إبراهيم الحميضي
Member
لا تخفى القيمة العلمية الكبيرة لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية ، وما تضمنته من القواعد والفوائد النفيسة لتي أضحت نبراساً لكل من جاء بعده ،ابتداءً من تلاميذه إلى عصرنا الحاضر ، وإلى ما شاء الله ، لقد كانت حفاوة أهل العلم بهذه المقدمة كبيرة جداً ، ولا غروَ في ذلك فمن هو مؤلفها ، وما منزلته في علم التفسير ؟ وهذا أمر متقرر معروف لكل ناظر في هذه المقدمة ، لكن الأمر الذي أحب إثارته هنا هو: أن هذه المقدمة أصبحت في هذا العصر هي المتن المفضل وربما الوحيد الذي يشرح للطلاب المبتدئين في علم أصول التفسير ومناهجه ، وفي رأي أنها غير مناسبة للمبتدئين لأسباب أهمها :
1/ أنها غير شاملة ؛ فهناك موضوعات لا غنى للطالب عنها غير موجودة في هذه المقدمة ، وهذا لا يقدح فيها أو في مؤلفها كما سيأتي ، لكنها بذلك لا تكفي لبناء الطالب في هذا العلم .
2/ أكثر الكلام في هذه المقدمة يدور حول الخلاف في التفسير وأسبابه وأنواعه ، وهذا أمر مهم ولا شك ، لكن الطلاب المبتدئين اليوم لا يحتاجون إلى مثل هذا التوسع في هذا الموضوع ؛ إذ إن عامتهم يقرأ في التفاسير المختصرة أو مختصرات التفاسير التي لا يذكر فيها الخلاف والأقوال الشاذة والباطلة .
3/ هناك مسائل في هذه المقدمة فيها صعوبة ، ويعسر إدراكها على المبتدئين بل على المتوسطين .
4/ هناك استطرادات للشيخ في بغض فصول الرسالة ، وهي مفيدة ولكنها تشتت ذهن الطالب المبتدئ غير المتمرس في قراءة كلام الشيخ ، وقد عُرف – رحمه الله – بطول النَفَس في بحث بعض المسائل , والاستطراد الطويل , وتكرار الأدلة , والردود بأساليب مختلفة ، ولعلَّ ذلك راجع إلى سرعته في الكتابة , واعتماده على حفظه , وعدم نظره فيما يكتب مرة أخرى ؛ لكثرة تأليفه , وقيامه بأعباء التعليم , والجهاد , والدعوة , ويظهر ذلك بالمقارنة بين كتبه , وكتب تلاميذه , رحمة الله على الجميع .
أعود وأقول : إن هذه الملحوظات لا تقدح في هذه المقدمة النفيسة ولا في مؤلفها ؛ فإن الشيخ – قدس الله روحه – ألفها من إملاء الفؤاد استجابة لرغبة بعض الإخوان كما ذكر ، فركز فيها على ما يحتاجه السائل وأمثاله في ذلك الوقت ممن يقرأ في المطولات وجوامع التفاسير التي تحوي الصحيح والسقيم والغث والسمين ، ولم يؤلفها لطالب صغير لم يقرأ كتاباً واحداً من تلك المطولات . بقي أن يقال ما هو البديل المناسب ؟ وهل نحن بحاجة إلى مقدمة محررة جامعة في هذا العلم تناسب المبتدئين في هذا العصر؟ وهل تدمج أصول التفسير ومناهج المفسرين في كتاب واحد ؟ أرجو من الإخوة المهتمين المشاركة والإفادة .
1/ أنها غير شاملة ؛ فهناك موضوعات لا غنى للطالب عنها غير موجودة في هذه المقدمة ، وهذا لا يقدح فيها أو في مؤلفها كما سيأتي ، لكنها بذلك لا تكفي لبناء الطالب في هذا العلم .
2/ أكثر الكلام في هذه المقدمة يدور حول الخلاف في التفسير وأسبابه وأنواعه ، وهذا أمر مهم ولا شك ، لكن الطلاب المبتدئين اليوم لا يحتاجون إلى مثل هذا التوسع في هذا الموضوع ؛ إذ إن عامتهم يقرأ في التفاسير المختصرة أو مختصرات التفاسير التي لا يذكر فيها الخلاف والأقوال الشاذة والباطلة .
3/ هناك مسائل في هذه المقدمة فيها صعوبة ، ويعسر إدراكها على المبتدئين بل على المتوسطين .
4/ هناك استطرادات للشيخ في بغض فصول الرسالة ، وهي مفيدة ولكنها تشتت ذهن الطالب المبتدئ غير المتمرس في قراءة كلام الشيخ ، وقد عُرف – رحمه الله – بطول النَفَس في بحث بعض المسائل , والاستطراد الطويل , وتكرار الأدلة , والردود بأساليب مختلفة ، ولعلَّ ذلك راجع إلى سرعته في الكتابة , واعتماده على حفظه , وعدم نظره فيما يكتب مرة أخرى ؛ لكثرة تأليفه , وقيامه بأعباء التعليم , والجهاد , والدعوة , ويظهر ذلك بالمقارنة بين كتبه , وكتب تلاميذه , رحمة الله على الجميع .
أعود وأقول : إن هذه الملحوظات لا تقدح في هذه المقدمة النفيسة ولا في مؤلفها ؛ فإن الشيخ – قدس الله روحه – ألفها من إملاء الفؤاد استجابة لرغبة بعض الإخوان كما ذكر ، فركز فيها على ما يحتاجه السائل وأمثاله في ذلك الوقت ممن يقرأ في المطولات وجوامع التفاسير التي تحوي الصحيح والسقيم والغث والسمين ، ولم يؤلفها لطالب صغير لم يقرأ كتاباً واحداً من تلك المطولات . بقي أن يقال ما هو البديل المناسب ؟ وهل نحن بحاجة إلى مقدمة محررة جامعة في هذا العلم تناسب المبتدئين في هذا العصر؟ وهل تدمج أصول التفسير ومناهج المفسرين في كتاب واحد ؟ أرجو من الإخوة المهتمين المشاركة والإفادة .