محمد بن جماعة
New member
- إنضم
- 23/01/2007
- المشاركات
- 1,211
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 38
- الإقامة
- كندا
- الموقع الالكتروني
- www.muslimdiversity.net
أعلم أن المؤتمر عقد منذ سنتين. ولكن أضعه هنا للعلم والمتابعة. وأعتذر إن كان الموضوع مكررا، لأنني لم أره في المنتدى.
===================
مؤتمر: التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم
بيروت : 12-13 محرم 1427ﻫ/الموافق 11-12 فبراير2006م
سامر رشواني، وعبد الرحمن حللي
المصدر: موقع المعهد العالمي للفكر الإسلامي
عقد المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع الملتقى الفكري للإبداع مؤتمراً في العاصمة اللبنانية بيروت حول: "التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم"، وذلك يومي السبت والأحد 12-13/ محرم/ 1427ﻫ الموافق لـ 11-12/ شباط- فبراير/2006م، شارك فيه عشرون باحثاً من لبنان وسورية والعراق والبحرين والأردن والمغرب والجزائر وتونس وماليزيا، قدًّموا فيه بحوثا متنوعة يمكن إدراجها في ثلاثة محاور أساسية:
أولاً: رصد الدراسات القرآنية الحديثة في العالم العربي والإسلامي والغربي.
ثانياً: العلاقة بين اللسانيات والقرآن الكريم (اللغة والدلالة، الصوتيات والتعبير الفني).
ثالثاً: قضايا النص والتاريخ والتأويل (المنهج والمقاربات).
وقد قدمت أبحاث المؤتمر والحوارات حولها في تسع جلسات تضمنها البرنامج، فافتتحت الجلسة الأولى بآيات من الذكر الحكيم، ورأس الجلسة الدكتور رضوان السيد الذي تحدث عن أهمية المؤتمر من حيث إسهامه في معرفة آخر ما وصلت إليه الدراسات العلمية عن القرآن والرصيد الذي خلفته في العقود الأخيرة، ثم تحدث الدكتور فتحي ملكاوي الذي ألقى كلمة المعهد العالمي للفكر الإسلامي مؤكداً أهمية هذا اللقاء بحد ذاته باعتباره فرصة لالتقاء المختصين في الدراسات القرآنية، كما أكد على أهمية العناية بالدراسات حول القرآن باعتباره مرجعية نهوض الأمة.ثم ألقى الأستاذ معتز الخطيب كلمة الملتقى الفكري للإبداع مؤكداً ضرورة إعادة بناء العلاقة مع القرآن نظراً إلى أن أي موقف إصلاحي يستلزم بالضرورة أن تكون له رؤية قرآنية خاصة، كما أشار إلى التحديات تواجه الدراسات القرآنية الحديثة وضرورة التعامل معها.ألقى بعدها الدكتور طه جابر العلواني محاضرة حول "أصول القراءة" توجه فيها بالنقد للدراسات القرآنية في عصور الانحطاط باعتبارها اقتصرت على الدراسات البلاغية والتعبدية متجاهلة أو متناسية البعد الاستخلافي المطلوب لدراسة القرآن، كما انتقد اهتمام المستشرقين بالتراث المريض وتجاهل المسلمين لنقد هذا التراث، كما تحدث الدكتور العلواني عن أصول القراءة وعناصرها، فتناول قضايا عديدة منها ارتباط القراءة بالزمان والمكان والبعد الغيبي، مركزاً النظر على ضرورة جعل القرآن مصدراً للهداية والاستنصار والاستخلاف، ملاحظاً انشغال الكليات الشرعية بما دار حول القرآن دون الانشغال بالقرآن ذاته.
