حلقة جديدة من برنامج مداد مع د. عبدالرحمن الشهري وكتب المعاجم القرآنية

إنضم
24/05/2010
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برنامج مداد يعود في دورة برامجية جديدة
وضيفنا الأحد القادم 24 شوال 1431 الدكتور عبدالرحمن الشهري في لقاء جديد حول الكتب والقراءة
وستكون محاور اللقاء على النحو التالي
1- الوراق : وفي هذه الفقرة يتم استعراض بعض الكتب الجديدة والحديث بشكل مختصر عنها
2- في الميزان.. وكتاب هذا الأسبوع: المفردات للراغب الأصفهاني
3- عشاق الكتب: الجزء الثاني من اللقاء في مكتبة الشيخ عبدالله الهدلق
4- مع القراء: وفي هذه الفقرة يتم سؤال الضيف عن الكتاب الذي يقرأه حاليا.. كما يتم الاتصال هاتفيا بأحد المهتمين بالقراءة وسؤاله عن آخر كتاب قرأه ومميزاته وما إلى ذلك....
5- نادي القراء: وحوار هذه الحلقة عن كتب المعاجم القرآنية.. عرض وقراءة...
6- ثمرات الأوراق: وفيه يذكر الضيف فوائد في غير مظانها مستخلصة من بطون الكتب وكذلك يتم قراءة فوائد المشاهدين وأتمنى من الإخوة الكرام إتحافنا ببعض هذه الفوائد..
7- اخترنا لك : وهو عبارة عن ترشيح كتاب من قبل الضيف يستحق الاقتناء والقراءة..
البرنامج يبث على الهواء الساعة العاشرة مساء كل أحد على قناة دليل...
أتمنى لكم مشاهدة ممتعة
ويسعدني استقبال مشاركاتكم عبر بريد البرنامج [email protected]
 
بارك الله فيكم..

وتكرار الضيوف في مثل هذه البرامج أمر حسن؛فهي كبرامج الفتوى يستحب التكرار فيها ؛لاحتياجها لصنف خاص من أهل العلم له مواهب معينة لا تتوفر إلا في قلة منهم ضيوف البرنامج حتى الآن، فلا يلفتنك عن هذا التكرار أو يذمه لك أحد فتقبله..
 
بارك الله فيكم..


وتكرار الضيوف في مثل هذه البرامج أمر حسن؛فهي كبرامج الفتوى يستحب التكرار فيها ؛لاحتياجها لصنف خاص من أهل العلم له مواهب معينة لا تتوفر إلا في قلة منهم ضيوف البرنامج حتى الآن، فلا يلفتنك عن هذا التكرار أو يذمه لك أحد فتقبله..

وأبو فهر منهم أيضا ، فأرجو أن يستضاف في هذا البرنامج (( الرائع )) ، فسيزدان به البرنامج ، وسيطرب له المشاهدون .
 
أبا فهر
بإذن الله.. سأعمل بنصيحتك

أخي عمرو.. وأحيل الدعوة لأبي فهر..
 
بارك الله فيك يا سيدنا الشيخ وأنا أشهد أنك أضفت للبرنامج كثيراً وما كنتُ أرجو له مذيعاً خيراً منك..
 
برنامج أكثر من رائع ,أسأل الله أن ينفع به .
 
متى تعاد الحلقة لو تكرمتم ؟
وهل تم رفعها على الانترنت ؟
 
برنامج مداد حلقة بُثّت يوم الأحد بتاريخ 24/ شوال/ 1431

(مقاطع مختارة.... بِتصرُّفٍ يسير)

مقُدِّم البرنامج : بِسم الله الرَّحمن الرَّحِيم، مُشَاهدِّي الكِرام، سلامُ الله عليكم ورحمتُه وَبركاته، وحيَّاكم الله إلى لقاءٍ جَديد من لقاءات برنامجكم الأسبوعي مِداد،في هذا البرنامج كالـــمُعتاد مشاهديّ الكرام نأنَس وإيَّاكم بالجُلوس إلى الكُتُبُ وعُشَّاقها والاستزادة من أخبارها، بالطَّبع شاهدتُم البيِّت الذِّي جاء على "شَارةِ البرنامج" وهو بيتٌ نتمثّل به كثيراً في برنامجكم مــِداد.​


أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سَرجُ سابِحٍ.... وخيرُ جَليسٍ في الزَّمان كتابُ


في مطلع هذه الحلقة التي أعدِكُم إن شاء الله أن تكون حلقةً ماتعةً ومفيدة. أرِّحب بضيفي الكريم الدكتور/ عبدالرحمن بن معاضة الشِّهري. فحياَّكم الله


الضَّيف: أهلاً وسهلاً بك، وحيَّا الله الإخوة المشاهدين الكِرام.


مقدِّم البرنامج: فَرِحنا كثيراً بكم في هذا البرنامج شيخ عبدالرحمن، وإن أذنتَ لي سبق أنّك سُئلتَ في إحدى المرَّات في إحدى البرامج أظن في العِيد، عن سبب خروجك مرَّتين في برنامج مِداد وهذه هي المرَّة الثالثة ، اسمحلي فضيلة الشِّيخ أن أجيب عنك، الضُّيوف عندنا في برنامج مداد ربَّما هذه خَلطَة لا يَعرفُها الكثير من النَّاس وهي أنّنا عندنا مجموعة من الضُّيوف قد لا نتجاوُزُهم لأنّنا نشترط في ضيفنا شروطاً قد لا تكون موجودة في بعض المتَّخصِّصين الأكَاديمين، مثلاً نشترط أنَّ يكون صاحِب قراءة موسوعية ومُهتم بالكتاب وأيضاً مُهتم بمتابعة جديد الكُتُب، ربَّما نجد مثلاً بعض الضُّيوف الكِرام والمختَّصين في مجالهم قد يكونون في مجال المبدعين لكنّهم ليسوا مثلاً أصحاب صِلَة بالمكتبات وجديد الكُتُب ربما يكون هذا شرط لا يُوافق برنامجنا ، وأنتُم على شَرطنا شرط البُّخاري، فحيّاكم الله يا أبا عبدالله.


الضِّيف: الله يحفظك ، أرجو أن أكون عند حُسن ظنِّك.


مقدّم البرنامج: وأنتم إن شاء الله كذلك ، تأذن لنا فضيلة الشيخ ننتقل إلى الفقرة الأولى من هذا البرنامج.


فقرة الورّاق ( جديد المطابع) : ومن جديد المطابع التي رأيناها في هذه الأيّام.


