اللَّهِ إِيَّاهُ ، أَوْ بِأَنْ يَخْلُقَ لَهُم عِلْمًا يُدْرِكُون بِهِ ذَلِكَ .
5 - أن الهم بالحسنة يكتب حسنة كاملة ، لا نقصان فيها .
6 - فيه بيان فضل نية الخير ، وحث المسلم على الهم بالخير دائمًا ، عسى أن يكتب له أجر ذلك .
7 - أنَّ من فضل الله U ورحمته مضاعفة ثواب الحسنات .
8 - أن تضعيف الحسنات لا يتقيد بسبعمائة .
9 - فعل الحسنة بعد الهم بها أفضل من مجرد الهم ، ففرق بين حسنة يكتبها الله حسنة واحدة وبين أن تضاعف إلى أضعاف كثيرة .
10 - أنَّ مَن همَّ بسيِّئة وتركها من أجل الله U يكتب له بتركها حسنة كاملة .
11 - أن من عدل الله U ألاَّ يُزاد في السيِّئات .
12 - الترغيب في فعل الحسنات ، والترهيب من فعل السيِّئات .
13 - فيه إشارة لأن يستحي العبد المؤمن من الله Y ، لأنه مطلع على سريرته قبل عمله ، فمن استحضر هذا زاد حياؤه من الله سبحانه .
14 - يوجب الحديث شكر المولى سبحانه وتعالى على صفاته العظيمة ، فلله الحمد والمنة سبحانه لا يُحصى ثناء عليه .
15 - فيه فضل الخوف من الله تعالى ، فقد كتب U لمن ترك السيئة خوفًا منه حسنة كاملة .
16 - هلك من غلبت آحاده عشراته ، فكيف إذا كان هناك تضعيف للحسنات ؟
هذا ؛ والعلم عند اَللَّه تعالى .
[1] - رواه أحمد : 2 / 317 ، 410 ، ومسلم ( 129 ) من حديث أبي هريرة .
[2] - انظر شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد ، الحديث السابع والثلاثون .
[3] - عند مسلم ( 129 ) من حديث أبي هريرة . وكذا عند الإمام أحمد : 2 / 317 ، 410 .
[4] - البخاري ( 31 ) ، ومسلم ( 2888 ) عن أبي بكرة ، وتقدم تخريجه عند تفسير الآية ( 28 ) من سورة المائدة .
خلاصة الكلمات بفوائد حديث : " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ "
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ e فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ : فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ؛ وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا ، كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " .
التخريج
ورواه أحمد : 1 / 279،360، والبخاري ( 6491 ) ، ومسلم ( 131 ) ؛ النسائي في الكبرى ( 7670 ) ،وغيرهم .
هذا حديث قدسي شريف عظيم ، بيَّن فيه النبي e مقدار تفضل الله U على خلقه بأن جعل هم العبد بالحسنة - وإن لم يعملها - حسنة ، وأكدها بأنها كاملة ، لئلاَّ يُتوهَّم نقصانها ؛ لأنَّها في الهمِّ لا في العمل؛ وجعل همه بالسيئة - إن تركها لله Y - حسنة ، وإن عملها سيئة واحدة ؛ فإن عمل الحسنة كتبها الله عشرًا ، وضعفها إلى سبعمائة ضعف ، وهذا فضل عظيم ، بأن ضاعف لهم الحسنات ، ولم يضاعف عليهم السيئات .
قال ابن دقيق العيد - رحمه الله : وإنما جعل الهم بالحسنة حسنة لأن إرادة الخير هو فعل القلب لعقد القلب على ذلك ؛ فإن قيل : فكان يلزم على هذا القول أن يكتب لمن هم بالسيئة ولم يعملها سيئة ، لأن الهم بالشيء عمل من أعمال القلب أيضًا ! قيل : ليس كما توهمت ، فإن من كف عن الشر فقد فسخ اعتقاده للسيئة باعتقاد آخر نوى به الخير ، وعصى هواه المريد للشر ، فجوزي على ذلك بحسنة ، وقد جاء في حديث آخر " إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ " ( [1] ) ، أي : من أجلي ؛ فأما إذا ترك السيئة مكرهًا على تركها أو عاجزًا عنها فلا تكتب له حسنة ، ولا يدخل في معنى هذا الحديث ( [2] ) .
قَالَ النَّوَوِيُّ - رحمه الله : أَشَارَ بِقَوْلِهِ " عِنْده " إِلَى مَزِيد الِاعْتِنَاءِ بِهِ ، وَبِقَوْلِهِ " كَامِلَةً " إِلَى تَعْظِيمِ الْحَسَنَةِ وَتَأْكِيد أَمْرِهَا ، وَعَكْس ذَلِكَ فِي السَّيِّئَةِ فَلَمْ يَصِفْهَا بِكَامِلَةٍ بَلْ أَكَّدَهَا بِقَوْلِهِ : " وَاحِدَة " إِشَارَة إِلَى تَخْفِيفهَا مُبَالَغَةً فِي الْفَضْلِ وَالْإِحْسَانِ .