وفي الجلسة الثانية تحدث الدكتور رضوان السيد (الجامعة اللبنانية) عن "الدراسات الاستشراقية المعاصرة والحديثة" لاسيما نولدكه وعمله حول تاريخ القرآن الذي انتهى إلى أن نبوة محمد إنما هي نموذج لنبوات العهد القديم وأن القرآن مأخوذ عن المأثورات اليهودية والمسيحية، أما في حقبة الستينات فسادت القراءات التفكيكية الراديكالية وهي نوعان التفكيك الداخلي (جون واسنبرو، كوك، كرون)، والتفكيك الخارجي (ليلنغ، لوكسمبورغ) بإرجاع النص إلى مصادر تاريخية أو دينية، وفي نهاية المحاضرة أكد السيد على أن عدم جدية الدراسات الاستشراقية خلال العقدين الأخيرين ناتج عن طبيعة التصورات الغربية عن وضع المسلمين في العالم.ثم تحدث الدكتور إسماعيل حاج عبد الله (الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا) عن "تأثير المدرسة الإصلاحية في مناهج مفسري عالم الملايو" وخلص فيها إلى تأكيد التأثير الكبير لمدرسة المنار والمراغي بالخصوص في تلك البلاد لاسيما تفسير مصطفى محمود، مع ملاحظة تراجع اهتمام مسلمي الملايو بالتفاسير الإصلاحية في العقود الأخيرة.أما الأستاذ محمد زراقط (معهد الرسول الأكرم - لبنان) فقد تحدث عن "الدراسات القرآنية في إيران"، متناولاً ترجمة القرآن إلى الفارسية وإشكالاتها، وتفسير "راهنامه" ومنهجيته التفسيرية القائمة على ربط الآيات ربط الآيات بالأنساق الموضوعية.
وفي الجلسة الثالثة تحدث الدكتور إسرار خان (الجامعة الإسلامية العالمية- ماليزيا) عن تفسير "أمين أحسن إصلاحي:تقييم منهجه في التفسير" الذي كتبه بالأوردية وبقي مجهولاً على الرغم من أهميته الكامنة في اعتماد مفهوم نظم القرآن وعمود السورة أساساً منهجياً في دراسة القرآن الكريم.ثم قدم الدكتور عبد الله الجيوسي (جامعة اليرموك - الأردن) ورقة عن "تطور البحث العلمي في العصر الحديث من خلال الرسائل الجامعية:الدراسات القرآنية نموذجاً"، قام فيها برصد (4102) رسالة بين 1918-2005 ، في 105 جامعات ملاحظاً التفاوت بين الرسائل والتكرار وغلبة التفسير الموضوعي على مضامينها.تحدث بعده الدكتور أحمد إدريس الطعان (كلية الشريعة-جامعة دمشق) عن "القرآن الكريم والتأويلية العلمانية:النص واللعب الحر" مؤكداً أن هناك وحدة متخفية وراء المقاربات العلمانية للقرآن متذرعة بالمناهج الحديثة والتأويل سعياً إلى أنسنة النص القرآني من خلال التذرع بمفاهيم حديثة مثل التناص والرمزية ولا نهائية المعنى.
وفي الجلسة الرابعة قدم الدكتور المصطفى تاج الدين (جامعة ظفار – عمان) ورقة عن "النص القرآني والمنهج اللساني:قراءة في كتاب الله والإنسان للمستشرق الياباني توشيهيكو إزوتسو" تحدث فيها عن كتب معاني القرآن وكونها البداية للتفسير النسقي المعتمد على التحليل الدلالي ومؤصلاً لأهمية اللسانيات في التفسير، ثم عرض نظرية الحقول الدلالية كما قدمها ايزوتسو وطبقها.ثم تحدث الأستاذ عبد الرحمن الحاج (الملتقى الفكري للإبداع) عن "المفردة القرآنية كأداة لتحليل الخطاب" مبيناً في ورقته أهمية دراسة القرآن من خلال الشبكة الاصطلاحية للمفاهيم والمفردات الموجودة في القرآن ومن خلال اعتماد المحور التركيبي لسور القرآن.
ثم قدم بعده الدكتور مسعود الصحراوي (جامعة الأغواط – الجزائر) ورقة عن "جدل العلاقة بين السياق الجزئي والسياق الكلي في القرآن" انتقد فيها التجارب التأويلية التي زعمت الاعتماد على المنهج اللساني وهي بعيدة عنه وتعتورها مشكلات حقيقية على مستوى التطبيق مؤكداً أهمية قوانين التأويل اللغوية وبالخصوص السياقين الكلي والجزئي.
