أبو فهر السلفي
New member
- إنضم
- 26/12/2005
- المشاركات
- 770
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
البحث في تحقيق تأثر العلوم الإسلامية وناقليها بالمنطق الأرسطي = بحث شائق جداً،ومرهق جداً،وموغل في القِِدم جداً،وهو فوق كل ذلك مزلة أقدام....
والشيء الذي أردتُ الإشارة إليه الآن هو أن هذا البحث لا يكون النظر فيه بالسطحية والتجريد اللذان يتبعهما بعض الباحثين...
فتكاد تشم من سطحيتهم هذه أن :
من تأثر بأرسطو لابد أن يصرح وينادي ويذكر أرسطو في تعداد مشايخه ومن أخذ عنه العلم...
ومن تأثر بالمعتزلة لابد أن يطوف بعتبات واصل والهذيل والنظام والجاحظ...
والسني سني محض دائماً ولابد...
والمعتزلي معتزلي محض دائماً ولابد...
فمن صحت سنيته بطل اعتزاله...
ومن قلى المنطق وجفاه....يستحيل عند إخواننا هؤلاء أن يتأثر به وهو لا يشعر...
وكل ذلك من السطحية والتجريد اللذان لا يليقان بمسائل العلم ولا بدارس أحوال البشر وتقلبهم في العالمين...
ولنضرب على ذلك مثالاً:
الإمام أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء(ت 207)..
قال الأزهري فيه: (( كان من أهل السنة)).
وقال الجاحظ: ((دخلتُ بغداد حين قدمها المأمون سنة أربع ومائتين،وكان بها الفراء،فاشتهى أن يتعلم الكلام،ولم يكن له طبع فيه)).
وقال أحمد: ((كنتُ أحسب الفراء رجلاً صالحاً حتى رأيت كتابه في معاني القرآن)).
ويقول شيخ الإسلام في نص له يبين مراد أحمد: ((و هذا الذي قالوه له معنى صحيح و هو قول الفراء و أمثاله لكن لم يقله أحد من مفسري السلف و لهذا كان أحمد بن حنبل ينكر على الفراء و أمثاله ما ينكره و يقول كنت أحسب الفراء رجلا صالحا حتى رأيت كتابه فى معاني القرآن)).
ويقول في موضع آخر: ((هو الفراء و أمثاله ممن أنكر عليهم الأئمة حيث يفسرون القرآن بمجرد ظنهم و فهمهم لنوع من علم العربية عندهم و كثيرا لا يكون ما فسروا به مطابقا)).
وقال المرزباني عنه: ((وكان يميل إلى الاعتزال)).
وقال ابن النديم: ((كان الفراء يتفلسف في تأليفاته وتصنيفاته؛حتى يسلك في ألفاظه كلام الفلاسفة)).
وقال ياقوت الحموي: ((وكان...متكلماً يميل إلى الاعتزال)).
وقال السيوطي: ((وكان يحب الكلام ،ويميل إلى الاعتزال)).
وكانت للفراء صلة وثيقة بالأخفش المعتزلي....
وبعد كل ما تقدم....
فأنت تجد في كلام الفراء اعتزاليات ....
وأنت تجد في كلام الفراء نقضاً لاعتزاليات أخرى...
وأنت تجد في كلام الفراء موافقات كثيرة لأهل السنة...
ما حدا ببعض الباحثين إلى عده من الأشاعرة...رغم كون الأشعري لم يولد بعد(!!!!!!!!)
وزعم آخرون أنه توسط بين أهل السنة والمعتزلة..
وعده آخرون مضطرب المذهب...
وكل هذه أقوال تعوزها الدقة،وإنما أتي أصحابها من قبل حب التجريد والتصنيف...
والفراء –ومثله كثير من أهل العلم- عالم مجتهد لم ينص على قاعدة منهجية يسير عليها في الاعتقاد تُسهل نسبته لفرقة ما ، وهو في زمان لم تكن فيه اللافتات الإعلانية قد وجدت بعد...فلا منطق أرسطو ينادي على نفسه أنا منطق أرسطو...ولا الاعتزال ينشر علمه في صوامع وصلوات وضع خصيصاً لنشر علم المعتزلة....
وكانت الحياة العلمية يومها في بغداد والبصرة والكوفة والحجاز ومصر والشام تموج موجاً...
والعالم –الفراء وغيره- صاحب عقل يقابل ويحاجج ويقبل ويرفض....
تدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيرجحها ويقبلها وهي عنده فكرة وفقط...
وتدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيدحضها ويرفضها وهي عنده فكرة وفقط...
وحتى لو نسب هذه الفكرة للمعتزلة أو غيرهم فلازالت عنده فكرة وفقط...
يدخل عليه القياس والتعليل والحدود والتركيب....قد يراها فلسفة ومنطقاً يروم اتباعه كم يقول الجاحظ...
وقد لا تعدو أن تكون عنده سبيل نحوي وفقط....
والخلاصة:
أن التجريد والتصنيف لا يسلم في كثير من الأحيان،والإصرار على الألقاب وأن يرفع الفرء على طيلسانه راية أرسطو معيب جداً....
والأصل فيما كانت هذه صفته أن يوصف حاله في كل أحواله من غير الحرص على تصنيف ذلك تحت اسم معين...ومن غير البحث عن العلامة التجارية المسجلة باسم أرسطو على صفحات كتب الفراء...
للبحث والتوسع انظر: (( أبو زكريا الفراء ومذهبه في النحو واللغة)) لأحمد مكي الأنصاري، و((مناهج اللغويين في تقرير العقيدة)) لمحمد الشيخ...
والشيء الذي أردتُ الإشارة إليه الآن هو أن هذا البحث لا يكون النظر فيه بالسطحية والتجريد اللذان يتبعهما بعض الباحثين...
فتكاد تشم من سطحيتهم هذه أن :
من تأثر بأرسطو لابد أن يصرح وينادي ويذكر أرسطو في تعداد مشايخه ومن أخذ عنه العلم...
ومن تأثر بالمعتزلة لابد أن يطوف بعتبات واصل والهذيل والنظام والجاحظ...
والسني سني محض دائماً ولابد...
والمعتزلي معتزلي محض دائماً ولابد...
فمن صحت سنيته بطل اعتزاله...
ومن قلى المنطق وجفاه....يستحيل عند إخواننا هؤلاء أن يتأثر به وهو لا يشعر...
وكل ذلك من السطحية والتجريد اللذان لا يليقان بمسائل العلم ولا بدارس أحوال البشر وتقلبهم في العالمين...
ولنضرب على ذلك مثالاً:
الإمام أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء(ت 207)..
قال الأزهري فيه: (( كان من أهل السنة)).
وقال الجاحظ: ((دخلتُ بغداد حين قدمها المأمون سنة أربع ومائتين،وكان بها الفراء،فاشتهى أن يتعلم الكلام،ولم يكن له طبع فيه)).
وقال أحمد: ((كنتُ أحسب الفراء رجلاً صالحاً حتى رأيت كتابه في معاني القرآن)).
ويقول شيخ الإسلام في نص له يبين مراد أحمد: ((و هذا الذي قالوه له معنى صحيح و هو قول الفراء و أمثاله لكن لم يقله أحد من مفسري السلف و لهذا كان أحمد بن حنبل ينكر على الفراء و أمثاله ما ينكره و يقول كنت أحسب الفراء رجلا صالحا حتى رأيت كتابه فى معاني القرآن)).
ويقول في موضع آخر: ((هو الفراء و أمثاله ممن أنكر عليهم الأئمة حيث يفسرون القرآن بمجرد ظنهم و فهمهم لنوع من علم العربية عندهم و كثيرا لا يكون ما فسروا به مطابقا)).
وقال المرزباني عنه: ((وكان يميل إلى الاعتزال)).
وقال ابن النديم: ((كان الفراء يتفلسف في تأليفاته وتصنيفاته؛حتى يسلك في ألفاظه كلام الفلاسفة)).
وقال ياقوت الحموي: ((وكان...متكلماً يميل إلى الاعتزال)).
وقال السيوطي: ((وكان يحب الكلام ،ويميل إلى الاعتزال)).
وكانت للفراء صلة وثيقة بالأخفش المعتزلي....
وبعد كل ما تقدم....
فأنت تجد في كلام الفراء اعتزاليات ....
وأنت تجد في كلام الفراء نقضاً لاعتزاليات أخرى...
وأنت تجد في كلام الفراء موافقات كثيرة لأهل السنة...
ما حدا ببعض الباحثين إلى عده من الأشاعرة...رغم كون الأشعري لم يولد بعد(!!!!!!!!)
وزعم آخرون أنه توسط بين أهل السنة والمعتزلة..
وعده آخرون مضطرب المذهب...
وكل هذه أقوال تعوزها الدقة،وإنما أتي أصحابها من قبل حب التجريد والتصنيف...
والفراء –ومثله كثير من أهل العلم- عالم مجتهد لم ينص على قاعدة منهجية يسير عليها في الاعتقاد تُسهل نسبته لفرقة ما ، وهو في زمان لم تكن فيه اللافتات الإعلانية قد وجدت بعد...فلا منطق أرسطو ينادي على نفسه أنا منطق أرسطو...ولا الاعتزال ينشر علمه في صوامع وصلوات وضع خصيصاً لنشر علم المعتزلة....
وكانت الحياة العلمية يومها في بغداد والبصرة والكوفة والحجاز ومصر والشام تموج موجاً...
والعالم –الفراء وغيره- صاحب عقل يقابل ويحاجج ويقبل ويرفض....
تدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيرجحها ويقبلها وهي عنده فكرة وفقط...
وتدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيدحضها ويرفضها وهي عنده فكرة وفقط...
وحتى لو نسب هذه الفكرة للمعتزلة أو غيرهم فلازالت عنده فكرة وفقط...
يدخل عليه القياس والتعليل والحدود والتركيب....قد يراها فلسفة ومنطقاً يروم اتباعه كم يقول الجاحظ...
وقد لا تعدو أن تكون عنده سبيل نحوي وفقط....
والخلاصة:
أن التجريد والتصنيف لا يسلم في كثير من الأحيان،والإصرار على الألقاب وأن يرفع الفرء على طيلسانه راية أرسطو معيب جداً....
والأصل فيما كانت هذه صفته أن يوصف حاله في كل أحواله من غير الحرص على تصنيف ذلك تحت اسم معين...ومن غير البحث عن العلامة التجارية المسجلة باسم أرسطو على صفحات كتب الفراء...
للبحث والتوسع انظر: (( أبو زكريا الفراء ومذهبه في النحو واللغة)) لأحمد مكي الأنصاري، و((مناهج اللغويين في تقرير العقيدة)) لمحمد الشيخ...