تقرير عن ورشة الابتكار في البحث العلمي
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد
فقد أقامت اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بالمدينة المنورة في يومي الاثنين والثلاثاء 25- 26 /1/1431هـ بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية ورشة بعنوان: (الابتكار في البحث العلمي: مقدمات وتطبيقات)، وذلك برعاية معالي مدير الجامعة الإسلامية أ.د/ محمد بن علي العقلا عضو شرف الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بالتعاون مع عمادة شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية, وكانت هذه الورشة من إعداد وتقديم: فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ: حكمت بن بشير ياسين أستاذ كرسي المعلم محمد عوض بن لادن للدراسات القرآنية في جامعة الملك عبد العزيز وحضور فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الله الحلواني المشرف على الكرسي ، وقد افتتحت الورشة بآيات من الذكر الحكيم, وألقى معالي مدير الجامعة كلمة نوه فيها بأهمية البحث العلمي وأشاد بجهود حكومة المملكة العربية السعودية في دعم وتشجيع البحث العلمي، ثم ألقى عميد شؤون المكتبات و نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ومدير اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه فضيلة الأستاذ الدكتور عماد زهير حافظ كلمة أشاد فيها بأهمية البحوث العلمية ثم ألقى فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ: حكمت بن بشير بن ياسين محاضرة بعنوان: الابتكار في البحث العلمي: مقدمات وتطبيقات، بدأها بتقديم الشكر لمعالي مدير الجامعة والمسؤولين في جامعة الملك عبد العزيز ومعهد البحوث والاستشارات, وأعرب عن شكره لحكومة المملكة العربية السعودية على تشجيع تنمية البحث العلمي وبتسخير الطاقات وتجهيز الجامعات لاستثمار البحث العلمي، ثم ذكر الأهداف والمستهدفين، ثم بين أهمية الابتكار في البحث العلمي، وأثر هندسة التفكير في الابتكار وسبله لاستثمار البحث العلمي، وعرض مقدمات فيها نماذج من الأبحاث المبتكرة التي تحتاجها الأًمة لاستجلاب الخير واجتثاث واجتناب الشر، وفي آخر المقدمات أجاب عن الأسئلة التي وجهها بعض الأساتذة والطلاب، وقام مع فضيلة المشرف على الكرسي بتكريم نخبة من العلماء الذين أفنوا أعمارهم لخدمة القرآن الكريم والارتقاء بالدراسات القرآنية إذ تمّ تقديم بعض الهدايا والدروع، وخُتم اللقاء بتسجيل أسماء الراغبين في التطبيقات للورشة بذكر أسمائهم وتخصصاتهم والدرجة العلمية، وفي اليوم الثاني (يوم الثلاثاء) كانت فعالية تطبيقات الورشة حيث شارك فيها 75 مشاركاً من طلبة الدراسات العليا وبعض أساتذة الجامعة بلغ عددهم 11 أستاذاً جامعياً منهم سعادة الدكتور عبد الرحيم بن محمد المغذوي رئيس الفريق العلمي لبرنامج دراسة الانحرافات الفكرية عند الشباب، وسعادة الأستاذ محمد بن سريّع السريّع رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، وسعادة الأستاذ الدكتور عماد بن زهير حافظ، ووكيل عميد شئون المكتبات فضيلة الدكتور عبد العزيز بن صالح الغامدي، ووكيل عميد البحث العلمي الدكتور ظاهر حسن، وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد الحلواني المشرف على كرسي المعلم محمد عوض بن لادن للدراسات القرآنية، كما شارك في الورشة الباحثون المساعدون في الكرسي الأستاذ الفاضل إبراهيم محمد أول، والأستاذ الفاضل يحي بن علي كمندر، ومدير مشروع الكرسي الأستاذ الفاضل عبد الرحمن بن محمد الحلواني، وقد تسلم المشاركون بطاقات التعريف، وتمّ توزيع نماذج أسئلة فيها الإفادة عن إضافات لمحاور علم المستقبل عند المسلمين، وإفادة عن ذكر الكتب المفقودة في كل تخصص، ثم عرض الرد على شبهة إنكار الوحي، وقد تفاعل المشاركون وأضافوا بعض الإفادات على الردود في أجوبتهم، وبعد الانتهاء من الرد ثنى أستاذ الكرسي بعرض الموضوعات المبتكرة في العلوم التي تخصص بها المشاركون وأجاب عن سؤالاتهم وعن اقتراحاتهم التي كتبوها في ورقة الورشة، ثم استعرضت نتائج الورشة، وفي ختام الورشة ألقى الدكتور: محمد بن عبد الله الحلواني كلمة شكر فيها معالي مدير الجامعة وكل من ساهم في إقامة الورشة، كما شكر فيها الحضور على اهتمامهم وتفاعلهم، ثم ألقى عميد شئون المكتبات ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه الأستاذ الدكتور عماد زهير حافظ كلمة شكر فيها جميع الذين أسهموا في المشاركة بقيام الورشة ونجاحها وقدم الشكر الجزيل للمشاركين على اهتمامهم وتفاعلهم في الورشة، كما ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه سعادة الأستاذ الدكتور محمد بن سريّع السريّع كلمة بهذه المناسبة أثنى على مقدم الورشة وأعرب عن أهمية هذه الورشة في تحقيق بعض الأهداف المنشودة في جامعات المملكة، ثم تم تناول طعام العشاء باستضافة الكرسي لهم، وقد كان لسعادة أ.د. عبد الرحيم المغذوي الأثر البارز في إثراء الورشة من خلال مناقشاته الرشيدة واقتراحاته السديدة، وقد أشاد الحاضرون بالورشة وعبروا عن شكرهم وثنائهم العاطر لأستاذ كرسي المعلم محمد عوض بن لادن للدراسات القرآنية، وطلبوا نسخة الكترونية من الورشة ووعدهم أستاذ الورشة بتسليمها لهم مع الشهادات في الأسبوع القادم بمشيئة الله تعالى, ونظراً لاحترام أوقات الجميع أرجئ تلاوة التوصيات وهي كما يلي:
التوصيات:
1.أن عملية الابتكار في البحث العلمي مجال فسيح جدا ، ويتناول جميع الشرائح العلمية من طالب الكلية إلى الفرق العلمية .
2.المحور الأساس من الابتكار هو الاستثمار في جلب الخير واجتثاث الشر .
3.إمكانية جمع نصوص الكتب المفقودة العريقة النافعة من كل علم .
4.كل علم يحتاج إلى دراسة تطوره وتاريخه للتعرف على المبتكرين في كل فن .
5.أن الدراسات القرآنية جديرة في الارتقاء بالعلوم كلها .
6.أن طالب العلم المبتكر لا يستغني عن الاستقراء .
وأما الأهداف فقد وردت ضمن المقدمة ، ومطلعها كما يلي :
الحمد لله الوهاب الذي كرم الإنسان بالعقل والنقل، وحث على التفكر والتدبر، والصلاة والسلام على نبي الحكمة والرحمة ، القائل: (لا تزال هذه الأُمة بخير ما عظمت حرمتها).
وعلى من اهتدى بهديه وأخذ بحكمته إلى يوم الدين .
أما بعد فإن التخطيط لتجديد المعرفة إلى الأفضل من أهم أسباب الارتقاء الحضاري ، وسنام ذلك التخطيط هو هندسة التفكير في الارتقاء بالبحث العلمي ، بتجديد خططه ، وتسديد موضوعاته ، وترشيد مناهجه ، وتعريب علومه ، للتيسير على طلب العلم ، وترسيخ الفهم ، وإيجاد محترفين لريادة البحث العلمي باستخدام التقنية الحديثة المتطورة ، والاستفادة من الخبراء السابقين والمعاصرين ، لتحقيق معالم الخير ودفع أوكار الشر ، ومواكبة المستجدات ، ومواجهة التحديات لإنقاذ البشرية من الظلم والتيه بنشر السلام والوئام ، وهذا السلام كلما دعم بالطاقات المتنوعة توافرت القدرة على مواجهة التحديات ومعالجة المشكلات ، ويساعد ذلك على جلب المصالح ودرء المفاسد ، وقد بشرنا النبي في قوله :" ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه ".
قال الإمام ابن القيم : "أصل الخير والشر من قبل التفكر ". (الفوائد ص 241 ) ومن هذا الصرح العلمي العالمي أحاول أن أضفى لبنة جديدة في البحث العلمي من خلال هذه الورشة التي ننشد منها الأهداف التالية :
1.تحرير الأبحاث من التكرار.
2.الاقتصاد بالمال والجهد والوقت في الاستفادة من التقنية الحديثة .
3.المشاركة في الخطة الوطنية لتنمية البحث العلمي.
4.التنظير للابتكار في البحث العلمي .
5.تبادل الخبرات بين الباحثين والمختصين .
6.تنمية الابتكار في البحث العلمي.
7. المشاركة في إيجاد رواد ابتكار في البحث العلمي .
وتحقيق هذه الأهداف تحتاج إلى بذل الجهد ، وكلما بذلت الجهود في تطبيق الطرق زادت الابتكارات وازدانت بالاستثمارات ، وهذا لايعني تأليف المجلدات ، لا بل بعض الابتكارات نصل إليها ببضع ورقات بل في ورقة واحدة ، المهم أن نصل إلى نتيجة جديدة نافعة ، ورحم الله المتنبي القائل :
بقدر الكد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
تروم المجد ثم تنام ليلا يغوص البحر من طلب اللآلي
والآن نغوص في بحار هندسة التفكير :
إن العقل الذي حبانا الله به لا يقل قوة وسعة من العقول المبتكِرة في عصرنا وفي العصور السابقة فهو مركز التفكير وفيه (14) بليون خلية عصبية متعددة الوظائف، ومن أهمها خلايا التفكير التي لها القدرة على الإبداع والابتكار والتفكر والتأمل ، وكل خلية من تلك الخلايا تستوعب علوما ومجلدات ، فكم من الخلايا عبأنا ؟ وكم من الخلايا شغلنا ؟
ويقول العلامة الغزالي فى الإحياء : ( إن ثمرة الفكر هي العلم واستجلاب معرفة ليست حاصلة ، وإذا حصل العلم في القلب تغير القلب ، وإذا تغير حال القلب تغيرت أعمال الجوارح ، فالفكر إذا هو المبدأ والمفتاح للخيرات كلها لأنه الذى ينقل من المكاره إلى المحاب ويهدي إلى استثمار العلوم ونتائج المعارف والفوائد ) (بغية الطالبين 410) .
المستهدفون :
1. طلبة الكليات .
2. طلبة الدراسات العليا .
3. أساتذة الجامعات .
4. مؤسسات البحث العلمي .