حول المؤتمر الدولي الثاني للاعجاز العددي في القران - الرباط

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Amara
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Amara

New member
إنضم
03/02/2009
المشاركات
576
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
التاريخ: 7 و 8 ذي القعدة 1431 هـ الموافق ل16 و 17 أكتوبر 2010، والمكان: كلية العلوم الرباط أكدال بالمغرب الأقصى الشقيق، أما الحدث وهو الأهم: فهو المؤتمر الثاني للإعجاز العددي في القرآن الكريم.
هي مائدة الله تعالى اجتمعنا حولها نغترف منها علما ورحمة وفضلا, ومحبة جمعتنا فتألفت القلوب عليها.
وصلت المغرب بالطائرة عند صلاة المغرب من مساء يوم الجمعة، كان ذلك في مطار الدار البيضاء، صليت المغرب هناك وتوجهت بالقطار إلى مدينة الرباط ومن ثم إلى الفندق حيث التقيت الأخ حسن فتاح، وهو أحد منظمي المؤتمر. ثم الأخ ماهر أمين، وهو مهندس عراقي من الموصل، عرفته أيام المؤتمرالأول، ولم تتغير نظراته عندي، فهو شاب لكن دغدغ الشيب رأسه، يحمل وقارا لم أره في غيره، كثير الصمت، حتى كأنه لا يتكلم، فإذا تكلم استمال سمعك إليه.. كنت أصفه دائما أنه يحمل هما.. لا هم العراق، فرج الله عنه فقط، ولكن هم الأمة كلها.. وثقيل أن يحمل أحدنا هم الأمة الآن.
كان معه رجل أسمر على رأسه عمامة بيضاء ولحيته خفيفة غزاها الشيب ويلبس قميصا.. كل من يراه يعرف أنه سوداني، هو الدكتور صلاح عيسى. كنت أسمع عن السودانيين ولطفهم، فوجدت كل ما سمعت عن لطف الناس في ذلك الرجل، كان يتكلم بقلبه ولا يتكلم بلسانه.. فلسانه يترجم فقط ما يقول قلبه.. ولم أتعود على أناس يتكلمون هذه اللغة حتى صادفته.
معهما رجل كأني سمعته من قبل، مع أني أول مرة أراه، تبين لي أنه طبيب باطنية، هو الدكتور محمد جميل الحبال. ولك أن تتصور حين يلتقي الجمال والصلاح والأمانة.
بقينا ما شاء الله تعالى ثم صعدنا إلى غرفنا لننام.
صباح السبت، وهو أول أيام المؤتمر.. وجدت الدكتور محمد بن جميل الوحيدي جالسا هو والأخت إيمان كاظم حبيب، وفي قبالتهما على طاولة أخرى الدكتور أحمد قاسم الكسار.. لم أكن أعرف واحدا منهم معرفة مباشرة، أما الوحيدي وإيمان فكنت عرفتهما عن طريق الأستاذ عبد الله جلغوم على صفحات ملتقى أهل التفسير. وحتى الأستاذ جلغوم لا أعرفه حتى الآن إلا على تلك الصفحات أو على الإيميل. مررت بالقرب منهم.. فوالله لا أدري أسلمت عليهم أم لم أسلم.. وخرجت إلى حديقة الفندق، ويعجبني أن أنظر الخضرة في الصباح.. وكنت أسأل نفسي : أيكونا هما ؟ الأخ الوحيدي والأخت إيمان ؟ من يكون ذلك الرجل الطويل عريض المنكبين إن لم يكن الوحيدي ؟ ومن تكن تلك المنقبة التي تنظر الحياء فيها، بل تستحي أن تنظر إليها من شدة حيائها، إن لم تكن الأخت إيمان ؟
بقيت برهة في الحديقة ثم عدت إليهما، وقفت بجانبهما وسلمت فردا علي.. نظرت إلى الأستاذ الوحيدي : قلت له : أنت الأستاذ الوحيدي وهذه الأخت إيمان كاظم، قال : نعم، ومن أنت، قلت أنا عمارة سعد شندول، فقام إلي يحتضنني، فهمست إليه بكلمة، ضحك لما سمعها وقال : لا يعرف ذلك غير ثلاثة. ضحكت معه وقلت في نفسي : سبحان الذي مساني على جمال وصلاح وأمانه، أريد محمد بن جميل الحبال وصلاح عيسى وماهر أمين، وصبحني على جمال وإيمان وحمد، أريد محمد بن جميل الوحيدي وإيمان كاظم الحبيب وأحمد قاسم الكسار.
انضم إلينا، بعد ذلك، الأخ عدنان الرفاعي والأخ محمد بونكة. وكان، من بين من لحق بنا، رجل جميل الوجه طويل، نظرت إلي الأخت إيمان مشيرة إليه، وقالت : ولدي. فسلمت عليه ثانية، وكان على طول قامته هادئ الطباع، فنظرت إلى نفسي، فلما رأيت أني قصير قلت : لعله يصدق قول بعضهم : أقربهم إلى الأرض...، وأخفيت ابتسامة. ثم ركبنا الحافلة نريد كلية العلوم، وكان الأخ الوحيدي مصاحبا لي، وكان آنسني ذلك كثيرا.
هناك في الكلية أتممنا اجراءات الترسيم في المؤتمر، ثم ابتدأناه بعد ذلك.. وقبل أن أحدثكم عما كان في جلساته، أريد أن أحدثكم عن أمر آخر.
كان من بين الحاضرين رجل لفتني إليه نور في وجهه.. عرفت بعد ذلك أنه الشيخ محمد الفالح، جعله الله من المفلحين الفائزين.. كنت أريد أن أتقرب إليه.. أن ينظر إلي.. رجل ما ذكرته إلا وامتلأت عيناي دموعا.. كنت أسترق إليه النظر في اليوم الأول. وفي اليوم الثاني اخترت أن أجلس بجانبه.. سلمت عليه فرد وقال لي: يشهد الله أني أحبك في الله، فلم أكن أعرف أنه أحبني هو الآخر.. فوالله إن حلاوة كلماته ما تزال إلى الآن في قلبي أتلذذ طعمها. ثم تناول من محفظته سواكا وقال لي : خذ هذا من مكة، وكم زاد شوقي إليك يا مكة. فأخذت واحدا فقال زد، وأشار بيده إلى واحد آخر وقال : خذ هذا، فأخذته.. فالذي أشار إليه بيده أخذته وهو عندي.. أما الآخر فلم تمض ساعة حتى أهديته لثلاثة اقتسموه. وكما قيل :
يجود علينا الخيرون بمالهم ونحن بمال الخيرين نجود​
كان شيئا ما شعرت به قبل. كبر المحبة لهؤلاء الناس، فوالله الذي لا إله إلا هو لكأن الله فتح قلبي ليزرع فيه محبتهم، فما من أحد منهم إلا وله موضع في قلبي. حتى أني لما عدت إلى تونس ما ملكت دموع عيني لفراقهم، فوالله إني لفي السيارة، ودموع عيني ينساب لم استطع منعها.
لعلي ألتقيكم مرة أخرى، لأواصل الحديث، عن لقائي بالدكتور فهد الرومي وبالإخوة السريع، والأخ التميمي والأخ السعدي والأخ محمد صفا حقي والأخ العبادلة والأخ عبيد والأخ جلغوم والأخت خديجة والأخت فاطمة.. وكثير لا أحصيهم لكن لكل واحد منهم في القلب مكان..
أحبكم الله تعالى
أسألكم الدعاء
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
التاريخ: 7 و 8 ذي القعدة 1431 هـ الموافق ل16 و 17 أكتوبر 2010، والمكان: كلية العلوم الرباط أكدال بالمغرب الأقصى الشقيق، أما الحدث وهو الأهم: فهو المؤتمر الثاني للإعجاز العددي في القرآن الكريم.
هي مائدة الله تعالى اجتمعنا حولها نغترف منها علما ورحمة وفضلا, ومحبة جمعتنا فتألفت القلوب عليها.
لعلي ألتقيكم مرة أخرى، لأواصل الحديث، عن لقائي بالدكتور فهد الرومي وبالإخوة السريع، والأخ التميمي والأخ السعدي والأخ محمد صفا حقي والأخ العبادلة والأخ عبيد والأخ جلغوم والأخت خديجة والأخت فاطمة.. وكثير لا أحصيهم لكن لكل واحد منهم في القلب مكان..
أحبكم الله تعالى
أسألكم الدعاء
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
واصل حديثك أيها الأديب البارع ، جزاك الله خيرا .
 
سلم حرفك ونبضك
سلم وصفك وصدق مشاعرك
احسنت بان اخذتنا الى هناك واسكنتنا معك كما لو كنا برفقتك
متعك الله بقوة الذاكرة وبلاغة التصوير
اصدقك القول اني غبطتك على هذه المنزلة وتلك اللقيا وذلك الاجتماع
غبطة اطفال يتمنون ان يصبحوا كبارا مثلك
احسنت اذ نقلتنا الى تلك الردهات واحسستنا بتلك الانفاس الطاهرات
ننتظر ما وعدتنا بها كي لا يفوتنا مؤتمر بمثل ذلك الوصف وبمثل تلك المشاعر
وجزاك عنا المولى بافضل ما يجازي به عباده
 
هنيئاً لكم الدّكتور الحبيب أبا سعد هذه الرّحلة المباركة، وهذا القلم البارع السّيّال.
وهذا النّفس الطّيّب المبارك، وهذه الرّوح المتألّقة المشرقة الشّفيفة.
وهنيئاً لكم هذا الحبّ الّذي يسكن جوانبكم لأهل القرآن. فهذه وربّ أبيك هي المحبّة الحقيقيّة، والكنز الدّفين الّذي ذهبتم إلى المغرب تزفّون من أجله.
وكانت روحي معكم جميعاً لم يبارح الدّعاءُ اللّسانَ أن يوفّقكم الله تعالى وأن تستطيعوا كشف كنوز العدد في القرآن وإحكامه العظيم من خلال شعار المؤتمر نفسه: "كتاب أحكمت آياته" ليبين الحقّ من الباطل، والحقيقة من الزّيف، والنّهار من اللّيل.
وأنتم دكتوراه في الرّياضيّات: أتبيّن لكم هذا من خلال هذه الوجوه المؤمنة بكتاب ربّها، وأنّ برقيّات الإقناع قد وصلت إليهم واضحة جليّة وضوح الشّمس في رائعة النّهار أمّازالت ضبابيّة تكتنف هذا العلم المبارك -أقصد العدد- أمام بعض المتحفّظين رضي الله عنهم وعنكم وعنّا وأرضاكم؟!
وبانتظار إتحافاتكم من قلمكم السّيّال عن مجريات المؤتمر فإنّا لها بالأشواق.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
الاخوة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عدنا والعود أحمد، الشكر لكم جميعا
متعك الله بقوة الذاكرة وبلاغة التصوير
اصدقك القول اني غبطتك على هذه المنزلة وتلك اللقيا وذلك الاجتماع
غبطة اطفال يتمنون ان يصبحوا كبارا مثلك
أنت الكبير سيدي.. فيك الحمد والعدل والعقل، وماذا بعد ذلك ؟ أكبر مما وصفتني وصفك.. وأجل مما أجللتني به جلال كلماتك.
هنيئاً لكم الدّكتور الحبيب أبا سعد هذه الرّحلة المباركة، وهذا القلم البارع السّيّال.
هنيئا لي بلقاء الأحبة، سميتني أبا سعد وأنا ابن سعد، أكرمك الله واسعد قلبك. والله يا أخي لو ما جنيت من هدا المؤتمر إلا محبة أولئك الناس لكفاني، والحمد لله ما سالت الله شيئا إلا أعطاني وزادني ولله الحمد والمنة.
بدأ المؤتمر بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.. آيات من سورة البقرة تلاها علينا مقرئ من المغرب، حقيقة نسيت اسمه، لكن لم أنس نبرات صوته بالقرآن. كنت بحثت عنه بعدها فلم أجده.. بحثت عنه لأسأله لو كان بإمكانه أن يعلمني مما آتاه الله تعالى.. ولعلي ألتقيه أو أجد من يدلني عليه.. كان من بين ما قرأ علينا قوله تعالى :
الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات....
وكانت أسئلة خامرتني وأنا أستمع إليه :
ما تأويل الظلمات التي أخرج منها الذين آمنوا ؟
وما تأويل النور الذي أخرج منه الذين كفروا ؟
ولماذا قال الطاغوت ولم يقل الطواغيت ؟ وقال يخرجهم من الظلمات وقال يخرجونهم من النور ؟
بعد ذلك ألقى الدكتور الحسين زايد كلمة رحب فيها بالحضور، وذكر أن أربعة من المحاضرين كانوا قد تغيبوا ولم يستطيعوا المجيء، هم :
الدكتور محمد المغيثي من لبنان
والدكتور ذو الكفل محمد يوسف من ماليزيا
والأستاذ بسام جرار من مركز نون من فلسطين
والأستاذ أحمد عامر الدليمي من العراق
وحقيقة كنت أنتظر لقاء هؤلاء الرجال الذين حملوا أمانة الحق بقلوبهم وعقولهم، ولا أزكي على الله أحدا. ولم أكن أعرف معرفة مباشرة من هؤلاء الأربعة إلا واحدا هوالدكتور ذو الكفل محمد يوسف من ماليزيا الذي كنت التقيته في المؤتمر الأول، وقد جمعتني به محبة عظيمة مازلت أحفظها إلى الآن.. وكان سماني في المؤتمر الأول كتكوتا.. وقال لي : يا كتكوت.. أنتظر منك أن تصبح نسرا جارحا.. وكنت وعدته أن أصبح كذلك.. لكني إلى الآن ما استطعت، لذلك فأنا أزف إليه من هذه الصفحات أني ما أزال كتكوتا كما سماني أول مرة.
بعد ذلك ألقى الدكتور حسين زايد محاضرة بعنوان : نماذج من التناسق العددي في القرآن.
ولعلي لا أتذكر منها إلا أشياء.. منها ومن أجمل ما أخذني ما ذكره عن الشاعرين حسان بن ثابت والنابغة الذبياني..
فقد ذكر الاستاذ حسين أن حسان بن ثابت جاء النابغة يعرض عليه قصيدة قالها، كان منها :
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى*** وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
فقال له النابغة : ذكرت الجفنات، وجمعها الجفان فلو كثرتها لكان أحسن، وذكرت الغر، والبيض أكثر وصفا منها فلو قلت البيض لكان أحسن، وقلت يلمعن، واللمعان يأتي إذا أصابها ضوء، فلو قلت يبرقن لكان أحسن، وذكرت الضحى، فلو كانت الدجى لكان أعمق وصفا، وقلت أسيافنا، فلو كثرتها فقلت سيوفنا لكان أحسن، وقلت يقطرن، ولو قلت يجرين لكان أحسن. فإذا البيت :
لنا الجفان البيض يبرقن بالدجى *** وسيوفنا يجرين من نجدة دما
فقلت في نفسي سبحان الله :
أما القرآن فكلما أردنا أن نغير كلمة فيه إلا وأعطت معنى دون المعنى الذي تؤديه ؟
ثم ذكر قصة الأصمعي مع الأعرابي.
وذكر الجهاد بالقرآن في قوله تعالى : وجاهدهم به جهادا كبيرا ؟
وأحسبه قال أن الجهاد ما وصف بالكبير إلا الجهاد بالقرآن.
ثم ذكر سورة النمل التي هي في الترتيب 27 وعدد آياتها 93، وأن بدايتها طس، فأحسبه قال أن عدد حروف الطاء في السورة 27 وعدد حروف السين 93، فسبحان الله تعالى الذي نزل كتابه وجمعه.
لي عودة معكم إن شاء الله تعالى
أسألكم الدعاء
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
بارك الله فيك يا دكتور عمارة ونفع بك
وننتظر منك المزيد​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

