خاطرة من وحي مهاتفة : هل اليهود أكرم من غيرهم من سفاحي هذا الزمان ؟

إنضم
19/09/2008
المشاركات
173
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل سنتين كنتُ في زيارة المسجد النبوي الشريف على صاحبه أزكى الصلاة وأتم التسليم ، وجري لي بين أروقته حديث مع بعض الأخوات الفلسطينيات ، وكُنَّ يحدثنني عن أوضاع عِشْنَها مع مُهَجَّري سوريا والعذاب الوحشي الذي سامهم إياه الصفوي الخبيث وشبيحته ، وفي المقابل كُنَّ يُقارِنَّ بينه وبين اليهود ، ويعتبرن اليهود أكثر إنسانية منه من حيث التعامل معهم كفلسطينيين .
بعد ذلك لاحظت فيما أسمع وأقرأ تسويقًا عجيباً لهذا الوصف لليهود لا سيما بعد توالي مجازر المسلمين في سوريا ومصر والعراق وإيران وغيرها من مجازر المسلمين – ولله الحكمة البالغة – فصار اليهود مثلا جميلا مشرقًا للمحتل الخلوق والغاشم المهذب !!
ذكريات هذا الوصف لليهود أعادته لي البارحة أخت عزيزة في مهاتفة خاصة ذكرت لي فيها مآسي المسلمين في بلادها ذات الحكم النصراني ، وذكرت لي أن إحدى الأخوات الفلسطينيات تعجبت من هذه المآسي لما حكتها لها ، وأبدت أن اليهود وهم يهود لا يتعرضون للمرأة الفلسطينية .
ومع تفهمي لما تعنيه الأخت الفلسطينية إلا أن ما ذَكَرَتْهُ أعاد لي ما ذكرْتُهُ آنفا من ذكرياتي مع هذا الوصف العصري لليهود والذي سرى بين مثقفينا وعامتنا على حد سواء .
وأتساءل بدوري أين واجبنا كمسلمين لنشر الوعي وبث حقائق القرآن بين الناس لئلا يحسنوا الظن باليهود ويُضعِفوا الجانب الإيماني بحقائق القرآن ؟!!
لقد قال الله عز وجل عن اليهود : {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة : من الآية61] ، وقال جل ذكره : {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُوا إلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} [آل عمران:من الآية112]
قال ابن كثير : أي وُضِعَتْ عليهم وأُلْزِمُوا بها شَرْعًا وَقَدَرًا ، أي لا يزالون مستذلين ، من وجدهم استذلهم وأهانهم وضرب عليهم الصغار ، وهم مع ذلك في أنفسهم أذلاء مستكينون .
وقال القرطبي : فلا يوجد يهودي – وإن كان غنيًّا – خاليا من زي الفقر وخضوعه ومهانته .
فهاتان الآيتان الكريمتان توضحان بجلاء خصيصتين دميمتين وخصلتين ذميمتين وصم اللهُ عز وجل اليهودَ بهما ، وهما الذلة والمسكنة ، فصاروا بهما من أفقر الخلق نفسًا وأجبنهم روحًا وأحقرهم بأسًا ، وما يقومون به من قديم وإلى الآن من احتلال وإجرام ومجازِرَ مِن وراء جُدُر هي غاية مؤهلاتهم الإجرامية التي مُنُوا بها .
ولو قُدِّرَ لأعداء الإسلام من أي جنس كانوا أن يُضرب عليهم ما ضرب على اليهود لتبدى للعالم أجمع التصدر اليهودي الحاقد في عدوانه وإجرامه ، وصدق الله العظيم : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً للذينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالذينَ أَشْرَكُوا} .

فجر الخميس 21 من جمادى الأولى 1436
 
عودة
أعلى