خطأ عند بعض المؤلفين والمحققين

إنضم
30/09/2016
المشاركات
17
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
العمر
39
الإقامة
ليبيا
بسم1
لِـشيوع رواية حفص ينسى أو يغفل بعضهم على أنها واحدة من 20 رواية متواترة نزل بها القرآن، فأدَّى ذلك إلى استقراء غير تام في بعض المقالات والكتب، فيُخطِّئ ضبط كلمة بناء على رواية حفص، وقد تكون الكلمة وردت بلغة أخرى في رواية أخرى، وقد لا يكون هذا مُضرا إذا لم يؤثر في المعنى، والأشنع منه من تجده يأتي بفرق بين استعمال كلمتين في راوية حفص، ويـبني عليها حكما نحْويا أو إملائيا أو بلاغيا أو تفسيريا، والمشكلة أن بعضهم اشتهرت مقالاتهم، وبعضهم اشتهرت برامجهم الإذاعية! وإذا انتقلنا لمحقـقي التراث أو -هكذا قيل عنهم- تجدهم يضبطون الآيات والأحاديث والأشعار بما يوافق رواية حفص، ولو شُـكِـلت المخطوطة بغيرها، وقد يكون مؤلف الكتاب كتب على رواية أخرى، أو كتب على لغة لم تذكر في القرآن أصلا، وأشهر مثال تفسير ابن جرير الطبري، لا تجده يذكر لك حفصا ولا يعرفها أصلا، وتجد جميع آيات تفسيره مضبوطة برواية حفص، وقد يكون تفسير الآية غير موافق لها، ومثله جُلُّ التفاسير الأندلسية؛ لأن قراءتهم نافع، وأختم بهذه المعلومة على هامش هذا المقال، أقرب قراءة للغة قريش قراءة أبي جعفر المدني-قارئ المدينة الأول-، وهو شيخ نافع -قارئ المدينة الثاني-، فإن كان ولابد فحَقُّ الأحاديث أن تضبط على لسان قريش!
 
السلام عليكم ورحمة الله،

لا خطأ ولا حرج في ذلك، فكله كلام الله. والأولى هو ما يفعله المحققون والكتّاب؛ لشيوع رواية حفص لدى العوام، وجهلهم بغيرها من القراءة، فذلك يمنع اللبس والبلبلة.

وقد يكون مؤلف الكتاب كتب على رواية أخرى، أو كتب على لغة لم تذكر في القرآن أصلا، وأشهر مثال تفسير ابن جرير الطبري، لا تجده يذكر لك حفصا ولا يعرفها أصلا، وتجد جميع آيات تفسيره مضبوطة برواية حفص، وقد يكون تفسير الآية غير موافق لها

حل هذا أن يُشار إليه في المقدمة، في الحالة الأولى، أو في الهامش، في الحالة الثانية.
 
(لا خطأ ولا حرج في ذلك، فكله كلام الله)...وهل قلتُ إن رواية حفص من كلام البشر؟ من المواضع الشعرية التي يخطئون فيها قول صاحب البردة: أكْرِمْ بِها خلّةً لَوْ أنَّها صدَقَتْ ** موعودَها أو لَوَ انَّ النُّصحَ مقبولُ...فيكتبونها بتحقيق الهمزة (لوْ أنها) وبهذا الضبط ينكسر الوزن، ببساطة لأنه لا يعرف شيئا اسمه النقل! ورأيتُ بعضهم يفرق بين (أنزل) و(نزل)، و(الميْتة)و(الميِّتة) وكلمات أخرى نسيتها في رواية حفص ويبنى عليها حكما بلاغيا تفسيريا في القرآن، ومعلوم اختلاف القراء فيهما، ورأيت من خطأ في كتاب سماه الأخطاء الشائعة -وهو كثير الأخطاء ضعيف الاستقراء- قولنا (إسوة) بالكسر، وقال لأنها في القرآن(أُسوة) بالضم!! بل بنى كتابه على أن كل ما لم يجده في حفص فهو خطأ!! فليته أتعب نفسه -ولو بالنظر في القراءات السبع- فضلا عن القراءات الشواذ قبل تخطئته! ورأيتُ من حقق كتابا -وكان مؤلف الكتاب على قرءة أبي عمرو- فكتب المحقق الآيات على رواية حفص، ولم يشر إلى ذلك! وأنا أوافقك لو كان معنى القراءتين واحدا، أو كان الاختلاف بين القراءتين من باب الاختلاف في لغات الكلمة مثل (هَيت)و(هِئت) الخ؛ ولكن لو انبنى على الخلاف بينهما خلافا صرفيا أو نحويا أو إملائيا أو تفسيريا، ماذا نصنع؟ أكثرهم يكتب برواية حفص ولا ينبه على ذلك ولا يعرف أنه ارتكب خطأ، وأكتفي بهذه الأمثلة لانشغالي.
 
قولنا (إسوة) بالكسر، وقال لأنها في القرآن(أُسوة)
ولكن لو انبنى على الخلاف بينهما خلافا صرفيا أو نحويا أو إملائيا أو تفسيريا، ماذا نصنع؟

أوافقك في هذا. ينبغي على الأقل التنبيه، بعد الرجوع إلى مصادر القراءات المعتبرة.
وأذكر تخطئة مدرس لنا بالجامعة من يقول "مَدخل" لورودها بقراءة حفص "مُدخل"، ولا أظن مرجعه إلى كتب صرف، ولا قراءات، وإنما جاء بها من كيسه.
 
عودة
أعلى