حمل كتاب: [اللغة العربية للطلاب غير الناطقين بها] بجزئيه المستوى الأول والمستوى الثاني

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
هذا كتاب [اللغة العربية للطلاب غير الناطقين بها]
وهو جزآن، المستوى الأول ، والمستوى الثاني

مقدمة الجزء الأول
هذا كِتَابٌ مُعِينٌ ومُؤَهِّلٌ لِلطُّلابِ الدَّارِسينَ في الْمَدَارِسِ الثانَوِيَّةِ الأَزْهَرِيَّةِ في مَالِيزِيا وفي بِلادِ الْمَلايو وفي الْبِلادِ التي تُطَبِّقُ مَنَاهِجَ ومُقَرَّرَاتِ الأَزْهَرِ في مَدَارِسِهَا الثَّانَوِيَّةِ الإسْلامِيَّةِ، وهي الْمَدَارِسُ التي تُؤَهِّلُ الطُّلابَ للدِّرَاسَةِ في جَامِعَةِ الأَزْهَرِ، والْجَامِعَاتِ الْعَرَبِيَّةِ.

[اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ للطُّلابِ غَيْرِ النَّاطِقِينَ بها] كِتَابٌ مِنْ جُزْئَيْنِ، الْمُسْتَوَى الأَوَّل، والْمُسْتَوَى الثَّانِي، وهذا هُوَ كِتَابُ الْمُسْتَوَى الأَوَّلُ مِنْهُ .

والْكِتابُ وإنْ كَانَ الْمُؤَلِّفُ وَضَعَهُ للطُّلابِ الْمُنْتَظِمِينَ في الْمَدَارِسِ الثَّانَوِيَّةِ الإسْلامِيَّةِ، إلا أنَّهُ يَصْلُحُ لِلْمُبْتَدِئِينَ -غَيْرِ الْعَرَبِ- الرَّاغِبِينَ في تَعَلُّمِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، فَالْكِتَابُ مُيَسَّرٌ جِدًّا خَاصَّةً في الْجُزْءِ الأَوَّلِ مِنْهُ الذي يَلِيقُ تَمَامًا بِالأَجْنَبِي الْمُبْتَدِئِ في تَعَلُّمِ الْعَرَبِيَّةِ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ الْمُبْتَدِئُ أَنْ يُلِمَّ بِمَادَةِ الْجُزْءِ الأَوَّلِ صَارَ مُؤَهَّلاً لِدِرَاسَةِ الْجُزْءِ الثَّاني، وإنْ دَرَسَ الْجُزْءَ الثَّاني دِرَاسَةً جًادَّةً سَيَكُونُ -لا شَكَّ- مَاهِرًا في التَّوَاصِلِ باللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ.

إِنَّ الطُّلابَ الذين يَلْتَحَقُونَ بِالْمَدَارِسِ الثَّانَوِيَّةِ الأَزْهَرِيَّةِ في ماليزيا، التي تَعْمَلُ بِنِظَامِ مَنَاهِجِ الأَزْهَرِ ومُقَرَّرَاتِهِ، يَصْطَدِمُونَ بِكُتُبٍ ومُقَرَّرَاتٍ عَرَبِيَّةٍ يَعْجَزُونَ أَمَامَهَا عَجْزًا شَدِيدًا، إِذْ تَشُقُّ عَلَيْهِمْ شَقًّا، ولا سَبِيلَ لهم إلَيْها، إِذْ لَيْسَ مَعَهُمْ مِنَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ إلا بَعْضُ مُفْرَدَاتِ قَلِيلَةٍ جِدًّا تَكَادُ لا تَزِيدُ عَنْ مِئَةِ كَلِمَةٍ، بَلْ تَقِلُّ عَنْ ذَلِكَ، فَكَثِيرٌ مِنْهُم لَوْ جَمَعَنا الْمُفْرَدَاتِ الْعَرَبِيَّةَ التي في ذِهْنِ كُلٍّ مِنْهُمْ قَدْ لا تَصِلُ إلى خَمْسِينَ كَلِمَةً.

