بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
قال تعالى: وإذا العشار عطلت.. قال المفسرون : العشار هي النوق لانها تحمل جنينها عشرة أشهر.. وقالوا هي السحاب تشبيها بالنوق لما تحمل من ماء فيعطل مما يكون فيه وهو الماء فلا يمطر.. وقالوا هي الحامل بعامة يعطل حملها فلا ينزل. وقيل : الديار تعطل فلا تسكن. وقيل : الأرض التي يعشر زرعها تعطل فلا تزرع. والأول أشهر ، وعليه من الناس الأكثر.
وأعجب أن لم ينتبه أحد إلى احتمال أن تكون الكلمة مصدرا من الفعل المزيد : عاشر على وزن فاعل، وإن كان المصدر القياسي لـ: فاعل، بإجماع النحاة، المفاعلة، تقول فاعل يفاعل مفاعلة كقاتل يقاتل مقاتلة وجاهد مجاهدة وعاهد معاهدة، ولا يخفى على دارس العربية أن لفاعل مصادر أخرى منها: فِعال بكسر الفاء وتخفيف العين، كقاتل قتالاً وجاهد جهادا وعاهد عهاد، والعهاد : مطر أول السنة أو مكانه. وعاشر، فعل يعني المخالطة والمرافقة وتمام التعامل، وهذا هو البين من معاني الآيات في أول سورة التكوير،
قال تعالى: إذا الشمس كورت.. والبيِِِّن أن البشر وهو يرى الشمس ينطفئ نورها أن يرفع بصره إلى السماء عجبا وهلعا.. ثم إنه لما انطفأ نور السماء كان متناسبا أن تظهر للعين نجوم السماء، لأنها مخفية بضوء الشمس. وهذه دلالة علمية دقيقة لمتدبر.
فلما أن نظر المرء في النجوم. كان الحدث الثاني، وهو قوله: وإذا النجوم انكدرت. والإنكدار التناثر والتساقط.
ولابد للمرء وهو يشاهد هذه الصورة أن يدير بصره نحو جهة السقوط وهي الأرض، فأول ما يقع نظره على الجبال.. فإذا هي أيضا لم تثبت، وسيرت.
فلم يبق أمامه سوى الإحتماء، فأول من يهرب إليه أهله ومن عاشرهم منهم، فإذا العشار عطلت، كل نسي العشرة لاختلاط الأمر وهول المشهد.
فلما لم يجد في من عاشر مفزع، ليس أمامه سوى البراري هروبا.. فإذا الوحوش نفسها حشرت.. فلما علم أن البراري لو كان بها مكان آمن لسكنت إليه الوحوش.. نظر إلى البحر لعله يجد فيه من هروب.. وإذا البحار سجرت...
نسأل الله الثبات والحق في ذلك اليوم وكل يوم
يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول
(السنة الثانية من مرحلة الماجستير في العلوم الإسلامية)
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
قال تعالى: وإذا العشار عطلت.. قال المفسرون : العشار هي النوق لانها تحمل جنينها عشرة أشهر.. وقالوا هي السحاب تشبيها بالنوق لما تحمل من ماء فيعطل مما يكون فيه وهو الماء فلا يمطر.. وقالوا هي الحامل بعامة يعطل حملها فلا ينزل. وقيل : الديار تعطل فلا تسكن. وقيل : الأرض التي يعشر زرعها تعطل فلا تزرع. والأول أشهر ، وعليه من الناس الأكثر.
وأعجب أن لم ينتبه أحد إلى احتمال أن تكون الكلمة مصدرا من الفعل المزيد : عاشر على وزن فاعل، وإن كان المصدر القياسي لـ: فاعل، بإجماع النحاة، المفاعلة، تقول فاعل يفاعل مفاعلة كقاتل يقاتل مقاتلة وجاهد مجاهدة وعاهد معاهدة، ولا يخفى على دارس العربية أن لفاعل مصادر أخرى منها: فِعال بكسر الفاء وتخفيف العين، كقاتل قتالاً وجاهد جهادا وعاهد عهاد، والعهاد : مطر أول السنة أو مكانه. وعاشر، فعل يعني المخالطة والمرافقة وتمام التعامل، وهذا هو البين من معاني الآيات في أول سورة التكوير،
قال تعالى: إذا الشمس كورت.. والبيِِِّن أن البشر وهو يرى الشمس ينطفئ نورها أن يرفع بصره إلى السماء عجبا وهلعا.. ثم إنه لما انطفأ نور السماء كان متناسبا أن تظهر للعين نجوم السماء، لأنها مخفية بضوء الشمس. وهذه دلالة علمية دقيقة لمتدبر.
فلما أن نظر المرء في النجوم. كان الحدث الثاني، وهو قوله: وإذا النجوم انكدرت. والإنكدار التناثر والتساقط.
ولابد للمرء وهو يشاهد هذه الصورة أن يدير بصره نحو جهة السقوط وهي الأرض، فأول ما يقع نظره على الجبال.. فإذا هي أيضا لم تثبت، وسيرت.
فلم يبق أمامه سوى الإحتماء، فأول من يهرب إليه أهله ومن عاشرهم منهم، فإذا العشار عطلت، كل نسي العشرة لاختلاط الأمر وهول المشهد.
فلما لم يجد في من عاشر مفزع، ليس أمامه سوى البراري هروبا.. فإذا الوحوش نفسها حشرت.. فلما علم أن البراري لو كان بها مكان آمن لسكنت إليه الوحوش.. نظر إلى البحر لعله يجد فيه من هروب.. وإذا البحار سجرت...
نسأل الله الثبات والحق في ذلك اليوم وكل يوم
يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول
(السنة الثانية من مرحلة الماجستير في العلوم الإسلامية)