بعد حفل الافتتاح، عشنا مع الجلسة الأولى ومحورها عالمية لغة العدد وكيفية توظيف الأبحاث العددية في الدعوة إلى الله. كان سيتحدث الدكتور المغيثي من لبنان عن الإعجاز العددي في عصر المعلوماتية كأداة من أدوات التبليغ والدعوة إلى الله، لكن لأسباب لم يتسن له المجيء وحضور المؤتمر، وحاضرنا المهندس عدنان الرفاعي من سوريا حول كيفية توظيف البحث العددي في الدعوة إلى الله.
ابتدأ كلامه بتعريف المعجزة فقال إن المعجزة يجب أن تقوم على ثلاثة قوائم هي البرهان النظري، وإمكانية استثمارها في تفسير النص القرآني، ووجوب أن يحملها القرآن في كل حرف من حروفه.. ولم أفهم في البداية كيف بنى هذا التعريف ومن أين جاء به.. لكن بعد المحاضرة فهمت أنه لا يتحدث عن المعجزة في عمومها، إنما يتحدث عن معجزة عددية يقول أنه اكتشفها وأطلق عليها اسم معجزة إحدى الكبر وتتعلق بالعدد 19، ويقول أنها تشمل القرآن كله وأنه فصلها في كتابه المعجزة الكبرى.. وللأخ عدنان آراء، يصفها البعض بالجريئة، ولكني أرى فيها من الهنات ما لا يرى غيري، كإنكاره الناسخ والمنسوخ وتضعيفه لبعض الأحاديث الصحيحة وغيرها مما يحمله كتابه، وحملها قبله فكره. وصحيح أني اتفقت معه أن أنظر في كتابه وأن أستفيد من تجربته التي امتدت عشرين سنة، لكنا تواعدنا أن أجادله في كل ما كتب جدال أخوين يشهدان أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. والحق إني وان قبلت منه أن استفيد من تجربته التي دامت أكثر من عشرين سنة، إلا أن الاستفادة العظمى لي ستكون من عمر الأمة كلها التي امتد لأربع عشر قرنا من الزمن. والأعظم، الاستفادة من كلام من بلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لولاهم ما بلغنا هذا الأمر.
ولعلي انتهز هذا المقام لبيان أمر ذكره الله تعالى في سورة المدثر التي يفتتح الأخ عدنان الرفاعي كتابه ببعض آياتها، هذا الأمر هو في قوله تعالى : فقتل كيف قدر، وهي الآية عدد 19 من السورة. ولعلي أسأل : لماذا قتل كيف قدر ؟ وقد فكر وقدر، والله يدعونا إلى التفكير ؟
أما كلمة قتل، فتذكر عند التعجب واستعظام الأمر، فاستعظم عليه أن فكر وقدر قبل أن ينظر، ولم يستعظم منه، لأن هذا منهج من لا يستحكم إلى منطق، وهم العقلانيون، الذين يصرفون كل شيء إلى العقل، وليس كل شيء يصرف إلى العقل. لذلك أخطأ هؤلاء في كثير من المسائل. وخطؤهم هو خطأ منهج، لأن البحث في مسألة يستوجب تدبرها على مراتب منها النظر و الفكر و العقل و المشاهدة أو بعض هذه المراتب أو جميعها، ويستوجب المعرفة بترتيب المراتب الذي يوصلنا إلى الحق. فإنك مثلا إن انطلقت من مسألة خاطئة وفكرت كانت النتيجة بحسب تقديرك أنت الذي يحمله هواك، ومع ذلك لن تجد ما يعارض العقل في تقديرك ذاك، ولكنك ستجد ما يعارض المنطق إن كنت عالما بالمنطق لاستنادك إلى مسألة خاطئة. وكذلك الشأن إذا انطلقت من مسألة لا تحيط بها، ذلك أنها قد تحمل خصائص لا تعرفها تقلب النتيجة التي قدرتها عند غيرك بمعرفة غيرك إياها. وإنما ذكرت هذا الكلام لأني أرى من المسلمين من ينزل العقل منزلة فوقية على الأشياء، كأنه ما قرأ القرآن وما درس مناهج البحث فيه، ولو درس تلك المناهج واتبعها لكان أجل له من أن يقع في أخطاء قد يحملها عنه غيره ويتحمل وزرها. وأنا أقصد، ناصحا، من يقول أن الناسخ والمنسوخ ليس من القرآن، والذين يقولون بالتشكيك في بعض المسائل التي حملها الصحابة بيقين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولعلي أحملكم في هذا المقام إلى الآية 18 من سورة المدثر :
قال الله تعالى : إنه فكر وقدر.. والتفكير ليس وحده بابا للتقدير في كثير من المسائل، التي منها الكلام عن القرآن، لذلك استعظم عليه أن يقدر، فقال تعالى : فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر.. وهذه الآية تدل على ركاكة ذلك المنهج وسقوطه.
ثم قال تعالى: ثم نظر.. وإنما فعل ذلك استيفاء لشروط العقل حيث جعل الفكر السابق للتقدير ملحقا بالنظر، وهو وهم منه أن ذلك يستوفي تلك الشروط.
فلما نظر كانت النتيجة على غير ما قدر، لأن المنهج الذي ابتدعه وقدر وفقا لشروطه هو في الأصل منهج خاطئ، لذلك قال تعالى : ثم عبس. ولو وافق نظره ما كان قدره لكان فرح بما قدر، والعبس هو تقطيب ما بين العينين. وإمعانا في توهمه أنه يستوفي شروط العقل، قال تعالى: وبسر.. وهو الاهتمام والتفكير فيما كان عبس لأجله..
وهو بالتفكير الثاني، كان يستطيع أن يصوب تقديره في الأول، لأنه جاء بعد نظر، لكنه ما فعل وهو سر قوله تعالى : ثم أدبر واستكبر. فالإدبار دليل على أنه ابتعد حتى لا يسأل عن الدليل، لأن دليله أصلا بخلاف المنطق. والاستكبار دليل على تشبثه بتقديره الذي علم بالنظر أنه خاطئ. والله تعالى أعلم.
ولعلي أذكر مسألة فيما يخص مناهج التفكير والاستنباط، يرويها بعض الشيعة عن محمد بن جعفر أنه جاء أبا حنيفة النعمان وقال له : بلغني يا أبا حنيفة أنك تستعمل القياس، فقال له : بلى، فقال له : لا تفعل فإن أول من استعمل القياس ابليس قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، ثم قال : ماهو الأكثر نجاسة المني أو البول، فقال له أبو حنيفة : البول، فقال : فكيف يفرض فيه الوضوء ويوجب في المني الغسل، ثم قال : ما هي الفريضة الأولى على الناس الصلاة أم الصيام، أو ذكر شيئا من هذا القبيل، فقال له أبو حنيفة : الصلاة، فقال له : فكيف تقضي البنت الصيام إذا حاضت ولا تقضي الصلاة.. وذكروا مسألة أخرى نسيتها، والمسائل التي ذكرها محمد بن جعفر، إن صح أنه ذكرها، لا يصح فيها القياس.. كما أن قوله أن أول من استعمل القياس ابليس، لعنه الله، فيه نظر.. فالأولى أن يقول أنه أول من أخطأ في القياس لأنه قاس ما لا يقاس.. أما القياس فهو منهج كامل يدعونا الله تعالى للمعرفة به، وهو مبثوث في كثير من السور والآيات، يقول الله تعالى في التأصيل لهذا المنهج، مستنهضا عقول المتدبرين :
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
فالذي يسوي بينهما، كانت خطواته على خطى ابليس، وكثيرون هم الآن. فالآية تدلك إلى ضرورة أن تقيس ما يقاس، وتسوي بين ما يتساوى لا غير ذلك.
ومثله قوله تعالى :
قل هل يستوي الأعمى والبصير..
ولعلك تقرأ قوله تعالى :
ولا يستوي البحران..
وهذا الحكم دل على أن من الأشياء ما لا يصح أصلا قياسها ببعض.
ومثله قوله تعالى :
لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم...
ومثله قوله تعالى : قل لا يستوي الخبيث والطيب..
ولعل بيان تعديل الأمر بمثله يوضحه قوله تعالى :
للذكر مثل حظ الأنثيين..
والله تعالى أعلم..

بعد المحاضرة، كانت جلسة النقاش، وقد أجاب المهندس عدنان الرفاعي على بعض الأسئلة وغفل عن بعضها وربما أغفل بعضها.. طبعا لضيق الوقت..
بعد ذلك امتطينا الحافلة نحو مركب ديار السلام التجاري، للفطور وتناول وجبة الغداء، وهذا المركب على ضخامته لا يبيع خمرا، ولله الحمد والمنة، وأظنه المركب الوحيد بتلك الضخامة التي لا تجد فيه شيئا من المسكرات.
جلس الأخ عدنان الرفاعي هو والدكتور فهد الرومي والدكتور محمد صفا حقي وآخرون على نفس الطاولة، ودار بينهم حديث ونقاش كبير. وكان مما لاحظت في ذلك النقاش سرعة الكلام وتلويح اليدين ومحاولة كل واحد أن يدلي بدلوه أولا ويقنع الآخر.
كنت أنظر إليهم من حين لآخر، وأستذكر عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف كان يتحدث، وكيف كان يعيد الكلام مرتين، ولا يسرع في الكلام. كيف يسمع إليه الناس، ويسمع منهم.. صلى عليك الله يا سيدي يا رسول الله، طبت حيا وميتا.
كنت جلست على طاولة أخرى، ومعي سعوديان جلسا بجانبي، لا أعرفهما، ولكنهما طبعا في قلبي وأخذا مكانا فيه. وكان معنا الشاعر المغربي جلول الدكداك، وهو رجل أبيض اللحية يتقد حكمة، وبجانبه أخي الحبيب محمد بن السريع السريع، وقد ولج في القلب أسرع من السريع.. كانت عيناه تنبؤك بتواضعه، وهيأته تحدثك عن جمال قلبه. بجانبه أخ من الجزائر لا أعرف اسمه، ابيض الشعر جله، كثير الابتسامة حتى لكأنك ما نظرته إلا مبتسما كأن البسمة قد رسمت على وجهه خلقا وخلقا، بجانبه الأخ عبد الرحمن السعدي، وقد عرفت لما نطق أنه تونسي.. وكان ملازما للأخ الجزائري كالتوأمين.. وكان جالسنا أخ مغربي أظن أني أعرفه لكني نسيت اسمه، لأني أعرفه بقلبي..
أخذنا الشاعر جلول للحديث عن المصطلحات وكيفية تصحيحها. وقال رأيه بخصوص وصفنا للظواهر العددية في القرآن بالإعجاز، وقال أن الأولى الحديث عن الإحكام لا على الإعجاز.. وكنت سألته : هل أن كل محكم معجز ؟ فأجاب بالنفي، وسألته : هل لأحد من البشر أو الجن أن يأتي بكتاب هو في إحكام كتاب الله تعالى ؟ فأجاب بالنفي، لكنه بقي يحكي على وجوب تحرير المصطلحات وتدقيقها.. ودار حديث نسيت أكثره.
ونحن كذلك جاءني المهندس حسن فتاح ليعلمني بوصول الأخ عبد الله جلغوم. وكنت إلى ذلك الوقت لا أعرف الأستاذ جلغوم إلا من خلال ما أقرأ عنه أو من خلال الايميلات والمحادثات عبر النت.. لما وصلته احتضنا بعضينا، لكنه لم يكن يدرك أني هو الذي أكلمه، فهو الآخر لا يعرفني.. ومع أني أصغر سنا منه إلا أني عرفته قبل أن يعرفني.. كنت اعتقدت أنه عرفني هو الآخر تكلمنا قليلا ثم همست في أذنه بشيء، فنظر إلي والعجب في عينه وقال لي : عمارة ؟ قلت : نعم، نهض من جديد وسلم علي.. ثم قال : لم أعرفك في البداية، السفر أتعبني.. تحادثنا قليلا.. ثم اتفقنا أن نلتقي في المساء، فقد كان مجهدا نوعا ما، وقال لي أنه لابد له أن ينام قليلا..
بعد الصلاة عدنا إلى كلية العلوم بالرباط أكدال، لنتابع وقائع الجلسة الثانية التي محورها التأصيل. وكانت المحاضرة الأولى بعنوان : التأصيل الشرعي لدراسات الإعجاز العددي، قدمتها الأستاذة الفاضلة الأخت إيمان كاضم حبيب.
وذكرت أن الله تعالى لا يقبل إلا ما كان خالصا وصوابا.. فالخالص هو ما خلص له سبحانه وتعالى، والصواب هو ما كان أساسه وفق ما أنزل الله تعالى على عبده.. وكانت ذكرت أشياء كثيرة عن تعامل الصحابة مع العدد، نسيتها، لكني أذكر كلمات الفاروق عمر بن الخطاب لابن عباس رضي الله تعالى عنهما لما ذكر أن العدد يفيد في معرفة ليلة القدر، وبين ذلك، قال عمر رضي الله عنه : لقد فطنت لأمر ما فطنا له.
وقالت من جملة ما قالت أن الصحابة لو عاشوا عصرنا المترع بالتقدم لكان كذا وكذا.. وأردت أن أعلق أن هذا العصر كله عصر نستهلك ما بناه أولئك الرجال..
المحاضرة الثانية كانت بعنوان : حساب الجمل، أساسه ومصدره.. للدكتور صلاح عيسى.. وقد أطال الدكتور المقدمة حتى أنه أخذ ثلاثين دقيقة في المقدمة فقط، ولم يذكر شيئا عن الموضوع الذي جاء من اجله، وكان يظن أنه سيعطى ثلاثين دقيقة أخرى لذلك.. فلما انتهت الثلاثين دقيقة الأولى، قال له رئيس الجلسة : لم يبق وقت، قال له : وقت ؟ قال له لقد أنهيت الآن ثلاثين دقيقة، فقال له : أنا مازلت لم أبدأ محاضرتي، فقال له : أعطيناك ثلاثين دقيقة فلا تتجاوزها، فنظر الدكتور صلاح إلى رئيس الجلسة وقال له : وهل بدأت ؟ كنا في كل ذلك نضحك، ورئيس الجلسة لا يدري ما يقول، إلتفت إلى الدكتور صلاح مبتسما وقال : بل قد انتهت، فأخذ العجب الدكتور صلاح الذي نظر إليه وقال : بل الآن تبدأ... تكلم قليلا ثم أعلن رئيس الجلسة وقت صلاة العصر.. خرجنا لنصلي.. وكنت رافقت وقتها الدكتور صلاح عيسى إلى المصلى.. دار بيننا حديث، أحسست من خلال روعة الدكتور صلاح.. كنت وددت لو طال بنا الزمن فسمعنا محاضرته، لكنه قد استوفى الوقت المحدد..
لما عدنا من المصلى، كان رئيس الجلسة أعلن بدأ الجلسة التالية، حول المنهجية، وكان المحاضر هو الدكتور أحمد قاسم الكسار عن الدكتور ذي الكفل محمد يوسف. وكان عنوان المحاضرة : منهجية البحوث في الإعجاز العددي : دراسة وصفية، عدد فيها المهتمين بهذا الباب، الذين هم بحسب ما ذكر، المبالغون والمتجاوزون والمقتصرون والمكثرون والمعتدلون والمعارضون.. وتكلم عن صلة الإعجاز العددي بالمدعو رشاد خليفة..
كنت جالسا وبجانبي الأخ محمد بن جميل الوحيدي، وكان أغلب المؤتمر مصاحبا لي، وكنا تحاببنا عن طريق ملتقى أهل التفسير، والأستاذ جلغوم، فلما تعارفنا، كبر معنا ذلك الحب في الله الذي ملأ قلبينا. ربما لا أكذب إن قلت أني أشتاق إليه وهو معي.. وأنا الآن مشتاق إليه، وأعلم أنه كذلك.
كنت من حين لآخر أتحدث معه، لكن ليس كلاما، بل كتابة.. حتى لا نحدث ضجيجا.. قال لي في تلك المحاضرة أنه قرأ بحثا رائعا حول الإعجاز العددي، أحسبه ذكر لي اسم الباحث لكني نسيته.. المهم أن هذا الباحث ينظر إلى الإعجاز العددي من ثلاث زوايا : من حيث من ألزمه بعدد محدد كرشاد خليفة الذي قدس العدد 19، ومن لم يلزمه بعدد معين ومنه عامة الباحثين قديما وحديثا، وأظنه قال والمنكرون للإعجاز العددي جملة.
بعد انهاء المحاضرة تلك، نبهنا الدكتور أحمد قاسم الكسار أنه سيلتقينا بعد فاصل مع الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي الذي حاضرنا هو الآخر ذلك المساء وكان عنوان محاضرته : ضوابط الإعجاز العددي..
وذكر أن أبحاثه السابقة لا يجب أن تحمل على إنكار الإعجاز العددي إنما هي نقد لبعض الأخطاء التي وقع فيها البعض بينها لكي يستمر الحذر منها.
وقال إنه لا يحق أن نرفض حق محق لباطل مبطل.
ثم ذكر جملة من هذه الأخطاء التي من بينها الخطأ في فهم رسم المصحف العثماني..
ولم يسعني أن أحفظ كل الضوابط التي عددها، ولكن رسخ في الذهن :
- وجوب الالتزام بقراءة واحدة في القضية الواحدة فلا يذكر أخرى إلا أن يظهر الباحث وجها إعجازيا آخر.
- عدم تعداد ما لا يعد، وضرب لذلك أمثلة منها من عد الناقة مع جملة الرسل.
- بيان توافق الأعداد فيه.
- كل نتيجة تخالف النص مرفوضة.
وذكر أيضا أن الحساب القرآني هو حساب قمري.. وكنت أريد أن أسأله عن الدليل في ذلك، ولست أدري كيف نسيت ذلك.. لأن القرآن الكريم ذكر الشمس والقمر وذكر اليوم والشهر والسنة والعام. والناظر في ذلك يذهب إلى أن كل ذلك الحساب قد جمعه القرآن. والتوقيت في الإسلام يحمل الحسابين، فإن كنا نريد الصيام مثلا كان الحساب قمريا وإن كنا نريد الصلاة كان شمسيا.. والله تعالى أعلم. وإن كنت أخطأت فعليكم تصويبي وفقني ووفقكم الله.
ولكم أن تستشيروا الأخ فهد الرومي كي يتحفنا بما نسيت من محاضرته.
بعد أن أتم الدكتور فهد محاضرته، عاد إلينا الدكتور أحمد قاسم الكسار ليلقي محاضرته التي عنونها : نظرية الإعجاز العددي بين القدامى والمحدثين : دراسة تحليلية.
بعد ذلك تابعنا جلسة لنناقش كل المحاضرات المسائية، ثم امتطينا الحافلة إلى ديار السلام نريد المغرب والعشاء والعشاء.
جالسني في وجبة العشاء الدكتور صلاح عيسى، ومصورا المؤتمر والأخ الجزائري والأخ عبد الرحمن السعدي.. تحادثنا في مواضيع شتى من بينها بعض ما يتعلق بالإعجاز العلمي والعددي وحساب الجمل : وتناولنا تفسير بعض الآيات، من ذلك معنى المر في قوله تعالى : وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ، ومعنى كفاتا في قوله تعالى : أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا..
قبل أن نغادر ديار السلام كنت أوصي الجماعة بالمجيء باكرا في يوم الغد، حتى نستغل أكبر وقت ممكن في المؤتمر.. وكنت أوصيت الأخت فاطمة أن تأتي باكرا وتطلع الجميع على أن موعد الجلسات سينطلق الساعة الثامنة. فقالت أن من عادتها المجيء قبل ذلك..
كان لابد لي أن أشجع نفسي، فغدا سأترأس أولى جلسات المؤتمر.
كنت أبلغت الأخ حسين أنه ربما سألغي جلسة الشاي.
بعد ذلك عدنا إلى الفندق.. وكان معي الأستاذ الوحيدي الذي استأذن لينام لأنه كان متعبا بعض الشيء.. وجدت أخي عبيد سليمان، تحادثنا قليلا، وقلت له ما قلت لأخي حسين : فقال لي : علميا لابد أن يرتاح المحاضرون ويرتاح الجمهور.. فقلت له ممازحا : وواقعيا لا يجب ذلك، فقد وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة فحدثهم يوما كاملا، فقال لي : وقع ذلك مرة، وترى ماذا حفظ الصحابة من ذلك ؟
وحقيقة أن هذا موضوع جميل جدا، أعني كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم صحابته ويحدثهم، وهل كان يفعل ذلك باستراحة من حين لآخر أو بدون استراحة، وما معنى روحوا عقولكم ساعة بعد ساعة ؟ بل ما المعنى الذي تحمله الساعة هنا ؟
أتمنى أن ينظر أحدكم في هذا الباب، ويقدم لنا ما يشفي صدورنا.
جاء الأستاذ جلغوم وكنت أنتظره لحديث بيننا.
جاء الأخ أحمد البريدي هو الآخر فانضممت إليه أنا والأستاذ جلغوم، ودار بيننا حديث عن الإعجاز العددي، وعن ترتيب السور..
ثم استأذنا الأخ البريدي، وصعدنا إلى غرفة الأستاذ جلغوم. تحدثت معه عن الأسئلة التي أثيرت في ملتقى أهل التفسير، واتفقنا على وجوب النظر فيها والرد عليها. ثم نظرنا في المناهج التي يمكن اعتمادها والضوابط التي لا يمكن تخطيها في أي بحث عددي.. وكان ذلك جوهر حديثنا.
غدا صباحا، كان الجماعة كلهم قد نزلوا قبلي، وكنت أنا من أنبههم البارحة كي لا يتأخروا. ثم تأخرت أنا..
فلما جلست إليهم على الطاولة أريد الفطور، قال لي الأخ حسن فتاح ممازحا : كان يجب أن نذهب الآن لو لم تتأخر، فقلت له : ليس من عادتي أن أفطر وأنا الآن جاهز كي نذهب.
المهم أننا تأخرنا عن الموعد الذي كنت ضربته، ولم تبدأ جلسات اليوم الثاني إلا التاسعة تقريبا.
كنت سأترأس الجلسة الأولى وقد أبلغت بعض المحاضرين أني دكتاتوري إلى أبعد درجة، وعلى من يجلس تلك الجلسة أن يلتزم الوقت وإلا فسيكون عرضة للإسكات، وابتدأ المحاضر الأول، وكنت حددت له عشرين دقيقة، لكنه أنهى العشرين دقيقة وما أظنه بدأ، غلبني الخجل كي أسكته. وتلاشت تلك الدكتاتورية التي كنت أتحدث عنها، أمرته بالإسراع قليلا والدخول في الموضوع، أومأ إلي أن نعم وواصل كلامه، لاحظت في عيون الحاضرين كلاما، فإذا أنا دكتاتوري بالفعل، دكتاتوري مع الحاضرين، خجول مع المحاضرين..
كان المحاضر هو الأخ عبد الرحمن السعدي، من تونس، وكانت محاضرته بعنوان الإعجاز العلمي من وراء الإعجاز العددي، وتندرج جميع المحاضرات لذلك اليوم ضمن محور التطبيقات والاستنباطات.
المهم غلبني المحاضر الأول، وافتك مني عنوة ضعف الوقت المحدد، فقد استغرق أربعين دقيقة كاملة. كنت وددت أني ما ترأست الجلسة، فأنا أعرف أني كثير الخجل وليس من عادتي إسكات أحد.
ولعل أحدا يقول أنه إنما دفعه الخجل من الأخ السعدي لأنه ابن بلد، فكلانا تونسي، وهذا أمر يستبعده الذي يعرفني من قرب، فإن لي قلب محب لا يفرق بين الناس.. أولعل أحدا يقول لقد أعجبه الكرسي فأراد أن يمدد فترة الجلسة على عادة الرؤساء، يقصد رؤساء الجلسات.. فمارس دكتاتوريته على الحاضرين حين رأى أنه يراهم من أعلى.. والحقيقة أني لست من ذلك الصنف ولكن الخجل غلبني..
جاء المحاضر الثاني، وهو الدكتور حسن العبادلة من الأردن، وطلبت منه من البداية الالتزام بالوقت.. كانت محاضرته حول تأصيل فكرة الإعجاز العددي في القرآن الكريم.
بدأ محاضرته بالكلام عن المعنى اللغوي والاصطلاحي للمعجزة، ثم أخذه الحديث عن الإعجاز العلمي والكلام فيه. كان أشار في البداية أنه قسم عمله إلى أبواب أنهاها بباب التأصيل وبعض التوصيات.. المهم تجاوز العشرين دقيقة وما ذكر لنا تأصيلا ولا أوصى توصية.. قلت له : أخي حسن أنت تتحدث عن الإعجاز العددي واختلاف الناس حوله.. وأضنهم ما اجتمعوا إلا موقنين بوجوده فلو قدمت لنا بعض ضوابط هذا الإعجاز العددي والتوصيات التي ذكرت. وكنت أريد أن أحثه كي يسرع، فأجابني بأنهم مازالوا مختلفين حول الفكرة أصلا.. سكتت وتركته يتكلم تجاوز الثلاثين دقيقة.. لم أكن أدري ما أفعل، وماذا أفعل ؟ تشجعت مرة أخرى وقلت له اذكر لنا التوصيات لم يبق لك وقت. حينها أسرع وذكر توصياته وصلينا على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وانتهت الجلسة الأولى.
بعد جلسة الشاي كان الموعد مع المهندس ماهر أمين من العراق، وكانت محاضرته بعنوان مشروع إثبات المعجزة العددية في آية البسملة من خلال اختبار ألف ترليون جملة.. والعنوان يحمل كل مافي المحاضرة.. ولم أجد عنوانا لمحاضرة متناسقا مع محتواها بقدر ما تناسق هذا العنوان مع محتوى تلك المحاضرة.. كنت تحادثت وجملة من طلبة كلية العلوم مع المهندس ماهر بعد المحاضرة حول تعلمه البرمجيات، فقال لي : لقد جندت نفسي أربع سنوات لأتعلم البرمجيات وقد كبر سني وأنا أترك هذه الأمانة للأجيال التي ستأتي بعدنا.. كانت كلماته علي كضرب الحسام، أسأل الله لي وله ولكم التوفيق.
ثم تحدث المهندس حسن فتاح عن هندسة الفواتح باعتبارها مدخلا لدراسات الإحكام العددي في القرآن.
بعدها جاء دور الأستاذ عبد الله جلغوم. كان أول ما قال بعد البسملة والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لقد خرج من القاعة قبل أن أقف لأحاضر خمسة وعشرين شخصا، وخشيت أن أبق وحدي.
ذكرني كلامه بقول النابغة للنعمان في اعتذاره إليه : كن حكيما في انصافي كما حكمت جارية كانت لها قطاة فحزرته ستا وستين فقالت :
يا ليت ذا القطا لنا *** إلى قطاة أهلنا
ومثل نصفه معه *** إذا لنا قطا مائة
فمثلما عجبت لسرعة إحصاء هذه الجارية لعدد القطا في طيرانه وبعضه يتقدم وبعضه يتأخر، عجبت لإحصاء الأخ جلغوم لمن خرج من القاعة والبعض منهم خرج والبعض دخل..
كان تقديمه ممتعا، ووصفه دقيقا، وحسابه محكما.
تحدث عن ترتيب السور من حيث الزوجية والفردية في عدد ترتيبها وعدد آيها، وهو ما يعرف عنده بقانون الحالات الأربعة، وأضاف إليه أسرارا كثيرة عن ارتباط ذلك بالعددين 9 و10.
هو الآخر تجاوز العشرين دقيقة، فنظر إليه رئيس الجلسة وهو الدكتور عز الدين قهوادجي، وأشار إليه من تحت الطاولة أن أسرع، وكان الأخ عبد الله ينظر إليه ويتجاوز عنه، فلما أكثر عليه ونحن لا نرى ذلك منه لأن الإشارات كانت تحت الطاولة، ولكن حدثني الأخ قهوادجي عن الأمر بعد ذلك، نظر إليه وقال :
مالك تنظر إلي ؟ أخفتني..
كانت الكلمات مفاجأة أضحكت الحاضرين، وأضحكت رئيس الجلسة أيضا.
بعد المحاضرة ذهبنا للصلاة وتناول وجبة الغداء.. وقد أعلن رئيس الجلسة تأجيل المناقشة إلى ما بعد جلسات المساء.
لي عودة معكم إن شاء الله تعالى
أسألكم الدعاء
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
ابدعت كما توقعت منك يا ابن سعد
ما شاء الله عليك
احسنت ولك الاجر ان شاء الله
عشنا معك تلك اللحظات ومع من جالست.. ومرت سريعا كما هي عادة المناسبات الجميلة
وبحسب خبرتي الاعلامية رأيت فيك صحفيا مبدعا محلقا حيث لا ينتبه الناس لمواضع التحليق تلك
وهو فن ابداعي تستوجبه تطورات ثورة الاتصال التي اجتاحتنا من فوقنا ومن تحت ارجلنا
واتمنى من له صله بالصحافة ان يقتنص هذه الثروة الاعلامية والدرة الصحفية كي تستفيد منها الاجيال
لا يسعني في النهاية الا ان اقول :الله يعطيك الف عافية وعافية
 
أخي عمارة
محاضرتي كانت حول تأصيل فكرة الإعجاز العددي ، حيث ذكرت في المقدمة أسلوبي ومنهجي وعملي في البحث ثم بيّنت تعريف المعجزة وتنوع أقوال العلماء فيها , وأن إطلاق المعجزة لم يستخدم في القرآن الكريم للدلالة على سوره وآياته وبيّنت أن العلماء لجئوا إلى إطلاق مصطلح الإعجاز على القرآن الكريم لعجز الناس عن التحدي الوارد في الآيات الكريمة .... وذكرت أوجها متعددة عدّها العلماء من الإعجاز أي أن أقوال العلماء المتقدمين لم تقتصر على جانب واحد وكما تجوز العلماء إطلاق الإعجاز على تلك الأوجه نتجوز إطلاقه على التوافقات العددية ثم ذكرت تعريفا للإعجاز العددي وأوردت بعض الأدلة على الأوجه العددية من القرآن والسنة وأقوال بعض العلماء السابقين...
وليس ذنبي أن ذهنك شرد في المحاضرة لتقول ما تفضلت به سابقا.
ملاحظة : أظنهم ، وليس أضنهم . ولي رجاء أن تكتب عن نفسك ما تريد ، ولا تكتب عن الآخرين إلا بعد أن تستشيرهم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

بعدها جاء دور الأستاذ عبد الله جلغوم. كان أول ما قال بعد البسملة والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لقد خرج من القاعة قبل أن أقف لأحاضر خمسة وعشرين شخصا، وخشيت أن أبق وحدي.
كان تقديمه ممتعا، ووصفه دقيقا، وحسابه محكما.
تحدث عن ترتيب السور من حيث الزوجية والفردية في عدد ترتيبها وعدد آيها، وهو ما يعرف عنده بقانون الحالات الأربعة، وأضاف إليه أسرارا كثيرة عن ارتباط ذلك بالعددين 9 و10.
هو الآخر تجاوز العشرين دقيقة، فنظر إليه رئيس الجلسة وهو الدكتور عز الدين قهوادجي، وأشار إليه من تحت الطاولة أن أسرع، وكان الأخ عبد الله ينظر إليه ويتجاوز عنه، فلما أكثر عليه ونحن لا نرى ذلك منه لأن الإشارات كانت تحت الطاولة، ولكن حدثني الأخ قهوادجي عن الأمر بعد ذلك، نظر إليه وقال :
مالك تنظر إلي ؟ أخفتني..
كانت الكلمات مفاجأة أضحكت الحاضرين، وأضحكت رئيس الجلسة أيضا.
بعد المحاضرة ذهبنا للصلاة وتناول وجبة الغداء.. وقد أعلن رئيس الجلسة تأجيل المناقشة إلى ما بعد جلسات المساء.
لي عودة معكم إن شاء الله تعالى
أسألكم الدعاء
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
لعل الوقت هو الشيء الوحيد الذي لم يكن محترماً من قبل الجميع ،فاليوم الثاني كان مكتنزا بثماني جلسات ، يتخللها شاي وغداء . ومما لا شك فيه أن الذي سيقدم بحثه أولا ، سيقدمه وهو في كامل نشاطه ، على عكس ذلك الذي انتظر دوره جالساً من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر . كما أنه من غير المتوقع أن يتسمّر الحاضرون في مقاعدهم بانتظاره . ومن المتوقع أن يملّ الكثيرون منهم بعد ساعة واحدة .وقد أوضحت ذلك إلى المنظمين باحتجاج شديد ، ولكنهم أسكتوني بحجة أنهم تعمدوا وضع محاضرتي إلى ما بعد الظهر ، ذلك أن القاعة ستشهد في ذلك الوقت مزيدا من الزائرين .. فقبلت على مضض .
بصراحة كنت غير راض عن هذا التوزيع ، ومما جاء في وصف أخينا الحبيب عمارة يشهد بذلك ، فبعض المحاضرين أخذ ساعة كاملة ، وبعضهم أقل بقليل ، رغم أنه استغرقها في المقدمة ، وربما فيما لا علاقة للمؤتمر به ..
ويأتي دوري ، ويرافقني رئيسٌ للجلسة حازم في مسألة الوقت ، ولعله أراد أن يلقّن من سبقه درسا في ضبط الجلسات . ومما زاد الطين بلة ، أنني صعدت إلى المنصة ، في الوقت الذي حضرت فيه السيارة التي تحمل الغداء للمؤتمرين ، وقد بلغ منهم الجوع ما شتت أذهانهم ، وشرد بهم إلى خارج القاعة ..كما أن بعضهم قد غلبه النعاس ، فأغمض عينيه واستغرق في حلم جميل ، ولعل رئيس جلستي كان أكثرهم جوعا ، لقد شعرت أنه يريد أن أنهي المحاضرة في خمس دقائق .. كل هذا كان يتفاعل في داخلي وانا أشاهد بعض الحضور ينسحب من القاعة ، أثناء حديث المحاضر الذي سبقني .. ولذلك ، قلت في أول كلامي بعد حمد الله والصلاة على نبيه الكريم : لقد خشيت أن لا يبقى أحد حينما يجيء دوري .. ولكن الحمد لله ، فما زال هنا الكثير، إنهم أنتم ، بارك الله فيكم - موجها كلامي إلى الجمهور - ..
وطلبت الميكرفون اللاسلكي ، فقد أردت أن يكون حديثي إلى الجمهور بعيدا عن الطاولة ، وواقفا ً ، وليس عن ورقة ، أقرأ منها لعلني أشدهم أكثر ، وأظنني نجحت في ذلك ..
وحينما كثر تنبيه الرئيس لي ، قلت له مداعبا : إنك تخيفني وترهبني ، إن من حقي أن آخذ نصيبا من الوقت كإخواني .. فزادني خمس دقائق ، ومع تلك الزيادة كنت الأقل حظا . ولكن ، بحمد لله ، لم أخيب امل من حضر ، فقد جاء البعض يريد أن يصطحبني إلى جامعة أخرى ، فاعتذرت لضيق الوقت .
ورغم كل شيء ، فقد أتاح لي المؤتمر أشياء أخرى جميلة ، فقد تعرفت إلى الأخ الفاضل الدكتور أحمد البريدي ، والأخ الدكتور فهد الرومي ، وآخرون من الأفاضل .. وتحدثت معهم قليلا ، فالوقت لم يسمح لنا بالكثير ، لقد تركنا الجميع وودعناهم ، ونحن نتمنى لو أن المؤتمر كان ثلاثة أيام لا يومين ، ولكن قدر الله وما شاء الله فعل ، والحمد لله ربّ العالمين.
 
