حول - قوله تعالى (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ )

عمر احمد

New member
إنضم
20/02/2013
المشاركات
707
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
59
الإقامة
الامارات
بسم1
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } (سورة العنْكبوت 41)

اولا :التشبيه في الاية وله أربعة أركان وهي :

(1) مُشَّبه : وهو الموضوع المقصود بالوصف ؛ لبيان قوته أو جماله ، أو قبحه .
المشبه في الايه : (اتخذوا ) العبادة ، المشركون ، والاولياء
(2) مُشَبَّه به : وهو الشيء الذي جئنا به نموذجاً للمقارنة ؛ ليعطي للمشبه القوة أو الجمال
أو القبح ، ويجب أن تكون الصفة فيه أوضح .
والمشبه به في الاية : العنكبوت ، (اتخذت ) بناء ، بيته
(3) ووجه الشبه : أو هو الصفة المشتركة بين الطرفين المشبه و المشبه به. وهي قوله تعالى (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ )
(4) وأداة التشبيه : هي الرابط بين الطرفين.
(كمثل ) واضحه في الايه

وعلى ضوء ماتقدم ..
[TABLE="class: grid, width: 500, align: center"]
[TR]
[TD][/TD]
[TD]مشبه[/TD]
[TD]ومشبه به[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]1[/TD]
[TD]إتخذوا - ضمير واو الجماعة (هم المشركون)[/TD]
[TD]بالعنكبوت[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]2[/TD]
[TD]الاولياء (المعبود ب..)[/TD]
[TD]بيت العنكبوت (النسيج )[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]3[/TD]
[TD]اتخذوا (عباده)[/TD]
[TD]اتخذت (بناء)[/TD]
[/TR]
[/TABLE]


ثانيا : وجه الشبه وهو قوله تعالى (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ )
كتب التفسير تعالج وتحقق في التمثيل (رقم 2) في الجدول ، بمعنى أن بيت العنكبوت هو الوهن والضعيف ، فكأن الاهتمام كان منصب إلي الاولياء فقط .
وقد تجد أقوال تصوريه أستنباطيه بان العنكبوت ضعيف لضعف بيته .. مثال ..
معالم التنزيل للبغوي قال في معرض حديثه عن الاية : قوله تعالى :
{ مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء } أي : الأصنام ، يرجون نصرها ونفعها ، { كمثل العنكبوت اتخذت بيتا }
لنفسها تأوي إليه ، وإن بيتها في غاية الضعف والوهن لا يدفع عنها حراً ولا برداً ، وكذلك الأوثان لا تملك لعابديها نفعاً ولا ضراً
السؤال الان : أين التحقيق في التمثيل رقم (1) و (3 ) في الجدول أعلاه ، وهل ترك المثل القراني المشركون على حكم مشابهتهم للعنكبوت، تنعما بصفة المثل ، وهل ترك القران أيضا تشبيه عبادتهم بالبناء هكذا .. أم ماذا ؟
ففي النهايه قد يعجب المشركون بالمثل القراني ..ويقول قائلهم : لاباس بالعنكبوت
فهو ، سريع الحركه ، يبني ويخطط ، ولاباس بنسيجه فهو مفيد للايقاع بالفريسه

التسأؤلات الاخيره مهمه، لان المثل لم يترك المشركون على حالهم.. وسيكون الاستنباط حول (وجه الشبه ) في الاية وقوله تعالى (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ )

معنى مفرده اسم التفضيل (وهن)

مقاييس اللغة:(وهن) الواو والهاء والنون: كلمتانِ تدلُّ إحداهما على ضَعف، والأخرى على زمان.فالأولى: وَهَنَ الشيءُ يَهِن وَهْناً: ضَعُف، وأوْهَنْتُه أنا. ومن هذا الواهِنَةُ: القُصَيرَى من الأضلاع، وهي أسفَلُها. قال أبو بكر: الواهِنة: داءٌ يصيب الإنسان في أخدَعَيه. والوَهْنانة: المرأة القليلة الحركة، الثقيلةُ القيامِ والقُعودِ.
والكلمة الثانية: الوَهَن والمَوْهِن: ساعةٌ تمضي من اللَّيل . وأوْهَن الرَّجُل: صار أو سار في تلك السَّاعة
اسم التفضيل (أوهن )
اسم مشتق من الفعل على وزن " أفعل " للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة
معينة وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة .
مثل : أكرم ، أحسن ، أفضل
للاستزاده والاهميه مراجعة في (اسم التفضيل) رايت البحث فريد في بابه ، من جهة إستدراكه مافات الاوائل في هذا الاسلوب.
بعنوان :حوْل صِيغتي التعجُّب وشروطه وأفعل التفضيل من حيث الدَّلالة


