حول بداية التأليف في علوم القرآن كفن مدوّن

محمد رشيد

New member
إنضم
04/04/2003
المشاركات
308
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

أما بعد ، مشايخي الكرام ، ذكر الزرقاني في ( مناهل العرفان ) أن علوم القرءان كفن مدون لم يعرف التأليف فيه قبل المائة الرابعة ، لأن الدواعي لم تكن موفورة لذلك ، ثم أخبر أنه قد ظفر بكتاب في ( دار الكتب المصرية ) يقع في ثلاثين مجلدا ، و الموجود منه الآن خمسة عشر مجلدا ، و أن مؤلف الكتاب هو (( علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي )) المتوفى سنة 330 ـ هكذا قال ـ
ووجه الإشكال أنه قد ذكر قبل ذلك مراحل التأليف في ( علوم القرآن ) بالمعنى الإضافي التركيبي ، فذكر أنه في القرن ( الخامس الهجري ) كان التصنيف في إعراب القرآن على يد (( علي بن سعيد الحوفي )) ـ هكذا قال ـ
فهل الحوفي الأول غير الحوفي الثاني ؟
و إن كانا واحدا فأين الخطأ ؟
و إن لم يكونا واحدا ، فهل من يترجم لكل واحد منهما ـ حيث يقع الاشتباه بينهما ـ ؟

سؤال أخير / هل من أخبار عند أحد من مشايخنا عن هذا الكتاب الذي ذكره الزرقاني ؟

أحسن الله تعالى إلى مشايخ هذا الملتقى المبارك ، و جعلهم من المغفورين لهم في شهر رمضان ـ آمين ـ
 
الأخ محمد يوسف زاده الله توفيقاً وحرصاً على الخير
انهالت علينا أسئلتك هذا اليوم ، ونحن في هذه العشر المباركة ، والوقت كما تعلم قد يضيق عن الإجابة عليها الآن ، فلعلك تعذرنا إن تأخر الجواب قليلاً .

والملاحظ أن أكثر الأسئلة التي أوردتها تتعلق بإشكالات أشكلت عليك في كتاب مناهل العرفان للزرقاني ، ولو أنك قرأت كتاب :كتاب مناهل العرفان للزرقاني - دراسة وتقويم للدكتور خالد السبت لزال أكثر هذه الإشكالات .
والكتاب من مطبوعات دار ابن عفان - السعودية - الخبر - هاتف : 0096638987506 فاكس 0096638992743 .
ويقع في مجلدين يحتويان على 1000 صفحة .

وأخيراً : أسئلتك وجيهة ، وملاحظاتك تستحق الوقوف ، وفقك الله .
 
بارك الله تعالى فيك شيخنا الكريم الفاضل
و أعلم أني أتعبكم معي كثيرا
و لم أكن و الله منتظرا للإجابة في العشر الأواخر ، فمن المعلوم بديهيا انشغال العبد فيها ....
و لكني أردت أن أضع أسئلتي لتكون مكان اهتمام حين رجوع النشاط
و لأني لأسباب خاصة لن أستطيع الدخول على الشبكة إلا يوما واحدا في الأسبوع ـ هو يوم الجمعة ـ و لذلك فقد تبدو كثيرة نوعا ما ، و لكن لن تكون كثيرة ـ إن شاء الله تعالى ـ لأن يوم الجمعة ـ الذي أدخل فيه إلى الشبكة ـ هو اليوم المخصص لعلوم القرآن في برنامجي ـ و أسأل الله تعالى لي و لكم التوفيق
و جزاكم الله تعالى

شيخنا // أرجو الانتباه إلى هدم الدين الذي يحدث في موضوع ( الكتاب و السنة فمن أين فهم الناس ؟ ) هكذا بالتقريب
و الذي وضعه ( أبو أحمد )
 
