" يا يحيى خذ الكتاب بقوة "
إيمان ..
ما يأت بقوة لا ينتزع بهوان وما يأت بهوان لا ينتزع بقوة .. وهذه هي قاعدة الإيمان السليمة .. وهذه هي مشكلة المسلم اليوم ، بل هذه مشكلة كل فكرة أو عقيدة عرفتها الإنسانية ، فبقائها وديمومتها مناطة بقوة الأخذ بها وقوة الإيمان بها ..
مشكلتنا هي بمساحة الدين من حياتنا اليـومية ، وفي اسـتعدادنا للتضحية من أجـل الدين ، مشكلتنا في كم الاهتمام والانشغال بالدين والانصراف والاستغراق للدعوة ..
أقول هذا القول وبين يدي كتاب يذكر بين طياته حالة مشرقة جميلة وهي أن الإمام مالك وأقصد به جمال الدين محمد بن عبد الله إمام النحاة في وقته وصاحب الألفية ، يروى عنه أنه كان حريصا على العلم حتى أنه حفظ يوم موته ثمانية شواهد شعرية لقنه ابنه إياها تلقينا..
بمثل هذه النماذج المشرقة وبمثل هذا النفوس المتفانية لأجل العلم والـدين يقوم المبدأ ويتـنفس الإيمان نسيم الحياة وتنهض العقيدة والدين على قدم وساق ..
لا يمكن لعقيدة أن تحيى في ضمير الإنسانية ما لم تجد أرضا خصبة تثمر فيها ، ما لم تتهيأ لها أعمار وتفنى بسبيلها زهرة الشباب ، ما لم تجد شوكة تحفظ لها ديمومتها وعزتها ، ما لم تجد فتية ورجالا يغذونها بدمائهم ويؤثرونها على أنفسهم كما فعل الرعيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ الدين كان عندهم أعز وآثر من أنفسهم ، فماذا كانت النتيجة ، خيول المسلمين وطئت حدود باريس ، وقصور كسرى ترتج لصوت المؤذن وهو يـكبر الله في أروقتـها (( الله أكبر )) ..
وما كان للدعوة المحمدية في فجرها السني أن تقوم على قدم وساق لولا أن هيأ الله لها رجـال قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه أحيوها بأرواحهم ودمائهم وأموالهم وأنفسهم فأعزها الله على أيديهم وجعلهم ظاهرين على الأمم { ويأبى الله إلا أن يتم نوره }..
تحيى العقيدة برجالها ، وتشيخ وتضمحل برجالها أيضا ، تحيى بقوة الروح التي تنبض فـيها وقوة السواعد التي تحمل لوائها ، تحيى بقوة الأخذ بها وقـوة الإيمان بها ، وتنـتهي وتـبلى إن ألقينا بها لحـواشي الحـياة المتحيزة عن لبابها ، وتموت وتنتهي إن فـصلنا بينها وبين حركة حيـاتنا ، إن فصلنا بينها وبين حركة الأمة وتوجه الكتلة البشرية ..
ومن ينظر حال المسلمين اليوم يدرك أن ما أصابنا مردود على هوان الدين على أبنائه وهذا بدوره مردود على ضعف الأخذ بالمنهج ، وهوان المنهج يعني هوان المتمنهج..فبعد خمسة عشر قرنا على دينـنا ولا زلنا نـغالب أنفسنا في صلاة الفجر ، فتغلبنا يوما..و..وتغلبنا يوما..
ولو أنا أقمنا الجماعة كما أقامها رسول الله وكما أمر الله ، ولو أنا حفظنا صلاتنا ، وفقهنا قرآننا ، واقتطعنا لديننا حصة من وقتنا ، ولو أنا لم نداهن في ديننا خـشية الناس والله أحق أن نخشاه ، ولو أنا عدلنا في قولنا ولو كانوا آبائنا أو أبناءنا أو إخواننا ، ولـو ألزمنا أنفسنا التزالم منهج الله وصدقنا الله وصدقناها ، ولو حملت قلوبنا من الحرص على الدين ولو بما يوازي نصيف حـرصنا على دنيانا ، ولو أن الإيمان أشرب في قلوبنا كما أشرب فـي قلوب سلفنا ، لو أنا كنا كذلك لما آلت حال المسلمين إلى ما هي عليه اليوم ولما آلت حال أعدائنا إلى ما هي عليه اليوم أيضا ..
وقد صدق – والله – القائل " بقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى " ..
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر .
إيمان ..
ما يأت بقوة لا ينتزع بهوان وما يأت بهوان لا ينتزع بقوة .. وهذه هي قاعدة الإيمان السليمة .. وهذه هي مشكلة المسلم اليوم ، بل هذه مشكلة كل فكرة أو عقيدة عرفتها الإنسانية ، فبقائها وديمومتها مناطة بقوة الأخذ بها وقوة الإيمان بها ..
مشكلتنا هي بمساحة الدين من حياتنا اليـومية ، وفي اسـتعدادنا للتضحية من أجـل الدين ، مشكلتنا في كم الاهتمام والانشغال بالدين والانصراف والاستغراق للدعوة ..
أقول هذا القول وبين يدي كتاب يذكر بين طياته حالة مشرقة جميلة وهي أن الإمام مالك وأقصد به جمال الدين محمد بن عبد الله إمام النحاة في وقته وصاحب الألفية ، يروى عنه أنه كان حريصا على العلم حتى أنه حفظ يوم موته ثمانية شواهد شعرية لقنه ابنه إياها تلقينا..
بمثل هذه النماذج المشرقة وبمثل هذا النفوس المتفانية لأجل العلم والـدين يقوم المبدأ ويتـنفس الإيمان نسيم الحياة وتنهض العقيدة والدين على قدم وساق ..
لا يمكن لعقيدة أن تحيى في ضمير الإنسانية ما لم تجد أرضا خصبة تثمر فيها ، ما لم تتهيأ لها أعمار وتفنى بسبيلها زهرة الشباب ، ما لم تجد شوكة تحفظ لها ديمومتها وعزتها ، ما لم تجد فتية ورجالا يغذونها بدمائهم ويؤثرونها على أنفسهم كما فعل الرعيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ الدين كان عندهم أعز وآثر من أنفسهم ، فماذا كانت النتيجة ، خيول المسلمين وطئت حدود باريس ، وقصور كسرى ترتج لصوت المؤذن وهو يـكبر الله في أروقتـها (( الله أكبر )) ..
وما كان للدعوة المحمدية في فجرها السني أن تقوم على قدم وساق لولا أن هيأ الله لها رجـال قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه أحيوها بأرواحهم ودمائهم وأموالهم وأنفسهم فأعزها الله على أيديهم وجعلهم ظاهرين على الأمم { ويأبى الله إلا أن يتم نوره }..
تحيى العقيدة برجالها ، وتشيخ وتضمحل برجالها أيضا ، تحيى بقوة الروح التي تنبض فـيها وقوة السواعد التي تحمل لوائها ، تحيى بقوة الأخذ بها وقـوة الإيمان بها ، وتنـتهي وتـبلى إن ألقينا بها لحـواشي الحـياة المتحيزة عن لبابها ، وتموت وتنتهي إن فـصلنا بينها وبين حركة حيـاتنا ، إن فصلنا بينها وبين حركة الأمة وتوجه الكتلة البشرية ..
ومن ينظر حال المسلمين اليوم يدرك أن ما أصابنا مردود على هوان الدين على أبنائه وهذا بدوره مردود على ضعف الأخذ بالمنهج ، وهوان المنهج يعني هوان المتمنهج..فبعد خمسة عشر قرنا على دينـنا ولا زلنا نـغالب أنفسنا في صلاة الفجر ، فتغلبنا يوما..و..وتغلبنا يوما..
ولو أنا أقمنا الجماعة كما أقامها رسول الله وكما أمر الله ، ولو أنا حفظنا صلاتنا ، وفقهنا قرآننا ، واقتطعنا لديننا حصة من وقتنا ، ولو أنا لم نداهن في ديننا خـشية الناس والله أحق أن نخشاه ، ولو أنا عدلنا في قولنا ولو كانوا آبائنا أو أبناءنا أو إخواننا ، ولـو ألزمنا أنفسنا التزالم منهج الله وصدقنا الله وصدقناها ، ولو حملت قلوبنا من الحرص على الدين ولو بما يوازي نصيف حـرصنا على دنيانا ، ولو أن الإيمان أشرب في قلوبنا كما أشرب فـي قلوب سلفنا ، لو أنا كنا كذلك لما آلت حال المسلمين إلى ما هي عليه اليوم ولما آلت حال أعدائنا إلى ما هي عليه اليوم أيضا ..
وقد صدق – والله – القائل " بقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى " ..
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر .