حوار عن القارئ عبد الباسط عبد الصمد - رحمه الله -

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع الراية
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

الراية

New member
إنضم
18/04/2003
المشاركات
303
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
ن منا لاا يعرف صوته ولا يعرف قدره ....ملأ ربوع الأرض قرآنا بصوته الصافي النقي ...
هو من مواليد مدينة أرمنت محافظة "قنا" في أول يناير عام1927 م، ترتيبه الثالث بين أخوته، فأخوه الأكبر محمود عبد الصمد مفتش ثانوي سابق ويعتبر أول من تعلم بالأزهر بمحافظة "قنا"، يليه عبد الحميد عبد الصمد ناظر ثانوي أزهري بالمعاش ثم الشيخ عبد الباسط ثم أخيهم الأصغر عبد الله عبد الصمد .
ألحقه أبوه بكتاب البلدة مع إخوته عام 1943 م إلا أن عبد الباسط تميز عن إخوته في حفظه للقرآن وحسن تلاوته له رغم إلتحاقه بالكتاب في السابعة من عمره إلا أنه أتم حفظه قبل بلوغ العاشرة، و لأن والده كان من علماء الدين بمحافظة "قنا" فقد عزم على الاهتمام به لما رأى فيه من حسن الأداء وجمال الصوت ليكون من أهل القرآن وذلك بخلاف إخوته الذين لم يكونوا مثله ولم يتمتعوا بموهبته فاكتفى بإتمامهم
حفظ القرآن ثم وجههم إلى التعليم الأزهري ...وتفرغ الأب لابنه عبد الباسط فأولاه اهتماما خاصا حيث ألحقه بالمعهد الديني بمدينة "أرمنت" فتعلم القراءات وعلوم القرآن ونال اهتمام شيخه العالم الأزهري محمد سليم حمادة الذي كان يصطحبه معه ليقرأ في السهرات والحفلات حتى أصبح الصبي عبد الباسط مشهورا في نجوع وقرى محافظات الوجه القبلي ولم يكن عمره قد تجاوز الخامسة عشرة بعد.


كان هذا الحوار مع ابنه هشام.......



الأستاذ هشام عبد الباسط ..ما أول أجر حصل عليه الشيخ عبد الباسط ؟


** كان رحمة الله عليه يقول أنه تقاضى ثلاثة جنيهات في أول حفلة قرأ فيها وكان عمره أربعة عشر عاما ويعد هذا المبلغ كبيرا في ذلك الوقت الذي نال فيه شهرة واسعة رغم صغر سنه فكان يجوب محافظة أسوان والأقصر بدعوات خاصة من كبار العائلات حتى أواخر عام 1950 م.


في عام 1951 م عرض عليه الشيخ الضباع أن يتقدم للإذاعة لاعتماده بها قارئا ...فرفض ...لماذا ؟


** كان الشيخ الضباع عضوا بلجنة تقييم الأصوات واختبار القراء بالإذاعة وكان قد حضر الاحتفال بذكرى مولد السيدة زينب وبعد أن استمع إلى صوت الشيخ عبد الباسط في تلك الليلة طلب منه أن يتقدم لامتحان الإذاعة قائلا له :
هل تحب أن تقرأ بالأذاعة ؟
فاندهش الشيخ عبد الباسط قائلا : مرة واحدة كده
فقال : نعم ..
فرد الشيخ عبد الباسط : لا أحب أن أقرأ بالإذاعة فأنا مشهور في الوجه القبلي وأحب أن أظل قارئا بالوجه القبلي فقط ...
فقال الشيخ الضباع له : إن قراءتك بالإذاعة ستفتح لك مجالا أوسع وأرحب في مصر كلها وليس الوجه القبلي فقط بل والعالم العربي كذلك فاقتنع الشيخ عبد الباسط وذهب إلى مبنى الإذاعة بعد أن اتفق مع الشيخ الضباع على ميعاد اللقاء بالإذاعة ..ودون أن يعلم الشيخ عبد الباسط كان الشيخ الضباع قد سجل له شريط كاسيت عندما قرأ القرآن بمسجد السيدة زينب فتم عرض هذا الشريط على اللجنة فأجازته دون أن يعقد له امتحان وتم اعتماده بالإذاعة في ذلك العام.


تزوج الشيخ عبد الباسط في سن مبكرة وقبل اعتماده قارئا بالإذاعة فهل استقر بالقاهرة وترك زوجته وأهله بمدينة "أرمنت" أم ماذا ؟


** كان مترددا بين إقامته بالقاهرة والاستقرار بها وإقامته بالوجه القبلي فاستخار الله تعالى فكان له ما أراد حيث الاستقرار بالقاهرة فعاد إلى مدينة "أرمنت" وأصطحب زوجته وبنتيه إلى القاهرة ونزل بهم جميعا على لوكاندة الشرق بحي السيدة زينب ومكث فيها فترة قصيرة حتى تمكن من تأسيس مسكنا بحي السيدة زينب أيضا وكان ذلك عام 1952 م. بعد اعتماده بالإذاعة المصرية تم تعيينه بمسجد الإمام الشافعي حتى عام 1981 م ثم نقل إلى مسجد الإمام الحسين وأحيا العديد من الحفلات القرآنية بمساجد القاهرة والسيدة زينب والسلطان أبو العلا ومسجد الرفاعي رضى الله عنهم جميعا.


عندما سافر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد إلى باريس خلع عمامته وجبته وارتدى بدلة قام بشرائها من أشهر محلات باريس ..ما تعليقك على هذا الأمر ؟


** هذه حقيقة وقد روى لنا هذه القصة بنفسه فقد سافر إلى فرنسا عام 1952 م لإحياء ليالي رمضان بالمركز الإسلامي هناك وذات يوم وبعد تناوله طعام إفطاره أراد أن يخرج إلى الشارع ليتنزه بعض الوقت فخرج مرتديا زيه التقليدي واثناء سيره بالشارع لاحظ أن الناس ينظرون إليه ويشيرون إلى ملابسه وإلى عمامته فاحس أن هذا الأمر يلفت الأنظار إليه فذهب إلى صديق كان يقيم معه بالفندق وعرض عليه الأمر وطلب منه أن يصطحبه لشراء بدلة يرتديها بدلا من العمامة والجبة وبالفعل قاما بشراء تلك البدلة التي كان الشيخ عبد الباسط يلبسها كلما أراد أن ينزل إلى الشارع متخليا عن جبته وعمامته في تلك الظروف فقط.







ولماذا لم يرتد البدلة في مصر ؟


** لقد سألناه هذا السؤال فقال أشعر أنها تقيد جسمي وحركتي وقد تعود على ارتداء الجلباب.


أراد الشيخ عبد الباسط أن يتعلم اللغة الإنجليزية فتعاقد مع أحد معاهد اللغات ولكنه لم يحضر سوى أربعة حصص فقط ...فما السبب وراء رغبته في تعلم اللغة الإنجليزية؟
ولماذا لم يستمر في تعلمها ؟


** بعد أن عاد من أحد أسفاره إلى أوروبا قال لنا : أريد أن أتعلم اللغة الإنجليزية
سألناه : ولماذا ؟
قال : إنني أسافر كثيرا إلى الدول الأوروبية وأتعرض إلى مواقف كثيرة أشعر معها بضرورة تجاوبي مع شعوب تلك الدول، وبالفعل التحق بأحد معاهد تعليم اللغات ودفع مبلغ يعادل قيمة أجر ثلاثين حصة مقدما واتفق مع المسئولين بالمعهد بأن يتم التدريس له بمفرده فوافقوا ولكنه لم يحضر سوى ثلاثة أو أربعة حصص فقط لكثرة ارتباطه وأسفاره المتعددة خارج مصر ولفترات طويلة قد تصل إلى شهور في بعض الأحيان يغيب فيها فأثر ذلك على انتظامه بالدراسة ومتابعة الدارسين فانقطع عن استكمال هذا المشوار.


عرض عليه الملك محمد الخامس ملك المغرب أن يترك القاهرة ومصر كلها ويقيم معه بالمغرب إقامة كاملة لكنه رفض ..كيف كان العرض ولماذا كان الرفض ؟


** كانت تربطه بالملك محمد الخامس علاقة و صداقة قوية وكان يتصل به عن طريق التليفون ويحدد له موعد حضوره للقاهرة ليستمع إلى تلاوة القرآن بصوته وكانا يلتقيان بمسجد السيدة نفيسة فيصليان الفجر سويا ثم يمكثان بعد الصلاة بالمسجد ويقرأ الشيخ عبد الباسط ما تيسر من القرآن حتى تطلع الشمس ...وفي آخر زيارة للملك محمد الخامس بالقاهرة عرض على الشيخ عبد الباسط أن يترك القاهرة ويذهب معه إلى دولة المغرب ليستقر هناك وسوف يغدق عليه بالمال الكثير فاعتذر له الشيخ قائلا : أعدك أن آت إليك بالمغرب على سبيل الزيارة كلما سنحت لي الظروف بذلك لأن إقامتي بالمغرب ليست بالأمر الهين علي فهذه مصر بلدي وأهلها أهلي الذين نشأت بينهم ولا أستطيع أن أفارقهم وعلى الرغم من كثرة أسفاري وتغيبي عن مصر إلا أن إحساسي بالعودة إليها آت لا محالة يهون علي مشقة السفر ووحشة الأهل وبعد المسافات فاستقبل الملك محمد الخامس هذا الرفض المهذب ببشاشة وجه وحب عظيم وتقدير للشيخ عبد الباسط لأصالة انتمائه وعرفانا بجميلها عليه .


ما هي الشخصية التي تأثر بها الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ؟


** شخصيتان ...الأولى هي شخصية الشيخ محمد رفعت والذي كان يقول عنه إنه كان يمشي مسافات طويلة جدا قد تصل إلى خمسة كيلومترات ليستمع إلى القرآن بصوت الشيخ رفعت من خلال جهاز الراديو الوحيد الموجود عند أحد أثرياء البلدة فتأثر بصوته جدا وخاصة في تلك الفترة التي كان يتأهب فيها ليكون قارئا ويحلم بأن ينال شهرة الشيخ محمد رفعت ...
أما الشخصية الثانية شخصية الشيخ "مصطفى إسماعيل" قارئ القصر الملكي وكان الشيخ عبد الباسط يثني على أخلاقه كثيرا وانه قارئ له مدرسته وصوته المميز ولونه الخاص وكان يحب الاستماع إليه كثيرا وقد ربطتهما صداقة متينة وقد كان تأثره بهما تأثر المحب لصوتيهما وأسلوبهما وليس مقلدا لهما فلكل منهما أسلوبه ومنهجه وأدائه الذي يختلف عن الآخر.


ماذا عن الطعام الذي كان يفضله الشيخ عبد الباسط ؟


** كان قنوعا بأكل أي نوع من أنواع الطعام غير انه كان يحب اللحوم جدا.


هل كان يشرب مشروبا معينا قبل ذهابه للقراءة في أي سهرة ؟


** فقط يشرب فنجانا من القهوة قبل التلاوة مباشرة و لا شيء سوى ذلك.


وما هو مشروبه المفضل في فصل الصيف؟


**لا يشرب أي مشروب في فصل الصيف حتى أنه كان يطلب عدم تقديم الماء المثلج له و أن يكون من الحنفية مباشرة ويقول أن تلك المشروبات تؤثر على الحبال الصوتية.


كان الشيخ عبد الباسط مولعاً بالانتقال من بيت إلى آخر ومن فيلا إلى أخرى...
فما الدافع وراء هذا التغيير؟


** بعد أن كان قد أستقر بشقته بحي السيدة زينب مع بداية نزوحه إلى القاهرة استأجر شقة أخرى بحي "جاردن سيتي" بجوار السفارة الأمريكية ثم تركها وأستأجر شقة ثالثة بحي منيل الروضة ثم قام بشراء فيلا بحي العجوزة وظل بها فترة حتى عام 1980م تركها بعد ذلك وانتقل إلى البيت الذي نقيم به حالياً بحي المهندسين ولم يكن وراء ذلك التغيير أي سبب أو دافع غير أنه كان يبحث عن الأفضل والأحسن من وجهه نظره.

هل أحترف أحد أبناءه مهنة قراءة القرآن في السهرات مثله؟


** الحمد لله فنحن جميعاً كأبنائه نحفظ القرآن ونتابع حفظه مع محفظ يأتي إلينا في البيت... فأنا وأخي طارق وهو ضابط شرطة نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة بمسجد محمود بالمهندسين كذلك نقرأ قرآن الفجر في نفس المسجد في شهر رمضان والحمد لله صوتنا لا بأس به ويستحسنه الناس ولكن لم يحترف أحدنا مهنة القراءة في السهرات.


كم كانت عدد ساعات نومه؟


** كان يبدأ نومه بعد منتصف الليل بقليل وإن كان نومه متقطعاً ويظل كذلك حتى صلاة الفجر بعدها يبدأ النوم حتى الساعة التاسعة صباحأ وكانت تلك بمثابة الوجبة الأساسية في نومه فإن لم ينم بعد صلاة الفجر كعادته يظل طوال يومه مجهداً .. كذلك كان ينام لمدة ساعتين وقت القيلولة وكانت تلك المواعيد مقدسة وعلى ذلك يكون معدل نومه تسعة ساعات يومياً.




هل كانت له أراء معينة في الجيل الجديد من القراء؟


** الشيخ عبد الباسط لم ينقد أو ينتقد أحداً قط وكنا عندما نسأله عن رأيه في صوت أي قارئ جديد يقول لنا صوته جيد ولا بأس به ولا يزيد على ذلك.


ما هي البلاد التي زارها وسجل القرآن الكريم لها؟


** سافر إلى السعودية عام 1951م لأداء فريضة الحج وقام ببعض التسجيلات لإذاعة المملكة ثم تتابعت بعد ذلك الزيارات للمملكة فسجل لها المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم وذلك بدعوة من وزارة الإعلام السعودية وقد دعته حكومة سوريا لأحياء شهر رمضان بالمسجد الأموي بدمشق والجامع الكبير بحلب وكذلك إحياء بعض الليالي الدينية بلبنان والجزائر والكويت وكل الدول العربية وكانت تلك الزيارات بعضها من قبل وزارة الأوقاف لأحياء ليالي شهر رمضان والبعض الأخر عن طريق الدعوات الشخصية .


وهل زيارته إلى جنوب أفريقيا كانت بدعوة شخصية أيضا؟


** سافر إلى جنوب أفريقيا مرتين ومكث فيها اكثر من شهرين قضاها مع مسلمي جنوب أفريقيا بدعوة من المركز الإسلامي في جوهانسبرج وقرأ القرآن في بريتوريا ودرين وليدي سميث وكابتون، كذلك قلم بزيارة باكستان أكثر من مرة، وكذلك الهند و إندونيسيا وبورما وماليزيا وجزر الملاديف وأوغندا والسنغال ونيجيريا.


وماذا عن زياراته المتعددة للولايات المتحدة الأمريكية؟


** كانت أول زيارة له للولايات المتحدة الأمريكية عام 1967م بدعوة من المركز الإسلامي بواشنطن زار خلالها أربعة عشر ولاية أمريكية قرأ فيها جميعها القرآن ثم قام بزيارتها مرة أخرى عام 1981م بدعوة من المركز الإسلامي بلوس أنجلس ثم زيارة أخرى عام1987م وفي نفس العام عندما دعي لافتتاح أول مدرسة إسلامية لتعليم القرآن الكريم بمدينة فرجينيا بواشنطن كما سافر إلى بعض الدول الأوربية حيث سافر إلى باريس وقرأ بالقسم الإسلامي بها وأيضاَ في أسبانيا ولندن وقام بتسجيل بعض التسجيلات للقسم العربي بالإذاعة البريطانية عام 1971م.


كيف بدأت قصته مع المرض؟


** كان الشيخ رحمة الله عليه يعاني من كسل بالكبد طوال حياته ولكن ذلك لم يكن يمثل له شيئاً خطيراً بالنسبة له فكان يعالج بالأدوية إلا أنه أصيب بإلتهاب كبدي قبل وفاته بثلاث أسابيع تقريباً دخل على أثره مستشفى الدكتور إبراهيم بدران ومكث فيه أسبوعاً ساءت فيه صحته فنصحه طبيبه المعالج بضرورة سفره للخارج فسافر إلى لندن ومكث بإحدى مستشفياتها أسبوعاً آخر لم تتحسن صحته بعد فطلب من ابنه طارق الذي رافقه في هذه الرحلة أن يعود به إلى مصر لشعوره بعدم جدوى العلاج وبمجرد أن دخل بيته قال: الحمد لله , ولأنه كان يشعر بدنو أجله طلب أن يجلس معنا فأوصانا خيراً ببعضنا البعض وأوصى ابنه الأكبر بأن تكون صلاة الجنازة عليه بمسجد محمود بالمهندسين وأن يكون العزاء بمسجد الحامدية الشاذلية بسور نادي الزمالك وقد وافته المنية عصر الأربعاء الموافق30\11\1988م عن عمر يناهز إحدى وستين عاماً.


ما هي الأوسمة التي حصل عليها؟


** من دولة سوريا كرمه الرئيس صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء السوري عام1956م ومنح وسام الاستحقاق ومن لبنان قلده الرئيس سامي الصلح وساماً وكذلك قلدته الحكومة السنغالية وساماَ , ومن ماليزيا منحه رئيس حكومة ماليزيا تنكو عبد الرحمن الوسام الذهبي في افتتاح المسجد الكبير بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وسط احتفال كبير شهده ربع مليون ماليزي عام 1956م ومن مصر حصل على شهادة تقدير من وزارة الأعلام المصرية بمناسبة عيدها الذهبي عام 1938م.


ماذا عن رحلاته مع أصحاب الفضيلة شيوخ الأزهر ووزراء الأوقاف؟


** سافر مع الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق إلى أبو ظبي والشارقة وقطر والهند ومع الكتور عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر السابق إلى باكستان وماليزيا ومع الإمام الأكبر جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الحالي إلى جزر المالديف ثم البحرين ثم في رحلة أخرى إلى نيجيريا ثم إلى جمهورية بنين ثم إلى الصومال ورافق الدكتور عبد المنعم النمر وزير الأوقاف الأسبق إلى باكستان والهند لافتتاح بعض المؤتمرات الدينية بجامعة العلوم في ديوبن ومصاحباً للدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف الحالي إلى أورانج لافتتاح مؤتمر السيرة النبوية الرابع عشر.




ما هي التسجيلات القرآنية التي قام بتسجيلها للإذاعات العربية؟


** المصحف المرتل برواية حفص لإذاعة جمهورية مصر العربية، كما شارك بتسجيل المصحف المرتل برواية حفص أيضاً للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وكذلك للإذاعة السعودية والكويت والمصحف المرتل رواية ورش عن نافع لإذاعة المملكة المغربية, رحمه الله رحمة واسعة.







تنبيه

هناك بعض الاسئلة مع الاجوبة فيها بعض المخالفات لم اذكرها تقديراً واحتراماً للموقع


ومن اراد اللقاء كاملا

اضغط هنا
 
لكل من اسمه نصيب . فالله هو الباسط يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر .

لكل من اسمه نصيب . فالله هو الباسط يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر .

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ الكريم الراية أشكرك على حسن اختيارك وأدبك في النقل والاختيار

إذاماراية رفعت لمجد *** تلقاها عرابة باليمن

ثانيا : هذا المقرئ رحمه الله رحمة واسعه له صوت من اندى الاصوات عز نظيره , فعذوبة الصوت وحسنه نعمة من أجل نعم الله . وأمره عجب كماقال العسكري رحمه الله ، فمنه مايقتل كصوت الصاعقه . ومنه مايسر ويبهج ، ومنه مايبكي ومنه مايزيل العقل ..وقد بكى ماشرحويه من قراءة أبي الجراح فقيل له كيف تبكي من كتاب لاتصدق به ؟ قال : إنما أبكاني الشجا .قال : وبه ينومون الصبيان , ويسقون الدواب ... الى أن قال :وذلك موجود في كلام العرب: قال حميد بن ثور :

وماهاج هذا الشوق إلاحمامة *** دعت ساق حزم حمام ترنما
عجبت لها أنا يكون غناؤها *** فصيحا ولم تفغربمنطقها فما
ولم أرمثلي شاقه صوت مثلها***ولاعربياشاقه صوت أعجما.

فللصوت أمر عجيب في النفس يلحظه كل ذي طبع سليم ، فاكثر من تراهم يبكون عند سماع كلام الله ليس إلا لعذوبة صوت القاري وحسنه ، ولست بهذا اذم هذا الصنيع ، فغالبا ماتوجد رقة في القلب بعد سكب العبرات ينشأ بعدها تدبر لكلام الله تعالى فبينها رابط وثيق

الى الله أشكو دمعة تتحير *** ولو قد حدى الحادي لظلت تحدر

وأذكر أني قرأت في سيرة سيد قطب رحمه الله عند سفره في البحر الى ديار الغرب وإقامته لصلاة الجمعه وتلاوة القرآن على ظهر السفينه وكان معهم في رحلتهم جماعة غيرمسلمة لاتحسن العربيه، الا أنهم مع ذلك وقفو مشدوهين عند سماع كلام الله تعالى حتى رقت قلوبهم واظهروا عجبهم من هذا الكلام .مع عدم فهممهم لمعناه.وكان من بينهم إمرأة فاضت عيناهابالدمع ، ولاغرو فهو كلام رب العالمين الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد .فهو معجز بلفظه ومعناه .
بل ذكر لي احد الاخوه الدارسين للطب في بلاد العجم أنه كان يوما من الايام يقرا القرآن وشخص بوذي أعجمي يستمع له قال: فرأيته يصغي لي ثم لم يتمالك د موعه حتى انهارت على خديه . قال: فالتفت اليه سائلا عن ماجلب له البكا قال : من هذا الكلام الذي اسمع قال : فزدته وحبرته له تحبيرا حتى لم يتمالك الرجل نفسه .فسألته عن دينه ومعتقده وشرحت له الاسلام وبينت له أنه الدين الحق وأن هذا الكلام كلام الله خالق الارض والسماء الذي خلقه فأحسن خلقه وبدأخلق الانسان من طين ... قال : فوالله ماقمنامن مجلسنا الا وقد نطق بالشهادتين بفضل الله وكلامه الذي هو شفاء لمافي الصدور . وهذا إنما هو وجه من وجوه اعجازه فكلام الله لاكسائر الكلام .اللهم اجعلنا ممن تعلم القرآن وعلمه بحقه فقاده الى رضوانك وجنات النعيم , ولا تجعلنا ممن تعلمه أوعلمه رياءا وسمعة فزج في قفاه الى نار الجحيم .

فهذا المقرئ الذي ذكره الاخ الكريم ، ممن شهد بحسن صوته القاصي والداني فلا الله الا الله كم من عبرة سكبت عند سماع صوته بالقرآن ، ولك أن تتخيل لو كان من أئمة الحرم المكي او المدني .

ولقد أثرت اخي الكريم بهذا لموضوع جرحا دفينا ، اجاهد على أن اتناساه وأبتعد عن كل مايذكر به ، ذلك يوم أن كناصغارا نحمل الكتب الى الكتاب , ونحن نسمع صوت هذا المقرئ يملأ الافق في مذياع الاذاعة المدرسيه قبل أن يبدأ اليوم الدراسي ، يعلو مرة ويخفت اخرى لشدة السحب النازلة على الارض ، سقى الله تلك الايام أيام محمد رفعت وعبد الباسط والمنشاوي ... لقد عرفتهم كلهم ولم ابلغ الحلم ، وكان سماع صوتهم كل يوم يخالط أنغام السحاب التي تلتصق بالارض في موسم الشتاء فتحجب الرؤية أحيانا.فكنا ندخل الفصل والروح طيبة بهذه التلاوة التي ابتدأنابها يوما دراسيا.فمابال الناس قد استبدلوا هذه العادة الحميده أمن عوزالمكبرات للأصوات ...؟

إنها حبة واحدة من سلسلة من الذكريات إذا ما أثير واحدا منها تتابعت كلها (إنه الحنين الى الاوطان ) الذي تغنت به الشعراء وطاب لاجله حديث كثير من الادباء ، بل أشار اليه في كتابه رب الارض والسماء *حتى غدا بابا من التصنيف أولع به كثير ممن الكتاب كالجاحظ والمرزباني وغيرهما *

واشهد ماسعت في هذا بمثل قول ابن الرومي ذاكرا السبب الذي لاجله تعلق قلب كل مخلوق بوطنه

وحبب أوطان الرجال اليهم *** مآرب قضاها الشباب هنالك
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم *** عهوداجرت فيها فحنوا لذلك

يقول الصفدي ـرحمه الله ـ في شرح رسالة ابن زيدون. وقد كان السر في حب الاوطان غائبا عن ذهن كثير من الناس حتى انشد قول ابن الرومي

على كل حال رحم الله عبدالباسط وغفر له وليس بالمعصوم بل حاله حالنا ، كم نقترف ليل نهار والله يغفر ويستر .منا منه وكرم ،ولو تتبعنا زلل علمائنا لمابقي لنا الا القلة القليله ، فهذا أبوحنيفة والنووىوابن حزم وابن عقيل وابن الجوزي وابن حجر والسيوطي الى ابن عاشور وسيد قطب ـ رحمهم الله جميعا ـ مامنهم إلا وقد اخذ عليه فيما ما مثله لا يعذر عليه ، من شطط في باب الاسماء والصفات أو الإيمان ، وهم مع ذلك من جلة علماء الاسلام ونبلائه نحبهم ونجلهم وننهل من علمهم , ولاينقص من قدر أحدهم أن استدرك على ماوقع فيه من زلل ، ومن شغب ببعض ذلك فغفر الله له وهداه للحق والصواب

وختاما
فالعبرة هي بماحصله المرء من كتاب الله وما وظفه في حياته من أوامره ونواهيه ، ورحم الله الحسن البصري الذي يقول : لقد انزل الله القرآن للعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملا . فلم يعد يعرفه كثير من الناس الا في افتتاحية المناسبات أ والحفلات المبتدعة التي ما انزل الله بها من سلطان ، والتي عن مثلها يجب أن يصان كلام الواحد الديان
إلا أن في استماعه من مذياع أو قأري إمر مشروع وهو من القديم المرفوع فالتالي والمستمع في الاجرسواء




ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*في مثل هذه العبارة تجاوزإعتذر عن مثله ابن عطية رحمه الله في مقدمة تفسيره.
*وإن يسر الله ـ أن شاء الله ـ فللحديث بقية حول هذا الموضوع ( الحنين الى الاوطان )في ظلال آيةمن القرآن .
 
أخي الكريم/ ابن الشجري...

لا اعرف ما اكتب لك ..غير أني اعتذر إن كنت أعدت لك ماضياً جميلاً نغصه عليك ما تعيشه في هذا الزمن!

فلله المشتكى...

ولقد تلذذت بما كتبته في تعليقك فشكر الله يداً كتبت فأبدعت...

وما ذكرتَ من انه لا حرج من تلذذ السامعين بصوت القارئ صحيح..ويشهد له ما جاء في السنن واصله في الصحيحين من قصة النبي صلى الله عليه وسلم لما استمع للصحابي الجليل أبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن،فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود..
-وفي بعض الروايات أن بعضاً من أمهات المؤمنين كن يستمعن له -
فقال أبو موسى لو علمت انك تستمع لحبرته لك تحبيرا...!!


فطوبى لمن أنعم الله عليه بصوت حسن فرتل من آيات القرآن الكريم عله أن يسمع ما يحب يوم الحشر!



اكرر شكر الجزيل لكم

أخوكم المحب/الراية
 
عودة
أعلى