حول ترجمة القرآن إلى اللغات الأجنبية

إنضم
06/01/2014
المشاركات
10
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
52
الإقامة
المغرب
الأربعاء 7 ربيع الأول 1435
حول ترجمة القرآن إلى اللغات الأجنبية
كتب الشيخ محمد شياظمي مقدمة ضافية مهد بها ترجمته للقرآن الكريم ، و لنفاسة ما ورد فيها من أفكار ومعالجات فإنني أنقل نصها مترجما إلى العربية :
نص الترجمة إلى العربية:
توطئة :

بتقديم هذه الترجمة الجديدة لمعاني القرآن أريد أن أذكر أولا أولئك الذين ينازعون في ذات مبدأ ترجمة كلام الله إلى لغة أخرى –أو أن أذكرهم ببعض الحقائق التالية:
1- إن كتاب الإسلام المجيد لا يتوجه إلى الأمة العربية وحدها وإنما يتوجه إلى الإنسانية كافة، كما تنص عليه الآيات التالية:
﴿تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذير﴾ [الفرقان: 1]
﴿وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا نذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ [سبأ: 28]
2- إن الله عز وجل بحكمته العليا لم يشأ أن يجعل الناس أمة واحدة ، كما بينه في الآيات التالية:
﴿ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم﴾ [المائدة الآية: 48]
﴿ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة﴾ [الشورى: 8]
﴿وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾ [الحجرات: 13]
3-إن الله تعالى قد وهب هذه الشعوب والأمم لغات مختلفة وألوانا متباينة، كما تشير إليه الآية التالية:
﴿ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم﴾ [الروم: 22].
ومن جهة أخرى ألم يقل الله تعالى في كنابه المجيد:
﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه لبين لهم﴾ [إبراهيم: 4]
نخلص مما سبق إلى أن نقل كلام الله تعالى إلى هذه الشعوب المختلفة يستتبع استعمال اللغة الخاصة، بكل شعب من هذه الشعوب.
ويؤيد هذا ما جرى زمان النبي صلى الله عليه وسلم حين رخص للصحابي سلمان الفارسي في ترجمة أول سورة من القرآن [الفاتحة] إلى اللغة الفارسية استجابة لطلب عدد من الداخلين الجدد في الدين من أصل فارسي.
وقد تضاعفت هذه المبادرة في بلدان أخرى، على قدر انتشار الإسلام في الأمم غير العربية، إلى حد ظهور عشرات من ترجمات القرآن بلغات متعددة بغض النظر عن دقتها وصلاحيتها.
في غضون القرن الثاني عشر الميلادي ، وفي قلب مرحلة الحروب الصليبية، ظهرت أول ترجمة لاتينية للقرآن المجيد، قام على إنجازها قسس، مما يوحى دون تكلف، أن الترجمة التي تبلورت في هذه الظروف لا يمكن بحال أن تكون موضوعية ولا أمينة بينما لم تر النور أول ترجمة للقرآن إلى الفرنسية إلا في منتصف القرن السابع عشر"،
وكانت مع ذلك ترجمة هزيلة مليئة بالأخطاء ولم يضعها أصحابها إلا لغايات جدالية تقدح في الإسلام وتواترت هذه النزعة عند المستشرقين الأوربيين خلال المرحلة الاستعمارية ما عدا المستشرق ألبرت دوببرشتاين كاسيمرسكي في منـتصف القرن التاسع عشر ، لأنه رغم ما شاب ترجمته من أخطاء غير مقصودة في التأويل ، فإنها تشكل عملا نزيها، سنجد ملامحه في القرن الموالي عند ريجيس بلاشير لكن هذا الأخير اعترف في مقدمته بأنه ليس في وسع أحد أن ينقل الخصائص الداخلية للغة ولا إيقاع الآيات في أقدم السور المكية، ولا التأثير الذي ينشئه نظام الفاصلة القرآنية، والجرس الموسيقي لبعض الكلمات باختصار كل ما يجعل من القرآن ضربا من السحر، ثم خلص إلى أنه لا يتبقى للمترجم إلا واجب الدقة إزاء معاني ودلالات الرسالة التي تلقاها محمد عليه الصلاة والسلام.
أما بوا كير ترجمات المسلمين للقرآن فقد كان المرحوم البروفيسور محمد حميد الله السابق إليها ؛ وقد أداه حرصه على الأمانة إلى تشويه جزئي لترجمته لإصراره على أن يقلد القرآن حرفيا في أسلوبه ؛ ومما قاله:
إن ترجمتنا المتواضعة ليست ترجمة أنيقة ؛ ونحن واعون بهذا أكثر من أي شخص آخر، لكن كانت غايتنا الأساسية أن نكون أوفياء قدر المستطاع للغة العربية ولأسلوب القرآن.
إن الغفلة عن كون الكتاب المجيد يخاطب في آن واحد كلا من القلب والعقل والأذن وأنه يؤدي معانيه في تنغيم رتيب، إن هذه الغفلة هي التي أفرزت لنا مثل الترجمات التالية:
Et les autres se mirent a stratégier. Dieu aussi stratégie et Dieu est le meilleur des stratèges
والمثال الثاني
«lui mendient tous ceux qui sont dans les cieux et la terre, il est, chaque jour, dans une situation»
ثم جاء بعد محمد حميد الله مترجمون مسلمون آخرون، قادمون كلهم تقريبا من المغرب العربي، فحملوا هذا المشعل من جديد.
أود، بهذه المناسبة أن أعبر عن التقدير البالغ للعلماء المفسرين والمترجمين الأعلام الذين أضاؤوا لنا بجهودهم المتواترة، رسالة الحقيقة التي أراد الله تعالى أن يوصلها في كتابه المجيد للناس كافة، بواسطة محمد عليه الصلاة والسلام.
فيما يتعلق بهذه الترجمة الجديدة لمعاني الكتاب المجيد، التي أقدمها اليوم، أود أن أشير هنا إلى أن فكرة إنجازها، تعود إلى سنة 1975، حينما كنت مفتشا عاما بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب. كنت في هذه السنة مع وفد من العلماء ذاهبين إلى فرنسا حيث يتعين علينا أن ننظم بها لصالح العمال المغاربة سلسلة من الدروس الدينية خلال شهر رمضان وقد نبتت هذه الفكرة في خاطري أثناء درس من تلك الدروس، حينما شكا إلي بعض الشبان المسلمين المهاجرين ممن لا يحسنون العربية، أنهم لا يجدون بين أيديهم ترجمة فرنسية جيدة للقرآن، قادرة على إعانتهم على فهم دينهم فهما جيدا.
وعند عودتي إلى المغرب، شرعت في جمع المواد الضرورية لإنجاز هذا المشروع لكن أخرني عن إنجازه ما كان يطوقني في هذه الفترة من مهام إدارية ، ولذلك لم يبدأ هذا العمل إلا عندما أحِلت للتقاعد . وقد استوجب مني قضاء اثنتي عشرة سنة، طالعت خلالها الترجمات الرئيسية حسب سنوات طباعتها، ورجعت لأجل هذا إلى أفضل كتب التفسير.
وحتى أتـفادى قدر المستطاع ما وقع فيه المترجمون قبلي من أخطاء أسلوبية، لشدة التحام ترجماتهم بنص القرآن، دون مراعاة خصوصية اللغة التي يترجمون بها، حتى أنفادى ذلك حددت لنفسي منهجية في العمل، لا تأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الأسلوب القرآني لا يمكن تقليده فحسب ، ولكن تراعي أيضا الفرق بين لغة تركيبية كاللغة العربية، ولغة تحليلية كالفرنسية ولهذا كنت كلما وقفت أمام مقطع وجيز إيجازا يتعذر ترجمته بدقة وبطريقة مفهومة لا أتردد في اللجوء إلى الشرح المسهب حتى أصور المعنى الذي يقدمه التفسير.
أرجو إذن أن تحمل هذه الترجمة الجيدة إسهامها المتواضع في المجموعة الهامة من الترجمات التي سبقته، وإذا اعترى هذا العمل سهو أو خطأ، شأن أي عمل بشري، فإني أتضرع إلى الله تعالى أن يغفر لي، إنه هو الرحمان الرحيم .
الرباط - 10 غشت 2004
محمد شياظمي
ترجمه إلى العربية الأستاذ الباحث : اعسو المصطفى.
المصدر : LE NOBLE CORAN NOUVELLE TRADUCTION FRANCAISE DU SENS DE SES VERSETS PAR MOHAMMED CHIADMI LYON EDITION TAWHID 2005
 