جزاك الله اخي عبد الله جلغوم خيرا على هذا التوضيح
كم احزنني ما حدث في المؤتمر ومعظم مؤتمراتنا تغلب عليها صفة عدم الالتزام بالوقت او اكتظاظ الجلسات في اليوم لدرجة الملل وكأن المنظمون يريدون من ذلك تقليل كلفة الاستضافة الى أقل ما يمكن
هذا من جهة اما ان ينشغل الحاضرون بالغداء فهذا امر غريب ما وددت ان أقرأه،لا سيما اننا نتحدث عن الاعجاز العددي في القرآن اي عن امر غاية في الاهمية ويحتاج ممن حاضر او حضر ان يركز انتباهه الى محتوى الابحاث التي ستقدم لا الى عدد الوجبات التي ستقدم
لأن عدد الوجبات ليس داخلا في الاعجاز العددي أليس كذلك يا مهندس جلغوم؟؟!!
ثم مسألة أخرى
رأيت أن الاعتماد على الذاكرة في سرد الوقائع قد اوقع الاستاذ عمارة في مشكلة التفاصيل مما حدا بالدكتور حسن عبد الجليل الى الرد آنفا,لاننا حديثي عهد بالمؤتمر ولم تمض عليه سوى أيام،وتمنينا ان تكون الاحداث موثقة ليستفيد منها الجميع مستقبلا
اقول هذا لانني اعتقد جازما ان مؤتمرا مثل هذا المؤتمر على غاية من الاهمية والدقة والمعنى
والتنظيم جزء رئيس من اسلامنا واحترام الكفاءات المشاركة من اوجب الواجبات
اخيرا ارجو ان ترى الابحاث والاوراق المقدمة النور ليطلع عليها العموم وتعم الفائدة أكثر وأكثر
بارك الله في المنظمين والمحاضرين والحضور
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

أخي عمارة
محاضرتي كانت حول تأصيل فكرة الإعجاز العددي ، حيث ذكرت في المقدمة أسلوبي ومنهجي وعملي في البحث ثم بيّنت تعريف المعجزة وتنوع أقوال العلماء فيها , وأن إطلاق المعجزة لم يستخدم في القرآن الكريم للدلالة على سوره وآياته وبيّنت أن العلماء لجئوا إلى إطلاق مصطلح الإعجاز على القرآن الكريم لعجز الناس عن التحدي الوارد في الآيات الكريمة .... وذكرت أوجها متعددة عدّها العلماء من الإعجاز أي أن أقوال العلماء المتقدمين لم تقتصر على جانب واحد وكما تجوز العلماء إطلاق الإعجاز على تلك الأوجه نتجوز إطلاقه على التوافقات العددية ثم ذكرت تعريفا للإعجاز العددي وأوردت بعض الأدلة على الأوجه العددية من القرآن والسنة وأقوال بعض العلماء السابقين...
وليس ذنبي أن ذهنك شرد في المحاضرة لتقول ما تفضلت به سابقا.
ملاحظة : أظنهم ، وليس أضنهم . ولي رجاء أن تكتب عن نفسك ما تريد ، ولا تكتب عن الآخرين إلا بعد أن تستشيرهم .

اخي الحبيب حسن
لو تكلمت ما مللت ولا يممكنني و ما شردت ولا ينبغي لي دلك.. كنت موفقا في عرضك وتناولك للموضوع الدي تحدثت فيه.. فلا تفهمني خطا.. فقط تجاوزت الوقت.. وعن دلك تحدثت انا.. والعيب ليس في طول البحث الدي لابد ان يكون كدلك ولكن في قصر الوقت.. كنت اتمنى لو كان عندنا طويل وقت لتمتعنا بطرحك اكثر.. لكن هي عادة المؤتمرات.. احسن الله اليك..
لي كلمة اسمعها مني هي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تغضب.. فان كان عتابا فنعم العتاب من قلب محب.. احبك الله وجزاك الفردوس الاعلى

أسألكم الدعاء
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
ورغم كل شيء ، فقد أتاح لي المؤتمر أشياء أخرى جميلة ، فقد تعرفت إلى الأخ الفاضل الدكتور أحمد البريدي ، والأخ الدكتور فهد الرومي ، وآخرون من الأفاضل .. وتحدثت معهم قليلا ، فالوقت لم يسمح لنا بالكثير ، لقد تركنا الجميع وودعناهم ، ونحن نتمنى لو أن المؤتمر كان ثلاثة أيام لا يومين ، ولكن قدر الله وما شاء الله فعل ، والحمد لله ربّ العالمين.
أتدري يا عمارة لماذا لم أذكرك هنا ؟ لأنني - رغم أنني لم أرك من قبل - فقد كنت أشعر أنني أعرفك ، أخا فاضلا ،كريما ، ماجدا ، كبيرا ، أديبا ، خلوقا، رائعاً .
إن من لا يعرفك يتمنى أن يعرفك ، ومن يعرفك يتمنى ان يعرفك أكثر .
قد يستغرب البعض مني هذا الكلام ، ولكن من حضر المؤتمر فلن يستغرب ؛ فقد كان عمارة الأكثر نشاطا وحيوية ، فما ترك أحدا إلا وجلس إليه وحدثه ، كان في حركة دائمة ، يساير الجميع ، ويقف مع الجميع ، ويتعرف إلى الجميع ،فأحبه الجميع ، وما أظن أحدا جاء المؤتمر وغادره ، إلا وقد حمل معه اسم عمارة ، حتى أن بعضهم أطلق عليه لقب : العصفور المغرّد ، ولقبة آخر بالشعلة المضيئة .
بوركت من رجل يعزّ وجـوده
في يومنا هذا ، ونعم المؤمنُ
 
نعم الوفاء يا جلغوم
واعتذار لم يذكر كلمة واحدة الا فيها مديح وثناء
واستدراك لا يقوم به الا كبير نفس وروح
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب عمارة ، بداية أرجو أن تسامحني فعتابي كان عتاب محب ، فكل ما قاله الإخوة قليل في مدحكم ، ولا أظنك نسيت تلك السويعات السعيدة التي قضيناها بصحبتكم والأخ الحبيب عبد الله جلغوم والأخ الحبيب والزميل في الدراسة الدكتور نعيمان حيث سهرنا إلى الفجر .
وما من شك في أن الكثير من البحوث المقدّمة رصينة من الناحية العلمية ورائعة في الطرح والأسلوب ، وإن كانت جلسات المؤتمر صعبة من الثامنة والنصف صباحا إلى ما بعد التاسعة مساء لكن فيها الخير الكثير .
كما لا يخفى على حضرتكم أن القراء الكرام لهذا الملتقى ليس لديهم علم مسبق بمجريات المؤتمر ، فلعل بعضهم يقرأ كلامكم فتزين له نفسه سوء الظن في المؤتمر ومنظميه والبحوث المقدمة فيه. وحقيقة الأمر أنني ما شهدت في المنظمين إلا الأهل والأحبة ، وقد حرصوا على راحتنا دائبين منذ أن وطئت أقدامنا أرض المغرب إلى أن غادرتها . كما لا يخفى على أحد الأثر الذي تركه إسلام الخاندرو الذي غيّر اسمه إلى طارق في اليوم الثاني من أيام المؤتمر فلم ار احدا من الحضور إلا والخشوع ملأ قلبه والدموع تنسكب من عينيه ويسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وأن لا يجعلنا فتنة لغيرنا .
وأحمد الله أن أتاح لي التعرف بثلة من العلماء والأحبة وسعدت كثيرا بالأسلوب الذي أعده المنظمون للمؤتمر لتوزيع شهادات التقدير ، حيث أتاحوا للمشاركين أن يكرم بعضهم بعضا ، وكبرت سعادتي حين أكرمني بشهادة التقدير الأخ الدكتور فهد الرومي .
وقياسا على كثير من المؤتمرات والندوات التي حضرتها وشاركت فيها فإنني أعد هذا المؤتمر ناجحا بكل ما في الكلمة من معنى، وقد أدى الغرض المنشود منه على أكمل وجه ، وستعمل الهيئة على نشر البحوث المقدمة في كتاب ، حيث ستعم بها الفائدة .
وكنت أتمنى لو أن أكثر من مؤسسة أو جامعة ومن مختلف الدول تشارك في دعم المؤتمر ، تيسيرا على الباحثين ، وعلى المنظمين ، فالعمل الجماعي فيه خير وبركة .
وأخيرا اسأل الله تعالى أن يغفر ذنوبنا وييسر دروبنا وينجح مقصودنا بفضله وجوده وكرمه ، وقد أحببناكم في الله فدمتم اخا حبيبا لانحمل لكم في قلوبنا إلا كل محبة ووفاء .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
كنت أشرت في حديثي عن الجلسات الصباحية إلى عدم التزام البعض بالوقت، ولا أريد أن يذهب في ذهن أحد منكم أن ذلك يقلل من شأن البحوث، فالبحوث كانت عميقة وكم وددت لو أنه كان لنا متسع لنسمع المحاضرين.
أما أنا فقد عقدت جلسات مع بعضهم، منهم الأخ عبد الرحمن السعدي، والأخ حسن العبادلة، وكنت دعوت عقب انتهاء المحاضرتين إلى السعي للإطلاع على مثل تلك البحوث لأهميتها.
ولعلي أتحدث في الجانب العلمي للبحوث المقدمة مرة أخرى...
أما الآن فلي حديث عن لقاء عقدته مع الدكتور فهد الرومي، وقبل ذلك لابد لي أن أشير إلى ذلك الموكب المهيب، حين أشهر الأخ طارق إسلامه، وكان ذلك أيضا في صباح اليوم الثاني.. الأخ طارق هو رجل أعمال اسباني، سبق وأن تحدث مع الأخ محمد بو نكة، الذي عرض عليه الإسلام... يقول الأخ محمد بونكة : كنت حدثته عن القرآن وعن بعض ما فيه، ذكرت له بعض اللطائف العددية في القرآن كعدد الأيام... الخ فقال له : دعك من المزاح.. قال الأخ محمد : فقلت له : ما كنت مازحا معك ولكنه الحق... ( بعدها لا أدري كيف تأكد من تلك المعلومات).
يقول الأخ محمد : فلما علم، سجد لله أمامي ثلاث سجدات... ونحمد الله للأخ طارق أن هداه للإسلام، وللأخ محمد أن جعله سببا في هداية مؤمن ونجاة نفس من النار، ولنا جميعا بالميلاد الجديد لأخينا الحبيب طارق.
كان بجواري في الجلسات المسائية الأخ محمد بن جميل الوحيدي، وكنت إذا جاورني أحس بغبطة وأنس لم أعهدهما إلا معه... وقد كان مشوشا (بكسر الواو).. وكم يعجبني الرجل المشوش.. فكنا نخاطب بعضنا حتى أثناء سير المحاضرات.. وما عاب علينا أحد ذلك.. لأنا لم نكن نزعج أحدا، فقد كنا نخاطب بعضينا أثناء المحاضرة كتابة لا كلاما، فأسأله ويجيب وربما سألني وأجبته، وكانت الكراس تدور بيني وبينه مرة عندي ومرة عنده.. وكنا نتحدث أغلب الأحيان عن فحوى المحاضرة التي نحن فيها.
وكان أن كتب إلي مرة يطلب مني أن أتحدث إلى الدكتور فهد الرومي، وكان يفصلني عنه كرسي أو اثنين، فكتب :
لو كلمت الدكتور الرومي بخصوص الملتقى والموقف من الإعجاز العددي كونه مستشارا، وهو من مؤيدي الإعجاز العددي.
فكتبت في بداية الورقة الموالية :
ما موقفكم من حذف الموضوعات المتعلقة بالإعجاز العددي في ملتقى أهل التفسير كونك مستشارا فيه ؟ حفظكم الله
ثم دفعت الكراس إلى الدكتور فهد أريد جوابه.. فربما لم يفهم مني فأدار الورقة إلى الخلف فإذا هو يقرأ طلب الوحيدي مني.. فلم نستطع أنا وأخي الوحيدي أن نكتم الإبتسامة لما رأيناه أدار الورقة.. ولا أدري أفهمنا الدكتور أم لم يفهمنا.. فأشرت إليه أني أريدك أن تجيبني على هذا السؤال، وأدرت له الورقة فقال، طيب وكتب :
أولا : لست مستشارا فيه ويشرف عليه مجموعة من الأساتذة الأفاضل.
ثانيا : لا أعلم ما سبب حذف الموضوعات ولم أطلع عليها حتى أعرف السبب، ولعله لمغالاة بعض المشاركين وتحميلهم للنصوص والنتائج ما لا تحتمل كما رأينا في بعض المداخلات هنا مثلا ؟
فكتبت إليه : هل مداخلات جلغوم التي تمثل أكثر المداخلات في هذا الباب في الملتقى هي من بين تلك التي تحمل النصوص ما لا يحتمل ؟ وهل مداخلته في الجلسة الصباحية تحمل النصوص ما لا يحتمل ؟ جزاكم الله خيرا.
فكتب إلي : أولا لست من المتابعين لما كتب عن الإعجاز العددي في الملتقى، ولم أحضر جلسة جلغوم فقد كان لدي ظرف خرجت في أولها.. وبما أنه صنف من المكثرين أو المغالين فالغالب أن يكون فيه أخطاء.. أقول هذا بصفة عامة ولعلي أراجع ذلك لاحقا.
فكتبت إليه : أتمنى أن تطلع على بحث الأستاذ جلغوم وتعطيني رأيك فيه حتى من خلال الملتقى إن شئت.
هل توافق على هذا الرأي ؟
إن أصول العلوم الحديثة كانت كلها من القرآن، ودليل ذلك أننا لم نكن نعرف هذا التقعيد والقياس والمنطق إلا بعد نزول القرآن.
فكتب : لم يظهر لي وجه العلاقة بين الدليل والمدلول ؟
فكتبت : في تاريخ العلم مرت الإنسانية قبل الإسلام بمستوى علمي كبير لم يدون ولم يبن على قواعد ولم ينشر ولم يفصل ولم يحمل على ما هو عليه الآن. وبعد مجيء الإسلام أصبح للعلم قواعد ومناهج بحث... الخ، بماذا تفسر ذلك ؟
فكتب : نشأة علم أو تطوره بعد الإسلام، لا يعني أن أصوله في القرآن. فقد ينشأ من العلوم ما ليس له أصول في القرآن بمعنى ظاهر.
فكتبت : بماذا تفسر غياب سبعة قرون هي الأولى من عمر الإسلام من تاريخ العلم، وكيف عاشت البشرية خلال تلك القرون السبعة ؟
فكتب : هل القرون السبعة غابت من تاريخ العلم ؟
وكتبت : بماذا تفسر أن يكون الجبر وهي من أبواب الرياضيات التي تمرستها وأعرفها ترجع أصولها إلى علم الفرائض ؟
وكتب : لم يكن السؤال عن الجبر إنما عن أصول كل العلوم.
فكتبت : غابت تلك القرون السبعة من مناهج التعليم حتى يتوهم المتعلم أن المسلمين لم يصنعوا في تلك العلوم. فلما رجعت إلى بعض المخطوطات، وجدت أنهم قد أصلوا لكل هذه العلوم...
فكتب : قلت غابت وفرق بينها وبين غيبت.. نعم قد تكون غيبت وتجوهلت لكنها في الواقع موجودة.
أما عن أصول العلم، فإذا كان المراد بأصول العلم مجرد إشارة أو استنباط المسألة العلمية فأغلب العلوم موجودة في القرآن، وإن كان المراد التأصيل والتقعيد فليس كل العلوم.
فكتبت : طيب، جزاكم الله خيرا.. لو لم ينزل القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم. هل ترى أن ستعيش الإنسانية هذا التطور العلمي ؟
فكتب : مثل هذا افتراض لا يعلمه إلا الله، وقد يهيئ ما يؤدي إلى هذا التطور، ولا ثمرة لمثل هذا الافتراض.
فكنت كلما أردت تصيده صادني.. فقد كان ذكيا لامعا.. حتى خامرني أن أسأله : لماذا لا ينبغ علماء الشريعة في زماننا في الرياضيات وهم على هذا المستوى من الذكاء ؟ ولكن سهوت أن أسأله، وسألته سؤالا آخر أردت أن أختم به.. فلما قرأه هم أن يكتب شيئا ثم تبسم وأشار برأسه أن لا.. ودفع إلي الكراس وأشار بيده أن بعد انتهاء المحاضرة.
وبعد انتهاء المحاضرة استويت أمامه فضحك واحتضنا بعضنا.. جزاه الله خيرا.
وجزاني وجزاكم
لي عودة معكم إن شاء الله تعالى
أسألكم الدعاء
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
.......
فكتبت : طيب، جزاكم الله خيرا.. لو لم ينزل القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم. هل ترى أن ستعيش الإنسانية هذا التطور العلمي ؟
فكتب : مثل هذا افتراض لا يعلمه إلا الله، وقد يهيئ ما يؤدي إلى هذا التطور، ولا ثمرة لمثل هذا الافتراض.

لقد غير القرآن وجه التاريخ ووضع الإنسانية على الخط الصحيح في طريق التفكير واستكشاف سنن الله في الكون
ولو لم ينزل هذا القرآن لبقيت البشرية في تراجع في جميع جوانب الحياة وذلك أنها لم تكن تملك ما يحفزها من الناحية الفكرية لتعمل نحو الأفضل.
وهذا ليس رجما بالغيب وإنما هو استقراء للواقع والتاريخ.
إن الحضارة الإسلامية التي أستنارت بنور القرآن كانت هي السبب في هذا الانقلاب الحضاري الذي تشهد البشرية اليوم.
فالحضارة الإسلامية هي التي حفزت الأمم الأوربية للتخلي عن الموروثات العقدية والفكرية البائسة التي كانت تحجر على الفكر أن ينطلق ويبحث عن الأفضل في جميع جوانب الحياة.
والحضارة الغربية اليوم شاهد على هذه الحقيقة فهي في جانبها المادي معزولة تماما عن عقيدتها المحرفة ،وتمسكها الشكلي بها إنما هو من باب الخوف من فقد الهوية المطلق.
 
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT]
[FONT=&quot]وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما[/FONT]
[FONT=&quot]كان اليومان محملين، فقد كانت البحوث كثيرة والوقت قليلا.. لذلك نسيت الكثير. لكني لن أنس تلك المحبة الغامرة التي ربطتني بكل من التقيت هناك.[/FONT]
[FONT=&quot]لعلي أذكر شيئا عن المنظمين المغاربة.. وسأوثر أولا أن أتحدث عن أهل المغرب، فهم أناس خلقوا مع الكرم وجبلوا على المحبة.. يحسبونك واحدا منهم فلا تحس بغربة بينهم.. أناس لطفاء إلى أبعد حد.. كنت أعرف هذا حتى قبل أن أزور المغرب، إذ كان لي أصدقاء مغاربة حين كنت أزاول دراستي في فرنسا.[/FONT]
[FONT=&quot]لما نزلت المطار وامتطيت القطار جلس بجانبي ثلاثة، أخذهم الحديث وأشركوني معهم.. ولم أكن أفهم كل ما يقولون، ومع ذلك فقد كنت أضحك كلما ضحكوا.. أما هم فقد ذهب في ظنهم أني أفهم ولم يعلموا أني أجنبي، ربما لأن لوني يشبههم. فلما اقتربنا من المحطة النهائية، نظرت إليهم وقلت، أحاول تقليدهم في لهجتهم : أنا ما فهمت والو.. فضحكوا وقال أحدهم : منين انتايا.. ودار بيننا حديث جميل ثم افترقنا..[/FONT]
[FONT=&quot]وفي عودتي إلى تونس امتطيت القطار من أكدال باتجاه مطار الدار البيضاء.. وجالسني في تلك الرحلة رجل كهل من الرباط.. كان الشيب غزا نصف رأسه.. المهم أننا تحادثنا وعرف كل واحد منا الآخر.. كان لطيفا جدا وعاملني معاملة ابنه.. تصوروا أننا لما افترقنا واحتضنا بعضنا، قال لي : لما تصل اعلمنا بوصولك سالما.. الله يسلمك يا ابني.. وكنت لا أسمع هذا الكلام إلا من أبي.[/FONT]
[FONT=&quot]أما عن المنظمين، فلهم الشكر مسبوقا بكل احترام.. فقد أكرمونا غاية الإكرام. ولست أجد كلاما لشكرهم أفصح من أن أقول لهم : جزاكم الله شيئا، وعذرا لأي تقصير بدر منا.[/FONT]
[FONT=&quot]أما عن بقية الجلسات.. فقد تابعنا في مساء اليوم الثاني أربع محاضرت، هي محاضرة الأخ الوحيدي عن الإعجاز العددي في سورة المدثر وألقاها عنه الأخ جلغوم بحضور الوحيدي لأنه كان متعبا بعض الشيء، ومحاضرة عن المنظومة السباعية في سورة الفاتحة للدكتور محمد جميل الحبال.. فاجتمع كما كان الأخ عبد الكبير بلاوشو يقول، اجتمع الجميلان.. محمد بن جميل الوحيدي ومحمد جميل الحبال.. ويا له من جمال حين يجتمع الجميلان.. جمال على جمال.. جمال فاق كل جمال.. ثم حاضرنا الأخ محمد بونكة عن تجليات الرقم 51 في القرآن الكريم، والأخ عبيد عن سورة القدر والعدد 27. [/FONT]
[FONT=&quot]وبصرف النظر عن النجاح في تقديم العروض، فقد كانت أسئلة لم يسعني الوقت كي أسألها الدكتور الحبال والأخ عبيد، وربما سهوت عنها.. [/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الأول عن البسملة، كان الأخ الحبال يعدها مرة ويتركها أخرى، وسماها مظلة.. ولعلي لم أفهم منه.[/FONT]
[FONT=&quot]والسؤال الثاني للأخ عبيد، عن عده ما لا يعد، من كلمات خارجة عن القرآن مثل حسابه جمل المسجد الحرام... الخ، ولعلي لم أفهم ما يريد أيضا.. إنما تكلمت عن ما علق بفهمي. وكثيرا ما أتبلد، حتى أني نسيت ترتيب المحاضرات في المساء مع أني حضرتها كلها، فلا أدري إن كنت رتبتها على النحو الذي كانت أم لا.[/FONT]
[FONT=&quot]عند المساء، ومع رجوعنا إلى الفندق، كنت استوقفت الأخت الفاضلة إيمان وسألتها لي الدعاء.. فقالت لي : تعرف.. أنا أسميك عصفور المؤتمر.. فقلت في نفسي : شيء جميل أن يصبح الكتكوت عصفورا.. وكنت أذكر أن الأخ ذا الكفل يوسف قد سماني في المؤتمر الأول كتكوتا.[/FONT]
[FONT=&quot]بعد صلاة العشاء كنت زرت الأخ نعيمان في غرفته مرتين، أطرق الباب فلا يفتح. وقد كان متعبا.. وكان قد علق الباب لافتة " أرجو عدم الإزعاج" وكان أخذني الشوق لوداعه فلم أرها في المرة الثانية.. في المرة الثانية كنت طرقت الباب مرتين وأردت أن أطرقه ثلاثا فإذا باللافتة تظهر لي، قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. وعدت أدراجي.[/FONT]
[FONT=&quot]صعدت إلى غرفة الأخ جلغوم فوجدت عنده الأخ حسن عبد الجليل العبادلة.. جمعنا حديث جميل عن يومي المؤتمر.. عن ما كان وما ينبغي أن يكون، عن عامل الوقت وعن مستوى البحوث. ودار بيننا حديث عن التأصيل وأفادنا الأخ حسن بكثير في هذا الجانب، فقد [/FONT][FONT=&quot]كانت محاضرته حول تأصيل فكرة الإعجاز العددي في القرآن الكريم. لكن الوقت حال دون أن يعطينا كثيرا من جزئيات بحثه.. ولا يجوز أن يقدم تلك الجزئيات على عمقها دون أن يقدم لها، لأنها لن تصل إلى أفهامنا إلا بذلك التقديم. وكنت حدثتهما عن بحث الأخ السعدي وقد كان بحثا رائعا، ومع ذلك غلبنا الوقت عليه، فكنت تمنيت لو استطاع الأخوان السعدي والعبادلة تبليغ كل شيء في بحثيهما، لكنه الوقت في كل مرة.[/FONT]
[FONT=&quot]فسبحان من نزل الكتاب، ومن آتى محمد جوامع الكلم.. كانت الكلمة جامعة، والجملة جامعة والآية جامعة.. فسبحان الله.[/FONT]
[FONT=&quot]ونحن كذلك، إذ طرق الباب، فإذا هو الأخ نعيمان، قلت : نعيمان ؟ أزعجناك يا أخي، فقال لي باشا : ما أزعجتني يا أخي، رفع الله قدرك.. وكان هذا من بين دعائه الذي حفظته منه، رفع الله قدره وجزاه الفردوس الأعلى.[/FONT]
[FONT=&quot]ودار بيننا حديث طويل نسيت أغلبه، ربما على حد قول الأخ عبيد سليمان الجعيدي أنه لأجل انه ما كان عندنا جلسة شاي، مع أني لا أشرب الشاي. ثم ودعنا الأخ الجليل حسن عبد الجليل.. وعدنا ثلاثة مرة أخرى بعد أن كنا أربعة.[/FONT]
[FONT=&quot]لست أدري كيف مر الوقت سريعا تلك الليلة، عند الساعة الثانية كنت أنا من سينسحب، لأني مسافر تلك الليلة، حين أردت الخروج خرجا معي.. كان أمرا صعبا علي تركهما.. وقفا عند السلم ونزلت، فكنت أود لو أني صعدت ثانية، لكن كان لابد لي من الذهاب.. سمعتهما يتحدثان فلا أدري ماذا قالا، لكني أعلم أنهما أيضا تركاني ولهما إلي شوق عظيم.[/FONT]
[FONT=&quot]إن كنت أغضبت أحدا بكلماتي فله أعتذر.. وإن كنت نسيت أحدا لم يذكره لساني فله في القلب منزلة. فإني نسيت أكثر ما جرى.[/FONT]
[FONT=&quot]وكما قلت : لو ما جنيت من المؤتمر إلا محبة هؤلاء الناس لكفاني.. والحمد لله قد جنيت الكثير.[/FONT]
[FONT=&quot]أسأل الله المغفرة لي ولكم[/FONT]
[FONT=&quot]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT]
[FONT=&quot]عمارة سعد شندول[/FONT]
 