يَنْتَقِلُ الطَّالِبُ وهو علَى تِلْكَ الْحَالِ إلى الْمَدَارِسِ الثَّانَوِيَّةِ الإسْلامِيَّةِ فَيَدْرُسُ كَمًّا كَبِيرًا مِنَ الْمَوَادِ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، مِنْ مَوَادٍ شَرْعِيَّةٍ، تَفْسِيرٍ وحَدِيثٍ وفِقْهٍ وسِيرَةٍ، وكَذَلِكَ عُلُومُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، مِنَ النَّحْوِ والصَّرْفِ، والْبَلاغَةِ والأَدَبِ، وَغَيْر ذَلِكَ مِنَ الْمَوَادِ التي تَصْدِمُ الطَّالِبَ صَدْمَةً تُعْجِزُهُ عَنْ الإلْمَامِ والْفَهْمِ، فلا يَجِدُ أَمَامَهُ سَبِيلاً لِلإلْمَامِ بِالْمَادَةِ إلا بِالْحِفْظِ حتَّى يَسْتَطِيعَ أَنْ يَتَجَاوَزَ الامْتِحَانَاتِ الْوَاجِبَة.

وَرُغْمَ مَا يَبْذُلُهُ الطَّالِبُ مِنْ جَهْدٍ عَظِيمٍ في الْحِفْظِ والتَّحْصِيلِ إلا أَنَّه -ولِلأَسَفِ الشَّدِيدِ- لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْنِيَ جُمْلَةً عَرَبِيَّةً صَحِيحَةً، فَضْلاً عَنْ أَنَّهُ يَعْجَزُ عَجْزًا شَدِيدًا عَنْ الْحِوَارِ بِالْعَرَبِيَّة، ويَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ ويُؤَكِّدُهُ مِسْتَوَى الطُّلابِ الْمُبْتَعَثِينَ لِلدِّرَاسَةِ في الأَزْهَرِ وفي الْجَامِعَاتِ الْعَرَبِيَّةِ، حَيْثُ إِنَّهُمْ ورُغُمَ دِرَاسَتِهِمْ الطَّوِيلَةِ لِلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ –أكثر من سِتُّ سَنَوَاتٍ- إلا أَنَّهُمْ ضِعَافٌ جِدًّا في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، ولا يَسْتَطِيعُونَ التَّوَاصُلَ بِهَا، ويَحْتَاجُونَ إلى دَوْرَاتٍ مُكَثَّفَةٍ في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الالْتِحَاقِ بِالأَزْهَرِ أو الْجَامِعَاتِ الْعَرَبِيَّةِ.
وَلَعَلَّ الْبَعْضَ يَتَسَاءَلُ: لَوْ كَانَ ذَلِكَ صَحِيحًا، فَكَيْفَ نَجَحُوا وأُرْسِلُوا لِلدِّرَاسَةِ في الأَزْهَرِ والْجَامِعَاتِ الْعَرَبِيَّةِ؟!
وأُجِيبُ عَنْ ذَلِكَ: إِنِّي أَعْمَلُ في الْمَدَارِسِ الثَّانَوِيَّةِ الأَزْهَرِيَّةِ في وِلايَةِ بَهَانْج مَالِيزِيا مُنْذُ مَا يَقْرُبُ مِنْ عِشْرِينَ سَنَّةً، وقَدْ وَجَدْتُ الطُّلابَ يَعْتَمِدُونَ اعْتِمَادًا عَلَى الْحِفْظِ، والْحِفْظِ فَقَطْ، وكَثِيرٌ منهم يَحْفَظُ دُونَ فَهْمٍ، يَحْفَظُ الْمَوَادَ حِفْظًا حتى يَدْخُلَ الامْتِحَانَ ويُجِيبَ ويَنْجَحَ.

