طلال بن صالح النفيعي
New member
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]حكم متابعة الإمام في وصل الشفع بالوتر
[/FONT]
[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أما بعد؛ فهذان تنبيهان لهما تعلق بصلاة التراويح، أحببت ذكرهما، لاسيما ونحن في شهر رمضان المبارك.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أقول[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]: إن لصلاة التراويح صفاتٍ كثيرةً، منها ما هو مشروع، ومنها ما هو ممنوع، ومنها ما جمع بين السنة والبدعة، وهو ما يسمى عند الفقهاء والأصوليين: بالبدعة الإضافية![/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]وأيًّا كان الأمر، فإن التنبيهين هنا واقعان على صفة صلاة التراويح ذات الركعات الثلاث، وهذه الصفة لها أيضا: صفتان: متفرقة ومتصلة.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]وأقصد بالمتفرقة منها[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]: التي يُسلمُ منها بعد ركعتين، ثم يُوترُ بعدها بركعة واحدة.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أما المتصلة: فهي التي تُصلّى بثلاث ركعات متصلات، لا يجلس فيها إلا في التشهد الأخير، ثم يُسلمُ منها![/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]وكلا الصورتين جائزة شرعا.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]والصلاة المتصلة بسلام واحد، هي المقصودة بالتنبيهين هنا![/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]وقبل الشروع في بيان التنبيهين، كان علينا أن نذكر بعض الأمور المهمة:[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]الأول: [/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]على المسلم أن يفرق بين العبادات ذات النية المطلقة، وبين الصلاة ذات النية المقيِّدة![/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]فالمقيدة منها، مثل: نية صلاة الفريضة، والسنن الرواتب، وركعة الوتر، ونحوها.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]والمطلقة منها، مثل: نية صلاة ما بعد طلوع الشمس وغروبها، وصلاة الليل، ونحوها، لقوله ﷺ:[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)] "صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة" [/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أحمد.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]الثاني[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]: لا يجوز للمصلي أن يقلب النية المطلقة إلى المقيدة، أي: إذا صلى قيام الليل مثنى مثنى، ثم بدأ وهو في الصلاة أن يقلب نيته إلى صلاة الفجر، فهذا لا يجوز ولا يصح منه، بخلاف قلب نية الصلاة المقيدة إلى صلاة مطلقة.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]وكذا لا يجوز قلب نية مقيدة إلى مقيدة، كمن قلب سنة الفجر إلى فريضة الفجر، وفي هذه الصور وغيرها بحوث كثيرة ليس هذا محل بحثها.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]الثالث[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]: أن الوتر: هو الفذ الفرد الواحد الذي لا شفع له ولا ثاني، وهذا المعنى مما أجمع عليه أهل العلم بعامة دون خلاف بينهم![/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]الرابع[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]: أن الوتر مقصود لذاته،[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)] "لأن الله وتر يحب الوتر" [/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أحمد؛ لذا فإنه يحتاج إلى نية مقيدة مقصودة، يوضحه الآتي:[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أنّ من صلّى بالليل عشر أو عشرين ركعة، ولم يوتر فيها، لا يقال عنه: أوتر أجماعا![/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]وأنّ من اقتصر على ركعة واحدة بالليل، فيصدق عليه أنه أوتر؛ بخلاف لو اقتصر على ركعتي الشفع![/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]الخامس[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]: أنّ الشفع تصلح له نية واحدة، سواء صلاها اثنتين فقط أو عشر ركعات أو أكثر، أما الوتر فيحتاج الى نية مقيدة مستقلة، لكونه مقصودة لذاته، كما مر معنا.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]السادس: [/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أنّ قول بعض الصحابة بأن النبي ﷺ: أوتر بثلاث أو أوتر بخمس ونحوه، فهذا من باب تسمية الشيء بأخص صفاته وأهمها، كقوله ﷺ:[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)] "الحج عرفة" [/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أحمد، وقوله:[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)] "أعنِّي على نفسك بكثرة السجود" [/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]مسلم، وقد أجمع أهل العلم: أنّ المسلم لو اقتصر في حجه على الوقوف بعرفة لم يصح حجه، وكذا لو اقتصر في صلاته على السجود لا تصح صلاته![/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]ولهذا قالوا: هذه الأحاديث ونحوها لا ظاهر لها، لكونها خرجت من باب التغليب والتجوز، لا في حقيقة الأمر![/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]ويدل على ذلك[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]: أنّ المسلم لو نوى أن يُوتر بإحدى عشرة ركعة، أو بثلاث ركعات، غير أنه لم يوتر فيها، فلا يقال عنه: إنه أوتر أجماعا، لأن النية شيء، وحقيقة الأمر شيء آخر، فلابد من نية وعمل، وقد قال النبي ﷺ[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]: "إنما الأعمال بالنيات" [/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]متفق عليه.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]وهذا ما نص عليه النبي ﷺ بقوله:[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)] "صلاة الليل مثنى مثنى، تسلم في كل ركعتين، فإذا خفت الصبح؛ فصَلِّ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ مَا قَبْلَهَا" [/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أحمد، والشاهد منه: أنه ﷺ جعل الوترَ حقيقةً شرعيةً مقصودةً لذاته، كما أنه أضاف اسم الوتر لما سواه من الصلوات من باب التغليب، كما هو ظاهر الحديث.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]ومن خلال ما مضى ذكره، أحببت أن أذكر نفسي وإخواني المسلمين بهذين التنبيهين، كما يلي:[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]التنبيه الأول[/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]: على الإمام إذا أراد أن يوصل الشفعَ بالوتر: أن يُخبر المأمومين بأنه سيوصل الشفعَ بالوتر، كي يستحضر المأموم نيةَ الوتر.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]التنبيه الثاني: [/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]إذا لم يُنبّه الإمامُ على وَصله الشفع بالوتر، وقد دخل المأموم معه في الصلاة بنية الشفع، كما ظاهر حال كثير من الأئمة والمأمورين هذه الأيام: فللمأموم والحالة هذه: أن يتابع إمامه، حتى إذا سلم الإمام، قام المأموم إلى الرابعة، كي يشفع صلاته، ثم يسلم منها، ثم يصلي بعدها ركعة واحدة بنية الوتر، لكونها صلاة مقصودة، تحتاج إلى نية مقيدة، كما مر معنا.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]ثم اعلم أخي المسلم: [/FONT][FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أنّ كل ما ذكرته هنا من أحكام فقهية وتفريعات أصولية: عبارة عن تخريجات لهذه المسألة بطريق الاجتهاد، ومسلك التنبيه، كي يحتاط المسلم في صلاته![/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]أما من تابع إمامه في الابتداء والانتهاء دون أخذ بما ذكرناه هنا: فصلاته صحيحة، لكن الأولى بالمسلم أن يحتاط في صلاته بما هو أكمل للعبادة، وأقرب للدليل، وأظهر للتعليل، والله تعالى أعلم.
[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]وكتبه [/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]الشيخ د/ ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]( ١ / رمضان / ١٤٤٠ )[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]الشيخ د/ ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي.[/FONT]
[FONT=Segoe UI Web (Arabic)]( ١ / رمضان / ١٤٤٠ )[/FONT]