حول مصحف ابن مسعود...للشيخ ناصر الماجد

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع الراية
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

الراية

New member
إنضم
18/04/2003
المشاركات
303
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[color=330099]سمعت أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لم يدخل سورتي الفلق والناس في مصحفه، ما سبب ذلك؟[/color]
الجواب /
24/2/1425هـ




[color=CC0000]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما أشار إليه السائل الكريم عن ابن مسعود رضي الله عنه صحيح، إذ روي ذلك عنه بأسانيد حسان، فقد أخرج ابن حبان(797) وغيره عن زر بن حبيش قال: لقيت أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت له: "إن ابن مسعود رضي الله عنه كان يحك المعوذتين من المصاحف ويقول: إنهما ليستا من القرآن فلا تجعلوا فيه ما ليس منه ... الحديث"، وأخرج الطبراني في الكبير(9151) عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: لا تخلطوا بالقرآن ما ليس فيه، فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النبي – صلى الله عليه وسلم- "قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" وكان عبد الله رضي الله عنه يمحوهما من المصحف. وأخرج الطبراني في الكبير(9148) عن عبد الرحمن بن يزيد قال: رأيت عبد الله رضي الله عنه يحك المعوذتين، ويقول: لم تزيدون ما ليس فيه، وفي لفظ عنده: ليستا من كتاب الله.
وقد اختلف الأئمة قديما في هذا المروي عن ابن مسعود رضي الله عنه فمنهم من رد الرواية عنه وضعفها بل وبالغ في إنكارها كصنيع ابن حزم رحمه الله، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها بما لا يخلو من ضعف، كصنيع الباقلاني رحمه الله، وبكل حال فإن هذا المروي عن ابن مسعود رضي الله عنه اجتهاد منه، بحسب ما انتهى إليه علمه، إذ ظن أنهما دعاء كان النبي– صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بهما، يدل على ذلك ما رواه الطبراني في الكبير(9152) عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه أنه كان يحك المعوذتين من المصاحف، ويقول( إنما أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أن يتعوذ بهما ولم يكن يقرأ بهما) وهذا منه رضي الله عنه اجتهاد بحسب ما انتهى إليه علمه، وهو بشر غير معصوم يصيب ويخطئ، كما يصيب البشر ويخطئون، ولا عصمة لقول أحد بعد النبي – صلى الله عليه وسلم- ، ولذا رأينا الصحابة رضي الله عنهم لم يقروه على قوله بل خالفوه، وأجمعوا على إثبات المعوذتين في المصحف الإمام وفي سائر المصاحف التي أُرسلت إلى الأمصار، ولم ينقل عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنه تابع ابن مسعود رضي الله عنه على قوله هذا، بل رأينا أبي بن كعب رضي الله عنه يخالفه في ذلك استنادا إلى ما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- فقد أخرج أحمد(21186) وغيره بسند صحيح عن زر بن حبيش قال: قلت لأبي بن كعب رضي الله عنه: إن ابن مسعود رضي الله عنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه! فقال: أشهد أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أخبرني أن جبريل عليه السلام قال له: "قل أعوذ برب الفلق" فقلتها، فقال: "قل أعوذ برب الناس" فقلتها، فنحن نقول ما قال النبي – صلى الله عليه وسلم- ومن المتقرر؛ أن من حفظ وعلم، حجة على من لم يحفظ ولم يعلم، فابن مسعود رضي الله عنه لم يحفظ ولم يعلم هاتين السورتين، وغيره من سائر الصحابة رضي الله عنهم علمها وحفظها فالحجة لهم عليه، وكذلك لم ينقل عن أحد من تلاميذ ابن مسعود رضي الله عنه ـ مع كثرتهم وجلالة قدرهم ـ أنه تابعه على قوله هذا، بل ثبت عن بعضهم مخالفته صراحة فقد روى ابن أبي شيبة(30197) عن النخعي قال : قلت للأسود بن يزيد ـ وكان من أعلم أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه من القرآن هما؟ قال: نعم، يعني المعوذتين. وفوق هذا أن إجماع الأمة كلها من عهد الصحابة رضي الله عنهم إلى يومنا على إثبات هاتين السورتين أبلغ دليل على خطأ هذا القول، ومع هذا فقد ثبتت أحاديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم- في المعوذتين خصوصا تدل على أنهما من القرآن الكريم، وأنهما أنزلتا كما أنزل القرآن الكريم، فقد أخرج النسائي(953) وغيره بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنزل علي آيات الليلة لم يُر مثلهن قط "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ برب الناس"، وأخرج أحمد(17341) وغيره بسند صحيح عنه أيضا أنه قال اتبعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت أقرئني سورة هود أو سورة يوسف فقال: "لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من "قل أعوذ برب الفلق" "قل أعوذ برب الناس". فالحمد لله الذي حفظ كتابه من التبديل وصانه من التغيير، هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. [/color]


http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=44992
 
عجباً !!

عجباً !!

ألم تثبت قراءة ابن مسعود و فيها المعوذتان و حفظها عنه مئات القراء ؟!!
 
كلام وجيه ...

كلام وجيه ...

بارك الله فيكم يا شيخنا الجليل و لكن هذا لا يحل الإشكال في كون قراءة ابن مسعود تتضمن المعوذتين مما لا يتفق و صحة هذه الروايات خاصة و قد ردها العديدون من العلماء مثل الرازي و الأنباري و النووي و ابن حزم و الباقلاني و غيرهم .
وفي تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (ص21) نقلاً عن أعداء أهل الحديث أن ابن مسعود: ثم جحد من كتاب الله تعالى سورتين. فهبه لم يشهد قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بهما، فهلا استدل بعجيب تأليفهما وأنهما على نظم سائر القرآن المعجز للبلغاء أن ينظموا نظمه وأن يحسنوا مثل تأليفه؟!
سبحان الله !! هل يليق بابن مسعود رضي الله عنه أن يكون هذا رأينا فيه ؟!!
 
يجب أن تتوافر لدينا الجرأة في رد مثل هذه الروايات التي تفضي إلى النيل من الكتاب العزيز فصحة السند لا ينبغي أن تقف دافعا وحصنا يزعزع ثوابتنا أو يلجئنا إلى تأويلات متكلفة غير مستساغة كهذا التأويل الذي يزعم أن ابن مسعود رضي الله عنه ربما لم يعلم كونهما من القرآن ، هل هذا مما يقبل ؟!!.
لن أستغرق كما استغرق غيري في إثبات كون المعوذتين من القرآن ، فالأمر أهون من هذا ، ويتمثل في رد الروايات التي تفيد أن ابن مسعود أنكر كون المعوذتين من القرآن . واعتماد أن المعوذتين ثابتتان عن ابن مسعود في روايات من تلقوا عنه من القراء
يجب علينا أن نوجه النظر أن ننشط الهمم نحو نقد المتون التي لم تحظ بما حظي به السند من اهتمام ، والمعروف عند علماء فن المصطلح أن لا تلازم بين صحة المتن وصحة السند ، فكم من متون واهية مريضة ركبت لها أسانيد غاية في الصحة ، وكم من متون صحيحة لم تجد لها سندا قويا ينقلها.
وكيف ننسى ونحن نحكم بصحة روايات تطعن في المقطوع به كيف ننسى قول المحدثين: إن الصحيح قد لا يكون صحيحا في نفس الأمر لجواز السهو الخطأ على الثقة ...
وإذا عدنا بكلامنا إلى الموضوع المطروح وتذكرنا أن ابن مسعود نسب إليه أنه لم يثبت الفاتحة في مصحفة كذلك ووقفنا على اتعليلات المعلولة والتأويلات السمجة التي قيلت في فلسفة هذا الموقف فسوف نعرف كم نحن محتاجون إلى مراجعة كثير من المتون ودراستها دراسة تعيد الحق إلى نصابه والعقل إلى صوابه.
فبالله عليكم بماذا كان يصلي ابن مسعود لو لم تكن الفاتحة عنده أيضا من القرآن ؟ !!
 
عودة
أعلى