وخِلالَ رِحْلَةِ عَمَلِي في هذه الْمَدَارِسِ عَمَدْتُ إلى تَيْسِيرِ بَعْضِ الكتب الأزهرية عَلَى الطُّلابَ وتَلْخِيصِهَا في لُغَةٍ قَرِيبَةٍ إِلَيْهِم سَهْلَةٍ، لَكِنَّ ذَلِكَ لَـمْ يُعْطِ الثِّمَارَ الْمَأْمُولَةَ، فَعَزَمْتُ عَلَى أَنْ أَضْعَ كِتَابًا يُعِينُ الطُّلابَ، ويُؤَهِّلُهُمْ لِدِرَاسَةِ الْمَنَاهِجَ الأَزْهَرِيَّةَ الْمُقَرَّرَةَ عَلَيْهُمْ.
لَقَدْ جَعَلْتُ هَمِّي أَنْ أَبْنِيَ كِتَابًا يَكُونُ تَأْسِيسًا لِلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ في عُقُولِ الطُّلابِ، كِتَابًا يَضَعُ أَسَاسًا لِلُّغَةِ يُسَاعِدُ الطُّلابَ في فَهْمِ الْمَوَادِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُقَرَّرَةِ، فَهَذا كِتَابٌ مُعِينٌ ومُؤَهِّلٌ لِفَهْمِ الْكُتُبِ الأَزْهَرِيِّةِ الشَّرْعِيَّةِ واللُّغَوِيَّةِ الْمُقَرَّرَةِ في الْمَرْحَلَةِ الثَّانَوِيَّةِ الدِّينِيَّةِ في مَالِيزِيا وإِنْدُونِسْيا وبِلادِ الْمَلايُو وغَيْرِها مِنَ الْبِلادِ الأَجْنَبِيَّةِ التي تَعْمَلُ بِالْمَنَاهِجِ الأَزْهَرِيَّةِ في مَدَارِسِهَا الإسْلامِيَّة.

إنَّ الطَّالِبَ يَنْتَقِلُ مِنَ الْمَدْرَسَةِ الابْتِدَائِيَّةِ إلى الْمَرْحَلَةِ الثَّانَوِيَّةِ الإسْلامِيَّةِ ولَيْسَ مَعَهُ مِنَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ إلا عَدَدٌ قَلِيلٌ جِدًّا مِنَ مُفْرَدَاتِ اللُّغَةِ، وقُدْرَتُهُ عَلَى قِرَاءَةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وكِتَابَتِهَا ضَعِيفَةٌ جِدًّا، ونُطْقُهِ لِحُرُوفِ الْعَرَبِيَّةِ سَيِّءٌ جِدًّا؛ إذْ أَنَّهُ يَخْلِطُ في مَخَارِجِ الْحُرُوفِ، فَيَنْقِلُ الْحَرْفَ عَنْ مَخْرَجِهِ لِمَخْرَجِ حَرْفِ آخَر، فَيَخْرُجُ صَوْتُ الْحَرْفِ مُشَوَّهًا أو مُخْتَلِفًا، فَتَتَغَير الْكَلِمَةُ وبِالتَّالِي يَتَغَيَّرُ الْمَعْنَى الْمَقْصُود.

وهذا الْكِتَابُ [اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ للطَّلابِ غَيْرِ الناطقين بها] يُعَالِجُ هَذِه الْمَشَاكِلَ بِطَرِيقَةٍ مُيَسَّرَةٍ سَهْلَةِ التَّنَاوَلِ لِلْمُعَلِّمِ والطَّالِبِ مَعَ الْوَضْعِ في الاعْتِبَارِ أَنَّ هُنَاكَ وَقْتًا مُحَدَّدًا لِلْمَادَةِ يَقِلُّ عَنْ ثَلاثِ سَاعَاتٍ أُسْبُوعِيًّا. فَإِنْ تَقَرَّرَ الْجُزْءُ الأَوَّلُ مِنَ الْكِتَابِ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ الثَّانَوِي، والْجُزْءُ الثاني علَى الصَّفِّ الثاني، فَظَنِّي أَنَّهُ سَيَأْتِي بِنَتِيجَةٍ بَاهِرَةٍ في الارْتِقَاءِ بِمُسْتَوَى اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لَدَى طُلابِ الْمَدْرَسَةِ الثَّانَوِيَّةِ الإسْلامِيِّةِ في مَالِيزِيَا وإِنْدُونِسْيَا وبِلادِ الْمَلايُو وفي الْمَدَارِسِ الإسْلامِيَّةِ الَّتي تُقَامُ في الْبِلادِ الأَجْنَبِيَّةِ الأُخْرَى.

أُسُسٌ هَامَّةٌ لِتَدْرِيسِ الْكِتَابِ
أولا: أُسُسٌّ قَامَ عَلَيْهَا هذا الْكِتَابُ:
- تَوْظِيفُ الْكَلِمَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمَوْجُودَةِ في اللُّغَةِ الْمَلايَوِيَّةِ، والاسْتِفَادَةُ مِنْهَا وتَنْمِيَّتُهَا.
- اسْتِخْدَامُ أَسْهَلِ الْجُمَلِ، وأَيْسَرِ الْعِبَارَاتِ، والاعْتِمَادُ علَى الْجُمْلَةِ الْقَصِيرة َذاتِ كَلِمَاتٍ قَرِيبَةٍ لِعَقْلِ الطَّالِبِ.
- تَوْظِيفُ الْبِيئَةِ الَّتي يَعِيشُ فِيهَا الطَّالِبُ: الْمَدْرَسَة، والْفَصْل، والْبَيْت، والْمُجْتَمَع وجَعْلُها أَسَاسًا لِلدُّرُوسِ التي يَتَعَلَّمُها حَتَّى يَدْرُسَ مُفْرَدَاتِها، ويُجْرِي حِوُارَاتِهِ وتَعَامُلاتِه باللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مَعَ زُمَلائِهِ وأَقْرَانِهِ ما اسْتَطَاعَ.
- خَلْقُ وبِنَاءُ بِيئةٍ عَرَبِيَّةٍ كَامِلَةٍ ما اسْتَطَعْنا في الفصل بِدَايةً مِنْ دُخُولِ الْمُعَلِّمِ الْفَصْلِ وحتى خُرُوجِه.
- الاهْتِمَامُ بِتَعْلِيمِ الطَّالِبِ الْكَلِمَة دَاخِلَ جُمْلَةٍ، ولَيْسَ مُفْرَدَةً، لأنَّ الْكَلِمَةَ مُفْرَدَةً لا حَيَاةَ فيها، وتَدُبُّ فِيها الْحَيَاةُ حِينَ تُسَاقُ في جُمْلَةٍ.
- الاهْتِمَامُ بِالتَّدْرِيبِ الْوَافِي عَلَى النُّطْقِ الصَّحِيحِ لِلْحُرُوفِ، والتَّدْرِيبِ الْوَافي عَلَى الْقِرَاءَةِ، والتَّدْرِيبِ الْوَافي عَلَى الْكِتَابَةِ.
- الْحُواُر هُوَ الأَسَاسُ الأَوَّلُ الذي اعْتَمَدَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ في تَعْلِيمِ الطَّالِبِ اللُّغَة الْعَرَبِيَّة.
- الاعْتِمَادُ علَى بِنَاءِ الطَّالِبِ لِقَامُوسٍ خَاصٍّ بِهِ يَبْنِيه هُو بِنَفْسِهِ يَجْمَعُ فِيهِ الْكَلِمَاتِ والتَّعْبِيرَاتِ التي يَدْرُسُها، ويُنَسِّقُهَا، ويُرَتِّبُها تَرْتِيبًا أَبْجَدِيًّا في قَامُوسٍ يُنْشِئُهُ الطَّالِبُ بِنَفْسِهِ.
- الاعْتِمَادُ علَى الصُّورةِ مِنْ غَيْرِ إِفْرَاطٍ أو تَفْرِيطٍ لِلْوُصُولِ لِلْمَعْنَى والْفَهْم.
- الاعْتِمَادُ علَى اسْتِنْتَاجِ الطَّالِبِ لِمَعْنَى الْكَلِمَةِ مِنْ خِلالِ الْوَسَائِلِ الْمُخْتَلِفَة، الصُّورَة، الْحُوار، التَّمْثِيل، وغَيرِها.
- تَجَنُّبُ دِرَاسَةِ الْقَوَاعِدِ النَّحَوِيَّة، والاهْتِمَامُ بِبِنَاءِ أَسَاسٍ مِنَ اللُّغَةِ مُفْرَدَاتِها وتَعْبِيرَاتِها، إذْ لا يُمْكِنُ تَدْرِيسُ النَّحْوِ لِطَالِبٍ لَيْسَ لَدَيْهِ ثَرْوَةٌ لُغَوِيَّةٍ يُطَبِّقُ عَلَيْهَا تِلْكَ الْقَوَاعَد.
- الاهْتِمَامُ بِالْقِرَاءَةِ الصَّحِيحَةِ الْفَصِيحَةِ مَبْنًى ومَعْنًى مِنْ دُونِ الانْشِغَالِ بالْقَوَاعِدِ النَّحَوِيَّةِ.

