حوار أم محمد مترجمة صحيح انترناشنال

إنضم
01/04/2014
المشاركات
356
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
..
مقابلة شخصية مع أم محمد
مترجمة معاني القرآن الصادرة عن مؤسسة صحيح إنترناشيونال
المصدر: muslimink
التاريخ: فبراير 2015

أعجز عن بيان مدى سروري عندما وافقت "أم محمد"، والتي تشتهر ترجمتها لمعاني القرآن باسم "صحيح إنترناشيونال" (Saheeh International)، وذلك أثناء زيارتي لمدينة جدة.لقد قدتُ سيارتي إلى منزلها مع والدتي، والتي كانت إحدى تلميذاتها السابقات، ورحَّبت بنا؛ إذ قدمت لنا صينية من الطعام الشهي والمشروبات، وأصرت على خدمتنا بنفسها، وقد حضرت اللقاء أيضًا صديقتها أمينة تنوير.إنَّ أمَّ محمد تُعد قدوة حسنة ومعلمةً وأختًا كبيرة تَبذل العناية لمَن حولها، ومِن بركة الله سبحانه عليَّ أن تعرَّفتُ عليها عبر تبادل رسائل البريد الإلكتروني العام الماضي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أواظب على الاستفادة من نصيحتِها ومساعدتها.لقد ولدتْ في كاليفورنيا الجنوبية عام 1940، واعتقنت الإسلام عام 1974 في سوريا، في عام 1981 انتقلت إلى المملكة العربية السعودية، وتولَّت تدريس التفسير والفقه الأساسي بالمركز الإسلامي في جدة منذ 1991، قامت بتأليف ومراجعة أكثر من 80 كتابًا إسلاميًّا مكتوبًا بالإنجليزية معظمها من إصدارات دار "أبو القاسم"، وتعيش مع زوجها في مدينة جدة، ولديها أبناء متزوِّجون، وأحفاد يعيشون في أماكن متفرِّقة مِن العالم، بارك الله فيهم.قد يغيب عن كثيرين ملاحظة مدى التميز التي تتسم به، ولبيان قبس من نعمة الله تعالى عليها، فإن ترجمتها للقرآن تُعدُّ واحدة من الترجمات الإنجليزية الواسعة الانتشار بين يدي القراء؛ فملايين الأفراد يقرؤونها يوميًّا لفهم معاني القرآن، وهذا علاوة على استِشهاد عدد لا حصر له من المقالات والكتب والمواقع الإلكترونية والتطبيقات بترجمتها لمعاني القرآن المعروفة باسم "صحيح إنترناشيونال".وبالرغم من ذلك، لا يزال الكثيرون لا يَعرفونها المعرفة الحقيقية.أسأل الله تعالى أن يتقبل منها، وأن يُضاعف لها الجزاء أضعافًا كثيرة، وأدعو الله تعالى ألا تنقص هذه المقابلة الشخصية من أجرها شيئًا مطلقًا.لديَّ الكثير أرغب في بيانه حول طبيعتها المتواضِعة وتعاونها، وهذا رغمًا عن أنها لا تحبُّ المدح وتبتعد عن الشُّهرة، والله أسأل أن يحفظها.كيف كان اعتناقك للإسلام وتعلُّمك للغة العربية؟
أم محمد: لقد استغرق اعتناقي الإسلام وقتًا طويلاً، لم أعتنق أيَّ دين قبل الانتقال للعيش في سوريا (زوجي من سوريا)، وهناك وجدت أن الإسلام كان عادةً أكثَرَ من كونه التزامًا دينيًّا، فكان الناس عاجزين عن الرد على الاستفسارات التي لديَّ، وبذلك أدركت أنه ينبغي عليَّ دراسة العربية لمَعرفة ما كان يقوله علماء المسلمين، وقد استغرق هذا الأمر وقتًا طويلاً.وفي نهاية الأمر صمَّم المسؤولون دورة تعليمية مكثَّفة تستغرق عامين بجامعة دمشق والتحقت بها، وبعد ذلك أكملت دروس القواعد خلال عام آخر، ومِن هذه النقطة انطلقتُ مستعينة بمُعجم وكتاب قواعد وتفسير مبسط، وبدأت شقَّ طريقي بنفسي إلى أن شعرتُ أني أصبحت مُستعدَّة.لم يكن من السهل اعتناق الإسلام في سوريا؛ وذلك لأنهم يجعلونك تُقابل قسِّيسًا يَحضر خاصة ليتحدث مع الأشخاص و يثنيهم عن اعتناق الإسلام؛ ولذلك فكَّرت في أنه كان يلزمني مزيد من الدراسة للتمكُّن من الردِّ على أي سؤال كان سيطرحه، وقد استغرق هذا الأمر وقتًا أطول، ولكن الحمد لله، ذهبت جهود القسيس التي بذَلها لصدِّي عن الإسلام أدراج الرياح، وفي آخر الأمر، بعد مضي 12 عامًا، ذهبت إلى المحكمة ونطقت الشهادتين، وبعد ذلك بدأت تعلُّم المزيد من خلال حضور الدروس بالمسجد.أرجو إخبارنا برحلتك في ترجمة معاني القرآن؟
أم محمد: عندما أتيت إلى مدينة جدة، كان يوجد الكثير من المسلمين الذين يتحدَّثون الإنجليزية من المنتمين للجنسيات المختلفة (وهو الوضع غير الموجود في سوريا)، وعملت في التدريس بمركز إسلامي، وأصبح لديَّ وعيٌ بالحاجة لتوفير مادة مطبوعة مكتوبة باللغة الإنجليزية المفهومة للطلاب بالمركز، وكنتُ أعمل أيضًا مع جمعية خيرية تُرسل بالبريد الإلكتروني كل المعلومات التي تَعثر عليها مكتوبة بالإنجليزية إلى الأفراد والجمعيات والمدارس في العديد من البلدان الإفريقية.وذهبت إلى مكتبة "أبو القاسم" للبحث عن أي شيء مناسب لإرساله إلى إفريقيا وللمركز الإسلامي لدينا، ولعدم وجود إلا قليل من المواد المناسبة في ذلك الوقت، طلَبَ مالك المكتبة منِّي ومن اثنين من الزملاء - أحدهما طبَّاع، والآخر محرِّر إنجليزي - تصنيف بعض الكتيبات التي تُعلِّم الصلاة والموضوعات الأساسية الأخرى؛ حيث طبعت الكتيبات بعد ذلك، وكانت هذه بداية ترجمة معاني القرآن "صحيح إنترناشيونال"، فقد واصلنا العمل في تصنيف الكتيبات لصالح المركز لدينا ولغيره.ولكن عندما بدأ اقتراح توفير ترجمة أفضل وأسهل لمعاني القرآن مقارَنة بالترجمات المتوفرة، رفضت رفضًا باتًّا؛ فلم أكن مؤهلة، ولم يكن من الممكن مجرَّد التفكير في الأمر، ولكنه هو وبعض الأخوات ظلوا يُلحُّون؛ حيث كانوا يقولون: "صلِّي صلاة استخارة على الأقل"، وبعد ثلاث سنوات صلَّيت استخارة، متيقنة أن الله تعالى كان قادرًا على أن يَجعل الأمر غير مُمكن.وعلى الفور حصلت على الكتب المرجعية العربية، وكان الزملاء الاثنان يقومان بالكتابة والتحرير وعرض الاقتراحات، علاوةً على تطوع بعض الأخوات العربيات بالمساعدة، لقد واصلْنا الليل بالنهار على مدار ثلاث سنوات أخرى إلى أن حصلَت الطبعة الأولى على الموافَقة، وأصبحت جاهزة للطباعة، ولكن بسبب عدم توفُّر الوقت الكافي للمراجعة، أرجأنا بعض التصحيحات والتحسينات إلى صدور الطبعات التالية.يسأل أحد القراء عن اختيارك للكلمات: ﴿ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴿ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ في آيتي سورة النور: 30، و31؟
أم محمد: الترجمة الأشهر تعطي معنى غض النظرة المحدقة، وهو مقبول أيضًا؛ حيث يمكن أن يعني الفعل "يغضوا" الخفض والتقليل والنقص، ولكن قد يكون "البصر" أو "الرؤية" بالإنجليزية أقرب إلى المعنى المستفاد من لفظ "نظرة محدقة" بالإنجليزية، ولكن أداة الجر "من" تشير إلى أن الحظر ليس مفروضًا على كل البصر ولكن على قدر منه يقتصر على ما لا يجوز النظر إليه، والله أعلم.ما الآية التي صعب عليك ترجمتها؟ ولماذا؟أم محمد: يتعذَّر عليَّ استِحضار آية محددة، ولكن بشكل عام، تكون أجمل التعبيرات العربية أصعب ما يُمكن ترجمته، وقد تبدو الترجمة الحرفية خالية من المعنى باللغة التي يُترجم إليها، وعندما كانت تظهر هذه المشكلات، كُنَّا نوفِّق الصياغة بقدرٍ ما، ونضيف بعض الشروح في الهامش.ما المعنى الذي تحمله بعض الآيات والتفسير الذي تحبِّين بالفعل تدريسه وإخبار الآخرين به؛ أي المعنى القريب من قلبك؟
أم محمد: مرة أخرى، يتعذَّر الإشارة إلى آية واحدة؛ لأن الاختيار يعتمد على الغرض من وراء الاستشهاد بأي آية محددة، كما أن الاحتمالات غير محدودة، ولكن على سبيل المثال أذكِّر نفسي وأذكر الآخرين بقوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ [الفرقان: 20].إذا أرادَت النساء التعلُّم منك في مدينة جدة، فما الأنشطة والدروس التي تقدِّمينها؟
أم محمد: لدينا المركز الثقافي الإسلامي بالقرب من منطقة دله، ولا تَنعقِد الأنشطة فيه إلا مساءً مرتين أسبوعيًّا ودون مقابل، والمركز يرحِّب بكافة النساء غير المتحدِّثات بالعربية ممن يرغبن في التعرف على تعاليم الإسلام الأساسية واللغة العربية من خلال مستويات أربعة.ما مشروعاتك الراهنة؟ ألديك كتب تصدُر قريبًا؟ وأين تتوفر للحصول عليها؟تتوفَّر الكتب الصادرة لدى مكتبة دار "أبو القاسم" بمدينة جدة، وبعضها يتوفر عبر الإنترنت، يمكن طلب الحصول عليها عن طريق موقع صحيح إنترناشيونال، ومِن مشروعاتنا الجديدة تقديم تفسير مبسَّط لـ"جزء عمَّ" للمراكز الإسلامية، وأعمل على إنجازه وأتوقَّف بحسب ما يَسمح الوقت. يوجد شيء مُثير للعجَب ذكرتِه ذات مرة عن الأشخاص الذين يستخدمون مواهبَهم الفريدة من أجل الإسلام، وضربتِ مثلاً بخالد بن الوليد، أيمكن التحدُّث أكثر حول ذلك الأمر؛ لأن بعضنا ربما يَحسبون دراسة الإسلام صعبة قليلاً؛ ولذلك يَشعرون أنهم ليسوا متميزين مثلك؟
أم محمد: لقد شعرت بهذا الشعور؛ لأني لا أتمتع بقدرة قوية على الحفظ، كنت أبذل مجهودًا كبيرًا في حفظ القرآن، وكنت أبذل مجهودًا شاقًّا دون الحصول على نتيجة إيجابية، وبعد ذلك اكتشفتُ أنَّ لديَّ بعض الأشياء التي أستطيع فعلها بينما تتعذَّر على الآخرين.كان بعض الطلاب لدينا يأتون ويسألون: "أنترُك الدراسة الجامعيَّة ونتَّجه إلى الدراسات الإسلامية؟" لا أشجِّع هذا؛ لأننا نريد المسلمين في كل الميادين؛ حيث نكون في "عمل دعوي" أيضًا، يمكنهم أن يقدموا نموذجًا إيجابيًّا للإسلام منتفعين بتخصصاتهم؛ حيث يُحتاج إلى هذا النموذج حاجة ملحَّة، إن المسلمين يَحتاجون أن يَنشروا الإسلام في كل ميدان من ميادين الحياة، فيُمكِن أن يظلُّوا عاملين في مجال تخصُّصاتهم وأن يَدرسوا الإسلام دراسة جانبية.ما رأيك - على سبيل المثال - إذا كان بعض المسلمين أفضل في جانب مساعَدة الآخرين والأعمال الخيرية والمُشاركة في الأنشطة وغيرها من هذه الممارسات، ولكنَّ التغذية والمعرفة الروحيتين تتحقَّقان لديه بشكل عام من النصوص الإسلامية؟
فعلى سبيل المثال، يعيش بعض الأفراد في مجتمعات غير ملتزمة بتعاليم الإسلام التزامًا تامًّا، فما النصيحة التي تقدمينها لهؤلاء ليُصبحوا مسلمين متدينين بالرغم من عدم تأثُّرهم تأثرًا كبيرًا بالمعرفة الإسلامية؟ ما الذي يُمكنهم فعله للانتِفاع بمواهبِهم في سبيل الإسلام، وليَحيوا حياة إسلامية طيبة؟
أم محمد: مصداقًا لما تقوله صديقتي "أمينة تنوير" (التي تجلس بجانبي)، يجب أن نبدأ بالأشياء الأساسية أولاً، في بعض الأحيان ينتقل المسلمون إلى مراحل التخصُّص المتقدِّمة في فترة مبكِّرة، دون أن يتعلموا الأصول تعلمًا فعليًّا، ينبغي أن يبدأ الطالب المسلم من البداية ليتأسَّس تأسيسًا طيبًا، وبعد ذلك، إذا أصبحتَ على صلة بالله تعالى فلا ينبغي القلق مُطلقًا تجاه ما يظنه بك الآخرون، ولكن ينبغي أن تسأل نفسك دائمًا: "هل ما أفكِّر في فعله يرضي الله سبحانه أو لا؟" أو إذا كنت وسط خيارين ينبغي اعتبار أحدهما، سل نفسك: "أيهما الأفضل لآخرتي"؟قد يبدو الأمر شخصيًّا ولكن ينبغي أن نجعل الناس يعون هذا الأمر، أعتقد أن الأمر لا يقتصر على المعرفة ولا على المعلومات؛ لأني وجدت نفسي أكتسب الكثير من المعلومات وأقوم بتدريسها وتلقينها للآخرين، ولكن - كما قلت - دون الشعور بالاتصال الروحي القوي، أعتقد أن هذا شأن نحتاج كلنا العمل على معالجته.
أمينة تنوير: لقد ناقشنا هذا الأمر كثيرًا؛ لأني أرافق أم محمد في العمل بالمركز، وأتعامل مع الناس على المستوى الشخصي، وهذا بمُقتضى العمل في الدعوة، وبصفتي متخصِّصة في علم النفس، إننا كافة لدينا اهتمام متأصِّل ببعض المجالات مما قد يكون له أثر سلبي أيضًا علينا، وقد يتحول إلى نقطة ضعف.أولاً: ينبغي أن ننظر إلى الأساس؛ أغطَّينا كل الجوانب الأساسية للدين التي يجب معرفتها وممارستها أم لا؟ والتي يُسأل عنها جميعنا.فالاهتمام الخاص لا يَنبغي أن يجعلك تبتعِد عن مواطن المحاسبة الأساسية، لقد تحدَّثت إلى الكثير من الفتيات بين سنِّ 18 و25 عامًا ممن يرغبْن في التديُّن ويُردْنَ أن يُصبحنَ مُسلمات متدينات، يثير أحد المجالات إعجابهنَّ ويسرْنَ فيه راغبات في مواصَلة مُطالعة ذلك المجال فحسب، وهذا لما يَحصلن عليه من إحساس إيجابيٍّ إحساسًا يمثِّل نوعًا من السعادة التي تدفعهنَّ للمُضيِّ وتُحفِّزهنَّ للتقدم، ولكن يَنبغي إدراك أن الدين لا يقتصر على الإحساس الإيجابي، ولكنه معنيٌّ بفعل الصالحات التي يريد الله تعالى من المسلم فعلها بقطع النظر عن رغباته أو اهتماماته الخاصة، فينبغي علينا تحقيق هذا التوازن أولاً ثم التعرُّف بعد ذلك على مواهبِنا للحصول على الأجر الزائد، فالأجر الزائد يفقد معناه عندما يلحق النقص بالواجبات والضروريات.قد يؤدِّي النجاح في بعض الأحيان إلى التكبُّر، كيف يُمكن أن يظل المرء متواضعًا إذا ما حقَّق قدرًا كبيرًا من النجاح؟
أم محمد: أظنُّ أنك ناجِحة جدًّا للإجابة عن هذا السؤال، ولكن شعوري أن أتساءل: ما الذي حققناه لنفخَرَ به؟ إذا وفَّقَنا الله تعالى لفعل شيء، فيجب أن نكون من الشاكِرين لا من المتكبِّرين. في الوضع المعاصر، يَشعُر المسلمون الذين يعيشون في مجتمعات غير إسلامية بالقدر الكبير، بقدر من الخلط حول الإسلام، يتعرَّضون للضغط الذي تُمارسه عليهم الثقافات والأفكار والسلوكيات الأخرى، ويرَون الإسلام يتعارض مع التقاليد، ويبدؤون في السؤال: لماذا يأمر الإسلام بهذا؟ ولا يرون مشكلة فيما يحدث في تلك المناطق! ما النصيحة التي يُمكن أن تنصحينا بها إذا كُنا في هذا الموقف؟
أم محمد: إن الأمر على الأرجح يَعتمِد على الاستفسارات التي لديهم، ولكن ما نعرفه ينبغي أن نُبلغه إليهم ونخبرهم به، إذا قبلوه فبها ونعمتْ، وإذا لم يَقبلوه، فما علينا إلا الاستمرار في الرد على الاستفسارات.كان لدينا بعض الطلاب الذي يأتون إلى المركز يُجادلون ويقولون: "هذا صعب جدًّا، أو يتعذر علينا فعل هذا الأمر، أو هذا الأمر غير معقول...." وبعد ذلك، كلما زادت معرفتهم هدأت نفوسهم، وبعضهم انطلق أيضًا ملتزمًا بأداء الكثير من الأعمال الصالحة؛ ولذلك يَستحيل علينا التعرف على القدرات التي يتميز بها الأفراد، وفي بعض الأحيان تُظهر هذه الاستفسارات أنهم يفكِّرون بالفعل ويريدون الحصول على إجابات.كيف أصبحتِ معلِّمةً للعلوم الإسلامية؟
أم محمد: لم يَدُرْ بخلدي قط أنني ربما أتصدى للتدريس، وكنتُ دومًا أفكر في قدرتي على الانطلاق في الطريق أكثر من جلوسي للتدريس في مجالس العلم؛ فلديَّ شُعور تجاه المناخ المدرسي، وفي الواقع بدأت التدريس في المركز فقط لسد الفراغ إلى أن يوظِّفوا أفرادًا مؤهَّلين بدرجة أعلى، ولكن في كل مرة أذكر فيها أنه ربما الأجدر بي الانسحاب والرجوع إلى الكتابة والتحرير، كان المسؤولون يرفضون.أمينة تنوير: إن الخصلة التي تميِّز تدريسها - والتي أودُّ مشاركتها معك - تتمثَّل في أنه يوجد معلمون يدرسون التفسير أو أي موضوع إسلامي، وأول خطأ يقعون فيه هو إضافة الكثير من الآراء الشخصية، وعند إضافة شيء يلتقط العقل البشري بشكل عام تلك الآراء الشخصية أكثر من الموضوع الرئيسي المهم.أما هي، فلا تَعرض انطباعها الخاص أثناء تدريسها، وإذا سألتها عن رأيها الشخصي في شيء ما، فعلى مضض وبصورة خاصة جدًّا تُخبرك برأيها حول هذا الموضوع، ولكن أثناء التدريس تعلن بوضوح أن الرأي: "هذا منقول من الكتب، وإني مجرد ناقلة".
أم محمد: لستُ مؤهلة لتقديم الآراء، وبعض الناس يريدون قولاً فصلاً في الأمور، وعندما تُخبرهم "أنه لا يوجد نص يوضح الأمر توضيحًا جليًّا، وأن العلماء لديهم اجتهادات مختلفة حوله"، يصرُّون متسائلين: "ولكن أي الرأيين الصواب؟"، ينبغي أن نواصِلَ بيان أنه فيما يتعلق بالأمور الفرعية فإن كل عالم مشهور بالعلم لديه أدلته التي بنى عليها رأيه، ويتعذَّر علينا إضافة أي شيء إلى هذه الحقيقة.جزاك الله خيرًا أختنا أم محمد، وأختنا أمينة تنوير، أتمنى أن أستطيع الحضور إلى مجالسكم العلمية أيضًا، بارك الله فيكم.

رابط الموضوع: مقابلة شخصية مع أم محمد مترجمة معاني القرآن الصادرة عن مؤسسة صحيح إنترناشيونال

هذا وقد نُشر للمترجمة حوار قديم، تجده في ملتقانا هنا
 
((لكن بشكل عام، تكون أجمل التعبيرات العربية أصعب ما يُمكن ترجمته، وقد تبدو الترجمة الحرفية خالية من المعنى باللغة التي يُترجم إليها))

تستحق التأمل .....
 
عودة
أعلى