بارك الله بك أخي الأستاذ اعسو.
أهم شيء في الترجمة العنون والمقدمة. ففي العنوان يجب إبراز حقيقة الترجمة: تفسير معاني القرآن باللغة الـ..
وفي المقدمة إبراز الغاية من الترجمة وتوضيح الإيجابيات والسلبيات ثم الإشارة إلى أساليب وطرق أخرى من أجل إستفادة أفضل.

فيما يتعلق بالمقارنة أنا ضد المنهج القديم في مقارنة ترجمة بترجمة تتبع المقارنة بحكم كلي. هذا تبين لي فيما بعد أنه خطأ.
علينا أن نطبق المنهج التفسيري التقليدي أي تفسير القرآن آية آية. كذلك الموازنة في الترجمات آية آية، وبهذه المنهجية يمكن التغلب على كثير من النواقص. ففي اللغات الكبرى نرى ترجمات عديدة ولذلك لسنا بحاجة إلى ترجمات جديدة بقدر ما نحن بحاجة لدراسة الترجمات الموجودة وإنتقاء الأحسن منها للخروج بترجمة كاملة، وهذا يتم بعمل جماعي تشرف عليه المراكز الثقافية الإسلامية في الخارج بتعاون مع مراكز في العالم الإسلامي على رأسها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لكن يجب التنبيه على أن الترجمة ليست لألفاظ القرآن و لا لمعانيه، بل هي ترجمة لتفسيره، لذا فيجب الاحتياط في تسميتها، فتسمى "الترجمة التفسيرية" أو "ترجمة تفسير القرآن" أو "تفسير القرآن بلغة كذا..
مع احترام الضوابط التي وضعت في هذا الشأن: بأن يكتب النص القرآني أولا -باللغة العربية-، ثم أسفل منه تفسير هذا النص، ثم الترجمة، مع الفصل بين هذه الأشياء الثلاثة بفاصل يميز بينها.
أما بخصوص التراجم، ففي حدود علمي أن أحسن التراجم الموجودة هي ترجمة عبد الله يوسف الباكستاني-و هي ترجمة بالإنجليزية- و قد حظيت بعناية خاصة من طرف لجنة خاصة كلفت بالبحث عن أحسن التراجم فوقع الاختيار على ترجمة عبد الله يوسف، التي طبعت في مجمع فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، و ذلك -طبعا- بعد مراجعتها و تنقيحها و تصويب بعض عباراتها.
 
لقد استعرض أساتذة قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك عبد العزيز عشرين من الترجمات وانتهوا إلى انتقاء ثلاث ترجمات.
1- ترجمة عبد الله يوسف علي: وهي الترجمة التي اعتمدت في المملكة العربية السعودية زمنا طويلا ثم عدل عنها لملاحظات صائبة في بعض النواحي.
1- ترجمة مارماديوك بنكتال M.Marmaduke pinkthall وهو مسلم عاش بالهند.
2- ترجمة آربري: arberry وهو عالم فذ بالعربية وبلسانه الأصلي (الإنجليزية) وهي ترجمة رائقة من حيث أسلوبها الإنجليزي الممتاز .
أنظر : محمد محمود غالي: ترجمات القرآن الكريم إلى لغات الشعوب .
 
عودة
أعلى