حمل كتاب الطراز المعلم في علم البيان

لفت انتباهي في أسلوب ناصيف اليازجي تأثره بالبلاغة القرآنية والتعبير القرآني، مما يجعله أقرب إلى الثقافة الإسلامية منه إلى الثقافة المسيحية.
وقد أثار هذا في نفسي حيرة وحسرة على مآل الرجل (إن توفي على غير الإسلام): لم لم تشكل البلاغة القرآنية مدخلا له للاعتقاد بربوبية مصدره، واستحالة ذلك (في المقابل) على الأناجيل، خصوصا وأنه كان من المتصلين بسلك الرهبنة في لبنان، والتحق بالتدريس فيه.
وقد بحثت قليلا في الإنترنت، عن سيرة الرجل، فوجدت أدلة كثيرة على تشبعه بالتعبير القرآني،وفي نفس الوقت قرأت له قصيدة بعنوان (الإيمان المسيحي) تشبه في عرضها للمعتقد المسيحي ما يعرف عند المسلمين بالمتون في أصول الاعتقا (ويعرض فيها للاختلاف بين الطوائف المسيحية، ويستشهد فيها بالعهد القديم، ولا يشير فيها بشيء عن الإسلام).
وأعرض هنا مقالا منشورا في موقع الألوكة يوضح الأمر الأول، ثم قصيدته (الإيمان المسيحي) للمقارنة.

* * *

[align=center]أثر القرآن الكريم في لغة النصارى العرب: ناصيف اليازجي - النموذج العالي[/align]
أحمد العلاونة
المصدر: موقع الألوكة
كان الدكتور إبراهيم السامرائي والأستاذ ظافر القاسمي رحمهما الله قد عرضا لاقتباس العلامة ناصيف اليازجي من القرآن الكريم ، فأطال الأول (انظر مجلة جامعة أم القرى، العدد16 ، 1418هـ ص157ـ193)) وأوجز الثاني(أنظر فصول في اللغة والأدب ً25ـ32)، وكلاهما اكتفى بما قدم، ولم يكن قصدهما ذكر جميع اقتباساته، وأنا ذاكر في مقالتي هذه مزيداً من اقتباساته ليكون الموضوع أوسع وأنفع، فأقول :
لما سمع الوليد بن المغيرة النبي صلى الله عليه وسلم يرتل القرآن سُئل عن رأيه في القرآن، فقال: " إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإن له لصولة في القلوب ليست بصولة مبطل " . وأعجبني قول الأستاذ ظافر القاسمي في كتابه (فصول في اللغة والأدب25) في القرآن : " وما وقع لكاتب على مدى العصور أن اقتبس منه بعض آياته إلا ورأيتها تقفز وحدها من بين السطور تعلن عن نفسها أنها لا تشبه ما قبلها ولا ما بعدها، وتبدو كاللؤلؤة الفريدة تبهر الأعين، وتحلو في السمع وترنّ في الآذان وتدخل إلى القلب " .
ولا غرو إذاً أن يعمد بعض المسيحيين إلى الإقبال على القرآن الكريم كي يصقلوا لغتهم وأسلوبهم وينسجوا على منواله. وأنا قاصر قولي في أثر القرآن في لغة ناصيف اليازجي على كتابه (مجمع البحرين) وقاصره على ما فيه من اقتباس، وهو حلية حلّى بها كتابه فإذا هو فتنة للقارئ ، وقبل أن أذكر ما جمعت من اقتباساته أشير إلى أمور وجدتها وأنا أقرأ كتابه، وهي :
أن اليازجي حفظ معظم القرآن الكريم فمكّنه ذلك من كثرة الاقتباس منه، وهو أحياناً يقتبس بعض الآية ، وأحياناً يقتبس الآية كلها، أو يحذف منه شيئاً يسيراً ليحل محله شيئاً من عنده يقتضيه سياق قوله، وربما قدم وأخر في بعض ألفاظ الآية، وربما زاد عليها أو نقص منها، وذلك حين يكون قصده تأليف كلام جديد موافق لفكرته.
أما ذكري لاقتباساته فأنا جاعل رقماً مسلسلاً لكل صفحة من كتابه فيها اقتباس ، وأذكر أولاً اقتباس اليازجي ثم تعليقي عليه وفيه إشارة إلى الآية المقتبس منها، وهذا موضع عملي:
- ص 12 " واتركوا ما رأيتم نسياً منسياً " وفي هذا إيماء لقول الله " ... وكنت نسياً منسياً " (مريم23).
- ص 13 " وغفل عن يوم يجعل الولدان شيباً " وهذا من قوله تعالى " فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً " (المزمل 17)
وجاء فيها أيضاً " ثم أقبلوا يهرعون إليه " وفي هذا إشارة إلى قول الله " وجاءه قومه يهرعون إليه " (هود78) .
- ص 17 " وإن لك لأجراً غير ممنون " وفي هذا اقتباس من قول الله " وإن لك لأجراً غير ممنون " (القلم3) .
- ص 26 " لقد جمعت فأوعيت " وفي هذا إيماء لقول الله " وجمع فأوعى " (المعارج18) .
- ص 27 " فضاق الرجل ذرعاً في الجواب " تلمح فيه قول الله " وضاق بهم ذرعاً " (هود77) و(العنكبوت33) .
- ص 30 " فأخذت الشيخ الحمية حمية الجاهلية " وهذا شيء من قول الله " إذ جعل في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية " (الفتح 26) .
- ص 32 " أنه أطغى من فرعون ذي الأوتاد " يشير إلى قول الله " وفرعون ذي الأوتاد " (ص12) .
- ص 35 " .. لات حين مناص " وقوله هذا مأخوذ من قوله تعالى " ولات حين مناص " (ص3) .
- ص 36 " فقال صبر جميل " وقي هذا إيماء لقول الله " قال بل سولت لكم أمراً فصبر جميل .. " (يوسف18 و83) .
- ص 37 ط فبتناها ليلة كأنها ليلة القدر، وأحييناها بالحديث حتى مطلع الفجر " وهذا شيء من قوله تعالى " سلام هي حتى مطلع الفجر " (القدر5) .
- ص 42 " وإن كنت ممن عبس وتولى " إشارة إلى قوله تعالى " عبس وتولى " (عبس1) . وجاء فيها أيضاً " والشيخ ينظر من طرف خفي " كأن اليازجي نظر إلى قوله تعالى " ينظرون من طرف خفي " (الشورى45) .
- ص 44 " علم الله أن سيكون " تلمح فيه قول الله " علم أن سيكون منكم مرضى " (المزمل20) .
- ص 51 " وقد قدرنا المنازل حتى عاد كالعرجون القديم " . وهو مأخوذ من قوله تعالى " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " (يس39) . وورد أيضاُ : " حتى تبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود " إيماءً لقوله تعالى " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود " (البقرة187) .
- ص 52 " فأوحى إلي ما أوحى " يومئ إلى قوله تعالى " فأوحى إلى عبده ما أوحى " . (النجم10) . وجاء أيضاً : " وإلا فقد يئست منها كما يئس الكفار من أصحاب القبور " . وهذا من قوله تعالى " قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور " . (الممتحنة13). وورد فيها: " فكم ركب هنا طبقاً عن طبق " . يومئ إلى قوله تعالى: " لتركبن طبقاً عن طبق " . (الانشقاق19).
- ص 53 " ليحق الله الحق ويبطل الباطل " وهذا من الآية الثامنة من سورة الأنفال " ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون " .
- ص 54 " هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور " . وهو من الآية 16 من سورة الرعد: " هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور " .
- ص 55 " وأنا لم تأخذني سنة ولا نوم " إشارة إلى قوله تعالى " لا تأخذه سنة ولا نوم " . (البقرة255) .
- ص 56 " كأنه من آيات ربه الكبرى " إيماءً لقوله تعالى " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " .(النجم18).
- ص 58 " وبهم يشد أزري " إشارة إلى قوله تعالى " اشدد به أزري " . (طه31).
- ص 61 " فلا جرم أنك من صميم العرب " تلمح فيه قوله تعالى " لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون " . (هود22).
- ص 62 " وأنوح بكرة وأصيلاً " وهذا إيماء لقوله تعالى " وسبحوه بكرة وأصيلا " .(الأحزاب42).
- ص 64 " قد شغفتك حباً " وهذا شيء من قوله تعالى " قد شغفها حباً " .(يوسف30).
- ص 65 " إنا لله وإنا إليه راجعون " وهذا مأخوذ من قوله تعالى " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " . (البقرة156).
- ص 68 " ذات الشمال وأخرى ذات اليمين " . يشير إلى قول الله " ونقبهم ذات اليمين وذات الشمال " . (الكهف18). وجاء فيها من شعره " وبعلم السر وأخفى في الورى " يومئ لإلى قول الله " فإنه يعلم السر وأخفى " . (طه7).
- ص 78 " يكظم الغيظ " إيماءً لقوله تعالى " والكاظمين الغيظ " . (آل عمران134).
- ص 79 " فيا ليتني مت قبل هذا البلاء العظيم " . وهذا من قوله تعالى " يا ليتني مت قبل هذا " . (مريم23).
- ص 80 " لكنني ضربت عنه صفحاً " . إشارة إلى قوله تعالى " أفنضرب عنكم الذكر صفحاً " . (الزخرف5).
- ص 81 " وانتشروا مثنى وثلاث ورباع " . يومئ إلى قوله تعالى " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع " . (النساء3).
- ص 82 " وإن مسه الضر " . وهذا شيء من قوله تعالى " فإذا مس الإنسان ضر دعانا " . (الزمر49).
- ص 83 " واستعذ بالله من الشيطان الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس. فلما استتم كلامه قال: إنه من سليمان " . وجملة هذا إشارات واقتباسات من آيات عدة. فقوله: " واستعذ بالله من الشيطان الرجيم " إيماء إلى قوله تعالى " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " . (النحل98). وقوله: " الذي يوسوس في صدور الناس " هو آية معروفة من سورة الناس4، وقوله: " إنه من سليمان " اقتباس من قوله تعالى " إنه من سليمان " . (النمل30).
- ص 85 " ثم ولوا الأدبار " مأخوذ من قوله تعالى " .. لولوا الأدبار " . (الفتح22).
- ص 87 " لا أملك نفعاً ولا ضراً " هو من قوله تعالى " قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً " . (الأعراف188).
- ص 91 " تعالوا أتل عليكم ما يبقى ذكره " . مأخوذ من قوله تعالى " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " . (الأنعام121).
- ص 94 " فحدث بنعمة ربك " يشير إلى قوله تعالى " وأما بنعمة ربك فحدث " . (الضحى11).
- ص 96 " فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " وهذا من الآية 249 من سورة البقرة: " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " .
- ص 106 " وماءً ثجاجاً " وفي هذا اقتباس من قوله تعالى " وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً " . (النبأ14).
- ص 107 " قد أحصينا كل شيء عدداً، ولو جئنا بمثله مدداً " . إن الشق الأول مأخوذ من قوله تعالى " .. وأحصى كل شيء عدداً " .(الجن28). وأما الشق الآخر فإشارة إلى قوله تعالى " .. ولو جئنا بمثله مدداً " (الكهف109).
- ص 110 " جُعل مباركاً أينما كان " وهذا مأخوذ من قوله تعالى " وجعلني مباركاً أينما كنت " (مريم31).
- ص 113 " واسترق السمع، وإذا هو قد بسط ذراعيه " . إن الشق الأول مأخوذ من قوله تعالى " إلا من استرق السمع " (الحجر18). وأما الشق الثاني فمأخوذ من قوله تعالى " وكلبهم باسط ذراعيه " (الكهف18).
- ص 114 " وجعلهم الهر هباءً منثوراً " وهذا إيماء لقوله تعالى " فجعلهم هباءً منثوراً " (الفرقان23). وجاء فيها " وأصبحوا لا تُرى إلا مساكنهم " وهذا إيماء أيضاً لقوله تعالى " فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم " (الأحقاف25).
- ص 115 " إننا ممن يطعم الطعام على حبه " وفي هذا إشارة إلى قوله تعالى " ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيما وأسيرا " (الإنسان8).
- ص 120 " فقد يسرتك لليسرى " وفي هذا إيماء لقوله تعالى " ونيسرك لليسرى " (الأعلى8).
- ص 123 " إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء " يشير إلى قوله تعالى " إن الله يهدي من يشاء ويهدي من يشاء " (فاطر8).
- ص 126 " وكن من الشاكرين " وقوله هذا من قوله تعالى " وكن من الشاكرين " (الزمر66).
- 128 " وهو يطعمني ولا يسقين " وهذا إيماء لقوله تعالى " والذي يطعمني ويسقين " (الشعراء79).
- ص 130 " كأنني شهاب ثاقب، وكأنها توارت بالحجاب " في الشق الأول إيماء لقوله تعالى " فأتبعه شهاب ثاقب " (الصافات10) . وأما الشق الآخر فإيماء لقوله تعالى " إنني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب " (ص32). وجاء فيها: " وهو يقسم تارة بالخنس، وطوراً بالجوار الكنس ، ويلهج مرة بمواقع النجوم " وجملة هذا الذي ذكره اليازجي اقتباس من آيات محكمات، يقرؤها القارئ فيقف على مكانها من لغة التنزيل، فقوله " يقسم تارة بالخنس " غير بعيد من قوله تعالى " فلا أقسم بالخنس " (التكوير15). وقوله " بالجوار الكنس " مأخوذ من قوله تعالى " الجوار الكنس " (التكوير16) . وقوله " بمواقع النجوم " مأخوذ من قوله تعالى " فلا أقسم بمواقع النجوم " (الواقعة75).
- ص 132 " فنظر نظرة في السماء " وهذا غير بعيد عن قوله تعالى " فلا أقسم بمواقع النجوم " (الصافات88).
- ص 133 " فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم " وهذا اقتباس من قوله تعالى " فلما رأوه ارضاً مستقبل أوديتهم " (الأحقاف24). وقال اليازجي فيها " إنما يخشى الله من عباده العلماء " وهذا اقتباس أيضاً من قوله تعالى " إنا يخشى الله من عباده العلماء " (فاطر28). وقول اليازجي " حتى خيل للقوم أن عنده علم الغيب فهو يرى " غير بعيد عن قوله تعالى " أعنده علم الغيب فهو يرى " (النجم35). وقوله " وأنه يعلم ما في السماء وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى " إيماء لقوله تعالى " له ما في السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى " (طه6).
- ص 137 " انقلب على عقبيه " وهذا شيء من قوله تعالى " ومن ينقلب على عقبيه " (آل عمران144).
- ص 139 " وأرهقني صعدا " وهذا مأخوذ من قوله تعالى " سأرهقه صعوداً " (المدثر17). وقال اليازجي " أحسبها خيراً من ألف شهر " تلمح فيها قوله تعالى " ليلة القدر خير من ألف شهر " (القدر3).
- ص 140 " فأوثقوا جيده بحبل من مسد " وهذا مأخوذ من قوله تعالى " في جيدها حبل من مسد " (المسد5).
- ص 149 " فإنه يهديك الصراط المستقيم " وهو من قول الله " اهدنا الصراط المستقيم " (الفاتحة5). وقال اليازجي: " ولا تحسب ان الإنسان يترك سدى " وهذا من قول الله " أيحسب الإنسان أن يترك سدى " (القيامة36).
- ص 155 " حتى لم نبق ولم نذر " إشارة إلى قول الله " لا تبقي ولا تذر " (المدثر28).
- ص 156 " فأوجسنا خيفة في أنفسنا " وهذا من قوله تعالى " فأوجس في نفسه خيفة موسى " (طه67).
- ص 158 " وأذاقني ببعاده عذاب الحريق " . تلمح فيه قوله تعالى " ذوقوا عذاب الحريق " (أل عمران181).
- ص 159 " إن هذا بعلي شيخ عَلَندي " وهو من قوله تعالى " وهذا بعلي شيخاً " (هود72).
- ص 161 " هذه بضاعتنا رُدت إلينا " وهذا اقتباس من قوله تعالى " هذه بضاعتنا ردت إلينا " (يوسف65).
- ص 163 " كأنهم على نصب يوفضون " وهذا اقتباس من قوله تعالى " كأنهم إلى نصب يوفضون (المعارج43). وجاء فيها أيضاً " الذين أوتوا الحكمة وفصل الخطاب " يشير إلى قوله تعالى " وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " (ص20).
- ص 164 " حتى وهن العظم مني " وهذا من الآية الرابعة من سورة مريم " قال ربي إني وهن العظم مني " .
- ص 167 " قد جئناك ببضاعة مزجاة " وهذا من قوله تعالى " وجئنا ببضاعة مزجاة " يوسف88.
- ص 170 " إلى أن صرت أوهن من بيت العنكبوت " يومئ إلى قوله تعالى " وغن أوهن البيوت لبيت العنكبوت " (العنكبوت41).
- ص 176 " أعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد " وهذا من قوله تعالى " ومن شر حاسد إذا حسد " (الفلق5).
- ص 181 " سبحان من يحيي العظام وهي رميم " . وهذا إشارة إلى قوله تعالى " قال من يحيي العظام وهي رميم " (يس78). وجاء فيها " فسُقط في يد الرجل " وهذا إيماء لقوله تعالى " سُقط في أيديهم " (الأعراف149).
- ص 182 " أن المال زينة الحياة الدنيا " . وهذا مأخوذ من قوله تعالى " المال والبنون زينت الحياة الدنيا " (الكهف46).
- ص 183 " الذين كانت مفاتيح كنوزهم تنوء بالعصبة الأقوياء " كأن اليازجي نظر إلى قوله تعالى " ما إن مفاتحه لتنوء بالعصية أولي القوة " (القصص76).
- ص 187 " .. اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى " . وهذا من قوله تعالى " أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى " (النجم20). وورد فيها " ولا فرعون ذي الأوتاد " وهذا مأخوذ من قوله تعالى " وفرعون ذي الأوتاد " (الفجر10). وجاء فيها: " كإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد " . وهذا الآية السابعة والثامنة من سورة الفجر " إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد " . وقال اليازجي: " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعيذوا بالله إنه هو السميع العليم، ومن عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأن الله غفور رحيم " . إن الشق الأول مأخوذ من قوله تعالى " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم " (الأعراف200). وأما الشق الثاني فمأخوذ من قوله تعالى " من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم " (الأنعام54).
- ص 188 " والسلام على من ذكر اسم ربه فصلى، والويل لمن كذب وتولى " . والشق الأول منتزع من قوله تعالى " وذكر اسم ربه فصلى " (الأعلى15). وأما الشق الثاني ففيه شيء من قوله تعالى " الذي كذب وتولى " (الليل16).
- ص 190 " فلا تؤاخذونا إن نسينا أو أخطأنا " وهذا من الآية الأخيرة من سورة البقرة " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " وورد فيها " فصل لربك وانحر " وهذا هو الآية الثانية من سورة الكوثر " فصل لربك وانحر " .
- ص 196 " ولا أخاف بخساً ولا رهقاً " وهذا من قوله تعالى " فلا يخاف بخساً ولا رهقاً " (الجن13).
- ص 200 " اللهم اهدنا سواء السبيل " تلمح فيه قول الله " عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " (القصص22).
- ص 207 " غشيتنا ظلمات بعضها فوق بعض " وهذا من قوله تعالى " ظلمات بعضها فوق بعض " (النور40).
- ص 208 " وأكلنا هنيئاً مريً " يشير إلى قوله تعالى " فكلوه هنيئاً مريئاً " (النساء4).
- ص 212 " ترى الناس سكارى " وهو مأخوذ من قوله تعالى " وترى الناس سكارى " (الحج2).
- ص 217 " فأسر إلي النجوى " وهذا شيء من قول الله " وأسروا النجوى " (طه62).
- ص 219 " نسترق السمع " نلمح فيه قوله تعالى " استرق السمع " (الحجر18).
- ص 223 " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " وهذا من الآية 29 من سورة الفتح. وقال اليازجي: " أقبلوا بوجوه ناضرة إلى ربها ناظرة " وهذا اقتباس من قوله تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " (القيامة22). وقال أيضاً : " يسبحون بحمد ربهم " وهذا من قوله تعالى " يسبحون بحمد ربهم " (غافر7). وقال: " ويستغفرون لما تقدم وما تأخر من ذنبهم " وهذا شيء من قول الله " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " (الفتح2). وجاء فيها " أعوذ برب الناس " وهذا من الآية الأولى من سورة الناس. وجاء فيها أيضاً " عزمت أن أنتبذ مكاناً قصياً ولا أكلم اليوم إنسياً " . إن الشق الأول من قول اليازجي مأخوذ من قول الله " فانتبذت به مكاناً قصياً " (مريم22). والشق الآخر مأخوذ من قوله تعالى " فلن أكلم اليوم إنسياً " (مريم22).
- ص 224 " واستقم ولا تتبع سبيل الذين لا يعلمون، فإن الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون " . وهذا الكلام ذو شقين، أما الأول فمأخوذ من قوله تعالى " واستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون " (يونس89 " . وأما الشق الآخر فمأخوذ من قول الله " إنما إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون " (يس82 " . وجاء فيها أيضاً " إني وإياكم لعلى هدىً أو في ضلال مبين " وهذا اقتباس من قول الله " وإنا أو إياكم لعلى هدىً أو في ضلال مبين " (سبأ24).
- ص 225 " وستعلمون غداً من الكذاب الذي يُراغُ عليه ضرباً باليمين " وكلام اليازجي هذا ذو شقين، الأول هو من قول الله " وستعلمون غداً من الكذاب الأشر " (القمر26). والثاني هو من قول الله " فراغ عليهم ضرباً باليمين " (الصافات93). وكتب فيها " فيه حق معلوم للسائل والمحروم " يشير إلى قول الله " والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم " (المعارج24ـ25).
- ص 228 " وإن كنتم في ريب من ذلكم " وفي هذا شيء من قول الله " إن كنتم في ريب من البعث " (الحج5).
- ص 237 " فلما انسلخ النهار من الليل " وفي هذا شيء من قول الله " وآية لهم الليل نسلخ منه النهار " (يس37). وجاء فيها " ولا يعصي لي أمراً " يومئ إلى قول الله " ولا أعصي لك أمراً " (الكهف69).
- ص 238 " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً " وهذا الذي ذكره اليلزجي هو الآية 36 من سورة الإسراء " إن السمع والصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً " وورد فيها " أو يسلكني عذاباً صعداً " وهذا إيماء لقول الله " يسلكه عذاباً صعداً " (الجن17). وورد فيها أيضاً " فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله " وهذا اقتباس من قول الله " فتحرير رقية مؤمنة، وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة " (النساء92).
- ص 241 " فلما آنست منهم أُنساً " وفي هذا شيء من قول الله " فإن آنستم منهم رشداً " (النساء92). وجاء فيها " نور على نور " وهذا من قول الله " نور على نور " (النور35).
- ص 243 " فإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار " وهذا اقتباس من قول الله " وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار " (البقرة74).
- ص 248 " وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " وهذا من قول الله " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " (التوبة51).
- ص 250 " كان ذلك في الرق المنشور " وفي هذا شيء من قول الله " في رق منشور " (الطور3). وجاء فيها " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " وهذا من الآية 22 من سورة الرعد، والآية20 من سورة الحديد.
- ص 256 " قد كتب ربك على نفسه الرحمة " وهذا إيماء لقوله تعالى " كتب على نفسه الرحمة " (الأنعام12).
- ص 257 " فأنخنا كهشيم المحتظر، وإذا الناس كالجراد المنتشر " وكلام اليازجي ذو شقين، الأول " كهشيم المحتظر " وهذا من قوله تعالى " كهشيم المحتظر " (القمر31). والثاني " كالجراد المنتشر " وهو من قوله تعالى " كأنهم جراد منتشر " (القمر7).
- ص 259 " فاخلع إذن ما عليك حتى نعليك " كأن اليازجي نظر إلى قوله تعالى " فاخلع نعليك " (طه12).
- ص 260 " والله لا يضيع مثقال ذرة " تلمح فيه قول الله " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره " (الزلزلة7).
- ص 262 " في ناشئة الليل " وهذا شيء من قول الله " إن ناشئة الليل " (المزمل6). وجاء فيها: " قد أًذّن في الناس بالحج فأتوا رجالاً وعلى كل ضامر من كل فج عميق " وهذا إشارة إلى قوله تعالى " وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " (الحج27). وجاء فيها أيضاً " فلبثنا يوماً أو بعض يوم " وهذا مأخوذ من قول الله " لبثت يوماً أو بعض يوم " (الكهف19) و(المؤمنون113).
- ص 264 " يضحكون فليلاً ويبكون كثيراً " تلمح فيه قوله تعالى " فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً " (التوبة82). وقال اليازجي: " برحمتك يا أرحم الراحمين " وهذا شيء من قول الله " وأنت أرحم الراحمين " (الأعراف151). وقال أيضاً : " إني إلى ما تريدون أقرب من حبل الوريد " وهذا شيء من قول الله " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " (ق16).

**************************************************

[align=center] الإيمان المسيحي [/align]
للشاعر الشيخ ناصيف اليازجي
المصدر: موقع النعمة

نَحْنُ النَّصارَى آل عيسى المُنتمي حَسَبَ - التأَنُّسِ للبتولةِ مَريَمِ
وَهوَ الإلهُ ابنُ الإلهِ وروحُهُ- فثلاثةٌ - في واحدٍ لم تُقْسَمِ
للآبِ لاهوتُ ابنهِ وكذا ابنُه ُ- وكذا هما والروحُ تحتَ تَقَنُّمِ
كالشمسِ يَظهَرُ جِرمُها بشعاعها - وبِحَرِّها والكُلُّ شمسٌ فاعلَمِ
والله يَشهَدُ هكذا بالحقِّ في - سِفرٍ لتوراةِ الكليمِ مُسَلَّـمِ
عن آدمٍ قد قالَ صارَ كواحد ٍ- منَّا بلفظِ الجمعِ من ذاك الفمِ
خَلَقَ البسيطةَ واحداً في جوهر ٍ- أحدٍ لخدمةِ آدَمَ المستَخْدَمِ
لكنْ عَصاهُ بزلَّةٍ لا تنمحي - إلاّ بإرسال ابنهِ المُتَجَسِّمِ
فأتَى وخلَّصهُ وخلَّصَ نَسلَهُ - ذاك المُخَلِّصُ من عذاب جَهَنَّمِ
وشَفَى من البَلوَى وفتَّحَ أعيُناً - وأقامَ مَيْتاً مثلَ بالي الأعْظُمِ
هذا مسيحُ اللهِ فادينا الذي - صَلَبَتْهُ طائفةُ اليهودِ كَمُجْرِمِ
بطبيعةٍ بشريّةٍ قد أ لِّمَتْ - وطبيعة اللاهوتِ لم تَتَألَّمِ
حَمَلَ الجِرَاحَ بنفسِهِ مُتَعَمِّداً - حتّى تكون لجُرْحِنا كالمرهمِ
قد كان ذلك منه طوعاً وَهْوَ قد - وافى لهُ يَفْدي به الدَّمَ بالدَّمِ
من قالَ للأعدا أنا هُوَ فانْهَوَوا - صَرعَى أليسَ بقادرٍأن يحتمي
لو لم يُرِد لم يأتِ قَطُّ فإنَّهُ - أدرى بذا في عِلْمِهِ المُتَقَدِّمِ
لاهوتهُ المالي الوجود إذا اكتسَى - جسماً فهل من ضَرَرٌ لهُ بتجسُّمِ
وإذا تألَّمَ هل عَلَى اللاهوتِ من - ألَمٍ فليس اللهُ بالمُتَألِّمِ
لكنَّهُ قد شاءَ ذاكَ لحكمةٍ - سَبَقَتْ بغامضِ عِلْمهِ المُسْتَحْكِمِ
فأتى المسيحُ بأمرهِ مُتَجَسِّدا ً- من خيرِ سِبْطٍ في اليهود مُكرَّمِ
متنازلاً متذ لِّلاً متواضعاً - مُتَصاغراً رُغماًعَلَى المُتَعَظِّمِ
وهُوَ الإله الأعْظمُ الآتي لنا - من نَسْلِ داودَ النبيِّ المُلْهَمِ
أعطتهُ توراةُ الكليمِ شهادَةً - وشهادةً وشهادةً لم تُكْتَمِ
وكتابهُ الإنجيلُ حقٌّ واضحٌ - لا ريب فيهِ ولا سبيلَ لمُتَّهِمِ
في كل طائفةٍ وقُطرٍ واحدٌ - ما بين أصل عندهم ومترجَمٌِ
كم في النصارى شيعةً قد ناقضت - أخرى وقد حَكَمَت بما لم تحكُمِ
سبعون أو مئةٌ من الأحزابِ في - خُلْفِ عَلَى لَزَمٍ وما يَلْزَمِ
يا طالما اختلفوا فما اتَّفَقوا على - شيءٍ سواهُ فغيرُهُ لم يَـسلَمِ
كم آيةٍ فيهِ تُخالفُ بعضَهم - لكن على تغييرها لم يُقْدِمِ
ولئِن أخلَّ بها فأَنَّى وافَقَتْ - نَقلَ النقيضِ ونصُّها لم يُخْرمِ
ولو استُهينَ بضبطهِ لَرأيتَهُ - نُسَخاً بهنَّ النَّقلُ لم يَتَقَوَّمِ
وإذا تعطَّل كُلُّهنَّ فقُل لَنا - كيفَ الصحيحُ وأين يوجَدُ واسلَمِ
والحال أنَّ له كذا ألفاً من الـ - نُسَخِ التي اتَّفَقَت بضبطٍ مُحْكَمِ
يَرضَى النقيضُ نقيضَهُ كنظيرهِ - فيهنَّ وَهْوَعليه غيرُ مُسَلِّمِ
وإذا افتَرَضناهُ حديثاً باطلاً - ضبطوه نقلاً كالطراز المُعلَمِ
كحديث عنترة الفوارسِ وابن ذي - يَزَنٍ وبعضٍ من رجال الدَّيلَمِ
فتُرى لَوَ انَّ الأصمعيَّ رَوَى الذي - نجدٌ رَواهُ من الحديثِ المُتْهَمِ
وأبا عُبَيْدَةَ مثلَهُ وجُهَيْنَةً - وسواهما من كاتبٍ ومُترجمِ
هل يستوي النقلُ الذي أودى به - نقضُ الرواة فصارَ كالمتهدِّمِ
ولَوِ الحواريُّونَ نَصُّوهُ على - قَدَرٍ بمجتمعٍ لهم ومُخَيَّمِ
جعلوهُ في التعبيرلفظاً واحداً - لا فرقَ فيه لناظرِالمتوسِّمِ
ولَوَ انَّهم كتبوا كما شاءَ الهوى - شُقَّ الكتابُ لِكذْبهِ وبهِ رمُي
ولكانَ في التاريخِ ما هُوَ ضِدُّهم - دَحضاً وضِدُّ مسيحهم كمُسَيْلِمِ
أو كانَ سُطِّرَ بعد حينٍ مثلما - قد ظَنَّ بعضُ الناسِ ظَـنَّ مُرَجِّمِ
هل من يُصدِّقهُ ويترُكُ دينَه ُ- بسَماعهِ عن حادثٍ مُترَدِّمِ
وإذا تقرَّر بعد ذلك أنَّه - هذا الصحيح وأنه لم يُثْلَمِ
لزِمَت به ثِقَةُ الجميعِ بأنهُ - حقٌ وغيرَ الحقِّ لم يتكَلَّمِ
واستلزَمَ التصحيحُ إقراراً بما - في طيِّهِ كاللازمِ المستلزِمِ
فتَعَيَّنَ الإيمان فيه بكل ما - يرويه تصديقاً بغير تَوَهُّمِ
وغدا المُماري في المسيح كأنَّه - في الشمس مارَى في الضحى المُتبَسِّمِ
وتعطَّلَت آراءُ كلِّ مكذِّبٍ - ومُفنَّدٍ ومُرجِّمٍ ومُنجِّمِ
شَهِدَت عجائبُهُ له في عصرهِ - فدَرَى الحكيم وتاهَ منْ لمْ يفهَمِ
ولنا عليه أدلَّةٌ قطعيَّةٌ - عقلاً ونقلاً ليس قطعَ تحكُّمِ
قد جاءَ لا بيتٌ ولا مالٌ ولا - فرسٌ ولا شيءٌ يباع بدرهمِ
يأوي المغارةَ مثلَ راعي الضأنِ لا - راعي الممالكِ في السرير الأعظَمِ
وهو ابنُ يوسُفَ لا ابن قيصرعندهم - يغزو بجيشٍ في البلاد عَرَمْرَمِ
فأتاه من شعبِ اليهود جماعةٌ - كانوا على الدين التليدِ الأقدمِ
وتبرَّأوا من دين موسى صاحب الـ - طُّورِ المكلَّمِ في الغمامِ الأدهمِ
وتباعدوا من قومِهِم بمذلَّةٍ - يأبون كل كرامةٍ وتنعُّمِ
وتعلَّقوا بحبال مسكينٍ أتى - بالذُلّ مثلَ السائلِ المسترحِمِ
قالوا هوَ ابن الله جهراً والعِدى - من حولهم مثل الذِّئاب الحُوَّمِ
والناس بين عواذِلٍ وعَواذِرٍ - لهم وبين مُحَلِّلٍ ومُحرِّمِ
ما غرَّكم يا قوم فيهِ أسيَفُهُ - أم جاهُهُ أم مالُه في الأنعمِ
هو ساحرٌ يطغي فقالوا لم نَجِدْ - من ساحرٍ يُحيي الرميمَ بطلْسَمِ
كانت رجال الله تُحيي ميّتاً - بصلاتها ودعائها المتقدمِ
ونراه يُحيي المائتين بأمرِهِ - فهو الإله ومَنْ تَشكَّكَ يَنْدَمِ
ولئن همُ انخدعوا لغَفْلتِهِم فقد - ضَعُفَتْ عقولُهُم كَمَنْ لم يَحْلَمِ
فتُرى بما خَدَعوا البلاد ومَن بها - من عالِمٍ يُفتي ومن مُتَعَلِّمِ
فإذا اعتبرنا ما ذكرتُ بدا لنـا - بالحقِّ وجهُ الحقِّ غيرَ مُلثَّمِ
وهُوَ الدليلُ لنا على إثباته - كالشمس تَطْلُعُ في سماءِ الأنْجُمِ
ولكلِّ معترض علينا منةٌ - أن كان يدحَضُهُ بقولٍ مُلْزِمِ
 
ووجدت له أيضا أبياتا جميلة في الزهد، قد لا تختلف في معانيها عن شعر الزهد المعروف في تراث المسلمين. وأنقلها كما وجدتها في بعض المنتديات بدون عنوان، ومع إحساس بوجود أخطاء في وزن بعض الأبيات (وقد أكون مخطئا في ذلك، فلست خبيرا بالشعر وإن كنت أحب قراءته):

لعمرك ليس فوق الأرض باق *** ولا مما قضاه الله واق
وما للمرء حظ غير قوت *** وثواب فوقه عقد النطاق
وما للميت إلا قيد باع *** ولو كانت له أرض العراق
وكم يمضى الفراق بلا لقاء *** ولكن لا لقاء بلا فراق
وأخسر ما يضيع العمر فيه *** فضول المال يجمع للرفاق
وأفضل ما أشغلت به كتاب *** خليل نفعه حلو المذاق
وعشرة حاذق فطن لبيب *** يفيدك من معانيه الدقاق
مضى ذكر الملوك بكل عصر *** وذكر مآثر العلماء باق
وكم علم جنى مالا وجاهاً *** وكم مال جنى حرب السباق
وما نفع الدراهم مع جهول *** يباع بدرهم وقت النفاق
إذا حمل النضار على نياقٍ *** فأيّ الفخر يحسب للنياق؟
ألا يا جامع الاموال هلا *** جمعت لها زمانا لافتراق
رأيتك تطلب الإبحار جهلا *** وأنت تكاد تغرق فى السواقي
أتأكل كل يوم ألف كبش؟ *** وتلبس ألف طاق فوق طاق؟
فضول المال ذاهبة جزافا *** كماء صُب في كأس دهاق
مضت دول العلوم الزهر قديما *** و قامت دولة الصّفر الرقاق
أبرزت الخلاعة معصميها *** و بات الجهل ممدود الرواق
 
عودة
أعلى