حلقة نقاش
رؤية في تطوير الدراسات الأكاديمية في أقسام القراءات
د. أحمد بن علي السديس
كانت من الفعاليات المتميزة المصاحبة للمؤتمر الدولي لتطوير الدراسات القرآنية، وأقيمت زوال يوم الاثنين 8 – 4 – 1434هـ، وكان مديرها الشيخ الدكتور أحمد بن علي السديس رئيس قسم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وعالجت أربعة أسئلة طرحها الدكتور أحمد السديس حفظه الله، وهي:
1. هل العملية التعليمية في أقسام القراءات مرضية؟
2. ما هي الآليات المثلى لتطوير أقسام القراءات؟
3. كيف نطور مهارات طلاب الدراسات العليا بأقسام القراءات؟
4. ما آليات تطوير أعضاء هيئة التدريس؟
وبعد أن قدم الشيخ بمقدمة عرف فيها بهدف هذه الحلقة النقاشية، وأبرز الحاجة الملحة إلى مثيلاتها، طرح السؤال الأول: 1. هل العملية التعليمية في أقسام القراءات مرضية؟
وإجابة عن هذا السؤال تفاعل السادة الحضور بشكل إيجابي جدا، وغالب المداخلات رأى أصحابها أن الوضع غير مرضي، وأن الخلل إنما يكمن في التعاطي مع المقررات التعليمية، لا في المقررات نفسها التي هي جيدة بالأساس.
ثم طرح السؤال الثاني: 2. ما هي الآليات المثلى لتطوير أقسام القراءات؟
وكالسؤال الأول لقي هذا السؤال تجاوبا جيدا من الحاضرين، وهذه آراؤهم مع حذف أسمائهم اختصارا:
- رغم الترابط الموجود بين النظري والعملي إلا أن الغَرْب يفصلون بينهما في الاختبارات، فيمكن أن ينجح الطالب في النظري ويبقى عليه العملي.
- لا يوجد تكافؤ بين المنهج المقرر وعدد الساعات المتاحة؛ إذ الوقت لا يغطي المنهج.
وأيضا لا زلنا ندرس بنفس منهجية البكالوريوس ونحن في الدراسات العليا.
- بعض المواد لا يحتاجها طلبة أقسام القراءات؛ كمادة القرآن - مثلا - المقررة في بعض الأقسام.
- المواد المصاحبة للقراءات، كالرسم مثلا، ينبغي أن تقسم على عدة فصول، ولا ينبغي أن تؤخذ دفعة واحد؛ لأن ذلك يكون على حساب ضبطها وإتقانها.
- أغلب الأقسام تقرر على الطلبة متني الشاطبية والدرة، فلو اختير متن يجمع بينهما لكان أحسن.
- هناك خلل في بعض المقررات، ففي قسم من أقسام القراءات يدرسون في مرحلة البكالوريوس مورد الظمآن في علم الرسم، وفي مرحلة الماجستير يدرسون العقيلة في نفس العلم.
- لا بد من تحسين المناهج، إما بالتعزيز، وإما بالتغيير.
- مناهج أقسام القراءات – حسب علمي – ممتازة ومتنوعة، والمشكلة تكمن في قبول من لم يؤهل، وأقترح إيجاد فصول تأهيلية لا بد أن يجتازها من يريد ولوج أقسام القراءات.
- مادة رسم القرآن وضبطه تحتاج إلى أن يعتنى فيها بجانب التطبيق.
- أقترح توحيد المناهج بين أقسام القراءات.
- لا بد من إبعاد المواد التي تزاحم مواد التخصص.
- لا بد من أخذ الطالب بالتدرج قبل الولوج إلى دراسة كتب الرسم، كأن يسلك به مسلك المغاربة في أخذهم الرسم مع حفظ القرآن الكريم.
- ينبغي الاهتمام بمداخل علوم القراءات قبل الشروع فيها، وإعطاء الوقت الكافي للمواد المساعدة.
- من أسباب الضعف الموجود الاعتماد على الشروح والكتب المتأخرة بدل الكتب الأصول.
- أقترح أن يفصل الجانب التطبيقي في القراءات عن الجانب النظري فيها، وأن يجعل كلٌّ مادة مستقلة.
- لا بد من الاهتمام بعلم الأسانيد.
- ينبغي إيجاد قاعات تدريبية لمادة علم رسم القرآن كتلك التي توجد في مادة تخريج الحديث.
- ينبغي الالتزام بتوصيف المقررات، وعدم الخروج عنه لأن لا يضيع المنهج.
- ينبغي أن يكون توصيف المقرر واضحا، ويعتنى فيه بذكر متطلبات كل مقرر، وتنسخ منه نسخ وتوزع.
- الشيخ السديس: ينبغي أن تكون هناك توصية بإعطاء الأقسام العلمية حرية اختيار المقررات المناسبة حسب الحاجة والزمن المتاح.
ثم طرح السؤال الثالث: 3. كيف نطور مهارات طلاب الدراسات العليا بأقسام القراءات؟
اقترح السادة الحضور هذه الاقتراحات:
- تمكين الطلاب من التدريس.
- إعطاء الطلاب فرصة المناقشة، وأخذ آرائهم في القضايا الشائكة.
- إطلاع الطلاب على الدراسات الاستشراقية المتعلقة بالقرآن الكريم.
- حث الطلاب على التعامل مع التقنية الخادمة لتخصصهم، والاستفادة من البرامج الإلكترونية.
- حث الطلاب على متابعة الإصدارات الجديدة في تخصصهم.
- العمل على إيجاد معامل للقراءات كما أوجدت معامل لتخريج الأحاديث.
- لماذا لا تكون الدراسات العليا في المعمل بدل الاقتصار على الجانب النظري؟.
- لا بد من الاحتكاك بالمشايخ الكبار.
- لا بد من إشعار الطالب بأنه باحث أكثر منه دارس.
- أرى أن لا يعتمد على الإنترنت في أخذ المعلومات.
- تحفيز الطلاب بإجراء بعض المسابقات، كأسرع كاتب على الوورد مثلا، ويعلن عنها.
ثم طرح السؤال الرابع: 4. ما آليات تطوير أعضاء هيئة التدريس؟
فكانت آراء الحضور الكريم كالآتي:
- بعض الدكاترة عندهم استصغار للطلاب، فلابد من تذكيرهم بمبدأ الإخلاص لوجه الله جلَّ وعزَّ.
- ينبغي للدكتور أن يعامل الطلاب بالاحترام المقرون بالحزم.
- بعض المشايخ يحتاج إلى كسب مهارات في تشجيع الطالب.
- لا بد أن تتاح للطالب فرصة تعبئة استبيان لتقويم الأساتذة المدرسين.
- ظن بعض الدكاترة أن حصولهم على الدكتوراه هو نهاية المطاف، فتوقفوا عن تطوير ذواتهم.
- ينبغي إلزام أعضاء هيئة التدريس بحضور الفعاليات العلمية، كالمؤتمرات والندوات والدورات، ولو مرة كل سنة.
وإلى هنا أعلن عن انتهاء الوقت، فاكتفي في الجواب عن السؤال الرابع بهذا القدر، ولله الحمد من قبل ومن بعد.