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT]
[FONT=&quot]وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما[/FONT]
[FONT=&quot]كان اليومان محملين، فقد كانت البحوث كثيرة والوقت قليلا.. لذلك نسيت الكثير. لكني لن أنس تلك المحبة الغامرة التي ربطتني بكل من التقيت هناك.[/FONT]
[FONT=&quot]بعد صلاة العشاء كنت زرت الأخ نعيمان في غرفته مرتين، أطرق الباب فلا يفتح. وقد كان متعبا.. وكان قد علق الباب لافتة " أرجو عدم الإزعاج" وكان أخذني الشوق لوداعه فلم أرها في المرة الثانية.. في المرة الثانية كنت طرقت الباب مرتين وأردت أن أطرقه ثلاثا فإذا باللافتة تظهر لي، قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. وعدت أدراجي.[/FONT]
[FONT=&quot]صعدت إلى غرفة الأخ جلغوم فوجدت عنده الأخ حسن عبد الجليل العبادلة.. جمعنا حديث جميل عن يومي المؤتمر.. عن ما كان وما ينبغي أن يكون، عن عامل الوقت وعن مستوى البحوث. ودار بيننا حديث عن التأصيل وأفادنا الأخ حسن بكثير في هذا الجانب، فقد [/FONT][FONT=&quot]كانت محاضرته حول تأصيل فكرة الإعجاز العددي في القرآن الكريم. لكن الوقت حال دون أن يعطينا كثيرا من جزئيات بحثه.. [/FONT][FONT=&quot]ونحن كذلك، إذ طرق الباب، فإذا هو الأخ نعيمان، قلت : نعيمان ؟ أزعجناك يا أخي، فقال لي باشا : ما أزعجتني يا أخي، رفع الله قدرك.. وكان هذا من بين دعائه الذي حفظته منه، رفع الله قدره وجزاه الفردوس الأعلى.[/FONT]
[FONT=&quot]ودار بيننا حديث طويل نسيت أغلبه، ربما على حد قول الأخ عبيد سليمان الجعيدي أنه لأجل انه ما كان عندنا جلسة شاي، مع أني لا أشرب الشاي. ثم ودعنا الأخ الجليل حسن عبد الجليل.. وعدنا ثلاثة مرة أخرى بعد أن كنا أربعة.[/FONT]
[FONT=&quot]لست أدري كيف مر الوقت سريعا تلك الليلة، عند الساعة الثانية كنت أنا من سينسحب، لأني مسافر تلك الليلة، حين أردت الخروج خرجا معي.. كان أمرا صعبا علي تركهما.. وقفا عند السلم ونزلت، فكنت أود لو أني صعدت ثانية، لكن كان لابد لي من الذهاب.. سمعتهما يتحدثان فلا أدري ماذا قالا، لكني أعلم أنهما أيضا تركاني ولهما إلي شوق عظيم.[/FONT]
[FONT=&quot]إن كنت أغضبت أحدا بكلماتي فله أعتذر.. وإن كنت نسيت أحدا لم يذكره لساني فله في القلب منزلة. فإني نسيت أكثر ما جرى.[/FONT]
[FONT=&quot]وكما قلت : لو ما جنيت من المؤتمر إلا محبة هؤلاء الناس لكفاني.. والحمد لله قد جنيت الكثير.[/FONT]
[FONT=&quot]أسأل الله المغفرة لي ولكم[/FONT]
[FONT=&quot]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT]
[FONT=&quot]عمارة سعد شندول[/FONT]
رضي الله عنك أخانا الحبيب الدّكتور عمارة ورفع قدرك
icon10.gif
وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنّة. والمارّين هنا وأحبّاءنا جميعاً.
فقد أتحفتنا بهذه اللقطات المباركات، وهذه المشاعر الجيّاشة الّتي تكنّها لإخوانك من أهل العلم وطلبته.
فصفاء قلبك أخي الحبيب هو الذّي جعلك لا ترى إلا المشاهد الحسنة، والإيجابيّات الكثيرة، وحبّك لإخوانك لا تجرح مشاعرهم أبعدك عن النّقد الإيجابيّ الفاعل، والحقّ دوماً مرّ إلا عند من استشعر عظم الحقّ فوق ذاته وشخصيّته والنّاس.
فلو استطعنا أن لا نرى أحداً إلا الله أو لا يرانا أحد إلا الله عند النّقد كأنّنا أخو السّرار لكانت هي هي والله.
يا ليتنا نستطيع! إذن لبلغنا أعلى درجتي الإحسان.
وأنا أعلم أنّ في جعبتك يا ابن سعد الكثير ممّا تستطيع به نقد أغلب البحوث الّتي كانت تعرض أمامنا؛ ولكن ما سبق جعلك تحجم.
وصدّقوني لم أر شخصاً حتّى اليوم -إلا قليلاً- يثير أسئلة تشبه الإفحام للخصم مثل أسئلة أخي عمارة. فقد كانت أسئلته مربكة لأكثر من سألهم؛ وقد كان يلتفّ حوله كلّ من في المؤتمر وذلك بعد أيّة مناقشة يقوم بها؛ وبخاصّة عقب مناقشة المهندس المعروف الّذي يثير زوبعة حيثما حلّ: عدنان الرّفاعيّ؛ الّذي أصبح اليوم كما هو معروف؛ بسبب الهجوم الكاسح عليه بكلّ قسوة وعنف منذ عام 1994م من بعض المشايخ من أسف.
استعدوه فخسرته الأمّة -أو هكذا أزعم- وإنّني لم أر مثل طيبة هذا الرّفاعيّ، وسرعة رجوعه إذا اقتنع، وحسن اعتذاره، وتقبيل رأس خصمه إن رأى أنّه قد تجاوز. ومع ذلك فهو لا يرى ضعف أحاديث البخاريّ كما ذكر أخي الحبيب عمارة؛ وإنّما يرى أنّ أكثر من 2000 أجل ألفي حديث عند البخاريّ موضــــوعة لا ضعيفة. وقد جالسته مرّات وكان يحرص على القرب منّي ومن أخي عمارة، وفي رحلة العودة رافق أخانا الحبيب جلغوم.
وهو ينكر النّاسخ والمنسوخ، وينكر الجمع في الصّلوات إلا في صلاة الخوف، وكثيراً ممّا تلقّته الأمّة بالقبول؛ بسبب الإعجاز العدديّ عنده. أصدقكم القول: إنّه عندي منحرف في الفكر، مبدع في الإعجاز العدديّ، سهل مع خصمه؛ بل أسهل من كثير ممّن يكتب هنا من أسف. يقول لك: أقنعني وسأتراجع فوراً.
دعوته أن يكتب هنا على اعتبار أنّ هذا الملتقى لنا جميعاً وأنّني أستطيع دعوة أيّ أحد. لنحاوره عن قرب، ونردّ عليه شبهاته الّتي يثيرها مقتنعاً بها. لعلّنا نستطيع إقناعه وإرجاعه بعد أن صار علماً تتلقّفه القنوات وبعض الشّخصيّات وأخشى أن يكون هناك بعض الهيئات الّتي تعرفون.
أعود إلى أخي عمارة: هذا الفتى التونسيّ المتواضع؛ لم يكن يدعني أحمل حقيبتي والله. قد أخجلني وضاعف من مودّتي له وحبّي إيّاه وشوقي إليه.
ولقد حصل معي موقف؛ إذ نزلت من الباص الّذي يقلّنا إلى الفندق بسبب التّلوّث البيئيّ منه فنزلت أسعل سعالاً شديداً؛ فإذا به -رضي الله عنه وأرضاه- خلفي يدلّك لي جبيني ويضع يده على ظهري كأمّ رؤوم، ثمّ وقف قبالتي فقلت له من تحت المغفر: أأنت ناجح اجتماعيّاً؟
فأربكه سؤالي غير المتوقّع من رجل مكحكح مثلي! فقلت له مكمّلاً: هل تحبّ والديك ويحبّانك وتشتاق إليهما، فبدأ يتحدّث عن والديه حديث فتاة معجبة وكلّ فتاة بأبيها معجبه؛ لكنّه فتى ولا أيّ فتى!
فعقّبت على كلامه: إنّ كثيراً من المغتربين عن بلادهم يقولون ببطولة في غير محلّها: نحن نستطيع أن نبتعد عن أهلنا أباً وأمّاً وزوجاً وولداً سنوات طوال دون أن نشعر بالغربة. وهذا فاشل اجتماعيّاً. وآخر يقول لك أكون بجوارهما ولا أصبر عنهما وعمارة وأنا من الصّنف الآخر.
رغم ضآلة جسمه (كتكوت أو عصفور لا يهمّ)، وصغر سنّه؛ فهو كبير في عقله، وفي علمه، وفي تواضعه، وفي أدبه، وفي ثرثرته المفيدة، وحركته الدّائبة. فهنيئاً لبطن حملك أيا عمارة وهنيئاً لأب أنجبك، وهنيئاً لبيت ضمّك. وهنيئاً لمن نال شرف صحبتك، وأيقن أنّ في الدّنيا بشراً صالحين أمثال أخي وحبيبي عمارة.
والله لا أريد أن يتوقّف القلم عنك؛ ولكن لا بدّ من ذلك، رُغم أنّي أشعر أنّي قد قصّرت في ذلك.

وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم​
 
شكر الله لكما أيها الفاضلان المبدعان : نعيمان و عمارة
مقطوعات أدبية رائعة تحمل معاني أجمل وأروع
لقد أعتدنا على مقطوعات الشيخ الشاب نعيمان فعباراته القوية النابضة تشعرك بروح شابة وثابة
ولكن الذي لفت انتباهي هو هذا الشاب الشيخ عمارة حيث جاءت هذه المقطوعات الجميلة على غير ما كنا نعهد منه
ربما كان اشتغاله برسالته هو السبب في اقتصاده
أما الآن فأرجو أن يكون من السابقين بالخيرات بأذن الله
لا تحرمونا من إبداعكما أيها الشيخان الكريمان
وأتمنى لو أن بقية الأعضاء يحذون حذوكما
بارك الله في الجميع ووفقهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين
 
هكذا الوفاء يا نعيمان والا فلا .. وانني على يقين انه لو عاد الوفاء الى امتنا بمثل ما عندك وعندك الاخ عمارة لعادت لهذه الامة كرامتها وهيبتها وأفضليتها على العالمين..
صدقا، نعاني ايما معاناة هذه الايام من قلة الوفاء بل ومن نكران الجميل لا لشئ الا لحب دنيا ملعونة ولا تعدل اكثر من جيفة...
يستبدلون المعروف والوفاء بجيفة ...ملعونة هذه الدنيا وملعون طلابها..
حدثني نعيمان عن المؤتمر ومن وفائه لعمارة ان ذكر لي اشياء عن هذا الرجل ما كنت مصدقا ان في هذه الايام أمثاله من العلماء الذين يصرون على انهم طويلبي علم واصدقكم القول ان الصورة التي رسمها نعيمان لي عن عمارة أخذتني الى ابن تيمية وتلاميذه والى الشافعي واحمد بن حنبل وتلامذتهما ولا أبالغ انني رأيت صورة مسموعة عن خير القرون في مؤتمر المغرب
ما اجملها من لحظات
انه الاعجاز الرباني-لا الاعجاز العددي- الذي جعل هذه القلوب تتحاب فيه وتتعاشق بسببه وتعيش لحظات وجد مع المحبوب لم تتسن لنا ايام المراهقة
انه عشق الخلان
أسال الله ان يظلكم ويظل ابي سعد الغامدي-الذي أحببته في الله دون ان أراه- بظله يوم لا ظل الا ظله
 
أبا سعد الغامدي
اسمح لي ان أصفك بعندليب هذا الملتقى
تغرد عندما نكون بأمس الحاجة الى تغريدك دون طلب منا
وتسقينا من برد كلماتك ما يروي ظمأ قلوبنا
وتطفئ غيظها اذا ما تجاوز أحدنا حد الكلمات القاسيات
ما ألطفك من شيخ وقور تشعرنا دائما انك الكبير بعلمك وبقدرك وبموهبتك التي خصك الله بها دون الكثيرين منا
تستحق قبلة بل قبلات على رأسك الجليل
 
الأخ الكريم د. نعيمان
على الرغم من تصديقي بالإعجاز العددي إلا أنني لم أفهم قولك إن الرفاعي مبدع في الإعجاز العددي.
هل الإبداع يكون بكثرة تسويد الصفحات، أم بسهر الليالي في البحث والتنقيب؟!!
بعد إذنك: أرجو منك أن تعطيني مثالاً على إبداعه بعيداً عن التكلف والادعاء.
أريد المعرفة فعلاً...
 
