بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
التاريخ: 7 و 8 ذي القعدة 1431 هـ الموافق ل16 و 17 أكتوبر 2010، والمكان: كلية العلوم الرباط أكدال بالمغرب الأقصى الشقيق، أما الحدث وهو الأهم: فهو المؤتمر الثاني للإعجاز العددي في القرآن الكريم.
هي مائدة الله تعالى اجتمعنا حولها نغترف منها علما ورحمة وفضلا, ومحبة جمعتنا فتألفت القلوب عليها.
وصلت المغرب بالطائرة عند صلاة المغرب من مساء يوم الجمعة، كان ذلك في مطار الدار البيضاء، صليت المغرب هناك وتوجهت بالقطار إلى مدينة الرباط ومن ثم إلى الفندق حيث التقيت الأخ حسن فتاح، وهو أحد منظمي المؤتمر. ثم الأخ ماهر أمين، وهو مهندس عراقي من الموصل، عرفته أيام المؤتمرالأول، ولم تتغير نظراته عندي، فهو شاب لكن دغدغ الشيب رأسه، يحمل وقارا لم أره في غيره، كثير الصمت، حتى كأنه لا يتكلم، فإذا تكلم استمال سمعك إليه.. كنت أصفه دائما أنه يحمل هما.. لا هم العراق، فرج الله عنه فقط، ولكن هم الأمة كلها.. وثقيل أن يحمل أحدنا هم الأمة الآن.
كان معه رجل أسمر على رأسه عمامة بيضاء ولحيته خفيفة غزاها الشيب ويلبس قميصا.. كل من يراه يعرف أنه سوداني، هو الدكتور صلاح عيسى. كنت أسمع عن السودانيين ولطفهم، فوجدت كل ما سمعت عن لطف الناس في ذلك الرجل، كان يتكلم بقلبه ولا يتكلم بلسانه.. فلسانه يترجم فقط ما يقول قلبه.. ولم أتعود على أناس يتكلمون هذه اللغة حتى صادفته.
معهما رجل كأني سمعته من قبل، مع أني أول مرة أراه، تبين لي أنه طبيب باطنية، هو الدكتور محمد جميل الحبال. ولك أن تتصور حين يلتقي الجمال والصلاح والأمانة.
بقينا ما شاء الله تعالى ثم صعدنا إلى غرفنا لننام.
صباح السبت، وهو أول أيام المؤتمر.. وجدت الدكتور محمد بن جميل الوحيدي جالسا هو والأخت إيمان كاظم حبيب، وفي قبالتهما على طاولة أخرى الدكتور أحمد قاسم الكسار.. لم أكن أعرف واحدا منهم معرفة مباشرة، أما الوحيدي وإيمان فكنت عرفتهما عن طريق الأستاذ عبد الله جلغوم على صفحات ملتقى أهل التفسير. وحتى الأستاذ جلغوم لا أعرفه حتى الآن إلا على تلك الصفحات أو على الإيميل. مررت بالقرب منهم.. فوالله لا أدري أسلمت عليهم أم لم أسلم.. وخرجت إلى حديقة الفندق، ويعجبني أن أنظر الخضرة في الصباح.. وكنت أسأل نفسي : أيكونا هما ؟ الأخ الوحيدي والأخت إيمان ؟ من يكون ذلك الرجل الطويل عريض المنكبين إن لم يكن الوحيدي ؟ ومن تكن تلك المنقبة التي تنظر الحياء فيها، بل تستحي أن تنظر إليها من شدة حيائها، إن لم تكن الأخت إيمان ؟
بقيت برهة في الحديقة ثم عدت إليهما، وقفت بجانبهما وسلمت فردا علي.. نظرت إلى الأستاذ الوحيدي : قلت له : أنت الأستاذ الوحيدي وهذه الأخت إيمان كاظم، قال : نعم، ومن أنت، قلت أنا عمارة سعد شندول، فقام إلي يحتضنني، فهمست إليه بكلمة، ضحك لما سمعها وقال : لا يعرف ذلك غير ثلاثة. ضحكت معه وقلت في نفسي : سبحان الذي مساني على جمال وصلاح وأمانه، أريد محمد بن جميل الحبال وصلاح عيسى وماهر أمين، وصبحني على جمال وإيمان وحمد، أريد محمد بن جميل الوحيدي وإيمان كاظم الحبيب وأحمد قاسم الكسار.
انضم إلينا، بعد ذلك، الأخ عدنان الرفاعي والأخ محمد بونكة. وكان، من بين من لحق بنا، رجل جميل الوجه طويل، نظرت إلي الأخت إيمان مشيرة إليه، وقالت : ولدي. فسلمت عليه ثانية، وكان على طول قامته هادئ الطباع، فنظرت إلى نفسي، فلما رأيت أني قصير قلت : لعله يصدق قول بعضهم : أقربهم إلى الأرض...، وأخفيت ابتسامة. ثم ركبنا الحافلة نريد كلية العلوم، وكان الأخ الوحيدي مصاحبا لي، وكان آنسني ذلك كثيرا.
هناك في الكلية أتممنا اجراءات الترسيم في المؤتمر، ثم ابتدأناه بعد ذلك.. وقبل أن أحدثكم عما كان في جلساته، أريد أن أحدثكم عن أمر آخر.
كان من بين الحاضرين رجل لفتني إليه نور في وجهه.. عرفت بعد ذلك أنه الشيخ محمد الفالح، جعله الله من المفلحين الفائزين.. كنت أريد أن أتقرب إليه.. أن ينظر إلي.. رجل ما ذكرته إلا وامتلأت عيناي دموعا.. كنت أسترق إليه النظر في اليوم الأول. وفي اليوم الثاني اخترت أن أجلس بجانبه.. سلمت عليه فرد وقال لي: يشهد الله أني أحبك في الله، فلم أكن أعرف أنه أحبني هو الآخر.. فوالله إن حلاوة كلماته ما تزال إلى الآن في قلبي أتلذذ طعمها. ثم تناول من محفظته سواكا وقال لي : خذ هذا من مكة، وكم زاد شوقي إليك يا مكة. فأخذت واحدا فقال زد، وأشار بيده إلى واحد آخر وقال : خذ هذا، فأخذته.. فالذي أشار إليه بيده أخذته وهو عندي.. أما الآخر فلم تمض ساعة حتى أهديته لثلاثة اقتسموه. وكما قيل :
كان شيئا ما شعرت به قبل. كبر المحبة لهؤلاء الناس، فوالله الذي لا إله إلا هو لكأن الله فتح قلبي ليزرع فيه محبتهم، فما من أحد منهم إلا وله موضع في قلبي. حتى أني لما عدت إلى تونس ما ملكت دموع عيني لفراقهم، فوالله إني لفي السيارة، ودموع عيني ينساب لم استطع منعها.
لعلي ألتقيكم مرة أخرى، لأواصل الحديث، عن لقائي بالدكتور فهد الرومي وبالإخوة السريع، والأخ التميمي والأخ السعدي والأخ محمد صفا حقي والأخ العبادلة والأخ عبيد والأخ جلغوم والأخت خديجة والأخت فاطمة.. وكثير لا أحصيهم لكن لكل واحد منهم في القلب مكان..
أحبكم الله تعالى
أسألكم الدعاء
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
التاريخ: 7 و 8 ذي القعدة 1431 هـ الموافق ل16 و 17 أكتوبر 2010، والمكان: كلية العلوم الرباط أكدال بالمغرب الأقصى الشقيق، أما الحدث وهو الأهم: فهو المؤتمر الثاني للإعجاز العددي في القرآن الكريم.
هي مائدة الله تعالى اجتمعنا حولها نغترف منها علما ورحمة وفضلا, ومحبة جمعتنا فتألفت القلوب عليها.
وصلت المغرب بالطائرة عند صلاة المغرب من مساء يوم الجمعة، كان ذلك في مطار الدار البيضاء، صليت المغرب هناك وتوجهت بالقطار إلى مدينة الرباط ومن ثم إلى الفندق حيث التقيت الأخ حسن فتاح، وهو أحد منظمي المؤتمر. ثم الأخ ماهر أمين، وهو مهندس عراقي من الموصل، عرفته أيام المؤتمرالأول، ولم تتغير نظراته عندي، فهو شاب لكن دغدغ الشيب رأسه، يحمل وقارا لم أره في غيره، كثير الصمت، حتى كأنه لا يتكلم، فإذا تكلم استمال سمعك إليه.. كنت أصفه دائما أنه يحمل هما.. لا هم العراق، فرج الله عنه فقط، ولكن هم الأمة كلها.. وثقيل أن يحمل أحدنا هم الأمة الآن.
كان معه رجل أسمر على رأسه عمامة بيضاء ولحيته خفيفة غزاها الشيب ويلبس قميصا.. كل من يراه يعرف أنه سوداني، هو الدكتور صلاح عيسى. كنت أسمع عن السودانيين ولطفهم، فوجدت كل ما سمعت عن لطف الناس في ذلك الرجل، كان يتكلم بقلبه ولا يتكلم بلسانه.. فلسانه يترجم فقط ما يقول قلبه.. ولم أتعود على أناس يتكلمون هذه اللغة حتى صادفته.
معهما رجل كأني سمعته من قبل، مع أني أول مرة أراه، تبين لي أنه طبيب باطنية، هو الدكتور محمد جميل الحبال. ولك أن تتصور حين يلتقي الجمال والصلاح والأمانة.
بقينا ما شاء الله تعالى ثم صعدنا إلى غرفنا لننام.
صباح السبت، وهو أول أيام المؤتمر.. وجدت الدكتور محمد بن جميل الوحيدي جالسا هو والأخت إيمان كاظم حبيب، وفي قبالتهما على طاولة أخرى الدكتور أحمد قاسم الكسار.. لم أكن أعرف واحدا منهم معرفة مباشرة، أما الوحيدي وإيمان فكنت عرفتهما عن طريق الأستاذ عبد الله جلغوم على صفحات ملتقى أهل التفسير. وحتى الأستاذ جلغوم لا أعرفه حتى الآن إلا على تلك الصفحات أو على الإيميل. مررت بالقرب منهم.. فوالله لا أدري أسلمت عليهم أم لم أسلم.. وخرجت إلى حديقة الفندق، ويعجبني أن أنظر الخضرة في الصباح.. وكنت أسأل نفسي : أيكونا هما ؟ الأخ الوحيدي والأخت إيمان ؟ من يكون ذلك الرجل الطويل عريض المنكبين إن لم يكن الوحيدي ؟ ومن تكن تلك المنقبة التي تنظر الحياء فيها، بل تستحي أن تنظر إليها من شدة حيائها، إن لم تكن الأخت إيمان ؟
بقيت برهة في الحديقة ثم عدت إليهما، وقفت بجانبهما وسلمت فردا علي.. نظرت إلى الأستاذ الوحيدي : قلت له : أنت الأستاذ الوحيدي وهذه الأخت إيمان كاظم، قال : نعم، ومن أنت، قلت أنا عمارة سعد شندول، فقام إلي يحتضنني، فهمست إليه بكلمة، ضحك لما سمعها وقال : لا يعرف ذلك غير ثلاثة. ضحكت معه وقلت في نفسي : سبحان الذي مساني على جمال وصلاح وأمانه، أريد محمد بن جميل الحبال وصلاح عيسى وماهر أمين، وصبحني على جمال وإيمان وحمد، أريد محمد بن جميل الوحيدي وإيمان كاظم الحبيب وأحمد قاسم الكسار.
انضم إلينا، بعد ذلك، الأخ عدنان الرفاعي والأخ محمد بونكة. وكان، من بين من لحق بنا، رجل جميل الوجه طويل، نظرت إلي الأخت إيمان مشيرة إليه، وقالت : ولدي. فسلمت عليه ثانية، وكان على طول قامته هادئ الطباع، فنظرت إلى نفسي، فلما رأيت أني قصير قلت : لعله يصدق قول بعضهم : أقربهم إلى الأرض...، وأخفيت ابتسامة. ثم ركبنا الحافلة نريد كلية العلوم، وكان الأخ الوحيدي مصاحبا لي، وكان آنسني ذلك كثيرا.
هناك في الكلية أتممنا اجراءات الترسيم في المؤتمر، ثم ابتدأناه بعد ذلك.. وقبل أن أحدثكم عما كان في جلساته، أريد أن أحدثكم عن أمر آخر.
كان من بين الحاضرين رجل لفتني إليه نور في وجهه.. عرفت بعد ذلك أنه الشيخ محمد الفالح، جعله الله من المفلحين الفائزين.. كنت أريد أن أتقرب إليه.. أن ينظر إلي.. رجل ما ذكرته إلا وامتلأت عيناي دموعا.. كنت أسترق إليه النظر في اليوم الأول. وفي اليوم الثاني اخترت أن أجلس بجانبه.. سلمت عليه فرد وقال لي: يشهد الله أني أحبك في الله، فلم أكن أعرف أنه أحبني هو الآخر.. فوالله إن حلاوة كلماته ما تزال إلى الآن في قلبي أتلذذ طعمها. ثم تناول من محفظته سواكا وقال لي : خذ هذا من مكة، وكم زاد شوقي إليك يا مكة. فأخذت واحدا فقال زد، وأشار بيده إلى واحد آخر وقال : خذ هذا، فأخذته.. فالذي أشار إليه بيده أخذته وهو عندي.. أما الآخر فلم تمض ساعة حتى أهديته لثلاثة اقتسموه. وكما قيل :
يجود علينا الخيرون بمالهم ونحن بمال الخيرين نجود
لعلي ألتقيكم مرة أخرى، لأواصل الحديث، عن لقائي بالدكتور فهد الرومي وبالإخوة السريع، والأخ التميمي والأخ السعدي والأخ محمد صفا حقي والأخ العبادلة والأخ عبيد والأخ جلغوم والأخت خديجة والأخت فاطمة.. وكثير لا أحصيهم لكن لكل واحد منهم في القلب مكان..
أحبكم الله تعالى
أسألكم الدعاء
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول