عبدالله الشهري
New member
- إنضم
- 13/01/2006
- المشاركات
- 245
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
شواهد اللغة من شعر العرب مهمة للغاية لعظم فائدتها ، فهي ديوان العرب كما يروى عن ابن عباس ومن خلالها تفهم المعاني والاستعمالات ولو أردنا الإطالة في بيان هذا الأمر لتطلّبنا الأيام تلو الأيام. عند إيراد بعض الشواهد يعمد بعض طلبة العلم إلى أي بيت من بيوت الشعر للشعراء المحتج بهم ويحاول أن يجد الكلمة التي يريدها كشاهد ، فإن وجدها أورد الشاهد فوراً ، وهذا لا يكفي. فمثلاً ، في قوله تعالى ((أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ )) كلمة "تجلهون" من جهل يجهل جهلاً يمكن أن نورد لها شاهدين:
الأول: سلي إن جهلتِ الناس عنا وعنهم = = فليس سواءً عالم وجهول
والثاني:
أقول له إذا ما جاء مهلاً = = وما مهلٌ بواعظة الجهول
هنا لا يكفي - بمجرد أن تظفر بأحدهما - أن تورده كشاهد. ينبغي أن تتأكد أن هناك تناسب لأن الجهل له معنيان مشهوران: الأول بمعنى الطيش والسفه وخفة الأحلام ونحو ذلك والثاني بمعنى عدم العلم (أو الجهل البسيط) ، ولو تأملنا سياق الآية لوجدنا أنها أقرب للمعنى الأول من الثاني. فأي الشاهدين أعلاه هو الأنسب ؟ الشاهد الثاني هو الأنسب وأما الشاهد الأول فقوله "جهلتِ" وقوله "عالم وجهول" تدل على أن المراد ليس معنى الطيش والسفه وإنما معنى العلم من عدمه. وأما الشاهد الثاني فقوله "واعظة" وكذلك المعنى العام للسياق (عجلة وتهور المُخاطب وأمره بأن يتمهل) ينسجم مع معنى "الجهل" في الآية التي تصف حال قوم لوط.
ومما يقرب من هذا أيضاً قول الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا = = فنجهل فوق جهل الجاهلينا
الأول: سلي إن جهلتِ الناس عنا وعنهم = = فليس سواءً عالم وجهول
والثاني:
أقول له إذا ما جاء مهلاً = = وما مهلٌ بواعظة الجهول
هنا لا يكفي - بمجرد أن تظفر بأحدهما - أن تورده كشاهد. ينبغي أن تتأكد أن هناك تناسب لأن الجهل له معنيان مشهوران: الأول بمعنى الطيش والسفه وخفة الأحلام ونحو ذلك والثاني بمعنى عدم العلم (أو الجهل البسيط) ، ولو تأملنا سياق الآية لوجدنا أنها أقرب للمعنى الأول من الثاني. فأي الشاهدين أعلاه هو الأنسب ؟ الشاهد الثاني هو الأنسب وأما الشاهد الأول فقوله "جهلتِ" وقوله "عالم وجهول" تدل على أن المراد ليس معنى الطيش والسفه وإنما معنى العلم من عدمه. وأما الشاهد الثاني فقوله "واعظة" وكذلك المعنى العام للسياق (عجلة وتهور المُخاطب وأمره بأن يتمهل) ينسجم مع معنى "الجهل" في الآية التي تصف حال قوم لوط.
ومما يقرب من هذا أيضاً قول الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا = = فنجهل فوق جهل الجاهلينا