أخي الكريم محمد يوسف زاده الله علماً وحرصاً عليه.
خلاصة الجواب :
أن علي بن سعيد الحوفي في الموضعين الذين ذكرهما الزرقاني - رحمه الله - واحد ، واسمه الصحيح علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي المُعْرِب. وقد مات مستهل ذي الحجة عام 430هـ . كما في ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي 2/140 ، وفي الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة الإقراء والتفسير 2/1540.
وما ورد في كتاب الزرقاني رحمه الله من أنه مات سنة 330هـ فخطأ طباعي ولا بد ، وقد أشار إلى ذلك الدكتور السبت ، والزرقاني نفسه صرح بأنه (من علماء القرن الخامس). وقد حدث خطأ طباعي كذلك في تعقب الدكتور خالد السبت 1/231 : حيث ورد اسمه عنده (إبراهيم بن علي بن سعيد الحوفي..).
ولم يحدث في قول الزرقاني خطأ – في نظري- حيث ذكره في الموضع الأول باسم علي بن سعيد الحوفي ، وفي الموضع الثاني علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي ، فأسقط اسم الأب في الموضع الأول فقط !! وأما التاريخ فأخبرتك.
وأما قول الزرقاني أن الحوفي في طليعة من صنف في إعراب القرآن فقد تعقبه السبت وقال إن هناك من سبقه كعبدالملك بن حبيب القرطبي (239هـ) ، وأبي حاتم السجستاني (248هـ) والمبرد (286هـ).
والذي يبدو لي أن عبارة الزرقاني لا تدل على أنه يعني أول من صنف في إعراب القرآن ، وإنما هو في طليعتهم . وهو كذلك رحمه الله وكان مشهوراً بالمعرب لتصنيفه كتاباً في إعراب القرآن كما ذكر أهل التراجم كالسيوطي في طبقات المفسرين وذكر أنه في عشر مجلدات.
وأما قول الزرقاني بأن (علوم القرآن كفن مدون قد استهلت صارخة على يد الحوفي في أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس) فقد قيد كلامه هذا بأنه أخذ هذا المعنى من عنوان الكتاب كما هو مكتوب على طرة المخطوطة : (البرهان في علوم القرآن) ، وأن الجزء الأول من الكتاب مفقود مما لم يتمكن معه أن يأخذ (اعترافاً صريحاً منه – أي الحوفي – بمحاولته إنشاء هذا العلم الوليد). ووصف بعد ذلك الكتاب وصفاً كاشفاً لمحتواه ، وأنه كتاب تفسير بالمعنى الصحيح. وعلى كل حال فهو نفسه لم يستطع الجزم بهذا الرأي ، وإنما ودَّ لو حدث ذلك !!
وقد تعقبه الدكتور خالد السبت في كتابه وأخبر بأنه قد اطلع على كتاب الحوفي هذا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وأنه كتاب تفسير وليس كتاباً في علوم القرآن ، وإن كان قد ورد الحديث عن علوم القرآن في ثنايا التفسير مما يشترك معه في ذلك كل كتب التفسير تقريباً. وقد ذكرت الدكتورة ابتسام الصفار في معجم الدراسات القرآنية أن عنوان الكتاب : (البرهان في تفسير القرآن).
وقد سبقه إلى نقد كلام الزرقاني بتفصيل الأستاذ الدكتور عبدالعال سالم مكرم في كتابه النفيس (القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية) ص287-289 الذي طبع سنة 1384هـ ، حيث قال في آخر مناقشته لكلام الزرقاني :(على أن كتاب الحوفي كما بينت كتاب ككل كتب الإعراب – أي إعراب القرآن - التي سبقته من حيث المنهج والتأليف ، فهو يفسر الآية من حيث المعنى ، ثم من حيث اللغة ، ثم من حيث النحو والإعراب ، ثم من حيث القراءات ، وكل كتب الإعراب أو كتب المعاني التي سجلتها في هذا البحث على هذا النمط ، فلا داعي إذاً للقول بأن الحوفي أول من ألف في علوم القرآن).أهـ.
وقد تكلم الدكتور عبدالعال سالم مكرم حول النسخة رقم 59 تفسير بدار الكتب المصرية ، وأثبت أنها نسخة صحيحة لكتاب الحوفي وإن كانت ناقصة الأجزاء ، وصحح الخطأ الواقع في المخطوطة رقم 20503 ب والمحفوظة بالدار نفسها ، وذكر أنه قد كتب عليها أنها هي (إعراب القرآن البرهان في تفسير القرآن تأليف الإمام أبي الحسن على بن إبراهيم الحوفي المتوفى سنة 430هـ). وأثبت أنها نسخة لكتاب (إعراب القرآن) لأبي جعفر النحاس (ت 338هـ) بعد أن قارن بينها وبين مخطوطة إعراب القرآن للنحاس. ولم أر محقق كتاب إعراب القرآن للنحاس وهو الدكتور زهير غازي زاهد قد أشار إلى هذه النسخة لكتاب إعراب القرآن للنحاس ، وقد انتقده في إهمال نسخ عديدة من مخطوطات إعراب القرآن للنحاس الدكتورُ أحمد مختار عمر في بحثه (إعراب القرآن للنحاس – عرض ونقد) والمنشور في (دراسات عربية وإسلامية من ص 81-101.
هذه بعض الخواطر الشاردة حول الموضوع أرجو أن يكون فيها إيضاحٌ للمراد ، سائلاً الله القدير لأخي الكريم محمد يوسف التوفيق والإخلاص ، فإنني ألمس فيه حرصاً صادقاً على العلم ، وذهناً ثاقباً في فهمه ، جعله الله من العلماء الصادقين ، ونفعنا وإياه بالعلم وجميع المسلمين.
 
