حوِّل خسائرك إلى أرباح ..!

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع إمداد
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

إمداد

New member
إنضم
05/07/2004
المشاركات
257
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
حوِّل خسائرك إلى أرباح ..!

د. عائض القرني
إن جعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أو مرضت أو بخست حقاً أو ذقت ظلماً فذكر نفسك بالنعيم والراحة والسرور والحبور والأمن والخلد في جنات النعيم، إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير تحولت خسائرك إلى أرباح، وبلاياك إلى عطايا.

إن أعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى. وإن أحمق وأبله هذه الخليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب، وأندمهم عند الحوادث؛ لأنهم لا يرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة، لا ينظرون إلا إلى هذه الفانية، لا يتفكرون في غيرها ولا يعملون لسواها، فلا يريدون أن يُعَكَّر لهم سرورهم ولا يكدَّر عليهم فرحهم، ولو أنهم خلعوا حجاب الرَّان عن قلوبهم، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدَّثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها، ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها، إنها والله الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد.

هل تأملنا طويلاً وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون، ولا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم، في غُرفٍ يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها،


فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يسير الراكب في ظل شجرة من أشجارها مائة عام لا يقطعها، طول الخيمة فيها ستون ميلاً، أنهارها مُطَّردة، قصورها منيفة، قطوفها دانية، عيونها جارية، سررها مرفوعة، أكوابها موضوعة، نمارقها مصفوفة، زرابيّها مبثوثة، تَمَّ سرورها، عظم حبورها، فاح عَرْفها، عظم وصفها، منتهى الأماني فيها،


فأين عقولنا لا تفكر ؟ ما لنا لا نتدبَّر ؟! إذا كان المصير إلى هذه الدار فلْتخفَّ المصائب على المصابين، ولْتقرَّ عيون المنكوبين، ولتفرح قلوب المعدمين.

فيا أيها المسحوقون بالفقر، المنهكون بالفاقة، المبتلون بالمصائب، اعملوا صالحاً لتسكنوا جنة الله وتجاوروه –تقدست أسماؤه-. (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).

من موقع الشيخ عائض القرني وفقه الله
 
اصنع من الليمون شرابا حلواً




الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح ، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين.



طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره.




سجن أحمد بن حنبل وجلد ، فصار إمام السنة




وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علما جما ،




ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه





، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث ،



ونفي ابن الجوزي من بغداد ، فجود القراءات السبع ،




وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية ،



ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر ، وذهل منها الجمهور ، وصفق لها التاريخ.




إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها ...




وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من سكر ....



وإذا أهدى لك ثعبانا فخذ جلده الثمين واترك باقيه ....



وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقي ومناعة حصينة ضد سم الحيات....




تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهرا ووردا وياسمينا...





{ وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم }



سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين متفائلا ومتشائما فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن.





فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك.




وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى.





انظر إلى الوجه الاخر للمأساة ....




لأن الشر المحض ليس موجودا بل هناك خير ومكسب وفتح واجر .




{ من يجيب المضطراذا دعاه }




من الذي يفزع اليه المكروب ؟؟؟



ويستغيث به المنكوب؟؟؟



وتصمدإليه الكائنات؟؟؟؟



وتسأله المخلوقات ؟؟



وتلهج بذكره الالسن وتالهه القلوب




انه الله لا إله الا هو.





وحق علي وعليك ان ندعوه في الشدة والرخاء ....والسراء والضراء....




ونفزع اليه في الملمات ....ونتوسل اليه في الكربات..... وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين




حينها ياتي مدده ويصل عونه ويسرع فرجه ويحل فتحه ....




{ امن يجيب المضطر اذا دعاه }



فينجي الغريق... ويرد الغائب.. ويعافي المبتلي ....وينصر المظلوم ....




ويهدي الضال... ويشفي المريض ....ويفرج عن المكروب ....



{ فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين } ....



يجيب المضطر اذا دعاه يامرك وانت الفقير الضعيف المحتاج ، وهو الغني القوي الواحد الماجد- بأن تدعوه



{ ادعوني استجب لكم }



إذا نزلت بك النوازل ، وألمت بك الخطوب فالهج بذكره ، واهتف باسمه ،




واطلب مدده... واسأله فتحه ونصره ...



مرغ الجبين لتقديس اسمه ... لتحصل على تاج الحرية ،




وارغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ...



مد يديك ، ارفع كفيك ، أطلق لسانك ، أكثر من طلبه ...



بالغ في سؤاله.. ألح عليه .... إلزم بابه..... انتظر لطفه ... ترقب فتحه ...



أحسن ظنك فيه ....انقطع إليه .... تبتل إليه تبتيلأ حتى تسعد وتفلح.....



{إن مع العسر يسرا}


يا إنسان بعد الجوع شبع ...


وبعد الظمأ ري....


وبعد السهر نوم...


وبعد المرض عافية ....


سوف يصل الغائب ....



ويهتدي الضال ...



ويفك العاني ...



وينقشع الظلام....



{ فعسى الله ان ياتي بالفتح او امر من عنده }



بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ... ومسارب الأودية ....


بشر المهموم بفرج مفاجىء يصل في سرعة الضوء ... ولمح البصر ...


بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة.



إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ..



فاعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة الظلال.



إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فاعلم أنه سوف ينقطع.




مع الدمعة بسمة




ومع الخوف أمن


ومع الفزع سكينة



النار لا تحرق إبراهيم التوحيد ..



لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة { بردا وسلما }




البحر لا يغرق كليم الرحمن ..


لأن الصوت القوي الصادق نطق بـــ { كلا ان معي ربي سيهدين}



المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة.



إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلأ النكد والضيق والتعاسة ..




لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب.....



ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار.



اذا فلا تضق ذرعأ فمن المحال دوام الحال ..
وأفضل العبادة انتظار الفرج....




الأيام دول ، والدهر قلب ، والليالي حبالى ، والغيب مستور ...





والحكيم كل يوم هو في شأن ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرأ ،



وان مع العسر يسرأ.



وقفة.....





‍‍
لاتحزن:


لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا !!!!!



رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟!



مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟!



خسرت تجارتك فحزنت ، فهل عادت الخسائر أرباحا؟!


لاتحزن:




لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ..



وحزنت من الفقر فازددت نكدا ...




وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ..



وحزنت من توقع مكروه فما وقع.

لاتحزن:



فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة ، ولا زوجة حسناء ، ولا مال وفير ، ولا منصب سام ، ولا أولاد نجباء.


لا تحزن:

لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة ، والوردة حنظلة ، والحديقة صحراء قاحلة ، والحياة سجنا لا يطاق.


لا تحزن :


وأنت عندك عينان... وأذنان... وشفتان... ويدان... ورجلان... ولسان ....




وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان...


{ فبأى ءالآء ربكما تكذبان}




الشيخ عائض القرني جزاه الله خيرا

__________________
 
عودة
أعلى