حكم تسوية {آلذكرين} وأخواتها مع {به آلسحر} على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر.

إنضم
10/04/2005
المشاركات
1,122
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الجزائر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد.

حكم تسوية {آلذكرين} وأخواتها مع {به آلسحر} على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر.

قال ابن الجزري في الطيّبة:
وهمز وصل مــن كألله إذن *** أبدل لكلّ أو فسهّل واقصرن
كذا به السحر ثنا حز والبدل *** والفصل من نحو ءآمنتم خطل.

إشارة منه إلى إلحاق {به آلسحر} بـ: {آلذكرين} وأخواتها في الحكم على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر، مما يستلزم التسوية في التحرير، بمعنى أنّه لوقرئ {آلذكرين} بالإبدال قرئ به لزوماً في {به السحر}، وإن قرئ في الأولى بالتسهيل قرئ في الثانية كذلك لزوماً، مع أنّي لم أقف لحدّ الآن من ذكر وجه التسهيل صراحة في {به آلسحر} على قراءة أبي عمرو، وأبي جعفر.
وقد ذكر الداني في جامع البيان الوجهين في المواضع الستة {آلذكرين} ، و{آالله}، و{آلان} ، وما أشار إلى {به آلسحر} لابي عمرو، بينما اقتصر في {به آلسحر} له على الإبدال بقوله: "قرأ أبو عمرو {ما جئتم به السحر} بالهمز على المدّ الاستفهام"(جامع البيان ص549).
وأما الشاطبي فذكر الوجهين بقوله (وإن همز وصل بين لام) البيت، بينما قال في {به آلسحر}: (مع المد قطع السحر).
قال صاحب العنوان: " فكلهم يقرأ في هذه الستة بهمزة مفتوحة بعد مدة إلا أن ورشا نقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة التي قبلها في قوله: (قل الذكرين) في الموضعين، وقوله: (قل اللَهُ) فيحركها بحركتها، ويسقط الهمزة، فيلفظ بمد يسير من غير همز في هذه الثلاثة"(العنوان ص46). وقال: "(به السحر) بالمد على الاستفهام، أبو عمرو"(العنوان ص105).
قال الصفراوي: "وكلّهم سهّل همزة الوصل التي بعد همزة الاستفهام، وقبل اللام في هذا الموضع، وشبهه في المواضع التي صحبت فيها همزة الوصل لام التعريف، نحو قوله تعالى {آلذكرين}، {قل آلله إذن لكم}، وشبه ذلك" ثمّ قال: "وإنّما أُثبتت في هذه المواضع مسهّلة ليحصل الفرق بين صيغة الخبر والاستفهام"(لوحة 76)، وقال في {آلسحر} :"المد على الاستفهام أبو عمروِ" (لوحة 75).

قال أبو الحسن ابن غلبون عن المواضع الثلاثة {آلان}، و{آلذكرين}، و{آالله} :"فتصير في اللفظ على قراءته في هذه المواضع الثلاثة مداً يسيراً من غير همز"(التذكرة 1/115). كناية عن التسهيل. وقال عن {به آلسحر}: "قرأ أبو عمرو {ما جئتم به السحر} بالهمز والمدّ على الاستفهام"(التذكرة 2/366).

قلت : ذكر الداني في جامع البيان الوجهين في {آلان}، و{آلذكرين}، و{آالله}، بينما اقتصر على الإبدال في {به آلسحر} للبصري بقوله: "بالهمز على المدّ."، وكذلك صنع الشاطبي والصفراوي.
واقتصر كل من صاحب التذكرة والعنوان على التسهيل في {آلان}، و{آلذكرين}، و{آالله} بينما اقتصروا على الإبدال في {به آالسحر} للبصري، مما يدل أنّه وإن اتفقت {آلذكرين} وأخواتها مع {به آالسحر} في الجنس فلا يعني التسوية في الحكم.
ولم أقف على قول من أقوال الأئمّة يوجب إلحاق {به آلسحر} بــ: {آلذكرين} وأخواتها، أو التسوية بينهما في الحكم سوى بن عبد المؤمن (ت 740) في كتابه الكنز حيث قال: "وأمّا {آلسحر} من يونس فهو من هذا الباب –أي باب {آلذكرين} وأخواتها- في قراءة أبي جعفر وأبي عمرو"(الكنز 2/253)، وذكره شمس الدين القباقبي في كتابه أيضاح الرموز وهو من أقران ابن الجزري توفي في 849 هـ ، وذكره المتأخرون على ابن الجزري كالنشار (ت 938) في البدور الزاهرة وغيره.
فهل بعد هذه الأمثلة نقول بوجوب التسوية بين {آلذكرين} وأخواتها مع {به آلسحر} على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر ؟؟؟؟؟؟؟
وإن ثبت قول فلا يمكن أن ينسخ صنيع بعض الأئمّة في التفريق بين الجنسين في الحكم.
والعلم عند الله تعالى.
 
عودة
أعلى