حوار مع صديقي المرتحل

سهاد قنبر

New member
إنضم
01/06/2011
المشاركات
388
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
رسالة إلى صديقي المرتحل:

يا صديق...
يقولون إن رحلتك هي رحلة من الإيمان إلى الإلحاد وما علموا أنك حزمت متاعك وشددت رحلك لتترك الإيمان القسري أو ما يسمى إيمان المولد لتصل إلى الإيمان الأكمل والأحسن إيمان الاختيار.
ارتقيت يا صديقي مرتقى صعباً..فقد تركت كل معتقد ورثته وراء ظهرك لتسير في متاهات عقلك وكلك ثقة به .
تعلقت عيناي بك ومخاوفي لا ضفاف لها فقد علمت من وعثاء طريقك ما لم تعلم. وأسكنت النفس وعللتها بأنك تحمل معك بوصلتك الفطرية وهي ستهديك فلن تضل ولن تشقى.
وما هي إلا خطوات قليلة حتى أظلم عليك الطريق، وخطف بصرك برقه ، وأصم أذنك رعده، وتلقفتك شياطين الإنس والجن، سرقوا منك بوصلة الإيمان، وهاموا بك في كل واد، واختلطت عليك الأمور وما زلت تظن انك في طور الاختيار لا يا صديق لقد فرضوا عليك الإلحاد عندما وجدوك وحيداً منفرداً.
انتقلت يا صديقي من الإيمان القسري إلى الإلحاد القسري وأقنعوك أن هذا نتاج رحلة عقلك وهم كاذبون، لو خلوا بينك وبين عقلك، لو تركوك لفطرتك التي فطرك الله عليها لاجتزت الفيافي والقفار وعدت لنا أكمل إيماناً وأشد تسليماً.
مددت لك يدي فرددتها لأنك اعتقدت أني سأرغمك على الإيمان وما كنت لأفعل وما كان ينبغي لي ورب العزة خلقك لتختار، لكن سولت لك نفسك هذا فصبر جميل والله المستعان.
وأقض مضجعي حالك، وأسقط في يدي فما عاد عندي حيلة فوضعت في طريقك لوحات إرشادية لكنك لم ترها فالظلام حالك عندك.
ما بقي في جعبتي سوى الدعاء لك لعل ساعة استجابة تأخذ بحجزك عن النار .
وجمعت مع خوفي عليك خوفاً على نفسي من عذاب الديّان فلعلك وصلت إلى ما وصلت إليه بتقصيري في دعوتك وإرشادك، وبات قولي في ليلي ونهاري ياخفي الألطاف نجني مما أخاف.

 
عودة
أعلى