وفي الجلسة الخامسة قدم الدكتور غانم قدوري الحمد (جامعة تكريت – العراق) ورقة عن "تجديد التجويد في ضوء الدرس الصوتي الحديث مع مراجعة أحكام الضاد" دعا فيها إلى إعادة النظر في بعض قضايا علم التجويد بما يتوافق مع علم الصوتيات الحديث مطبقاً ذلك على طريقة أداء صوت الضاد. وقدم بعده الدكتور عماد الدين الرشيد (كلية الشريعة-جامعة دمشق – سورية) ورقة عن "التعبير الفني في القرآن الكريم: الدراما القرآنية نموذجاً" تحدث فيها عن تحويل اللغة المسموعة إلى حالة مرئية تنتقل من اللفظ إلى المخيلة مشيراً إلى أن الدراما تقوم على صناعة الأحداث فهي تمثيلية حوارية غير سردية تعتمد أساساً على إثارة الخيال. واختتمت الجلسة وأعمال اليوم الأول بورقة قدمها الأستاذ سامر رشواني (دار العلوم- القاهرة) عن "نشأة الإعجام في الخط العربي وأثره في الرسم العثماني من خلال الكشوف الأثرية الحديثة" تحدث فيها عن الخلاف حول تاريخ نشأة الإعجام في الخط العربي وما ترتب عليه من تصور عن طبيعة رسم المصحف العثماني وتاريخ المصاحف المخطوطة.
بدأت أعمال اليوم الثاني بالجلسة السادسة التي افتتحت بورقة للدكتور احميدة النيفر (جامعة الزيتونة – تونس) عن "تجديد مناهج التفسير:أطروحة أبو القاسم حاج حمد نموذجاً"ناقش فيها مفهوم الجدل في كتاب "العالمية الإسلامية الثانية" كما عرض لإشكالية أطروحته والمنهج الذي اعتمده ونموذج من القراءة التجديدية التي قدمها. وقدم بعدها الدكتور عبد الرحمن حللي (كلية الشريعة-جامعة دمشق – سورية) ورقة عن "المطلق والنسبي في القرآن الكريم:تطبيق في سورة التوبة" تحدث فيها عن وصف القرآن بأنه مطلق ومحددات نسبي الدلالة في القرآن ولاحظ عدم اعتناء المفسرين ببعض الجزئيات في ثنايا النص وما يمكن أن تؤثر به في دلالته، مستشهداً بأل العهد في لفظ "المشركين" في سورة التوبة والتي تجعل دلالتها نسبية.ثم تحدث الأستاذ معتز الخطيب (من الملتقى الفكري للإبداع) عن قضية "عرض الحديث على القرآن: مشروعيته وإشكالاته" حاول فيه رسم ملامح وخطوط نشأة الفكرة وتطوراتها معرفياً وأيديولوجياً موضحاً مسارات الفكرة مستشهداً بنماذج من التراث الإسلامي والمقاربات المعاصرة.
وافتتحت الجلسة السابعة بورقة للدكتورة رقية طه جابر العلواني (جامعة البحرين) عن "ضوابط التأويل وأبعادها المنهجية في الدراسات القرآنية الحديثة" تحدثت فيها عن اتجاهين في التأويل أحدهما مفرط في إهمال الضوابط والآخر يرفض أي نوع من التأويل مهما كان منضبطاً، وذكرت ضابطين للتأويل ينبغي مراعاتهما الأول القراءة الشمولية في مقابل القراءة التجزيئية والثاني الاعتماد على مقاصدية النصوص والقول بأن كل نص يحمل مقصداً ذاتياً.
وقدم الدكتور أحمد الخضراوي (جامعة الزيتونة – تونس)ورقة عن "هيرمنيوطيقا النص القرآني" ملاحظاً أن التفكير بالقرآن أصبح تفكيراً تكرارياً اجترارياً لا اختلافياً اجتهادياً، ورأى أن تراجع التعامل مع القرآن كقوة تأملية ذات منزع تحرري نتج عنه تراجع عقلي، وتحدث عن القداسة باعتبارها أساساً في القراءة العلمية للقرآن.
وتحدث في الجلسة الثامنة الدكتور محمد الطاهر الميساوي (الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا) الذي قدم ورقة بعنوان "التفسير الموضوعي مفهوماً ومنهجاً: دراسة تاريخية وتحليلية مقارنة" تتبع فيها تطور التفسير الموضوعي من عبد الله دراز ومحمد محمود حجازي إلى فضل الرحمن وباقر الصدر، والحركة المزدوجة التي اقترحها الأخيران في فهم التفسير الموضوعي والقائم على الصلة بين النص والواقع، ثم تحدث الدكتور مصطفى بوهندي (جامعة محمد الخامس – المغرب) عن " المقترح القرآني في مجال الإنسان من خلال قضية العهد بين إبراهيم وربه" تناول فيها قصة إبراهيم عليه السلام مع ولديه كما تناقلها التراث اليهودي والمسيحي ثم الإسلامي، وركز بصورة خاصة على قراءة قصة إبراهيم من خلال الهجادة.
أما الجلسة التاسعة فتضمنت كلمة ختامية للدكتور طه جابر العلواني تحدث فيها عن قراءة كتاب الله عز وجل سبيلاً للخروج من الأزمة الحالَّة بالمسلمين، وطالب علماء المسلمين بتقديم قراءة ميسرة للقرآن تتصف بالحيوية والمرونة والفعالية، وركز على فكرة أن القرآن يفسر بعضه بعضاً مبرزاً القضايا التي ينبغي التركيز عليها لفعالية التعامل مع القرآن، وبعد تلك الكلمة تلا الدكتور عبد الرحمن حللي "البيان الختامي" المتضمن للتوصيات التي اعتمدها الباحثون المشاركون في المؤتمر.
هذا وقد أعقبت كل جلسة بنقاشات وحوارات مطولة حول الأوراق التي قدمت فيها، وكانت نقاشات ثرية باختلافها وتنوع اتجاهاتها. وقد أسفرت تلك البحوث والحوارات عن هموم مشتركة وتوصيات نجملها فيما يلي:
أولاً: تدريس التراث الإسلامي في علوم اللغة وعلوم النص إضافة إلى علوم اللسانيات الحديثة، وإيلاء العلوم المنهجية عناية خاصة في كليات الدراسات الإسلامية.
ثانياً: وضع خطة عمل للعناية بالدراسات القرآنية من المنظور الحضاري بما يحقق القصد الاستخلافي من كتاب الله عز وجل. وتشجيع الدراسات والبحوث المتخصصة في مراجعة التراث التفسيري ومعالجة القضايا الإشكالية التي تشكل مطعناً في القرآن. وترجمة الدراسات القرآنية الهامة من اللغات الإسلامية والأجنبية إلى اللغة العربية والعكس.
ثالثاً: تنظيم حلقات نقاش متخصصة لمناقشة المشاريع النهضوية في القرن العشرين وصلتها بالقرآن. وعقد ندوات دورية عبر الانترنت وغيرها بالاشتراك بين مختلف الباحثين لمناقشة مواضيع دقيقة ومحددة في علوم القرآن.
رابعاً: وضع خطة لإنشاء مركز متخصص بالدراسات القرآنية، يعنى بالتنسيق بين مختلف الجهات الأكاديمية المعنية بالدراسات القرآنية، ويقوم برصد كل ما يصدر من أبحاث متعلقة بالقرآن الكريم، والتوجيه للتكامل بينها، والتوصية بنشر الرسائل الجامعية المهمة.
خامساً: إقامة شبكة من الباحثين المتخصصين بالدراسات القرآنية تمثل هيئة علمية للتواصل والحوار والمتابعة. وتطوير التواصل بينهم عن طريق نشرة إخبارية شهرية تعرِّف بآخر ما صدر من دراسات وأبحاث تتعلق بالقرآن الكريم من مختلف اللغات، ويمكن أن تكون هذه النشرة إلكترونية.
سادساً: تشكيل لجنة من المعهد العالمي للفكر الإسلامي والملتقى الفكري للإبداع للعمل على متابعة تنفيذ التوصيات المذكورة.
===================
مؤتمر: التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم
بيروت : 12-13 محرم 1427ﻫ/الموافق 11-12 فبراير2006م
سامر رشواني، وعبد الرحمن حللي
المصدر: موقع المعهد العالمي للفكر الإسلامي
عقد المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع الملتقى الفكري للإبداع مؤتمراً في العاصمة اللبنانية بيروت حول: "التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم"، وذلك يومي السبت والأحد 12-13/ محرم/ 1427ﻫ الموافق لـ 11-12/ شباط- فبراير/2006م، شارك فيه عشرون باحثاً من لبنان وسورية والعراق والبحرين والأردن والمغرب والجزائر وتونس وماليزيا، قدًّموا فيه بحوثا متنوعة يمكن إدراجها في ثلاثة محاور أساسية:
أولاً: رصد الدراسات القرآنية الحديثة في العالم العربي والإسلامي والغربي.
ثانياً: العلاقة بين اللسانيات والقرآن الكريم (اللغة والدلالة، الصوتيات والتعبير الفني).
ثالثاً: قضايا النص والتاريخ والتأويل (المنهج والمقاربات).
وقد قدمت أبحاث المؤتمر والحوارات حولها في تسع جلسات تضمنها البرنامج، فافتتحت الجلسة الأولى بآيات من الذكر الحكيم، ورأس الجلسة الدكتور رضوان السيد الذي تحدث عن أهمية المؤتمر من حيث إسهامه في معرفة آخر ما وصلت إليه الدراسات العلمية عن القرآن والرصيد الذي خلفته في العقود الأخيرة، ثم تحدث الدكتور فتحي ملكاوي الذي ألقى كلمة المعهد العالمي للفكر الإسلامي مؤكداً أهمية هذا اللقاء بحد ذاته باعتباره فرصة لالتقاء المختصين في الدراسات القرآنية، كما أكد على أهمية العناية بالدراسات حول القرآن باعتباره مرجعية نهوض الأمة.ثم ألقى الأستاذ معتز الخطيب كلمة الملتقى الفكري للإبداع مؤكداً ضرورة إعادة بناء العلاقة مع القرآن نظراً إلى أن أي موقف إصلاحي يستلزم بالضرورة أن تكون له رؤية قرآنية خاصة، كما أشار إلى التحديات تواجه الدراسات القرآنية الحديثة وضرورة التعامل معها.ألقى بعدها الدكتور طه جابر العلواني محاضرة حول "أصول القراءة" توجه فيها بالنقد للدراسات القرآنية في عصور الانحطاط باعتبارها اقتصرت على الدراسات البلاغية والتعبدية متجاهلة أو متناسية البعد الاستخلافي المطلوب لدراسة القرآن، كما انتقد اهتمام المستشرقين بالتراث المريض وتجاهل المسلمين لنقد هذا التراث، كما تحدث الدكتور العلواني عن أصول القراءة وعناصرها، فتناول قضايا عديدة منها ارتباط القراءة بالزمان والمكان والبعد الغيبي، مركزاً النظر على ضرورة جعل القرآن مصدراً للهداية والاستنصار والاستخلاف، ملاحظاً انشغال الكليات الشرعية بما دار حول القرآن دون الانشغال بالقرآن ذاته.
وفي الجلسة الثانية تحدث الدكتور رضوان السيد (الجامعة اللبنانية) عن "الدراسات الاستشراقية المعاصرة والحديثة" لاسيما نولدكه وعمله حول تاريخ القرآن الذي انتهى إلى أن نبوة محمد إنما هي نموذج لنبوات العهد القديم وأن القرآن مأخوذ عن المأثورات اليهودية والمسيحية، أما في حقبة الستينات فسادت القراءات التفكيكية الراديكالية وهي نوعان التفكيك الداخلي (جون واسنبرو، كوك، كرون)، والتفكيك الخارجي (ليلنغ، لوكسمبورغ) بإرجاع النص إلى مصادر تاريخية أو دينية، وفي نهاية المحاضرة أكد السيد على أن عدم جدية الدراسات الاستشراقية خلال العقدين الأخيرين ناتج عن طبيعة التصورات الغربية عن وضع المسلمين في العالم.ثم تحدث الدكتور إسماعيل حاج عبد الله (الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا) عن "تأثير المدرسة الإصلاحية في مناهج مفسري عالم الملايو" وخلص فيها إلى تأكيد التأثير الكبير لمدرسة المنار والمراغي بالخصوص في تلك البلاد لاسيما تفسير مصطفى محمود، مع ملاحظة تراجع اهتمام مسلمي الملايو بالتفاسير الإصلاحية في العقود الأخيرة.أما الأستاذ محمد زراقط (معهد الرسول الأكرم - لبنان) فقد تحدث عن "الدراسات القرآنية في إيران"، متناولاً ترجمة القرآن إلى الفارسية وإشكالاتها، وتفسير "راهنامه" ومنهجيته التفسيرية القائمة على ربط الآيات ربط الآيات بالأنساق الموضوعية.
وفي الجلسة الثالثة تحدث الدكتور إسرار خان (الجامعة الإسلامية العالمية- ماليزيا) عن تفسير "أمين أحسن إصلاحي:تقييم منهجه في التفسير" الذي كتبه بالأوردية وبقي مجهولاً على الرغم من أهميته الكامنة في اعتماد مفهوم نظم القرآن وعمود السورة أساساً منهجياً في دراسة القرآن الكريم.ثم قدم الدكتور عبد الله الجيوسي (جامعة اليرموك - الأردن) ورقة عن "تطور البحث العلمي في العصر الحديث من خلال الرسائل الجامعية:الدراسات القرآنية نموذجاً"، قام فيها برصد (4102) رسالة بين 1918-2005 ، في 105 جامعات ملاحظاً التفاوت بين الرسائل والتكرار وغلبة التفسير الموضوعي على مضامينها.تحدث بعده الدكتور أحمد إدريس الطعان (كلية الشريعة-جامعة دمشق) عن "القرآن الكريم والتأويلية العلمانية:النص واللعب الحر" مؤكداً أن هناك وحدة متخفية وراء المقاربات العلمانية للقرآن متذرعة بالمناهج الحديثة والتأويل سعياً إلى أنسنة النص القرآني من خلال التذرع بمفاهيم حديثة مثل التناص والرمزية ولا نهائية المعنى.
وفي الجلسة الرابعة قدم الدكتور المصطفى تاج الدين (جامعة ظفار – عمان) ورقة عن "النص القرآني والمنهج اللساني:قراءة في كتاب الله والإنسان للمستشرق الياباني توشيهيكو إزوتسو" تحدث فيها عن كتب معاني القرآن وكونها البداية للتفسير النسقي المعتمد على التحليل الدلالي ومؤصلاً لأهمية اللسانيات في التفسير، ثم عرض نظرية الحقول الدلالية كما قدمها ايزوتسو وطبقها.ثم تحدث الأستاذ عبد الرحمن الحاج (الملتقى الفكري للإبداع) عن "المفردة القرآنية كأداة لتحليل الخطاب" مبيناً في ورقته أهمية دراسة القرآن من خلال الشبكة الاصطلاحية للمفاهيم والمفردات الموجودة في القرآن ومن خلال اعتماد المحور التركيبي لسور القرآن.
ثم قدم بعده الدكتور مسعود الصحراوي (جامعة الأغواط – الجزائر) ورقة عن "جدل العلاقة بين السياق الجزئي والسياق الكلي في القرآن" انتقد فيها التجارب التأويلية التي زعمت الاعتماد على المنهج اللساني وهي بعيدة عنه وتعتورها مشكلات حقيقية على مستوى التطبيق مؤكداً أهمية قوانين التأويل اللغوية وبالخصوص السياقين الكلي والجزئي.