باختصار ..
وقفت طويلا في الاية السابقه ، معنى وتفسيرا وإعرابا ،بحثت في الاعجاز العلمي ورايتهم محصورون في زاويه ، الدفاع عن مفهوم أوهن البيوت مقابل خيط العنكبوت
وكيف أنه أقوى من الفولاذ بثلات أو خمسة مرات ، ولكن أبشروا بالخير ياأهل القران الايه لاتتحدث (بإذن الله تعالى ) عن وهن البيوت ولكنها تتحدث عن وهن يصيب العنكبوت نفسه كيف ذلك ؟
1- الطيريبني بيته
2- النحل يبني بيته
3- الثعلب يبني بيته
4- الانسان يبني بيته
5- العنكبوت يبني بيته
قوله تعالى (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا)
إتخذت = إبتنى
يتفاوت الوهن والضعف الناتج من بناء هذه البيوت، لكن الكل يصاب بالتعب والوهن وأفضل من دخل عليه الوهن .. هو العنكبوت
لماذا ؟
.. لانه الوحيد بينهم من يبني بيته من لحمه ، ماينسجه هو
(الحرير وأصله البروتين)
والوحيد بينهم من يأكل بيته مرة أخرى ويفعل ذلك بشكل يومي ، وبتكرار
حتى يضعف تماما ويهلك
والكلام السابق لمحبي الاعجاز ، او الدلائل والبراهين العلميه
وهاكم بشرى أخرى
(وهن ) في تعريف ابن فارس في المقاييس السابق تتضمن معنى
وعلاقه بالزمن والعمل الليلي ، والعنكبوت لايبني بيته إلا ليلا .

ختاما ولجميع الاخوة السائلين عن الدليل
الدليل هو : تفسير أسلوب القران بأسلوب أخر مطابق من القران
ولصعوبة التركيب في إسلوب التفضيل هذا.. ووجود آية في القران تشهد له
اقول : الحمد لله كثيرا على رحمته ، الحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه
آية الدليل ... قوله تعالى
( إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) (سورة لقمان 19)
( وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) (سورة العنْكبوت 41)

الافضل (نكاره ) في الاية الاولى : الحمار أنكر صوت من الاصوات
الافضل (وهنا ) في الاية الثانية: العنكبوت أوهن من بنى بيت من البيوت

فوجه الشبه هو (أشد الوهن وغايته )
فانتم أيها المشركون بعبادتكم لهولاء الاولياء شابهتم (وهن ) العنكبوت الذي يعتريه
عند البناء وهو وهن متكرر لايفارقه ، يشابه وهنكم عند عبادتكم غير الله
وهذا الوهن لامحالة مهلككم
{ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } (سورة الأَنعام 26)

يبقى سؤال ..
لو قال قائل : نفترض أن ماذهبت اليه صحيحا ، كيف تفسر التشبيه في الجدول (3)
بين الاولياء ونسيج العنكبوت ، أقول : تجد ذلك عند المفسرين فقد بسطوا رحمهم الله في هذه العلاقة ، فالاصوات نفسها في آية سورة لقمان ، لاتخلو من نكاره (للمفاضله )
فكذلك بيت العنكبوت لايخلو من وهن ، فهو ضعيف مقارنه بغيره

وعن الاولياء (تحديدا) وقع في الاية التاليه مباشره
قوله تعالى ( إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (سورة العنْكبوت 42)

فوجه الشبه (الوهن ) يشمل الجميع
العباده والعابد والمعبود

والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ودمتم بخير
 
بسم1
توضيح ..للشاهد من الايات السابقة
تفسير أسلوب القران بأسلوب أخر مطابق من القران


( إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) (سورة لقمان 19)
أسند اسم التفضيل وإستخرج للحمار صفه ذاتيه لاينافسه فيها أحد (أشد نكاره )
بمعنى : من جميع الاصوات هو الاشد نكاره


( وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) (سورة العنْكبوت 41)
أسند اسم التفضيل وإستخرج للعنكبوت صفه ذاتيه لاينافسه فيها أحد (أشد الوهن)
بمعنى : عند بناء العنكبوت لبيته ، لا أحد يصاب بالوهن مثله (أشد الوهن )


وختاما .. من كان عنده تعقيب ، فليجود بما عنده ، ففي النهاية هو إستنباط
فان أصبت فمن الله وحده ، وإن أخطات فمن النفس واستغفر الله وأتوب اليه

والله أعلم​
 
رحمك الله ياابن الاثير
وجدت عنده ، أسلوب تعرفه العرب ، شديد الشبه بالاسلوب القراني في سورة العنكبوت



من علم البيان (عكس الظاهر)
يقول ابن الاثير رحمه الله في تعريفه :
وهو نفي الشيء بإثباته، وهو من مستطرفات علم البيان، وذاك أنك تذكر كلاما يدل ظاهره أنه نفي لصفة الموصوف، وهو نفي للموصوف أصلًا، وهذا من أغرب ما توسعت فيه اللغة العربية، وقد ورد في الشعر كقول بعضهم :ولا ترى الضّبّ بها ينجحر فإن ظاهر المعنى من هذا البيت أنه كان هناك ضب، ولكنه غير منجحر
وليس كذلك، بل المعنى أنه لم يكن هناك ضب أصلًا.
وهذا النوع من الكلام قليل الاستعمال، وسبب ذلك أن الفهم يكاد يأباه، ولا يقبله إلا بقرينة خارجة عن دلالة لفظه على معناه
وما كان عاريا عن قرينة، فإنه لا يفهم منه ما أراد قائله (أنتهى ) .


وجه الشبه بين هذا الاسلوب وماورد في سورة العنكبوت
هو أن المتبادر من قوله تعالى
( وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ)
أن الوهن يخص بيت العنكبوت

ولكن الامر ليس كذلك .. فالوهن ، وهن العنكبوت نفسه
والقرينه ذكرت في المشاركه 3


والله اعلم​
 
عودة
أعلى