حلقة تلفزيونية لي في الإنتصار للقرآن الكريم-طارق منينة

جزاكم الله خير وبارك فيكم.
لو يتم إنشاء مدونة لجمع وتصنيف هذه النصوص ومقالاتكم في "فيسبوك"، وتفريغ وتبويب بعض محتوى الكتب المشار إليها في المقابلة، بالأخص مجلدات "أقطاب العلمانية في العالمين العربي والإسلامي"، لأهميتها التوعوية، ولتكون مرجع مركزي على (النت) لمواجهة أفكار العلمانية ورموزها، والطاعنين في القرآن الكريم.
نفع الله بكم المسلمين.
 
المشكلة ان اقطاب العلمانية غير مصور
غير موجود على النت
ولاعلم لي بكيفية تصويرها
لكني اضع في حسابي تحت اسمي على الفيسبوك كثير مما كتبته في الاقطاب او مزيد من الخواطر المرتبطة بالموضوع
 
جزاك الله خيرا.
العلمانية هي بفتح العين، ولعل الشيخ لم يطلع على معناها اللغوي او لم يعبأ به فقد شغله المعنى الاصطلاحي المستعمل، واما يوسف زيدان فقد بدا منه عِلمه بالمعنى اللغوي ولكنه استنبط منه استنباطا خطأ، واحسن من فسر العَلمانية وبين معناها وتاريخها هو الدكتور عبدالرحمن السليمان وقد عثر على نصّ من القرن العاشر الميلادي ذُكرت فيه العَلمانية بمعنى العامي الذي لا يعمل في الكنيسة ولا ينتسب إليها.
وأرى ان فهم اصل هذه الكلمة يعين على فهم معانيها المتطورة.
 
مشاهدة المرفق 10148
عَلماني، عالَماني (نسبة الى العالَم بمعنى الدنيا، أي العلماني من كان عمله دنيويا غير ديني)، معجم اللغة العربية المعاصرة لمؤلفه هانز فير.
 
في نصكم المرفق جعل الدكتور علمانية بلجيكا جزئية وعلمانية فرنسا شاملة لان في بلجيكا سمح لحزب مسيحي ان يحكم او يدخل الانتخابات ونسي الدكتور ان الذي يحكم مسار الاحزاب ويخضعها لقوانينها في بلجيكا هي العلمانية الشاملة
فالتفرقة التي افتعلها غير صحيحة
كما اننا نتكلم عن مفهوم العلمانية الفرنسي والكوني بصرف النظر عن قمعية نظام علماني او عدم قمعيته
ثانيا فمفهوم الدنيوة في العلمانية يدخل ايضا حيز ماتؤوله العلمانية على انه من العلم
ففرضيات الدنيوية التي هي علم عندهم والتي تنقض اصول الانسان والدين مثل الداروينية هي من العلمانية بالكسر
هم يدعون انها صحيحة ونحن نقول لهم هذه العلمانية انما هي اخضاع العلم للفرضيات وسوق الحياة كلها في اطارها وفلسفتها اي فلسفة الفرضيات التي تتأسس على العلم الدنيوي المختزل للظواهر والناقص غير المكتمل
فأيا كان بالفتح او الكسر فهي دنيوية دهرية مادية علما منحرفا عن العلم الحقيقي ام دنيا بدون دين
 
بداية موفقة في الظهور التلفزي، أستاذنا طارق؛ وفقك الله لما فيه خير الدين والدنيا والآخرة.

بالنسبة للعلمانية هي صحيحة بالكسر والفتح معا. العِلمانية هي فصل العِلم عن الدين، والعَلمانية إما شمولية فتكون فصل الدين عن الحياة، وإما جزئية أي فصل الدين عن السياسة. أما الأخ الذي تحدث عن علمانية المملكة البلجيكية وعلمانية الجمهورية الفرنسية فربما هو ينطلق من رؤية أخرى لا فرق فيها بين اللائكية والعَلمانية، ويمكن الوصول إلى نتائج أخرى عندما تنطلق من منطلقات مغايرة .. وكلها أمور لا تهم عندما تنظر في الواقع المعاش في الأدب والإجتماع والثقافة والسياسة والمعرفة.. سترى علمانيات متعددة. خذ العِلمانية على سبيل المثال لتنظر في حالها وسترى عِلمانية تقول بفصل العِلم عن الدين لأن بين العلم والدين تناقضا، ثم علمانية أخرى تقول بالفصل ذاته لأن بين العلم والدين تمايزا من غير تناقض، ثم علمانية تقول بهذا الفصل لأن بين الدين والعلم تباينا من غير تناقض ولا تمايز، ثم علمانية نفعية تحكم على العلاقة بين العلم والدين بالفصل أو الوصل حسب المنفعة في المقولة، دينية أم علمية كانت، أي أن المقولة الدينية مقولة علمية معتبرة وصحيحة عندما تأتي بمنفعة للفرد أو للمجتمع أو للتطور المعرفي .. إلى آخره. وكذلك بالنسبة للعَلمانية علمانيات كثيرة ونرى هذا التعدد والإختلاف في العلمانية بين الدول في الدساتير والقوانين والحقوق، ولا يهم أي شيء يحكم مسار الأحزاب ـ أوالهيئات والمؤسسات ـ لأن تلك القوانين في النهاية خاضعة للوثيقة الدستورية التي هي نتيجة عقد إجتماعي أفرزته سيرورات كثيرة، وما مرت به الدول الكاثوليكية غير التي تمخضت عنه تشكيلة الدول البروتستانتية أو الأرثدوكسية (اليونان مثلا).. وتبقى هناك نقطة أخرى هي فصل الأخلاق - أو القيمة بشكل عام - عن الدين وهي الدهرانية، إلا أن اللائكية تتضمن هذه الدهرانية لذلك هي لا تسمح لحزب سياسي بمرجعية دينية..

وتلك الحلقة اغلب الحديث فيها كان حول العِلمانية، التي تريد تفريغ الدين من المحتوى المعرفي (التفسيري والخبري) الذي لا يتوافق مع معطيات المناهج الوضعية المستحدثة، وفي إطارها لا معنى لقولنا ان هذه النظرية أو تلك نظرية متجاوَزة إلا إذا وُجِد البديل التفسيري من داخل التصور العِلماني، فالإختلاف مع العِلمانية هو في المنطلقات والمسلمات؛ والملاحظ أيضا أن أقطاب العلمانية في غالب الأحيان يناقشون تأويلات لتلك المحتويات المعرفية (عِلمانية) والحُكمية (عَلمانية) والقيمية (دهرانية) وليس تلك المحتويات نفسها، بل نختلف مع بعض العلمانيين في أصول الإيمان: الإيمان بالله والوحي والنبوة؛ فكيف تناقش عِلماني كهذا في "تاريخية" موسى عليه السلام؟!! غير ممكن، لذلك الإمام القرضاوي في كتابه "الإسلام والعلمانية: وجها لوجه" تحدث عن أمور لابد منها في الحوار مثل تحديد المواقع أو الهويات لكل من الطرفين المتحاورين وتحديد المفاهيم مثل المراد بالإسلام والعلمانية.

قد تحاور مع عَلماني يريد فصل الدين عن الدولة وتسأله ماذا يريد بالدين وماذا يريد بالدولة وهل يتحدث عن التشريع أم الحكم (القضاء) أم السلطة أم الأجهزة التنفيذية .. إلخ. هب مثلا تدخل في حوار مع عِلماني يدعو إلى فصل العلم عن الدين لأن بينهما تناقضا ويأتي لك برواية (..، فبسطت الأرض على ظهر النون، ..) فيقول لك العلم الآن ما فيه شيء الأرض مبسوطة لا على ظهر حوت ولا ظهر بقرة. هنا، من الأشياء التي ستفكر فيها تحديد "الإسلام". الرواية تلك لا آية قرآنية هي ولا حديث، بل أثر عن إبن عباس، إلا أن الكلام هذا تدخل في أمور غيبية وبالتالي هو مما يحكم له بالرفع خاصة وأن الإسناد قد تم الحكم عليه بالصحة بل "الحديث" صحيح على شرط الشيخين كما قال أصحاب الصناعة الحديثية، وهذه قاعدة قد لا تطبقها على أسانيد أخرى كما حصل مع رواية (إن الله خلق التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد..) والرواية "حديث" عند مسلم وغيره لكن كلام كعب الأحبار عند البخاري وغيره، إلا أن كعب الأحبار أيضا من الصحابة، وإن كان على دين "أهل الكتاب" قبل أن يسلم، فكذلك من الصحابة من كان له علم بكثير أو بقليل من "الإسرائيليات" خاصة أنه قد روي (..، حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ..) كما في البخاري، أو لا تعترف بالقاعدة على أنها من الوسائل الصحيحة التي تحدد النص الذي ينتمي إلى الإسلام من غيره، وتكتفي بالقرآن والحديث، لكن الأحاديث هذه منها الصحيح ومنها ما دون ذلك، والصحيح أو الضعيف منها هي عند من هي كذلك داخل نفس الطائفة؟ وقد لا تكون من السنة اصلا فتكون من الزيدية أو الإباضية أو الصوفية أو من "المسلمين بلا طائفة"، فكيف تحاور ومن تحاور وبما تحاور وفي ماذا تحاور، أو ماذا قبل التعرف على مقولات أقطاب العلمانية ؟

مما لاشك فيه أن لأقطاب العلمانية (نتيجة طبيعية لإلتقاء الحضارات واصطدام الثقافات) إيجابيات رغم قلتها أمام السلبيات والتي تصب في التشكيك لرفع "عوائق" القدسية بالأنسنة والسماوية بالعقلنة والحكمية بالأرخنة عن القرآن الكريم. وربما الجانب الإيجابي هو التعرف على الذات من أجل تقويم التراث وتجديد الخطاب الديني إلى جانب الاستيقاظ من النوم والغيبوبة!
 
شكرا يااستاذ شايب بارك الله فيك ونفع بك
 
سأرجع للنصوص المكتوبة من قبل الأحبة إن يسر الله الوقت
 
عودة
أعلى