وفي الجلسة الخامسة قدم الدكتور غانم قدوري الحمد (جامعة تكريت – العراق) ورقة عن "تجديد التجويد في ضوء الدرس الصوتي الحديث مع مراجعة أحكام الضاد" دعا فيها إلى إعادة النظر في بعض قضايا علم التجويد بما يتوافق مع علم الصوتيات الحديث مطبقاً ذلك على طريقة أداء صوت الضاد. وقدم بعده الدكتور عماد الدين الرشيد (كلية الشريعة-جامعة دمشق – سورية) ورقة عن "التعبير الفني في القرآن الكريم: الدراما القرآنية نموذجاً" تحدث فيها عن تحويل اللغة المسموعة إلى حالة مرئية تنتقل من اللفظ إلى المخيلة مشيراً إلى أن الدراما تقوم على صناعة الأحداث فهي تمثيلية حوارية غير سردية تعتمد أساساً على إثارة الخيال. واختتمت الجلسة وأعمال اليوم الأول بورقة قدمها الأستاذ سامر رشواني (دار العلوم- القاهرة) عن "نشأة الإعجام في الخط العربي وأثره في الرسم العثماني من خلال الكشوف الأثرية الحديثة" تحدث فيها عن الخلاف حول تاريخ نشأة الإعجام في الخط العربي وما ترتب عليه من تصور عن طبيعة رسم المصحف العثماني وتاريخ المصاحف المخطوطة.
بدأت أعمال اليوم الثاني بالجلسة السادسة التي افتتحت بورقة للدكتور احميدة النيفر (جامعة الزيتونة – تونس) عن "تجديد مناهج التفسير:أطروحة أبو القاسم حاج حمد نموذجاً"ناقش فيها مفهوم الجدل في كتاب "العالمية الإسلامية الثانية" كما عرض لإشكالية أطروحته والمنهج الذي اعتمده ونموذج من القراءة التجديدية التي قدمها. وقدم بعدها الدكتور عبد الرحمن حللي (كلية الشريعة-جامعة دمشق – سورية) ورقة عن "المطلق والنسبي في القرآن الكريم:تطبيق في سورة التوبة" تحدث فيها عن وصف القرآن بأنه مطلق ومحددات نسبي الدلالة في القرآن ولاحظ عدم اعتناء المفسرين ببعض الجزئيات في ثنايا النص وما يمكن أن تؤثر به في دلالته، مستشهداً بأل العهد في لفظ "المشركين" في سورة التوبة والتي تجعل دلالتها نسبية.ثم تحدث الأستاذ معتز الخطيب (من الملتقى الفكري للإبداع) عن قضية "عرض الحديث على القرآن: مشروعيته وإشكالاته" حاول فيه رسم ملامح وخطوط نشأة الفكرة وتطوراتها معرفياً وأيديولوجياً موضحاً مسارات الفكرة مستشهداً بنماذج من التراث الإسلامي والمقاربات المعاصرة.
وافتتحت الجلسة السابعة بورقة للدكتورة رقية طه جابر العلواني (جامعة البحرين) عن "ضوابط التأويل وأبعادها المنهجية في الدراسات القرآنية الحديثة" تحدثت فيها عن اتجاهين في التأويل أحدهما مفرط في إهمال الضوابط والآخر يرفض أي نوع من التأويل مهما كان منضبطاً، وذكرت ضابطين للتأويل ينبغي مراعاتهما الأول القراءة الشمولية في مقابل القراءة التجزيئية والثاني الاعتماد على مقاصدية النصوص والقول بأن كل نص يحمل مقصداً ذاتياً.
وقدم الدكتور أحمد الخضراوي (جامعة الزيتونة – تونس)ورقة عن "هيرمنيوطيقا النص القرآني" ملاحظاً أن التفكير بالقرآن أصبح تفكيراً تكرارياً اجترارياً لا اختلافياً اجتهادياً، ورأى أن تراجع التعامل مع القرآن كقوة تأملية ذات منزع تحرري نتج عنه تراجع عقلي، وتحدث عن القداسة باعتبارها أساساً في القراءة العلمية للقرآن.
وتحدث في الجلسة الثامنة الدكتور محمد الطاهر الميساوي (الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا) الذي قدم ورقة بعنوان "التفسير الموضوعي مفهوماً ومنهجاً: دراسة تاريخية وتحليلية مقارنة" تتبع فيها تطور التفسير الموضوعي من عبد الله دراز ومحمد محمود حجازي إلى فضل الرحمن وباقر الصدر، والحركة المزدوجة التي اقترحها الأخيران في فهم التفسير الموضوعي والقائم على الصلة بين النص والواقع، ثم تحدث الدكتور مصطفى بوهندي (جامعة محمد الخامس – المغرب) عن " المقترح القرآني في مجال الإنسان من خلال قضية العهد بين إبراهيم وربه" تناول فيها قصة إبراهيم عليه السلام مع ولديه كما تناقلها التراث اليهودي والمسيحي ثم الإسلامي، وركز بصورة خاصة على قراءة قصة إبراهيم من خلال الهجادة.
أما الجلسة التاسعة فتضمنت كلمة ختامية للدكتور طه جابر العلواني تحدث فيها عن قراءة كتاب الله عز وجل سبيلاً للخروج من الأزمة الحالَّة بالمسلمين، وطالب علماء المسلمين بتقديم قراءة ميسرة للقرآن تتصف بالحيوية والمرونة والفعالية، وركز على فكرة أن القرآن يفسر بعضه بعضاً مبرزاً القضايا التي ينبغي التركيز عليها لفعالية التعامل مع القرآن، وبعد تلك الكلمة تلا الدكتور عبد الرحمن حللي "البيان الختامي" المتضمن للتوصيات التي اعتمدها الباحثون المشاركون في المؤتمر.
هذا وقد أعقبت كل جلسة بنقاشات وحوارات مطولة حول الأوراق التي قدمت فيها، وكانت نقاشات ثرية باختلافها وتنوع اتجاهاتها. وقد أسفرت تلك البحوث والحوارات عن هموم مشتركة وتوصيات نجملها فيما يلي:
أولاً: تدريس التراث الإسلامي في علوم اللغة وعلوم النص إضافة إلى علوم اللسانيات الحديثة، وإيلاء العلوم المنهجية عناية خاصة في كليات الدراسات الإسلامية.
ثانياً: وضع خطة عمل للعناية بالدراسات القرآنية من المنظور الحضاري بما يحقق القصد الاستخلافي من كتاب الله عز وجل. وتشجيع الدراسات والبحوث المتخصصة في مراجعة التراث التفسيري ومعالجة القضايا الإشكالية التي تشكل مطعناً في القرآن. وترجمة الدراسات القرآنية الهامة من اللغات الإسلامية والأجنبية إلى اللغة العربية والعكس.
ثالثاً: تنظيم حلقات نقاش متخصصة لمناقشة المشاريع النهضوية في القرن العشرين وصلتها بالقرآن. وعقد ندوات دورية عبر الانترنت وغيرها بالاشتراك بين مختلف الباحثين لمناقشة مواضيع دقيقة ومحددة في علوم القرآن.
رابعاً: وضع خطة لإنشاء مركز متخصص بالدراسات القرآنية، يعنى بالتنسيق بين مختلف الجهات الأكاديمية المعنية بالدراسات القرآنية، ويقوم برصد كل ما يصدر من أبحاث متعلقة بالقرآن الكريم، والتوجيه للتكامل بينها، والتوصية بنشر الرسائل الجامعية المهمة.
خامساً: إقامة شبكة من الباحثين المتخصصين بالدراسات القرآنية تمثل هيئة علمية للتواصل والحوار والمتابعة. وتطوير التواصل بينهم عن طريق نشرة إخبارية شهرية تعرِّف بآخر ما صدر من دراسات وأبحاث تتعلق بالقرآن الكريم من مختلف اللغات، ويمكن أن تكون هذه النشرة إلكترونية.
سادساً: تشكيل لجنة من المعهد العالمي للفكر الإسلامي والملتقى الفكري للإبداع للعمل على متابعة تنفيذ التوصيات المذكورة.