1- كتاب الطبقات الصَّغير أو كتاب الطبقات الصُّغرى: كما هو موجود للمؤلِّف لأبي عبدالله محمد بن سعد المؤرِّخ المشهور، كثير من النّاس ظنّ أنَّ هذا الكتاب مفقود يا شيخ، وبالفعل وجده محمد زاهد والمحقق المشهور بشّار عوّاد ، وقد حُقِّق الكتاب في مجلدين ربّما كانت أكثر من ألف صفحة ، المجلد الأوّل 472 ص، والمجلَّد الثاني 430 ص، طبعة دار الغَرب الإسلامي بتونس. الجميل فيه الفهارس كثير من النّاس عندما يقرأ في كِتاب الطَّبقات كتب التّاريخ ينتهي الكتاب من دون فهرس فيضّطر الإنسان أن يكون معه العشر المجلدات أو العشرين المجلد حتى يعرف الفَهارس ، فهارس الطَّبقات الأسماء الأعلى موجودة في المجلد الأوّل ، لكن الفهارس الكبرى موجودة في نهاية المجلّد الثاني وطبعاً هذه طريقة جيدة إلى حد ما.


الضَّيف: طبعاً الدّكتور بشّار مدرسة في التحقيق في كتب التَّاريخ والرِّجال


المُقدّم : طبعاً هو ذكروا أنّهم ما وجدوا إلا نسخة ًواحدة وطبعاً هذا مزعج، لكنّهم قابلوه على كتاب الطّبقات الكبرى وقابلوه على كتب التراجم الأخرى فخرجت بهذا الشّكل


الكتاب الثاني ( المُفصّل في القواعد الفقهية ) للدكتور يعقوب بن عبدالوهّاب الباحسين عضو هيئة كبار العلماء، وقدّم له الدُّكتور عبدالرحمن السديس مدير جامعة المعرفة العالمية، طبعة الدّار التدمرية وجامعة المعرفة العالمية...


وهذا الكتاب في أصله محاضرات ألقيت على طلاّب جامعة المعرفة ثمّ أخذها الشِّيخ مرّة أخرى وحرَّرها وأعاد كتابتها ثم خرج بهذا الشّكل


يقول الشيخ السديس :


هذا الكتاب الذي بين أيدينا يتميّز بعدّة ميزات منها:


الأوَّل: أنّه يتناول علماً من أهمّ علوم الشَّريعة


الثاني : تميّز المؤلف في هذا الفن وعلوّ كعبه فيه، فقد تمَّيز بكتاباته ودراسته المتعمّقة في هذا العلم ...


إصدارات الشيخ السّابقة ونبذة من سيرته:


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59181


فقرة الميزان :


المقدّم : الكتاب "هو مفردات ألفاظ القرآن للرَّاغب الأصفهاني"،، قبل أن نتكلم عن هذا الكتاب نرغب بتعريف عن هذا المؤلف


الضيّف: هو أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضّل المعروف بالرّاغب الأصفهاني،وهو من علماء مدينة أصفهان وهي مدينة من مدن فارس ، توفي سنة 425 على الصّحيح مما ذكره المترجمون ولذلك هو متقدِّم الوفاة، وأخطأ من كتب أنّه توفيَ سنة 502


قد أدرك الصّاحب بن عبّاد، قد أدرك ابن فارس صاحب ( مقاييس اللُّغة) ولذلك يُعتبر كتاب ( الـــمُجمَل في اللُّغة ) لابن فارس من أبرز مصادره التي اعتمد عليه في كتابه هذا وهي من مميزاته.كذلك لم أجد في ترجمته أنّه أدرك ابن فارس وقد أخذ عنه ولكنّي لمست في الكتاب تأثُّراً بكتاب ( المجمل لابن فارس)، وابن فارس له كتابين في المعاجم في اللُّغة بعض النَّاس لا يعرف إلاّ كتاب ( مقاييس اللُّغة) اعتنى فيه بالاشتقاق الكبير ،وكتاب ( المجمل في اللُّغة ) فقد رتَّب هذا الكتاب ترتيباً معجمياً، وحَرَصَ فيه على ألاّ يذكُر فيه إلاّ الصَّحيح ممّا صحّ عن العرب من اللُّغة . ولذلك هو يَكاد يُضاهي الصِّحاح للجوهري في جودة اللُّغة، لذلك اللُّغة لو وجدتها في كتاب المجمل فهي أشبه ما يكون بالأحاديث الصحيحة .


وللرَّاغب الأصفهاني كتباً كثيرة من أشهرها:


محاضرات الأدباء وهي اختيارات أدبية وهي مثل عيون الأخبار لابن قتيبة


وله كتاب اسمه( الذَّريعة في مكارم الشَّريعة) وله غيرها من الكتب.


وله كتاب في التّفسير طُبع جزءاً منه محقَّقاً في دار الوطن بتحقيق الدكتور عادل الشِّدي


المقدّم : له كتاب اسمه ( الكُليّات ) لا أدري إذا كان موجوداً أم مفقوداً


الضيّف : ليس موجوداً. وله أيضاً كتب جيِّدة في القرآن ولكنّها ليست موجودة.


المقدّم : بالنسبة لكتاب (مفردات القرآن ) هل سُبِق إليه غيره؟


الضيّف : مفردات ألفاظ القرآن هي تتحدَّث عن ألفاظ القرآن الكريم وليست فقط عن غريب القرآن الكريم، فهو حاول أن يستوعب كل الكلمات التي وردت في القرآن الكريم ويتحدّث عنها، وفاته تقريبا ثمان مفردات فقط.فهو جهد رائع جدّاً. يعتبر الكتاب من أجود معاجم المفردات القرآنية ولذلك أثنى عليه العلماء بعد الزّركشي وغيره ، ولذلك بعضهم يوصي بحفظه وبعضهم يُكثر من النّقل عنه.


من ميزات هذا الكتاب:


أوّلاً: أنّه حاول استيعاب مفردات القرآن، ثانياً: أجاد في البيان عن المفردات فهو عندما يتحدّث عن مُفردة إنّما يتحدّث حديث عالم متّتبع مستقصي للمعاني ولذلك يُعتبر من أقدم من تحدَّث عن المفردة من زاويتين من زاوية ( جانب الحقيقة في المفردة ) ثمّ التَّعبيرات المجازية، لذلك هو قد سبق الزمخشري في كتابه ( أساس البلاغة) يعتبر من مميزاته أنّه يتحدّث عن المعانيى الحقيقية للمُفردة ثم يأتي بالمجازية.


أيضاً حسن ترتيبه فقد رتبّه ترتيبا معجميا، والمعجم المقصود به هو الكتاب الذّي رُتِّبت فيه المواد ترتيباً ألف بائياً أو أبجدياً حسب حروف المعجم. وأصل كلمة معجم تكلّم عنه ابن منظور في ( لِسان العرب) كلاماً جيِّداً.


طبعاً المؤلف رتّب كتابه ألف بائياً ، ثم يأتي في داخل كل كتاب فسمّاه ( كتاب الألف، كتاب الباء، كتاب التّاء) إلى آخره ، فيُرَتِّبها داخل المفردة على حسب الألف ثم الباء ثم التاء إلى آخره. فيبدأ بكلمة ( أبى)، فمثلاً تُريد أن تبحث عن كلمة (حَرَد) كما في سورة القلم ( وغَدَوا على حَردٍ قادرين)، زمان قبل الرَّاغب الأصفهاني بل قبل السجستاني صاحب كتاب ( نزهة القُلوب). لعلّنا نتحدّث عنه عندما نتحدّث عن المعاجم، أوّل من ابتدأ في المعاجم القرآنية فكرة ترتيب المفردات على حسب الألف بائي دون السُّور ، كان ابن قُتيبة يُرَّتبه على حسب السُّور ، فأنت الآن كلمة (حَرَد) مباشرة تذهب إلى سُورة القلم تجد الكلمة ، لكن هنا لا ، تذهب كتاب الحاء ثم تتبَّع الحاء ثم الباء ثم التَّاء إلى آخره حتى تصل إلى حرَث ثم حَرَجَ ثمّ حَرَد، فتجد كلمة (حَرَد) يقول الحَرد المنعُ من حِدَّةٍ وغضَبِ يعني ليس المنع العادي. قال عزَّوجل ( وغَدَوا على حَردٍ قادرين) أيّ على امتناعٍ من أن يتناولوه قادرين على ذلك، ونزَلَ فلاناً حِريداً أيّ ممتنعاً عن مخالطة القوم فهو حريدُ المحل، وحاردت السَّنةُ منعت قطرها.. انتهى.


لكن انظر إلى كلمة أخرى وَردت أكثر من مرّة مثل ( حَرَجَ) يقول أصل الحَرَج والحَرَاجي مجتمعُ الشيئين ص 226، وتُصُوِّر منه ضيقَ ما بينهما، فالضيِّق حَرَجٌ ،وللإثمِ حَرَجٌ قال تعالى ( ثمَّ لا يجدوا في أنفسهم حَرَجاً) وقال عزَّوجل ( وما جعل عليكم في الدِّينِ من حرج) وقد حَرِجَ صدره قال تعالى ( يجعل صَدَرَه ضيِّقاً حَرَجا كأنما يصَّعَّدُ في السَّماء) وقُرئَ (حَرِجاً) أي ضيِّقاً بكفره لأنّ الكفر لا يكاد تسكُنُ إليه النّفس لكونه اعتقاداً عن ظنٍّ، وقيل ضُيِّق بالإسلام كما قال تعالى (خَتَم الله على قلوبهم ) وقوله تعالى ( فلا يكن في صدركَ حَرجٌ منه) قيل هو نهيٌ، وقيل هو دعاءٌ، وقيل هو حُكمٌ منه، نحو ( ألـَم نشرح لكَ صَدرَك) والمتحرِّج المتحوِّبُ المتجنِّبُ من الحَرَجِ والحبو.


فنُلاحظ أنّه يجمع الآيات التي وردت في نفس اللّفظة من القرآن كامل وهذه ميزة عنده، فيُقَدِّم الحديث عن القرآن ثمَّ يستشهد بالأحاديث أحياناً ويستشهد بالشِّعر أحياناً ، ثمَّ إذا كانت لها معانٍ مجازية ذكرها بآخر حديثه.


المقدِّم : طبعاً كلمة ( عَدَل) ذكر الآيات كلّها في العَدل،وذكر معنى العَدل وما يتبعها


الضيّف: نعم ،طبعاً هناك بعض الكلمات في القرآن الكريم تكرَّرت كثيراً فهذه يُطيل فيها.


المقدِّم : لكن إذا كانت الكلمة خُماسية كيف أرُجع الكلمة وأعرف أنّها موجودة .


الضيّف: ممتاز، تُرجعها إلى أصله،


المُقدِّم : ولكن كيف أرجِعها إلى أصلها مثل كلمة الحكمة


الضيف: حَكَم، لابد أن يكون لديك معرفة بالصَّوت ، ولذلك (نُزهة القلوب) للسَّجستاني أسهل منه، فإنّها رتّبها ترتيباً ألف بائياً لكن لم يُرجعها إلى أصولها، فمثلاً كلمة ( أقامُوا)لا تجدها في مادة (قَوَمَ) وإنَّما في مادة الألف (أقام) وهكذا فهذه طريقته، وحقيقةً طريقته مميَّزة.


وأيضاً من مميزات الرَّاغب الأصفهاني التي أجَادَ فيها وهي أنّه لا يكتفي بالمعاني التي يذكرها أصحاب اللُّغة، يعني يرجِع إلى كُتُب معاجم اللُّغة يستفيد منها كثيراً مثل كتاب( الـــمُجمل ) كما قلت لابن فارس ومن سبقه ككتاب ( العين ) للخليل بن أحمد الفراهيدي. لكن هناك معاني في المفردات القرآنية يدُّل عليها السِّياق في القرآن لا يذكرها علماء اللُّغَة، فهذا يَلتقط المعاني التي يدُّل عليها السِّياق ويُضيفها هنا، ولذلك تميّز بهذه الـــمِيزة، ولذلك يُعتبر من أجود كُتب المفردات على الإطلاق .


الـــمُقَدِّم : وطريقته في التفسير طريقة محمودة يا شيخ


الضيَّف : طبعاً، فهو على مذهب أهل السُّنة والجماعة كما ثبتَ في ترجمته، وكان يَرُد على القدرية وعلى المرجئة والمعتزلة فهو سُنِّي كما يظهر من كتابه. طبعا ميزة الكتاب لمّا طُبِع بهذا المستوى في مجلد واحد، الآن لمّا تُريد أن تبحث عن أيّ آية لابد أن تُرجِعها إلى أصلها، ثمَّ تبحث عنها في المادة ، وقد صنع الأخ المحقق (صفوان داودي) جزاه الله خير، طبعاً الكتاب له تحقيقات كثيرة حقّقها الدكتور محمد أحمد خَلَفَ الله عام 1390 وطبعه مرّة أخرى، وحقَّقَه نور محمد كَرَاجي في باكستان، وحُقِّقَ تحقيقات في بيروت وطُبِعَ طبعات كثيرة جِدّاً ، فهذا الكتاب من أكثر الكتب طباعةً في غريب القرآن. ثمّ حقّقها الأخ صفوان داودي 1412 من الطبعة التي عندي هنا هذه هي ( الطبعة الأولى) دار القلم، فأجاد فيها أيَّما إجادة جزاه الله خيراً ، فهو أجود تحقيق موجود الآن هو هذا التّحقيق وجمعه في مجلّد واحد، فعندما تحمله الآن في يدك تستطيع أن تُراجع أيّ مفردة بكل سهولة وتُرجعه إلى أصله


المقدِّم: ولا يعني من سيرجع لهذه اللّفظة سيرجع إلى معناها فقط بل سيعرف اشتقاقها وماذا يُستعمل له


الضيف: بالضّبط، لاحظ الآن من المؤخذات الآن – و الحقيقة هي ليست بملحوظات عميقة- فقد فاته ثمان مفردات كلمة (زَبن) في قوله ( سندعُ الزّبانية) ومادة ( قَرَشَ) في قوله ( لإيلافِ في قريش) ومادة (كَلَحَ) في قوله ( وهم فيها كالحون) ومادة ( قَدَوَ) في قوله ( فبهُداهمُ اقتده ، وفي مادة (نَضَخَ) في قوله (فيهما عينان نضَّاختان)، كان المفترض أن يذكرها، كلمتي خردل ، وفَنِيَ في قوله ( كلّ ُ من عليها فانٍ) هذا استدركها المحقق على السَّمين الحلبي صاحب (عمدة الحُفَّاظ) لعلّنا نذكره


أيضاً كان يَحصل عنده خلل نادراً في ترتيب بعض المفردات ، نادراً أحياناً يختار اختيارات ضعيفة في معاني المفردة، وينسى بعض التقسيمات فيقول وهي على أربعة أنحاء ثمّ يذكر ثلاثاً. وهي أمور شكلية.


المُقدِّم : لكن بالنسبة للمفردات بهذا العدد وهذه الكمية الضَّخمة، هل هناك كتاب استوعبه أو قريب من استيعابه


الضيف : نعم هناك كتاب استدرك عليه وهو كتاب ( عمدة الحُفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ) للسَّمين الحلبي تلميذ أبِّي حيَّان الغرناطي له كتاب بهذا العنوان في أربعة مجلّدات حقَّقه الدكتور محمد آل تونجي وهو قد بناها على هذا ، بنى كتابه على هذا الكتاب ولكنّه أضافه إضافات جيّدة ، السّمين الحلبي له إضافات في الاشتقاق، له إضافات في الاستشهادات ، في البيان ، فالسّمين الحلبي عالم، حتى المراجع التي رجع إليها بعضها مفقود ممّا يَدُّل على أنّه رجلٌ لا يُشَّكُّ في علمه، وله (كتاب الدُّر المصون في علم الكتاب المكنون)


المقدِّم : من يقرأ هذا الكتاب يا شيخ.


الضَّيف: يقرأه البَّاحثون وطلبة العلم بالدَّرجة الأولى، ويقرأه أوساط طلبة العلم.فأنا أُوصِي بهذا الكتاب طلبة وخاصة هذا الطبعة الجيِّدة وهو من المصادر المهمّة المعتمدة في معرفة مادة ألفاظ القرآن الكريم، عندما تريد تُراجعها وتستذكرها وتشرحها وتبيِّنها لطلابك.​

يتــــبع...
 
الحمد لله رب العالمين
استمعت للحلقة فى الإعادة يوم الثلاثاء ، والحمد لله انتفعت بها، وكانت أول مرة لي أتعرف على الشيخ الشهري !!!، وقد رأيته والحمد لله​
 
المقدِّم : ربَّما بعض النَّاس يَضحك على عُشَّاق الكُتُب عندما يَدخل بيته فيُشاهد مكتبته الكبيرة، هل توافق على من يقول في أنَّ من لا يُحب الكتب محروم يا شيخ؟
الضَّيف:والله طبعاً من جرَّبها وذاق لذّة القراءة والعلم فيها والـــمُتعة الحقيقة فعلاً يعتبر أنَّه محروم. بعض النّاس لا يُشاركنا هذا الرأي ويعتبرنا نحن مجانين وأنفقنا أموالنا فيما لا ينفع .
المقدِّم : الزبير بن بكار ، قال : قالت بنت أختي لأهلنا : خالي خير رجل لأهله ، لا يتخذ ضرة وسرية . قال : تقول المرأة : والله هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر.​
سؤال لكم فضيلة الشيخ: كتابٌ لم تستطع أن تُكمله.
الضَّيف: هناك كتب كثيرة الواحد يتوقف عن إكمالها لأسباب كثيرة، منها (العقل العربي) محمد عابد الجابري قرأت فيه ثمّ توقفت.
المقدّم: ننتقل لفقرة مع القُرَّاء هذه الفقرة دكتور عبدالرحمن من الفقرات الجديدة في هذه الدورة، نسأل ضيفنا عن الكتاب الذِّي يقرأه حالياً ..​
الضَّيف: الحقيقة أنا مؤخراً وصلني كتاب ثمين جِدّاً هو (فهرس المخطوطات العربية والتُّركية والفارسية في المكتبة السّليمانية ) وهذا فهرس فريد ورائع جدّاً وحديث الصُّدور1431، قام عليه الدكتور محمود السِّيد الدِّغيم وهو باحث سوري متفننّ حقيقة ومتقن للغة العربية والتُّركية واللُّغة الفارسية، وتعرف أنَّ المخطوطات في المكتبة السُّلمانية مكتوبة بالتركية كثيرٌ من معلوماتها وبالفارسية بعض المخطوطات، فهذه المكتبة السليمانية تعتبر الآن هي المكتبة الرئيسية في تركيا أشبه ما تكون بمكتبة الملك فهد الوطنية بالمملكة هنا ، فالمكتبة السليمانية هي المكتبة الأُم نفسها وملحق بها تقريبا 115 أو116 مكتبة إضافية بعض هذه المكتبات التي أُضيفت فيها تحتوي على خمسة آلاف مخطوط أو ستة آلاف مخطوط أو أربعة آلاف ، أو جُمعت من المكتبات الصَّغيرة والمساجد وأماكن الزوايا، فالدكتور محمود الدِّغيم قام بفهرسة المكتبة الأساسية وذكر في الفهرس أنَّ هذه المكتبة السليمانية تصل إلى 65 ألف مخطوطة، طبعاً الفهرسة الدَّقيقة لهذه المكتبة الحقيقة مفيدة جِدّاً للباحثين ، لذلك أنا أقول لطلاب الدراسات العليا والباحثين الذين يستمعون إلينا اقرؤوا هذا الفهرس ففيه الكثير من المخطوطات الجديرة بالتحقيق ، طبعاً هذا الفهرس دعمته مكتبة المنهاج في جدّة وجهة أو مركز تابعة لها اسمها سقيفة الصَّفا في جِدّة وطباعة فاخرة وأنيقة ورائعة جِدّاً، وفهرس مميِّر أوّل مرة تجد فهرس موجود بشكل الكتروني كامل وموجود بشكل البي دي إف، وموجود بشكل الوورد، وتستطيع أنَّك تبحث فيه عن المخطوط ، أيضاً مُزَّود بصور للمخطوطات يعني المخطوطات المميزة أوّلها وآخرها مُصَّورة ، ذكر أنَّ بعض المجامع التي فهرسها مجموع واحد فيه 79مخطوطة يعني رسائل صغيرة قد تجد فيها نفائس.يقول الباحث الآن محمود الدِّغيم الآن أنا بصدد إخراج مماثل لمكتبة راغب باشا وهو كان الصَّدر الأعظم في مرحلة من مراحل الدَّولة العثمانية المتأخرة. وقبل أن أنسى أنا أشكر الأخ عبدالحميد العمري الذِّي أهداني هذا الفهرس وأرسله لي من مكة جزاه الله خيراً
المقدِّم : أيضاً هناك أمر آخر دعم بعض المشاريع العلمية من قِبل الوقفيات أو الجِّهات الأخرى
الضيَّف: نعم ،أحيي الإخوان في سقيفة الصَّفا فهم قد بذلوها بسعر ٍ ليس بغالٍ من جهّة ، والأمر الآخر أتاحوها الآن للباحثين لو تذهب عندهم يُعطوك نسخة الكترونية مجَّاناً .
المقدّم: ثمّ أيضاً من الاهتمام بالمكتبات القديمة أنا يحضرني الآن مثل الشيخ الألباني وغيرهم
الضيّف:: لا وأيضاً نقطة أخرى يا شيخ إبراهيم ، على سبيل المثال ارجع إلى كتاب المُعرَّب للجوالقي بتحقيق أحمد شاكر وانظر إلى حديثه عن كلمة( آزر ) اسم والد إبراهيم وهل هو اسم والده أم اسم عمّه ، كلام رائع جدّاً ورجع إلى مراجع كثيرة جِدًّا مع أنّه ما يوجد بين يديه فهارس فأنا أقول لو كان بين يديهم الفهارس ماذا كانوا سيصنعون؟ بالرّغم من أنّهم يعملون في مخطوطات لا يوجد فهارس تُقرِّب المعلومات كما نصنع اليوم، فالآن بعض الباحثين تفوته معلومات موجودة في صحيح البخاري ويقول لم أجدها فيما بين يديَّ من المراجع.
 
فقرة نادي القّرّاء.. عن الكتاب نتحاور:
المقدِّم : المعاجم القرآنية هل هي بهذه الأهمية وهذه الكثرة فضيلة الشيخ.
الضَّيف: المعاجم التي تخدم الدراسات القرآنية كثيرة جِدّاً ، لكنِّي ركَّزت على المعاجم المتصِّلة بالقرآن مباشرة، فلم أذكر معاجم مصطلحات التجويد، ولا معاجم علوم القرآن، وإنّما المعاجم المتَّصلة بالنّص القرآني مباشرة، ولعلّنا نذكر سبعة عشر نوع فقط.
أسئلة المتّصلين:
نتدارس مع إخوة لنا كتاب غريب القرآن للسجستاني ، وكتاب التفسير الميَّسر ، وكتاب تفسير السِّعدي، السؤال للشيخ هل هناك كتب أخرى ينصحنا به الشيخ؟
أشيد بهذه المدارسة ونسأل الله لهم القبول، وكلّها كتب قيِّمة فكتاب التفسير الميِّسر ومدارسته مهم جِدّا، كتاب السجستاني من أهم كتب غريب القرآن لكن ترتيبه فيه نوع من الصُّعوبة لا سيما بأنّ التفسير الميسر مرّتب على حسب سور القرآن ويأتون لغريب القرآن فيجدونه مرتَّباً ترتيباً ألف بائي فيضطرب عندهم الترتيب، لكن لو يقرأون كتاب ( التبيان في غريب القرآن ) لابن الهائم طبعته دار الغرب فهو قد رتّب كتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن للسجستاني رتّبه على حسب ترتيب سور المصحف فهو أنسب لهم .
كتاب مختص بالنُّكت القرآنية في التفسير؟ الكتب كثيرة جدا ، فنختار له كتاب نظرات لغوية في آيات القرآن الكريم للدكتور صالح بن حسين العايد ، فهذا الكتاب مُشِّوق لما فوقه إن شاء الله.
طالبة مبتدئ ترغب بالاستفادة من كتب اللُّغة الخاصّة بالتفسير؟
ما دام السؤال في كتب اللّغة : فإني أنصحها بكتب البلاغة القرآنية للشيخ فضل حسن عبّاس فهذا كتاب قيِّم تعيد قراءته
من أراد التفسير الذي يتكلّم عن اللّغة الكتب كثيرة ولعل من اوسعها كتاب التحرير والتنوير للطّاهر ابن عاشور وهو كتاب ضخم لا يصبر عليه إلا طالب علم، ولكن من أجودها إرشاد العقل السّليم إلى مزايا القرآن الكريم لأبي السّعود العِمادي كتاب قيّم جدّاً في العناية ببلاغة القرآن الكريم والإعراب، استفاد من الزَّمخشري كثيراً وتجنَّب الكثير من مزالقه ووسّع عبارة الزَّمحشري حتى يُفهم .
أريد كتاب موّثق في النّاسخ والمنسوخ من آيات القرآن؟ أنصحه بكتاب الآيات المنسوخة في القرآن الكريم للدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي ذكر بأنّ الآيات التي قيل بنسخها لا تتجاوز التسع آيات. هناك نواسخ القرآن الكريم لابن الجوزي ، والنّاسخ والمنسوخ لأبي جعفر النَّحاس.
 
المقدِّم: نرجع فضيلة الشيخ لموضوعنا عن المعاجم القرآنية.
الضيّف: طبعاً الكتاب المشتمل على ترتيب معيّن يقال له معجم، معجم الأدباء ، معجم الأدوات ، معجم الصَّنائع ، فالآن نحن نتحدّث عن المعاجم القرآنية ، حاولت أن أرِّتبها على حسب الكتب الموجودة عندي في المكتبة فقط وإلا هي أوسع من ذلك فظهر عندي سبعة عشرَ نوعاً
أوّلها : المعاجم القرآنية: وكتب المعاجم كثيرة جِدّاً وأوّل ما يصح ان يُسَّمى معجم كتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن الكريم العزيز للإمام للسجستاني، لأنّه رتّبه ترتيباً هجائيا على حسب الحروف، أمّا ترتيب ابن قُتيبة ترتيب أبي عُبيدة معمر بن مُثّنى في المجاز فهو على حسب السِّور وهذا لا يُسمّى معجم.
كتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن الكريم العزيز للإمام أبي بكر محمد بن عُزَيز للسجستاني وليس ابن عُزير هناك خلاف طويل في اسمه لكن الرَّاجح هو هذا عُزِيز، توفي 330 هجرية وهذا الكتاب ميزته أنّه قرأه على شيخه أبي بكر بن الأنباري وهو من الكبار الذي تُوفي سنة 328 رتبّه على تريب الحروف وليس على ترتيب السُّور، ثمّ رتّب كل مادّة داخل الحروف حسب الترتيب الألف بائي ، مثال : باب الجيم المضمومة طبعاً هو يُقدِّم الكلمة المفتوحة ثمّ المضمومة ثمّ المكسورة ، مثال : (جُناح) : إثمٌ ، ثمّ جُنبٌ غريب وجُنُبٌ بعيد كما في قوله تعالى ( فبصُرَت به عن جُنُب) أيّ عن بُعدٍ، وجُنُبٌ الذي أصابته جنابة إلى آخره. فالكتاب مُركّز فكان ترتيبه للكتاب مفاجئ للنّاس وغير معهود فجاء ابن الهائم فرتّبه على حسب سور القرآن الكريم وأجاد في ذلك.
من كتب المعاجم : قاموس الألفاظ القرآنية ، المستشرقين كتبوا عن هذا النُّوع عدّة كتب منها ( سلك البيان في مناقب القرآن) لجوهان بيرنيس، وقاموس الألفاظ القرآنية لأحد المستشرقين ، أيضاً معجم الكلمات الأثرية في القرآن والمعلّقات لأحد المستشرقين كتبه وشرح فيه 96 كلمة من غريب القرآن الصعبة وشرحها على المعلّقات واستشهد عليها من الاشعار التي وردت في المعلّقات بالذّات ، أيضا كتاب معاصر جميل جِدّاً : اسمه كتاب معجم ألفاظ القرآن نادرة الاستعمال في لغتنا المعاصرة للدكتورين نشأت صلاح الدِّين، وحامد عبدالهادي ، هذا كتاب جيّد طُبِع في الوقف السُّني في العراق مؤخّراً ، هذا جيّد للبَّاحثين الآن أنصح به لأنّ على الأقل لو لم تستفد منه إلا أنّه يجمع لك الألفاظ الغريبة ، لأنّ غريب القرآن مسألة نسبية فما هو غريب عند شخص قد لايكون غريب عند شخص آخر وأيضاً ما هو غريب علينا اليوم قد لا يكون غريب على المتقدِّمين، فحاولوا أن يذكروا الألفاظ الغريبة في الواقع.
المقدِّم: لكن هل كان الأئمة في السّابق كالسجستاني مثلاً يرى أنّها غريبة على مجمل النّاس ، او أنّه يخشى أنّه ياتي في زمن لا يفهمه النّاس.
الضّيف: الحقيقة هذه مسألة درستها في أحد البحوث وهو ( غريب القرآن مسألة نسبية من حيث الزَّمان ومن حيث المكان) فمجاز القرآن لأبي عبيدة العدد فيه قليل ، وكنت أجريت موازنة لعدد من السّور، فوجدت أنّ أي ّسورة من السُّور خذها عند أبي عبيدة تجد عنده سبع كلمات شرحها، أمّا ابن قتيبة تجد أنّها قد زادت ، تأتي عند الإمام السجستاني تجد أنّها قد زادت اكثر، عند المفردات للرّاغب الأصفهاني استوعب المفردات كلّها ولم يقتصر على الغريب فقط، فأنا قدّمت الغريب وقلت معاجم الغريب التي رأى أصحابها أنّها غريبة فعلاً.
 
النوّع الثاني من المعاجم: معاجم الألفاظ مع شرحها ،، والغريب أقل من معجم الألفاظ ،، من أمثلة معجم الألفاظ : (معجم الألفاظ) للرّاغب الأصفهاني ، ومثل( عمّدة الحُفّاظ) للسَّمين الحلبي، ومنها (معجم ألفاظ القرآن الكريم) الذي صدر عن مجمع اللغة العربية في القاهرة ( هذا كتاب ثمين وأنا أنصح به) وطُبع على سنوات وكانت فكرته أنّه قد اقترح محمد حسين هيكل رحمه الله عام 1360 اقترح أن يُصنّف معجم لمفردات القرآن الكريم بحيث يتناول معاني هذه المفردات في الوقت الذي نزلت فيه في وقت الوحي، ثمّ كيف تطوّرت بعد ذلك ، وهذه فكرة رائعة جِدّاً ، وبالمناسبة هو الذِّي قدّم لكتاب ( المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) لمحمد فؤاد عبدالباقي، فبقي الكتاب عشرين سنة وهم يكتبون فيه ثمّ أصدرته دار الشُّروق بطبعة أنيقة، وقام على هذا الكتاب عبدالفتاح فرّاج ثم توالى عليه اللُّغويِّون من أساتذة المجمع اللُّغوي وإبراهيم مذكور وغيرهم فهو كتاب قيّم مثال : مادة( رَجَف) وردت في القرآن الكريم في أربع مواضع : ترجُفُ، الرَّجفة، الرَّاجفة، المرجفون. أولاً: رجَفَ يرجُفُ رجفاً ورَجفاناً تحرّك واضطرّب اضطراباً شديداً ، ترجُفُ : يوم ترجُفُ الأرض والجبال ، والرَّجف الاضطراب منه قوله: فأخذتهم الرّجفة، الرَّاجفة الواقعة التي تزلزل عندها الأجرام ومنه يوم ترجُف الرّاجفة . وأرجفه زلزله وحرّكه حركةً شديدة وأرجف إرجافاً خاض في الفتنة والأخبار السيئة فهو مُرجف. والمرجفون الذّين يُشيعون في النّاس الأخبار السَّيئة ليوقعوهم في الاضطراب ( لئلا ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنُغرِّينك بهم ).
النوع الثالث : المعاجم المُفهرسة لألفاظ القرآن الكريم دون شرح : مثال : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبدالباقي هذا كتاب رائع جدّاً للباحثين ، مثلاً مادة ( رَجف) المرجفون ترجف الرّاجفة تجد كل الكلمات موجودة في مادة رجف وكذلك تجد رقم الآيات واسم السُّورة .محمد فؤاد عبدالباقي استفاد من كتاب نجوم الفرقان في أطراف القرآن للمستشرق فلوجن، وبالمناسبة المستشرقون في الآونة الأخيرة وحتى ذكر هذا محمد حسين هيكل في مقدِّمته قال: وقد سبقنا المستشرقون في تأليف هذه المعاجم مؤخَّراً كتبوا المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، وكتبوا المعجم المفهرس للحديث النبوي وهو طبعاً مترجم.
تحتاج للمعجم المفهرس عندما تستشهد عندما تخطب خطبة جمعة تريد أن تستشهد بآية قد تفوتك فتستفيد منه هناك أيضا محاولات معاصرة كتاب : معجم ألفاظ القرآن الكريم لحسَّان عبدالمنَّان ، الدّليل الكامل لآيات القرآن الكريم حسين محمد الشّافعي على غرار الفهرست القرآني للدكتور أشرف عبد الغني الهرّاس ،ومنها المعجم الميِّسر لألفاظ القرآن الكريم حسب بداية الكلمة للشيخ إبراهيم رمضان كلّها على المنوال. لكن يبقى أشهرها كتاب المعجم المفهّرس لألفاظ القرآن الكريم .
سؤال من المتصلين وقد أشار إلى كتاب عمدة التفسير لأحمد شاكر: فضيلة الشيخ ما هو الاختصار الأمثل لتفسير ابن كثير ؟ كتاب عمدة التَّفسير من تفسير ابن كثير للشيخ أحمد شاكر الشيخ طبع ثلاثة أجزاء من الكتاب ووصل إلى سورة الأنفال تقريبا، ثمّ ما بعد ذلك لم يختصره الشيخ ولم يُشرف عليه ، الآن مؤخراً طبعت دار طيبة الاختصار كامل ، ولو طُبعت بين يدي الشيخ لرُّبما أضاف ورُبما نقّح فلعل هذا هو سبب الضّعف في آخره ، وهناك كتاب أراه في نظري مناسباً وهو (اليسير في اختصار تفسير ابن كثير) هذا مجلّد ضخم قام عليه ثلاثة من الإخوة الباحثين وأشرف عليه الشيخ صالح بن حميد.
عودة على كتب المعاجم القرآنية :
رابعاً: المعاجم المفهرسة للأدوات والضمائر : مثل دراسات أسلوب القرآن للدكتور محمد عبدالخالق عظيمة رحمه الله، فالقسم الأوّل من الكتاب تكلّم فيه عن الأدوات والضمائر ، الشيخ لم يصنع فهرس في الكتاب في الأخير ولو صنعه لكان رائعاً وهو جدير أن يُفهرس، الحروف مثل : حروف المعاني كل حرف له وظيفة، سواء لغوية او نحوية أو صوتية.
هناك كتاب (معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم) للدُّكتورين إسماعيل عمايرة ، وعبدالحميد السَّيد ويُمكن ان نُلحق بها
(معجم حروف المعاني في القرآن الكريم ) في ثلاث مجلدات لمحمد حسين الشَّريف وهو كتاب قيِّم جِدّاً لا يُستغنى عنه . فهرسَ فيه مثلاً لكل حروف الاستفهام ، وذكر مواضعها، حروف العطف، حروف الشَّرط، حروف الجزاء إلى آخره..
على سبيل المثال : مثل كلمة أحزاب، تحدّث عن همزة الاستفهام ثمّ أشار إلى مواضعها في القرآن الكريم مثل : سواء عليهم أأنذرتهم ام لم تنذرهم. أيضا: قالوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ، قال: ألم أقل لكم . فإذا أردت ان تبحث عن همزة الاستفهام تجده هنا.
كتاب آخر متعلّق بالصرّف: وهو أشبه بالمعجم الصَّرفي للقرآن الكريم واسمه ( معجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن الكريم ) للأستاذ أحمد محمد الخراط. يعني هي المفردات التي وقع فيها إبدال أو إعلال مثل إنّما توعدون لآتٍ . آتٍ هنا وقع فيها إعلال لأنّ أصلها آتيٌ فحُذفت الياء فأصبحت آتٍ فهو قد درس كل المفردات التي في القرآن الكريم التي فيها إعلال أو إبدال قسّممها قسمين الأسماء والأفعال، فهو كتاب قيّم أنا أنصح به الإخوة الباحثين طبعته دار القلم قديماً.
خامساً: معاجم القراءات القرآنية : معجم يجمع القراءات القرآنية في القرآن الكريم حسب السُّور، فيأتي إلى السُّورة ثمّ يورد المفردات التي وقع فيها خلاف بين القرّاء العشرة أو الأربعة عشر .
ومن أشهرها الآن : معجم القراءات القرآنية لأحمد مختار عمر ولعبد العال سالم، وأجود منه : معجم القراءات لعبداللطيف الخطيب في أربعة عشر مجلّداً ، فأيّ لفظة تريد أن تعرف القراءات فيها تذهب إلى موضعها حسب ترتيب المصحف، وتجد أنّها قراءة فلان وفلان وفلان ، ويُرجعك إلى المراجع.
فكرة المعاجم كلّها سواء في القرآن الكريم أو غيرها : تقريب المعرفة ، تقريب الألفاظ، تقريب الموضوعات ، تقريب المعاني
من المعاجم القرآنية الممتازة جدّاً والتي رأيتها:
( المعاجم التي تجمع بين النّوعيين معجم موسوعي لألفاظ القرآن الكريم وقراءته ) من أجود المعاجم ضخم جداّ لأحمد مختار عمر
قاموس الألفاظ القرآنية لحسين الشّافعي رائع جّدا فهرس الأفعال والأسماء الصَّريحة والأدوات والضّمائر.
سادساً: هناك معاجم أخرى معجم الموضوعات، ومعجم الأمكنة ، معجم المواضع ، معجم الحيوانات ، ومعجم الألفاظ الاقتصادية
وهناك معجم لطيف جِدّاً: معجم للتّراكيب المتشابهة لفظاً في القرآن الكريم ) مثلاً ( أولم يروا) (ألم تَر) ( أولا يعلمون) وأمثالها تريد أن تعرف أين وردت في القرآن الكريم.
هناك : معاجم للنّبات ، ومعاجم للحيوان ، ومعاجم للأعلام في القرآن الكريم .
المقدِّم : جميل جِدّاً ،كثير من النّاس يظن أنّه ليس هناك وفرة في المعاجم القرآنية، أشكرك فضيلة الشّيخ شكراً جزيلاً على هذه الفائدة والإمتاع .
 
فقرة : شوارد وفوائد في غير مظانها ... لا يحصل عليها إلا من جَرَد الكُتب واطّلع عليها:
من كتاب : فهرس المخطوطات العربية والتُّركية:​
يقول المؤلف الدِّغيم عن الخليفة المتوكِّل يتحدّث في وقت إقامته للسُّنة وقمعه للبدعة :
وبنفس الوقت أغلق باب الاجتهاد بوحه أهل الأهواء والبدع من المعتزلة، والباطنيين، والزَّنادقة، والمارقين من الدّين. وحصل الاجتهاد بالمجتهدين من أتباع المذاهب السُّنية الأربعة، ثمّ ذكر في الهامش قال : إنّ البَّاطِنيين قد عكسوا الصُّورة وادّعوا أنَّ المتوكِّل أغلق باب الاجتهاد بوجه المسلمين عامّة، وهذه أكبر كِذبة انطلق لها بعض المؤلّفين في تاريخ أصول الفقه.
وأنا فعلاً أقرأ كثيراً في كتب أصول الفقه أنّه أُغلق باب الاجتهاد، وأنّه من أسوأ ما مرّ إغلاق باب الاجتهاد
من كتاب جلاء الأفهام في فضل الصّلاة والسّلام على رسول الله لابن قيم الجوزية
حديثه في المفاضلة بين أمهات المؤمنين : خديجة بنت خويلد وعائشة بنت الصدِّيق رضي الله عنهنَّ : قال وهو يتحدّث عن خديجة واُختلف في تفضيلها على عائشة رضي الله عنها على ثلاثة أقوال ، وسألت شيخنا ابن تيمية رحمه الله تعالى فقال : اختص كل واحدةٍ منهما بخاصّة فخديجة كان تأثيرها في أوّل الإسلام، وكانت تُسَّلي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وتُثَّبته وتُسَكِّنَهُ وتبذلُ دونه مالها فأدركت غُرّة الإسلام ، واحتملت الأذى في الله وفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم فكانت خير نصير لرسول الله في أعظم أوقات الحاجة فلها من النُّصرة والبذل ما ليس لغيرها. وأمّا عائشة رضي الله عنها فتأثيرها في آخر الإسلام فلها من التفّقه في الدِّين وتبليغه إلى الأمّة وانتفاع بنيها بما أدّت إليه من العلم ما ليس لغيرها.
المقدِّم: ولكن رأيت الإمام الذّهبي قد قدّم خديجة على عائشة في الفضل وذلك في فصل سيرة عائشة رضي الله عنها وأرضاها وفي النِّهاية فضّل خديجة رضي الله عنها.
فائدة أخرى من كتاب التسهيل لابن جُزّي الكلبي في التفسير
فائدة في أصول الفقه : عند قوله تعالى ( وأحل الله البيع) قال ابن جُزّي هذه الآية ردٌ على الكُفّار وإنكار للتسوية بين البيع والرِّبا، وفي ذلك دليل على أنّ القياسَ يهدمه النّص لانّه جعل الدّليل على بطلان قياسهم تحليل الله وتحريمه. يعني ما قال الله أخطأتم في القياس عندما قالوا البيع مثل الرِّبا بل أبطل الله هذا القياس وقال : وأحلّ الله البيع وحرّم الرِّبا .
فقرة اخترنا لكم... كتاب ينصح به الضّيف:
أنصحهم بكتاب صغير الحجم كثير النّفع وهو كتاب قواعد في معرفة البدع طبعته دار ابن الجوزي في 191ص، قرأته ثلاث مرّات، ذكر فيه 23 قاعدة ممتازة جِداّ في معرفة البدع وأنا انصح به الإخوة يقرأوه ويُكرِّروه ويحفظوه إن استطاعوا وأنا رأيت الشيخ عبدالرحمن المحمود شرح هذا الكتاب. وهو كتاب قيّم
كتاب معرفة قواعد البدع .. للشيخ: محمد بن حسين الجيزاني
شرح صوتي للكتاب شرح فضيلة الشيخ عبدالرحمن المحمود
المقدِّم : أحسن الله إليكم ،الحقيقة أمتعتنا يا شيخنا الكريم، وأترك لكم في نهاية الحلقة مساحة مفتوحة تخاطب فيه المشاهدين.
الضيّف : أسأل الله أن يتقبّل منّا ومنكم أيّها الإخوة المشاهدون وشكر الله لكم يا شيخ إبراهيم ، و أنا أحيي المشاهدين وأنصحهم فعلاً بمصاحبة الكتاب لأنّ الكتاب فعلا يزيد في عقلك وهو طريقك إلى عالم المعرفة،وخير الأوقات هي الأوقات التي تقضيها مع الكتب وخاصة التي حول القرآن ، وأنصح نصيحة نصحها الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه ( الموافقات) عندما نصح بالقراءة في كتب المتقّدِّمين وأهل السنّة ، أنصحه أن يقرأ للمتقدِّمين من العلماء فهم أقعد وأعلم وألفاظهم أكثر جزالة وبركة وفي كل علم في الفقه وأصول التفسير وعلوم القرآن وفي غيرها لكلامهم من البركة ما لاتجد في غيرهم من المتأخرين. والعناية بالوقت في سبيل ذلك.
المقدّم : شكر الله لكم فضيلة الشيخ .. ضيف اللّقاء يوم الأحد : هو الدكتور : حاتم الشَّريف .. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أحسن الله إليكم أخي إبراهيم على حسن ظنك بأخيك ، وتكرار إزعاج المشاهدين باستضافتي . وأشكر كل المتابعين الفضلاء وأخص الأخت أم عبدالباري التي تفضلت بكتابة الحلقة وصبرت على ذلك وأسأل الله أن يضاعف أجرها .

لقد استفدت من هذه الحلقة أكثر من أي شخص آخر ، فقد توقفتُ مع هذه المعاجم أثناء الإعداد للحلقة ، وبعضها عهدي به بعيد مع قربه مني في المكتبة ، وقد ظهر لي حاجة موضوع المعاجم القرآنية خصوصاً إلى تتبع وكتابة علمية تنظم عرض جهود العلماء في صناعة هذه المعاجم المختلفة في خدمة القرآن وتقريب معارفه جزاهم الله خيراً .
نسأل الله أن يمنحنا الوقت والقدرة للاستمتاع بقراءة هذه الكتب القيمة والإفادة منها ، فإ، الحياة بين الكتب نعمة عظيمةٌ نسأل الله من فضله الواسع ، فكمْ له مِن نعمةٍ علينا ، ومِنَّةٍ أوصلها إلينا سبحانه وتعالى .
 
أشكرك أختي أم الباري على جهدك بارك الله بك.
وأشكر شيخنا - أمد الله عمره على الخير - على جهده الواضح في البرامج الإعلامية . وقد استفدت كغيري من هذه الحلقة ، وبارك الله في كل من سعى في إخراجها.
 
عودة
أعلى