بسم الله الرحمن الرحيم ... والحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على حبيبينا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ....
استأذنكم اخوانى الأفاضل فى توضيح أمر طرحه أحد الإخوة فى إحدى المنتديات الخاصة بالجامعات ....
فى ذلك المنتدى فى القسم الاسلامى به يتم عرض العديد والعديد من الامور الخاصة بالشباب من منظور الإسلام ومدى شرعيتها ..
المهم فى الأمر انهم مرات عديدة طرحوا موضوعات خاصة بحدود العلاقة بين الشاب والفتاة فى الكلية والدراسة .. فقام الكثير من الإخوة والأخوات ممن نحسبهم على خير ولا نزكى على الله احدا .. بالرد عليهم رد توضيحى وكثير منهم استشهد بالآية الكريمة فى قوله تعالى " ولا متخذات أخدان " ...
فقام هذا الأخ الكريم بعمل موضوع خاص بقوله تعالى فى تلك الآية .. واستعان فيه بتفسير علمائنا الأجلاء من ابن كثير والطبرى وغيرهم من العلماء الثقات واوضح فيها المقصود ب " الأخدان " وان الموضوع متعلق فى ذلك الأمر بالزنا وليس " الصداقة " فى الكلية ...
وهو يرى انه لا مانع من وجود تلك " الصداقة " بين الشاب والفتاة طالما انها علاقة " بريئة " على حد قوله ولا تلوثها أى شهوات كمنت أو ظهرت ..
بالطبع لا استريح مطلقا لقوله هذا ...
وما أطلبه منكم إخوانى الأفاضل هو الدليل الشرعى الذى أسوقه إليه فى هذا الموضوع لأن من ردوا فى موضوعه برفض فكرته قال لهم انه يتحدث عن كيفية الاستشهاد بتلك الآية الكريمة فى موضوع حدود العلاقة بين الشاب والفتاة بالكلية بأنها غير خاصة بالموضوع ولا يمكن ان نستشهد بها فيه ........
أفيدونى أفادكم الله فوالله ان الباطل يتجمل ويتلون ...
بل ويُسنَد من بعض الأفوه إلى العلماء الثقات !!!!!
وهذا منتدى جامعى عليه كل الأنواع والفئات من الشباب .. منهم الملتزمين ومنهم غير ذلك ...
ونظام الجامعات بمصر انها مختلطة وتكثر تلك الأمور فيها للأسف !!!
أفيدونى رحمكم الله ... وجزاكم الله عنى خيرا كثيرا ...
جاء في لسان العرب "( خدن ) الخِدْنُ والخَدِين الصديقُ وفي المحكم الصاحبُ المُحدِّثُ والجمع أَخْدانٌ وخُدَناء والخِدْنُ والخَدِينُ الذي يُخَادِنُك فيكون معك في كل أَمر ظاهر وباطن وخِدْنُ الجارية مُحَدِّثُها وكانوا في الجاهلية لا يمتنعون من خِدْنٍ يُحَدِّثُ الجارية فجاء الإسلامُ بهدمه والمُخادَنة المُصاحبة يقال خادَنْتُ الرجلَ وفي حديث عليّ عليه السلام إن احْتاجَ إلى مَعُونتهم فشَرُّ خليلٍ وأَلأَمُ خَدِينٍ الخِدْنُ والخَدِينُ الصديق والأَخْدَنُ ذو الأَخْدانِ قال رؤبة وانْصَعْنَ أَخْداناً لذاكَ الأَخْدَنِ ومن ذلك خِدْنُ الجارية وفي التنزيل العزيز مُحْصَناتٍ غيرَ مُسافحاتٍ ولا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ يعني أَن يَتِّخِذْنَ أَصدقاء ورجل خُدَنةٌ يُخادِنُ الناسَ كثيراً "( ج13 ص 139 ).
يرى انه لا مانع من وجود تلك " الصداقة " بين الشاب والفتاة طالما انها علاقة " بريئة " على حد قوله ولا تلوثها أى شهوات كمنت أو ظهرت
ترى ما قول هذا " الأخ الكريم؟ " في الحديث الذي رواه أحمد و النسائي و البيهقي و ابن حبان و الطبراني و البزار و الذي يقول فيه الصادق الأمين " لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما "
وصدق أحمد شوقي في قوله :
نظرة فابتسامة فسلامٌ....فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ...
ففضيحة أو إجهاض ...؟
عدت للموضوع لخطورته أولا و لأن ردي في مداخلتي السابقة كان في عجالة .
و أحيلك إلى هذه المقتطفات من فتاوى الشبكة الإسلامية :
1-الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالله سبحانه وتعالى حرم اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات على كل من الرجال والنساء، فقال في خصوص النساء: ( محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ) [النساء:25] وفي خصوص الرجال: ( محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ) [المائدة:5] واتخاذ الأخدان محرم سواء كان عبر الهاتف أو الدردشة في الإنترنت أو اللقاء المباشر، وغيرها من وسائل الاتصال المحرمة بين الرجل والمرأة.
وما يعرف اليوم بمواقع الدردشة فهي في معظمها أوكار فساد ومصايد للشيطان، أفسدت دين ودنيا كثير من أبناء وبنات المسلمين، فعلى المسلم أن يحذر منها، وأن يستغل وقته ويبذل جهده فيما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه،
2-الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يعرف باتخاذ الرجل صديقة أو عشيقة لا يجوز في الإسلام، وهو من أعظم المنكرات، وهو لون من الفاحشة التي كانت تمارس في الجاهلية، وجاء الإسلام بالنهي والزجر عنها، قال ابن عباس: كان أهل الجاهلية يحرمون ما ظهر من الزنى، ويستحلون ما خفي، يقولون: ما ظهر منه لؤم، وما خفي فلا بأس بذلك، فأنزل الله تعالى: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن)[الأنعام:151]
وقد حرم الله سبحانه وتعالى اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات، على كل من الرجال والنساء.
فقال في خصوص النساء: (محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان) [النساء:25]أي أصدقاء.
وفي خصوص الرجال: (محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان)[المائدة:5]
والسفاح هو: الإعلان بالزنى مع كل فاجرة. والمخادنة أن يكون للرجل امرأة قد خادنها وخادنته، واتخذها لنفسه صديقة يفجر بها، قاله ابن جرير الطبري في تفسيره.
ومن المعروف أن الإسلام يحرم كل علاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج. وليس في الإسلام ما يعرف بالحب بين الجنسين، وكم أحدثت تلك الصداقات من مفاسد عظيمة، لا يعلمها إلا الله تعالى، فضلاً عن ارتكاب معصية الله تعالى باستمتاع كل منهما بمن لا يحل له، والخلوة به، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: "لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم" وفي مسند الإمام أحمد "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فإن ثالثهما الشيطان."
3- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلتعلم الأخت السائلة أنه لا يوجد في الإسلام علاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج، وقد نص القرآن الكريم على نهي النساء والرجال على السواء عن اتخاذ الأخدان بقوله: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ [المائدة: 5].
وقوله: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ [النساء:25].
ولا شك أن تبادل الرسائل والمكالمات الهاتفية وغيرهما من وسائل الاتصال لا شك أنه يدخل ضمن نطاق المخادنة المحرمة، وذلك لما يترتب على وجود هذا النوع من العلاقة من مفاسد قد يفضي في نهاية الأمر إلى الوقوع فيما هو أعظم، وهذا ما يظهر جليا عندما ذكرت أن هذا الشاب طلب أن يلقاك وجهاً لوجه.
وملخص القول في هذا أنه يجب عليك قطع الاتصال بهذا الشاب وأن تتوبي إلى الله عز وجل مما مضى.
اهــ.
و أقول :
لم ينهنا الله سبحانه عن اتباع الشيطان بل نهانا عن اتباع خطوات الشيطان فقال " و لا تتبعوا خطوات الشيطان" لأن الشيطان لا يأتي لابن آدم و يأمره بالعصيان بل يزين له الأمر و يغريه و يغويه حتى يقع في الحرام . ألم يقل لآدم عليه السلام " هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى " فهو لم يأمره بالأكل من الشجرة المنهي الأكل منها . و هكذا يفعل مع ذرية آدم .
و هنا أذكر بواقعة رواها البيهقي في شعب الإيمان :
أخبرني عمربن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أن أبو حامد أحمد بن الحسين الهمداني القاضي ببلخ ثنا محمد بن حاتم المروزي ثنا علي بن خشرم أنا ابن عيينة ثنا عمرو عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة الزرقي : يبلغ به أن امرأة كانت في بني إسرائيل فأخذها الشيطان ( أي أصابها بالصرع ) فألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند راهب كذا و كذا و كان الراهب في صومعته فلم يزالوا يكلمونه حتى قبلها ثم أتاها الشيطان فوسوس إليه حتى وقع بها فأحبلها ثم أتاه الشيطان فقال الآن تفتضح فاقتلها و ادفنها فإن أتوك فقل ماتت و دفنتها قال : فقتلها و دفنها فأتى أهلها فألقى في قلوبهم أنه قتلها و دفنها فأتوه فسألوه فقال : ماتت و دفنتها فأتاه الشيطان فقال : أنا الذي ألقيت في قلوب أهلها أن دواءها عندك و أنا الذي وسوست إليك حتى قتلتها و دفنتها و أنا ألقيت في قلوب أهلها أنك قتلتها و دفنتها فأطعني لتنجو اسجد لي سجدتين ففعل .....
هدانا الله و إياك و هذا الأخ " الكريم " إلى ما فيه الخير و الفلاح .