حوارٌ جميل بين معاوية و المِسْوَر

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع جمال
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

جمال

New member
إنضم
28/11/2004
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
وقع حوارٌ جميل بين أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه و المسور بن مخرمة رضي الله عنه,
فعن مسور بن مخرمة رضي الله عنه أنّه قَدِمَ وافداً على معاوية رضي الله عنه فقضى حاجته ثمّ دعاه فأخلاه.

فقال معاوية:يا مسور! ما فعَلَ طعنُكَ على الأئمّة؟
فقال المسور: دعنا من هذا.و أحسن فيما قدِمنا له.
فقال معاوية:لا والله لَتَكَلَمَنَّ بذات نفسِكَ و الذي تَعيبُ عليَّ.
فقال المسور:فلَمْ أتركـ شيئاً إلا بَيّْنتُهُ لكـ.
فقال معاوية: لا بريئُ من الذنبِ,فهل تعدُّ يا مسور ما لي من الإصلاح في أمر العامّة, فإنّ الحسنَةَ بعشر أمثالها.أم تعُدُّ الذنوبَ و تنسى الحسنات؟!
فقال المسور: لا والله ما نذكُرُ إلا ما ترى من هذه الذنوب.
فقال معاوية: فإنّا نعترف لله بكلّ ذنبٍ أذنبناه,فهل لكـ يا مسور ذنوبٌ في خاصّتكـ تخشى أن تَهلكـَ إن لم يغفرها الله؟
فقال مسور: نعم!
فقال معاوية: فما يجعلُكَـ أحَقَّ أن ترجو المغفرة منّي؟! فوالله لَماَ أَلِي من الإصلاح أكثَرَ مما تَلي, و لكن والله لا أُخَيَّرُ بين أمريْنِ بين الله و بين غيره إلا اختَرْتُ الله تعالى عمّا سواه. و إنّا على دينٍ يقبَلُ اللهُ فيه العمَلَ و يجزي فيه بالحسنات و يجزي فيه بالذنوبِ إلا أن يعفُوَ عمّن يشاء, فأنا أحتسِبُ كلّ حسنةٍ عَمِلْتُها بأضعافها. و أوازي أموراً عِظاماً لا أُحصيها و لا تُحصيها.
من عمَلٍ لله في صلوات المسلمينَ, و الجهاد في سبيل الله تعالى و الحكم بما أنزلَ اللهُ تعالى و الأمور التي لستَ تُحصيها و إن عدَدّتُها لكـَ, فتَفَكَّرْ في هذا!

فقال المسور: فعَرَفْتُ أنَّ معاويةَ قد خَصَمني -أي غَلَبَني- حين ذَكَرَ لي ما ذَكَرَ.

فلم يُسمع المِسْوَرُ بعد ذلكـ يذكُرُ معاويةَ رضي الله عنه إلا استغفر له


أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (344/11 رقم 20717) و الخطيب في تاريخه (208/1). و هو صحيح الإسناد.

نقَلْتُهُ من كتاب "التكفير و ضوابطه" للشيخ محمّد بن عمر بازمول حفظه الله (ص142)
 
رحمهم الله جميعا

رحمهم الله جميعا

( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
 
عودة
أعلى