حكم قول: بسم الله عليك؟ الشيخ د/ ذياب بن سعد الغامدي.

إنضم
11/08/2014
المشاركات
95
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المملكه العربية
س/ ما حكم من يقول عند إصابة ابنه بمكروه، كسقوط ونحوه: بسم الله عليك، وهل فيه محذور شرعي؟
ج/ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين.
وبعد، فإن قول بعضهم عند إصابة ابنه أو ماله أو غيره بمكروه: بسم الله عليك، أو بسم الله عليه، فإن مثل هذا الدعاء لا يستقيمُ لغةً ولا شرعًا، يوضحه الآتي:
١ـ أن التسمية مركبة من جملتين، فمن لم يدركهما، فلن يعرف معناها ولا مبناها، لأنَّ حقيقةَ معناهما متوقفٌ على حقيقة ما يُضْمرُه العبدُ في نفسه، من خلال مراده عند تلفظه بالتسمية.
ـ فمن قالها عند قراءة القرآن، فإن مراده من قولها: بسم الله أقرأ، ومن قالها عند الأكل فمراده: بسم الله آكل، ومن قالها عند الوضوء فمراده: بسم الله أتوضأ، وهكذا في جميع مواطن ذكرها.
لأجل هذا، فلا بد لقائلها من إضمارِ محذوفٍ يقصده، سواء كان المحذوف فعلا أو اسما، وإلا كان جاهلا بمعناها الشرعي.
٢ـ أما المراد بالتسمية: فهو طلب الاستعانة والتوفيق والبركة من الله تعالى، فكلُّ من قالها عند القراءة، فمراده: طلب الاستعانة بالله على القراءة، وهكذا في جميع حالاتها.

٣ـ إذا علمنا أن معنى التسمية: هو طلب الإعانة من الله تعالى، كان علينا ألا نُعدِّيها بحرف "على"، لأن ذلك يُخرجُها عن معناها الشرعي واللغوي، لأننا إذا عدَّيناها بحرف "على"، أصبح معناها هكذا: أطلب الاستعانة على ولدي، لا أطلبها لولدي، فافهم هذا!
لذا، كان الصحيح أن يقتصر الرجل عند سقوط ابنه ونحوه على قول: بسم الله.
كما عليه أن يضمر متعلقها، فإن أراد ذكره، فليقل: بسم الله تَسْلم أو تقوم ونحوها دون اقترانها بحرف "على".
٤ـ أن التسمية قد شرعت في مواضع كثيرة في القرآن والسنة، وليس فيها حالة واحدة قد تعدَّت بحرف الجر "على".
فانظر مثلا: بسم الله أموت وأحيا، بسم الله أضع جنبي، بسم الله أرقيك، بسم الله ولجنا، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، وغيرها كثير ليس هذا محل ذكرها.
٥ـ ومن خلال ما ذكرناه هنا، فإنه يتعيَّن على المسلم عند ذكره للتسمية: أن ينوي حقيقة ما يريده، قولا كان أو فعلا، وذلك من خلال طلب الاستعانة والتوفيق والبركة من الله تعالى على ما يريده عند ذكره للتسمية.
وأخيرا، فاعلم أن للتسمية أحكامًا ومسائلَ كثيرة، لاسيما فيما يتعلق بحقيقة معناها، وصرفها وإعرابها، ومتعلقاتها، وتقدمها وتأخرها، وغير ذلك مما لا تسعه هذه الفتيا، والله تعالى أعلم.


وكتبه
الشيخ د/ ذياب بن سعد الغامدي.
١١/ ١١/ ١٤٣٦
 
هذه بعض التعليقات على كلام الشيخ حفظه الله في ملتقى أهل الحديث نقلت أهمها /


-ماذا يقال عن هذا الأثر ؟

قالَ النَّبِيُّ صلى اللَّـه عليه وسلّم:
«اللَّـه أَكْبَرُ، اللَّـه أَكْبَرُ، اللَّـه أَكْبَرُ،
بِسْمِ اللَّـه عَلَى نَفْسِي وَدِينِي،
بِسْمِ اللَّـه عَلَى أَهْلِي وَمَالِي،
بِسْمِ اللَّـه عَلَى كُل شَيْءٍ أَعْطَانِي رَبي،
بِسْمِ اللَّـه خَيْرِ الأَسْمَاءِ،
بِسْمِ اللَّـه رَب الأَرْضِ وَرَب الْسَّمَاءِ،
بِسْمِ اللَّـه الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ دَاءٌ،
بِسْمِ اللَّـه افْتَتَحْتُ وَعَلَى اللَّـه تَوَكَّلْتُ،
اللَّـهُ، رَبي لاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَدَاً،
أَسْأَلُكَ اللَّـهُمَّ بِخَيْرِكَ مِنْ خَيْرِكَ الَّذِي لاَ يُعْطِيهِ أَحَدٌ غَيْرُكَ، عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَلاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ اجْعَلْنِي فِي عِيَاذِكَ وَجِوَارِكَ مِنْ كُل سُوءٍ وَمِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، اللَّـهُمَّ إِني أَسْتَجِيرُكَ مِنْ جَمِيعِ كُل شَيْءٍ خَلَقْتَ،
وَأَحْتَرِسُ بِكَ مِنْهُنَّ،
وَأُقَدمُ بَيْنَ يَدَيَّ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ، اللَّـهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، مِنْ أَمَامِي وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي »

ابن سعد وابن السُّني فِي عَمل يومٍ وليلَةٍ عن أَبان عن أَنَسٍ رضيَ اللَّـهُ عنهُمَا.

وفي حديث عائشة رضي الله عنها :
قال النَّبِيُّ صلى اللَّـه عليه وسلّم:
«إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامَاً فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّـه فَإنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّـه فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّـه عَلَى أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ»


-يقول ابن قيِّم الجَوْزِيَّة (ت 751هـ) في كتابه «فوائد الفوائد 2/ 20»:
«الفعل المُعدَّى بالحروف المتعددة، لا بد أن يكون له مع كل حرف معنى زائد على الحرف الآخر. وهذا بحسَب اختلاف معاني الحروف. فإن ظهر اختلاف الحرفين ظهر الفرق، نحو: رغبتُ فيه ورغبتُ عنه، وعَدَلْتُ إليه وعنه، ومِلْتُ إليه وعنه، وسعيتُ إليه وبه . وإن تقاربت معاني الأدوات (يريد الحروف) عَسُرَ الفرق، نحو: قصدتُ إليه وله، وهديتُ إلى كذا ولكذا. وظاهرية النحاة يجعلون أحد الحرفين بمعنى الآخر. وأما فقهاء أهل العربية فلا يرتضون هذه الطريقة، بل يجعلون للفعل معنىً مع الحرف، ومعنىً مع غيره، فينظرون إلى الحرف وما يستدعي من الأفعال، فيُشْربون الفعلَ المتعدي به معناه.
هذه طريقة إمام الصناعة سيبويه، رحمه الله تعالى، وطريقة حُذّاق أصحابه، يُضمِّنون الفعل معنى الفعل، لا يقيمون الحرف مقام الحرف، وهذه قاعدة شريفة جليلة المقدار، تستدعي فطنة ولطافة في الذهن.»



-في قوله تعالى (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ))
لذلك يقال ذكر اسم الله على طعامه
أو ذكر اسم الله على وضوئه
والحديث الذي ذكره بعض الاخوة (فَإنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّـه فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّـه عَلَى أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ»
أخرجه الترمذي وابن حبان و قال الترمذي حسن صحيح وصححه الألباني في الجامع
والمقصود أن هذا الرجل يذكر اسم الله على غيره استجلابا لحفظ الله على هذا الانسان
فالحفظ يتعدى بعلى كما في حديث أبي هريرة في قراءة آية الكرسي عند النوم (لا يزال عليك من الله حافظ )
وأيضا الرحمة و البركة تتعدى بعلى قوله تعالى ( رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت)
فذكر اسم الله يبتغى به استجلاب الحفظ والرحمة والبركة وهذه تتعدى كلها بحرف (على)
والله أعلم
 
وجدت في كلام شيخ المفسرين أبي جعفر الطبري رحمه الله عند تفسيره للبسملة ما يفيد جواز هذا الاستعمال عند العرب (اسم الله عليك) وأنه بمعنى التعويذ، وذلك في معرض توجيههه لقول لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
حيث وجه قوله (ثم اسم السلام عليكما)بتوجيهين:
أحدها: أي عليكما اسم السلام بمعنى الزما ذكر الله..
والثاني: -وهو الشاهد- قال فيه الطبري رحمه الله:
(والوجه الآخر منهما: ثم تسميتي الله عليكما، كما يقول القائل للشيء يراه فيعجبه: "اسم الله عليك" يعوذه بذلك من السوء، فكأنه قال: ثم اسم الله عليكما من السوء)
ثم قال رحمه الله: (والوجه الأول أشبه المعنيين بقول لبيد)
أقول وبالله التوفيق: والتوجيه الثاني وهو الشاهد وإن كان مرجوحا في توجيه قول لبيد بخصوصه إلا أن إيراد الطبري له يدل على أنه استعمال صحيح ومعنى مطروق في كلام العرب ويبعد إنكاره..
والله أعلم
 
عودة
أعلى