بارك الله تعالى فيك شيخنا الشهري على هذه الفائدة
و أجزل لك المثوبة
و جعلك مستجاب الدعوة
 
ذكر العلامة شهاب الدين النويري في موسوعته الأدبية التاريخية البديعة (نهاية الأرب في فنون الأدب) عند حديثه عن خيل سليمان عليه السلام وما قيل فيها ما يؤكد أن كتاب البرهان للحوفي كتاب تفسير فقال :
(قال الله تعالى: (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد* فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب *ردوها علي فطفق مسحاً بالسوق والأعناق). قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي في كتاب (البرهان في علوم القرآن) في تفسيره هذه الآية:( الصافن من الخيل الذي يجمع بين يديه).
 
أظن ان صديقي الدكتور حازم حيدر قد حقق مسالة التاليف في علوم القران ومتى بدات في رسالته المطبوعة بعنوان علوم القران بين البرهان والاتقان فليرجع اليها من شاء ففيها خير كثير
 
د.جمال أبو حسان قال:
أظن ان صديقي الدكتور حازم حيدر قد حقق مسالة التاليف في علوم القران ومتى بدات في رسالته المطبوعة بعنوان علوم القران بين البرهان والاتقان فليرجع اليها من شاء ففيها خير كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم يتيسر لي الاطلاع على هذه الرسالة..
وحسب علمي فإن أول كتاب صنف في علوم القرآن بالمعنى المدون هو:
الحاوي في علوم القرآن لمحمد بن خلف بن المرزبان المتوفى سنة: 309هـ.
فهل هذا ما توصل إليه د.حازم حيدر في رسالته؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
 
الذي توصل إليه الدكتور حازم حيدر في رسالته في رسالته المشار إليها أن أول من دون في علوم القرآن بصورة مستقلة هو الحارث بن أسد المحاسبي [ المتوفى سنة 243 هـ ] ، في كتابه فهم القرآن . هذا من حيث المحتوى والمضمون دون العنوان .

أما ظهور مصطلح "علوم القرآن" من حيث المحتوى والعنوان فقد تأخر قليلاً إلى القرن الرابع ومطلع الخامس ، وبدا في مؤلَّف أبي القاسم الحسن بن حبيب النيسابوري [ ت : 406هـ ] في كتابه : التنبيه على فضل علوم القرآن .
 
لعله أقدم ما ألّف في علوم القرآن

لعله أقدم ما ألّف في علوم القرآن

يرجع تأليف الجامع لعبد الله بن وهب المصري ( ت نحو 197 هـ) الى القرن الثاني الهجري , فلدينا منه عدة أجزاء : بعضها على البردي ( في دار الكتب المصرية) وبعضها الآخر على الرق .
وبين هذه الأجزاء هناك ثلاثة أجزاء في مكتبة العتيقة بالقيروان تحتوي على تفسير القرآن .
جزء مستقلّ منها يحتوي على علوم القرآن فقط بصورة خاصة وبالأبواب التالية :
ترغيب في القرآن
في العربية بالقرآن
في اختلاف حروف القرآن
كتاب الناسخ والمنسوخ
الناسخ من القرآن
السجود
في سجود القرآن

أما هذه النسخة المخطوطة التي ترجع الى رواية سحنون بن سعيد ونسخت بالقيروان عام 290 هـ فهي الأقدم في هذا الفن من الفنون التي بين يدينا اليوم حسب علمي .

سقط عنوان الكتاب على ورقة الأولى ( ق 1 وجه) في الأصل ومن هنا لا نعلم ما كان العنوان الحقيقي لهذا الجزء غير أنّ موضوع الأبواب المذكورة قد دفعني عند تحقيق هذه الأجزاء الى أن أسمي هذا الجزء بـ(ـعلوم القرآن) من الجامع الى جانب الجزئين الآخرين تحت العنوان ( التفسير ) .

(دار الغرب الاسلامي 2003 )

ربما يصدر الكتاب مصححا وباضافات أخرى في الحواشي في مجلد واحد في وقت لاحق .
 
إن ما لفت إليه الدكتور موراني مهم في باب نشأة علوم القرآن ، وهو أنه يوجد في بعض المدونات الإسلامية من جمع بعض أنواع علوم القرآن ، وقد يكون قصد تسميتها بهذا الاسم ( علوم القرآن ) ، وذلك ما يحتاج إلى متابعة وتحرير ، وقد لا يكون قصد ذلك ، بل سمى كتابه باسم آخر ، كما هو الحال في كتاب ( فهم القرآن ) للحارث المحاسبي ( ت : 243 ) ، وهو أول من جمع أنواعًا من علوم القرآن في مؤلف مستقل ، لكنه جمع جزئي ، ولم يظهر قصد الجمع الكلي إلا متأخرًّا عند الزركشي في البرهان في علوم القرآن .
وأقول : إنه يحسن بنا عند دراسة علوم القرآن أن نتحرر من هذا المصطلح ، وننظر في الموضوعات ، فكم من كتاب يحمل هذا المصطلح ، وليس في علوم القرآن بل هو تفسير ، وكم من كتاب لا يحمله ، وهو في علوم القرآن ككتاب جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي ( ت : 643 ) .
 
الدكتور مساعد الطيار , حفظكم الله , أشكر لكم على ملاحظاتكم القيمة .

ما استلفت نظري واهتمامى عندما قمت بترتيب أصول المؤلفات لابن وهب
هو تجزئة الكتاب : جزءان من التفسير
وجزء سقط عنوانه للأسف الا أنه كامل ولا تفسير فيه حتى ولو لآية واحدة .
من هنا أعتقد أنّ التجزئة لم تكن تلقائية بل جاءت تمييزا وتفريقا وربما أضيف هذا الجزء كجزء مستقل
في آخر التفسير أو سبق الأجزاء الأخرى من التفسير .
للأسف ليس لدينا ترقيم للأجزاء المتبقية الا للجزء الأول من التفسير ...
 
عودة
أعلى