أبا سعد الغامدي
اسمح لي ان أصفك بعندليب هذا الملتقى
تغرد عندما نكون بأمس الحاجة الى تغريدك دون طلب منا
وتسقينا من برد كلماتك ما يروي ظمأ قلوبنا
وتطفئ غيظها اذا ما تجاوز أحدنا حد الكلمات القاسيات
ما ألطفك من شيخ وقور تشعرنا دائما انك الكبير بعلمك وبقدرك وبموهبتك التي خصك الله بها دون الكثيرين منا
تستحق قبلة بل قبلات على رأسك الجليل
شكر الله لك
وغفر لي ولك
وسامحك الله
وأرفق بي رفق الله بك
 

أبا سعدالغامدي
أسعد الله أيامك
وأسعدك في آخرتك
ووالله وتالله وبالله انني أجد نفسي ظالما لك ان لم أقلها
فانت تستحق منا اكثر من الكلمات....
وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟؟؟!!!
ألم نؤمر بابلاغ من نحبه في الله أن نسمعه نبض هذا الحب!!!
ولماذا لا نقول للمحسن أحسنت كما نتجرأ ونقول للمخطئ أخطأت؟؟؟!!!
والله أن كلماتك تقع في نفسي موقع الاحسان
ولذا أقول لك بلا خجل ولا مواربة أحببتك في الله فهل تقبل أخوتي فيه؟​
 
أبا سعدالغامدي
أسعد الله أيامك
وأسعدك في آخرتك
ووالله وتالله وبالله انني أجد نفسي ظالما لك ان لم أقلها
فانت تستحق منا اكثر من الكلمات....
وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟؟؟!!!
ألم نؤمر بابلاغ من نحبه في الله أن نسمعه نبض هذا الحب!!!
ولماذا لا نقول للمحسن أحسنت كما نتجرأ ونقول للمخطئ أخطأت؟؟؟!!!
والله أن كلماتك تقع في نفسي موقع الاحسان

ولذا أقول لك بلا خجل ولا مواربة أحببتك في الله فهل تقبل أخوتي فيه؟​

أسعدك الله في الدنيا والآخرة
والحمد الله أن وقعت كلاماتي من نفسك ما ذكرت
أما حبك لي في الله فأقول:
أحبك الله الذي أحببتني فيه
ورفع الله قدرك وشكر لك
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

لقد غير القرآن وجه التاريخ ووضع الإنسانية على الخط الصحيح في طريق التفكير واستكشاف سنن الله في الكون
ولو لم ينزل هذا القرآن لبقيت البشرية في تراجع في جميع جوانب الحياة وذلك أنها لم تكن تملك ما يحفزها من الناحية الفكرية لتعمل نحو الأفضل.
وهذا ليس رجما بالغيب وإنما هو استقراء للواقع والتاريخ.
إن الحضارة الإسلامية التي أستنارت بنور القرآن كانت هي السبب في هذا الانقلاب الحضاري الذي تشهد البشرية اليوم.


الامر الذي لا يعرفه اكثر الناس ان تقعيد العلم وبناء فروعه ما تم الا بعد نزول القران.. وعليه فان كل العلوم مردها اليه وركائزها التي ترتكز عليها منه..
يغفر الله لي ولكم
 
جزاك الله اخي عبد الله جلغوم خيرا على هذا التوضيح
كم احزنني ما حدث في المؤتمر ومعظم مؤتمراتنا تغلب عليها صفة عدم الالتزام بالوقت او اكتظاظ الجلسات في اليوم لدرجة الملل وكأن المنظمون يريدون من ذلك تقليل كلفة الاستضافة الى أقل ما يمكن
أمّا الكلفة فأعان الله منظّمي المؤتمرات الّتي تتعلّق بإسلامنا العظيم؛ من سيدفعُ حبيبنا أبا صهيب؟! وأنت خبير أنّ (ممثّلة واحدة) تُفتح لها الأبواب المغلقة، وتُدفع لها الأموال بشيكّ مفتوح. أما سمعت بمن وقّع على مكان كذا لكذا في مكان ما من العالم فذهبت إلى البنك فصرف البنك لها المبلغ الفلكيّ الموقّع!!!
أعان الله عاقدي المؤتمرات فبعضهم يدفع من جيبه، ولا يحتاجون إلا إلى الدّعاء إخلاصاً لله تعالى وخدمة لدينه العظيم.
أمّا عدم الالتزام في الوقت فنعم، وكم يحذّر كثير من المختصّين بذلك؛ ولكن الأخطاء هي الأخطاء من أسف.
يحتاج كثير من المشاركين في المؤتمرات إلى دورات متخصّصة لعرض البحوث والالتزام بالوقت المحدّد بالضّبط، والتّوقّف حال انتهاء الوقت؛ كما يتوقّف عن الطّعامِ الصّائمُ عند الأذان وقتَ السّحورِ. فإنّ المتحدّث لو أطلق لنفسه العنان فمتى يتوقّف؟!
وبخاصّة أنّ البحوث كلّها بين أيدي المشاركين. فالمهمّ العرض، وتوصيل الفكرة، ومناقشتها من قبل الحاضرين لتصويبها أو توضيحها.
وقد جرّبنا في بداية عملنا سويّاً قصّ المقالة، أو التّقرير، أو الاستطلاع، أو غيرها؛ ممّا يتعلّق بالصّحافة.
فكان الواحد منّا كأنّه يقتطع من جلده قطعة؛ وكم كان يشغب علينا من نقتطع من كلامه كأنّه قرآن منزّل. -أوما تذكر أحدَهم الّذي أغلظ له القولَ استحقاقاً الشّيخُ الحبيب محمّد الغزاليّ -رحمه الله تعالى- في مؤسّسة عبد الحميد شومان-؛ ولكنّا اعتدنا الأمر بعد ذلك. فأصبح القصّ سهلاً ميسوراً؛ فهو الإلف والعادة.
وإنّني لأضبط جوّالي في المحاضرة على الوقت بالضّبط فأتوقّف عند رنينه ولو كنت في منتصف قصّة.
ولقد دُعيت صبيحة يوم مبارك لألقي كلمة صباحيّة في إحدى مدارس الشّارقة؛ فوقف بجواري بعد دقائق مسؤول الإذاعة مشيراً إليّ
أن قف. فتوقّفت وأنا في منتصف قصّة عبد الله بن حذافة السّهميّ -رضي الله عنه- فضجّت المدرسة فجاءني مدير المدرسة لأكمل، وهكذا فعلت، وأضعتُ الحصّةَ الأولى. وعلمتُ بعدُ أنّه قد استجوبه.
فإن كان وقتٌ فما المانع؟ وإن كان لا وقت فكيف ننسى طابور المتحدّثين ممّن سيأتي بعدنا؟
وعلماؤنا في القديم حذّروا من الغينين: الغلوّ والغرور. ومن أعظم الغرور غرور المنبر، والمنصّة، وقد يكون الإشراف على شيء.
فهذا عمر رضي الله تعالى عنه: يخاطب المسلمين رحمهم الله تعالى في خطبة له قائلاً من غير مناسبة ظاهرة: ولقد رأيتني وأنا أرعى شويهات لامرأة من أخوالي من بني مخزوم.
فقالوا له: لتخرجنّ منها أو لنتهمنّك. فقال: قد رأيتني وليس فوقي أحد إلا الله؛ فأردت أن أعرّفها قدرَها.
هذا من جهة اما ان ينشغل الحاضرون بالغداء فهذا امر غريب ما وددت ان أقرأه،لا سيما اننا نتحدث عن الاعجاز العددي في القرآن اي عن امر غاية في الاهمية ويحتاج ممن حاضر او حضر ان يركز انتباهه الى محتوى الابحاث التي ستقدم لا الى عدد الوجبات التي ستقدم
لأن عدد الوجبات ليس داخلا في الاعجاز العددي أليس كذلك يا مهندس جلغوم؟؟!!
الأمر صعب الحبيب أبا صهيب .. فالتّعب شديد .. والجوع أشدّ مع التّعب. وليس راءٍ كمن سمع!
سفر متواصل وهبوط طائرات لثلاث مرّات؛ تقلّ وتزيد، وليس كلّ أحد يطيق الطّيران أو الهبوط، وبعضهم كان يتوقّف في المطارات 9 ساعات بلا حجز فندق، أو استراحة، أو سماح له بالخروج، ثمّ يصل المؤتمر وهو لا يكاد يقف على رجليه إعياءً.
والعزيزان جلغوم والعبادلة وصلا المؤتمر متأخّرين فلم يحضرا اليوم الأوّل؛ فالعبادلة -الّذي لم أره منذ عام 1995م- لم ينبس ببنت شفة إعياء، وجلغوم قال: أريد أن أنام فقط، وأراكم لاحقاً!! وفعلاً رآنا لاحقاً نشطاً متحرّكاً مرتاحاً والآخرون في إرهاق شديد وجوع أيضاً شديد. وبخاصّة المنظّمون أعانهم الله فأنت تستضيف ضيوفاً في يوم فتفرح بلقائهم وتفرح لأكلهم وشربهم ولهوهم وجدّهم؛ ثمّ إذا خرجوا من عندك تنفّست الصّعداء لا من بخل أو تبرّم بهم -ومعاذ الله-؛ بل لأنّك قد أدّيت ما عليك أو شبهه بكلّ جدّ ونشاط، وكما تقول عجائزنا: بعد الهمّة والنّشاط (يترخرخ) التّعب، وينزل على الجسم المحتاج إلى استرخاء.
ثمّ هم بشر أبا صهيب يجوعون ويتعبون والله أعلم بالمرضى وأصحاب الحاجات، فقد رأينا من يحمل دواءه معه؛ دواءٌ قبل الأكل وبعده.
وأنت من أعرف النّاس بأصحاب الحاجات رضي الله عنك وأرضاك.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
 
الحبيب أبا مصعب الخير
فأحمد الله أن رأيتك في كل حرف تكتبه،وأنت تعلم أن كلماتك تلك كأنما تكتبني وتستفرغ ما بثنايا فكري وقصدي،ولولا انك التقطت ما كتبته ما انتبه احد له،وانت تعلم ان تلك اللقطات او"القفشات"أجمل ما الندوات والمؤتمرات،فلو تركنا الجائع يتضور لوحده دون محاولة منا ان نسمع قرقعة مصارينه،أو زقزقة عصافير بطنه،ما اكترث لدوائه مكترث ولا اهتم لضغطه منظم.
لكن...
ما يقلقني اليوم اكثر من أي وقت مضى أننا نعاني-رغم النقلة الالكترونية التقنية الهائلة-من عين المنغصات التي عانيناها منذ ربع قرن، وكأن دورة الزمن توقفت هناك،وما يقهرني أكثر انك اذا ما ذهبت لمؤسسة فكر عربي أو قومي أو علماني أو عولمي أو او... فلن تجد غير الانضباط في التقنية والوسائل والزمن ...وكل تراه يسير وفق جدول معد منذ اسابيع، لا يشذ عنه الا من أراد لنفسه التقريع والتنبيه العلني كي لا يعكر صفو المؤتمر او يكدر ....
فلماذا ونحن أهل النظام والتقدير لا نضبط مؤتمراتنا مثلهم..؟؟؟
كأننا لا نعلم عن إخلاف الوعد وخلافه
اعاننا الله على شياطين ذواتنا واهوائنا
 
الحبيب أبا مصعب الخير

وما يقهرني أكثر انك اذا ما ذهبت لمؤسسة فكر عربي أو قومي أو علماني أو عولمي أو او... فلن تجد غير الانضباط في التقنية والوسائل والزمن ...وكل تراه يسير وفق جدول معد منذ اسابيع، لا يشذ عنه الا من أراد لنفسه التقريع والتنبيه العلني كي لا يعكر صفو المؤتمر او يكدر ....
فلماذا ونحن أهل النظام والتقدير لا نضبط مؤتمراتنا مثلهم..؟؟؟
كأننا لا نعلم عن إخلاف الوعد وخلافه

اعاننا الله على شياطين ذواتنا واهوائنا


اللهمّ آميــــــن .. آميــــــن .. آميــــــن
ولقد صدقت أبا صهيب؛ رضي الله عنك، وأرضاك .. وفرّج كربك، وإليه وحده آواك ..
وخير مثال على ذلك: مؤسّسة عبد الحميد شومان؛ عشرات المرّات شهدنا ندواتها؛ فما ألغت، ولا تأخّرت يوماً؛ بل كلّ شيء جاهز ومرتّب. وكنّا نحترم الدّكتور أسعد عبد الرّحمن عندما كان يدير المؤسّسة، وأصبح اليوم وزيراً في السَُِّلطة مختصّاً بملفّ اللّاجئين؛ أفنحن المساكين أم هو المسكين؟ أقول: كنّا نحترمه لالتزامه بالمواعيد واحترام الحاضرين والمشاركين.
ومثال سيّء إن كنت تذكره: مناظرة في مجمع النّقابات المهنيّة حول القوميّة العربيّة:
عريف الحفل: نقيب المهندسين آنذاك المهندس الثّائر دوماً ليث شبيلات -حفظه الله ورعاه-؛
والمشاركون في المناظرة: يساريّ؛ هو: ...... ، وقوميّ هو الصّيدلانيّ أمين شقير، وإسلاميّ هو شيخنا الحبيب نوفل.
جاءت الجماهير زاحفة من كلّ أنحاء المملكة. وانتهت المناظرة بلا مناظرة بسبب التّقنية. فارتدّ النّاس على أعقابهم آسفين.
نحتاج إلى صبر طويل يا أخاه؛ فالطّريق شااااقّ طويل، ومن تعجّله لم ينل أوّله ولم ير آخره.
(أعلم أنّ هذه عبارات مكرورة مكرورة مكرورة منذ زمن بعيــــد؛ ولكنّها صالحة لكلّ زمان ومكان)
نسأله تعالى أن يفرّج عن أمّتنا المسلمة المباركة الحبيبة، وأن يبعثنا عباداً أولي بأس شديد؛ لنجوس خلال الدّيار.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى