د. جمال القرش
Member
حكم الوقف على: ]كُفّارًا[
قال تعالى: ] وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ[ . البقرة :109
التوجيه النحوي:
يعرف الوقف بمعرفة إعراب ] حَسَداً [ وفيها قولان:
القول الأول: أن تكون ]حَسَداً[ مصدًرا متعلقًا بمضمر أى يحسدونكم حسدًا
القول الثاني:: أن تكون ]حَسَداً[ مفعولاً لأجله لـ] يَرُدّونَكُم) [1]
القول الثالث:: جواز الوجهين
القول الرابع:: جواز الوجهين مع الميل إلى الوجه الثاني
مناقشة الأقوال:
اختار القول الأول : الأخفش، والقتنبي ، والفراء، وابن الأنباري ومكي والداني، وغيرهم. على تقدير مضمر يحسدونكم حسدا، وبذلك يجوز الوقف لتعلقها بجملة فعلية مستأنفة،
قال الفراء ت 207هـ : وقوله: كُفَّاراً ... (109)هاهنا «3» انقطع الكلام، ثم قال: حَسَداً كالمفسر لم ينصب على أنه نعت للكفار «4» ، إنما هُوَ كقولك للرجل: هُوَ يريد بك الشر حسدا وبغيا[2].
قال ابن الأنباري (ت: 328هـ) : والوقف على قوله: (من بعد إيمانكم كفارا) حسن غير تام لأن قوله: (حسدا من عند أنفسهم) منصوب على التفسير عن الأول [3].
قال مكي أبو طالب (437 هـ): والوقف على قوله: (من بعد إيمانكم كفارا) حسن غير تام لأن قوله: (حسدا من عند أنفسهم) منصوب على التفسير عن الأول.. [4]
قال الإمام الداني(ت : 444هـ) : وقال نافع وأحمد بن موسى ومحمد بن عيسى والفراء وأبو حاتم والدينوري وابن الأنباري: {من بعد إيمانكم كفاراً} الوقف. وينتصب ((حسداً)) على المصدر. [وعلى التفسير عن الأول] . وقال الأخفش والقتبي: هو تمام، ثم استأنف ((حسداً)) أي: يحسدونكم حسداً اهـ[5]
قال البغوي: 510 هـ لود كثير من أهل الكتاب َوْ يَرُدُّونَكُمْ} يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ {مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا} نَصْبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، أَيْ يَحْسُدُونَكُمْ حَسَدًا {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} أَيْ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ وَلَمْ يَأْمُرْهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ، {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}[6]
واختار القول الثاني: الزجاج والعكبري. وأبو حيان، والنسفي والسمين الحلبي، وابن عثيمين وغيرهم.
قال الزجاج(ت:311هـ) : وقوله: (حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) موصول بود الذين كفروا، لا بقوله حسداً، لأن حسد الإِنسان لا يكون من عند نفسه، ولكن المعنى مودتهم بكفركم من عند أنفسهم، لا أنهم عندهم الحق الكفر، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.الدليل على ذلك قوله: (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ). [7]
قال العكبري(ت: 616هـ): (حَسَدًا) : مَصْدَرٌ، وَهُوَ مَفْعُولٌ لَهُ ; وَالْعَامِلُ فِيهِ (وَدَّ) ، أَوْ (يَرُدُّونَكُمْ ) هـ [8]
قال النسفي : (710) {حَسَدًا} مفعول له أي لأجل الحسد وهو الأسف على الخير عند الغير[9]
قال ابن عثيمين : قوله تعالى: {حسداً} مفعول لأجله عامله: {ود} ؛ أي ودوا من أجل الحسد؛ يعني هذا الود لا لشيء سوى الحسد[10]
واختار القول الثالث: هو جواز الوجهين: النحاس والأنصاري والأشموني، وغيرهم.
قال العلامة النحاس(ت:338هـ) : قال الأخفش : هذا التمام ثم استأنف ( حسدا) أي يحسدونكم حسدا، وقال الفراء : لوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً ) انقطع الكلام وهو قول أحمد بن موسى ومحمد بن عيسى ونافع ، وقال أبو جعفر : هذا قول محمد بن يزيد ليس بتمام ولا وقف كاف، لأنه يسأل بعض أصحابه ما معنى حسدا من عند أنفسهم ) وهل يكون حسد الإنسان من عند غيره ، فسئل الجواب: فال التقدير :ود كثير من أهل الكتاب لوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حسدا) أي هذا الذي يودونه لم يؤمروا به ، وإنما يتبعون فيه أهواءهم [11]
قال الأنصاري: : (ت: 926هـ) (كفارا) كاف وقيل تام نقل الأصل الأول عن أبي حاتم ثم قال وليس عندي بكاف ولا جيد إن نصب حسدا بالعامل قبله وإنما يكون كافيا إن نصب بمضر سواء فيهما نصب بأنه مصدر أو مفعول له وتقدير المضمر يحسدونكم أو يردونكم [12]
قال الأشموني: (ت : نحو : 1100هـ) : {كُفَّارًا} [109] كاف؛ إن نصب «حسدًا» بمضمر غير الظاهر؛ لأن حسدًا مصدر فعل محذوف، أي: يحسدونكم حسدًا، وهو مفعول له، أي: يرونكم من بعد إيمانكم كفارًا لأجل الحسد، وليس بوقف إن نصب «حسدًا» على أنه مصدرًا، أو أنه مفعول له؛ إذ لا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف. [13]
واختار القول الرابع: وهو جواز الوجهين مع أولوية الوصل السجاوندي
قال السجاوندي (ت : 560 هـ ): جائز : لأن حسدا مصدر محذوف أي : يحسدون حسدا، أو حال أو مفعول له ، وهو أوجه، والوصل أجوز. . [14]
خلاصة أقوال علماء الوقف:
يظهر من خلال ما سبق أن خلاصة أقوال أهل الوقف كما يلي
1. تام، الأخفش، والقتبي.
2. الوقف: نافع، وأحمد ، والفراء، وابن الأنباري
3. حسن: ، ابن الأنباري، ومكي.
4. التفصيل بين الكفاية وعدم الوقف بدون ترجيح ،وهو قول أبي حاتم ، والنحاس، والأنصاري، والأنصاري
5. جواز الوقف والوصل مع أولوية الوصل، وهو قول السجاوندي.
المصاحف
عموم المصاحف لم تشر بعلامة وقف إشارة إلى أولوية الوصل.
القول الراجح:
الذي يظهر لي من خلال عرض أقوال النحاة وعلماء الوقف والتفسير أن الأولى هو عدم الوقف ، وقد رجح ذلك الزجاج والعكبري ، والنسفي، والسجاوندي، و أبو حيان، والسمين الحلبي، وابن عثيمين وغيرهم لما يلي:
1. توفر شروط المفعول لأجله
2. أنه الذي عليه عموم المصاحف
3. لأننا لو قدرنا فعلا لصار المعنى: يحسدونكم حسدا من عند أنفسهم ، وحسد الإِنسان لا يكون من عند نفسه، ولكن المعنى مودتهم بكفركم من عند أنفسهم، لا أنهم عندهم الحق، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر لقوله تعالى: (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ).
4. قال أبو حيان (ت: 754: (: {حَسَدًا مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} : انتصاب حسداً على أنه مفعول من أجله، والعامل فيه ودّ، أي الحامل لهم على ودادة ردكم كفاراً هو الحسد، وجوزوا فيه أن يكون مصدراً منصوباً على الحال، أي حاسدين، ولم يجمع لأنه مصدر، وهذا ضعيف، لأن جعل المصدر حالاً لا ينقاس. وجوزوا أيضاً أن يكون نصبه على المصدر، والعامل فيه فعل محذوف يدل عليه المعنى، التقدير: حسدوكم حسداً. والأظهر القول الأول، لأنه اجتمعت فيه شرائط المفعول من أجله [15].
5. قال السمين الحلبي(ت:756هـ): {حَسَداً} نصبٌ على المفعولِ له، وفيه الشروطُ المجوِّزة لنصبِه، والعاملُ فيه «وَدَّ» أي: الحاملُ على ودَادَتِهم رَدَّكم كفاراً حَسَدُهم لكم. وجَوَّزوا فيه وجهين آخرين، أحدُهما: أنه مصدرٌ في موضعِ الحالِ، وإنما لم يُجْمَعْ لكونِه مصدراً، أي: حاسِدِين، وهذا ضعيفٌ؛ لأنَّ مجيءَ المصدرِ حالاً لا يَطَّرِدُ. الثاني: أنه منصوبٌ على المصدريةِ بفعلٍ مقدَّرٍ من لفظِه أي يَحْسُدونكم حَسَداً، والأولُ أظهرُ الثلاثة. [16]
[1] الجدول في إعراب القرآن (1/ 231) و المجتبى من مشكل إعراب القرآن (1/ 41)
[2] معاني القرآن للفراء (1/ 73)
[3] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 528)
[4] مشكل إعراب القرآن لمكي (1/ 109)
[5] المكتفى (ص: 25)
[6] تفسير البغوي - طيبة (1/ 136)
[7] معاني القرآن وإعرابه للزجاج (1/ 193)
[8] التبيان في إعراب القرآن (1/ 104)
[9] تفسير النسفي (1/ 120)
[10] تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (1/ 357)
[11] القطع والائتناف: 75
[12] المقصد لتلخيص ما في المرشد (ص: 16)
[13] منار الهدى (1/ 83)
[14] السجاوندي : 228
[15] الإعراب المحيط من تفسير البحر المحيط (1/ 263)
[16] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (2/ 67)
البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش
قال تعالى: ] وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ[ . البقرة :109
التوجيه النحوي:
يعرف الوقف بمعرفة إعراب ] حَسَداً [ وفيها قولان:
القول الأول: أن تكون ]حَسَداً[ مصدًرا متعلقًا بمضمر أى يحسدونكم حسدًا
القول الثاني:: أن تكون ]حَسَداً[ مفعولاً لأجله لـ] يَرُدّونَكُم) [1]
القول الثالث:: جواز الوجهين
القول الرابع:: جواز الوجهين مع الميل إلى الوجه الثاني
مناقشة الأقوال:
اختار القول الأول : الأخفش، والقتنبي ، والفراء، وابن الأنباري ومكي والداني، وغيرهم. على تقدير مضمر يحسدونكم حسدا، وبذلك يجوز الوقف لتعلقها بجملة فعلية مستأنفة،
قال الفراء ت 207هـ : وقوله: كُفَّاراً ... (109)هاهنا «3» انقطع الكلام، ثم قال: حَسَداً كالمفسر لم ينصب على أنه نعت للكفار «4» ، إنما هُوَ كقولك للرجل: هُوَ يريد بك الشر حسدا وبغيا[2].
قال ابن الأنباري (ت: 328هـ) : والوقف على قوله: (من بعد إيمانكم كفارا) حسن غير تام لأن قوله: (حسدا من عند أنفسهم) منصوب على التفسير عن الأول [3].
قال مكي أبو طالب (437 هـ): والوقف على قوله: (من بعد إيمانكم كفارا) حسن غير تام لأن قوله: (حسدا من عند أنفسهم) منصوب على التفسير عن الأول.. [4]
قال الإمام الداني(ت : 444هـ) : وقال نافع وأحمد بن موسى ومحمد بن عيسى والفراء وأبو حاتم والدينوري وابن الأنباري: {من بعد إيمانكم كفاراً} الوقف. وينتصب ((حسداً)) على المصدر. [وعلى التفسير عن الأول] . وقال الأخفش والقتبي: هو تمام، ثم استأنف ((حسداً)) أي: يحسدونكم حسداً اهـ[5]
قال البغوي: 510 هـ لود كثير من أهل الكتاب َوْ يَرُدُّونَكُمْ} يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ {مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا} نَصْبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، أَيْ يَحْسُدُونَكُمْ حَسَدًا {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} أَيْ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ وَلَمْ يَأْمُرْهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ، {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}[6]
واختار القول الثاني: الزجاج والعكبري. وأبو حيان، والنسفي والسمين الحلبي، وابن عثيمين وغيرهم.
قال الزجاج(ت:311هـ) : وقوله: (حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) موصول بود الذين كفروا، لا بقوله حسداً، لأن حسد الإِنسان لا يكون من عند نفسه، ولكن المعنى مودتهم بكفركم من عند أنفسهم، لا أنهم عندهم الحق الكفر، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.الدليل على ذلك قوله: (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ). [7]
قال العكبري(ت: 616هـ): (حَسَدًا) : مَصْدَرٌ، وَهُوَ مَفْعُولٌ لَهُ ; وَالْعَامِلُ فِيهِ (وَدَّ) ، أَوْ (يَرُدُّونَكُمْ ) هـ [8]
قال النسفي : (710) {حَسَدًا} مفعول له أي لأجل الحسد وهو الأسف على الخير عند الغير[9]
قال ابن عثيمين : قوله تعالى: {حسداً} مفعول لأجله عامله: {ود} ؛ أي ودوا من أجل الحسد؛ يعني هذا الود لا لشيء سوى الحسد[10]
واختار القول الثالث: هو جواز الوجهين: النحاس والأنصاري والأشموني، وغيرهم.
قال العلامة النحاس(ت:338هـ) : قال الأخفش : هذا التمام ثم استأنف ( حسدا) أي يحسدونكم حسدا، وقال الفراء : لوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً ) انقطع الكلام وهو قول أحمد بن موسى ومحمد بن عيسى ونافع ، وقال أبو جعفر : هذا قول محمد بن يزيد ليس بتمام ولا وقف كاف، لأنه يسأل بعض أصحابه ما معنى حسدا من عند أنفسهم ) وهل يكون حسد الإنسان من عند غيره ، فسئل الجواب: فال التقدير :ود كثير من أهل الكتاب لوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حسدا) أي هذا الذي يودونه لم يؤمروا به ، وإنما يتبعون فيه أهواءهم [11]
قال الأنصاري: : (ت: 926هـ) (كفارا) كاف وقيل تام نقل الأصل الأول عن أبي حاتم ثم قال وليس عندي بكاف ولا جيد إن نصب حسدا بالعامل قبله وإنما يكون كافيا إن نصب بمضر سواء فيهما نصب بأنه مصدر أو مفعول له وتقدير المضمر يحسدونكم أو يردونكم [12]
قال الأشموني: (ت : نحو : 1100هـ) : {كُفَّارًا} [109] كاف؛ إن نصب «حسدًا» بمضمر غير الظاهر؛ لأن حسدًا مصدر فعل محذوف، أي: يحسدونكم حسدًا، وهو مفعول له، أي: يرونكم من بعد إيمانكم كفارًا لأجل الحسد، وليس بوقف إن نصب «حسدًا» على أنه مصدرًا، أو أنه مفعول له؛ إذ لا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف. [13]
واختار القول الرابع: وهو جواز الوجهين مع أولوية الوصل السجاوندي
قال السجاوندي (ت : 560 هـ ): جائز : لأن حسدا مصدر محذوف أي : يحسدون حسدا، أو حال أو مفعول له ، وهو أوجه، والوصل أجوز. . [14]
خلاصة أقوال علماء الوقف:
يظهر من خلال ما سبق أن خلاصة أقوال أهل الوقف كما يلي
1. تام، الأخفش، والقتبي.
2. الوقف: نافع، وأحمد ، والفراء، وابن الأنباري
3. حسن: ، ابن الأنباري، ومكي.
4. التفصيل بين الكفاية وعدم الوقف بدون ترجيح ،وهو قول أبي حاتم ، والنحاس، والأنصاري، والأنصاري
5. جواز الوقف والوصل مع أولوية الوصل، وهو قول السجاوندي.
المصاحف
عموم المصاحف لم تشر بعلامة وقف إشارة إلى أولوية الوصل.
القول الراجح:
الذي يظهر لي من خلال عرض أقوال النحاة وعلماء الوقف والتفسير أن الأولى هو عدم الوقف ، وقد رجح ذلك الزجاج والعكبري ، والنسفي، والسجاوندي، و أبو حيان، والسمين الحلبي، وابن عثيمين وغيرهم لما يلي:
1. توفر شروط المفعول لأجله
2. أنه الذي عليه عموم المصاحف
3. لأننا لو قدرنا فعلا لصار المعنى: يحسدونكم حسدا من عند أنفسهم ، وحسد الإِنسان لا يكون من عند نفسه، ولكن المعنى مودتهم بكفركم من عند أنفسهم، لا أنهم عندهم الحق، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر لقوله تعالى: (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ).
4. قال أبو حيان (ت: 754: (: {حَسَدًا مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} : انتصاب حسداً على أنه مفعول من أجله، والعامل فيه ودّ، أي الحامل لهم على ودادة ردكم كفاراً هو الحسد، وجوزوا فيه أن يكون مصدراً منصوباً على الحال، أي حاسدين، ولم يجمع لأنه مصدر، وهذا ضعيف، لأن جعل المصدر حالاً لا ينقاس. وجوزوا أيضاً أن يكون نصبه على المصدر، والعامل فيه فعل محذوف يدل عليه المعنى، التقدير: حسدوكم حسداً. والأظهر القول الأول، لأنه اجتمعت فيه شرائط المفعول من أجله [15].
5. قال السمين الحلبي(ت:756هـ): {حَسَداً} نصبٌ على المفعولِ له، وفيه الشروطُ المجوِّزة لنصبِه، والعاملُ فيه «وَدَّ» أي: الحاملُ على ودَادَتِهم رَدَّكم كفاراً حَسَدُهم لكم. وجَوَّزوا فيه وجهين آخرين، أحدُهما: أنه مصدرٌ في موضعِ الحالِ، وإنما لم يُجْمَعْ لكونِه مصدراً، أي: حاسِدِين، وهذا ضعيفٌ؛ لأنَّ مجيءَ المصدرِ حالاً لا يَطَّرِدُ. الثاني: أنه منصوبٌ على المصدريةِ بفعلٍ مقدَّرٍ من لفظِه أي يَحْسُدونكم حَسَداً، والأولُ أظهرُ الثلاثة. [16]
[1] الجدول في إعراب القرآن (1/ 231) و المجتبى من مشكل إعراب القرآن (1/ 41)
[2] معاني القرآن للفراء (1/ 73)
[3] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 528)
[4] مشكل إعراب القرآن لمكي (1/ 109)
[5] المكتفى (ص: 25)
[6] تفسير البغوي - طيبة (1/ 136)
[7] معاني القرآن وإعرابه للزجاج (1/ 193)
[8] التبيان في إعراب القرآن (1/ 104)
[9] تفسير النسفي (1/ 120)
[10] تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (1/ 357)
[11] القطع والائتناف: 75
[12] المقصد لتلخيص ما في المرشد (ص: 16)
[13] منار الهدى (1/ 83)
[14] السجاوندي : 228
[15] الإعراب المحيط من تفسير البحر المحيط (1/ 263)
[16] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (2/ 67)
البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش