حوار أليناور سيلارد حول مشروع Coranica الفرنسي الألماني عبدالرحمن أبو المجد

زمزم بيان

New member
إنضم
27/02/2012
المشاركات
569
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
جدة
الموقع الالكتروني
bayian.blogspot.com
حوار أليناور سيلارد حول مشروع Coranica الفرنسي الألماني


عبدالرحمن أبو المجد
http://www.alukah.net/culture/0/70227/

حوار أليناور سيلارد
حول مشروع Coranica الفرنسي الألماني


لم تعد للجهود الفردية قيمة تُذكَر، في ظل جهود الفِرَق البحثية القوية، أصبحت المشروعات العِلمية العالمية مثل الشركات القوية العالَمية التي تُجبر المستهلك على الإقبال على منتجاتها المتنوعة، لدينا فرصة مُثيرة للتفكير حول مشروع Coranica الفرنسي الألماني، تعاوُن عِلميٌّ كبير بين أكاديمية Académie des Inscriptions et Belles-Lettres Paris الفرنسية بباريس، وأكاديمية die Berlin-Brandenburgische Akademie der Wissenschaften الألمانية ببرلين.

حتى الآن، وتاريخ النص القرآني يَعتمد في المقام الأول على التقاليد العربية الإسلامية، وخاصة على تقاليد القراءة والكتابة لنصِّ القرآن الكريم، وكذلك على تفسير القرآن الكريم، بناءً على فحص ودراسة الأدلة المادية، والتي ينبغي أن تسهم في فهم التطور التاريخي للنص المقدَّس.

يشكل الجزء الأول من دراسة المخطوطات (Manuscripta)، والجزء الثاني يمثل ما يُمكن اعتباره باختبار السمات القرآنية (testimonia coranica)، والجزء الأخير القاموس القرآني (Glossarium Coranicum) يحدد وثائق النص القرآني، ويركز على تحليل اللغات، بالإضافة إلى دراسة الأديان التي مورست في زمن محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى تأثيرها على المفردات القرآنية.

وترتكِز مُساهمة Coranica على تاريخ النص القرآني في ترتيب زمني، ودراسة المواد المادية، وفحص أساسيات التقاليد العربية الإسلامية، في مُقاربة تجريبية ووثائقية، إن المشروع يهدف إلى إشراك أحدث النتائج؛ وذلك بفضل فحص عِلمي دقيق للحفريات الأثرية والبحوث في شبه الجزيرة العربية، وعدد كبير من المُكتشفات الكتابية والأثرية في اليمَن والمملكة العربية السعودية المسجَّلة، (وبالرجوع إلى المعروضات السعودية في متحف اللوفر، باريس 2010، وفي متحف بيرغامون، برلين، 2012)، وبعض النصوص التي وُجدت، وعلى وجه الخصوص تلك التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا سواء زمنيًّا أو جغرافيًّا بالقرآن، ولإثراء معرفتنا بالديانات قبل الإسلام في الجزيرة العربية، يُقدِّم علم الآثار ليس فقط نظرة دقيقة إلى الأزمات البيئية والديموغرافية الخطيرة، والعواقب السياسية والاقتصادية التي تعرَّضت لها شبه الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن السادس، بل يسمح أيضًا بإلقاء فكرة دقيقة عن انتشار المسيحية في شرق شبه الجزيرة العربية، ويَسمح المشروع بالتعاون البيني المُشترك في مجال العصور القديمة والإسلام، ويَعمل في المشروع علماء من مُختلف التخصُّصات من ألمانيا وفرنسا ودول أخرى مثل إنجلترا والنمسا وإيطاليا، وقد تحقَّق وجود المشروع منذ عام 2011.

في هذه المُقابلة: الباحثة الفرنسية أليناور سيلارد، تتحدَّث عن المشروع القرآني الفرنسي، ليس فقط لأنها تشارك بالبحث فيه، ولكنها التحقَت وشاركت في الكوربوس الألماني، فرصة طيبة أن تطرَّقت في حديثها للمزيد حول الجهود الدولية المبذولة في الدراسات حول القرآن.

أليناور سيلار:
باحثة بالمعهد الوطني الفرنسي للغات والحضارات، في قسم التكويد العربي Arabiccodicology (INALCO)، والمدرِّسة التطبيقية للدراسات العليا (EPHE) في باريس.

خلال دراسة الماجستير في اللغة العربية في إنالكو INALCO أتيحت لها فرصة لحُضور ندوة Deroche حول عِلم المخطوطات والمخطوطات العربية، خُصِّص جزء كبير من هذه الندوة للمخطوطات القرآنية، وفي وقت لاحِق حصلَت على تمويل لمشروع الدكتوراه الخاص بها في مشروع إنالكو، عنوان بحثها: "انتقال القرآن المكتوب؛ دراسة المخطوطات القرآنية ربما ترجع إلى القرن الثاني الهجري / القرن الثامن الميلادي"، خلال سنوات البحث والفحص والتمحيص أجرت البحوث بالتزامن مع التدريس في إنالكو.

منذ عام 2011 تُشارك في مشروع Coranica المَشروع الفرنسي الألماني الذي يستهدف القرآن، والعمل على طبعة مخطوطات من أقدم مخطوطات القرآن الكريم المتناثرة، كجزء من هذا المشروع، قالت بأنها قدَّمت بحثها في هذا الحدث "أصول المخطوطات القرآنية، أو القرآن أوريجانوس" في الأكاديمية الفرنسية (مارس 2011)، ونظَّمت ورشة عمل حول المخطوطات القرآنية "ManuscriptaCoranica" في باريس (أكتوبر 2012)، اختارت أليناور سيلارد هذه المخطوطات من ويكيبيديا ووويكيميديا وسامفوغ.

س: أتساءل ما المشروع القرآني الفرنسي الألماني Coranica؟
أليناور سيلارد: Coranica مشروع بحثي بدأ في مارس 2011 بمبادرة وبتمويل من الوكالة الوطنية الفرنسية والألمانية DFG، إنه يَجمع بين العديد من أكبر المتخصِّصين الفرنسيين والألمانيين في علم الآثار والدراسات القرآنية، ويَستعين حتى بالباحثين الشباب، يَهدف هذا المشروع إلى جمع المواد الجديدة لغرض فحص تاريخ القرآن، من كلا الجانبين - النص والسياق - ستكون مميزة.

أولاً: نحن مهتمون بالمخطوطات القرآنية والاستشهادات القرآنية الأخرى منذ قرن الإسلام الأول؛ والغرض إتاحة طبعة من أقدم المخطوطات القرآنية، عن طريق التصوير الفوتوغرافي لأقدم المخطوطات القرآنية، وفحص دقيق لنص المخطوط.

وثانيًا: المعلومات المادية التي يُمكن تحديد تاريخها بدقة بالكربون المُشعِّ، ودراسة ما ذكر حولها من ملاحظات رسمية (في علم المخطوطات، وعلم الكتابات القديمة، إلخ...).

ثانيًا: أيضًا ندرس السياق التاريخي لميلاد القرآن، مُستنيرين بالاكتشافات الكتابية الأخيرة، نحن نُحاول تقديم بعض الإيضاحات الجادة حول الوضع اللغوي في الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام.

س: تُحاولون جلب بعض الإيضاحات حول الوضع اللغوي في الجزيرة العربية في فترة الجاهلية، من فضلك، هل يُمكن أن تُدلِّلي ببعض الأمثلة على ذلك؟
أليناور سيلارد: هناك عشرات الآلاف من النقوش العربية القديمة يُمكن أن تعطينا المعلومات المهمة حول الوضع اللغوي المتعدِّد في الجزيرة العربية، وتحديدًا في منطقة المملكة العربية السعودية، والتي تقع على الطرق التجارية من خلال جلب البخور من اليمن نحو بيزنطة وبلاد فارس، والجزيرة العربية هي مُفترَق طرُق لغوية، في اللهجات العربية هناك العديد من الكلمات الأجنبية التي تَعكِس تقلُّبات السياق السياسي، في الوقت الحاضر نحن قادِرون على تحديد أكثر من عشر لهجات قديمة مُستخدَمة فيما بين القرن الثامن قبل الميلاد والقرن 8 م 4 هـ، في مناطق مختلفة من المملكة.

قبل قرون من ظهور الإسلام كثير من اللهجات تم توليفها بعدما اختفَت بالفعل، ربما بسبب تداخُل اللغات السائدة (Severalinscriptions) في اللغات الأجنبية (الإمبيريالية الآرامية، والنبطية، واليونانية... إلخ)، وتقارير تُشير إلى التقاليد الإسلامية لم تدل على أن السكان المحليين كانوا يستعملون اللغات لغرض التوليف الثقافي والمسائل الدينية، وبالتالي التواصل.

لدينا طموح حقيقي في تأسيس رابط تعيينات دقيق للتوليف اللغوي للكلمات الأجنبية المُستعارة، استنادًا إلى دراسة النقوش والتقاليد الإسلامية.

س: كيف تجدين مشروع قورانيكا Coranica؟
أليناور سيلارد: أهداف المشروع ليست مُبتكَرة؛ وإنما استئناف لمشاريع بحثية سابقة (مشروع طبع المخطوطات وغيره من مشاريع الوكالة الوطنية الفرنسية)، واستكمالاً لمَشروع كوربوس القرآن الألماني corpuscoranicum موقعه: (Corpus Coranicum).

لدينا اهتمام خاص بالدلالات المادية جوابًا على وضع الإشكالية، لا سيَّما في دراسة المخطوطات القرآنية حتى اليوم، وقد تمَّ نَشر العديد من الدراسات على المخطوطات القرآنية، لكن الدراسات غالبًا ما تُهمل أيضًا الوصول إلى جانب الأدلة المادية، أكبر مثال على ذلك "مخطوطات صنعاء"، من خلال إعطاء فرصة الحصول على المواد، نحن نأمل أن يفتح مشروعنا نهجًا أكثر ثقة في هذا المجال.

س: أنا أعرف أنك منذ عام 2011 تُشاركين في مشروع Coranica المشروع الفرنسي الألماني، هل يمكن أن تُوضِّحي المزيد حول ذلك من فضلك؟
أليناور سيلارد: المشروع تعاون مُشترك، يُكمِّل ويوسع أبحاثي للدكتوراه، والتي بدأت قبل خمس سنوات، تحت إشراف (فرانسوا ديروش مؤسسة إيفي EPHE، باريس) وجورجي أيوب (INALCO، باريس)، في الواقع، أنا أدرس إعداد المخطوطات القرآنية، ربما من القرن الثاني الإسلامي، مقارنة مع المخطوطات المختارة لـ Coranica، التي تعكس مرحلة لاحقة على كيفية نقل النصوص المكتوبة من القرآن الكريم، وبالرغم من ذلك فإن هذا النهج لا يزال يتطلب كفاءات من العديد من مختلف المجالات؛ علم ​​المخطوطات، بالإضافة إلى علم الكتابات القديمة (نمط النص)، وتاريخ الفن، والمعرفة اللغوية العربية من المصادر العربية المبكِّرة (النحو والتقاليد والقراءات المختلفة)، واستخدام أساليب التوليف، نحن نحاول إعادة بناء تاريخ الكتاب المقدَّس في القرون الأولى من الإسلام، والإجابة عن العديد من الأسئلة: أين انتشرت الكتابة في المجتمع الإسلامي في وقت مبكر؟ ما هي المعايير الجمالية في تمثيل خطية القرآن؟ كيف يُمكن لقواعد الإملاء القرآنية الوقوف فيما يتعلق بتطوير قواعد اللغة العربية؟ وما هي القراءات؟ وهل يُمثِّل عادة لمُعظمها في المخطوطات؟ بطبيعة الحال يُمكن أن تُضاف أسئلة كثيرة أخرى هنا.

س: حسنًا، لقد قام البعض بالشرح والتحليل حول القراءات، وعلَّل خصوصية ظهور بعضها بشكل متكرِّر، ولا يرتبط ذلك مباشرة إلى قراءة بعينها، هل يُمكِنكِ أن توضِّحي ما يُمكن أن يُوجَز حول حمزة والإمالة؟
أليناور سيلارد: ربما في نهاية القرن الأول أو بداية الثاني ظهر نظام النقط في المخطوطات القرآنية، بعض التقاليد تُنسَب إلى الشاعر الشهير والنحوي البصري أبي الأسود الدؤلي، في حين يُذكر في مصادر أخرى، أنه عمل لجنة بصرية بأمر من الحجاج بن يوسف (م 95 / 694)، وعلى أية حال، فإن عددًا كبيرًا من المخطوطات تاريخها يعود إلى التقارير التجميعيَّة، تأكيدًا في القرن الثاني، بما في ذلك نظام النَّقْط، وما تُمثِّله النقاط الملوَّنة.

من بين المخطوطات مخطوطات لم تُحلَّل بَعد، وبعضها تميَّز في التمثيل والتنقيط، وبالتالي في نظامه، إذا كانت القاعدة الأساسية - وهذا هو موقف نقطة تشير إلى حرف العلة - يتمُّ تطبيقها كمنهجية، وكقواعد أكثر تعقيدًا، وبخاصة حول حمزة لم يثبت حتى الآن، وبالتالي فهي تخضع بشكل واضح للاختلاف.

المزيد في التنوع يولِّد استفسارًا عن التساؤل حول أولئك الذين نطقوا النص غير ملتزمين تمامًا بوحدة القراءة المسماة بسبعة الأحرف، ويبدو بدلاً من ذلك فعلت بعض الممارسات المختارة ممارسة اختيارية anikhtiyār بواسطة التفضيل لقراءة الأغلبية ضد قراءة المزيد من البديل الخاص.

بين هذه التفضيلات بعض ملامح اللهجات يبدو أنه تم انتشارهانتشارًا متوسِّعًا؛ مثل الإمالة Imala (خاصة في فعل جاء jā'a)، والضمير ḍammmīm هُمُ (humu)، وحتى أقل من ذلك، وعدم مواءمة للمادة تتلو / همهمة بعد ل / ط، وحرف علة أو يا، "عليهُم" ( alayhum بدلاً من "عليهِم" alayhim)، ومِن المعروف أن كل ذلك من مزايا التجميع على الميزات الجغرافية، ولكن البعض منهم ربما يكون مرتبًا ترتيبًا زمنيًّا، ومتعلقًا بقضايا بعينها، وبالتالي تُساعدنا في تاريخ المخطوط وكيفية النُّطق به.

عبدالرحمن: شكرًا جزيلاً لك، سيدة أليناور.
أليناور سيلارد: إنه لمن دواعي سروري! شكرًا لك على اهتمامك.
 
(( لم تعد للجهود الفردية قيمة تُذكَر، في ظل جهود الفِرَق البحثية القوية، أصبحت المشروعات العِلمية العالمية مثل الشركات القوية العالَمية التي تُجبر المستهلك على الإقبال على منتجاتها المتنوعة، ))
عبدالرحمن ابو المجد
 
عودة
أعلى