حول سورة الزلزلة

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Amara
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Amara

New member
إنضم
03/02/2009
المشاركات
576
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
بارك الله لنا ولكم في رمضان.. وبلغنا ليلة القدر ولا أغفلنا الله عنها.. آمين.
يقول الله تعالى: إذا زلزلت الأرض زلزالها..
طبيعي هنا أن نسأل عن صفة هذا الزلزال.. ولابد أن نستحضر صورة الزلزال التي تعودنا عليها..
والزلزال كما هو معلوم حركة للأرض في ذاتها.. كما وصفه الله في الآية.. ينتج عنه أن تبتلع الأرض ما عليها، أو بعض ما عليها.. بحسب قوته وشدته..
ولعل البعض ينتظر أن تأتي الآية الثانية لتبين ذلك.. فتصف كيف يفعل الزلزال بما على الأرض..
قال تعالى: وأخرجت الأرض أثقالها..
لقد انقلبت الصورة.. أليس متى زلزلت ابتلعت الأرض ما عليها ؟ فكيف هي هنا تخرج ما فيها ؟
أليس هذا باب من أبواب الاستغراب والسؤال ؟
قال تعالى: وقال الانسان ما لها ؟..
لأنه ما تعود أن تنقلب نواميس الحياة.. ظن أن قانون الحياة لا يتغير.. بيد أن كل الأمر بيد الله تعالى.
والذي أمر الشمس أن تطلع كل يوم من المشرق يأتي يوم فيأمرها فتطلع من جهة الغرب متبعة أمره راضية طائعة غير عاصية. ومثلها النار التي بأمر الله تعالى أصبحت بردا وسلاما والسكين الذي لم يذبح...
وهنا لابد لسؤال الانسان من جواب.
والغريب أن الجواب يأتيه ممن لم يرم جوابا منه.. الأرض ذاتها..
إنه في سؤاله قال : ما لها ؟ ولم يقل ما لك ؟
والجواب كان، كما هو قوله تعالى: يومئذ تحدث أخبارها.. بأن ربك أوحى لها..
أوحى لها أمرا فاتبعت وخضعت..
فماذا فعل الانسان ؟
ماذا فعل الانسان وقد أمره الله وأرسل إليه الرسل ؟
لقد انقطع أمر الانسان على فريقين.. فريق أطاع وفرق عصى..
قال تعالى: يومئذ يصدر الناس أشتاتا.. ليروا أعمالهم..
لم يعد اليوم يومك في الدنيا يا ابن آدم..
انقلبت نواميس الحياة التي ما تفهمت أن لها حدا يوشك أن ينتهي..
قال تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره.. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره..
ابتدأ بذكر الخير ترغيبا فيه.. وأخر ذكر الشر تحذيرا منه..
رزقنا الله التقوى..
ومن العمل ما يرضى..
وبلغنا بالحق منازل أهل الحق..
نسأل الله العافية..
وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما.

يغفر الله لي ولكم

د. عمارة سعد شندول
(متحصل على الماستر في العلوم الإسلامية)
 
وجزاكم سيدي
 
جزاكم الله خيرا
قال تعالى : إذا زلزلت الأرض زلزالها.و أخرجت الارض اثقالها
ما السر في تكرار كلمة الارض ؟ لما لم ترد ((إذا زلزلت الأرض زلزالها.و أخرجت اثقالها ))
ربما الارض الثانية تشير الى معنى اخر
والله اعلم
 
ما الحكمة أن تأتي سورة الزلزلة بعد سورة البينة في ترتيب المصحف؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

سأحاول الجواب عن سؤال أخي أبو علي، وأسأل الله أن يوفقني في ذلك:
فإن الله تعالى لما وصف حال الكفار وحال الذين آمنوا في آخر سورة البينة، بقوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ .:. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ .:. جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ.
جاز أن يسأل: متى ذلك ؟ وهو أولى سؤال في هذا الموضع.
فقال تعالى في أول الزلزلة: إِذَا زُلْزِلَتِ.. فجاز أن يسأل: ما الذي زلزل ؟ وهو أولى سؤال في هذا الموضع. فبين ذلك سبحانه بقوله: إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ. فلما جاز أن لا يتضح المقصد للانسان لتعدد زلازل الأرض مكانا وزمانا جاز له أن يسأل عن أيها هو المقصود. فبين ذلك سبحانه بقوله: إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا. وهو الزلزال الذي يعمها في كلها ولا يخص منها بلدا أو مدينة كما اشتهر عند الناس..

والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول
(متحصل على الماستر في الدراسات الإسلامية)
 
السلام عليكم، كل عام وأنتم بخير
أخي عمارة كان الغرض من سؤالي السابق هو المزيد من التدبر لمعرفة تناسب سورة الزلزلة مع سورة البينة، بعد التفكر تبين لي ما يلي :


الحمد لله العزيز الحكيم
الغاية من إرسال الرسل هي الإيمان باليوم الآخر، فكل مؤمن باليوم الآخر يؤمن بالله، وليس كل مؤمن بوجود الله مؤمن باليوم الآخر، فمن الكفار من إذا سألتهم من خلق السموات والأرض سيقولون خلقهن الله، لكنهم يستبعدون أن يبعثوا بعد الموت بعد أن يصيروا عظاما وترابا.
إذا فالغاية التي بعث الله من أجلها الرسل هي أن يعلم الناس أن الساعة حق (اليوم الآخر)، والوسيلة التي يتحقق بها علم الساعة هي البينات، فكل رسول كانت بيناته علما للساعة، والغرض الذي يريده الله أن يتحقق باستيقان بينة الرسول هو علم الساعة، فمثلا سورة البينة التي يتكلم فيها الله عن مجيء البينة جاء الله بعدها بسورة تتكلم عن الساعة بصيغة الحتمية ( إذا زلزلت الأرض زلزالها....)، لأن الغرض من البينة هو اليقين بحتمية اليوم الآخر (الساعة)، كذلك سورة الرحمن استهلت بقوله تعالى : الرحمن ، علم القرءان، خلق الإنسان، علمه البيان. فالبيان الذي يتحقق بعلم القرءان هو حتمية وقوع الساعة لا ريب في ذلك ولا كذب، فجاءت سورة بعدها تعبر عن حتمية وقوع الساعة وهي سورة الواقعة : إذا وقعت الواقعة ، ليس لوقعتها كاذبة،...).
سورة الرحمن التي استهلت بعد بسم الله الرحمن الرحيم ب (الرحمن، علم القرءان، خلق الإنسان، علمه البيان) يجب أن تسبقها سورة تتضمن علما للساعة وتفاصيل أحداثها، فالهدف الأساسي لإنزال القرءان هو ليعلم الناس أن الساعة آتية لا ريب فيها ، فعلم القرءان علم للساعة.
 
عودة
أعلى