حمل متن عمدة البيان في رسم أحرف القرءان للخراز

إنضم
15/02/2011
المشاركات
40
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كنت سألت عن متن عمدة البيان في هذا الملتقى المبارك ودلني الشيخ مدثر خيري على مكانه وأردت نقله إليكم
عن كتاب قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش​
للدكتور عبد الهادي الجزء الثاني ص 406
مؤلفـــاته وآثـــاره:
تعددت مؤلفات أبي عبد الله الخراز، إلا أن الملاحظ أنها توجهت جميعها إلى خدمة قراءة نافع نظما ونثرا، حتى قيل: "كان لا يحسن غيرها"([1]).
وقد ذكر صاحبه ابن آجطا بعد ذكر ما عرفه من مؤلفاته أنه "فتح له في التأليف وسهل عليه نظمه ونثره"، وذكر له من المؤلفات:
1.مورد الظمآن في الرسم (أرجوزة).
2.عمدة البيان في الضبط (أرجوزة).
3.تأليف في الرسم مثل مورد الظمآن منثور لا منظوم قال ابن آجطا: رأيته وطالعته.
4.شرح على الحصرية قال: أخبرني به رحمه الله.
5.شرح على "البرية" مشهور معروف عند كثير من الناس به يقرأونها وهو المعروف ب "القصد النافع"([2]). وقد استدرك عليه الإمام ابن عاشر فقال: "ولم يعد الشارح في جملة تأليف الناظم":
6.شرح العقلية، وقد رأيت النقل عنه: لكن لم أعثر عليه"([3]).
ومما ينبغي أن نتوقف عنده هنا بقصد رفع الالتباس، ما يتعلق بمسمى (عمدة البيان)، فقد أشكل أمره على الإمام ابن عاشر، فقال في "فتح المنان" متعقبا لابن آجطا فيما ذكره حول مضمون الكتاب المذكور:
"عمدة البيان الذي رأيته للناظم إنما هو نظمه الرسمي الذي نظمه قبل" "مورد الظمآن" "وذيله بالضبط المتصل بمورد الظمآن اليوم، وعليه بني العدد المذكور في الذيل، وفيه يقول:
"سميتــــه بعمـــدة البيــان *** في رسم ما قد خط في القرءان"([4])​
وبيان هذا الإشكال كما ذكر غير واحد من الشراح أن الخراز كان أولا قد وضع نظما في رسم المصحف وسماه "عمدة البيان" وهو النظم الذي ذكر ابن عاشر البيت المذكور منه، ثم ذيل عليه بأرجوزة في الضبط ولم يسمها باسم خاص إذ جعلها من تمام "عمدة البيان" الأصلية، وهي الأرجوزة التي ذكر ابن أجطا أنها في الضبط، فكان مجموع ذلك موافقا لما جاء في آخر أرجوزة الضبط من حيث العدد، وذلك في قوله:
عــــدته أربعـــة وعشرة *** جــاءت لخمسمائة ومقتفرة([5]).​
ثم بدا له بعد أن نظم ما نظم أن يستبدل الأرجوزة الأولى المتعلقة بالرسم والتي كان قد سماها "عمدة البيان" لأنه ذكر فيها مسائل الرسم غير معزوة في الغالب لناقليها، فنظم بدلها أرجوزته السائرة المعروفة ب "مورد الظمآن" وأبقى القسم الخاص بالضبط على حاله إلا أنه سماه "عمدة البيان" أيضا، وكان نظمه الأول الذي عدل عنه سنة 703هـ، أما نظم "المورد" فكان كما ذكر فيه ـ كما سيأتي ـ سنة 711هـ، فكان نظمه الأخير بمثابة النسخ للأول.
ومن هنا جاء الاضطراب في شأن مسمى "عمدة البيان" فشارح المورد أبو محمد بن آجطا ذكر أن له نظما في الضبط سماه "عمدة البيان، ولم يذكر النظم الأول الذي كان يحمل هذا الاسم، وغيره من الشراح كالمجاصي والشوشاوي وابن عاشر ذكروا التعديل الذي وقع كما وصفناه.
ومع هذا البيان فقد بقي العنوان مشتركا عند طائفة من المؤلفين بين أرجوزة الرسم الأولى وأرجوزة الضبط، وقد وفقت على هذا الاضطراب في بعض كتب ابن القاضي، فوجدته تارة يعني ب"عمدة البيان" الرسمية كقوله:
الجاهلية بحذف الألف *** لابن نجاح حيث جاء فاعرف
ونصه في "عمدة البيان" *** و"منصف" أيضا فخذ بياني([6])​
وتارة يعني بـ"عمدة البيان" الضبطية كما ذكر في قوله:
"فالضبط مبني على الوصل جرى *** كغيره من الحروف سطرا
وذاك بالإجماع عند القدما *** متفق عند جميع العلما
ونصـه في "عمدة البيـــــان" *** كذلك في "الطراز"([7]) خذ بياني([8])​
ولعل هذا الالتباس أو الاشتراك في الاسم هو ما حذا ببعض الأئمة إلى تسمية النظم الأول باسم "المهذب المختصر"([9]) أو "الخراز القديم"([10])، في حين احتفظوا باسم "عمدة البيان" لقسم الضبط الملحق حاليا ب"مورد الظمآن"، وعلى هذا درج بعض شراح أرجوزة الضبط كالشوشاوي في "حلة الأعيان شرح عمدة البيان" وسعيد الكرامي في "إعانة الصبيان" وغيرهما.
ومع تخلي أبي عبد الله الخراز عن أرجوزته الأولى واستبداله بها أرجوزة المورد الحالية، فقد ظلت في أيدي الناس إلى عهد قريب، وأكثر ما نجده متداولا منها الأبيات الخمسة المتعلقة بوجوب اتباع رسم المصحف الإمام، وقد عني بنقلها عامة من كتبوا في ذلك، منهم من ذكرها نقلا عن ما سماه "المهذب المختصر"([11])، ومنهم من نقل عن ما سماه "عمدة البيان"، والمسمى واحد، والأبيات هي قوله:
فواجب على ذوي الأذهان *** أن يتبعوا المرسوم في القرآن
ويقتدوا بمن رآه نظرا *** إذ جعلوه للأنام وزرا
وكيف لا يجب([12]) الاقتداء *** لما أتى نصاً به "الشفاء"
إلى عياض([13]) أنه من غيرا *** حرفا من القرءان عمدا كفرا
زيادة أو نقصا أو إن بدلا *** شيئا من الرسم الذي تأصـــلا​
ونظرا لأهميتها باعتبارها أثرا من آثار المترجم، وتضمنها للرسم المجرد لقراءة نافع، ولذهابها من أيدي الناس حتى لا يعرف لها وجود في الخزائن المعروفة فيما أعلم، أدرج نصها الكامل في هذا البحث حفاظا عليها من الضياع([14]).

[1]- لا شك أن المراد بهذا القول التنويه باختصاصه فيها رسما وأداء وليس المراد انتقاصه.
[2]- سيأتي ضمن شروحها.
[3]- فتح المنان لابن عاشر – مقدمة التأليف
[4]- نفســـه.
[5]- يعني متبعة.
[6]- نسبهما لنفسه في "بيان الخلاف والتشهير والاستحسان".
[7]- الطراز في ضبط الخراز للتنسي – سيأتي.
[8]- بيان الخلاف والتشهير والاستحسان لابن القاضي.
[9]- سماه به ابن غازي ي "إرشاد اللبيب" 285 وابن مجبر في تقييد طرر له على المورد.
[10]- سماه به أيضا ابن مجبر ونقل منه أبياتا.
[11]- إرشاد اللبيب 285.
[12]- في بيان الخلاف والتشهير "وكيف لا يصح".
[13]- في إرشاد اللبيب "شقا عياض".
[14]- وفقت عليها في خزانة خاصة.

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
هل من رابط آخر للمنظومة فضلا .. فقد حذف الرابط.
 
عودة
أعلى