خصوصية إعراب القرآن مستوحاة من الشاهد الشعري في تفسير القرآن

إنضم
24/06/2007
المشاركات
90
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد فأحمد الله أولا على صدور كتاب الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري في مكتبة عرف عنها الإجادة في الطبع واختيار الورق السميك الصحي الأصفر وضغطهم للرسائل العلمية في مجلد واحد مما يسهل حمله إلخ


ويعاب عليهم التأخر في الإصدار ولكن .... عفا الله عنهم


شيخنا والإخوة الكرام


نجد النحاة المفسرين يكثرون من تخصيص القرآن بعبارات خاصة و إلباسه لبوسا خاصا كي يحاط بالجلال والعظمة وهذا لا شك فيه ولا ريب ...
مما جعل الأمر يتطرق إلى تخصيصه بخصوصية له في الإعراب دون سواه
يقول ابن جني رحمه الله ( والقرآن يتخير له ولا يتخير عليه )
وأبو حيان المفسر رحمه الله أكثر من ترداد خصوصيات خص بها القرآن هي من سنن العرب كما في الصاحبي لابن فارس رحمه الله
ويقول نجم المنتدى وشمسه الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري في كتابه الرائع :
(( ... فإِنَّ للقرآن عُرْفاً خاصاً لا يَصحُّ أن يُحملَ على شواهد الشعرِ في أحيان كثيرة ، وإِنْ بدا ذلك للناظر المتعجِّل ،
ولذلك قال ابن القيم:"لا يَجوزُ أَنْ يُحملَ كلامُ الله عزَّ وجلَّ ويُفسَّر بِمُجردِ الاحتمال النحوي الإعرابي الذي يَحتملُه تركيبُ الكلام ، ويكون الكلامُ به له معنىً ما ، فإنَّ هذا المقام غَلِطَ فيه أكثرُ المُعربِيْن للقرآن ، فإِنَّهم يفسرون الآية ويعربونها بِما يحتمله تركيب تلك الجملة ، ويُفهَمُ من ذلك التركيب أَيُّ معنىً اتفقَ ، وهذا غلطٌ عظيمٌ يقطعُ السامعُ بأَنَّ مُرادَ القرآن غيره ، وإن احتمل ذلك التركيبُ هذا المعنى في سِياقٍ آخرَ وكلام آخر ، فإِنَّه لا يَلزمُ أن يحتمله القرآن".
وهذا لأن للقرآن الكريم عُرْفاً خاصاً ، ومعانٍ معهودة ، لا يناسبه تفسيره بغيرها. ولذلك فإن الشاهد الشعري مع أهميته في توجيه القراءات من حيث اللغة والإعراب إلا أنه ينبغي ألا يكون مهيمناً عليها بحيث ترد القراءة الصحيحة لمخالفتها له في رأي بعض النحويين ، وإنما يستشهد بالشاهد الشعري في موضعه المناسب دون إفراطٍ ،كما صنع المفسرون في جُلِّ مواضعِ احتجاجهم بالشعر ))

فضيلة الشيخ أتعلم أن نظرة الخصوصية هذه أوقعت أبا حيان المفسر وغيره في الخطأ في مسائل كثيرة عدها ضرورة شعرية كالتقديم والتأخير وهما في كلام العرب شعره ونثره يفيضان كثرة كما ذكر ابن فارس في الصاحبي وعده من سنن كلامها وسيبويه ....

فما تقول ؟ ولماذا يجعل لإعراب القرآن خصوصية دون غيره من كلام العرب وهو المنزل بكلام العرب ؟؟؟
 
بارك الله فيكم أخي أحمد وجزاكم خيراً على التفضل بالاطلاع على هذا البحث المتواضع لأخيك ، وأرجو أن تقيد ما يظهر لك من ملحوظات على نسختك لعلي أتداركها في الطبعة القادمة ، واقول هذا لكل الأحباب في الملتقى الذين يطلعون على الكتاب .

وأما موضوع الحديث هنا فهو عن ضابط من ضوابط إعراب القرآن الكريم ، وإن كان عنوانك للموضوع فيه شيء من الإثارة (
خصوصية إعراب القرآن مستوحاة من الشاهد الشعري في تفسير القرآن) .
ولعلك تقصد أن الشاهد الشعري الذي استشهد به على نحو القرآن الكريم ولغته كان سبباً في قول بعض المفسرين بأن للقرآن الكريم خصوصية في جانب الإعراب، وهذا كلام صحيح إن شاء الله .
وتفصيل ذلك أن المعربين للقرآن يقولون : إن القرآن الكريم لا ينبغي أن يُحمل في إعرابه على تكلُّفاتِ المُعربين التي تَحملُ إعرابَ القرآن على وجهٍ غيرِ مشهور في اللغة مع صحة حَملهِ على الوجه المستفيض المشهور ووجود شواهد على ذلك، حتى لو استشهد هؤلاء المعربون بشواهد شعرية قليلة في العربية، حيث إن الشواهد التي تعارضها أكثر وأشهر ، وهذا كلام مستقيم مع قواعد الإعراب وقواعد التفسير ، وهذه الخصوصية المقصودة للقرآن الكريم وليس معناها مخالفة إعراب القرآن لإعراب كلام العرب المشهور المستفيض المعروف ، وإنما خصوصيته بمنع حمله على شواذ اللغات التي تؤيدها شواهد شعرية.
وأذكر أنني نقلت نقولات عن النحويين والمفسرين في ذلك لا تحضرني .
ولعلي أراجع هذا الموضوع في الكتاب ، وأتأمل الموضوع جيداً وأعود مرة أخرى بإذن الله ، فالحديث عن قواعد إعراب القرآن حديث جدير بالبسط والنقاش في الملتقى وفقكم الله لكل خير شاكراً لكم مرة أخرى حسن ظنكم .
 
عودة
أعلى