ثانيا: أَهْدَافُ هذا الْكِتَابِ:
يَرْمِي هذا الْكِتَابُ إلى تَحْقِيقِ عِدَّةِ أَهْدَافِ مِنْهَا:
- تَصْوِيبُ نُطْقِ الْحُرُوفِ الْعَرَبِيَّةِ لَدَى الطَّالِبِ مِنْ خِلالِ تَنْمِيَّةِ مَهَارَةِ الاسْتِمَاعِ؛ إذْ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الطلابِ يَحْرِفُ الْحَرْفَ عَنْ مَخْرَجِهِ، فَيَخْرُجُ صَوْتُهُ مُغَايِرًا لِلصَّحِيحِ، فَتَتَبَدَّلُ الْكَلِمَةُ، ومِنْ ثَمَّ الْمَعْنَى.
- أَنْ يَكْتَسِبَ الطَّالِبُ كَمًّا وافِيًا مِنْ مُفْرَدَاتِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مَعَ تَوْظِيفِها بِمَا يُمَكِّنُه مِنَ التَّوَاصُلِ بِالْعَرَبِيَّةِ والْحُوَارِ والْمُنَاقَشَةِ بها.
- تَدْرِيبُ الطُّلابِ تَدْرِيبًا كَافِيًا شَافِيًا علَى الْحِوَارِ بِالْعَرَبِيَّةِ، ومُمارَسَتِها دَائِمًا في مُجْتَمَعٍ الْمَدْرَسَةِ والْبِيئَةِ الْمُحِيطَةِ بِهِ.
- تَدْرِيبُ الطَّالِبِ تَدْرِيبًا كَافِيًا شَافِيًا علَى مَهَارَتَيِّ القِرَاءَةِ الْكِتَابَةِ.
- تَدْرِيبُ الطَّالِبِ علَى التَّعَلُّمِ الذَّاتي لِلُّغَةِ الْعَرَبِيَّة.

مُقَدِّمُةُ الْجُزْءِ الثاني:

لَقَدْ كانَ الْجُزْءُ الأَوَّلُ مِنَ الْكِتَابِ يَهْدِفُ إلى بِنَاءِ ثَرْوَةٍ لُغَوِيَّةٍ في عُقُولِ الطُّلابِ تَكُونُ أَسَاسًا لِوَضْعِ بِنَاءِ اللغة، ورفع هذا البناء، وهذا الْجُزْءُ الثاني إِنَّما هو مُتَمِّمٌ لِهَذِهِ الْقَوَاعِدِ، ومُثَبِّتٌ لِتِلْكَ الأُسُسِ، مَعَ الارْتِفَاعِ بِبِنَاءِ اللُّغَةِ في ذِهْنِ الطَّالِبِ لِمُسْتَوَى يُمْكِّنُهُ مِنَ التَّوَاصُلِ بها.

لَقَدْ اِكْتَسَبَ الطَّالِبُ مِنْ دِرَاسَتِهِ الْجُزْءِ الأَوَّلِ ثَرْوَةً لُغَوَيَّةً كَبِيرَةً، واسْتَطَاعَ أَنْ يَبْنِيَ جُمَلاً قَصِيرَةً، وحِوَارَاتٍ يَسِيرَةً، وفي هذا الْجُزْءِ الثاني مِنَ الْكِتَابِ سَنَعْتَمِدُ اِعْتِمَادًا عَلَى تِلْكَ الثَّرْوَةِ اللَّغَوِيَّةِ الَّتي اِكْتَسَبَهَا الطَّالِبُ، نُهَذِّبُها، ونُوَظِّفُهَا، ونُنَمِّيها، ونُثْرِيها، ونَرْفَعُ بِهَا الْبِنَاءَ اللُّغَوِيَّ في عُقُولِ الطُّلابِ.

ونَوَدُّ أَنْ نَلْفِتَ نَظَرَ الْمُعَلِّمِ نُؤَكِّدَ عَلَى أَهَمِّيَةِ أَنْ يَعُودَ إلى مُقَدِّمَةِ الْجُزْءِ الأَوَّلِ فَيُطَالِعُهَا مَرَّةً أُخْرَى، ولْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْهَجَ التَّنَاوُلِ وطُرُقِ التَّدْرِيسِ لِمُقَرَّرِ الْجُزْءِ الأَوَّلِ لَنْ تَخْتَلِفَ كَثِيراً في تَنَاوُلِ مُقَرَّرِ الْجُزْءِ الثاني، بَلْ إِنَّنَا سَنَعْتَمِدُ عَلَيْها مَعَ التَّطْوِيرِ والتَّحْوِيرِ بِمَا يُنَاسِبُ الطَّالِبَ، ويَتَنَاسَبُ مَعَ اتِّسَاعِ الْمُقَرَّرِ، واِخْتِلافِ مَنَاهِجِ الْمَوَادِ الْمُقَرَّرَةِ.

وهذا الْكِتَابُ يَهْدِفُ إلى تَحْقِيقِ عِدَّةِ أَهْدَافِ أَسَاسَيِّةٍ مِنْهَا ما يلي:
- إِحْيَاءُ وتَفْعِيلُ الثَّرْوَةِ اللُّغَوِيَّةِ الَّتي اِكْتَسَبَهَا الطَّالِبُ مِنَ الْكِتَابِ الأَوَّلِ.
- تَرْسِيخُ الثَّرْوَةِ اللُّغَوِيَّةِ الَّتي اِكْتَسَبَهَا الطَّالِبُ ومَا يَجِدُّ عَلَيْهَا في عُقُولِ الطُّلابِ، وتَثْبِيتِهَا بِحَيْثُ يَصْعُبُ ذِهَابُها مِنَ الذَّاكِرَةِ، أو فُقْدَانُها ونِسْيَانُها مَعَ مُرُورِ الزَّمَنِ.
- تَهْذِيبُ اللُّغَةِ علَى أَلْسِنَةِ الطَّالِبِ وتَصْوِيبُهَا تَصْوِيبًا سَمَاعَيًّا مِنْ غَيْرِ تَقْعِيدِ النَّحْوِ.
- إِكْسَابُ الطَّالِبِ ثَرْوَةٍ جَدِيدَةٍ مِنَ اللُّغَةِ هَيَ أَكْبَرُ وأَوْسَعُ وأَكْثَرُ تَنَوُّعًا.
- تَنْوِيعُ الْحِوَارَاتِ، وتَلْوِينُ الأَسَالِيبِ، والتَّدْرِيبُ علَى بِنَاءِ الْجُمَلِ والْفَقَرَاتِ.
- إنَّ الطَّالِبَ في الْمَدَارِسِ الثَّانَوِيَّةِ الإسْلامِيَّةِ لَدَيْهِ مِنْ كُتُبِ النَّحْوِ الْمُقَرَّرَةِ مَا يَضَيقُ بِهِ صَدْرُهُ، وهذا الْكِتَابُ يَقُومُ بِتَوْظِيفِ النَّحْوِ حِوَارِيًّا، وتَعْبِيرِيًّا مِنْ غَيْرِ الإشَارَةَ إلى الْقَوَاعِدِ إلا بِحَسْبِ الْحَاجَةِ الْمَاسَّةِ، فَيُمَارِسُ الطَّالِبُ النَّحْوَ مُمَارَسَةً كَلامِيِّةً مَسْمُوعَةً ومَقْرُوءَةً ومَكْتُوبَةً، فَيَبْنِي الْجُمْلَةَ بِنَاءً لُغَوِيَّةً سَلِيمًا مِنْ خِلالِ السَّمَاعِ والتَّدْرِيبِ والتَّقْلِيدِ والاسْتِنْتَاجِ الذَّاتِي.
- إنَّ الطَّالِبَ يُعَانِي مُعَانَاةً شَدِيدَةً مِنَ الْكُتُبِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُقَرَّرَةِ عَلَيْهِ، وهذا الْكِتَابُ دَوَاءٌ يُعَالِجُ ويُخَفِّفُ مِنْ كَآبَةِ هَذِهِ الْكُتُبِ في نَفْسِ الطَّالِبِ، وذَلِكَ بِتَقْرِيبِ اللُّغَةِ إلى ذِهْنِهِ وقَلْبِهِ، فَيَأْلَفُ تِلْكَ الْكُتُبِ ويَمِيلُ إِلَيْهَا.
- إِنَّ الْحِوَاراتِ والْمَوْضُوعَاتِ الْمُقَرَّرَةَ في الْكِتَابِ كُلَّهَا هَادِفَةٌ، تحمل أَهْدَافًا لُغَوِيَّةً وأَخْلاقِيَّةً وعِلْمِيَّةً وثَقَافِيَّةً، وعلَى الْمُعَلِّمِ أنْ يَبُثَّ في عُقُولِ الطُّلابِ تِلْكَ الْمَعَانِيَ الْجَلِيلَةَ، ويَغْرِسَ في قُلُوبِهِمْ تِلْكَ الْقِيَمَ النَّبِيلَةَ، ويُنَمِّي فِيهِمْ حُبَّ الْمَعْرِفَةِ والْعِلْمِ والثَّقَافَةِ حَيْثُ إِنَّ ذَلِكَ بَعْضُ أَهْدَافِ الْكِتَابِ.
- يُوجَدُ في الْكِتَابِ ثَمَانَيَّةُ دُرُوسٌ نَحَوِيَّةٌ، هَذِهِ الدَّرُوسُ هِيَ دُرُوسٌ لِتَصْحِيحِ بِنَاءِ الْجُمْلَةِ علَى أَلْسِنَةِ الطُّلابِ، ولَيْسَ لِتَدْرِيسِ الطَّالِبِ الْقَوَاعِدِ النَّحَوِيَّةِ، وقَدْ صِيغَتْ هَذِهِ الدُّرُوسُ لِتَحْقِيقِ هذا الْهَدَفِ ولَيْسَ لِتَقْعِيدِ النَّحْوِ.

وهذا رابط الجزء الأول:
https://vb.tafsir.net/tafsir45980/#.Wh6-k1WWZdg

ومرفق هنا الجزء الثاني من الكتاب

الدكتور : محمد رجائي أحمد الجبالي
اميل: [email protected]
 
عودة
أعلى