وقوله e : " وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ " بيان أنَّ المضاعفة في الفعل إلى عشرة أضعاف ، إلى أضعاف كثيرة ، وذلك من فضل الله U وإحسانه إلى عباده ، وفيه مضاعفة الجزاء على العمل ، دون الجزاء على الهمِّ ، وهو واضح .
وأما قوله e : " وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا ، كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " وصفت السيئة التي ترك فعلها لله تعالى بأنها حسنة كاملة ، لئلاَّ يُتوهَّم نقصانها ، ووصفت السيئة التي عملها بـ " وَاحِدَةً " لئلا يتوهم زيادتها . وهذا الحديث يوافق قوله تعالى في سورة الأنعام : ]مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ( 160 ) [ ؛ قال ابن كثير - رحمه الله : واعلم أن تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام : تارة يتركها لله ، فهذا تكتب له حسنة على كفِّه عنها لله تعالى ، وهذا عمل ونية ، ولهذا جاء أنه يكتب له حسنة ، كما جاء في بعض ألفاظ الصحيح : " إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ "([3]) ، أي : من أجلي ؛ وتارة يتركها نسيانًا وذهولًا عنها ، فهذا لا له ولا عليه ، لأنه لم ينو خيرًا ولا فعل شرًّا ؛ وتارة يتركها عجزًا وكسلًا عنها بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها ، فهذا بمنزلة فاعلها ، كما جاء في الصحيح عن النبي e قال : " إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ ؟ قَالَ : " إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ " ( [4] ) .
فائدة : روى مسلم الحديث من طريق أخرى بزيادة : " وَمَحَاهَا اللَّهُ ، وَلَا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا هَالِكٌ " ، ومعناها – كما قال السيوطي في ( الديباج على مسلم ) : من حَتُمَ هلاكه ، وسدَّت عليه أبواب الهدى - مع سعة رحمة الله تعالى وكرمه وتفضله بهذا التضعيف الكثير - فمن كثرت سيئاته حتى غلبت حسناته - مع أنها متضاعفة - فهو الهالك المحروم .
ما يستفاد من الحديث
1 - يسمى هذا الحديث عند أهل العلم حديثًا قدسيًّا .
2 - إثبات كتابة الحسنات والسيِّئات أزلًا .
3 - أن الله سبحانه وتعالى كتب للحسنات جزاء و للسيئات جزاء ، و هذا من تمام عدله وإحكامه Y للأمور .
4 - أن الحفظة يكتبون أعمال القلوب ، فهم يَطَّلِعُون عَلَى مَا فِي قَلْبِ الْآدَمِيِّ إِمَّا بِإِطْلَاعِ اللَّهِ إِيَّاهُ ، أَوْ بِأَنْ يَخْلُقَ لَهُم عِلْمًا يُدْرِكُون بِهِ ذَلِكَ .
5 - أن الهم بالحسنة يكتب حسنة كاملة ، لا نقصان فيها .
6 - فيه بيان فضل نية الخير ، وحث المسلم على الهم بالخير دائمًا ، عسى أن يكتب له أجر ذلك .
7 - أنَّ من فضل الله U ورحمته مضاعفة ثواب الحسنات .
8 - أن تضعيف الحسنات لا يتقيد بسبعمائة .
9 - فعل الحسنة بعد الهم بها أفضل من مجرد الهم ، ففرق بين حسنة يكتبها الله حسنة واحدة وبين أن تضاعف إلى أضعاف كثيرة .
10 - أنَّ مَن همَّ بسيِّئة وتركها من أجل الله U يكتب له بتركها حسنة كاملة .
11 - أن من عدل الله U ألاَّ يُزاد في السيِّئات .
12 - الترغيب في فعل الحسنات ، والترهيب من فعل السيِّئات .
13 - فيه إشارة لأن يستحي العبد المؤمن من الله Y ، لأنه مطلع على سريرته قبل عمله ، فمن استحضر هذا زاد حياؤه من الله سبحانه .
14 - يوجب الحديث شكر المولى سبحانه وتعالى على صفاته العظيمة ، فلله الحمد والمنة سبحانه لا يُحصى ثناء عليه .
15 - فيه فضل الخوف من الله تعالى ، فقد كتب U لمن ترك السيئة خوفًا منه حسنة كاملة .
16 - هلك من غلبت آحاده عشراته ، فكيف إذا كان هناك تضعيف للحسنات ؟
هذا ؛ والعلم عند اَللَّه تعالى .
[1] - رواه أحمد : 2 / 317 ، 410 ، ومسلم ( 129 ) من حديث أبي هريرة .
[2] - انظر شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد ، الحديث السابع والثلاثون .
[3] - عند مسلم ( 129 ) من حديث أبي هريرة . وكذا عند الإمام أحمد : 2 / 317 ، 410 .
[4] - البخاري ( 31 ) ، ومسلم ( 2888 ) عن أبي بكرة ، وتقدم تخريجه عند تفسير الآية ( 28 ) من سورة المائدة .